ازاى دى طفله
نزيلة المصحة
البارت الاول ١
استيقظ من نومه العميق على صوت ذلك المزعج الصغير تنهد بملل فكم يكره صوته وضوضائه في اكتر الاوقات راحة والتي لا يحلو النوم الا فيها
الا وهي ساعات الصباح الاولى.. مد يده وهو لا يزال مغمض العينين لكي يضربه علي راسه تلك الضړبه التي يخرس بعدها ولا ينطق مرة اخري ويعم الهدوء
نعم هو ذلك المنبه البغيض الذي لا يكن له سوى الكره ذلك الازعاج الذي جلبه لنفسه بنفسه وبماله ومع ذلك لا يستطيع الاستغناء عنه ومضطرا لتحمله.
نهض بتثاقل واخذ نظارته ارتداها وذهب الي الحمام فتحمم سريعا ودخل المطبخ وعلي الفور توجه الي كنكة القهوه لكي يعد له كوبا من القهوة يستهل به يومه كالمعتاد..
فتركه وتوجه الي الثلاجه ففتحها ليجدها خاوية تماما الا من برطمان من معجون الطماطم منذ متي هو هنا وهل لايزال صالحا ام لا الحقيقة لا يعلم
وهاهو نسي مجددا ان يحضر طعاما او قليل من المؤن ليضعها في ثلاجته للاستعمال لاحقا فلعڼ نسيانه المستمر لامور لايعرف اهميتها الا وقت الحاجه ولملم اذيال خيبة امله وذهب الي غرفته فلبس ملابسه واخذ حقيبة يده ونزل مسرعا استقل سيارته الصغيرة المتواضعه واخذ طريقه المعتاد لعمله
دقائق معدودة ووصل وجهته وترجل من سيارته وبمجرد وضع اقدامه علي الارض واغلاق باب السيارة نظر للاعلي ثم أخذ نفسا عميقا وهو يناظر اللوحة المعلقه اعلى جدار المشفي فمرت عينيه على ماكتب عليها للمرة المليون تقريبا ومع ذلك لا يفوت صباح دون النظر الى اللوحة وقراءة ماكتب عليها فخورا بأنه وصل هنا فقد كانت حلما تعب كثيرا لاجل تحقيقه مستشفي الامړاض النفسيه والعقليه بالعباسيه فتزداد عزيمته وحماسه فور ذلك على اصلاح ماافسدته الايام والظروف والاشخاص والمواقف في عقول بعض البشر.
ولا شيئ فالعالم عنده يهم مقابل كوب قهوتة الصباحي الذي يعادل عنده الدنيا ومن عليها..
دلف الي مكتب المدير بعد النقر على الباب المفتوح مرتين واخذت ملامحه وضع التجهم لكي يوحي لمديره انه لن يحتمل الكثير من التوبيخ اليوم
ولكن على من تنطلي هذه الحيل وهو له مقدار قد كيل في نفس مديرة من التوبيخ ولابد ان يوفي له الكيل.
نص ساعه تأخير النهارده برضو يابيه ياحمزه مش ممكن كده انت هتضطرني بتأخيرك واهمالك لمواعيد شغلك اني اتصرف معاك تصرف مش هيعجبك بالمره.. يابني دانا مدير المستشفي وبوصل قبلك يبني يادكتور انا هضطر آسفا اني اخصملك اليوم اللي هتتأخر فيه عن ميعادك.
وها هو حمزه يستقبل كلام مديره وتهديداته الكاذبه قالبا عينيه بملل
ثم قرب كوب القهوه من انفه فأشتمه ونجحت رائحتها ان تأخذه بعيدا عن الدنيا ومافيها فأبتسم براحة وأغمض عينيه الي ان انتهي مديرة من افراغ مابجعبته من توبيخ وصمت اخيرا
ففتح حمزه عينية و تقدم الي الدفتر الذي امامه علي مكتب المدير فمضي حضور وانصرف على الفور بمجرد ان اخذ التوجيهات اليوميه ورقم الغرفه التي يقطن بها مريض جديد كلف بدراسة حالته والشروع في علاجه مع توصية خاصه من المدير بالحالة على غير عادته
انصرف حمزه بصمت غير مبال لنظرات مديره الڼارية والتي رافقته الي ان تواري من امام عيناه
وما ان ابتعد قليلا حتي توقف عن المشي ليرتشف اولى رشفاته من معشوقته ليرتوي عقله ويرقص قلبه طربا وتنتعش روحه فأغمض عينيه وأبتسم بأنتشاء يعادل نشوة النصر بعد حرب ضاريه من اجل الدفاع عن الوطن.
اكمل السير بعدها مارا بطرقاته المعتادة في مشفاه وبيته الثاني كما يعتبره
باحثا عن رقم الغرفه التي تقطن فيها حالته الجديده وهو يستعد لمواجهة نوبة من الجنون قد تكون متعبة حد الانهاك من مريض في اشد نوباته هياجا مثل ثور غاضب.
اما في مكتب المدير فبمجرد ان اختفي حمزه عن ناظريه تبسم برضى وهو يهمس لنفسه بصوت مسموع
اخ منك ياحمزه ومن اهمالك بس لو مكنتش اكفأ اطبائي مكنتش خليتك عندي فالمستشفي ساعه وحده لكن اعمل ايه محتاجلك وهتحمل سوئاتك وچنونك لان من غيرك المستشفي دي متمشيش ولا حد يخف منها ويتعالج غير بعد سنين
قالها وتنهد ثم انكب علي الاوراق امامه ينهي مابها قراءة وتدقيق ثم امضاء ..
اما حمزه فتوقف امام باب الغرفة المنشودة بعد ان تأكد من رقمها الصحيح وأبى ان يدخل الا ان ينهي قدح قهوته اولا فهو قادر على تحمل اي شيئ فالعالم الا ان تسكب قطرات من قهوته الصباحية بعيدا عن فمه ويضيع استمتاعه بالكوب كله..
انهي حمزه قهوته وضغط الكوب بقبضته مدمرا شكله الطبيعي ثم تقدم نحو صندوق القمامة فضغط على قاعدته بقدمه فانفتح الصندوق فرمي الكوب وابتعد فانغلق الصندوق وتقدم نحو الغرفه شاحنا طاقته مستدعيا قوته صاحبا هدوئه المعتاد او برودة اعصابه كما يطلق عليه البعض ففتح ترباس الباب الخارجي وذلك للتحكم في بقاء المړيض داخل الغرفه واحباط اي محاولة هروب له وفتح الباب ودلف منه
وجاب الغرفة بعيناه يتفحصها ليعرف من اي زاوية سيتعرض للهجوم لكي يأخذ كامل استعداده.. ولكنه وقف لدقائق مذهول من هول مارأي..
فقد كانت فتاة تجلس على السرير في هدوء تام اشبه ماتكون بحورية من حوريات البحر علي حد ما سمع عنهم وعن حسنهم وعلي حد افتراضه انهم يتحلون باضعاف جمال فتايات الارض..
قام بأغلاق الباب جيدا رغم انه استبعد تماما اي محاولة للعڼف او الهرب من هذا الملاك الرقيق ولكن عمله هذا علمه الا يثق في الهدوء ابدا فقد يكون الهدوء الذي يسبق عاصفة هوجاء وايضا دائما وابدا الاحتياط واجب
تقدم حمزه نحو ذلك الجمال المكنون بخطوات بطيئة وعيون فاحصه واول ماوقعت عليه عيناه شاش ملتف حول معصمها وشريط لاصق فوقه وهذا دليل قاطع علي محاولتها الاڼتحار
ومن ثم انتقل بناظريه لمعصمها الاخر ووجد اثر لقطع قد شفي ولكنه ترك ندبة واضحه وهذا يؤكد له انها ليست محاولتها الاولي فالاڼتحار...
توقف امام سريرها ومد يده ليأخذ التقرير المعلق علي حافته والذي به كل
تفاصيل الحاله وتوسعت عيناه وهو يقراء الحاله الاجتماعيه... متزوجه.. السن ٢٨
رفع رأسه من التقرير وطالعها بعيون متفحصه وعقل يشعر بغاية الغرابه فمن يراها للوهلة الاولى يظن انها فتاة يافعه لا تتعدى سنوات عمرها العشرون وعقل يتسائل تري من هو ذلك المچنون الذي يملك مثل هذا الجمال ويتركه يتألم الي ان يكره الحياة لدرجة الاڼتحار!!
عاد ينظر مجددا للتقرير وقرأ الاسم كاملا...
ود قاسم الشناوي... ديق حاجبيه لتعود اذنيه علي وقع الاسم كأنما سمعه قبل ذلك مرات عديده واخذ يكرره بينه وبين نفسه وتوسعت عيناه اكثر حين قرأ المهنه.. عارضة ازياء !!
اخرج هاتفه ليتأكد مما هاتفه به عقله وكتب الاسم وقام بالبحث علي محرك جوجل وابتسم حين تأكدت ظنونه وظهرت صورتها علي شاشه المحمول وقام بقرائة النبذة المختصره عنها وادرك الان ان هذا الاسم كثيرا ما تردد علي مسامعه ومر امام عينيه علي صفحات الصحف وشاشة الهاتف وفي اعلانات التلفاز..
نعم فهي عارضة الازياء المشهوة والتي تملك اكبر مصانع للملابس في البلاد وصاحبة الماركه المشهورة ليفاد!!!
امعن النظر في صورها التي سرعان ماامتلئت بها شاشة هاتفه بمجرد ان ضغط على كلمة المزيد من الصور
وتعجب اين ذهب هذا الوهج وهذة الهاله التي كانت تحيط وجهها من السعادة!
واين اختفت تلك اللمعة التي فى عينيها وابتسامتها الساحره التي تأسر الالباب وكيف تبدلت من سيدة كانت تشع حيوية الي هذه الكتلة المنطفئه !
نعم لازال الجمال موجودا ولكنه جمال ذابل كزهرة اقتطفت من غصنها بمجرد ان تفتحت فذبلت قبل اوانها..
اعاد التقرير لمكانه وتقدم ساحبا مقعد كان في طرف الغرفه ليجلس امامها مباشرة ولكن علي مسافة منها تبلغ حوالي المترين وهذا ايضا من احدى دواعي السلامه وأمسك اطار نظارته فعدله رغم اعتداله ولكنها حركة اعتاد عليها ودائما مايلجأ لها في اشد اللحظات توترا..
تنحنح محدثا صوتا لكي تلتفت اليه ويجذب اليه عيناها المتعلقتان بالنافذه منذ دخوله ولكن كان ذلك دون جدوي فقد استمرت علي نفس الوضع..
فقرر التحدث مباشرة وجذبها بالكلمات واستهل حديثه بسؤال تمني ان تجيبه عليه لكي يرضي فضوله فالمقام الاول ثم يساعده في علاجها فالمقام الثاني ولكن في قرارة نفسه يعلم انه لن يتلقي أية اجابات
ممكن تقوليلي عملتي فنفسك كده ليه
انتظر لحظات ثم تحولت لدقيقه ثم دقائق ولم يجد اي اجابة منها كما توقع او حتى التفاتة تدل على انها سمعته فطرح عليها سؤال آخر ولكن بطبقة صوت اعلى متمنيا ان تأتي بنتيجة هذه المره
طيب ممكن تقوليلي اسمك... انت عارفه اسمك مش كده
ولكن هاهي ثاني محاوله تبوء بالفشل ايضا حينما ظلت على نفس صمتها غير آبهة به او بأسألته او لوجودة من الاساس وكل مايشغلها الان هي اورق شجرة الزيزفون التي تتأرجح مع الريح ذهابا وايابا امام عينيها
تحدث حمزة مرة اخرى واخرى واخري وفي كل مرة لا يجد منها غير الصمت ردا على حديثه
فامسك بقلمة واخذ ينقر به على حافة المنضدة بجوارة نقرات متتاليه محاولا ان يدخل على عقلها تغيرا لحالة الثبات التي تسيطر عليه وليغير رتم الهدوء الذي اعتادته وماهي الا دقائق من استمرارة في النقر حتي ابتسم فها هي طريقته تنجح مجددا وهو يري ود ترمش بيعينيها عدة مرات قبل ان تحول وجهها عليه وقد ارتسم عليه علامات الازعاج الواضحة وسرعان ماانتقلت بعينيها من عليه الي القلم الذي بيده فركزت عليه ثم لانت ملامحها مرة اخري فعرف انها ستعتاد علي صوته وتسرح معه فغير طريقة نقره في محاوله لتشتيت عقلها وحثه علي الانتباه فتبدلت ملامحها للانزعاج مرة ثانية وقبل ان تفقد انتباهها مرة اخرى قال لها ممازحا سيدتي الجميلة الرقيقه هلا تكرمتي بالرد على سؤالى ايه اللي خلاكي عملتي فنفسك كده واشار لها بعينيه ووجهه على معصمها فنظرت لمعصمها وتوترت وبدأت تفرك يداها ببعضهم بينما جفونها بدا عليها التثاقل وكأنها ستغمضهم قريبا
وبالفعل هذا ما حدث حينما تكورت على نفسها وهي تهبط على السرير آخذة وضع النوم وعلم الطبيب حمزه حينها انها تفعل كل مابوسعها للهروب من عالمها الحالي وتأكد ان صډمتها اقوي من مستوي تحمل عقلها
وانه بصدد مواجهة ضاريه مع حالة بارانويا شديدة وهمس لنفسه قائلا
ياتري ايه بس اللي وصلك للحاله دي وياتري هتاخدي وقت قد ايه لغاية ماتظهر عليكي بوادر استجابه لعلاج او حتي مجرد انتباه ورجوع للدنيا بس اللي متوقعه انك هتطولي وهتطولي اوي واني هتعب معاكي جدااا
يتبع...
انثي بمذاق القهوة
البارت ٢
بعد عدة محاولات فاشله من الطبيب حمزه لجذب انتباه ود استلقت علي فراشها واغمضت عينيها هربا لا يعلم ان كان من اسئلته او من الدنيا بما فيها
فتنهد ووقف وامسك حقيبته وخرج من الغرفه تاركا لها المجال لتستريح قليلا مع برغم انه يعلم جيدا انه لاتوجد راحة فالهرب واغلق الباب عليها جيدا من الخارج واخذ طريقه الي مريض آخر ولكن عقله وفكره مع تلك التي تشبه نسيم الصباح في هدوئها وټنزف عيناها الما من جرحها الغائر الذي عاهد نفسه ان يعرف سببه بأي ثمن.
دلف الي مريضه القديم ذلك الكهل الذي غدر اولاده وجحودهم اودي بعقله في غياهب الجنون وجعله ثائرا دائما وابدا ساخطا علي الدنيا وعلي البشر ساخطا علي حاله متمنيا المۏت في كل لحظه احيانا يكون اعلى قائمة العقلاء وارزنهم وفي ثانية التي تليها تنقلب احواله فيتصدر قائمة المختلين عقليا فلا تأمن تصرفاته من لحظه الي اخرى ومن يتعامل معه عليه الحذر دائما
نظر الطبيب حمزه الي احسان متفحصا لحالته بنظرة سريعه فانفرجت اساريره علي الفور وهو يري ابتسامة احسان الصافيه مما يدل علي انه في قمة هدوئه النفسي اليوم وان حالته مستقره فتقدم منه بهدوء وجلس علي الكرسي امامه وهو يكاد يجزم ان اليوم هو يوم حظه.
تحدث معه كعادته مخففا لوحدته والامه النفسيه فهو اليوم لا يحتاج اكثر من التحدث الي شخص ما يكون مستمعا جيدا ومن يضاهي الدكتور حمزه في هذه النقطه
انهي معه اخيرا حديثا طويلا ازاح عن صدر احسان هما كبيرا ثم تركه متمنيا له يوما سعيدا داعيا الا تنقلب احواله لنهاية اليوم مشفقا علي جسده النحيل من تعب التخبط.
