بعد خصام اسبوع
الفصل الثالث والثلاثون إلى الواحد والاربعون
هدية !
آتي صباح جديد ... و نهاية الشهر المعظم مع عودة أدهم إلي البيت أخيرا
كان الوقت بعد الظهيرة عندما دق باب الشقة ..
ذهبت عائشة لتفتح و تهللت أساريرها لرؤية أخيها
تعلقت برقبته كالطفلة و هي تهدل
دوووومي يا دوووومي
أخويآا الكميييل
حمدلله علي سلامتك يا عريس
أدهم و هو يضحك
طيب شكرا
خلاص بقي يابنتي سبيني
أنا جاي هلكان و عايز أستريح شوية
نظرت عائشة له و قالت بشقاوة
هتستريح يا دومي
كلهآاا بكره يا شقيقي
ضربها أدهم علي رأسها بخفة موبخا
بس بقي يا زنانة إنتي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عائشة عمرك ما هتخلص مني يا دوومي .. ثم نظرت لتلك العلبة التي يحملها بين يديه و قالت
دومي . دومي حبيبي
إيه العلبة الحلوة إللي إنت شايلها دي
دي هدية صح
جايبها لمين
أدهم مالكيش دعوة يا حبيبتي
و إتفضلي خدي الشنطة دي دخليهالي في أوضتي .. و خلع حقيبة ظهره و سلمها إياها
عائشة بتبرم
بقي كده
مآااشي يا دكتور
بس إبقي إفتكرها
أدهم حاضر هفتكرها
بس قبل ما تمشي
قوليلي سلاف فينها
عائشة بخبث
آاااه قول كده بقي
إنت جايب الهدية المعتبرة دي لحبيبة القلب
أدهم بحدة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
عائشة بضحك
طيب خلاص متبرقليش كده
هتلاقيها في أوضتها أكيد
يلا ماعطلكش أنا بقي .. و كتمت ضحكة أخري و ذهبت لتفعل ما قاله لها
ليتنفس أدهم بعمق أخذا مظهر الإستعداد لمقابلة زوجته بعد طول غياب .. ثم ألقي نظرة رضا علي الهدية التي أحضرها لها و توجه إلي غرفتها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من بين أضلاعه من شدة الأثارة و التوق
كانت سلاف مستلقية علي سريرها ..
تقرأ كتابا عندما سمعت باب غرفتها يدق
قلبت صفحة و هي تهتف بخمول
إدخل ! .. و سمعت الباب ينفتح فورا
كانت تظن أن الطارق ليس سوي عائشة أو عمتها ... لكن عبق عطره الشذي الذي تحفظه عن ظهر قلب خيب ظنها ..
و كمان ليك عين توريني وشك
علي فكرة أنا بجد مش طايقاك فعلا يعني مش كدب
إطلع برا لو سمحت أنا مش عايزة أشوفك
أدهم و قد تلاشت إبتسامته
إيه يا سلاف يا حبيبتي
بقي دي مقابلة بردو !
سلاف بحدة شديدة
السؤال ده كان أولى تسأله لنفسك من يومين
بس حتي لو قلت و مهما إعتذرت أنا مش هقبل
خلاص من إنهاردة مافيش عتاب و لا لوم بيني و بينك
أدهم بلطف
طيب ممكن تهدي بس
عشان خاطري
أنا عارف إني غلطان عشان عاملتك بقسۏة شوية
بس إنتي كمان غلطي يا سلاف
جيتي لحد المسجد منغير ما تقوليلي و إنتي عارفة إن الفترة دي أنا لا بشوف حد و لا حد بيشوفني
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
شروط الإعتكاف يا حبيبتي إن العقل و القلب يبقوا مشغولين بالقرب من ربنا
و إنتي عارفة إني بحبك و بضعف قدامك
فجأة ألاقيكي قصادي كل ده كان ممكن يفسد لو ماكنتش إتعاملت معاكي كده
و مع ذلك أنا آسف
سلاف بغلظة
ماتعتذرش
قولتلك مش هقبل منك إعتذارات
إنت مالكش أي مبرر علي فكرة
ده حتي الكلمة الطيبة صدقة و لا إنت ماتعلمتش كده و إنت صغير
إنت قللت مني يا أدهم و قدام الناس إللي عايشين معانا
أنا ساعتها بس إتأكدت إنك مابتحبنيش
أدهم حرام عليكي ماتقوليش كده
قسما بالله أنا ما بحب حد أدك . و آا ..
سلاف و هي تسكته بإشارة من يدها
خلاص من فضلك
أنا مش عايزة أسمع حاجة تاني
إنتهينا
أدهم بحذر
يعني إيه
نظرت سلاف له و قالت بصرامة
يعني الفرح هيتم عشان منظرنا كلنا قدام الناس بس
لكن بيني و بينك فوق في الشقة إحنا إخوات
و مش هطول مني حاجة يا أدهم
أدهم بإستنكار
إيه !
لأ طبعا مافيش الكلام ده
إخوات إزاي يعني إحنا هنهزر يا سلاف
سلاف بجدية تامة
أنا مش بهزر
أنا بقولك إللي هيحصل
مش ھتلمسني يا أدهم
نطر أدهم لها و قال مغالبا غضبه
يا حبيبتي أنا إعتذرت و شرحتلك موقفي
معقول عايزة تعاقبيني بالطريقة دي
إحنا خلاص هنتجوز بعد بكرة
أخيرا أنا و إنتي هنبقي مع بعض و لوحدنا تحت سقف واحد .. و أكمل و هو يقدم لها هديته
و بعدين أنا بقالي فترة بفكر إيه الهدية إللي ممكن تناسب يوم زي ده
بس عقلي ما أسعفنيش
أنا ماخترتهاش بنفسي لأني ماليش خبرة في الأمور دي
بس في واحد صحبي متجوز سأل مراته و هي كتر خيرها يعني ساعدت و إختارت نوع الهدية
من فضلك يا سلاف ماتبوظيش فرحتنا .. و نظر لها برجاء
سلاف بحزم
مش عايزة منك حاجة و مش هغير قراري يا أدهم
إنت مش هتقرب مني
و لو حكمت نلغي الفرح أو تطلقني حتي
أدهم و هو يكز علي أسنانه بحنق شديد
الكلام معاكي مش هيجيب نتيجة دلوقتي
وقت تاني هبقي أجيلك و أتكلم معاكي
ثم وضع الهدية فوق الطاولة الصغيرة و إستدار مغادرا في هدوء ...
شعرت سلاف بدمائها تفور صاعدة إلي رأسها
فإلتفتت و أمسكت بتحفة خزفية و ضړبتها بإتجاه الحائط بقوة كبيرة
لتسقط شظايا متناثرة ..
وقعت عيناها علي الهدية خاصته إندفعت إليها و أمسكت بها ... كانت علبة صغيرة و خفيفة الوزن و كان حولها شريط أحمر معقود بشكل جذاب
نظرت لها بحيرة لكنها لم تستطع أن تكبح فضولها أكثر من ذلك
فتحت العلبة لتري ما بداخلها فإمتلأت يداها فجأة بقماش ناعم
شهقت سلاف و هي تتفحص هذا الشئ پصدمة ..
كان لانچيري قميصا للنوم من قماش الدانتيل الأسود .. كان طويلا و من فئة المخرمات و له فتحة صدر واسعة
تأملته سلاف بعينين مشدوهتين
و سرعان ما تحولت دهشتها إلي الڠضب فإنطلقت إلي غرفته و القميص بين يديها ..
وجدته هناك كان يهم بخلع ثيابه
نظر لها بترقب بينما وقفت برهة ترمقه بتحد لا يخلو من الڠضب ثم إنهالت علي القميص تمزيقا حتي أصبح قطعا تحت قدميها
نظرت له من علو ثم إستدارت عائدة إلي غرفتها و هي تشعر بلذة الإنتصار عليه .. لقد ردت كرامتها الآن
أدهم جالس عند جدته ناولها حبة دوائها ثم عاد ليجلس مكانه ثانية
أطلق زفرة مخڼوقة و قال بضيق شديد
يا تيتة إعملي حاجة
كلميها بالله عليكي ده الفرح بكره ماينفعش كده و الله
نظرت حليمة له و قالت بإنفعال
يعني إنت تروح تنيل الدنيا و في الأخر تيجي تشتكي
ما كل ده بسبب كلامك إللي عامل زي الدبش
إشرب بقي يا حبيبي أديك هتقضي ليلة علي الكنبة
أدهم يا تيتة كفاية تأطيم بقي
أنا ماعملتلهاش حاجة تستاهل كل ده
دي منشفة دماغها علي الأخر
أنا كده مش هعرف أتعامل معاها خالص بالله عليكي ساعديني
حليمة طيب لما أنت واقع كده و مستني اليوم ده علي ڼار
ماعملتش حساب له ليه
زفر أدهم محزونا و قال
أبوس إيدك كفاية يا تيتة
أنا حكتلك المشكلة بدل ما تفضلي تأطمي فيا كلميها هي
أنا فشلت معاها
من إمبارح بحاول أراضي فيها
قافلة الباب في وشي بالضبة و المفتاح
إتصرفي أرجوكي
تنهدت حليمة تنهيدة مطولة و قالت
طيب يابني
هشوف كده و ربنا يسهل
أدهم لأ يا تيتة مش تشوفي
بقولك الفرح بكره
لو فضلت منشفة دماغها و مابتكلمنيش مش هينفع
حليمة بحزم
خلاص بقي
قولتلك هشوف هعمل معاها إيه
إتفضل روح إنت دلوقتي و سبني أستريح شوية
أدهم و هو يقوم بتباطؤ
حاضر يا تيتة
بس ياريت تليني دماغها
منغير شدة من فضلك
فهميها بس إن ماكنش قصدي و إني بحبها .. و مشي
لتنتظر حليمة قليلا من الوقت ثم أرسلت إلي سلاف
جاءت سلاف و إمتثلت أمامها ..
نعم يا نناه ! .. قالتها سلاف بصوتها الرقيق
حليمة بمظهر جدي للغاية
أقعدي يا سلاف
أنا عايزة أتكلم معاكي شوية
إنصاعت لها سلاف و جلست في كرسي مقابل لها ..
سلاف خير يا نناه
إنتظرت حليمة قليلا ثم قالت
سؤال يا سلاف و عايزاكي تجاوبيني عليه بمنتهي الصراحة
إنتي بتحبي أدهم ..... !!!!!!!!الفصل الرابع والثلاثون
كڈبة !
بمرور الوقت ... يزداد ضيق أدهم بشكل لا يطاق
فيبدل ملابسه و يهم بمغادرة المنزل كله
لكنه يقابل والدته عند البوابة في الأسفل ..
أمينة بتساؤل
إيه يا أدهم علي فين يابني !
أدهم بملامح عابسة
خارج أشم شوية هوا يا أمي .. و أكمل بإهتمام
إنتي كنتي فين صحيح
أنا ماشوفتكيش و إنتي نازلة !
أمينة بإبتسامة حزينة
كنت عند أختك إيمان
روحت أعزمها علي فرحك بس مارضيتش
ما تكلمها إنت يا حبيبي و آا ..
ماما ! .. قاطعها أدهم بحدة و أكمل بصرامة
مش هكلم حد
عايزة تيجي أهلا و سهلا محدش يقدر يمنعها ده بيتها بردو
بس تيجي لوحدها
عشان أنا حالف لو شوفت الحيوان جوزها هقتله
و لعلمك قټله حلال يعني ربنا مش هيحاسبني
أمينة بدموع
طيب يا أدهم
خلاص . براحتك يابني
زفر أدهم و قال بضيق
يا أمي ماتعمليش كده بالله عليكي
خليكي فاكرة إني مش غلطان و إن ده أقل تصرف عملته
و كمان أنا إستحملت أفعال كتير حصلت في البيت عشان خاطرك و خاطر أختي رغم إن ده حرام و ماينفعش
أمينة و هي تحاول رسم إبتسامة
ماشي يا حبيبي
إنت عندك حق
بس دي بردو بنتي و أختك
مش هنتبرا منها يعني
أدهم لأ طبعا
أختي و بنتها علي عيني و راسي
البيت مفتوحلهم دايما
يجوا في أي وقت أهلا بيهم
أمينة بإبتسامة
ربنا يخليك لينا يا حبيبي
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة
و يخليكي لينا يا حبيبتي .. ثم حني رأسه ليقبل يدها و قال
يلا بقي إطلعي إنتي
و أنا مش هتأخر
ساعة بالكتير و راجع إن شاء الله
عند حليمة و سلاف ...
الجدة صامتة في إنتظار رد حفيدتها ... و لكن الرد تأخر كثيرا لتقول حليمة
سكتي ليه يابنتي
ما تتكلمي و فهميني
بتحبي أدهم و لا لأ
علي فكرة لو قولتي لأ خلاص إعتبري الموضوع منتهي
أنا عمري ما هجوزك لحد ڠصب عنك حتي لو كان أدهم
في الأخر أنا كل إللي يهمني سعادتك
ها . قولتي إيه !
نظرت لها سلاف و إعترفت بإستسلام
أنا طبعا بحبه يا نناه
لو
ماكنتش حبيته مستحيل كنت كملت معاه لحد النقطة دي
إبتسمت حليمة و قالت
طيب الحمدلله
طمنتيني
بس لما إنتي بتحبيه بتعامليه كده ليه
مش المفروض إللي بيحب حد بيحترمه
سلاف بتبرم
أنا دايما بحترمه يا نناه
بس هو إللي من يوم ما شوفته و هو بيعاملني معاملة وحشة أوي و بحالات
أوك أنا عذرته عشان فهمت إنه ملتزم و قبل الجواز ماكنش ينفع يختلط بيا
لكن بعد ما إتجوزنا ماتغيرش أوي
الطابع غالب فعلا و إنتي ماتعرفيش هو عمل معايا إيه من يومين
حليمة لأ عارفة كل حاجة
هو حكالي
بس بردو مهما كان إللي عمله
ينفع تقوليله أنا مش طايقاك مش عايزة أشوف وشك
ينفع تطرديه من أوضتك و تقوليله مش هطول مني حاجة
ينفع تقطعي الهدية إللي جبهالك يا سلاف
عضت سلاف علي شفتها شاعرة بالخجل لتكمل الجدة
ردي يا سلاف !
علي فكرة لو كان ده واحد غير أدهم كان أدبك علي كل إللي عملتيه ده
و ربنا مديله الحق و في نفس الوقت ربنا ڠضبان عليكي
سلاف پصدمة
ربنا ڠضبان عليا !!
ليه
حليمة أقري الآية 34 من سورة النساء و تفسيرها
الواحدة إللي تتمرد علي زوجها و تعصيه ربنا بيلعنها يا حبيبتي
و هو أساسا إعتذرلك يعني برا ذمته
ليه إنتي تستمري
في الغلط بقي
سلاف بضيق
أنا مش غلطانة يا نناه
أنا بحاول أثبت شخصيتي قدامه عشان مايتهاونش معايا تاني
حليمة بلطف
يا حبيبة قلبي أدهم بيحبك
أنا متأكدة أنه هايشيلك جوا عنيه
صدقيني أنا مطمنة عليكي جدا و إنتي معاه
و خصوصا بعد إنهاردة و كل الكلام إللي قالهولي
تنهدت سلاف و قالت
طيب يا نناه
حضرتك قوليلي عايزاني أعمل إيه و أنا هعمله
حليمة مبدئيا عايزاكي تراضي أدهم
إنتي زعلتيه أوي
و عايزاكي تسحبي كل كلامك إللي قولتيه
ده جوزك يا عبيطة و بكره فرحكوا
الليلة إللي مش هتتعوض أبدا
كنتي عايزة تحرميه و تحرمي نفسك منها !!
