قولي ي صبا
بس يا ناس
هتفت بها رحمة تجفل صبا التي كانت في طريقها نحو مخرج البناية بعد ان خرجت من المصعد ف الټفت لها الأخرى بابتسامة مشرقة لتعود إليها وتصافحها بمودة وقالت بتساؤل
إيه دا إنتي رايحة فين بلبس الخروج وإيه اللي موجفك هنا جمب السلم
ضحكت لها رحمة تجيبها
يا ستي انا رايحة اقبض معاش الست الوالدة بس واقفة هنا استنى البواب اصلي بعته على طلب كدة فقولت اقف في مكان مختصر شوية بدل ما ابقى في وش اللي رايح واللي جاي المهم بقى إنتي عاملة إيه في شغلك الجديد
الحمد لله كويس جدا وانا مبسوطة اني بلاجي نفسي فيه.
أومأت رحمة لتسألها
واخويا شادي بقى عامل إيه معاكي في الشغل
سمعت صبا السؤال لتزم شف تيها بابتسامة ملحة قبل أن تجيبها
بصراحة متزعليش مني اخوكي دا مش رئيسي في العمل لكن انا والنعمة مستغرباه دا بيستغفر ربنا كل ما يشوفني وكأني لابسة عرياني أو فيا حاجة غلط والكلام دا على فكرة مش بس من ساعة الشغل لا دا من وجت ما سكنا جمبيكم هنا في العمارة لدرجة اني كنت بسأل نفسي في كل مرة هو في ما بيني وما بينه طار با يت يعني ولا انا كنت مرات ابوه ولا إيه بس فهميني
يارب في مرة يسمعك يا صبا عشان ساعتها يبقى طار ما بينكم بجد.
شهقت مرددة
لا لا بلاش الدعوة دي الله يخليكي دي ساعة صبحية ودا راجل صعب ربنا جعل كلامنا خفيف عليه.
قهقهت رحمة مرددة
يا بت الإيه بتقولي كدة على اخويا وفي وشي طب انا هبقى فتانة وابلغه بالكلام ده وهو اساسا على خروج دلوقتي يالا بقى استلقي وعدك منه يا ناصحة.
يا نهار أبيض هو انا جولت حاجة غلط عشان تفتني عني دا مديري في الشغل وباشا مصر كمان ايه اللي انتي بتقوليه ده عن اذنك بجى انا لازم احصل شغلي عشان مديري ميزعلش مني عن إذنك.
قالتها والټفت مغادرة على الفور ولكنها القت بابتسامة شقية نحو رحمة التي هتفت لها
اه يا جبانة
جامدة .
تفوه بها خلف ظهرها قبل ان تلتف ذراعيه حولها ويحيطها من الخلف.
ليقبل رأسها متابعا بلهجة مغوية
تبسمت بزهو يكتنفها في كل مرة يذكر لها هذه الكلمات لتزيد من ثقتها وتحثها على المضي قدما فقالت
حلو أوي الكلام ده أنا بنبسط أوي لما احس اني عجباك يا كارم .
أممم
زام بها يسننشق عبيرها وي داه التي تحاوطها تجول على منحانياتها وتزداد جرأة يتمتم بأنفاس ساخنة
أنتي دايما عجباني من ساعة ما كنتي قطة صغيرة في الجامعة لغاية ما بقيتي بكامل الأنوثة المتفجرة دي.
نزع نفسه عنها فجأة مجفلا على طرق باب الغرفة ليهدر صائحا بالطارق
مين اللي ع الباب
وصل صوت الخادمة الذي اهتز من صيحته
انا المربية إحسان يا فندم أصل الهانم الكبيرة اتصلت بيا تستعجلني عشان اروحلها بالولد.
فلتت رباب نفسها عنه پغضب متجهمة الوجه تعطيه ظهرها ورد هو يجيب المرأة
خلاص جهزيه يا إحسان على ما البس انا كمان واخرج عشان اخدكم معايا .
امرك يا فندم.
قالتها المرأة وذهبت ليلتفت نحو هذه التي تكتفت تهتز بجس دها بعصبية يعلم سببها جيدا وقال يأمرها بخشونة
محبش حد انا يديني ظهره لفي وشك يا رباب عشان تكلميني.