اكمل طريقه بعدها الي غرفة الاطباء حيث كان ينتظره كلا من رفيقي العمل دكتور وحيد ودكتور عمرو وبمجرد دخوله وجدهم علي وشك البدء في تناول الطعام وقد كانت الساعة شارفت علي الحادية عشر..
حمزه ياااه ولاد حلال دنا مېت من الجوع مفطرتش.
وحيد ياضنايه يبني
عمرو تعالا حماتك بتحبك
رد عليهم حمزه ضاحكا وهو يجلس بجانبهم وانا بس الاقي بنتها هعشق امها.. قالها وشرع في تناول الطعام معهم وبدأو في تجاذب اطراف الحديث عن المړضي وحالاتهم الصحيه ومدي تقدمها وتأخرها وفي وسط الحديث توقف حمزه عن الاكل حينما تحدث وحيد مازحا
لا بس القر شغال عليك من امبارح بالليل ياميزو من اول ماجات المريضه ال Vip والمدير رفض ان اي حد يباشر حالتها غيرك متعرفش ياجدع انت عامل ايه للمدير او ماذا بينك وبين
الله عشان تعالج الحاله القمر دي لوحدك يابن المحظوظه !!
اكمل حمزه مضغ مابفمه بهدوء قبل ان يرد عليه يمكن عشان انا هتعامل مع الحاله كأي حاله تانيه من غير مايشغلني شكلها او مواصفاتها ودا اللي المدير عارفه وعشان كده كلفني انا دونا عن الاوباش بالمهمه
عمرو غمض علي علي شفته السفلي قبل ان يلكم حمزه في كتفه وهو ينطق من بين اسنانه اوباش ها.. احنا اوباش برضوا يلا..
وكرر وحيد نفس حركة عمرو ولكن فالكتف الاخر لحمزه وهو يقول له طب يلا قب بتمن الاكل عشان الاوباش زعلوا فضحك حمزه وهو يتنحي عن كرسيه ويبتعد عنهم ليجلس علي مكتبه ويقوم بفتح حقيبته واخراج قلمه ودفتر ملاحظاته وهو يرد عليهم
يبقالكم عندي فطار وبعدين مانا ياما اكلتكم ياجعانين ولو هحاسبكم هبيعكم هدومكم وبرضوا مش هتسدوا اللي عليكم.
صمت الاثنان بعدها فهو لايقول سوي الحقيقه فبالفعل حمزه افضاله عليهم وعلي الجميع لا تعد ولا تحصي فهو نعم الاخ ونعم الصديق ونعم الخل هو من يلبي النداء مسرعا في اي وقت وتحت اي ظرف هو من يحبه الجميع بلا استثناء الا من بعض النفوس المريضه الحاقده علي كل انسان ناجح محبوب..
بدأ حمزه في وضع ملاحظاته لليوم وكانت كلها حول حالة ود وبعد الانتهاء اخرج حاسوبه المتنقل من الحقيبه وبدأ في البحث عن كل مايخص حالتها فيما درسه فالطب.
وبعدها دخل صفحتها الشخصيه علي الفيس بوك وعلي كل مواقع التواصل التي تملك عليها حسابا بأسمها مثل تويتر وانستجرام وغيرهم وجمع المعلومات المتاحه عنها ثم اخيرا وآخراحصل علي رقم هاتفها وقرر الاتصال عليه فهو بالتأكيد الان مع اولي القربي منها..
خرج الي حديقة المشفي وتمشي بضعة خطوات وهو يضع هاتفه علي اذنه بعد ان طلب الرقم ووقف مكانه فور اجابة الطرف الاخر من المحادثه فتنحنح دكتور حمزه وهو يتحدث بجديه
حمزه ايوه السلام عليكم معاكي دكتور حمزه الصاوي من مستشفي الامړاض العقليه حضرتك انا المشرف علي حالة مدام ود والمتابع لحالتها ممكن اعرف حضرتك تبقيلها ايه عشان لو حضرتك قريبتها محتاج اتكلم معاكي شويه عن حالتها.
اخذت المرأه نفسا عميقا ثم زفرته بقلة صبر واجابته بعدها بحنق.. انا امها افندم عايز تقول ايه بخصوص المجنونه دي
حمزه بهدوء مااسمهاش مجنونه يافندم اسمها مريضه وهتخف باذن الله تعالي بس محتاج مساعدتك عشان دا يحصل بسرعه
ردت عليه السيده بنبره مازحه وهو المچنون بيعقل تاني يادكتور بص احنا عارفين ان ود ملهاش علاج ودماغها لحست خلاص ومتفتكرش اننا محاولناش معاها بكل الطرق لا يادكتور دي بقالها سنتين بتتعالج عند دكتور نفسي من اكبر الدكاتره فالبلد وعلاجه ولا جاب معاها اي نتيجه بالعكس حالتها كانت كل يوم تسوء عن اليوم اللي قبله لغاية. ماتعبتنا معاها هتقوم انت بقي يادكتور الحكومه تقدر تعالجها
بص يادكتور احنا مش طالبين منكم غير انكم تخلوها عندكم وتسيطروا عليها ومتخلوهاش ټنتحر مره تانيه ويبقي كتر الف خيركم.
الطبيب حمزه استقبل حديثها بصبر ورحابة صدر كعادته الي ان انتهت ولكنه كان مستنكرا لحديثها جدا فهذا الكلام لايمكن ان يصدر من ام اطلاقا! ثم اردف بهدوئه المعتاد
يافندم مش معني فشل محاوله ان كل المحاولات تفشل انا بأكدلك ان ود وقبل ان يكمل باقي جملته سمع صافرة انتهاء المكالمه فأبعد الهاتف من فوق اذنه ونظر له وضم حاجبيه بغرابة لتصرف تلك السيدة!! وقام بطلب الرقم مرة اخري اعتقادا منه ان المكالمه قد انهيت لسبب ما خارج عن ارادتها ولكن ظنونه تبددت حين أنهيت مكالمته قبل الرد عليها فالمرة الثانيه وتأكد الان انها كانت مقصودة.
فوضع الهاتف في جيبه وعاد للداخل وهو يتسائل هو ايه اللي بيحصل بالظبط هو فيه ام ممكن تتصرف كده تجاه بنتها فعلا ايه القسۏة دي! ولا هي كتر المحاولات والفشل فقدتها الامل ووصلتها لدرجة الاحباط دي وكل اللي بيتمنوه دلوقتي انهم يرتاحو منها تسائل في قرارة نفسه كثيرا ولم يجد لاسئلته اية اجابات فعاد الي الداخل وبدأ في اكمال مهامه تجاه مرضاه ومتابعتهم والتنقل بينهم حتي نهاية اليوم واجل الدخول لتلك الحورية حتي النهاية لكي يختم بها يومه كما استهله بها.
دلف اليها اخيرا وحاول معها مرة اخري ان يجعلها تتحدث معه بكافة الطرق لكنه فشل مجددا فزفر بقلة حيله وخرج تاركا اياها غارقة في صمتها المطبق.
مر على مديره قبل ان يعود للبيت محاولا ان يخرج منه بأي تفصيلة ولو صغيره بخصوص حالة ود ولكن المدير قال له انه لايعلم عنها اكثر من المعلومات التي في ملفها الطبي
حمزه ايوه يامدير بس حضرتك وصيت عالحاله جامد ودي مش عادتك لدرجة اني شكيت انها قريبتك او حد من العيله او حتي معرفه قريبه.
المديد لا ابدا كل ماهنالك انها شخصيه معروفه وجوزها شخصيه ذو نفوذ وسطوه ونوعية الناس دي مبيجيش من وراهم غير ۏجع القلب فامش عايزين اي تقصير من ناحيتنا يفتح علينا وعلي المستشفي ابواب جهنم.
حمزه ومن امته احنا بنقصر فشغلنا يادكتور عشان نخاف
المدير عارف انك مش بتقصر ياحمزه وعشان كده انا اخترتك دونا عن غيرك لمتابعة الحاله دي وهكون مطمن طول ماانت بنفسك اللي متولي علاجها ورعايتها بص كلام جوزها كان واضح وصريح انه مش طالب مننا اكتر من اننا نحافظ علي حياتها ونحافظ عليها بصحه جسديه جيده ودا هو السبب الاكبر اللي خلاه يقرر يودعها المستشفي عندنا لانهم تعبوا من محاولاتها المستمره للاڼتحار وحالات الاڼهيار الحاد المتكرره.
زفر حمزه بحنق بعد سماع هذا الكلام فها هو المدير يؤكد لحمزه الفكره التي بدأت تتكون في ذهنه بأن امر هذه المسكينه لا يهم احد حقا وكل ما يصبون اليه هو التخلص من مسئوليتها..
استأذن حمزه من مديره وخرج من المشفي عائدا الي بيته وهو شارد الفكر ولكن شروده لم يمنعه هذه المره من تذكر ان بيته لا يوجد به شيئ قابل للاكل او حتي للشرب فدلف الي هايبر ماركت وقام بالتسوق وشراء كل ما يلزمه.
وصل شقته وقام بافراغ ما تسوقه ووضع كل غرض في مكانه المخصص ثم دلف الي الحمام لأخذ حمام دافئ يزيل عن بدنه ارهاق العمل ثم خرج وشرع في تحضير وجبة خفيفه من النقانق وفور طهوها قام بتغطيتها وتركها قليلا الي ان يحضر بعضا من الخبز والماء والقليل من المخلل وزجاجة من المياه الغازيه لكي تكتمل عناصر وجبه شهيه من وجهة نظره
احضر كل شيئ ووضعه على منضدة صغيره في غرفة المعيشه ثم احضر اخيرا طبق النقانق وجلس براحه
فها هو سيأكل اخيرا بعد التعب وقام بتشغيل التلفاز من الريموت الذي بجانبه واداره على قناة الاخبار ثم وضع الريموت بجانبه مرة اخري وشرع في تناول الطعام.
هي فقط بضع لقمات صغيرة دخلت جوفه وانتبه على نغمة هاتفه تصدح لتعلن عن اتصال مد يده بجواره وامسك الهاتف ونظر في شاشته لكي يفاجأ بنفس الرقم الذي هاتفه في الصباح والعائد لام ود هو المتصل..
ففتح الخط سريعا وهو يهمس لنفسه
مبتسما اييييون
وقام بالرد بمنتهي الهدوء والرزانه ايوه يافندم.. وانتظر بعدها ام ود لكي تبدأ بالحديث لكنه فوجئ بصوت آخر يرجف خائڤا يجيبه بدلا من ذلك
الووو ايوه يادكتور انا مامت ود واللي ردت عليك الصبح مش مامتها.. اسمعني يادكتور للآخر ومتتكلمش انا بترجاك يادكتور انك تعمل المستحيل عشان تعالج بنتي وترجعها زي الاول تانى.. رجعهالي تاني ود العاقله الجميله عالجها يادكتور ولك مني كل اللي تطلبه من فلوس.
حمزه بذهول امها امها ازاي!! امال مين اللي اتكلمت معاها الصبح دي وليه قالت انها امها
ردت السيدة سريعا وبنفس نبرة الخۏف اسمعني كويس يادكتور الكلام دا مش وقته وانا مش هقدر اتكلم معاك اكتر من كده اديني عنوان اجيلك عليه واقابلك واقولك علي كل المعلومات اللي محتاج تعرفها عشان تعالجلي بنتي بس اهم حاجه انك متتصلش علي الرقم دا مره تانيه ولا تكلم حد منه وبعدين هفهمك ليه وانا هاخد رقمك وارنلك من تليفوني اللي هنتواصل عليه بعد كده.
قالتها وانهت الاتصال سريعا تاركة الطبيب حمزه في حالة من العجب الذي يزداد تدريجيا من بداية اليوم وحتي لحظته هذه فاكل مايتعلق بمريضته الجديده لا يدعوه الا للمزيد من العجب.. لماذا تدعي امرآة غريبه انها امها وما سر الخۏف الذي كان يسيطر على امها الحقيقيه ويجعل احبالها ترجف وكلماتها خرج خائڤة بالتأكيد هناك سر كبير وراء كل هذا وسيفعل المستحيل لكي يكتشفه.
يتبع..
انثي بمذاق القهوة
البارت 3
اكمل الطبيب حمزه باقي نهارة مابين واجبات منزليه تقضي او اعمال عالقه يجلس امام حاسوبه بين الحيو والآخر لينهيها او بين فكر شارد لبعض الوقت في تخمين ترى مالذي يمكن ان يكون حدث لتلك المسكينه
وبينما هو في احدي نوبات شروده رن هاتفه برقم غريب فاجابه واذا بنفس الصوت يتسلل لمسامعه فتنتبه كل حواسه نعم انه صوت ام ود التي تحدثت قائله
الو يادكتور انا اللي كلمتك الصبح ام ود اللي قولتلك هكلمك تاني..
فرح حمزه كأنه وجد كنزا ثمينا وبالاخص حينما لاحظ ان صوتها بدا اكثر ارتياحا واردف في قرارة نفسه قائلا ههههه بتفكرني بنفسها كأني نسيتها وانا اللي مستني اتصالها من الصبح على احر من الجمررر قالها ثم تنحنح ورد عليها بهدوء يبعث الطمأنينه فالقلب
ايوه معاكي يافندم اهلا بحضرتك الحقيقه انا من بدري منتظر اتصالك دا وكنت بتمني انه يحصل فأسرع وقت عشان مصلحة بنت حضرتك
ردت عليه السيده بتنهيده انا يابني مستعده اضحي بنفسي عشان بنتي ترجع زي ماكانت وتردلها عافيتها وعقلها ود يادكتور كانت حاجه تانيه خالص لكن منهم لله ولاد الحرام هما اللي عملوا فيها كده ربنا ينتقم منهم.
لم يشأ الطبيب حمزه مقاطعتها وتمني لو انها تكمل حديثها وتتعمق فالتفاصيل اكثر ولكن هذا لم يحدث فقد اكملت قائله
هحكيلك كل حاجه بالتفصيل يادكتور بس لما اقابلك فالمكان والميعاد اللي تحدده..
رد عليها الطبيب حمزه على الفور بكره الساعه ١١ فالمستشفي تقدري تكوني هناك فالميعاد دا
السيده بفرحة واضحه ايوه يادكتور طبعا اقدر .. بس ارجوك بالله عليك تخليني اشوفها هبص عليها من بعيد واطمن عليها بس واوعدك مش هكلمها ولا اخليها تشوفني.
رد عليها الطبيب متعجبا
وليه من بعيد وليه تترجيني عشان تشوفيها بالعكس دي حاجه فمصلحتها انها تفضل علي تواصل مع الناس والعالم اللي حواليها وحبايبها دا مش هيحسسها بالوحده او انها منبوزه ومهمله ويساعد كتير فعلاجها!
ردت عليه السيده بتعجب يضاهي تعجبه ايه دا يعني انتوا مش مانعين عنها الزيارات
اجابها حمزه لا خالص مين قالك كده
اردفت متنهده اللي قال كده هو اللي بيحول كل حاجه فحياة بنتي لكذبه كبيره الهدف منها تدميرها.. القصد ربنا عالظالم يبني عموما انا هكون هناك قبل الميعاد مستنياك.. ربنا يباركلك ويكون الشفا علي اديك ياقادر ياكريم.
انهت المكالمه معه واغلقت الخط وابعد الطبيب حمزه الهاتف عن اذنه واعاده في مكانه وابتسم فقد فتح اتصال هذه السيده امامه افاقا جديده تساعده في علاج مريضتهوغير ذلك ارضاء فضوله تجاه ماحدث لذلك الملاك الصامت..
انهي الطبيب حمزه يومه بروتينه المعتاد وختم امسيته بمكالمه لاخته الوحيده المتزوجه في محافظة اخري تبعد عنه ساعة تقريبا بالسيارة واطمئن عليها وعلي احوالها واحوال صغارها كعادة يوميه لا يكتمل يوم الاثنين بدونها فهو لها نعم الاخ والاب والصديق منذ ان ټوفي والدهم من ثلاث سنوات وتركها امانة في عنقه فهي لم يعد لديها في هذا العالم غيره اهل لها.