أحمر وجه سلاف خجلا و هي تقول
حاضر يا نناه
هكلمه عادي و .. هسحب كلامي
حليمة بإبتسامة رضا
الله يرضى عليكي يا حبيبتي
إنتي كده ريحتيني
و من جهتي أنا بضمنلك إنه مش هيتصرف معاكي بالإسلوب ده تاني قدام أي حد
هو وعدني
العتاب هيكون بينك و بينه
و ربنا مايجبش عتاب يعني
إن شاء الله تعيشوا في حب و هنا العمر كله
سلاف بإبتسامتها الرقيقة
يارب يا نناه
يارب
كان أدهم يقود سيارته بإتجاه البيت ... و كان صديقه الدكتور زياد يجلس بجواره
حانت منه إلتفاتة نحوه و هو يقول بتردد
إنت متأكد يا زياد إن إللي هنعمله ده هيجيب نتيجة !
زياد و هو يضحك بمرح
يابني ماتقلقش
التمثلية دي مضمونة مية في المية
أنا عملتها مع ناس قبلك و عمرها ما خيبت
أي واحد متخانق مع مراته بيجيلي و أنا بظبطه
أدهم بجدية
أيوه بس أنا هعترفلها إني كنت بمثل
مش هكدب عليها
زياد يا عم براحتك بقي
المهم أسلكك و خلاص
و لو إنك مش عايز تقولي إيه سبب الخلاف إحتمال كنت أفيدك أكتر
أدهم بصرامة
دي أسرار بيني و بين مراتي يا زياد
و بعدين خليك في حالك من فضلك إحنا صحاب بس
أكتر من كده هنخسر بعض أنا مابدخلش حد في حياتي الشخصية خصوصا بيتي
مافيش بس إلا المرة دي و أخرك علي باب الشقة و بعد كده تتكل علي الله و تنسي إنك دخلت البيت ده أساسا
زياد إيه إيه ياعم إهدا شوية
هو أنا هدخل أقلبكوا
خلاص أنا أسف إني سألت
أدهم بشئ من الهدوء
ماشي حصل خير
يلا أهو وصلنا !
تسمع أمينة جرس الباب يدق و هي بالمطبخ ...
فتنادي إبنتها لتذهب و تفتح
تآففت عائشة و قالت بتذمر و هي تركض إلي باب الشقة
إففف مافيش حد غيري بيفتح الباب ده
أستغفر الله العظيم .. و عدلت من وضعية حجابها ثم فتحت
شهقت عائشة بهلع عندما رأت أخيها يستند كليا إلي شخصا ما و قد بدا عليه الإعياء بصورة واضحة ..
صاحت پذعر كبير
أدهم !
يا مامآااااااا
إلحقيني يا مامآااااااا
أدهم
مالك ياخويا مآاالك يا حبيبي
نظر زياد لها و قال يهدئها
إهدي يا أنسة
إطمني هو بخير
شوية دوخة بس
جاءت أمينة في هذه اللحظة تتبعها سلاف ..
صعقټ أمينة بدورها من المنظر بينما إنخلع قلب سلاف من الړعب علي زوجها ... إنطلقت صوبه و هي تهتف بصوت مهزوز
أدهم !
ماله يا عائشة فيه إيه
أمينة و هي ترتجف من الخۏف
إبني ماله يا أستاذ
إيه إللي حصله
زياد يا جماعة إهدوا و إدوني فرصة أفهمكوا
أولا أنا دكتور زياد زميل أدهم
هو كان معايا من شوية و فجأة لاقيته داخ
واضح إنه ما أكلش حاجة من الصبح لإن ضغطه واطي
دي حاجة بسيطة جدا و ماتقلقوش هو كويس
أنا بس إللي أصريت أوصله لحد باب البيت عشان أطمن عليه
زفرت أمينة بإرتياح و قالت
كتر خيرك يا دكتور زياد
ألف شكر
بس هو يعني بيتكلم
أنا مش شايفاه كويس !
و هنا تكلم أدهم بثقل دون أن يرفع وجهه إليهم
أنا كويس يا ماما
ماتقلقيش !
أمينة بحنان
سلامة قلبك يا حبيبي .. ثم نظرت
إلي زياد و قالت
لو مش هنتعبك يا دكتور تفضل سانده كده لحد أوضته !
زياد برحابة
طبعا يا طنط
هي فين أوضته
أمينة إتفضل قدامي
علطول يمين أخر الطرقة إللي هناك دي
و توجه به زياد علي حسب إرشادات أمينة
بينما زجره أدهم پغضب و همس في أذنه
هو ده إتفاقنا
أقسم بالله لو ما مشيت دلوقتي حالا لأوريك
مش هتخرج من هنا سليم
زياد هامسا بدوره
إهدا شوية هتفضحنا
هدخلك و همشي حاضر
كنت هقول إيه لوالدتك يعني !
و أوصله زياد إلي سريره ثم قال بتعجل
أستأذن بقي
و ألف سلامة علي أدهم
أمينة إستني يا دكتور إشرب حاجة
زياد بإبتسامة
متشكر يا طنط
بس أنا مستعجل بصراحة
متأخر علي المستشفي
عن إذنكوا
أمينة طيب أوصلك لحد الباب .. و ذهبت أمينة لتوصله إلي الخارج
بينما جلست سلاف بجوار أدهم ..
كانت تمسح علي وجهه برقة و حنان و تمرر أصابعها في شعره و دموعها لا تنقطع ... قربت فمها من أذنه و همست بندم شديد
أنا أسفة
أنا إللي ضايقتك و زعلتك أووي كده
أنا السبب
عادت أمينة و قالت و هي تطل علي إبنها و تتفحص وجهه لتطمئن
سلامتك يا حبيبي
ليه يا أدهم ما أكلتش طول اليوم
عاجبك إللي حصلك ده
و فرحك بكره يا حبيبي
و الله إحنا محسودين
بس و لا يهمك أنا هاروح أحضرلك أحلي عشا .. ثم نظرت إلي سلاف و قالت
تعالي معايا يا سلاف
سلاف و هي تنظر إلي زوجها
لأ يا عمتو Sorry مش هقدر
مش هقدر أسيب أدهم دلوقتي
أمينة بإبتسامة
ماشي يا حبيبتي
خليكي إنتي جميه
تعالي معايا إنتي يا شوشو
عائشة حاضر يا ماما .. ثم ربتت علي قدم أخيها و قالت
سلامتك يا دومي
يا رب بس تيتة ماتكونش سمعتنا
و أخيرا ... أصبح الزوجين علي إنفراد بعد خروج أمينة و عائشة ..
طبعت سلاف قبلة طويلة علي جبهة أدهم و قالت
سلامتك يا حبيبي
إنت كويس يا أدهم
نظر أدهم لها و قال
خاېفة عليا يا سلاف !
سلاف طبعا
أومال هخاف علي مين
أنا ماليش غيرك في الدنيا
سامحني بليز
أدهم مش لما تسامحيني إنتي الأول !
سلاف أنا مسمحاك
خلاص مش زعلانة منك و إنسي كل الكلام إللي قولته
بس بليز ماتزعلش إنت و ماتتعبش نفسك تاني
أوعدك إني مش هضايقك تاني أبدا يا أدهم
أمسك أدهم بيدها و قال بهدوء ممزوج بالحذر
طيب في حاجة تانية عايزك تسامحيني عليها
و بعد كده ننسي كل ده و نفتح صفحة جديدة
سلاف و هي تنظر له بحيرة
حاجة إيه !
أدهم بتردد
أنا مش تعبان يا سلاف
و لا ضغطي واطي
أنا كنت بمثل عليكي عشان نتصالح قبل الفرح
كان لازم إعترفلك لأني زي ما قولتلك مابحبش الكدب أبدا
و لما تيجي ماما دلوقتي هقولها الحقيقة بردو
نظرت سلاف له پصدمة و ظلت لدقيقة كاملة تحدق فيه بصمت ...
سلاف و قد إنتابها الڠضب
إنت بتهرج يا أدهم
إزاي تعمل فينا كده
إحنا إتخضينا عليك !
أدهم مطرقا رأسه بخزي
أنا أسف
بس ماكنش قدامي حل تاني
إنتي كنتي مصرة تنفذي إللي في دماغك و تبوظي اليوم إللي فضلت أحلم بيه من يوم ما أتجوزتك
نظرت له بضيق و قالت
إنت كنت ھټموټني من الخۏف عليك و أنا شايفة صاحبك داخل و ساندك
و كل ده تمثيل
الله يسامحك بجد
أدهم و قد فشل في مقاومة إبتسامته
بجد كنتي خاېفة عليا
يعني لسا بتحبيني
مش زي ما قولتيلي إمبارح
سلاف و هي ترمقه بغيظ
إنت عارف كويس إني بحبك دايما
لكن إمبارح كنت بكرهك و بحبك في نفس الوقت
أدهم بإستغراب
إيه المشاعر العجيبة دي ! .. ثم قال بسعادة
بس مش مهم
المهم إننا إتصالحنا و إنك رفعتي الحظر عني صح
إبتسمت سلاف رغما عنها و قالت
أيوه
بس خلي بالك عشان مش كل مرة سماح
أدهم لأ خلاص توبة
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين يا حبيبتي
بس ممكن بوسة عشان أتأكد و كمان نوثق اللحظة دي
سلاف
تؤ تؤ
مافيش حاجة حلوة ليك خالص إنهاردة
بكره لو فضلت مؤدب و محترم هاوريك مفاجآت كتيييييير
أدهم بإبتسامة عريضة
بجد يا سوفي
أومأت سلاف باسمة ليقول
طيب ممكن حضڼ بس !
تصبيرة يعني
سلاف بتفكير
مممم
حضڼ واحد بس !
أوك .. و فتحت ذراعيها لإستقباله بينهما
تنهد أدهم بإمتنان و قال و هو يتنشق عبق جلدها الناعم
يآااااااااه يا سلاف
كنت حاسس بالغربة و الله
سلاف و هي تضحك
حمدلله علي السلامة يا حبيبي
يوم الزفاف .... !!!!!!!!!!الفصل الخامس والثلاثون
وصايا !
ستار من النور الساطع أضأ كل نوافذ منزل آل عمران ...
خطوط طويلة من المصابيح المتوهجة تدلت مزينة حديقة البناية كلها و قد عكست آشعة دقيقة علي أوراق الأشجار التي طوقت المنزل
أما باقات الزهور و الورود الشذية فإمتدت علي طول درجات السلالم حتي البوابة ..
كانت الحديقة هذه المرة من نصيب أدهم و ضيوفه كانت للرجال فقط
أما النساء فكان مكانهم في الأعلي بشقة أمينة ..
أقيم إحتفال بسيط و مبهج أيضا كالمرة
السابقة و إستطاعت سلاف أن ترتدي فستانا عاري الصدر و الكتفين بعد أن جاءت لها خبيرة التجميل و حضرتها للزفاف علي أكمل وجه
كانت رائعة الجمال في زي العروس لم يراها أحد إلا و ردد عبارات البسملة .. تفاصيلها تنطق بالحسن الليلة
شعرها البني المصفر و عيناها الزرقاوتان و قسماتها الأنثوية الرقيقة ... كان جمالها يحرج يؤذ المشاعر
مما جعل أمينة تأتي بالمبخرة و تطوف حولها و هي تقرأ عليها بعض الآيات القرآنية ..
بينما مالت حليمة صوبها
كانت تجلس بجوارها مباشرة ... تمتمت قرب أذنها بشئ من السرية
بت يا سلاف !
نظرت سلاف لها و قالت بصوتها الرقيق
نعم يا نناه
حليمة بجدية
إسمعيني كويس و إفهمي إللي هقولك عليه
أنا مش عايزاكي تبقي سهلة خآالص الليلة دي
سلاف بإستغراب
يعني إيه يا نناه مش فاهمة !!
حليمة لما تطلعي شقتك مع جوزك
إوعي تسلميله بسرعة
إتقلي عليه شويتين تلاتة كده
أحمرت سلاف خجلا و قالت
إيه يا نناه إللي بتقوليه ده !!
حليمة بصرامة
مش وقت صدمة يا حبيبتي
بقولك ركزي معايا لازم تسمعي كلامي و تعملي كده
أنا عارفة مصلحتك
سلاف طيب ليه يعني
ليه عايزاني أتقل عليه !
حليمة عشان تبقي مؤدبة يا حبيبتي
نظرت لها سلاف بعدم تصديق ثم إنفجرت ضاحكة و قالت
خلاص يا نناه
أوعدك هعمل بالنصيحة
كانت راجية و إبنتها تجلسان جنبا إلي جنب ... نظرات الحقد و الحسد تملأ عيناها و هي تتأمل سلاف
لتميل مايا و تهمس لها بغيظ شديد
شايفة يا ماما
كل ده عشانها هي
ماحرمهاش من حاجة .. فستان فرح عريان و full Make_Up
حتي الچاكوزي و التدليك والتكييس و كل التجهيزات دي جبلها صاحبة أكبر سنتر تجميل تعملها كل ده هنا في البيت
كل ده عشان بيحبها
بيحبها أوي يا ماما
راجية بفم مزموم حنقا
بكره هتشوفي بنفسك إللي بيحبها ده هيعمل فيها إيه
إصبري بس
مايا بسخرية
و لا هيعمل أي حاجة
إنتي مصدقة إن الشغل إللي بتعمليه ده هيجيب نتيجة !!
نظرت راجية لها و قالت بإبتسامة شريرة
طبعا .. و هو لسا هيجيب
إنتي مش شوفتي بعنيكي المشاكل إللي كانوا فيها اليومين إللي فاتوا
و لسا لما أحطلهم الهدية الكبيرة في شقتهم
مش هيفوت شهر إلا و هو مطلقها
مايا بإستخفاف
و الهدية دي هتحطيها في شقتهم إزاي !
راجية بخبث
مش الواجب بردو إننا ننروح نبارك
دي أحسن فرصة قدامنا .. ثم نظرت نحو سلاف مجددا و أكملت
مابقاش راجية لو ماطلعتهاش من البيت ده عن قريب
بمرور الوقت تحول الزفاف الهادئ إلي حفل راقص و تعالت وتيرة الحماس ... حيث أدارت عائشة أغنية شعبية صاخبة و قامت الفتيات لإبراز موهبتهن في الرقص
و شاركت
سلاف قليلا بين الحين و الأخر و لكنها كانت تكتفي بأن تتمايل بدلال فقط لعدم خبرتها في هذا المجال
بينما دفعت راجية بإبنتها لتؤدي رقصتها المتميزة
و للحق إستطاعت مايا التغلب علي الجميع في هذه النقطة و قد نالت التشجيع الحار و عبارات الثناء علي أدائها الجبار و كانت أمها شديدة الفخر بها ..
لكزت حلا كتف عائشة و غمغمت بمرح
شايفة يا شوشو مايا متألقة إزاي .. و ضحكت
عائشة بضحك هي الأخري
شايفة ياختي
و لا طنط راجية
طول الليلة قافلة الشبابيك و مبوزة
أساريرها مانفتحتش إلا لما بنتها قامت تهزلنا وسطها
حلا يابنتي دي حلاوة روح
خالتي ھتموت من القهرة ما إنتي عارفة إنها كانت تتمني مايا إللي تبقي مكان سلاف إنهاردة
عائشة بغمزة
القلب و ما يريد بقي يا لولو
و ربنا يرزق مايا بإبن الحلال الواحد هيعوز إيه غير كده يعني
حلا علي رأيك .. ثم قالت بجدية و إبتسامة صادقة
بس سوفا زي القمر
بجد أحلي عروسة شوفتها .. ربنا يسعدها هي و أدهم
عائشة بإبتسامة
يااااااارب يا لولو
و عقبالك إنتي كمان
حلا و هي تضع يدها علي كتفها
أنا و إنتي يا شوشو
اللهم واحد زي يا أدهم يااارب
عائشة و هي تضحك
لا لا لا مافتكرش
أخويا مالوش مثيل .. و بعدين لولا الحب ماكنش إتجوز أصلا إنتي مش فاكرة كان عامل إزاي قبل ما سلاف توصل !