سمعت منه لتقابل نظرته الباردة بغيظ يفتك بها حتى تنف جر به
عايز مني إيه ما انت كدة كدة بتعمل اللي انت عايزه حتى لو جه على حساب كرامتي الست والدتك بتتصل بالمربية يا كارم ومش هاين عليها تكلمني انا والدته طب انا كدة من حقي بقى اني اخد موقف ومخليهاش تشوف الولد نهائي بعد كدة.
إيه هو اللي من حقك بالظبط سمعيني تاني
قالها بنبرة هادئة مريبة دائما تنجح في بث الړعب بها لتبرر بصوت مهتز
انا بتكلم عن كرامتي يا كارم مامتك من ساعة ما اتجوزنا وهي مش متقبلاني وانت شوفت بنفسك كام مرة احاول اتقرب لها وهي اللي بترفض وتبعد حتى لما خلفنا الولد برضوا بتفرض سيطرتها في الاستحواذ عليه دا ابني انا يا كارم.
على نفس النبرة الهادئة
وهو في حد خد منك ابنك
ثم ارتفعت سبابته ليطرق بطرف الإصبع على خدها يتابع
الولد بيقضي وقت لطيف مع جدته يا قلبي بلاش تبقي وحشة وتحرمي ست عن حفيدها أنا متعود عليكي قمورة وحلوة يعني مفيش داعي انك تغيري صورتك الجميلة دي في عنيا عشان انا كمان متغيرش ولا اقلب على الوش التاني معاكي ماشي يا بيبي.
ظلت على وضعها تناظره بصمت تبتلع ما تبقى بداخلها من اعتراض فهو يفعل ما يشاء وهي اعتادت ان تظل في الركن الذي وضعها به لا تتحرك ولا تحيد بإنش عنه .
قرص على طرف ذقنها بابتسامة منتشية مستمتعا باستسلامها ليردد
هي دي روح قلبي .
قالها واقتنص قبلة سريعة وقوية منها قبل ان يتركها تحترق بعجز يكتفها حتى عن الدفاع عن حقها بابنها .
بخطوات سريعة متعجلة كان يقطع طريقه في بهو الفندق العظيم نحو الغرفة التي يعمل بها وقد أصبحت المقر الرئيسي لسعادته حيث الجمال والروح النقية بقربه حيث الرقة والقوة في نفس الوقت حيث الصبا وعيون الصبا.
وصل اخيرا كي يصطبح بوجه القمر وجهها كما يطلق عليه بداخله ويلقي التحية بقلبه قبل أن يلقيها بلسانه
صباح الخير.
قالها لتنتبه إليه وترفع وجهها عن الهاتف الذي كانت تتلاعب به وتجيبه باحترام وهي تعتدل في جلستها
صباح النور.
تحمحم يجلي حلقه ليقول وهو يتخذ مكانه على كرسي مكتبه
عاملة إيه النهاردة
كويسة والحمد لله.
قالتها
بعجالة وحرج وهي تتناول احد الملفات لتعمل عليها فهذه اول مرة يسألها عن شيء آخر لا يخص العمل شادي الجار الغريب خشن الملامح متجهم الوجه دائما ولكنه رجل محترم هذا ما لمسته بنفسها خلال الأيام القليلة الماضية.
سمعت صوت استغفاره المعتاد قبل يوجه السؤال إليها
خلصتي البيانات اللي طلبتها منك امبارح
أجابته بعملية وهي تعود للبحث في الملفات
اه خلصتهم وعملت ملف جديد بالحسابات الجديدة بعد ما عدلت القديم اجيبلك تشوف.
قالت الأخيرة وهي ترفع الملف الذي اخرجته من وسط كوم من الملفات.
ناظرها بصمت قليلا ثم قال
أنا مطمن لحسبتك يا صبا هخدهم عشان اراجع بس لكن قوليلي بقى حد من عمال الفندق او المقيمين ضايقك
نفت تهز رأسها لتجيبه
لا يعني.... انا ملفتش كتير يدوبك قابلت مدام ميري وسجلت كل اللي تحتاجه الغرف وبعدها روحت المطبخ عند الشيف منصور ودا راجل مشهور وسكرة اساسا.
تغضنت ملامح وجهه فجأة يردد خلفها باستهجان
مشهور وسكرة كمان