انهي مكالمته ثم استوي علي فراشه ونزع نظارته واغمض عينيه ناعسا متمنيا ان يأتي الصباح سريعا.
وبالفعل سرعان ماسمع صوت تواشيح الفجر فنهض مستعيذا من الشيطان فتوضأ وصلي فرضه وعاد للنوم مرة اخري وهو يقنع نفسه مثل كل يوم انها ستكون فقط غفوه ويفيق سريعا منها وهذا مالم يحدث ابدا بشهادة منبهه الذي ېصرخ يوميا الي ان يتعب لايقاظه...
استيقظ حمزه اخيرا بعد غفوته مع اول رنه للمنبه وهذا شيئ نادر الحدوث ولو كان المنبه نفسه يتحدث لاعلن عن استغرابه نهض ودلف الي المطبخ سريعا فقام بصنع معشوقته واستهل يومه بها كالعادة وقامت هي الاخري بدورها في مساعدته علي توازن خلايا عقله وحثهم علي العمل جيدا لباقي اليوم.
انهي حمزه قهوته وتوجه الي الثلاجه فصنع لنفسه بيضه مقليه قام بوضعها علي قطعة من التوست واكلها سريعا قبل ان يدخل حمامه لاخذ حمام دافئ والاستعداد ليومه الحافل..
وصل حمزه الي المشفي اليوم في ميعاده لأول مره منذ وقت طويل مما جعل الدهشه تتسلل لنفس المدير شخصيا وهو يراه امامه في ميعاد الحضور تماما واردف قائلا
خير يادكتور حمزه فيه حاجه حصلت النهارده معاك ولا ايه
اجابه حمزه غير مبال بنبرة السخريه في حديثه ابدا يادكتور محصلش اي حاجه.
المدير امال جاي فمعادك النهاردة يعني يال العجب.. قالها وهو ينزع مناظيره ويتركها تستقر علي صدره بفضل رباطها فرد عليه حمزه ممازحا
ايوه ماهو حضرتك متفتكرش ان دا شيئ ممكن يتكرر فالوقت القريب لان دا حدث نادر زي الخسوف والكسوف كده مبيحصلش غير كل مده من الزمن.
المدير والله من غير ماتقول انا عارف انك انت والالتزام خطين متوازيين لا يلتقيان.
رد عليه حمزه احبك وانت قاريني.. صباحك فل ياعم الشباب.
رد عليه مديره ممتعضا ايه يادكتور الالفاظ السوقيه دي! مين اللي علمك تتكلم كده
رد عليه حمزه العيال وحيد وعمرو دول عيال سيس وبيعلموني الالفاظ دي لو خاېف عليا انحرف اكتر ارفدهم..
المدير وهو يعيد نظارته لعينيه مرة اخري اه ارفد الدكاتره كلهم ونفضل انا وانت بس فيها نشد فشعر بعض.. روح ياحمزه روح شوف اللي وراك. واعمل حسابك النهارده هتستلم الحاله ١٠٦ مكان دكتور جورج وهو هيستلم مكانك حاله ١٠٣.
رفع حمزه عينيه سريعا علي المدير بدهشه وهو يسأله ليه يعني والقرار دا اتقرر بناء علي ايه بقي
المدير بناء علي ان الحاله ١٠٦ مع جورج بقالها ٦ شهور مفيش فيها اي تقدم او تحسن بالعكس حالة المړيض بتسوء وجورج مبقاش عارف يسيطر عليه فأنا اوكلت مهمة اكمال علاجه ليك انت
وكمان جوز الحاله ١٠٣ كلمني امبارح واستشفيت من كلامه ان كون الحاله تخف او لا دي متفرقش معاه ولو اتأخرت مش هيعملنا مشاكل..
حمزه باعتراض شديد دكتور على فكره مش هينفع اني اتابع كل حالات المستشفي بنفسي وكمان بعد مالدكاتره يكونوا استخدموا معاهم وعليهم طرق بدائيه فالعلاج خلت حالتهم تسوء وتتدهور اكتر وتعالي ياحمزه أصلح ماافسده زملائك وتطلع عين امك مش اشكال ! وكمان مين قال لحضرتك اني هسيب الحاله ١٠٣ اسيبها لحد من الزملا المبجلين وهي حالتها متدهوره اصلا ويوصل بيها لمرحلة يستحيل عندها العلاج وتعالا بعد كده يادكتور حمزه بعصايتك السحريه عالجها ازي ملناش فيه.. اسف يادكتور المريضه بتاعتي مش هسيبها حتي لو اهلها مش عايزينها تخف ومش هاخد مرضي حد اتصرفوا بعيد عني.
المدير بحزم حمزه دا قرار مديرك ولازم تنفذه وتحترمه كمان.
حمزه محترمه بس مش هنفذه.
المدير دكتور حمزه!!
حمزه مفيش حمزه فيه ان حالتي هكمل علاجها بنفسي غير كده انا هضطر آسفا اني اسيب الشغل فالمستشفي دي وامشي خالص .
المدير پعنف اتفضل يادكتور حمزه.
حمزه ايه امشى
المدير لأ اتفضل علي شغلك.. وحاله ١٠٦ تتابع مع دكتور جورج فعلاجها وتوجهه وانا هديله اوامر يسمع كلامك وينفذه وبنفسك تديني تقرير الحاله سامع.
حمزه بابتسامه مكتومه وحده مصطنعه سامع.. بعد اذن حضرتك
المدير بغيظ اتفضل.
خرج حمزه من مكتب المدير شاقا طريقه الي تلك التي ظلت تراوده في احلامه طيلة الليل وتطالبه بالقدوم اليها سريعا وها هو اتاها ملبيا
فتح قفل باب الغرفه وفتح الباب بعد عدة طرقات متتاليه تنبه المريضه بقدوم شخص ما اليها ثم دخل ونظر لها ومد يده يعدل نظارته وهو يراها ممددة علي فراشها بهدوء وعيناها متعلقة بباب الغرفه كمن تنتظر دخول شخص معين وخاب ظنها بدخوله هو فخفضت عيناها سريعا بخيبة امل..
تقدم منها حمزه ببطئ وجلس علي الكرسي امامها وبدأ في تأملها قليلا وهو يسبح الخالق علي هذا الجمال الكامن في وجه هذه المخلوقه ثم استهل كلامه معها بكلمات بسيطه
ياتري ود الجميله عامله ايه النهارده
صبر لحظات ولم يتلقي اجابة ولكنه اكمل علي اي حال.. طيب مأكلتيش اكلك ليه قالها وهو ينظر الي الطعام الموضوع بجانبها ومن الواضح انها لم تقربه واكمل بدون انتظار لاي اجابة منها...
هو انتي مش عارفه انك لو مأكلتيش هنضطر اننا نديكي الاكل دا علي هيئة محاليل عشان جسمك ميضعفش وتحصلك مشاكل ومضاعفات من قلة الاكل ومن الواضح انك بقالك كتير مش بتاكلي كويس ودا واضح عليكي جدا وابتدت تظهر عليكي بعض المشكلات فعلا زي السواد اللي تحت عنيكي دا مثلا واللي بيقول ان عندك انيما ١٠٠ ٪
لم تجبه ود ايضا علي كل هذا الكلام ولكنه علم انها تسمعه جيدا حين رفعت يدها تتحسس اسفل عينها اليمني بحسرة واضحة وتنهدت تنهيدة جعلت الطبيب حمزه ابتسم وأكمل حديثه لكن دا ميمنعش انه مأثرش ابدا علي جمالك وانك لسه زي القمر..
قالها وانتظر ردة فعل ود التي تمثلت في نظرة عابره من عينيها اليه استطاع ان يري من خلالها ۏجع دفين في اعماق ود يكاد يعادل طوفان ان تركت له العنان يخرج ويدمر كل شيئ يحيط بها
الا انها ستكون علي مايرام حينها وهذا هو الاهم فأحيانا كثيره يضطر الانسان في سبيل التعافي من مرض ما ان يتخلي عن كل مسبباته من عادات او حتي اشخاص مهما كانت ذو اهمية له فراحته بالتأكيد هي الاهم وشفائه هو الاولي وتحرير هذا الطوفان الكامن سيكون هو مهمة الطبيب حمزه من اليوم .
استمر بعدها فالتحدث اليها حتي وان لم تجبه فيكفي انه تيقن انها تستمع جيدا وكلماته تعطي التأثير المطلوب حتي وان كان مفعوله بطيئا فهو افضل من العدم..
جلس معها حوالي الساعة تقريبا وهو يتحدث ويتحدث لا يعلم كم مر عليه من الوقت ولكنه لم يشعر به فهو لاول مره يكون في وضع المتحدث لا المستمع ويجد من يسمعه بانصات دون مقاطعه مثلما يفعل هو ووجد ان في هذا الشيئ راحة حقيقيه لدرجة انه نسي نفسه وتطرق لحياته الشخصيه يحكي لها متاعبه ..
لكنه تدارك. نفسه اخيرا واردف ضاحكا والله القعده دي ماكان ناقصها غير فنجانين قهوة مظبوط وكانت الدنيا بقت تمام.. الا قوليلي ياود بتحبي القهوة صمت قليلا امام نظرتها المفاجئه اليه واردف سريعا سؤال مش المفروض يتسأل صح اصل مفيش حد مبيحبش القهوة فالدنيا دي غير لو كان عنده مشكله ولازم يعالجها بالتأكيد..
قالها ثم هم واقفا وعدل نظارته وامسك حقيبته ونظر لها نظرة اخيره وهمس لها مطمئنا راجعلك تاني كمان شويه
وكمان هجيبلك معايا مفاجأه هتعجبك اوي.. كان يتمني ان يري لهفة الفضول في عينيها ولكنه لم ير بدلا عن ذلك سوي نظرة قاتمة خالية من المشاعر تخبره بان لاشيئ فالعالم الان يستطيع ان يجعلها سعيدة.
خرج حمزه متوجها الي غرفة المړيض ١٠٦ ليلقي عليه نظرة عابره ويري مدي سوء حالته التي وجدها مثلما توقع وظل يلعن الطبيب جورج في سرة الاف المرات ثم وضع خطة لعلاجه وقرر ان ينفذها بنفسه مهما كلفه هذا من مشقة وتعب لأن حياة انسان وعودته الي رشدة تستحق.
خرج بعدها متوجها الي حديقة المشفي وهو يطالع ساعته التي شارفت عقاربها علي الاشارة للساعة الحادية عشر واوشك لقائه قريبا بمن ستكشف له الغاز حالة ود امامه كأوراق التاروت...
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٤
اسرع الطبيب حمزه خطواته الي حديقة المشفي بعد ان جابها بعينيه ذهابا وايابا
ولم يجد سوى امرأة في العقد الثالث تقريبا من عمرها تجلس بجوار رجل عجوز وهو نزيل بالمشفي يعرفه حق المعرفه
فهو المشرف على حالته وسيدة حوالي في الخمسين من عمرها متشحه بالسواد يظهر عليها الوقار تجلس على كرسي خشبي رافعة رأسها للأعلي تتأمل في بنيان المشفي بشرود فذهب اليها على الفور وقلبه يحدثه بأنها هي الشخص المنشود..
وتأكد من صحة احساسه حين اقترب منها فأنتبهت له ووقفت وهي تطالعه وابتسامة حنونه شقت محياها واتسعت حين تحدث اليها سائلا
حضرتك ام ود
فأجابته بصوت حنون تقدر تقول كده يابني.
ضم حمزه حاجبيه متعجبا وقام بعدل نظارته ولم يخفي عليها استغرابه فاردفت مكمله
متستغربش يابني انا اللي كلمتك فالتليفون وقولتلك اني ام ود بس الحقيقه اني مش امها ود معندهاش ام ولا اب ود يتيمه لكن لو باعتبار ان الام هي اللي بتربي وبتحب وتصون وتكبر مش الام اللي بتولد فأنا امها..
انا الداده بتاعتها واللي ربيتها من وهي حتتة لحمه حمره واعتبرتها بنتي وحته من روحي
ويشاء السميع العليم اني اكون عاقر ومخلفش زي مايكون رصدني ليها هي وبس وعوضني بيها وعوضها هي كمان بيا عن امها اللي اتحرمت منها قبل الاوان.
تبسم الطبيب حمزه قائلا ربنا عوضه كبير وله في شئونه حكم..
طيب اتفضلي اقعدي يام ود احنا هنفضل واقفين ولا ايه احنا ورانا كلام كتير اووي وقعدتنا هتطول.. وسامحيني اسألتي هتبقي كتيره ومرهقه.
ردت عليه وهي تجلس انا تحت امرك فاللي عايز تسأله ومعاك الوقت اللي تعوزه..
انا جايه النهارده عشان افيدك بكل حاجه تساعد في شفا بنتي وتخليها ترجعلي من تاني..
حمزه عظيم.. طيب مبدأيا كده احكيلي عن طفولة ود كانت عامله ازاي..
اخذت السيده نفسا عميقا وزفرته قبل ان تردف
كانت طفولتها مميزه اوي وجميله كانت طفله مرحه بتحب الحياة كانت زي الفراشه بتتنقل بخفه من مكان لمكان طول اليوم وتلعب لكن محدش كان بيسمعلها صوت
كانت هاديه جدا ذكيه لماحه ډمها خفيف لمضه لما تتجادل مع حد ميقدرش يغلبها بالكلام رغم صغر سنها باباها كان مدلعها لاقصي درجه وخصوصا بعد ماماتت مامتها بقالها هو الام والاب والاخ والصاحب يخلص شغله في الشركه اللي شغال فيها ويجي جري عليها مكنش بيستحمل غيابها عنه ساعات
كانت اسعد بنت فالدنيا... لغاية ما.. وصمتت لتأخذ نفسا عميقا وتزفره بحسرة ولم يتحمل دكتور حمزه ان تقف عند هذه النقطه الفارقه فاردف يحثها ان تواصل حديثها
هاه يام ود وبعدين كملي لغا ية ماأيه!
كريمه لغاية ماعم ود ماټ فحاډثة عربيه ... عمها دا كان طيب جدا ميتخيرش عن باباها وكان هو وابو ود روحهم فبعض ومبيستحملوش علي بعض الهوا الطاير فالوقت دا ود كان عندها ٧ سنين
عمها دا ساب وراه مراته اللي كانت وقتها عندها ٣٠ سنه وابن عنده ١٠ سنين..
ابو ود بعد مۏت اخوه هو اللي اتكفل بيهم مصاريف ورعايه وكل يوم كان يخصص من وقته ساعه ياخد ود ويروح يقضيها معاهم يطمن عليهم ويشوف طلباتهم ويهون عن ابن اخوه مۏت باباه..
الكلام دا استمر سنه كامله.. لغاية بعد سانوية المرحوم عم ود.. السنه دي الولد اتعلق فيها بعمه جدا وعمه كمان اتعلق بيه وكان يشوف فيه اخوه اللي ماټ..
بعد السانويه بقي ام الولد دا فجأت الاستاذ قاسم بأنها جايلها عريس وهتتجوز
واترجته لو دا حصل مياخدش حسام من حضانتها ويسيبه معاها وهي وعدته بانها هتاخد بالها منه وعمرها ماتقصر معاه فأي حاجه
وان الولد الافضل ليه يفضل مع امه مش هيبقي حرمان من الام والاب..
ابو ود صعب عليه الولد ووافق انها يسيبه معاها لكن بشرط انه يتطمن عليه باستمرار ويعرف اخباره وتبعتهوله يوم فالاسبوع يقضيه معاه وهي وافقت.. وبعدها معداش شهر وتم الجواز..