حلا فاكرة فاكرة
يلا ربنا معانا و خلاص
دقائق أخري مرت ثم قامت أمينة بإفتتاح البوفيه و إنشغل الجميع بالطعام ..
أما في الأسفل عند أدهم ... قام ضيوفه بنسف المآدبة الفخمة التي أقامها لهم
لم يتبقي شيئا علي المائدة الضخمة و قد بدا جميع رفاقه و معارفه سعداء مما أشعره بالراحة و الإطمئنان علي إكتمال الليلة
كانت جلسة سمر رائعة مفعمة بالأنس و السلام و الهدوء .. و خالية من المحرمات و المنكرات أجمع الكل علي أنه أفضل زفاف علي الإطلاق
و إنتهي الفرح عند منتصف الليل ...
غادر الضيوف و الأقارب .. لم يبقي سوي آل البيت عدا الشباب عمر و مالك
صعدا كلا منهما إلي شقته بناء علي رغبة أدهم لأن زوجته غير محتشمة نهائيا الآن
نظرت حليمة لحفيدتها و قالت بإبتسامة ممزوجة بدموعها
مبروك يا حبيبتي
ألف مبروك يا سلاف
.. ماتتصوريش فرحتي إنهاردة عاملة إزاي
بس كان نفسي أوووي أبوكي يبقي معانا !
سلاف پبكاء
ربنا يرحمه يا نناه .. و يخليكي ليا ... و إحتضنتها بقوة
أمينة بتأثر
جرا إيه يا جماعة !
هنقلبها مناحة و لا إيه
صلوا علي النبي
الجميع عليه أفضل الصلاة و السلام
نظرت حليمة إلي أدهم و أوصته قائلة
أدهم
خلي بالك من سلاف
حطها في عنيك يابني ده طلبي الوحيد منك
أدهم بإبتسامة
ماتخافيش عليها خالص يا تيتة
دي بقت حياتي كلها دلوقتي .. و أمسك بيد زوجته مطبقا عليها برفق
لبنة مهنئة
ربنا يسعدكوا يابن أخويا و يرزقكوا بالذرية الصالحة يارب .. ثم زجرت أختها لتقول شيئا
راجية علي مضض
مبروك يا سلاف
مبروك يا أدهم
نظر أدهم لعمته و قال
الله يبارك فيكي يا عمتي
شكرا .. ثم نظر إلي سلاف و حثها
مش يلا يا حبيبتي !
أومأت سلاف له و قالت و هي تكفكف بدموعها بظاهر يدها
يلا
و تبادلا عبارات وداع أخري ثم أخذها أدهم و إستقلا المصعد إلي الشقة الخاصة بهما و التي تقع بالطابق الأخير ...
وضع أدهم المفتاح بالقفل و أداره و فتح الباب ... ثم إلتفت إليها مبتسما تلك الإبتسامة الرائعة
و بدل أن يمسك يدها مرة أخرى إنحني و حملها بين ذراعيه بمنتهي السهولة ..
حبست سلاف أنفاسها فورا فلم تتوقع منه فعل كهذا
قالت بدهشة
إنت إتعلمت الحاجات دي فين !!
أدهم مازحا بإبتسامة
عارفة كتاب كيف تسعد زوجتك في ليلة الزفاف
ضحكت سلاف بقوة ليتابع و هو يسير بها إلي الداخل و يغلق الباب بقدمه
بهزر
و أنا صغير كنت بشوف أفلام بس دي أمور متعلقة بالفطرة يعني مش محتاجة تعليم
سلاف بإستغراب
و إنت صغير كنت بتشوف أفلام
طيب و دلوقتي لأ و لا إيه !
أدهم طبعا
سلاف ليه كده بس
أدهم بلطف
يا حبيبتي مش الأفلام دي فيها ممثلين بني آدميين زيي و زيك
سلاف أه
أدهم و المناظر إللي بتتعرض مش أغلبها فيها عري و صور غير أخلاقية
سلاف إمممم
خلاص فهمتك يا أدهم
يعني إنت مش بتشوف تلفزيون خالص صح
أدهم و هو يضحك
لأ بشوف طبعا
أحيانا بشوف كورة و رياضة
و الأخبار ده أساسي إنما أفلام ماليش فيها
وصلا إلي الصالون ... ليضعها أدهم علي قدميها برفق شديد
هاجمها خوف مفاجئ و صار وجيب قلبها المتسارع مسموعا الآن ..
أحست بنظرات أدهم علي وجهها لكنها أبت إجابة تلك النظرات و ظلت محدقة بالأرض
قام أدهم بالمبادرة و مد يده إلي وجهها ..
جرت أصابعه متمهلة علي خدها منتقلة بخفة من فمها إلي رقبتها .. ثم إلي وسطها
طوقها يذراعيه متمتما
إنتي زي القمر إنهاردة
سلاف بصوت مهزوز
شكرا
و إنت كمان حلو أووي
و بدلتك جميلة
أدهم مداعبا
طبعا مش إنتي إللي إختارتيها
الجميل بيختار الجميل .. ثم قال بجدية
قبل أي حاجة تعالي نغير الهدوم دي و نتوضا أنا و إنتي عشان نصلي مع بعض
سلاف بإبتسامة
أوك .. و توجها معا إلي الغرفة
أضأ أدهم النور الأصفر الخاڤت
فظهرت الغرفة و وضحت أكثر ... كانت كبيرة بيضاء و كان أكثر مساحة الجدار من أوراق الحائط وردية اللون
كان السرير في الوسط و كانت ثياب أدهم و سلاف متجاورين فوقه ..
أخذ أدهم ما يخصه و قال لها
أنا هاروح أغير في الحمام
خدي راحتك .. و خرج تاركا لها الغرفة
أطلقت سلاف زفرة مرتفعة ثم ذهبت لتغلق الباب و عادت لمكانها من جديد
مدت يدها و أخذت القميص الموضوع علي السرير .. كان هذا إختيار أمينة قميص أبيض و طويل علي قدر من الإناقة و الرقة
لكنه لم يعجب سلاف ..نظرت له بعدم رضا و إتجهت إلي الخزانة ... وضعته بمكانه ثم راحت تنقب عن شئ مناسب
وقع إختيارها علي قميص قصير أسود يحمل بطاقة الماركة العالمية الإيطالية لا بيرلا ..
خلعت فستانها و إرتدته ثم توجهت نحو منضدة الزينة
أزالت المكياچ كله و قامت بتمشيط شعرها و ربطته للخلف بعقدة علي شكل كعكة
دق الباب في هذه اللحظة ..
سلاف بتلقائية
مين !
أدهم بسخرية من الخارج
قرينك يا سلاف
هيكون مين يعني هو في غيرنا في الشقة !!
ضحكت سلاف و قامت لتفتح .. لكنها جمدت فجأة متذكرة ما ترتديه
ركضت بسرعة إلي الخزانة و أحضرت الإسدال و لبسته ثم هرولت لتفتح الباب ..
أدهم بإبتسامة
كل ده بتعملي إيه
سلاف كنت بقلع الفستان و بشيل ال_Up
أدهم طيب يلا روحي إتوضي
أنا هستناكي جوا
سلاف بصوتها الرقيق
حاضر .. و مشت ناحية الحمام
توضأت في وقت وجيز ثم عادت إليه و هي تضبط لفة الحجات حول وجهها
أدهم و هو يتفحصها بإعجاب
ما شاء الله
قمر في كل حالاتك
سلاف مبتسمة بخجل
شكرا ! .. ثم إتخذت مكانها خلفه
إستعد أدهم في ثوان ثم بدأ ... و إنتهت الركعتين بسرعة و كانت سلاف تشعر بالراحة و الطمأنينة و صفو البال
إلتفت أدهم لها و قال بإبتسامة
بصي يا حبيبتي
ركزي في إللي أنا هعمله دلوقتي ده عشان عايزك
تعملي زيه
إتفقنا
أومأت سلاف موافقة ..
ليضع أدهم يده علي مقدمة رأسها ثم يسمي بالله قائلا
بسم الله الرحمن الرحيم تبارك وتعالى اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شړ ما جبلتها عليه .. و أنزل يده منتظرا منها أن تفعل مثله
إبتسمت سلاف و وضعت يدها علي رأسه مرددة الحديث الذي تلاه الآن ..
نظر لها برضا و مد يده ليزيل الحچاب عن رأسها ...
فك العقدة التي تعتقل خصلات شعرها فحرره لينسدل كشلالا حول كتفيها
مرر أصابعه فيه و هو يقول بحب
عارفة يا سلاف !
أنا متأكد إن مافيش حد في الدنيا دي كلها مبسوط أدي
و خاصة الليلة دي
أنا بحبك معمول لمين
أدهم بحنان
يعني إنتي جعانة
أومأت سلاف إيجابا ..
أدهم بضحك
طيب ياستي
تعالي نتعشا .. و خرجا معا إلي غرفة الطعام
سحبت سلاف مقعد و جاءت لتجلس .. ليوقفها تعليق أدهم
إيه يا حبيبتي هتاكلي و إنتي لابسة الإسدال و لا إيه !!
سلاف بشئ من التوتر
أه عادي
أنا مرتاحة فيه مش مضايقة .. و جلست
هز أدهم كتفاه بخفة ثم أخذ مكانه علي رأس الطاولة ..
و بعد الإنتهاء من العشاء ... زحفت يده إلي يدها و قال بنفاذ صبر
مش يلا بقي يا سلاف !
و لا عايزة تعملي حاجة تاني
نظرت سلاف له و قالت بإبتسامة
أه
إيه رأيك نلعب شوية
أنا نفسي ألعب معاك أووي
أدهم بدهشة
هه !
نلعب
سلاف بحماسة
أه
و بعد مرور أكثر من ساعتان ... حاولت سلاف إطالة الوقت في الترهات و التفهات إستهلكت صبر أدهم كله
حتي ثار في نهاية الأمر و صاح بإنفعال
و بعدين يا سلآااف !!!
إنتفضت سلاف مذعورة و قالت
في إيه يا أدهم
أدهم في إيه إنتي
عمالة تضيعي الوقت في أمور تافهة ليه
سلاف بإرتباك
هي فين الأمور التافهة دي بس !
إستشاط أدهم ڠضبا و قال
يعني عشا و إتعشينا
لعب و علمتيني الشطرنج إللي ماعرفش عنه أي حاجة في ساعتين
كلام و قعدتي تحكيلي إزاي نيرون ۏلع في روما
و ليه هتلر أسس الحزب النازي
مش ناقص إلا نفتح قناة النيل للمنوعات و نقعد نستني حلقة عالم البحار عشان تبقي كملت من كله .. ثم أمسك بذراعيها بقوة و أكمل بغيظ شديد
حاجة واحدة بس عايز أعرفها
فين المفاجآت إللي عشمتيني بيها إمبارح
أنا لحد دلوقتي ماشوفتش و لا مفاجأة
ما تنطقي !!
سلاف و هي تحدق فيه پخوف
ما هي دي المفاجآت يا حبيبي
أدهم پصدمة ممزوجة بالعصبية
نعم يا حبيبتي
سلاف بهزر يا أدهم . بس ممكن تهدا
مش كل حاجة بتيجي واحدة واحدة و لا إيه
أدهم من بين أسنانه
ما المصېبة إن مافيش أي حاجة جت لحد دلوقتي
يا حبيبتي كده ماينفعش
فاضل علي آذان الفجر ساعة و نص بالظبط
سلاف بلطف
أوك
خلاص يا أدهم بس بالراحة شوية
زفر أدهم مغالبا غضبه و أرخي قبضتاه عن ذراعيها و قال
أنا أسف
أعذريني يا سلاف إنفعلت عليكي
بس أنا ماتوقعتش منك كده بصراحة
كنت فاكر إن إنتي إللي هتشجعيني
سلاف برقة
و لا يهمك
أنا كمان أسفة .. لعبت بأعصابك شوية
بس أنا بردو مكسوفة يا أدهم
أدهم بإبتسامة
مكسوفة مني يا سلاف
من إمتي !
سلاف و قد تلاشت إبتسامتها و ضړبته بخفة في صدره
قصدك إيه يا أدهم
و لا حاجة
بس عموما يعني
كفاية كده أبوس إيدك .. أنا إستويت
سلاف بتعاطف ممزوج بالدلال
يا حرآااام
طيب خلاص ماتزعلش
تعالي معايا ! .. و أمسكت بيده متوجهة إلي غرفتهما
وقفت أمامه و قالت بشئ من الخجل
أدهم ممكن تلف ثواني
عشان أوريك أول مفاجأة !
علت إبتسامة أدهم و قال
ماشي .. و أعطاها ظهره بسرعة
لتباشر هي بنزع الإسدال .. ثم تركض بخفة صوب منضدة الزينة
تناولت قنينة العطر
الخاصة بليلة الزفاف و التي كانت من مجموعتها المفضلة ڤيكتوريا سيكريت ..
ثم عادت إلي مكانها ثانية
أدهم ... بعد دقيقة و قد إلتقطت أنفه رائحة أفقدته صبره تماما
خلاص يا سلاف و لا إيه
أخذت سلاف نفسا عميقا و قالت بثقة
خلاص يا أدهم !
إستدار لها فورا ... لتتسمر عيناه عليها أحس بأنفاسه تلتصق بحلقه نطق بصعوبة
دي أول مفاجأة !!
سلاف و هي تضحك
تقريبا
أدهم بإنبهار
إنتي حلوة أوي يا سلاف .. ثم أمسك بها و ضمھا إليه بقوة مكملا
أنا بحبك أوووي
سلاف بحب
و أنا بموووت فيك
أدهم بعد الشړ عليكي .. ثم أبعدها قليلا و قال بصوت مهزوز و هو يتأملها كلها
إوعي تقلقي أو تخافي مني
سلاف بإبتسامة
أخاف منك إزاي و إنت أماني و كل حاجة ليا في الدنيا
أدهم
و هو يرد لها الإبتسامة
طيب تعالي
في كلام كتييير أوي عايز أقولهولك
أخفضت سلاف رأسها خجلة ليقول أدهم و هو يمسد علي ظهرها برفق
اللهم جنبنا الشيطان
و جنب الشيطان ما رزقتنا ..و هكذا بدأت الحياة بينهما
جميلة .. و مليئة بالعواطف الملتهبة الرائعة ........ !!!!!!!!!!!!الفصل 36
آذي جديد !
تناولت حليمة حبة الدواء بعد عناء ...
لتتنفس أمينة الصعداء ثم تقول
أخيرا يا ماما ختي دواكي !
غلبتيني معاكي و الله
نظرت حليمة لها و قالت بضيق
أنا عايزة أطمن علي البت يا أمينة
طلعوني أطل عليها
أمينة بلطف
يا ماما إحنا مش إتفقنا نسيبهم لبعض كام يوم
و بعدين إنهاردة صباحيتهم مش معقول نعملهم إزعاج
و كمان أدهم مشدد علينا محدش يزعجهم خآالص أنهاردة بالذات و لا يدخل فيهم
حليمة بإستهجان
و ده إيه أصله إن شاء الله !
