وقفت منيره
بعد ترفعها عن قبول عائد مادي ورفضت بشدة معتزة بكرامته وكرامة أبيه فابتسم لها بعذوبة زادت من خجلها.
انا عارف ده كويس قوي بس أنا كمان عايز استغل مهاراتك الممتازة في الحسابات قبل اي شركة تانية ما تاخدك مننا يعني الحكاية مصلحة ليا قبل ما تكون مصلحة ليك ولا ايه رأيك يا استاذ مختار
نظر مختارك بابتسامة حانية ل مكة
نهض وليد من أمامها كي يعطيها الفرصة للتفكير بعيدا عن التوتر الذي يسببه لها.
كدا اخدنا موافقة بابا لسه موافقتك يا أنسة مكة ولا مش حابه تشتغلي عندنا بصفة رسمية وعلى العموم لو عايزة وقت تفكري أوكيه انا معنديش مانع خدي وقتك وفكري برحتك أهم حاجة أن توافقي.
خلاص يا وليد بيه الموضوع مش محتاج تفكير بالعكس دي فرصة حلوة بالنسبالي واللي بابا يشوفه صح انا موافقة عليه طبعا بس أنا مش هقدر التزم في المجي هنا من الصبح أو كل يوم عشان الكلية بتاعتي هيفضل وضعي زي ما هو لغاية ما أخلص دراستي.
أمأ لها وليد وشعور بالغبطة يتملكه لموافقتها على العمل لديه حتى تظل قريبه منه يراها كل يوم ويملي عينيه بطلتها الساحرة فجمالها ورقتها خطڤ قلبه منذ أن رأها لأول مرة لكنه ظل صامتا حتى يتحرى عنها وعن والدها ويعلم عنهما كل شيء وعندما ابلغته مصادره بأصلهم الطيب وحسن خلوقهم عزم أمره على جعلها زوجة له لكنه ينتظر حتى يتإكد من صدق مشاعرها ناحيته.
أمأت مكة راسها بخجل توافقه الرأي
أه أن شاءالله وانا موافقة لو هفضل زي ما أنا كدا.
تقدم وليد من باب الخروج كي يتركهما يتابعان مهام عملهما.
تمام يبقى كدا اتفاقنا هكلم مدير شئون العاملين يخلصلك ورقك بمرتب ٣٠٠٠ جنيه مؤقتا لغاية ما تتخرجي قولت أيه يا استاذ مختار
كويس قوي يا وليد بيه انا موافق طبعا وشكرا لكرم أخلاقك.
وقف وليد عند الباب يطالعها بسعادة متفحصا إحمرار الخجل الذي يغزو وجهها كلما رأته.
بالعكس ده اقل تقدير للأنسة مكة اللي من يوم ما ساعدتك وانا ملاحظ أن الحسابات بقت مظبوطة جدا وباين كدا من شغلها انها شاطرة وذكية جدا.
انزلت مكة رأسها بحرج وصمتت فهى غير معتادة على محادثة الغرباء كثيرا ووليد مصرا على اخجالها.
فعلا مكة ذكية جدا دي كانت جايبة ٩٩٪ وهى في الثانوية العامة بس مرضيتش تدخل طب وفضلت التجارة.
اتسعت ابتسامة وليد المحبة.
والله تبقى عملت خير عشان يكون لينا نصيب تشتغل معانا ونستفيد من ذكائها ده.
اصتبغ وجه مكة بحمرة الخجل واستدارت تقف تعطيه جانب وجهها.
شكرا لحضرتك يا فندم.
غادر وليد الغرفة بعد أن طلب منها برفق.
نظرت مكة لوالدها بتعجب.
ايه ده يا بابا ايه اللي خلى حضرتك توافق على شغلي هنا انا كان بيكفيني مساعدتك وخلاص.
اشار مختار بيده محاولا تبسيط الأمر لها.
يا حبيبتي أنت هتفضلي زي ما أنت بتعملي معايا يعني مفيش حاجة جدت ولا حاجة هتزيد عليك وبعدين بصراحة كدا أنا شايف انك تاخدي مرتبك وتحوشيه في البنك أهو ينفعك في جهازك لما تتجوزي انت وحسام واوعي تقولي لممتك على حكاية شغلك هى ولا حد من اخواتك لأني عارف انهم هيستغلوكي وياخدوا منك فلوسك فاهمة.
عقصت مكة بضيق.
يا بابا فلوس ايه اللي بتتكلم عليها دا انا كلي ليكم دا انا لو أطول أجيب لحضرتك وماما وأخواتي حتة من السما مش هتأخر والله.
ربت مختار على يدها بحنو.
انا عارف يا حبيبتي أنك متحوشيش عننا غير الۏحش ربنا يباركلي فيك وفي حنية قلبك يا روح قلبي بس بردو اسمعي كلامي أخواتك وأمك كل همهم فرتكت الفلوس ودا تعبك لازك تحافظي عليه هينفعك في وقت ضيقة فاهمة.
رفعت مكة يد أبيها تقبلها بحب.
فاهمة يا حبيبي حاضر هسمع كلامك وصدقني متخافش عليا طول ما ربنا معايا.
ربت مختار على يدها بحنو.
ونعم بالله العلي العظيم هو قادر يحفظك من كل مكروه.
في المنزل ظلت منيرة في سباتها العميق حتى أن من يراها يظنها ظلت دهرا لا تغفو عينيها أبدا انتصف النهار وأذن الظهر وهى مازالت نائمة وهناك بخارج غرفتها ظلت فتاة صغيرة لا يتعدى عمرها الخامسة عشر تعمل على قدم وساق من أجل أنهاء أعمال المنزل قبل أن تصحو مخدومتها منيرة وتكيل لها السباب لعدم أنجازها ما طلبته منها نهضت منيرة من فراشها بكسل بعد أن قاربت الساعة على الثانية ظهرا وخرجت