وعلي الاتفاق الولد كانت تبعته لعمه كل يوم جمعه يقضي اليوم كله مع ود ومع عمه وكان يبقي مبسوط اوي باليوم دا
وصمتت دقائق كاد الطبيب حمزه ان ېحترق فيهم فضولا لكنه صمت اشفاقا عليها لكي يعطيها قسطا من الراحه فقد تحدثت كثيرا لدرجة انها بدأت تأخذ انفاسها بصعوبه واستمر يراقبها عندما
قامت بفتح حقيبة يدها واخرجت من انبوبا اسطوانيا وقامت بفتح فمها وبخ الرزاز داخله من الانبوب مما جعل الطبيب حمزه يشفق عليها اكتر وصمت نهائيا تاركا لها الوقت الكافي لتستريح...
وبالفعل مرت دقائق الي ان انتظمت انفاسها وعاودت الحديث من تلقاء نفسها...
عدوا حوالي ٥ شهور علي الجوازه وكلنا لاحظنا ان حالة الولد فتأخر صحيا ونفسيا وبدنيا ودا كان هيجنن عمه وكل مايسأل الولد عن ايه اللي تاعبه وموصله لكده الولد يقوله مفيش وكلمة مافيش تطلع منه بتنهيدة تعب زي مايكون راجل كبير شايل هم الدنيا والعيشه..
عمه مااستحملش وراح علي العنوان اللي ساكنين فيه علي غفله واخدنا معاه انا وود زي مايكون رايح زياره لابن اخوه واخدنا معانا اللي فيه النصيب .
وصمتت لاخذ نفس عميق وزفرته ثم اكملت
وصلنا وكانت منطقه شعبيه الي حد ما يعني مش فنفس مستوى المنطقه اللي احنا ساكنين فيها واللي كانت هي كمان ساكنه فيها لكنها مش الاسوء يعني.
ركن الاستاذ قاسم عربيته ونزلنا من العربيه ودخلنا العماره ووصلنا للدور اللي ساكنين فيه ووصلنا قدام الشقه اللي هما فيها واللي كان الاستاذ قاسم عارف رقمها من حسام ابن اخوه..
ولسه الاستاذ قاسم بيرفع ايده عشان يضرب الجرس سمعنا صوت صړاخ جاي من جوه الشقه.. وكان واضح انه صوت ام حسام بصينا لبعض وبدال مالاستاذ قاسم كان هيرن الجرس بقي يخبط علي الباب بأديه الاتنين ويرزع عليه پخوف وخصوصا لما صوت حسام تداخل مع صوت الصړاخ وقتها ابو ود مفضلش فيه ذرة عقل وكان هيكسر الباب من كتر الخبط
لكن من غير فايده ولا فيه حد بيفتح واللي زاد استغرابنا راجل كان نازل من فوق وبصلنا وبص للشقه وقال بديق
تاااااني!!
وكمل طريقه فالنزول كان اللي بيحصل دا شيئ عادي وبيحصل دايما..
وقتها ابو ود الدم غلى فعروقه وطلب مني اني ابعد انا وود وابتدا يكسر فالباب بقوة جسمه كلها ومره بعد مره نجح انه يكسر الباب ودخل الشقه مندفع مع فتحة الباب واللي شافه وشفناه لجمنا كلنا..
ام حسام كانت علي الارض حاضنه ابنها حسام پخوف والراجل اللي كانت متجوزاه ماسك حزام ونازل فيها ضړب وعنيه بتطق شرار زي مايكون غول
وصمتت مجددا لتأخذ نفسا عميقا وتزفره مجددا ليتحرك الطبيب حمزه في مكانه متململ بقلة صبر
فكل هذا ولم تصل لود فى الحديث ولكن يبدوا ان ماتسرده له علاقة بحياة ود القادمه ويجب ان يستمع اليه.. عدل نظارته وتنحنح جاليا حنجرته كما لو كان سيتحدث لكن هذا لم يحدث
وكان مجرد تمويه لحثها علي اكمال حديثها.. فأكملت علي الفور
جري ابو ود علي الراجل ومسكه من وسطه ورماه بعيد عنهم والاتنين اول ماشافوه كأنهم شافو طوق نجاه وحسام صړخ بأسمه باستنجاد وامه كمان الفرحه بانت علي وشها الهزيل وهي شايفه ابو ود ماسك جوزها ومكتف حركته
وسأله بغيظ الدنيا كلها بتضربهم ليه عملولك ايه عشان تضربهم.. الطفل الصغير دا عملك ايه عشان تعمل فيه كده رد عليا
رد عليه الراجل بكل صلافه وبرود ونبرة بلطجيه وانت مين انت وايه اللي دخلك شقتي بالطريقه دي وليك ايه عندي بضړب ليه وماضربش ليه امشي اطلع بره بيتي بدال مااوديك فستين داهيه..
ابو ود پغضب انا عم حسام ياحيوان وبقولك بټضربه هو ومامته ليه.. قالها ولكمه علي وشه بقبضة ايده خلي الدم سال من شفته وود شافت المنظر دا وخبت وشها فيا پخوف..
الراجل بعد ماضربه ابو ود اټجنن ورفع ايده عايز يردله الضړبه لكن ابو ود كان اسرع واقوي وابتدا يضرب فيه بكل عڼف وفكل مكان لغاية ماخلاه وقع على الارض سايح فدمه
ووقتها بس قدرت ام حسام تتكلم بصوت يادوبك طالع الحقنا ياقاسم الحق ابن اخوك علي الاقل وخده عندك انا غلطانه اني قولت اخده عندي انا خليت ابني يتعذب معايا من غير ذنب.
قاسم وهو بينهج وبيمسح حبات العرق اللي علي جبينه سألها هو بيعمل فيكم كدا ليه الحيوان ده
ام حسام عايز ياخد الشقه اللي حيلتنا واللي وارثينها انا وحسام من المرحوم
او نبيعها ونديه تمنها ياكده يأما يموتنا من الضړب كل يوم زي مانت شايف كده.. وانا شقة ابني لايمكن افرط فيها لو مۏتي كان علي اديه..
مش كفايه اخد كل دهبي وباعه وصرفه علي القهاوي والصيع بتوعه وحتي القرشين اللي كنت عايناهم فالبنك للزمن جبرني اني اديهمله وضاعوا مع اللي ضاع... دلوقتي عايز ياخد آخر
اللي حيلتنا انا والغلبان دا وياريته يستاهل ولا بتطمر فيه حاجه!!
اتقدم قاسم منهم ومسك ايد حسام وقومه من حضنها وميل عليه باسه ومسد علي شعره بأسف وسأله بعتب
ليه ياحسام كل ماكنت اسألك مالك فيك ايه تقولي مفيش ليه يابني تخبي عليا وتتحمل كل دا وعمك عايش على وش الدنيا ايه ذنبك انت فكل دا
حسام بكسره مكنتش برضي اقولك عشان متاخدنيش من ماما وتبعدني عنها وانا مش هقدر اسيبها لوحدها مع الراجل الشرير دا.. قالها وبص للارض ودمعه نزلت منه وجعت قلب عمه وقلبي عليه وحتي ود راحت عليه وحضنته لما صعب عليها..
قاسم بعدها بص لام حسام وقالها بحزم قومي هاتيلي كل هدوم وحاجة حسام ابن اخويا مش هيقعد هنا ثانيه وحده بعد النهارده ولو عايزه تشوفيه تيجي تشوفيه عندي .
حسام باهتراض طفولي لأ ياعموا انا هفضل مع ماما مش هسيبها.. وجري عليها وقعد جمبها وحضنها
ام حسام هتاخد حسام وتبعده عن العڈاب طب وانا ياقاسم
قاسم انتي ايه ياسعاد انتي دا جوزك يعني مضطره انك تتحمليه لكن ابن اخويا مش مضطر لدا ابدا
سعاد انا فعرضك ياقاسم خلصني منه انا مليش حد وانت عارف انا خلاص هعيش لابني وبس مش عايزه جواز ولا هفكر فجواز تاني ابدا.. انا اصلا ازاي فكرت اتجوز بعد المرحوم دي غلطة عمري اللي دفعت تمنها غالي اوي..
قاسم بصلها واخد نفس وزفره ومسد علي وشه وقالها دقايق تلمي فيها حاجتك الضروريه انتي وحسام يلا..
قالها وشاورلي عشان ادخل اساعدها وهو فضل واقف فوق جوزها اللي كان لسه عالارض واقع ومتكوم
صمتت قليلا لتلتقط انفاسها وهاهي تعيد الكرة مرة اخري وترفع البخاخ وتبخ منه داخل فمها وتغمض عيناها وهي تتنفس بقوة وماهي الا ثواني وبدأت انفاسها تهدأ قليلا وواصلت الحديث..
دخلنا انا وام حسام لمينا كل اللي قدرنا عليه واللي طالته ايدنا من هدومها وهدوم حسام ومتعلقاتهم الشخصيه وكتبه وحاجة مدرسته وبقيت آخد منها وانزل للعربيه وكل دا وقاسم واقف لجوزها زي الاسد اللي واقف فوق فريسته لغاية ماخلصنا واخدناها هي وحسام ونزلنا ورجعنا على شقتنا
قاطعها الطبيب حمزه قائلا معلش آسف لو هقاطعك بس هو انتي كنتي ساكنه مع ابو ود فى شقته.. أااا قصدي كنتي مقيمه معاهم يعني!
تبسمت كريمه وقد فهمت مابدأ يجول في خاطر الطبيب من فضول واجابته ارضاء لفضوله
انا يادكتور كنت مقيمه فبيت ابو ود من قبل ماود تتولد بسنه ودا بسبب ان ام ود الله يرحمها كانت مريضة قلب وكنت برعاها واخد بالي منها
انا فالاصل مش من هنا يبني انا من بلد الاستاذ قاسم الله يرحمه وقريبته من بعيد كنت وحدانيه وابويا وامي علي اد حالهم
واتجوزت واتطلقت بعدها ب٣ سنين عشان طلع عندي عيب ومبخلفش.. ولما سمعت ان الاستاذ قاسم عايز وحده تراعي مراته فمرضها قولت انا اللي هروح معاه واهو القرشين اللي هيجوني من الشغل اساعد بيهم ابويا وامي اللي المړض اكل عضمهم ومبقاش فيهم حيل لشغل
وعشان الله يرحمه كان راجل تنضرب باخلاقه الامثال محدش اعترض.. وسافرت معاهم وبقيت اراعي مراته وبيته وخصوصا لما حملت وتعبت اوي وحالتها اتدهورت كان البيت كله علي راسي...
كملت شهور حملها بالضالين وجينا فالولاده كل الدكاتره قالوا انها ممكن متقومش منها.. لكن ببركة دعواتنا وستر ربنا ولدت وجابت بنت زي القمر.. ود نور عيني.. وقامت منها
لكنها مقامتش بالسلامه من يوم ولادتها وهي صحتها فالنازل وقلبها كل يوم يتعب عن اليوم اللي قبله لدرجة انها مبقتش تقدر تقوم من مكانها ولا تقدر تعمل ادني مجهود...
وكنت بحس انها حتي بنتها مش فرحانه بيها وبتبصلها بحسره كأنها بتتحسر انها مش هتقدر تكمل معاها ولا تشوفها وهي بتكبر قدام عنيها..
اما ود فكنت انا اللي قايمه بكل مسئوليتها وانا اللي ربيتها علي ايدي من وهي لحمه حمره امها يادوبك كانت تشيلها دقايق وتديهاني تاني واتعلقت بيها زي ماتكون بنتي اللي مخلفاها من حشايا..
٣ سنين قضتهم ام ود عالحال دا..
فيهم ماټت امي ويادوب روحت اخدت عزاها ٣ ايام زيي زي الغريبه وود سبتها مع ابوها..
وكنت حاسه فيهم ان روحي غايبه عني ومفارقاني لحد ماخلصوا ٣ ايام العزا ورجعتلها تاني ولقيتها هي كمان حبيبتي ھتموت من العياط عليا..
رجعت لقيت البيت يضرب يقلب والاستاذ قاسم غرقان فى شبر ميه وواخد اجازه من الشركه لا قادر ياخد باله من ام ود ولا من ود ولا من البيت ومحتاس حوسة السنين
رجعت تاني آخد بالي من البيت ومن كل اللي فيه وود بتكبر قدام عنيا وقدام عيونهم لغاية ماكملت خمس سنين وامها فالوقت دا كانت انتهت من العيا
وربنا افتكرها بعد عيد ميلاد ود الخامس ب ٣ ايام
وعلي اد مازعلنا عليها على اد ماحمدنا ربنا انه ريحها من عڈابها اللي كانت متعذباه بمرضها ومعذبانا معاها وخصوصا الاستاذ قاسم اللي كان بيتالم معاها فكل لحظه
ومن يومها وبقيت انا المسئوله الرسميه عن البيت وعن كل كبيره وصغيره فيه مع اني كنت من الاول كده لكني برضوا كنت ارجع لام ود فأي حاجه قبل مااعملها..
لكن دلوقتي كل قرار يخص البيت او ود انا اللي بقيت آخده من نفسي..
ساعتها ابويا اعترض علي قعدتي مع راجل عاذب لوحدنا لان الناس هتتكلم
لكن مع مرضه هو كمان واحتياجه للفلوس اللي ببعتهاله من شغلي فبيت الاستاذ قاسم ومع اول رفض ليا اني اسيب الشغل واسيب ود سكت ورمي كلام الناس ورا ضهره وقالي انه واثق فأستاذ قاسم وطظ فكلام الناس..
بس انا كنت عارفه ان كلامه ده احتياج وقلة حيله مش مسالة ثقه ابدا..
وفضلت معاهم زي ماانا ونفس التعامل مابينا بكل احترام.. وحتي يبني لو كل راجل وست اجتمعوا تحت سقف واحد كان الشيطان تالتهم مش بيقدر غير على اصحاب النفوس الضعيفه والنوايا الخبيثه اما اصحاب القلوب النضيفه عمر الشيطان مايقدر يهوبلها..
انا واستاذ قاسم كنا اخوات بمعني الكلمه وكل اللي بينا منتهي الاحترام والتقدير..
احس الطبيب حمزه بالحرج من تبرير السيده كريمه لموقفها ودفاعها عن اخلاقها واخلاق السيد قاسم فهى بالتأكيد فعلت ذلك لانها شعرت باتهام بين طيات كلامه او استنكار لمكوثها في بيت السيد قاسم بمفردهم بعد مۏت زوجته
في حين انه كل ما كان يود الاستفسار عنه هو ان كانت مقيمة في بيته فعلا طيلة الوقت ام ان لها مكان آخر مستقرة فيه...
او لكي لا يخادع نفسه فنعم هو كان يشعر بالغرابه قليلا حينما كانت تتحدث عن مكوثها في المنزل مع السيد قاسم بمفردهم بعد ۏفاة زوجته وخصوصا انها كانت صغيره في السن وعلي مايبدوا انها كانت جميلة ايضا
فلا العرف ولا التقاليد ولا المجتمع الذي هم فيه يسمح بشيئ كهذا ان يمر مرور الكرام!!
ابتسم لها على اي حال واردف قائلا
انا فاهم ياام ود كل الكلام دا وسؤالي كان مجرد سؤال عابر ماقصدش منه اي حاجه ومش عارف انتي ليه حكيتيلي كل التفاصيل دي انا بس كنت عايز اجابه بكلمه
وحده ياأه يا لأ وبس..
كريمه لا كانت هتكفي ولا ترضي الفضول يادكتور.. وكمان عشان فيه كلام مينفعش نقوله من غير تبرير عشان منتركش المجال لتفكير غير سوي انه يفسر كلامنا علي كيفه..
الطبيب حمزه ماشاء الله عليكي وعلي كلامك انتي متعلمه ياست كريمه
كريمه ايوه انا معايا ثانويه ازهريه اخدتها فبلدنا وبطلت بعدها لما ابويا تعب ومبقاش فيه حيل يشتغل زي الاول ويادوب اللي يجيبه علي اد الاكل والشرب ومكنش معانا فلوس عشان اكمل.. وبعدين بقي الاستاذ قاسم كان عنده مكتبه كبيره اوي كنت بفضل اقرا منها وزي ماانت عارف القرايه بتكبر العقل وتثقفه ازاي..