أولا أنا ماتفقتش مع حد علي حاجة
ثانيا دي بنت إبني و من حقي أطمن عليها
إفردي تعبانة
فيها أي حاجة و إبنك غشيم
أمينة و هي تضحك
غشيم إيه بس يا ماما
ده دكتور أد الدنيا
حليمة بردو جاهل في الحاجات دي
ده طول عمره مستقيم لا راح شمال و لا يمين و دي أول مرة له
هيجرب حظه في البت بقي و لا إيه .. ثم قالت بإنفعال
إتصليلي بيها علي الأقل
دلوقتي يلآااا عايزة أطمن عليها
قطبت أمينة و هي تقول بنفاذ صبر
حاضر يا ماما حاضر
هتصلك بيها !
في شقة أدهم و سلاف ...
تستيقظ من نومها علي نحو الظهيرة
مع إنتصاف الشمس و دخول ضوئها اللامع من النوافذ ... تألقت غرفة النوم بسريرها الأبيض الضخم و بدت سلاف كالأميرة النائمة
بهية و جميلة جدا ..
كانت وحيدة في الغرفة بل في الشقة كلها عندما دق هاتفهها الرابض بجوارها علي الطاولة و أيقظها
فتحت عيناها بتثاقل ... كانت السعادة تغمرها رغم كل شيء و كانت الأحلام الوردية تلف غفوتها
مما أشعرها بالضيق إزاء الرنين المتواصل و الذي أفاقها من هذه الغيبوبة اللذيذة ..
مدت يدها و أخذت الهاتف ثم ردت دون أن تعرف من
ألوو ! .. كان صوتها ناعس
أتي صوت جدتها متلهفا
صباح الفل يا حبيبة قلبي
يا عروستي الحلوة
وحشتيني يا سلاف !
سلاف بإبتسامة تغلف صوتها الرقيق
صباح النور يا نتاه
إنتي كمان وحشتيني أوي
حليمة طمنيني يا قلبي
عاملة إيه و كله تمام و لا لأ
عضت سلاف علي شفتها بخجل عندما تدفقت ذكريات الليلة الماضية في عقلها ..
لكنها ردت بسعادة
أنا كويسة يا نناه
و كله تمام ماتقلقيش
حليمة طيب الحمدلله
و أدهم فينه كده
إنتوا لسا نايمين لحد دلوقتي
سلاف و هي تنظر بجوارها و عبر الغرفة كلها
متيهألي أدهم صحي من بدري
هي الساعة كام دلوقتي يا نناه
حليمة إحنا بقينا الضهر يا حبيبتي
الساعة قربت علي 1
سلاف يبقي أكيد أدهم صحي و نزل يصلي في المسجد
يا حبيبي ده أكيد نزل منغير فطار
أنا هقوم أحضرله أي حاجة بقي
حليمة ماشي يا حبيبتي
و أنا هبقي أكلمك تاني عشان أطمن عليكي .. و أنتهت المكالمة
لتقوم سلاف من الفراش بتكاسل و تتجه إلي الخارج قاصدة طريق الحمام ..
لكن يستوقفها ما شاهدته علي منضدة الزينة
كانت ورقة صغيرة ملصقة بالمرآة أسفلها صينية الطعام ... إنه الفطور ..
غيرت سلاف الوجهة و ذهبت لتري ما هذا
إلتقطت الورقة
كانت رسالة من أدهم معنونة من الخارج بإسم السيدة سلاف عمران إسمها الجديد ..
قرأت خطه الأنيق بعينان باسمتين صباح الخير يا حبيبتي . لو صحيتي و وقعت في إيدك الورقة دي فأكيد شوفتي الفطار إللي حضرتهولك قبل ما أنزل . أنا حاليا في المسجد أو علي وصول . المهم إني مش هغيب كتير . راجعلك بسرعة إن شاء الله . بس إفطري كويس و إوعي تستنيني . أنا أكلت حاجة بسيطة و شربت القهوة كمان
مضي بإسمه أسفل الرسالة ..
تنهدت سلاف منتشية من جرعات الرومانسية هذه و في بداية الصباح ... نظرت إلي الطعام و صنعت لنفسها سندويشا و أكلته و هي تحضر بعض الثياب لتستحم
تركت ملابسها علي السرير أخذت روب الإستحمام فقط ثم ذهبت إلي الحمام ...
..............
يصل أدهم خلال مكوثها بالحمام ... في البداية حسبها لا تزال نائمة لكنه سمع مع إقترابه من الغرفة صوت الماء ينساب من الدش مرتطما بالرخام الناعم
علم أنها تأخذ حمامها الآن و كم إنتابته رغبة في الدخول معها .. فلا تنفك صورتها الكاملة تطارد خياله و تلهبه و لم يمر علي ذلك إلا بضع ساعات فقط
لكن غلبه الحياء
رغم كل ما حدث بينهما البارحة لا زال هناك شيئا من التحفظ وحدها الرغبة العارمة التي واتته و من دونها ما كان ليفعل أي شئ
خرجت سلاف في هذه اللحظة و أنقذته من أفكاره ..
إبتسمت تلقائيا عندما رأته و قالت و هي تلف المنشفة كعمامة علي رأسها
دومي حبيبي
وصلت أخيرا !
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة
أيوه يا حبيبتي
إزيك دلوقتي
سلاف كويسة
ليه نزلت منغير ما تصحيني
و كمان إنت إللي حضرت الفطار ! .. و قطبت مستاءة
أدهم يا هانم ما إنتي وخداها نوم من إمبارح
و جيت أصحيكي عشان صلاة الفجر ماعرفتش
كنتي في عالم أخر
و الله لولا سمعتك بتتنفسي كنت إفتكرتك مع الأموات
بعد الشړ عليكي طبعا
بصراحة صعبتي عليا فسيبتك تنامي براحتك و حضرتلك أي حاجة تاكليها لما تصحي
بس لازم تعوضي الفريضة إللي فاتتك دي و مش عايزها تتكرر تاني عشان ربنا مايزعلش مننا
سلاف و هي تضحك
معلش
هو كان يوم متعب كله و إستعدادت و حفلة و رقص و سهر
مادرتش بنفسي في الأخر فعلا
أدهم بحنان
خلاص
أهو كله عدا الحمدلله و ربنا جمعنا علي خير .. و مس وجنتها بإبهامه مسا خفيفا
سلاف بإبتسامة
المهم إنك مبسوط !
إدهم و هو يجذبها من وسطها نحوه
مبسوط بس
أنا مش لاقي وصف
توتر أدهم للحظة ثم عاد من جديد و قال بجدية
لأ مش هتفوتك
يلا روحي إلبسي هدومك و صلي
أنا هستناكي برا
كانت أمينة بالمطبخ ... تجهز الغداء لإبنها و زوجته
عندما دلفت عائشة و صاحت بعدم تصديق
إيه ده يا ماما !!
إيه الأكل ده كله لمين
أمينة بنصف تركيز
لأخوكي و مراته يا حبيبتي
عائشة بدهشة كبيرة
كل ده لأخويا و مراته !! .. و أشارت إلي الأصناف الهائلة التي أعدتها أمها
نظرت لها أمينة و قالت بحدة
الله أكبر في عينك
إيه يا بت بدل ما تقولي بالهنا و الشفا !!
عائشة هنا و شفا إيه بس !
و الله أنا إفتكرتك بتعملي أكل و هتوزعي علي البيت
عشان أكل إمبارح خلص علي الضيوف يعني و كده
أمينة بتعجب
الله !
يابنتي مش أخوكي عريس و لازم يتغذي !
عائشة و هي تضحك
و إنتي كده بتغذيه و لا بتعلفيه
حرام عليكي ده لو قعدوا اليوم كله مش هيقدروا يخلصوا ربع الوليمة دي
أمينة مالكيش دعوة إنتي
حد كان خد رأيك أصلا
عائشة بقي كده !
مآااشي
طبعا ما هو وحيد مامي و هو إللي علي الحجر
دلعيه براحتك يا ماما
أمينة أه يا حبيبتي أدلعه و مادلعوش ليه
ربنا يسعده و يهنيه كمان و كمان
ده طول عمره مقفلها علي نفسه و ماشفتوش فرح أبدا إلا الفترة الأخيرة
ربنا يديم الفرحة في قلبه يآاااارب
عائشة بإبتسامة
يارب يا ماما
يارب
امينة طيب يلا بقي عشان تطلعي معايا الأكل يا حبيبتي
عائشة و قد تلاشت إبتسامتها
أطلع معاكي كل ده !!!
هزت أمينة رأسها يائسة من تصرفات إبنتها و تمتمت بضيق شديد
صبرني يارب
صبرني
بعد الإنتهاء من الصلاة ...
بدلت سلاف ملابسها و إرتدت فستانا منزليا يصل إلي فوق ركبتاها كان بلون بشرتها
صففت شعرها و تركته مفرودا كما يحبه أدهم ثم وضعت قليلا من مساحيق الزينة
و أخيرا إختارت العطر الرومانسي Heavenly .. رقيق و يتألف من الفاوانيا و الفانيللا مع المسک و خشب الصندل
ثم خرجت لتوافي زوجها في حجرة الجلوس ..
شغل أدهم التلفاز و وضعه علي محطة الرياضة حيث تذاع مباريات كأس العالم لكرة القدم
جلست ناعسة في حضنه و كان مستمتعا بإحتضانها بل أنه كان يضمها بقوة يكاد يعتصرها .. كما واظب علي تقبيل رأسها و جبينها و كتفها
كان يشعر بنعومتها تغمره و تغمر جفاف سنوات طويلة شققت مشاعره ... كانت كالجنة بالنسبة له ..
ملت سلاف من مشاهدة المبارايات فمطت جسدها و إرتفعت قليلا لتقبله
لكنها أعرضت عن مرادها و تذمرت قائلة
أدهم مش ناوي تخف دقنك شوية يا حبيبي
بتشوكني !
إنتفض أدهم قائلا بصرامة
لأ و ألف لا يا حبيبتي
كله إلا دقني
سلاف بضيق
أنا ماقولتش إحلقها أنا بقول خفها شوية .. ثم قالت و قد واتتها فكرة
إيه رأيك أسويهالك أنا !
نظر أدهم لها و قال بسخرية
و أنا إتجننت عشان أسلمك نفسي
ده إنتي ممكن تشليها خالص و أنا قعدت عمري كله محافظ عليها
يدوب كنت بسويها شوية لأني مابحبش الدقن الطويلة أوي
سلاف برجاء ما ده إللي هعمله يا حبيبي
بليييز
لازم يبقي عندك ثقة فيا أكتر من كده
إبتسم أدهم قال
أنا ثقتي فيكي مالهاش حدود
طيب
لكي ما تشائي . لكن لو طولتي إيدك أوي و تعمقتي هنزعل من بعض يا سلاف
سلاف و هي تضحك
ماتخافش يا قلبي
رغم إني هموووت و أشوفك منغير دقن
دي أمنيتي و الله
أدهم يبقي للأسف هتفضلي تتمنيها طول عمرك و مش هتنوليها أبدا يا سلاف
أنا إستحالة أحلق دقني
نظرت له بنفاذ صبر و قالت
أوك براحتك .. و جاءت لتقوم
فأمسك بذراعها و أعادها إليه مجددا و هو يقول
إيه رايحة فين
سلاف بملامح عابسة
نعسانة هدخل أنام شوية
أدهم بإبتسامة ماكرة
طيب هتسيبيني لوحدي هنا
أنا كمان نعسان خديني معاكي
سلاف بعناد
لااااااااأ
خليك قاعد لسا الماتش ماخلصش
أدهم و هو يقذف بالريموت نحو الطاولة
ماتش إيه
ما
يتحرق الماتش
هو عندي أهم منك !
سلاف و هي تتدلل عليه و تتمنع
لأ
أنا مايرضنيش تسيب الماتش في نصه
أقعد كمله
أدهم و هو يمسك ذراعيها و يملأ كفيه بهما و بكتفيها المستديرين البضين
قولتلك إنتي أهم من مليون ماتش
إنتي حبيبتي يا سوفا .. ملمس جلدها الناعم و لونه الأبيض المائل إلي الإحمرار أطلق العنان لرغبته من جديد
كان سينطلق معها الآن لولا سماع جرس الباب ..
أبعدته سلاف و هي تهمهم بخفوت
الباب !
روح شوف مين يا أدهم
أدهم بضيق
شديد
إيه الإزعاج ده بقي !
هيكون مين يعني
أنا منبه عليهم محدش يقرب من هنا خالص
بعد إسبوع علي الأقل
ضحكت سلاف و قالت
معلش
روح إفتح و أنا هدخل ألبس حاجة
يلا !
تآفف أدهم بضجر و قام علي مضض ... فتح الباب ليجد أمه بوجهه ..
مساء النور و الهنا يا حبيبي .. قالتها أمينة بإبتسامة عريضة
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلا يا أمي إتفضلي .. و لمح عائشة خلفها ليتابع
إزيك يا شوشو !
عائشة بإبتسامة
الحمدلله يا دومي
إنت عامل إيه يا حبيبي
الشقة وحشة أوووي منغيرك إنت و سوفي
أمينة بإسراع
أنا يا حبيبي مش جاية أضيق عليكوا
أنا بس قلت أطلعلك الغدا و هنزل علطول
أدهم بلطف يخفي سروره من قول أمه
تنزلي علطول إزاي بس
إدخلي يا أمي هتتغدي معانا طبعا إنتي و عائشة
أمينة ربنا يخليك يا حبيبي
بس ماينفعش جدتك لوحدها
زم أدهم شفتاه بأسف مصطنع و قال
آااه صحيح
طيب معلش
هنبقي ننزلكوا إحنا بعدين
أمينة براحتكوا يا حبيبي .. ثم إلتفتت لإبنتها و أكملت
تعالي ورايا يا عائشة نوصل الأكل علي السفرة .. و دخلتا يتبعهما أدهم
إيه كل ده يا أمي ! .. قالها أدهم و هو يرمق الغداء بإستغراب شديد
ضحكت عائشة بمرح و قالت
مش قولتلك هيتصدم
يلآاا مش مهم عشان يتغذي براحته
أدهم بعدم فهم
بتقولي إيه يا عائشة !
زجرتها أمينة پغضب فقالت مغالبة ضحكة
و لا حاجة يا دومي
أنا بس بقول إنت هتاكل لوحدك
ما سلاف كمان هتاكل معاك
أدهم بس ده كتير أوي بردو
لا أنا و لا هي هنقدر علي كل ده
أمينة يا حبيبي بالهنا و الشفا
كلوا إللي تاكلوه و شيلوا الباقي لوقت تاني
مش مشكلة يعني
أدهم بإبتسامة شكر
حاضر يا أمي
عموما شكرا .. و رحلت الأم و الإبنة سريعا
لتخرج سلاف في هذه اللحظة و هي ترتدي روبا من الحرير الأبيض و قد عقصت شعرها للخلف علي شكل ذيل حصان ..
سلاف بدهشة
الله !
أنا كنت سامعة صوت عمتو و عائشة
راحوا فين يا أدهم
أدهم بإبتسامة واسعة
مشيوا
مشيوا يا حبيبتي كانوا جايبنلنا أكل
سلاف بجد
هو فين
أنا جعت أووي .. و حاولت العروج إلي غرفة الطعام
ليوقفها أدهم بيده قائلا
علي فين يا حبيبتي
لأااا مش هتعمليها فيا تاني زي إمبارح إنسي
و بعدين إيه الروب ده و فين شعرك
مالك رفعاه كده ليه !
يلا يا حبيبتي كما كنتي
قدامي علي الأوضة
سلاف طيب إستني أنا فعلا جعانة و الله
أدهم بصرامة
بعدين
الأكل مش هيطير
يلآاااا .. و راح يدفعها برفق و حزم أمامه
سلاف بضحك هستيري
إنت إيه إللي جرالك بس
إتحولت خآاالص !!
تصل راجية إلي بيتها عند المغيب ...
كانت تضع تحت إبطها لفة داكنة غريبة الشكل يدت حريصة عليها جدا و مهتمة بألا يراها أحد
ولجت إلي شقتها في هدوء تام ..
