علي مكتب صغير بقلم ماجدة بغدادي
و هنلاقي حل .. أنا مش عارف أعمل ايه فكري معايا بدل ما ټعيطي .
رفعت رأسها و نظرت له بعيون دامعة حزينة ينساب منها أنهار الدموع
أفكر في أيه ما أنت عملت اللي أنت عايزه .. كنت مستني مني ايه تاني أكتر من كده لكن لأ .. من النهاردة أنا معتش هقبل منك أي حاجة و اتفضل اطلع برا روح للست لوزة بتاعتك أنا بايعاك خلاص أوعى تفتكر أني هفضل موافقة و ساكتة على كل اللي تعملوه فيا .. برا .. أنا اللي مش عايزاك .. برا براااا بصړاخ
حتى أنت يا علي بتتهمني .
التهمة مش تهمتك لوحدك .. التهمة تهمة أبويا اللي محافظش على بنته و تهمتي و أنا واقف أعاتب زي الحريم مباخدش خطوة أنقذ أختي بيها .. بس خلاص أنا بطلت آخد جنب .
غادره وتركه واقفا يتردد نظره بين باب الغرفة الموجود بها نعمة و الباب الآخر الذي خرج منه علي .. أي ۏجع هذا الذي يقاسيه ولكن صبرا حتى تستقيم الأمور .. من حقهم أن يتخذوا قرارا يدفع الجميع ثمنه لأنهم كانوا جميعا وراءه
رايحة فين يا نعمة
ماشية يا خالتي .. مش هكمل معاكم المصيف .
خالتي! من امتى و أنتي بتقوليلي يا خالتي! أنا طول عمري ماما
استني بس يا بنتي .. حتى استني أحمد بيجيب فطار و جاي دلوقتي
خرج علي من غرفته بحقيبته و اصطف بجواره اخوته عبد الكريم وكاميليا ووجه نظره لخالته
خلاص يا خالتي احنا راجعين مع بعض
حتى أنت يا علي بتقولي يا خالتي ! انتو طول عمركم كنتو بتقولولي يا ماما حتى قبل مامتكم الله يرحمها ما تسيبكم ليا .
سحب حقيبة نعمة وتبعه إخوته وانصرفوا جميعا لتجلس كاميليا والدة أحمد مڼهارة تبكي .. إحساس الضياع انتبهت فجأة على ذلك الفقد الذي لم تحسبه .. تركت عقلها للشيطان يتقاذفه ولم تحسب أنها ستخسر أطفال سمية أختها التي كانت تحبها كابنة لها .. تلك الأمانة التي كادت أن تهدرها بلا وعي .. لا بل أهدرتها بالفعل .. كيف طاوعها قلبها و كيف طاوعت شيطانها و تركت آذانها للشيطانة نجوى ! كيف سمعت لها ! كيف لم أتذكر ما كانت تفعله سابقا لتبعد عني زوجي والد احمد لتتزوجه هي ! لقد اخطأت و خسړت و لا يجدي الندم .
ذهب علي و نعمة و إخوتهم الصغار للشقة القديمة التي تعلو الوكالة التي
ولدوا بها صغارا و عاشوا فيها مع والدتهم رحمها الله انشغلت نعمة والصغار في تنظيف الأتربة و محاولة جعل المكان يصلح للعيش فلم تعد لهم حاجة للعيش مع والدهم و خالتهم .. لقد اختلفت كل المقاييس عن ذي قبل ولا حاجة لهم لتكرار تلك المأساة أو الإستمرار بها .
أنا تعبت أوي و عايزة أقعد أرتاح الله يخليكي يا أبلة كفاية كده .
نظرت لها نعمة مضيقة عينيها
على فكرة يا كوكي أنتي ڼصابة .. إذا كان التراب اللي انتي بټضربي فيه من الصبح لسة متعبش .. ياللا عشان نخلص قوام ونرتاح .
تذمر عبد الكريم
لأ بقى أنا تعبت و جوعت وعايز أنام .. إحنا من ساعة ما جينا مقعدناش و بننضف ونصلح ونفرش .. على الأقل أكلونا الأول .
إلتفتت إليه نعمة و رسمت الخۏف على وجهها
يا ماما .. لا انتو تاكلو طبعا أخاف تاكلوني .. لا تاكلو متاكلوش إزاي ثم نادت بصوت عال يا علي تعالى عشان تتاكل معايا .. تاكل .. تاكل
خرج علي من الحمام حيث كان يحاول تصليح الصنبور و عندما نظر لها اڼفجر ضاحكا وهو يشير لها
أيه ده ! ههههههههههههه عفريت في وشك .
إلتفتت له بدورها لتجده وقد احتل السواد وجهه و الصدأ و ملابسه مبتلة و ليس بأحسن حالا منها
هههههههههههه شفت انت أصلا وشك عامل إزاي ! هو انت بتصلح الحنفية وألا وقعت في المجاري ههههههههه آه يا بطني .
نظر عبد الكريم وكاميليا لبعضهما بتعجب وضجر
أقعدوا اضحكوا وسيبونا جعانين .
ردت نعمة
لأ طبعا مش معقول نسيبكم ضحكت ضحكة مسرحية شريرة وهي تنظرلهم باتساع عينيها إحنا هنتغدى بيكم
و رفعت يديها وهجمت ناحيتهم و هم يضحكون وكاميليا تصرخ و تجري وهي تضحك وشاركهم علي و أخذوا يدغدغونهم وهم يجرون في أنحاء الشقة و يضحكون ضحكات طال غيابها .. أحست نعمة بالاطمئنان و عادت إليها ضحكتها الغائبة و عادت طبيعتها
المرحة التي غيبتها أحداث ثقال صحيح أنها بدأت تفقد أحمد بعد القرب الذي حدث مؤخرا بينهم و لكنها راضية بكل ما يحدث فأيا كان ما يحدث لن يوازي ألم الكرامة و يكفي أنها مع إخوتها ولم تفقد وجودهم .. أثناء جريهم و قفزهم وصراخهم و ضحكاتهم انطلقت طرقات قوية متتابعة على الباب لينتفضوا جميعا ويسرع علي جهة الباب يفتحه ليتفاجئ الجميع بوالدهم و خلفه أحمد نظر لهم والدهم بفزع
أيه اللي بيحصل بتصرخو كده ليه
رد علي بهدوء
أهلا يا بابا اتفضل .
نظر في وجوههم المتربة وملابسهم المليئة بالقاذورات و تفحص هيئتهم المزرية
أنتو كويسين يا ولاد كنتو بتصرخوا كده ليه و إيه اللي عمل فيكم كده
كنا بننضف و مفيش حاجة إحنا بس بنهزر
أنت عندك ډم أنت ! انا م الصبح بلف البلد من شرقها لغربها عشان أدور عليكم و أنتوا هنا بتهزروا ! خدت أخواتك ومشيت ليه يا علي و أنتي يا ست نعمة فيه واحدة محترمة تمشي من غير إذن جوزها .. أنتو عايزين تجننوني !
أدخل بس يا بابا نتكلم جوا .
دخلوا و جلسوا فلم يتبق إلا أشياء بسيطة للعمل نحتها نعمة جانبا وهي ملتزمة الصمت و عيون أحمد تتابعها في كل حركة يا الله كم اشتاق إليها لم يكن يتخيل أن بضع ساعات تغيبها عنه سيشعر بكل هذا الشوق لرؤية عينيها .. الشوق لابتسامة كاد قلبه ېحترق رغبة في عودتها .. دلفت للداخل تحممت سريعا