نظر اليها حمزه بأعجاب وكاد ان يرد عليها ولكنها قاطعته قائلة
سيبك مني انا دلوقتي يادكتور بس وخلينا فالمهم.. خليني احكيلك عن اللي حصل بعد ماالاستاذ قاسم طلق ام حسام من جوزها وازاي حياتنا كلنا بعدها اتقلبت لچحيم..
يتبع..
انثى بمذاق القهوة 5
واخيرا وصلت السيدة كريمه بالحديث الى ماكان يصبوا اليه الطبيب حمزه وينتظره بل ويتحرق شوقا لكي يسمعه..
فها هي تخبره انها ستقص عليه كيف بدأت معاناة ود ومالذي حدث بالفعل لتصفه السيدة كريمه بالچحيم
اردفت كريمه لتخمد نيران شغفه وتطفئ براكين فضوله
الاستاذ قاسم يبني مسكتش ولا هديله بال غير بعد ماطلق الست أم حسام من جوزها ومع انه اخد فلوس كتيره اوي منه لكنه قال كل الفلوس فدا ضفر حسام ابن اخويا وتهون في سبيل راحته دا مهما كان ابن الغالي واد ايه لام نفسه عشان وافق انه يبعده عنه وخلاه يتعرض اللي شافه دا على ايد حيوان معندهوش رحمه وهو طفل صغير كان حايف عليه لدرجة انه تابع بيه عند دكتور نفسي خاف يكون الضړب والعڼف اللي شافهم اثروا عليه ويتسببوله فعقده مستقبلا لكن الدكتور طمنه وقاله ان الولد مفهوش اي حاجه بس حاولوا تغيروله جو اليومين دول وتفسحوه وتنسوه الفتره القاسيه اللي عاشها وبالفعل الاستاذ حمزه بقي ياخده هو وود كل يوم بعد مايرجع من الشغل ويوديهم لمكان شكل يتفسحوا ويلعبوا ويتبسطوا وميرجعش بيهم غير بالليل.
واطلقت تنهيده قبل ان تكمل..
واتطلقت سعاد ورجعت تعيش فشقتها القديمه هي وحسام ورجع من تاني الاستاذ قاسم مسئول عنهم وعن مصاريفهم وكل حاجه تخصهم وخصوصا ان ام حسام مكانش ليها اهل ولا حد خالص غير خاله وحده بس هي آخر حد باقيلها من اهلها وملهاش غيرها وكانت ساكنه بعيد عنها في منطقه اسمها ابو الغيط
وكانت سعاد كل اسبوع تقريبا تسيب حسام معانا وتروح تزورها وعشان حاكيه للأستاذ قاسم عنها وقايلاله انها اد ايه غلبانه وبتربي٣ بنات ايتام اصغرهم عندها ٣ سنين واكبرهم ١٢ سنه وان باباهم كان مريض بفشل فالكبد اللهم احفظنا وماټ وسابهملها وهي اللي بتشقي عليهم دلوقتي عشان تربيهم لوحدها
وعشان الاستاذ قاسم قلبه مافيش اطيب منه صعبت عليه خالتها جدا وكانت كل اما ام حسام تروحلها كان بيديها اللي فيه النصيب صدقه علي مساعده علي زكاه عن صحته وابنه اهو كان بيديها اللي فيه النصيب وخلاص بأى صفه
واستقرت الاوضاع وفضلت الدنيا ماشيه حلو لمدة ٨ شهور
وبعدها ابتدت تصرفات سعاد مع الاستاذ قاسم تتغير
وتكون بتودد اكتر واهتمام زياده واتصالات كتير تسأله عن صحته واكله وشربه واحواله.. وطبعا كأي انسان عاذب ماصدق لقي اهتمام من النوع دا ووحده تسأل عنه واتعود علي اهتمامها بيه لدرجة انها لو يوم ماكلمتهوش كان يبقي زي المچنون..
زياراتنا ليها كترت بأمر منه كان ياخدني كل يوم والتاني انا وود ونروحلهم وانا افضل الاعب الولاد وهما يقعدوا مع بعض يتكلموا بالساعات
ونلاقيها فاليوم اللي نروحه عندها مجهزالنا اجمل اكل وكل الاصناف اللي بيحبها الاستاذ قاسم وهو كان يتبسط بدا جدا..
واليوم اللي مكناش نروحه كانت تجيب هي حسام وصنف اكل طابخاه للاستاذ قاسم مخصوص وتجيلنا بحجة انه عايز يقعد مع ود... وكالعاده اهتم انا بالاولاد وهما
لغاية مافيوم كنت فالصاله وراهم بجيب لعبة حسام اللي كانت بيدور عليها وسمعتهم بيتكلموا وهما مش منتبهين لوجودي.
سعاد قاسم انا مخنوقه اوي وحسه بديقه الناس ابتدت تتكلم عني وعنك وابتدوا يلاحظوا اللي مابينا..
قاسم باستغراب وايه هو اللي بينا اللي ابتدت الناس تلاحظه ياام حسام
سعاد معقول مش عارف ايه بجد
مش عارف ولا بتكدب نفسك عموما ياقاسم حتي لو انت بتكدب نفسك انا مش هنكر مشاعري ومش هسكت اكتر من كده قاسم انا بحبك بحبك وعارفه انك عارف اني بحبك
ومتأكده ان انت كمان بتحبني بس مش عارفه انت ايه اللي مش مخليك عايز تنطقها ولا تعترف بيها!!
قاسم ايوه ياسعاد بس..
سعاد بس ايه ياقاسم اتكلم.
قاسم سعاد انا مانكرش ان فيه مشاعر ابتدت تتولد ليكي جوايا
لكني خاېف من آخرة الحب دا وخاېف من ارتباط رسمي وحاسس طول الوقت وانا بفكر فيكي اني بخون ذكري المرحومه مراتي..
سعاد معقول الكلام دا ياقاسم هو عشان تعيش حياتك اسمك بتخون مراتك انت لسه فعز شبابك وبصحتك واكيد مش هتكمل باقي عمرك وحيد وانا كمان زيك لسه فعز شبابى
وغير كده نلم حسام وود تحت سقف واحد وتحت عنينا ونكون مع بعض دايما وكل واحد فينا يعوض التاني عن اللي شافه انت مشفتش حاجه من الدنيا ياقاسم ولا من مراتك اللي من اول ماتجوزتها وهي تعبانه وعمرها ماحسستك بطعم السعادة الحقيقيه وانا كمان اخوك سابني بدري وملحقتش اتهني معاه بشبابي.
تعالا ياقاسم نسعد بعض ونلم شملنا وكده كده احنا عيله وحده ومش غرب علي بعض بدال ماتجيب وحده غريبه لود متعرفش ممكن تعاملها ازاي..
انت متتصورش انا حاسه بأيه دلوقتي وانا بعرض عليك نفسي وبرخصها بالشكل دا وان اي ست عندها كرامه متعملش كده لكن انا ياقاسم حطيت حبي فوق كرامتي ومفكرتش انت ممكن تقول عليا ايه بس دا عشان انا استنيتك كتير اوي عشان تتكلم وانت مبتتكلمش والايام بتعدي والعمر بيجري بينا وعايزين نلحق اللي فاضل منه.. هاه ياقاسم قولت ايه
قاسم بتردد علي توتر آاا مش عارف والله ياسعاد.. طيب سيبيني افكر فالموضوع دا واستعدله نفسيا عشان دي خطوه مش سهله..
سعاد خد راحتك ياقاسم وتأكد اني هفضل مستنياك لآخر العمر..
هي خلصت كلامها وهو سكت وانا اتسحبت من وراهم ورجعت اوضة الولاد من سكات
وانا بفكر ياتري قاسم هيرد عليها بأيه وبصراحه حطيت نفسي مكانه وشفت انه اسلم حل للولاد وليهم انهم يتجوزوا
وكمان بصراحه عشان الاستاذ قاسم زي ماسعاد قالت انه مشافش حاجه من مراته الاولانيه غير التعب وشيل الهم ولا اتهني معاها الا فالكام شهر اللي قبل الحمل واللي هما فبداية جوازهم ومن حقه انه يعيش..
بس للأمانه انا مكنتش برتاح لأم حسام لله فلله ولا كانت ريحها خفيفه علي قلبي ابدا مش عارفه ليه مع اني مشفتش منها غير كل خير..
بعد مامشيوا سعاد وابنها من عندنا لقيت الاستاذ قاسم قاعد لوحده فالصالون ومولع سېجاره وبيشرب فيها بسرحان وهو باصص لصورة فرحه هو وام ود وشكله مهموم
ومحتار..
قربت منه وقعدت جمبه وعشان مااحسسهوش باني عارفه هو محتار ليه وبيفكر فأيه فتحت معاه الموضوع بطريقه تانيه..
ابو ود.. مالك كفاله الشړ مهموم ليه
قاسم بتنهيده فيه موضوع كده شاغلني وبفكر فيه وبحاول ارسي فيه علي قرار ياكريمه وخصوصا انه موضوع مصيري وهتترتب عليه حياة ٤ اشخاص..
طيب ايه رأيك تحكيلي اللي شاغلك ممكن اساعدك فى حله.
بصلي ومردش وانا كملت..
تعرف يابو ود الانسان فيه حاجات مينفعش ياخد فيها قرار لوحده ولازم يشرك حد معاه فقراراته دي وياخد رأيه.
اصلا كل انسان فالدنيا لازم يكونله شريك يبقي معاه طول الوقت وفكل حاجه.. شريك حياة يشيل مع الواحد همومه ويقسم معاه احزانه ويخفف عنه
قاسم باستغراب غريبه.. زي ماتكوني قريتي اللي فدماغي وعرفتي بفكر فأيه!
انا مقرتش ولا حاجه بس هي دي الحقيقه فعلا ولو كنت فعلا ابتديت تفكر فنفسك وفشريكه لحياتك فدا عين العقل واسمحلي ارشحلك وحده هي الانسب ليك وانت الانسب ليها
وخصوصا اني شايفه قبول منها ليك.. الست ام حسام يابو ود..
اولا هتلم لحم اخوك وتحافظ عليه ثانيا هتعفها وتعف نفسك وتبقي كسبت فيها اكبر ثواب
ثالثا بقي حسام هيبقي طول الوقت تحت عينك ومش هتكون مضطر للشحططه كل شويه بين هنا وهناك..
انهت السيدة كريمه جملتها بضعف وصمتت فطالعها الطبيب حمزه وهي تجاهد لتلتقط انفاسها
فقد تحدثت طويلا وارتعشت انفاسها فاغمضت عيناها قليلا والحقيقة انه قد بدأ يشفق عليها كثيرا فقد نال منها الاجهاد فقال لها مخففا
ايه رايك كفايه كده دلوقتي وتيجي آخدك تشوفي ود وتقعدي معاها شويه يمكن لما تشوفك تتكلم او تدي اي رد فعل ودي حاجه هتكون فصالحها وتخدمني جدا فاللي جاى.
كريمه بفرحة غامره بجد يابني هروح لود بنتي واشوفها طيب يلا بينا قوام يادكتور
تبسم الطبيب حمزه علي سعادتها وحماسها وهم واقفا وتحرك معها الي داخل مبني المشفي متوجهين الي غرفة ود التي بمجرد ان وقفت امامها كريمه حتي تصاعدت دقات قلبها بحنين واشتياق وتعالت صيحاته مع فتح الطبيب حمزه للباب وقامت بوضع يدها علي صدرها تلجم حنينها الجارف
حين لاحت لها ود من وراء الباب
وهي تجلس علي سرير صغير متقوقعة علي نفسها
واضعة رأسها علي ركبتيها بعد ان ضمتهم معا بعقد يديها حولهم
وكامل تركيزها منصب علي تلك النافذة المقابله لها
ولم تعر اهتماما للباب الذي فتح او لمن دخل منه وكأنها في عالم آخر بعقلها وادراكها ولم يتبقي منها في عالمنا غير هذا الجسد الهزيل..
دلف الطبيب حمزه الي الغرفه اولا ثم دعا السيدة كريمه للدخول بحركة من يده وما ان تقدمت السيدة كريمه خطوتين ونظرت لود عن كثب
حتي هرولت اليها في لهفة واشتياق ترجمتها دموع عينيها المتساقطه تباعا وما ان وصلت امامها حتي وقفت في صمت متأملة حال ابنتها التي لم تنجبها من احشائها ولكن حبها ولد من رحم قلبها
واعتصر قلبها ألما وهي ترى مظاهر الحياة قد فارقتها تماما ولم يتبقي منها سوى انقاض ود..
اما ود فرفرفت بأهدابها حين حجبت عنها رؤية اوراق الاشجار المتراقصه من وراء النافذه وخيم بدلا منها سوادا
فرفعت عيناها لتكتشف مصدره وما ان فعلت ذلك حتى ضمت حاجباها وتبدلت ملامحها لملامح طفلة صغيره قد عادت اليها امها بعد ان تركتها فى رعاية احد الجيران مدة طويله وافترقت عنها لأول مرة في حياتها..
فترقرقت الدموع في عينى ود لتهبط منهما دمعة لم تستطع الصمود اكثر
حين دفعتها دمعة اخري لتستولي على مكانها لتدفعها اخري مما نتج عنه سيلا من قطرات الدموع المتدافعه والتي جعلت كريمه تجلس بجوارها سريعا فتلمها في احضانها
لتشهق ود شهقات متتالية جعلت الطبيب حمزه يبتسم وهو يري علامات الحياة تعود الي جسد ود من جديد برؤيتها للسيدة كريمه..
ولاحظ حركة يديها وهي تتمسك بها بقوة كغريق قد مر بجواره جزع شجره..
رفع الطبيب حمزه الكرسي الحديدي وتحرك به خوفا من ان يصدر صريرا يزعجهم اذا قام بسحبه وابتعد به بعيدا وقام بوضعه في زاوية الغرفه وجلس عليه تاركا للاثنين المجال للتنفيس عما بداخلهم من اشتياق ترجم في هيئة دموع تتسابق من الاثنين وشهقات تتعالي حتي بدأت تظهر علي السيدة كريمه علامات اختناق
فسارع الطبيب حمزه اليها وقام بفتح حقيبتها بدلا منها وهو يراها تحاول ذلك وكل محاولاتها تبوء بالفشل..
فأخرج بخاخ الرزاز وقام بوضعه في يدها لتسارع هي في وضعه بفمها والضغط عليه وكل ذلك تحت انظار ود المرتعبه والتي لازالت يداها متشبثة بثوب السيدة كريمه..
اقترب الطبيب حمزه من اذن السيده كريمه واردف لها هامسا بعد ان بدأت انفاسها تهدأ
من فضلك ياام ود حاولي تهدي عشان هي كمان تهدى وارجوكي حاولي تخليها تتكلم وتقول اي حاجه اتكلمي معاها فحاجه تكون بتحبها او حاجه كانت بتفرحها عشان تتجاوب معاكي وتتكلم..
ردت عليه السيدة كريمه بإيمائة خفيفه من رأسها فابتعد عنها مبتسما وهو يراها بدأت بترتيب خصلات شعر ود المتناثرة
بعد ان مسحت بأطراف اصابعها قطرات الدموع التي استكانت علي وجنتيها وهمست لها بحنوا بالغ
ودووده.. ود يابنوتي الحلوه خفي ياقلبي عشان ترجعيلي ترجعي لحضن لماما كريمه من تاني
خفي واوعدك هاخدك ونبعد عن كل الناس الوحشه
هنسافر بعيد انا وانتي وبس وهنروح فمكان جميل بيطل على بحر
مش انتي طول عمرك بتحبي البحر ياود احنا هنعيش جمب البحر وتفضلي تبصيله ليل نهار...
تيما قطتك حبيبتك بتدور عليكي فكل مكان اكيد عايزاكي تكوني جمبها وهي بتولد وتختاريلها اسامي ولادها وتربيهم وتهتمي بيهم زي مابتهتمي بمامتهم
عصافيرك كمان مش مبطلين تنطيط وتكسير فالقفص بجناحاتهم عايزين ياكلوا من ايديكي وتفضلي تتكلمي معاهم زي ماكنتي بتعملي..