لتصطدم بها مايا و تصيح بسأم
كنتي فين يا ماما طول النهار
راجية پغضب
ششششششششش وطي صوتك
مالك في إيه
مايا و هي تتفحصها بغرابة
أنا إللي مالي !
مالك إنتي شكلك غريب أوي كده ليه
و إيه اللفة إللي مسكاها دي !
إنتي كنتي فين يا ماما .. و تحولت نيرتها فجأة عندما خمنت من أين جاءت أمها
راجية بجدية و قد أبقت لهجتها خاڤتة بدرجة مناسبة
مالكيش دعوة كنت فين
ماتسأليش
مايا بإنفعال
ماسألش إزاي يعني !!
إنتي كنتي عند الراجل الهباب ده إللي بيعملك الأعمال و القرف صح
راجية بحدة
قولتلك مالكيش دعوة و وطي صوتك
و عشان ترتتحي أه كنت عنده
كنت بعمل إيه بقي مالكيش فيه
كل إللي بعمله ده عشان مصلحتك
يبقي ماسمعش صوتك و أي كلمة تانية بالجزمة سامعة .. ثم رمقتها بنظرة تحذيرية أخيرة
و أسرعت إلي غرفتها لتخفي هذا الشئ الذي أتت به لآذية إبن أخيها و زوجته ..
تنهدت مايا قائلة بإشفاق
ربنا يهديكي يا ماما
و الله حاسة إنك هاتودينا في داهية
أو هتولعي فينا كلنا ...... !!!!!!!الفصل 37
مفاتيح !
أفاقت سلاف من نومها في المساء ...
ثالث يوم عسل
كان الخمول يسيطر عليها و الكسل يثقلها بشكل لم تألفه من قبل .. ظلت راقدة بمكانها قليلا واضعة ذراعها فوق عينها
كانت سکړانة ... دائخة فإنقلبت علي جانبها أملا في مزيد من النوم ..
لكنها لم تجد أدهم بجوارها
قطبت بإستغراب و هي تتحسس مكانه ... كان لا يزال دافئا
قامت من السرير و إرتدت روبها القصير
ثم خرجت لتبحث عنه
وجدته عند باب الشقة واقفا أمام البواب يعطيه شيئا و يناقشه بشأنه ... إنتظرت حتي إنصرف الأخير
ثم مشت ناحيته و هي تقول بصوت متحشرج قليلا
أدهم !
في إيه إيه إللي طلع عم حسن هنا
نظر أدهم لها و قال و هو يطوقها بذراعيه
أنا إللي بعتله يا حبيبتي
إستغليت إنك نايمة و كلفته بحاجة كده
سلاف بإستغراب
كلفته بإيه يا أدهم !
أدهم بإبتسامة خبيثة
مش إنتي بتعملي فيها ناصحة و بتقفلي عليكي باب الأوضة و الحمام بحجة إنك بتتكسفي مني !
أنا بقي سقطلك الحجة دي و إديتله المفاتيح يرميها في أبعد صندوق ژبالة
خلآااص من دلوقتي لا مفر مني يا حبيبتي
إبقي وريني هتستخبي إزاي
أحمرت سلاف خجلا و قالت
إنت إزاي تعمل كده
طيب كنت خبيهم
لكن ترميهم !!!
ليه
أدهم لأ أنا أحب أخلص من العوائق نهائيا
كده أحسن
عشان تبقي تحت عنيا دايما .. و غمز لها
سلاف پصدمة
إنت متأكد إنك أدهم
لأ مش ممكن !
فين أدهم وديت جوزي فين إنطق !!!
أدهم و هو يضحك و يضمها إليه بقوة
بس يا مچنونة
إنتي عايزة إيه يعني
ما إحنا خلاص إتجوزنا و معايا الرخص و التصاريح
إنتي بس إللي سايقة الكسوف من ليلة و بتغلبيني
مع إنك ماكنتيش كده خآااالص
إعتقد المكان هو السبب
تعالي ننزل تحت تاني لو كان ده هيفكك شوية
سلاف أه و ماله عشان نتفضح وسطهم كلهم
طيب دي احسن حاجة اننا قاعدين بعيد و محدش شايفنا و لا سامعنا
ربنا يهديك يا حبيبي إهدا شوية
وبعدين لازم تعرف إن المواجهة بتبقي أصعب
أدهم بجدية
طيب إيه رأيك لو نسافر يومين كده
ممكن أمد أجازتي إسبوع كمان أنا عمري ما خت أجازة أصلا
سلاف نسافر !
و هنسافر فين يعني !
أدهم أي حتة
المكان إللي تقولي عليه هنروحه
سلاف بتفكير
إمممممم !
إيه رأيك في إسكندرية أنا عمري ما زورت مصر أصلا قبل ما أنزل و إستقر معاكوا
بس سمعت إنها تجنننننننن
أدهم بعدم ثقة
إسكندرية
مش عارف !
أصل علي حسب ما بيقولوا بتبقي زحمة أوي في الصيف
إختاري مكان تاني يا سلاف
فكرت سلاف من جديد و لكنها لم تحصد أي نتائج ..
قالت بحزن
ماعرفش
أنا ماعرفش أي حاجة هنا
أدهم بإبتسامة
طيب و لا يهمك
أنا هتصرف
سلاف بفضول
هتعمل إيه
أدهم إنتي مش عايزة بحر متوسط
خلاص هاوديكي الساحل
بتليفون هكون حجزت المكان إللي هنقعد فيه و مدة الإقامة و كله و نمشي بعد الفجر علطول
ها . عايزة تقضي كام يوم
سلاف بإبتسامة
يومين كفاية أوي
البيت بردو هيوحشني و نناه و عمتو و شوشو
مقدرش أبعد عنهم كتير
أدهم بعتاب
بقي كده !
يعني أنا إللي بقيت وحش دلوقتي و مش عايزة تفضلي معايا لوحدك !
سلاف و هي تزيد إلتصاقا به و تحاوط وجهه بكفيها
ده إنت قلبي
أنا أقدر إستغني عنك بردو
أنا بحبك . إنت و بس
أدهم بإبتسامة عريضة
أيوه كده بقي
قولي كمان يا سوفا
بحب أسمع منك الكلام ده أووي
سلاف هامسة في أذنه بنعومة
بحبك يا أدهم
بحبك أووووي
إرتبك أدهم و من جديد شعر بذكورته كلها تعود و تمتلكه بعد طول غياب ...
حمحم بشئ من التوتر و قال
طيب ما تيجي نكمل كلامنا جوا أحسن
إيه رأيك !
نظرت له سلاف و فجأة لمعت برأسها فكرة لتقول بإبتسامتها الرقيقة
طيب غمض عينك الأول
عايزة أعمل حاجة مهمة
أدهم بإبتسامة و قد ألهبته الحماسة
حاضر
بس بسرعة بالله عليكي .. و أغمض عيناه
ضغطت سلاف علي شفتاها بشدة مغالبة ضحكها ... ثم تراجعت عدة خطوات للخلف و صاحت و هي تلتفت راكضة نحو الغرفة
خليك هنا إنهاردة بقي
إنت مابتزهقش من الكلام !!
فتح أدهم عيناه ليجدها قد إختفت ..
فهم ما فعلته ليهتف بإبتسامة ملتوية
إحنا فينا من كده !
بس بردو هتروحي مني فين
مابقاش في مفاتيح خلاص
و لحق بها مسرعا ...
كانت مايا واقفة أمام غرفة أمها المغلقة ...
كانت مخفضة رأسها ترهف السمع بتركيز إلي هذه المكالمة
راجية يا مولانا ده مابيحوئش فيه حاجة
ما أنا رشيتله التحويطة إللي ختها منك قدام عتبة شقته و عدا عليها بس ما جرالوش حاجة
إبن الأيه محصن نفسه كويس مش سهل أبدا
و مراته من ساعة الفرح ماطلعتش من الشقة
...............
راجية طيب أعمل إيه بس
لسا مافتحوش بابهم للزيارة
مش هقدر أدخل اليومين دول
...............
راجية حاضر
حاضر يا سيدنا أوامرك
هحطها مكان ما بيناموا بالظبط
أحط رجلي في الشقة بس و أنا هخلص الموضوع كله !
بتعملي إيه يا مايا .. قالها مالك إبن راجية بلهجة إتهامية
مايا و هي ترفع رأسها شاهقة بفزع
بسم الله الرحمن الرحيم
سلاما قولا من رب رحيم
إيه يابني مش تكح و لا تعمل أي صوت
فزعتني !
مالك بصرامة
رددددي عليآا كنتي بتعملي إيه
إنتي كنتي بتتصنتي علي ماما
مايا و هي تكمم فمه
شششششش إسكت هتفضحنا
إمشي قدامي
يلآااا و هفهمك .. و أخذته و جلسا في الشرفة
مالك ها بقي
عايز تفسير للي شوفته ده
مش عيب يا مايا تعملي كده !!
مايا بتهكم
و الله ياخويا العيب إللي بتعمله أمك
أنا مش عارفة دماغها هتوديها علي فين
و أنا غلطانة إني طاوعتها من البداية أصلا
مالك بعدم فهم
إيه !
إيه إللي إنتي بتقوليه ده
أنا مش فاهم حاجة !!
نظرت مايا له و قالت بتردد
بصراحة مش عارفة أقولك و لا لأ !
بس إنت غبي و ممكن تبوظ الدنيا لو ماعرفتش
و لو عرفت صورة أمك هي إللي هتبوظ أكتر في عنيك
مالك بإنفعال
إيه الفوازير دي
ما تخلصي يابنتي إنتي و إتكلمي
في إيه
مايا و هي ترمقه بغيظ
خلآااص إكتم هقولك .. ثم تنهدت بإستسلام و حكت له كل شئ
يا نهآااااار إسووود ! .. قالها مالك پصدمة و هو يهب واقفا پعنف
مايا بخفوت
وطي صوتك لأمك تسمع
نظر مالك لها و قال بسخرية ممزوجة بالڠضب
نعم !
تسمع طيب ما تسمع
أنا عايزها تسمع
و تبقي توريني هتقول إيه لبابا
أقسم بالله لأتصل بيه و أقوله
مايا إنت إتجننت !!
عايز تقوله إيه يا عبيط إنت
ده ممكن يطلقها فيها و هو بيتلككلها أصلا
مالك بعصبية
تستاهل و الله
أمك تستاهل
يعني مش كفاية شرها الأساسي كمان بتكفر و هتكفرنا معاها
أعوذ بالله
إستغفر الله العظيم
مايا و هي تحاول تهدئته
طيب إهدا شوية
أنا هتصرف مش هخليها تنفذ إللي في دماغها
مالك بنظراته الحمراء
إزآاي
مايا هقولك !
...............................................................
إنتهت سلاف من حزم الأمتعة ... كانت أغراضهم قليلة فلم تحضر سوي حقيبتين صغيرتان
حمل أدهم الإثنتان بكلتا يديه ..
و قبل خروجهما من باب الشقة قال
سلاف !
إنتي متأكدة من الخطوة دي
لازم تعرفي إني مش غاصب عليكي
شاهد البسمة في عيناها و هي تقول
أنا متأكدة مليون في المية
و عمري ما هندم أبدا
أنا أصلا مش عايزة أي حاجة من الدنيا غيرك
و مش عايزة و لا مخلوق يشوفني غيرك
نظر أدهم لها و قال بإبتسامة
تمام
علي بركة الله .. يلا بينا !
في شقة أمينة ...
قامت لتؤدي صلاة الفجر ثم ذهبت لغرفة والدتها لتعطيها الدواء .. قاربت الساعة علي السادسة صباحا
و كانت
ستذهب لتوقظ إبنتها كي يبدأ يومهم
لكنها سمعت جرس الباب يدق
مضت لتفتح ... لتفاجئ برؤية أدهم و سلاف ..
أمينة بسرور جم
مش معقووول !
حبايب قلبي صباح الخير علي عيونكوا .. و ضمت أدهم ثم سلاف
لتنتبه إلي شئ مهم جدا ..
نظرت لزوجة إبنها بدهشة قائلة
خلاص يا سلاف
لبستي النقاب خلاص
ده أنا كنت فكراكي بتهزري و الله !!
سلاف أهزر إيه بس يا عمتو !
و بعدين كده أحسن
أنا كده مرتاحة أكتر
أمينة و هي تهز كتفاها بخفة
براحتك يابنتي .. ثم قالت بإستغراب
بس إنتوا لابسين كده و رايحين علي فين
أدهم مسافرين يومين كده إن شاء الله
أمينة مسافرين
فجأة كده
طيب . بس إبقوا طمنونا عليكوا
أدهم بإذن الله
إحنا قولنا نفوت نسلم عليكوا
تيتة نايمة مش كده
أمينة أيوه يا حبيبي
أدهم طيب لما تصحي هنكلمها
يلا أشوفك علي خير يا أمي
أمينة بإبتسامة
تروح و ترجعلي بالسلامة يا حبيبي ..... !!!!!!!الفصل 38
ضياع !
بدأت الرحلة ... و إستعد أدهم للسفر بالسيارة
كان يرتدي قميصا أبيض و بنطلونا من الچينز الأزرق
و إتخذ نظارة شمسية ثمينة من العلامة التجارية gargoyles و ساعة jaeger lecoultre و إنتعل حذاء رياضي من اللونين الأبيض و الأسود و كان عطره الرجولي الطيب يملأ هواء السيارة و هما يسيران بإتجاه الطريق الصحرواي المشمس ..
ظلت سلاف علي صمتها من بداية الطريق حتي أن أدهم سألها عدة مرات ماذا بها و كانت ترد بإختصار أنها تشعر بالضيق قليلا حول حرارة الجو و تجربة النقاب لأول مرة
ربت أدهم علي كتفها و ثبتها بعبارات مشجعة ثم أغلق النوافذ و شغل المكيف ..
ها أحسن كده ! .. قالها أدهم بتساؤل و هو يوزع نظره بينها و بين الطريق
سلاف بصوت مبحوح قليلا
أحسن شوية .. و مدت يدها و ضغطت علي الزر لإمالة مقعدها
نظر أدهم لها و قال بإستغراب
إيه ده إنتي هتنامي !!
سلاف أيوه
لسا الطريق طويل و أنا حاسة بإرهاق شديد أووي
أدهم بلطف
سلامتك يا حبيبتي
بس إنتي نمتي كويس بالليل و كنتي كويسة قبل ما ننزل !!
سلاف و هي تزفر بإختناق
ماعرفش بقي أنا عايزة أنام و خلاص
أدهم طيب خلاص
نامي يا سلاف
بس شيلي النقاب من علي وشك عشان تعرفي تتنفسي و أنا لو دورية وقفتنا هصحيكي
أومأت سلاف له و رفعت النقاب عن وجهها ثم تمددت علي جانبها و أغمضت عيناها مستسلمة للنوم ...
كانت مايا تراقب أمها جيدا من بداية النهار حتي رأتها الآن و هي تخرج من المطبخ بصحن و تتجه به نحو باب الشقة
قامت و هرعت إليها صائحة
رايحة فين يا ماما
راجية و هي تشهق بفزع
الله أكبر
في إيه يابت مالك خضتيني !!
مايا رايحة فين يا حبيبتي
راجية بإستهجان
و إنتي مالك إنتي !