ورودك اللي فالجنينه اللي زرعاهم بأيدك خلاص براعمهم قربت تفتح وعايزين لما يفتحوا يفتحوا عنيهم علي صاحبتهم اللي ادتلهم الحياة باهتمامها
كل حاجه مشتاقالك ياود ونفسها ترجعيلها
لم ترد ود على ماكانت تقوله السيدة. كريمه الا بمزيد من الدموع والحسرات وشهقات تخرج عالية متتالية كانها تنفيس لبركان من ألم ېحترق داخل جوفها..
استمرت السيدة. كريمه فى الحديث مع ود وتكرار محاولات استدراجها للحديث ولكن للاسف قد بائت جميع المحاولات بالفشل وكان الصمت حليف ود..
التي كانت تشعر بأن أغلال تكبل فمها تمنعها من الحديث وكأن لسانها قطع عهدا علي نفسه بعدم النطق اوتاهت منه الحروف فلم يعد يستطع اليهم سبيلا.
تنهدت كريمه وهي تنظر لود بقلة حيله قبل ان تلفلفها في احضانها مرة اخري ونظرت للطبيب حمزه بيأس ولكنه اومأ لها برأسه يخبرها بأنه لا بأس
واخذ ينظر اليهم وهو غارق في التفكير في الطريقه التي يجب ان يتبعها للدخول الي عقل تلك الصامتة العنيده ونزع شرنقة الصمت من حولها لتخرج من صمتها ويقودها الي فضاء الامل الواسع فتنطلق مرفرفة الى سماء الحياة من جديد..
تنهد بقوة قبل ان يقف داعيا السيدة كريمه للخروج والاكتفاء بهذا القدر رغم رؤيته للاثنتين وقد استكانت كل واحدة فيهم في احضان الاخري كأسير عاد لوطنه بعد غياب
وخصوصا وهو يري ود قد اغمضت عيناها كطفلة صغيره نامت علي صوت تهويدات امها ولم يشأ ان يقاطع صفوا لحظاتهم ولكنه مضطر
فاردف بنبرة هادئه
كفايه كده ياأم
ود النهارده عشان وقت الزيارات انتهي وميعاد مرواحي انا كمان جه وبالمره عشان اوصلك فطريقي وتكمليلي اللي وقفنا عنده..
اومأت السيده كريمه برأسها للطبيب حمزه ايجابا
وبدأت في تحريك رأس ود الغافية علي صدرها رويدا رويدا بعد ان قبلتها علي جبينها عدة قبلات متتالية
مودعة اياها بعيون تنطق ألمامما آل اليه حال صغيرتها
ومن ثم قامت بوضع رأسها علي الوسادة برفق وحنو بالغ
وما كان من ود الا ان فتحت عيناها لثانيتين تتأكد من وجود السيدة كريمه بجانبها
واغلقتهم مرة اخرى حين اطمأنت انها لا تزال بجوارها
فمسدت كريمه علي كتف ود وذراعها عدة مرات صعودا ونزولا
حتي تبعث الطمأنينه في نفس ود اكثر وتجعلها تنام ملئ عيونها نوما حين تطمئن للمساتها الحنونه..
وما ان شعرت بانتظام انفاسها مجددا حتي قامت بتدثيرها بالغطاء الخفيف الذي كان بجوارها
ورفعت يدها التي كانت لاذالت متعلقة بثوبها فقبلتها على معصمها فوق الشاش الملتف حولة قبلة حنونه وقامت بدسها تحت الغطاء
ثم انسحبت من جانبها بخفة وغادرت الغرفه في هدوء مع الطبيب حمزه بعد ان القت عليها نظرة اخيره مودعة قطعه من روحها غارقة في ظلمات الصمت والقهر..
خرج الطبيب حمزه برفقته السيدة كريمه وتوجها الي سيارته وقام بفتح الباب لها وساعدها في الصعود في المقعد الامامي بجواره واغلق الباب وركب هو ايضا وتحرك بالسياره
وماأن فعل ذلك حتي بدأت السيده كريمه بالحديث فورا مستكملة حديثها السابق من حيث توقفت وكأنها تتسابق مع مسافة الطريق لتعطي الطبيب حمزه اكبر كم من التفاصيل قبل ان تصل الى وجهتها
كريمه وبس يابني انا قولت للاستاذ قاسم الكلمتين دول ولقيت وشه انشرح وابتسم كأنه كان مستني علامه من ربنا يحسم بيها امره وكلامي دا كانله هو العلامه..
معدوش كام يوم ولقيته داخل علينا الشقه وهو شايل اكياس كتير فأديه وجايب واحد تاني معاه كان شايل علب ودخل قاسم اداني الحاجه اللي فأيده ورجع جاب الحاجه اللي مع الراجل وقفل الباب ونادي علي ود اللي كانت فاوضتها بتزاكر وهي سمعت صوته وجاتله جري وبمجرد ماشافها حضنها وباسها وهو مبتسم
وابتدا يفتح الاكياس بفرحة ومد ايده طلع فستان عرايس صغير ابيض علي مقاس ود ورفعهولها قدامها وهي شافته وطارت من الفرحه وخطفته من ايد باباها وحطته علي جسمها وفضلت تلف بيه بسعاده وهي بتضحك وباباها يضحك معاها
وبعد شويه لقيته بصلي وفتح كيس تاني اتأكد من اللي جواه الاول ومدهولي
اخدته منه لقيته فستان سواريه أزرق جميل اوي بطرحته بجزمته ابتسمت وقفلت الكيس وبصيتله وسألته
خلاص نويت
قاسم استخرت عقلي ياكريمه وحسبتها ولقيتها انسب خطوه لمصلحتنا كلنا
رديت عليه بهدوء فعلا هي انسب خطوه ربنا يسعد قلبك يااستاذ قاسم ويوفقك يارب..
قاسم بمرح تسلميلي ياكريمه عقبالك..
انا سمعتها ونكست عيوني بحزن ومردتش عليه وهو فهم
واتدايق انه قالي حاجه فكرتني بموضوع هو عارف اد ايه بيجرحني
وهو اني كنت بحب جوزي اوي وعاهدت نفسي من بعده اني مش هخلي حد يلمسني ولا يدخل قلبي وكون اني انفصلت عنه بارادتي فدا بسبب اني مرضتش ان وحده تانيه تقاسمني فيه وشفت اني مش هستحمل دا وفنفس الوقت هو من حقه انه يكون اب فأنسحبت من حياته لكن هو فصل فحياتي وقلبي لانه كان ونعم الزوج وبرغم اعتراضه على طلاقه ليا الا انه احترم رغبتي وطلقني وانتهت حياتنا بمنتهي الهدوء والموده زي مابدأت بهدوء وعلي المحبه.
استاذ قاسم بنبره نادمه وبأسف حقيقي قالي
انا آسف ياكريمه ماقصدتش اقلب عليكي المواجع.. بس انتي بنفسك اللي قولتيلي ان الواحد محتاج لشريك للحياة وانه مينفعش يعيش وحيد!
كريمه انا قولتلك الواحد محتاج شريك يقاسمه همومه ويشيل معاه.. وانا الحمد لله معنديش هموم ولا حمول عشان تتشال يعني مش محتاجه شريك معايا لاني معنديش حاجه اشاركه فيها اصلا.. سيبك مني انا بس وقولي ايه اللي فباقي الاكياس ده..
فضحك وهو بيطلعلي من الاكياس بدله لحسام جميله وبدله له هو زيها بالظبط وفستان سواريه لونه سكري رقيق وجميل ومعاه جزمه وطرحه بلونه وواضح طبعا انه كان لسعاد ام حسام
وكمان شاورلي علي العلب وقالي ان فيهم جاتوه لكتب الكتاب اللي هيتم بكره وطلب مني اني اشيله فالتلاجه
وبعدها اخدني انا وود ورحنا لحسام وامه فشقتهم واداهم حاجتهم واتفقوا ان كتب الكتاب هيكون بكره العصر عند خالتها فبيتها فابو الغيط ودا لانها عايزه تفرح وتحس انها ليها عيله واهل ويتكتب كتابها وسطهم وطبعا الاستاذ قاسم ممانعش ابدا واحترم رغبتها ورجعنا انا وود البيت ووصلها هي وحسام عند خالتها عشان قالتله انها هتبات هناك الليلادي عشان تجهز لبكره..
وتاني يوم كلنا جهزنا انا والاستاذ قاسم وود واخدنا علب الجاتوه معانا ونزلنا ركبنا العربيه ورحنا علي عنوان بيت خالة سعاد لكتب الكتاب وهناك بقي سمعت وشوفت اللى زود قلقي منها وخلى الفار لعب فعبي
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٦
نظر الطبيب حمزه الي السيدة كريمه وانتبهت لها كل حواسه وهو ينتظر خروج الكلمات منها كأنتظار اب لولادة طفله فأردفت الاخري سريعا لكي لا يطول انتظاره اكثر
روحنا بيت خالتها يبني وكان بيت بسيط وباين عليهم انهم ناس علي اد حالهم اوي..
استقبلونا وسعاد الشهادة لله كانت غاية فالجمال بالفستان اللي اختارهولها قاسم.. وبصراحه كل اللي اشتراهولنا كان علينا جميل ويخطف
من يومه قاسم وهو ذواق وذوقه جميل في كل حاجه
دخلنا وكانت الست لامه جيرانها وحبايبها وعاملين هيصه واخدت مننا الجاتوه ودخلت المطبخ عشان تحطه فأطباق وتقدمه للناس وانا دخلت وراها اساعدها
طلعت هي الاطباق والشوك وانا ابتديت احط فيهم الجاتوه وهي واقفه جمبي بتاخد وترص على الصواني عشان تطلع بيه
لكنها سابت اللي فأيدها وخرجت لما سعاد شاورتلها من باب المطبخ قبا ما تدخل الاوضه اللي قصاد المطبخ وخالتها دخلت وراها وقفلوا الباب عليهم..
فالوقت دا انا كنت خلصت حط الجاتوه على الاطباق وشلت الصينيه وخرجت بيها عشان اوزع علي الناس لكن استوقفني كلامهم اللي برغم انه بصوت واطي لكنه كان مسموع
سعاد هاه ياخالتي الست جابتهولك انا كنت شايفاها بتناولك حاجه فالمطبخ..
خالتها ردت عليها ايوه ياسعاد اهو خدي خبيه فصدرك واول ماتروحي شقتك انتي وجوزك اعملي زي المره اللي فاتت بالظبط مع اني عند كلامي انه ملوش لزمه طالما الاولاني شغال وجايب نتيجه زي الفل اهو والراجل متدهول على بوزه!
سعاد معلش ياخالتي زيادة خير وزيادة تأكيد وزيادة دهوله قالتها وتبعتها بضحكه قطعتها عليها خالتها وهي بتقولها
ايوه بس ياريت بقي متنسينيش وانتي بتكبشي من الخير وتحطي فعبك يابنت اختي خالتك تعبت معاكي برضوا ومتنسيش ان كل دا تخطيطي ولولايا عمر قاسم ماكان هيتجوزك ولا يبصلك
سعاد مټخافيش ياخالتي والله اول ماايدي هيجري فيها القرش مش هنساكي ابدا..
ردت عليها خالتها والله يابنت اختي عارفه انك كلامنجيه واني مش هاخد منك لا حق ولا باطل دانتي لما بتسلفيني ١٠٠ جنيه بتقفيلي فنص زوري لغاية مااردهالك..
سعاد طيب وهو انا كان فأيدي ياخالتي ولا معايا واتأخرت
مانتي عارفه البير وغطاه وعارفه ان المجحوم جوزي التاني نفضني وخلاني عالحديده وخد اللي ورايا واللي
قدامي ابن الجزمه دا وسابني اشحت اللقمه انا وابني من قاسم شحاته..
الخاله مانتي لو كنتي جيتيلي وقتها كنت خليته زي الكلب تحت رجلك..
بس معلش محدش بياخد اكتر من نصيبه..
سعاد ايوه بس دا ميمنعش اني هجيلك فاقرب فرصه تعمليلي حاجه ليه تخلي كل قرش اخده مني ياخد من روحه وصحته راق ويبقي عايش لا طايل حيا ولا مۏت..
الخاله من عيوني بس انتي شخللي وانا اعملك اللي عايزاه..
وصمتت كريمه لثانيتين لتلتقط انفاسها ثم اكملت
انا يبني سمعت الكلام دا والفار لعب فعبي وفدماغي وقلبي وقع فرجليا وقولت فسري اعوذ بالله ايه الناس الكفره اللي بتتعامل بالسحر والاعمال دي
مشيت من قدام الاوضه وانا خاېفه وجسمي بيترعش وبقيت ابص شايفه كل اللي فالبيت شياطين والعياذ بالله
ابتديت اوزع عليهم الجاتوه بأدين بتترعش واثناء منا بعمل كده سمعت صوت خلاني فزيت من الخۏف لدرجة ان الاطباق اللي عالصينيه عملوا صوت..
خالة سعاد اسم الله عليكي ياحبيبتي مالك اټخضيتي كده ليه دنا بقولك عقبال ماتفرحي بود وحسام!! لا دانتي نجمك خفيف اووي..
قالتها واخدت مني الصينيه وابتدت توزع هي مكاني وانا رحت مكان ماواقفه ود وقعدت عالكرسي وحضنتها وضميتها عليا پخوف وبصيت للاستاذ قاسم وانا حاسه انه ميستهلش انه يناسب الناس دي ابدا وندمت اني فلحظه اشتركت فچريمة. اقناعه بسعاد
لكني لما شفت السعاده اللي علي وشه سكت وقولت خليها تعدي وبعدين دا عمل بالمحبه اكيد مش هيضره يعني
انما لو سابها ممكن تعمل فيه زي ماهتعمل فطليقها وتأذيه وممكن تموته خليه عايش ومبسوط بالخداع بدال مايموت بالمړض وبنته المسكينه دي تتيتم من كله..
خلص كتب الكتاب ورجعنا كلنا انا وقاسم وود وسعاد وحسام ووصلني انا والولاد الاول علي شقتنا عشان يروح هو وسعاد على شقة سعاد ويباتوا هناك الليلادى..
نزلت انا والولاد وبصيت لقاسم وانا محتاره عايزه اقوله خلي بالك ومتاكلش او تشرب حاجه من ايد سعاد النهاره لكني تراجعت اصل ازاي اقوله متاكلش من ايد مراتك ولما يسألني عن السبب هقوله ايه
سكت وباركتلهم كمان مره واخدت الولاد وطلعت بيهم وهو مشي بالعربيه وفضلت ادعيله كتير ان ربنا يسترها معاه وينجيه من كل كيد..
اغمضت عيناها مع انتهاء جملتها الاخيره وهي تلقف انفاسها وقامت بوضع يدها علي صدرها لثوان اخري ثم اكملت حديثها حين ادركت ان المسافه قد تقلصت والطريق اوشك على الانتهاء..
وباتوا الليله دي فشقة سعاد وقضوا كمان النهار ورجعوا تاني يوم بالليل ووش الاستاذ قاسم كان منور كأنه رجع عشر سنين لورا..
وابتدت الايام تمر وللحق شفت الاستاذ قاسم سعيد جدا وسعاد شايلاه على كفوف الراحه وهو اي حاجه نفسها فيها يجيبهالها واي حاجه تطلبها يلبيها
لكن هي طلبتها مكانتش بتخلص ابدا لدرجة انه مسكها هي المرتب وقالها هاتي اللي تجيبيه واللي نفسك فيه وانتي اصرفي عالبيت براحتك.. وريح دماغه منها ومن كلمة هاتلي وهاتلي كل شويه.
بس لاحظت حاجه غريبه انها بتجيب لحسام كل حاجه واي حاجه من غير مايطلب ولما ود تطلب منها تفضل تماطل فيها ومتجيبهاش على طول وتتحجج باي حجه وعشان ود عاقله ومؤدبه كانت بتسكت وتصبر مع ان باباها كان معودها ان الحاجه تجيلها بمجرد ماتنطقها..