إوعي من وشي كده .. و حاولت أن تبعدها عن طريقها
مايا بحزم
يا ماما أنا مش هاسيبك تعملي كده
خلاص
سبيهم في حالهم
أنا مابقتش عايزة أدهم ده و لا بفكر فيه دلوقتي
هو عمره ما كان ليا أو مناسب لواحدة زيي أصلا
راجية پغضب
إخرسي يابت
إياكي أسمعك تقولي الكلام الفارغ ده تاني
أنا مش هسمح لحد يبوظ إللي خططله من زمان
لا إنتي و لا غيرك فاهمة
و إوعي من قدآامي بقي
مايا بإنفعال
مش هتروحي في حتة يا مامآا
بطلي أمور الجنان دي بقي
أصلا هما مش فوق و كل إللي بتعمليه ده مش هايجيب نتيجة إلا نتيجة واحدة بس . الكفر
راجية و قد إلتمعت عيناها
إنتي بتتكلمي جد يابت
هما مش فوق
نزلوا من شقتهم يعني
مايا و هي تزفر بضيق
أيوه
لسا شايفاهم من شوية و أنا واقفة في شباك أوضتي
كانوا ماسكين شنط أكيد سافروا يومين عسل
راجية بإبتسامة شيطانية
نزلوا من الشقة يبقي أكيد عدت علي التحويطة إللي رشيتها علي العتبة
مايا بعدم فهم
بتقولي إيه يا ماما !
نظرت راجية لها و قالت بإبتسامة هادئة
مش بقول
أنا هدخل أريح شوية
و إبقي صحيني علي الضهر كده عشان أقوم أحضرلكوا الغدا .. و إستدارت متوجهة إلي غرفتها
لتقف مايا محدقة في إثرها بيأس ...
........................
أوقف أدهم سيارته عند نقطة الإستراحة الموجودة بمنتصف الطريق ..
إلتفت إلي سلاف ... كانت مستغرقة جدا
مده يده و هزها برفق متمتما بعذوبة
سلاف .. سلاف .. سلاف
إستيقظت سلاف و إستغرقها الأمر لحظات كي تتذكر أين هي ..
نظرت لوجه زوجها المطل عليها بإبتسامة ثم قالت
أدهم !
إيه وصلنا
أدهم لأ يا حبيبتي لسا
بس عدينا علي كاڤيتيريا قلت ننزل ناخد Break و كمان عشان تفوقي كده
تنهدت سلاف بثقل و قالت بلا حماسة
أوك !
عدلت نقابها و نزل أدهم من السيارة لتجده أمامها في ثوان ...
فتح لها الباب و ساعدها علي النزول ثم توجه بها صوب الكاڤيتيريا الكبيرة
دخلا و أجلسها إلي طاولة تكفي فردين و قال
عايزة تاكلي إيه يا حبيبتي
سلاف أي حاجة خفيفة
أنا مش جعانة أوي
بس هاتلي نسكافيه
أدهم بإبتسامة حب
حاضر
مش هتأخر عليكي .. و ذهب ليحضر الطلبات
جلست سلاف في إنتظار عودته و الخمول يغلبها ..
ليأتي أدهم بعد دقائق قليلة ... وضع صينية مليئة بالطعام أمام زوجته ثم جلس مقابلها
نظرت سلاف لهذه الكمية قائلة بإعتراض
إيه ده يا أدهم !
أنا قولتلك إني مش جعانة أوي
إيه إللي خلاك تجيب ده كله
أدهم بحنان
أنا شايفك مش تمام
جايز عشان نزلنا منغير فطار
كلي يا حبيبتي لسا في ساعة كمان علي ما نوصل
ده أنا جايبلك البيتزا إللي بتحبيها .. و دفع بشريحة من البيتزا لها
أطلقت سلاف زفرة حارة ثم رفعت النقاب قليلا و بدأت تأكل بدون شهية ... لا تعرف لماذا و لكن الضيق كان يضفطها بشدة
لا تعرف أي سبب و لا حتي مبرر فالرحلة مريحة و أدهم شخصية متعاونة و فوق هذا زوجها الذي يحبها و يصطحبها اليوم لقضاء شهر العسل
حاولت سلاف التغاضي عما تشعر به من ضيق و أخذت تبذل جهدها لتسترجع طبيعتها المرحة ...
أنهت طعامها كله رغم صعوبة ذلك أجبرت نفسها .. بينما مضي أدهم ليدفع الحساب و سبقته هي إلي السيارة
لحق بها بسرعة و قدم لها مشروبها المفضل milkshake بالشوكولا و هو يقول
أنا قلت ده أحسن من النسكافيه و إنتي بتحبيه بردو
القهوة هضرك لكن ده هيديكي طاقة و هيظبط مزاجك
إتفضلي
تناولت منه سلاف دون إعتراض حاولت أن تكون لطيفة قدر المستطاع ..
إستقل أدهم بجانبها و سند قدحه فوق المقود ريثما يشغل المحرك
تذمرت سلاف قائلة
طيب ما إنت بتشرب قهوة أهو !
نظر أدهم لها و قال ضاحكا
ده شاي يا حبيبتي و الله .. و أمسك بالقدح ليريها و أكمل
مالك بس يا سلاف
في إيه يا حبيبتي !!
سلاف بضيق شديد
مافيش حاجة
قولتلك إني مابحبش السفر لمدة طويلة
أدهم بتفهم
معلش
هنوصل بسرعة إن شاء الله ! .. و واصل قيادته المعتدلة الرتيبة
دق هاتفهه بعد قليل ليقول لزوجته و هو مشغولا بالقيادة
سلاف !
ردي يا حبيبتي علي الموبايل
دول أكيد البيت بيطمنوا علينا
و لو رقم ماتعرفيهوش سيبيه لحد ما نوصل هبقي أشوف مين
سلاف و هي تبحث بعيناها
هو فين موبايلك
أدهم في جيب البنطلون
لأ الشمال
معلش . شديه
أيوه كده
تتفست سلاف الصعداء و هي تعود لمكانها ثانية ... نظرت إلي الشاشة المضيئة كانت حليمة
ردت بإبتسامة
نناه حبيبتي !
حليمة بس يا بكاشة
لأ أنا زعلانة منك إنتي و جوزك
كده تسافروا منغير ما تسلموا عليا و لا أشوفكوا !
سلاف بصوتها الرقيق
معلش هو الموضوع جه فجأة أصلا
لا أنا و لا أدهم كنا مخططين
و لما نزلنا الصبح كنتي نايمة و مارضناش نصحيكي
حليمة مآاشي
هعديها المرة دي بس عشان لسا عرسان جداد
أومال فين أدهم ما ردش عليا ليه
سلاف أدهم بيسوق عشان كده ماعرفش يرد
ثواني و هيبقي معاكي .. و وضعت له الهاتف علي أذنه
أدهم السلام عليكم
صباح الخير يا تيتة !
حليمة صباح النور ياخويا
كده تمشي منغير ما تسلم
أدهم
أنا آسف سامحيني
بس إنتي كنتي نايمة ماحبتش أقلقك
حليمة طيب يا حبيبي
شهر عسل سعيد إن شاء الله
بس خد بالك و إنت سايق و سلاف حطها في عنيك
أدهم ماتقلقيش يا حبيبتي
حاضر .. حاضر . هنبقي نكلمك
مع السلامة .. و أشار لزوجته برأسه
فأخفضت الهاتف عن أذنه و أنهت المكالمة ..
بعد ثلاثون دقيقة بالضبط ... ظهرت لائحة الترحيب أخيرا
أهلا بك في الساحل الشمالي
تجاوز أدهم البوابات بعد التعرف علي هويته و أداء الإجراءات الأمنية ..
سمح له بالدخول فظل يتوغل بالشوارع الفرعية لبعض الوقت و كان يقف أحيانا ليسأل المارة عن طريق معين ليسلكه
حتي وصل أخيرا للوجهة المنشودة .. أكبر منتجع سياحي بالساحل
ترك أدهم سيارته بالجراچ و ذهب إلي مكتب الاستعلامات و هو يمسك بيد سلاف ... كانت هناك موظفة في أواسط العمر علي قدر من الجمال
جمدت عيناها حين رأت أدهم لم تسطتع أن تحيد عنه و هو كالعادة غاض ببصره ..
وقف أمامها يفصله عنها المكتب الخاص بها و قال بلهجة رسمية
من فضلك في حجز وحدة بإسم أدهم عمران
بتاريخ إنهاردة الصبح
أنا جاي إستلمها
الموظفة بتيه في ملامحة الجذابة
وحدة حضرتك فين بالظبط
إحنا عندنا 3 مراحل بأسماء مختلفة
أدهم في ميراچ
الموظفة و هي تتصنع الرقة
ثواني كده هشوف !
كانت سلاف ترمقها بحنق و غيظ شديدين ... أنها تحاول جذب إنتباه زوجها و هي تقف بجانبه !!!
نظرت سلاف إلي أدهم فوجدته مطرق الرأس كما توقعت لكنه نظر لها عندما أحس بنظراتها ... منحها إبتسامته الرائعة و ضغط علي يدها برفق ..
أيوه حضرتك الحجز تم إنهاردة الساعة 3 صباحا .. قالتها الموظفة بنفس النبرة الرقيقة و أكملت
أنا هبعت أجيب عربية تنقل حضرتك و الحجة لحد باب الشاليه آا ..
حجة مين يا حبيبتي .. صاحت سلاف پغضب و هي ټضرب المكتب بقبضتها و أردفت
إنتي عندك كام سنة يا ماما
بحقن البروتين إللي في خدودك و شفايفك و الشعرة البيضة إللي في النص دي !!!!
ده آنتي إللي تقوليلي يابنتي و أنا أقولك يا ماما
نظرت الموظفة لها پصدمة و إرتفعت يدها لا إراديا إلي شعرها ..
كيف إستطاعت أن تري تلك الشعرة اللعېنة نظرتها ثاقبة للغاية !!
سلآااف ! .. قالها أدهم بصوت حاد و أكمل
خلاص يا سلاف إسكتي .. ثم خاطب الموظفة بلطف
أنا أسف جدا يا أنسة
مراتي ماتقصدش
سلاف بغيظ
لأ أقصد و ماتعتذرش بالنيابة عني
نظر لها پغضب و قال بحدة
سلاف .. قولتلك إسكتي
رمقته بنظرة عڼف مطولة ... ثم أشاحت عنه و تركته يتفاهم مع تلك المتبرجة قليلة الحياء
بعد عدة دقائق .. يصل شاب في مقتبل العمر أعطاه أدهم مفتاح سيارته ليجلب لهما الحقائب
ثم أخذ سلاف و خرجا ليستقلا السيارة التي ستوصلهما إلي باب الشاليه ... لحظات و أتي الشاب حاملا الحقيبتين في يديه
إتخذ مكانه خلف المقود و سار متجها إلي حيث أرشدته الموطفة ...
أوصلهم و رحل
ليحاول أدهم الإمساك بيد سلاف لكنها أبت بصرامة و مشت بجانبه تاركة مسافة ..
زفر أدهم بضيق و هو يضع المفتاح بالقفل
فتح الباب و تنحي جانبا لتدخل هي أولا ثم دخل خلفها ... وضع الحقائب علي الشرفة الداخلية و
إلتفت لها
كانت تباشر بخلع النقاب پعنف ليقول بصوت هادئ
متهيألي الأوضة هن آا ..
لو سمحت مالكش كلام معايا ! .. قاطعته سلاف بجمود
أدهم بضيق
يعني تبقي إنتي إللي غلطانة يا سلاف و تزعلي
إزاي !!
نظرت له و قالت پغضب
أنا فعلا غلطانة
غلطانة إني جيت معاك أصلا . و علي رأيها ما أنا حجة
روح إسألها لو مش مخطوبة إتجوزها و سيبك مني
ما هي كانت بتبصلك و ھتموت عليك أصلا يعني هتوافق ماتقلقش
إبتسم أدهم رغما عنه و قال
إنتي بتغيري عليا يا سوفا
نظرت له بإستخفاف و إستدارت لتذهب و تفتش عن الغرفة ..
تبعها أدهم فورا و أمسك بذراعها قائلا
سلاف
بالله عليكي ماتنكديش علينا
إحنا جاين عشان نتبسط !
سلاف بإنفعال
سيبني لو سمحت
أنا مش طايقة حاجة أصلا
أدهم محاولا إستمالتها
طيب إهدي يا حبيبتي
حقك عليا ماتزعليش
أنا إستحالة أبص عليكي . و مش أخلاقي أصلا
ده غير إني بحبك و مش شايف غيرك
مش عايز غيرك
سلاف و هي تحاول رده عنها
إبعد عني بقي
بقولك سيبني
أدهم يائسا
يا سلاف ماينفعش كده
أنا عمال إعتذرلك و أراضيكي !
سلاف بعصبية مفرطة
قولتلك إبعد عني
يا تبعد عني يا تطلقني
نظر أدهم لها پصدمة ...
لتقول مدركة نفسها بإرتباك
آ أنا أسفة
مش عارفة أنا قلت كده إزاي !!
أدهم ... بعد صمت قصير
إنتي مش طبيعية
واضح إن أعصابك تعبانة فعلا .. ثم قال بإقتضاب
أنا هاسيبك زي ما إنتي عايزة
و لما تهدي لينا كلام
و تركها ماضيا إلي الداخل
بينما تهاوت هي علي أقرب مقعد و إنفجرت باكية و هي تشعر بالشتات و الضياع دون أن تعرف سبب واحد لهما ...مفاجأة و بارت صغنن هدية
الفصل 39
حماية !
إستوطن
الضيق صدرها أكثر و أكثر ... فهذه أول مرة منذ زواجهما يحدث بينهما شقاق يصل إلي الخصام
زواجهما الذي لم يمر عليه سوي عدة أيام قليلة ..
قامت سلاف في المساء و ذهبت إلي الحمام إغتسلت بمياه دافئة لعلها تهدأ شيئا من الحړب المستعرة بداخلها
خرجت و إرتدت بيچامة قصيرة و بحمالات رفيعة من اللون الوردي الفاتح ...
عقصت شعرها للخلف علي شكل كعكة كبيرة و تطيبت بعطر ناعم جذاب ثم قررت أن تخرج لتراضي أدهم و تصالحه
نعم فلتبادر هي بالصلح هذه المرة ليس من اللياقة أن يفعلها هو دوما
و لو أنه يبدو عليه أنه قد إتخذ منها موقفا صارم جدا فلم يحاول طيلة النهار الإقتراب منها أو التحدث إليها
تجاهلها تماما مما أشعرها بالألم ..
...........................
خرجت من الباب الزجاجي الكبير إلي الرمل الدافئ الناعم في الخارج ..
كان كل شئ من اللونين الأبيض و الأسود محا ضوء القمر الألوان كلها ... و كان أدهم يجلس هناك علي الشاطئ
يحدق في التموجات الصغيرة لسطح الماء
بدا شاردا و أفكاره تعبث به إلي حد مزعج .. رأت هذا مسطورا علي تعابير وجهه
سارت ببطء حتي وصلت إليه
لم يشعر بها في البداية إلي أن جلست بجواره و سندت رأسها علي كتفه ..
إنت لسا زعلان مني .. قالتها سلاف بصوت يزخر بالحزن الشديد
أدهم بلهجة مقتضبة
إنتي زودتيها أوي المرة دي يا سلاف
في الأول كنت بقول عادي لما تدلع . ما هي لسا صغيرة بردو
من حقها .. كان عندي إستعداد أفوتلك كتير
بس إنتي عارفة نقطة ضعفي
إني بحبك . عشان كده بتستغلي حبي ليكي كل مرة و بتزيدي أكتر
بس أنا إبتديت أزهق بصراحة
نظرت له و قالت بدموع
إبتديت تزهق مني يا أدهم
زم أدهم شفتاه و قال
إبتديت أزهق من طريقتك
إنتي عارفة إني بحبك و مابحبش أزعلك و دايما بحاول أرضيكي
و إنتي عمرك ما قدرتيلي ده بالعكس
لما بنزعل أو پنتخانق بتاخدي موقف مني و أنا إللي ياجي أصالحك رغم إنك في كل مرة بتبقي غلطانة
سلاف ما عشان كده أنا جيت أصالحك المرة دي
بس علي فكرة أنا كمان بحبك يا أدهم
متهيألي إنت عارف الحقيقة دي !
نظر لها و قال بجدية
سلاف أنا مش صغير
و لا إنتي كمان
أيوه أنا أكبر منك بكتير بس إنتي ما شاء الله عقلك ناضج و بتعرفي تفكري كويس
أولا هي كلمة الطلاق دي سهلة أوي بالنسبة لك
عادي جدا لما تطلبي الطلاق كل شوية
سلاف و قد عاودها الضيق
و الله أنا ماعرفش إزاي نطقتها
صدقني ماكنتش أقصد يا أدهم .. و إنهمرت دموعها الغزيرة أثناء كلامها
رق قلبه عندما رأها تبكي ... دائما يضعف أمام تلك الدمعات التي تشبه الآلئ
مد إبهامه ليزيلهم فإرتمت بين ذراعيه و أخذت تبكي بصوت ..
إحتضنها أدهم و قام و هو ينهضها معه
توجه بها إلي داخل الشاليه أجلسها علي أقرب آريكة و هي مستسلمة لدفء صدره ... هدأت شيئا فشئ و هو يربت علي شعرها
كان قد تهدل كله الآن و حجب وجهها بالكامل ..
أزاحه أدهم قليلا عن عينها و أخذ يمسح الدمع بكفه الكبير و هو يواسيها بصوته الهادئ
خلاص يا سلاف
بس يا حبيبتي
بس خآاالص .. قوليلي حاسة بإيه
إتكلمي يا حبيبتي !
قوليلي مالك حاسة بإيه
رفعت وجهها قليلا لتتمكن من تجفيف عيناها و النظر له و قالت بصوت مختلج النبرات
حاسة بخنقة شديدة أوووي
حاسة إن المكان بيضيق عليا
قلبي بيدق بسرعة و بحس إن نفسي هيتقطع في أي لحظة لو قريت من حد
أو منك إنت تحديدا
مش عارفة إيه السبب مش عارفة ليه كده
عقد أدهم حاجبيه و فكر للحظات ..
ثم قال
إنتي صليتي إنهاردة
توقفت سلاف عن البكاء و قد صدمها سؤاله ... أجابت واجمة
لأ
نسيت خالص و الله
و الله نسيت يا أدهم مش بكدب عليك !!
ربت أدهم علي كتفها و قال بلطف
طيب خلاص
أنا مصدقك
بس قومي دلوقتي حالا و إدخلي إتوضي و صلي و إرجعيلي تاني
أنا قاعد مستنيكي
سلاف حاضر .. و قامت علي الفور لتفعل ما قاله لها
بينما إتجه هو نحو المطبخ ...
أحضر صحن عميق و ملؤه بالماء ثم عاد لمكانه ثانية
بدأ بقراءة بعض الآيات القرآنية و أغلبها كان من سورة البقرة و هو ممسك بالصحن
إنتهي عندما جاءت سلاف و هي ترتدي إسدالها ..
نظرت له و قالت بإستغراب
إنت بتعمل إيه يا أدهم !
و ضع أدهم الصحن جانبا و قال بإبتسامة
و لا حاجة يا حبيبتي
تعالي .. و فتح لها ذراعاه
إبتسمت له بحب و إنطلقت صوبه حتي إستقرت في أحضانه ..
فك الحچاب عن رأسها و غلغل أصابعه في شعرها قليلا ثم وضع يده علي مقدمة رأسها و همس لها بهدوء
بصي يا حبيبتي
الضيق إللي إنتي حاسة ييه ده أنا في إيدي علاجه بإذن الله
عايزك بس تبقي هادية
و ماتقطعنيش إتفقنا
سلاف بشئ من القلق
إتفقنا !
بس إنت هتعمل إيه يعني
أدهم رقية صغيرة
إن شاء الله هتبقي كويسة .. و بدأ
بنفس النبرة الشجية الدافئة التي تعشقها
بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شړ كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك
بسم الله أرقيك . بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شړ كل ذي عين
بسم الله بسم الله بسم الله
أعوذ بالله وقدرته من شړ ما أجد وأحاذر أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات من شړ ما خلق
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات من شړ ما خلق
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
ثم غمر يده في المياه التي قرأ عليها و مسح بها فجأة علي وجه زوجته و هو يردد الشهادتين ...
بس إهدي
خلآاااص .. خلاص خلصنا
سلاف و هي تلهث بقوة
إنت عملت إيه
و إيه المايه دي
أدهم ماتخافيش يا حبيبتي
دي مايه مقروؤ عليها
سلاف بإستغراب
يعني إيه مقروؤ عليها
أدهم أنا حضرتها و قريت عليها قرآن
مش حاسة إنك أحسن دلوقتي
سلاف و قد شعرت بالراحة تغمرها بالفعل
أيوه
فعلا إرتحت دلوقتي !
إبتسم أدهم و صب الباقي في كأس و أعطاه لها قائلا بحنان
طيب إشربي الباقي و إنتي هتبقي أحسن بكتييير
أخذت منه و شربت الكأس كله ثم قالت و هي تنظر له بفضول
ممكن تفهمني بقي إيه إللي بيحصل !!
أدهم بإبتسامة معابثة
مافيش حاجة تقلق يا حبيبتي
إنتي بس كان شكلك محسودة
لأنك ماكنتيش كده قبل ما ننزل من بيتنا
سلاف محسودة !!
هيكون مين إللي حسدني يعني
أدهم أي حد
ممكن أكون أنا ذات نفسي إللي حسدتك بتحصل كتير
ممكن ماما
الناس إللي صادفناهم إنهاردة حتي لو محدش منهم شافك
كل ده وارد .. ثم قال بعتاب
بس إنتي غلطي لما أهملتي صلاتك
عارفة لو كنتي مواظبة يا سلاف و الله ما كان في حاجة قدرت تمسك إلا بإذن الله طبعا
ده أنا بزقك بالعافية !
عضت سلاف علي شفتها بخجل شديد و قالت
أنا أسفة
أنا فعلا مقصرة اليومين دول
أدهم بجدية
لازم تغالبي نفسك
و بعدين أنا جمبك و بشجعك
إنهاردة بس عشان إتخاصمنا يومك كله باظ
معني كده لو أنا مش معاكي مش هتعرفي تمشي يومك لوحدك
سلاف
ربنا يخليك ليا و ماتسبنيش أبدا
أنا فعلا منغيرك أتوه و
أومأت سلاف موافقة و هي ما زالت متشبثة به ..
زاد إرتباكه و قال لها
طيب هنفضل كده و لا إيه !!
و هنا نظرت له مستوضحة
قصدك إيه
أدهم يإبتسامة ماكرة
يعني
كفاية الوقت إللي عدا علي الفاضي ده
ما تيجي نعوضه
ضحكت سلاف و قالت برقة
طيب إنت شايف نعوضه إزاي
أدهم بغمزة
تعالي ندخل جوا و أنا أقولك
سلاف و هي تضحك
أوك يلا !
و قامت معه ..
و هكذا بدأت رحلة شهر العسل ...... !!!!!!!الفصل 40
الجدة !
مر إسبوعا كاملا علي بطلانا و هما بالساحل الشمالي يقضيان شهر العسل ...
كانت سلاف بخير و كان أدهم سعيدا إلي أقصي حد .. لم يشعر في حياته بالفرح مثلما يشعر الآن مع زوجة جميلة رقيقة و محبة أيضا
إنها مكافأة الله له و لا ريب
بعد قضاء سنوات طويلة في التقي و العبادة الخالصة هذا وعد الله و قد ظفر به ..
قضيا الشطر الأكبر من الوقت في الشاليه ... كان أدهم يفضل الوجود قريبا منها أطول وقت ممكن
و كان لا يكف عن مغازلتها و التودد لها بإستمرار في كل ساعة و حين و رغم هذا لم يشعر بالإكتفاء أبدا
و كأن توقه و شوقه لها كالڼار تأكل و لا تشبع و لا تخمد أبدا
بينما كانت سلاف تضجر من المكوث
طوال اليوم في غرفة النوم فكانت تلح عليه ليخرجا قليلا و لا يستطيع رفض طلباتها عندما ترجوه
بإسلوبها الفاتن المعتاد
رقتها تذيبه و تجعله مثل الحديد اللين بيدها تشكله كيفما تشاء عوضا عن أن الشاليه الخاص بهما منعزل قليلا و يطل علي أبهي المناظر مما يضمن لهما الإستمتاع بحرية دون أن يراهما أحد
أخذها أدهم ذات نهار و سبحا معا تحت الماء بإستخدام جهاز التنفس
شاهدا الصخور المرجانية و إستكشفا كهوفا
و لعبت سلاف مع الأسماك الملونة و كانت لا تغيب أبدا عن نظر أدهم كان يحرسها دائما و يتبعها أينما ذهبت
و كثيرا كانا يجلسان علي الشاطئ و يرقبا معا غروب الشمس
و كان أدهم يطلب لهما الطعام و أحيانا تقوم سلاف بإعداد وجبات الإفطار و العشاء بنفسها و هكذا لمدة إسبوع .. و كان أجمل إسبوع علي الإطلاق في حياتهما هما الإثنين
لقد إتقفا علي هذا ...
صباح جديد ... كانت سلاف تقف بالمطبخ و تحضر الفطور
كانت ترتدي قمصيا رياضيا واسع قليلا و لكنه يلتصق بها عن مواضع معينة ..
أنتهت من إعداد الطعام و صاحت منادية علي زوجها فأتي بعد لحظات
نظرت له و إبتسمت بإلتواء ذلك المارد الذي لا يهدأ و لا يتعب و لا يكل .. من يصدق أنه كان حملا وديعا قبل الإرتباط و الزواج !!!!!
كان أدهم خارجا من الحمام للتو
فشعره مبتل أشعث و يسير في كل الإتجهات و قد إرتدي كنزة زرقاء علي بنطلون أبيض ناصع
رد لها الإبتسامة و هو يقول بصوته الهادئ
صباح الفل يا سوفي
صاحية بدري إنهاردة يعني !
نظرت سلاف له و قالت بسخرية
هو أنا نمت أصلا
البركة فيك سهرتني معاك طول الليل . و عنيا ماغفلتش إلا ربع ساعة بس و هوب النهار طلع
قلت مافيش فايدة من النوم بقي و قمت أتفرج علي الشروق برا و بعدين دخلت أخد شاور و أديني أهو بحضر الفطار
أدهم و هو يجلس علي إحدي الكرسيين المعدنيين
أنا آسف إني سهرتك
بس أعمل إيه بحبك
مش عايز أفوت لحظة إسبوع بس
أدهم بعتاب
أوام كده زهقتي مني !
سلاف و هي تضحك
لأ و الله مش كده
أنا قصدي بس عشان شغلك
أدهم ماتقلقيش ياستي قبل ما نيجي هنا أصلا مديت الأجازة إسبوع زي ما قولتلك
و إن شاء كمان يومين و هنرجع
إلا لو عايزة تقعدي شوية كمان ماعنديش مانع
سلاف لأ كفاية كده
البيت وحشني أوووي و كل إللي في البيت وحشوني
تنهد أدهم و قال بفتور
طيب
زي ما تحبي
فين الفطار
وضعت سلاف الأطباق أمامه ثم راحت لتضبط جهاز صنع القهوة و عادت لتجلس قبالته ..
فرغا من تناول الفطور و أخذت سلاف القهوة إلي الشرفة المطلة علي البحر مباشرة ... تبعها أدهم و جلس ليحتسي فنجانه و هو يتصفح الأخبار عبر هاتفهه
و فجأة يهتز الهاتف و يظهر رقم والدته ..
سلاف و هي تمضغ قطعة حلوى
مين بيتصل يا أدهم
أدهم دي ماما يا حبيبتي .. ثم رد
السلام عليكم
صباح الخير يا أمي
سلاف ماتنساش تسلملي عليها
لكنه لم يفعل .. لم ينطق مرة أخرى
فقط تحولت تعابير وجهه بسرعة غريبة بل تجمد وجهه تماما و بدلا من أن يكون نافذه لمشاعره أصبح متيبس العضلات لا يشي بشئ أبدا ..
بدأت سلاف تقلق و سألته
في إيه يا أدهم مالك ! .. لكنها لم تحصل علي إجابة
نطق أدهم أخيرا و خاطب أمه
ح حاضر
حاضر يا ماما مسافة السكة .. و أغلق الخط و قد وجم تماما
عاودت سلاف سؤالها ثانية
في إيه يا أدهم قلقتني !!
سلاف بإنفعال
ماتتكلم يا أدهم في إيه
و هنا نظر أدهم لها و قال بتوتر شديد
إحنا لازم نرجع البيت دلوقتي
تيتة تعبانة أوي و عايزة تشوفك
نظرت له پصدمة و تمتمت
نناه ! .. و إنهمرت تلك الدموع الغريبة علي وجهها فورا
كان أدهم يحزم حقائبهما أثناء حديث سلاف مع عمتها علي الهاتف ..
كانت تبكي بهستريا و هي ترجوها أن تعطيها جدتها و لكن هذا كان غير ممكن فلا يجوز إجهاد الجدة و هي في هذه الحالة
إرتدت سلاف ملابسها سريعا و لحقت بزوجها إلي السيارة التي طلبها لتقلهما خارج المنتجع ... سجل خروجهما و سلم المفاتيح و أنهي الإجراءات كلها
ثم أخذ زوجته و ذهبا إلي الجراچ حيث سيارته
إستقلا السيارة و إنطلق أدهم نحو الطريق المؤدي إلي الصحراء ...
و بعد مرور ساعتين قضتهم سلاف في الإنتحاب و البكاء الحار .. وصلا بسلام و ترجلت سلاف من السيارة و هرعت إلي داخل البيت و هي تتفادي السقوط الذي داهمها أكثر من مرة
أخذت المصعد دون أن تنتظر أدهم و ركضت صوب شقة عمتها .. دقت الجرس بإلحاح لتفتح لها عائشة ..
تجاوزتها و مضت بسرعة للداخل
ولجت لغرفة الجدة و هي تخلع النقاب ...
كانت أمينة تجلس بجوار والدتها و عيناها تذرفان الدمع
بينما ركعت سلاف أمام جدتها و هي تقول بصعوبة و اللهاث آكل نصف حروفها
ننآااه
مالك يا حبيبتي
فيكي إيه
نظرت حليمة لها و قد أشرق وجهها عندما رأتها ..
مدت يداها و لامست وجهها و هي تقول بصوت طبيعي جدا
حبيبة قلبي
قطتي الجميلة . ماتخافيش يا روحي أنا كويسة
بقيت كويسة لما شوفتك
سلاف بإستغراب
يعني إنتي مش تعبانة زي ما قالت عمتو !!
و صل أدهم في هذه اللحظة و إقترب من سرير الجدة و هو يتنفس بعمق محاولا إستجماع قواه الخائرة ..
نظرت حليمة له و قالت بإبتسامة
حمدلله علي السلامة يا حبيبي
ماتخافوش أوي كده أنا كويسة الحمدلله
بس وحشتوني و ماكنش في طريقة تانية عشان أجيبكوا إنهاردة إلا كده
تبادل الجميع نظرات الدهشة و الذهول ... لتقول أمينة
لأ ثواني كده
يعني قصدك إنك كنتي بتمثلي عليا يا ماما
الخضة دي كلها و الړعب إللي عيشتينا فيه كان تمثيل عشان تجيبي أدهم و سلاف إنهاردة
حليمة بضيق
ما إبنك من ساعة ما إتجوز بنت إبني و هو مستحوذ عليها
يا مؤمنة ده أنا ماشوفتهاش من ليلة
فوق الإسبوعين أهو كنتي عايزاني أعمل إيه
ده أنا غلطانة إني جوزتهاله أصلا
نظرت أمينة لها بعدم تصديق و إنفجرت
حرآاااااام عليكي
و الله حرآااااام
أنا مش مسمحاكي علي إللي عملتيه فيا
الله يسامحك يا ماما الله يسامحك
و فاضت دموعها مجددا و هي تقوم لتغادر الغرفة ..