واستمرينا عالحال دا واتأقلمنا ويوم عن يوم ابتدت ود تكبر وجمالها يوم عن يوم يزيد
وحسام كمان بيكبر معاها وبصراحه انا مكنش عاجبني ان ود وحسام يكونوا مع بعض فمكان واحد وخصوصا انهم بقوا ففترة المراهقه والدنيا متؤتمنش
وبرغم ترددي وصعوبة الموضوع الا اني عرضت علي قاسم انه يفصل مابين حسام وود بانه يوديه هو وامه فشقتهم وانا افضل مع ود هنا فشقتنا واللي بينا يبقي زيارات وبس
قاسم خد يومين يفكر فالموضوع ولاحظت انه طول الوقت عينه علي حسام وود وضحكهم وهزارهم وضربهم فبعض والظاهر انه اقتنع عشان فاليوم التالت سمعت صوت قاسم وسعاد بيتخانقوا فاوضتهم وصوتها كان عالي وواضح جدا وواصل لمسامع الكل
سعاد ودا من امتا القرار دا بقي ياسي قاسم يعني ايه اروح فشقه انا وابني ونعيش لوحدنا
وسيادتك بقي هتعيش هنا ولا هناك واصلا ايه اللي حصل لدا كله ومتقوليش الولاد كبروا دي تاني عشان دي حجه عبيطه هدفك انك تبعدنا بيها عن هنا..
قاسم وليه اتحجج عشان ابعدكم ياسعاد وليه هتبعدوا اصلا واحنا مفيش بينا وبينكم غير فركة كعب!
سعاد بينا وبينكم يعني جامع نفسك معاهم مش معانا يعني معني كده ان استقرارك هيكون هنا مش كده
قاسم امال يعني هسيب اتنين ستات لوحدهم
سعاد اه هما مينفعش يتسابوا لوحدهم وانا اتساب لوحدي عادي صح
قاسم معاكي حسام راجل وملو هدومه..
سعاد حسام ايه دا اللي راجل دا يادوب ١٦ سنه ياقاسم دا لسه عيل..
قاسم سعاد خلاص قفلى على الموضوع دا انا اخدت قراري وخلاص ومن بكره ابتدي جهزي نفسك وحاجتك عشان ترجعي لشقتك القديمه وانا هحاول اقسم وقتي بين هنا وهناك..
سعاد بضحكة سخريه والله عال ماتقول كمان انك هتبات ليله هنا وليله هناك زي ماتكون متجوز اتنين وبتقسم وقتك مابينهم!!
ولا آااااه بس بس بس انا فهمت دلوقتي تلاقيك حنيت للذي مضي
قاسم ايه هو الذي مضي دا كمان
سعاد قعدتك مع الست كريمه لوحدكم فالشقه واللي اكيد مكانتش خاليه ابدا..
قاسم پحده تقصدي ايه ياسعاد بكلامك دا
سعاد اقصد اللي بيحصل بين اي اتنين راجل عازب وست عازبه بيتقفل عليهم باب واحد ياقاسم..
انا كنت بسمع الكلام وانا مڼهاره اصل كله الا سمعتي وشرفي
بس هي خلصت الكلام من هنا وسمعنا صوت صرخه طلعت منها والظاهر انه ضربها بالقلم عشان طلعت بعدها من الاوضه زي الاعصار وجات ناحيتي وڠضب الدنيا كله باين عليها وهجمت عليا هجوم عدوا علي عدوه وابتدت ټضرب فيا بكل قوتها وتقولي اقذر الالفاظ
وكل دا قدام الولاد اللي مكانوش فاهمين هي بتعمل معايا كده ليه
منجدنيش منها غير قاسم وهو بيشدها من فوقي وېضربها قلم ورا قلم وهو بيقولها بغيظ
الست اللي بتتهجمي عليها دي وبترميها بالتهم الباطله اشرف من الشرف اشرف منك انتي شخصيا لانها عمرها مااتكلمت على عرض حد ولا جابت سيرة حد غير بكل خير ولا عقلها القذر صورلها فيوم ان كل راجل وست بيجتمعوا مع بعض بتحصل مابينهم القذاره اللي بتتكلمي عليها دي.. عقلها وقلبها وتفكيرها واخلاقها انقي وانضف منك مليون مره
سعاد پصدمه وهي حاطه ايدها على خدها الكلام دا بتقوله ليا انا ياقاسم
قاسم ايوه ياسعاد بقوله ليكي ودلوقتي اتفضلي لمي حاجتك وحاجة حسام عشان تروحوا الشقه التانيه قالها واتحرك من قدامها وراح قعد على الكنبه فالصاله وحط رجل على رجل وباصص قدامه فالفراغ بتركيز وتصميم باين علي كل ملامح وشه
وانا اشفاقا عليه وخوفا من ان الحاله تتأذم مابينهم اكتر من كده مرضتش اتكلم ولا اقول لسعاد حتى ليه عملتي كده واكتفيت بدفاعه هو عني واللي مقصرش فيه ابدا..
اخدت الولاد ورحت على اوضتي وسبت قاسم هو اللي اتولى باقي مهمه الشتيمه لحد ما قال يابس..
وكل دا وانا حاسه ان اللي حصل دا سعاد مش هتعديه بالساهل
ابدا لا ليا ولا لقاسم..
وبعد مناوشات كتيره سكتت ودخلت اوضتها تلم حاجتها وحاجة ابنها في هدوء وكأنها رضخت للأمر الواقع
لكني عارفه انه ماهو الا السكوت اللي بيسبق عاصفه وعرفت نوع العاصفه القادمه لما آخر النهار جات بهدوء لقاسم اللي قضي يومه كله قاعد على الكنبه فالصاله وقالتله قاسم انا هاروح ازور خالتي دلوقتي تعبانه واتصلت بيا ومحدش جمبها غير البنات هروح اشوفهم لو محتاجين حاجه
قاسم شاورلها بأيده بمعني انها تروح وهي اتحركت من قدامه بس بعد مابصتلي بصه خلت الړعب دب فقلبي...
تنهدت السيده كريمه بعدها وهي تردف الفيلا الجايه دي يابني وصلنا خلاص..
نظر حمزه امامه وتجهم وجهه لوصولهم سريعا ولكنه تقبل وقرر ان يتحمل الفضول الذي سيجعل روحه تتآكل الي ان تحين له فرصة اخري ان يلتقي بكريمه
فيبدوا ان هذا لن يحدث قريبا او فالقريب الذي يرضيه
توقف بالسيارة امام بوابة الفيلا ونظر الي كريمه وقد ارتسمت على عيناه و ملامحه علامات الترجي مما قد جعل السيده كريمه تتبسم له اشفاقا وجاوبته رحمتا بفضوله وهي تهمس له في حنو بالغ
متقلقش هكلمك فالتليفون بالليل وابقي اكملك باقي الحكايه عارفه انك مش هتصبر لبكره
واعقبت جملتها بضحكة خفيفه جعلت الطبيب حمزه تنفرج اساريره فقد تحقق للتوا ماكان يتمني في قرارة نفسه ان يحدث ولن يطول انتظاره ولن تتآكل روحه فضولا...
همس لها شاكرا متشكر ياست كريمه معلش انا عارف اني بتعبك معايا لكن كل دا لمصلحة ود صدقيني..
كريمه كل تعب الدنيا يهون عشان مصلحة بنتي ود يادكتور ..
قالتها ثم الټفت فورا تحاول فتح الباب مما جعل الطبيب حمزه يترجل من السياره سريعا
ثم قام بالالتفاف حول السياره ليصل الي الجانب الاخر منها ففتح لها الباب وقام بمساعدتها في النزول وقال لها مودعا
مع السلامه ياست كريمه وخدي بالك من نفسك وارتاحي عشان تعبتي النهارده جامد.
كريمه متشره يادكتور علي كل حاجه بتعملها عشان بنتي وأسفه لو مش هقدر اقولك اتفضل عشان دا مش بيتي وفيه خطوره على ود لو حد شافني معاك او شافك معايا منهم وعرف بعد كده انك. دكتورها وهما مانعيني اني ازورها.
نظر الطبيب حمزه سريعا من خلال بوابة الفيلا ذات الحديد المفرغ ليكتشف من هم من تتحدث عنهم كريمه
وياتري كم عددهم وماسر تلك الخطوره التي تتحدث عنها!
فلم يجد ما يشبع فضوله فقد كانت حديقة واسعة خاليه من البشر وهذا كل ما رآه.. عاود النظر لكريمه وتنهد وهو يعدل نظارته مردفا
اطمني مفيش حد الطريق فاضي وعموما ياستي انتي بكلامك. معايا كأني دخلت واخدت ضيافتي وقضيت يوم كامل فبيتك كمان
قالها ثم تحرك مبتعدا عنها موسعا لها المجال لكي تدخل لبيتها وتنال قسطا من الراحه
فصعد سيارته وكاد ان ينطلق بها لكنه توقف عن ذلك حين وقفت بجواره سيارة سوداء عالية فارهه
ماأن رآها حتي نظر للسيده كريمه خوفا ويكاد يجزم انه في هذة اللحظه قد رأي وجه السيدة كريمه شاحب كشحوب المۏتي وقد زالت منه كل مظاهر الحياة حتي ان شفتيها ابيضت خوفا..
كان بأمكان الطبيب حمزه ان ينطلق فور رؤيته للسيارة تاركا كريمه لتواجه الموقف بمفردها ولكن خوفه عليها من ان يحدث لها مكروها علي يد من تصورهم بأنهم وحوشا ضاريه ثم فضوله ثانيا أبى ان يترك المكان قبل رؤية الوحوش من هم وكيف يكون شكلهم..
سرعان مافتحت ابواب السيارة من الجانبين ونزل منها ثلاث اشخاص تباعا رجل وامرأتان احداهما صغيرة فالسن تحمل طفلا صغيرا لا يتعدي عمره ثلاتة اعوام..اما الاخري فقد كانت تقريبا في سن كريمه او اصغر قليلا او ربما اعتنائها الواضح بنفسها من مظهرها العام هو مااحدث ذلك الفرق بينهم في السن
اما الرجل فكان الرجل طويلا ذات بنية ضخمه ولكن جسده متناسق مفتول العضلات حسن المظهر تقريبا لا تشوبه شائبه..
اخفض الطبيب حمزه عينيه ممثلا انه يبحث عن شيئ ما في سيارته
وهو يرى الرجل قد نظر اليه نظرة حاده كصقر يراقب تحركات شيئا ما على الارض بتركيز شديد لعله يكون فريسه..
تحرك الرجل في اتجاه الطبيب حمزه بخطوات بطيئة وحذرة
الي ان وقف بجانبه ثم مال بجسده ليتقابل وجهه بوجه الطبيب حمزه من نافذة السيارة ثم سأله بنبرة هادئه لكنها تنم عن ريبة
انت مين وواقف هنا تعمل ايه بالظبط
فتح الطبيب حمزة فمه محاولا التحدث رغم انه لا يعلم ماذا يقول وما يجب ان يقال في هذا الموقف
ولكن كريمه كانت بمثابة طوق نجاة لكلماته الغارقة في جوفه حين ردت بدلا عنه وقد اكتشف حمزه انها تقف خلف الرجل مباشرة
دا الدكتور بتاعي ياحسام وصمم انه يوصلني فطريقه عشان كان مروح وكمان عشان شافني تعبانه..
حسام بدون النظر اليها او اعارتها ادنى اهتمام ومازال مستمرا في النظر للطبيب حمزه وسأله مرة اخري دكتور ايه دا ياكريمه
فى هذه اللحظه بديهيا قمت بالتطوع انا بالرد دكتور الصدر والجهاز التنفسي..
وهنا تفحصني هذا الحسام بنظرة اخيره
ثم اعتدل مبتعدا وقد بدا ان كذبتي قد انطلت عليه فالتف مواجها لكريمه وللوهلة الاولي ظننت ان هناك بوادر شفقه عليها بدأت تظهر على ملامح وجهه
ولكن سرعان ماتحولت الي علامات ڠضب وهدر بها بصوت غاضب ولما رايحه لدكاتره مقولتيش ليه ياكريمه
ردت عليه كريمه بتلعثم ماما ماهو انا بعد مامشيتوا تعبت فجأه ومقدرتش استحمل ياحسام يابني يعني خروجي من وراكم مكانش متخططله وكان صدفه..
حسام والتليفون ياكريمه كان ايه مشكلتك انك تتصلي بيا منه وتبلغيني
كريمه وهو انا كنت فأيه ولا ايه بس ياحسام يابني بقولك كنت تعبانه مش قادره آخد نفسي..
وهنا صمت حسام وقد تجهم وجهه وهو ينظر الي كريمه وقد سكن جسده كتمثال تجسد للڠضب لم تدب به الروح ويتحرك الا حينما سمع نداء العجوز قائله
حسام سيبها ويلا تعالى..
وهنا تحرك بخطوات بطيئة في اتجاههم وترك كريمه ترتجف مجهدة كورقة شجر كانت في مواجهة عاصفة قويه ونجت منها بفضل الله وحوله..
حمل حسام الطفل الصغير حين وصل اليهم ووقف للحظات
وفي هذه الاثناء كانت العجوز تودود له بصوت هامس وهي تنظر الي كريمه بكره واضح وحين انتهت كان رد حسام عليها بايمائة من راسه ثم تقدمهم دخولا الي الفيلا وهن اتبعنه مباشرة..
اما كريمه فكانت تلتقط انفاسها كغريق تم انقاذه للتوا وإخراجه للبر ولا يصدق كيف نجا..
نظرت الي نظرة رضى ثم قامت برفع يدها والتلويح لى بها مودعة وتحركت بعدها نحوا الفيلا وما ان فعلت ذلك حتي تحركت انا بالسيارة مبتعدا وانا افكر بعقل مشتت
لم يعامل ذلك الحسام سيدة عجوز بهذه الفطاظه وعلى حسب ماقصت لي وما استشفيته من حديثها فهى من قام بتربيته والسهر على خدمته والاعتناء به بجانب اعتنائها بود لسنوات
وصل الطبيب حمزه بيته وكالعادة لم يجد لسؤاله هذا إجابة فقد كان كل مايحيط بود او له علاقة بحياتها لغز صعب بالنسبه لحمزه يتمني ان يحل قريبا..
دخل الي مطبخه بعد ان ابدل ملابسه بأخري بيتية مريحه
وقام بتحضير غداء له من المواد المتاحه عنده
فأكل ثم جلس على اريكته المحببه امام
التلفاز ولكن هذه المره لم يفتح التلفاز ولكنه فتح حاسوبه لكي يتصفح المواقع الالكترونية قليلا ويعرف مالجديد الذي حدث في السويعات القليلة الماضيه
ولكن كل ماتصفحه من المواقع هو الانستاجرام وتحديدا حساب ود
ولم يعلم كم مضي وهو يتأمل صورها المحمله عليه والتعليقات التى تحت كل صوره
الي ان ثبت على صورة لود ووقف امامها وقتا طويلا يطالعها بإعجاب شديد فقد كانت هي الاجمل من بينهم
حيث ابتسامتها كانت تعكس سعادة حقيقيه
وكذلك لمعة عينيها وحتي شعرها الكيرلي المتطاير وقد التصقت بعض خصلاته بوجهها وللوهلة الاولى تظنه يتراقص هو الاخر فرحا لسعادتها.
ثبت الطبيب حمزه الصوره على شاشة حاسوبه ونهض متوجها لمكتبه
ثم عاد بعد دقائق حاملا معه دفترا للرسم وقلما من الفحم
وجلس امام الصوره وبدأ في ممارسة هوايته المفضله فأمضي وقتا طويلا لم يشعر به وهو منخرط في تجسيد تلك الملامح على ورقته البيضاء فيتأملها برضى بعد انهاء كل خط من خطوط وجهها وهو يراه مطابقا لصورتها
الي ان توقف اخيرا ورفع الرسمه وابتسم ابتسامة رضي وهو يطالعها وقد اصبحت نسخة من الصوره الاصليه لا يوجد بها اي اختلاف سوى انها بلون واحد ولكن هذا لم يؤثر علي جمال الرسمه اطلاقا بل زادها جمالا.