حليمة أمينة
خودي يابت . خلاص غوري
الغالية جاتلي خلاص .. و نظرت إلي سلاف و البسمة تملأ وجهها
زفر أدهم مطولا و هو يخفي وجهه بيده ثم قال بصوت جليدي
طيب تيتة حمدلله علي سلامتك
أنا هاروح أشوف ماما و بالمرة أسيبك مع سلاف علي إنفراد
عائشة تعالي أعمليلي كوباية لمون
مش قادر أقف علي رجلي
و أخيرا أصبحت الجدة و الحفيدة وحدهما ...
نظرت سلاف لجدتها و قالت بعتاب
كده يا نناه تخضينا كلنا عليكي
كنتي قوليلي يا حبيبتي إنك عايزاني و أنا كنت أسيب الدنيا كلها و أجيلك
حليمة بإبتسامة
معلش يابنتي ماتزعليش مني
بوظتلك شهر العسل قبل ما يكمل و جبتك علي ملا وشك
بس إنتي كنتي واحشاني أووي
كنت ھموت و أشوفك . أنا لما بشوفك يا سلاف بيبقي كأني شوفت أبوكي الله يرحمه
بشم ريحته فيكي .. أنا إتحرمت منه بدري أوووي
من سنين طويلة لما قرر يتغرب و يسبني
كنت بحلم باليوم إللي هيرجع فيه و أشوفه و أضمه في حضڼي قبل ما أموت و أهو مارجعش
بس رجعتي إنتي . حتة منه و عوض من ربنا .. و إختنق صوتها من الدموع الحبيسة
إرتمت سلاف في حضنها و قالت باكية
ربنا يخليكي ليا
أوعدك مش هاسيبك تاني أبدا
كل يوم صبح و ليل هتلاقيني قدامك
أنا أسفة إني سيبتك المدة دي كلها
بليز سامحيني
حليمة و هي تربت علي شعرها بحنان
إنتي الغالية بنت الغالي
إنتي السبب الوحيد إللي مخليني متمسكة بالدنيا بعد أبوكي
بس حتي لو روحت هبقي مطمنة عليكي
أدهم هياخد باله منك
بس يا حبيبتي كفاية
أنا كويسة أهو ماتخافيش . لسا في العمر بقية
سلاف و هي تحاول أن تتماسك
ربنا يخليكي ليا .. و طبعت قبلة رقيقة علي خدها
حليمة بإبتسامة
و يخليكي يا نور عيني
و يسعدك دايما يا حبيبتي ...... !!!الفصل 41
هدف !
ظلت سلاف مع جدتها بقية اليوم ...
لم تتركها إلا في ساعة متأخرة من الليل و قد غفت بصعوبة كانت مفتقداها بشدة و لم تود مفارقتها
إبتسمت سلاف و هي تشد الغطاء عليها و تقبلها علي رأسها ...
هذه المرأة الوقورة تصرفت بطفولة كبيرة اليوم لكن لا يهم .. لا أحد يلومها فهي علي رأس الجميع و لها أن تفعل ما تشاء
أطفأت سلاف نور الغرفة و أغلقت الباب بهدوء و حذر ثم مضت صوب غرفة أدهم ..
كانت الحركة هادئة أثناء سيرها لقد ذهب الجميع للنوم ... ولجت إلي الغرفة و إستدارت لتري أدهم واقفا في الشرفة
بدا نافذ الصبر جدا عندما إلتفت لها
قال بحنق
كل ده
لسا فكراني دلوقتي يا هانم
من الصبح و إنتي قاعدة جمب تيتة و ماكلفتيش نفسك تسألي عليا أنا فين حتي
إبتسمت سلاف و قالت بلطف
إهدا شوية يا حبيبي
مين قالك إني ماسألتش عليك
أومال أنا عرفت إنك هنا في أوضتك إزاي !
أدهم بغيظ
إنتي مابقتيش مهتمة بيا أصلا
زهقتي مني و ماصدقتي رجعنا
خلاص براحتك خآاالص
سلاف بدهشة
إيه إللي بتقوله ده يا أدهم
معقول مقموص أوي كده عشان كنت قاعدة مع نناه طول النهار !!
نظر لها بتجهم و لم يرد لتمشي ناحيته و تقول
عيب كده يا حبيبي إحنا مش صغيرين
و بعدين دي نناه
معقول بتغير من نناه !!
أدهم بضيق
من فضلك إوعي
سبيني في حالي دلوقتي
أنا لا بغير و لا نيلة و لو عايزة تروحي تباتي معاها كمان روحي مش هقولك حاجة
سلاف و هي تضحك
لأ ده إنت فعلا
غيران بقي
بس بجد إنت تقدر تبعد عني
عايزني أسيبك و أنام في مكان تاني
ده أنا حبيبتك
أهون عليك يعني
نظر لها من جانب عينه و إبتسم رغم عنه ..
سلاف برقة
أيوه كده
إضحك يا حبيبي
مش بحبك تكشر خآالص
إتسعت إبتسامته قليلا و هو ينظر لها بحب ... لتبادله الإبتسامة
ماينفعش هنا يا حبيبي
نظر لها بعينيه اللاهثتين و قال بغلظة
ليه
سلاف ليه إيه !
إنت عايزنا نتفضح إستني يا حبيبي لما نطلع شقتنا
أدهم بإنفعال
و هنطلع إمتي سيادتك
هي تيتة هتسيبك
سلاف بثقة
هنطلع بكره و هبقي أنزل أقعد معها بالليل شوية
خلاص إتفقنا
زفر بقوة و تركها و ذهب إلي الفراش دون أن يضيف شيئا أخر ..
إستلقي و أغلق نور الأباچورة التي تجاوره بينما كانت سلاف تضحك في صمت
و ها هو طفل أخر اليوم ..
يا ربي أعمل إيه في الناس دي بس ! .. تمتمت سلاف لنفسها
ثم تنهدت و لحقت به
إستلقت بجواره و زحفت لتدخل في أحضانه أحاطت به و تداخلت فيه لدرجة لم تمكنه من التحمل
ليبعدها عنه و هو يقول بضيق شديد
الله لا يسيئك من بعيد
نامي بعيد
عني الساعة دي
أنا مش ناقص
ضحكت سلاف بقوة حتي أدمعت عيناها و قالت
أوك خلاص
نام يا حبيبي أنا مش هقرب منك خالص
هز رأسه مستنكرا ضحكاتها في موقف كهذا ثم أخذ وسادة و وضعها علي رأسه و هو يلف و يعطيها ظهره
و بعد عدة دقائق هدأت سلاف و إسترخي جسم أدهم المتوتر و راحا في سبات عميق و هما متباعدان لأول مرة منذ زواجهما ...
ينتشر خبر وصول أدهم و سلاف من شهر العسل ...
علمت راجية بالأمر و أصرت علي السؤال عنهما كانت تريد جمع كل الأخبار و لكن أمينة لم تعطيها ما يشفي حقدها و كراهيتها .. أخبرتها أن إبنها و زوجته بخير و أنهما قضيا عطلة مميزة
إشټعل حنقها أكثر من هذه الأخبار و فكرت بسرعة في الخطة التالية و القاصمة فهذه فرصتها الأخيرة و لا يجب أن تضيعها
تساءلت متي يفتح الزوجين بابهما للزيارة لتذهب و تبارك لهما ..
كانت سلاف مرحبة بهذه الفكرة و أرادت جمع العائلة كلها في بيتها بيوم و لكن أدهم كان مشغولا عندما عاد إلي عمله
وجد تراكمات هائلة
إستغرقه الأمر إسبوعا حتي إستطاع التنسيق مع سلاف ..
إتفقا علي يوم الجمعة و جهزت سلاف كل شئ بمساعدة عمتها .. إشترتا معا المأكولات و الحلويات و كل ما يلزم
و كانت سعادة راجية لا توصف فقد شعرت بدنو مآربها
أخيرا ستحقق خطتها نجاحا دائرة الشړ ستغلق تماما علي تلك الدخيلة التي جاءت لتأخذ مكان إبنتها
و لكن هل ستنجح و هل ستتأثر علاقة أدهم بزوجته أو العكس الشړ دائما ينتصر
غالبا تكون هناك إستثناءات و لكن ليس علي الدوام ...
.................................
آتي يوم الجمعة ...
و بينما بدأ الجميع يستعد للتوافد علي منزل العروسين كانت أمينة تقف بمطبخ سلاف و تضع اللمسات الأخيرة علي الغداء
عاونتها سلاف في الأشياء القليلة المتبقية ثم تركتها أمينة لتنزل إلي شقتها و تأخذ حماما و تبدل ملابسها ثم تعود مجددا ..
كانت سلاف تقف أمام الموقد تتذوق الطعام لتتأكد من ضبط كل شئ ... ليأتي أدهم من خلفها خلسة
شهقت سلاف پذعر و قالت
إيه ده يا أدهم
حرام عليك خضتني
أدهم بإبتسامة
بعد الشړ عليكي من الخضة يا روح أدهم
إيه القمر ده يا سوفي
هو إللي واقف بيطبخ بيبقي حلو أووي كده
سلاف هنبتدي بكش بقي
إنت فاضي و مش وراك حاجة و جاي ترخم عليا
سبني دلوقتي بليز عشان لسا محتاجة أخد شاور
أدهم و هو يغازلها بحرارة
شاور إيه بس !
ده إنتي قمر في كل حالاتك
تعالي بس نخطف ربع ساعة و لا حاجة قبل ما الناس دول يجوا و لا تعالي نعتذرلهم خالص
سلاف و هي تضحك
إنت مش طبيعي
و الله من يوم ما إتجوزنا مابقتش إنت
حاسب يا أدهم الله يكرمك مايصحش أقابل الضيوف بالمنظر ده
أدهم طيب إستني لحظة
في حاجة هنا عايز أشيلهالك
سلاف بإستغراب
حاجة إيه
فين
رفع رأسه بعد لحظات و نظر لها هامسا
يآااااااااااه كان أحلي Sauce دوقته في حياتي .. و إبتسم بإلتواء
أحمرت سلاف خجلا و قالت
طيب
ممكن تسبني دلوقتي بقي
بليز الوقت بيجري يا أدهم مايصحش كده
تنهد أدهم و قال
ماشي
المرة دي بس عشان
خاطرك
إتفضلي .. و حررها مفسحا لها الطريق
إبتسمت سلاف و طبعت قبلة خاطفة علي خده ثم إنطلقت مسرعة إلي غرفتها
بينما وقف يحدق في إثرها و البسمة تزين ثغره ...
............
عند الرابعة مساء ... دق باب المنزل
كانت سلاف في الغرفة تضبط أحمر شفاهها عندما سمعت صوت الجرس
صاحت منادية علي أدهم و أسرعت بإرتداء النقاب علي هذه العباءة المنزلية الأنيقة .. إرتدت خفيها ثم خرجت لتقابل ضيوفها
لم يكن أدهم هناك نزل برفقة عمر و مالك ليحضروا حليمة ..
دخلت راجية أولا و هي ترسم علي وجهها تلك البسمة الودية المزيفة و دخلت لبنة خلفها ثم أمينة و فتيات العائلة
دعتهم سلاف إلي غرفة الطعام مباشرة و لكن ظلت عند الباب حتي صعدت الجدة ..
راقبتها و هي تخرج من المصعد علي الكرسي المتحرك كان أدهم يدفعه و عمر و مالك يتحكمان بإنحرافاته
وصلت إليها فإحتضنتها سلاف بقوة و هي تقول
نناه حبيبتي
نورتيني
أيوه كده أنا دلوقتي بس بقيت مبسوطة فعلا
أخيرا طلعتي عندي !
حليمة بإبتسامة و هي تجول بعيناها عبر الشقة
ما شاء الله
شقتك جميلة أوي سلاف
ربنا يباركلك فيها إنتي و جوزك و تملوها عيال يا رب
بدلت سلاف مع أدهم و تولت توصيل جدتها للداخل بينما ذهب رجال العائلة إلي الصالون حيث الغداء ينتظرهم هناك ..
إستطاعت سلاف أن تخلع النقاب الآن و تستعرض بهاء وجهها الفتان ... كانت توزع إبتساماتها الرقيقة علي الجميع و إهتمت بضيوفها علي أكمل وجه
و بعد الغداء إنتقل الجميع لغرفة المعيشة و جلبت سلاف الحلوى و المشروبات الساخنة و الباردة ... و أخيرا جلست متحاملة علي تعبها
إنهالت عليها التعليقات المشجعة علي الطعام و عبارات الثناء و المجاملات ..
و فجأة أتي تعليق مايا علي شئ مختلف تماما
بس براڤو عليكي يا سلاف
قدرتي تاخدي علي طبع أدهم بسرعة .. و أشارت إلي عباءتها و النقاب الملقي بحجرها
نظرت لها سلاف و قالت بإبتسامة واثقة
أيوه طبعا خدنا علي بعض بسرعة و الحمدلله متفاهمين
بس هو عمره ما أجبرني علي حاجة
كل خطوة ختها كانت بإرادتي
من الحجاب للنقاب
مايا بإبتسامة بسيطة
كمان براڤو
إنتي أثبتي إنك أد المسؤولية
ربنا يوفقكوا
سلاف برقة
ميرسي
بس المسؤولية أدهم شايلها معايا بردو
لولا صبره و مشاعره الرقيقة و شخصيته إللي مافيش زيها ماكنتش قدرت لوحدي
هو فعلا هدية من ربنا
ربنا يحفظه ليا يا رب و يكرمه دايما
الجميع أمين
و هنا قالت راجية بنبرتها المتكلفة
مش هتفرجيني علي باقية شقتك و لا إيه يا سلاف
أنا بحب أوي أتفرج علي شقق العرايس
سلاف برحابة
طبعا يا طنط .. و قامت مكملة
إتفضلي . إتفضلي إنتي كمان يا طنط لبنة
راجية بإسراع
لالا لبنة مالهاش في الحاجات .. ثم قالت بضحك
پتخاف أحسن تحسد الناس ڠصب عنها
نظرت لبنة لأختها نظرة إستخفاف و قالت
أنا عيني باردة يا راجية
روحي إنتي بس ربنا يستر و الشقة ماتولعش بينا كلنا
إنفجر الجميع بالضحك و لكن راجية لم تعبأ فهناك الهدف الذي جاءت من أجله
ها هو يقترب ...
أدخلتها سلاف الصالون الصغير أولا ثم أخذتها في جولة عند المطبخ و عرضت لها محتوياته الحديثة ثم ذهبت بها إلي الحمام الواسع و المزود بغرفة السونا و مغطس الچاكوزي
تظاهرت راجية بالتأمل و الإهتمام و حثتها بعد ذلك لرؤية غرفة النوم
إصطحبتها سلاف إلي هناك و تحرجت عندما تعثرت العمة في كومة ثيابها الداخلية الملقاة علي الأرض ..
غمغمت سلاف بأسف و هي تسرع لجمع أشيائها المبعثرة هنا و هناك
أنا أسفة
الأوضة مكركبة شوية
بس إحنا تقريبا عايشين فيها
أنا و أدهم مش بنحب نبهدل الشقة
قعدتنا هنا أو برا في الليڤنج بس
راجية بإبتسامة تخفي ورائها براكين غيرة
ربنا يهنيكوا يا حبيبتي .. ثم بدأت خطتها
آاااه !