تركها بجوار الحاسوب ونهض ليرى مايحتاجه المنزل من اعملال وتنظيف وايضا اليوم هو ميعاد غسل ملابسه فبدأ في جمعهم من جميع انحاء المنزل وهو يتذمر داخليا لقيامه بتلك المهمه الشاقه بالنسبة له والتي كم تمني لها حلا ولكنه لم يجد حلا انسب من غسلهم بيديه وتوفير المال ووقت النزول الي المغسله والتي كانت بعيدة عنه نوعا ما.
جن الليل وظل الطبيب حمزه ينتظر مهاتفة السيدة كريمه له مثلما وعدته وللأسف انتظر طويلا وهو يطالع شاشة هاتفه بين الحين والآخر كانه يحثه علي الاعلان عن مكالمتها
ولكن للأسف هذا لم يحدث فاضطر الي الاستسلام للنوم قليلا لكي يعطي حق بدنه عليه فغدا ينتظره يوما حافلا جديدا ويجب ان يواجه مرضاه وهو يتمتع ببعضا من القوه وبعضا من النشاط والكثير الكثير من الصبر..
مر الليل وبدأت صيحات المزعج الصغير تتعالى وتتعالي لتصل لمسامع حمزه ويؤدي مهمته في ازعاجه ثم ايقاظه وها هو يتلقي ضړبة شديده من حمزة على رأسه اخرسته وهذا دليل انه نجح فى ايقاظه واتم مهمته بنجاح..
نهض حمزه وقام بصنع معشوقته وبدأ بها يومه فعادت الاشياء الي وضعها الطبيعي امام عينيه وبدأت الافكار تترتب تلقائيا داخل رأسه وعادت اليه مظاهر الحياة رويدا رويدا مع كل رشفة. الي ان انهي قدحه كانت الدنيا قد عادت الي نصابها الصحيح..
هم ان يغادر المطبخ بعد ان انهى قدحه ولكنه توقف وقام بالالتفاف وتقدم نحو خزانة المطبخ ففتحها واخرج منها مجا حراريا مهمته هي الاحتفاظ بالمشروبات ساخنه
فقام بصنع المزيد من القهوة ووضعها به وحمله وخرج مبتسما فارتدي ملابسه واخذ حقيبته بعد ان وضع بها فنجانان فارغان والمج المملوء بالقهوهبعد ان اغلقه بإحكام والدفتر الذي به الرسمه
وغادر منزله الي وجهته اليوميه وهو يشعر بقليل من التفائل اليوم لا يعلم مصدره ولكن لا يهم المهم انه موجود..
وصل الي مشفاه وبعد روتينه اليومي مع مديره ومروره بطقات المشفي المعتاده وجد قدماه تاخذه اليها هي اولا فدخل اليها هي ليستهل بها يومه
فقد اصبحت لديه مثل قدح قهوته لا يكتمل يومه بدونها... متي حدث هذا وكيف وليس لها الا يومان فقط في حياته! حقيقتا لا يملك اجابة لهذا السؤال ولكن هذا ما قد حدث بالفعل.
واصبحت هذه الجميله تستولي هي وحالتها على كل تفكيره منذ ان رأها لاول مرة.
يتبع ..
انثى بمذاق القهوه
البارت السابع
دلف الطبيب حمزه الى حجره ود واسرعت عيناه تتفقدها وهاهم وجداها تجلس جلستها المعتادة علي فراشها تنظر من نافذتها
فتقدم اليها ووقف امامها لثوان كانت كفيلة ان تجعل ود تنتبه له وتطالعه بنظرة سريعه ثم تعود مجددا لعالمها الخاص قبل ان يغلق ابواه عليها وهي خارجه..
تحرك الطبيب حمزه الي المنضدة فوضع عليها حقيبته ثم فتحها واخرج منها الدفتر.. وفتحه علي اللوحة. التي رسمها لود.. ثم اخذه وتقدم به نحو ود
وترك الدفتر بجوارها ولكن بعيدا بعض الشيء وذهب للنافذه ليسد عنها طاقتها للمرور الي عالمها الآخر لكي تبقي معه قليلا فتمطأ ثم عقد ذراعيه خلف رقبته ووقف يطالع الحديقه اوهذا مايظنه من يراه
لكنه فالحقيقه كان منتبها بجميع حواسه مع تلك العنيده الصامته التي تأبي الخروج من قوقعتها
مراقبا لها من خلال انعكاس صورتها فوق زجاج النافذه..
وهاهي ابتسامة تتسلل لشفتيه بطيئا وهو يطالعها
ابتسامة منتصره وهو يراها ترتفع بهامتها وتنظر لدفتر الرسم وبمجرد ان وقعت عينيها على ما به حتي توسعت عيناها ومالت بجسدها للامام اكثر ليتثنى لها الرؤيه جيدا وبوضوح
وماان فعلت ذلك حتى انفرج ثغرها عن ابتسامة ساحره لاول مره يراها الطبيب منذ اليوم الذي اتت فيه الي المشفي
فتوسعت ابتسامته هو الاخر انتصارا وفرحا بنجاح اولى خطواته لهدم حصون خۏفها واختراق قوقعة الصمت التى سجنت بداخلها طويلا ..
تحرك تاركا النافذه متقدما اليها حتي وقف امامها وهمس لها سائلا عجبتك
لم تنظر اليه ولم تجبه واستمرت في النظر للوحه ...
فأكمل خلاص لو معجبتكيش هاخدها..
ومد يده ليأخذ الدفتر من جوارها ولكن يدها كانت اسرع الي الدفتر من خاصته فخطفته وقامت بضمھ الي صدرها بتملك وهي تنظر له بترجي خائڤة ان يأخذها منها فرد الطبيب حمزة على خۏفها مطمئنا
ما تخافيش مش هاخدها هتبقي بتاعتك وما حدش هياخذها منك انا راسمهالك انت مخصوص بس لو هتاخذيها انا لي شرط
انك تطلبي بنفسك انك تحتفظي بيها وحاجه ثانيه كمان تشربي معايا فنجان قهوه انا عاملهولك بأيدي..
تم تجبه وعلم ان شرطه الاول تم رفضه ولكنه سيحاول معها في الشرط الثاني فذهب في اتجاه حقيبته على اى حاله فتحها واخرج منها قدحا القهوة. ووضعهم على الطاولة ثم اخرج المج وفتحه وملأ منه القدحين واغلقه مرة اخري واعادة الي الحقيبه
ثم حمل قدحا من الاثنين وقربه من انفه واخذ نفسا عميقا كانه قبلة الحياة فاغمض عيناه بعدها وابتسم بإنتشاء ثم فتح عيناه ببطئ كمدمن أخذ للتو جرعته المعتادة من المخدر
كل هذا كان يحدث تحت انظار ود المستغربه لما يفعله هذا الطبيب!! ويال المفارقة العجيبه فقد نعتته الان بالطبيب المعتوه في قرارة نفسها بعد أن رأت تصرفه هذا!!
ضحك حمزه ضحكة خفيفه وهو يري علامات التعجب علي وجهها وعرف بالتأكيد انها تتسائل ماذا يفعل ذلك المعتوة فقد كانت هذه ردة فعل جميع من رأى او سمع عن عشقه للقهوة ممن حوله
حمل قدحه والقدح الآخر وتقدم نحوها ومد اليها يده بخاصتها
لم تبد ود اية رد فعل وهي ناظرة ليده لكنه اجبرها علي التجاوب حين قال لها مهددا
ياإما تاخدي مني القهوة وتشربيها يأما هاخد منك الدفتر والرسمه.. هاه قولتي ايه
قالها ورفع حاجبه مهددا لها
وهي بمجرد ان طالعت وجهه ورات التصميم علي ملامحه
مدت يدها بتردد واخذت منه فنجان القهوه
فرقص قلب الطبيب حمزه فرحا فها هي افروديت آلهه الجمال قد عادت اليها الحياه من
جديد وتحركت
ابتعد الطبيب حمزه عنها وجلس على المقعد امامها
وارتشف اول قطرات قهوته باستمتاع تام وهي تراقبه ثم اردف قائلا
تعرفي ان القهوة دي اعظم اختراع فى الكون اعظم حتي من اختراع الكهربا عارفه ليه ياود عشان الكهربا بتنور بيوتنا وشوارعنا لكن القهوة بتنور عقولنا وتسعد روحنا..
القهوة دي متعه لا تضاهيها متعه ريحتها قوامها طعمها لذتها الحالة. النفسيه الجميلة اللي بتدخلك فيها السحاب اللي بتطلعك لعنده وتفضلي هناك من اول شفطة لاخر شفطه ومتنزليش غير مع انتهاء آخر قطره فالفنجان كل دي حاجات مفيش حاجه تقدر تعملها غير القهوة بس القهوة.
كانت ود تسمع حديث الطبيب حمزه وهي تنظر الي القدح الذي بيدها متعجبة فهل هو بالفعل يصف هذا السائل الذي بيدها
ام يصف حبيبته متحججا بانه يصف القهوة
فهى حقيقتا لم تقابل طوال حياتها من يصف قدحا من القهوة بهذا الوله
نعم صادفت من يهوي القهوة ويقدسها ولكن ابدا لم يكن الامر كما يقول ويفعل هذا الطبيب!!
ولكن رغم التعجب ورغم الغرابه التي كانت تشعر بها
الا ان كلامه عن القهوة قد خلق لديها شغفا وفضولا ان تختبر هذا الاحساس الذي يصفه فربما تكون قهوته هي ماتختلف عن باقي القهوة
ورفعت القدح وارتشفت منه رشفة ومن بعدها ضمت حاجباها بتعجب
فما تذوقته لم يكن سوي قهوة!! مجرد قهوة عاديه! بل وتكاد تكون اقل من العاديه فهي تفتقر الى وجه القهوة الذيذ الذي يزيدها جمالا وهنا تأكدت ان هذا الطبيب يعاني من خطبا ما.
فرح الطبيب حمزه لتجاوبها معه مرة اخري وأن حديثه قد ظهر تأثيرة عليها فاستغل انشغالها بمطالعة قدح القهوة واردف لها بنبرة طبيب نفسي عميقة تبعث الطمأنينة في النفس وتجعل اعصاب من أمامه ترتخي ڠصبا
ود انا عارفك مش تعبانه وعارف انك هربانه من ظلم اتظلمتيه واللي انا لسه ما اعرفوش لغاية دلوقتي
بس صدقيني لو عرفتيني ايه اللي حصلك وايه اللي وصلك لكده اوعدك هاساعدك وهاخليكي ترجعي احسن من الاول
وتتخطي اي ظروف وحشه قابلتك في حياتك بس انت ساعديني ساعديني وانا عارف انك قويه وهتقدري تتجاوزي اللي انتي فيه دا كله ولوحده..
اللي تقدر تعمل الكيان والاسم اللي انتي عملتيه دا وهي فالسن الصغير دا تبقي اكيد قويه... ومش بس قوية لأ وذكيه كمان
واظن ان عيب على وحده بذكائك انها تستسلم بالشكل دا ومتعرفش تاخد حقها من الدنيا ولا من الناس اللي وصلوها للحالة دي.. وغير القوة والذكاء..
انتي جميله ياود.. جميله جمال خاص.. جمال اللي تملكه لازم تكون اسعد وحده فالدنيا بيه وبسببه.. انتي جميله ككوب ساخن من افخر انواع القهوة..
نظرت اليه ود وقد ترقرق الدمع فى عينيها فقامت بوضع قدح القهوة جانبا ثم عادت الي نافذتها مرة أخري
وفي هذه الاثناء بدأت يداها اللتان تحملان الدفتر وتضمانه لصدرها بالتهدل شيئا فشيئا الي ان سقطتا في حجرها فأيقن الطبيب حمزه انه ضغط على موضع الالم لديها تماما..
ومن هنا تيقن ان مشكلة ود ماهي الا انها جرحت في انوثتها وزعزعت ثقتها في نفسها لدرجة انها تستقبل كلمات الثناء والإطراء بلهفة وفرحة عارمه حتي وإن ترجمت سعادتها لدموع
ولكنها تشعرها انها لازالت على قيد الحياة...
فأكمل الطبيب حمزة حديثه سريعا قبل ان تهرب منه كليا الي عالمها الخاص ولا يستطيع اللحاق بها
كلميني ياود عن حياتك... كلميني عن شغلك عن بيتك عن قطتك عن عصافيرك عن الورود اللي انتي زارعاها انتظر لبرهة ليري ردة فعلها علي كلامه لكنه لم يجد فتنهد وحاول آخر محاولة قبل ان يعلن فشله طيب كلميني عن كريمه كريمه ياود...
وهنا حان وقت إعلان الاستسلام فهذه المراوغه كانت أسرع مما تخيل وقامت في الإختباء داخل عالمها الخاص فأرخت جسدها علي الفراش ونامت وقامت بإغماض عينيها لتخبر الطبيب حمزه ان يصمت ولكن بطريقتها..
فتنهد الطبيب حمزه وهو يرتشف آخر قطرات قهوته ثم هب واقفا بعد رفع رايات استسلامه امام هذه العنيده واستعد لإتمام باقي مهامه فالمشفي
فلم تكن ود الا البداية.. فغادر غرفتها تاركا اياها غارقة في محيط ذكرياتها الأليمه
ولكنه ترك لها الدفتر وقدح القهوة وكلماته المحفزة لكي ينتشلاها من هناك ويحملوها علي العودة الي هذا العالم فتدرك ان كل ماحدث ماهو الا ماض يجب ان تتخلص منه و الا يكون له وجود وانها تعاني من تبعاته ليس إلا ..
اكمل الطبيب حمزه يومه بين مرضاه كالعاده ولكنه كان مشتت هذا اليوم فقد كان يخرج هاتفه تقريبا كل دقيقتين فينظر اليه ليتأكد انه لازال يعمل جيدا فيجده كذلك.. ويتعجب لم لم تتواصل معه كريمة مرة اخري هي قام أحد بإذائها ام انها متعبة منذ الامس ولم تستريح بالقدر الكاف بعد
لم يستطع ان يجزم اى السببين ارجح ولكن مع مرور ساعت النهار وإنقضائها بدأ القلق يتسرب الي قلبه عليها فإن أسند الغياب لحجة التعب والراحه فقد مر الوقت الكاف لزوال هذا السبب تماما فلم يكن امامه الا الإنتقال الي السبب الثاني.
اخرج هاتفه للمرة الاخيره وفتحه واخرج رقم كريمه وكاد يهاتفها ولكنه تراجع في آخر لحظاته عن ذلك خوفا من ان يتسبب لها في مشكلة ما..
انتهي الدوام وهاهو الطبيب حمزه يغادر مشفاه عائدا الى بيته بعد أن القى نظرة اخيره على سنوايت
ولكن الاختلاف ان سنوايت الاخرى كانت نائمه اما هذه السنوايت فهي صامته
فتمني لو انه كان اميرا واستطاع إعادتها الي الحياة واخراجها من صمتها بقبله..
وصل حمزه الي منزله ولم يلبث ان يجلس فوق اريكته بتعب ليستريح من عناء الطريق
حتى إعتدل في جلسته سريعا وهو يسمع صوت هاتفه يغرد في جيبه فأخرجه ونظر لشاشته بلهفة ويال السعادة فقد وجد اسمها ظهر من العدم اخيرا علي هاتفه.. ام ود..
فرد متلهفا
ام ود.. قلقتيني عليكي كنتي فين كل دا وغبتي ليه مطمنتنيش دنا القلق اكل قلبي عليكي!
كريمه بنبرة صوت حنونه سلامة قلبك يابني معلش اعذرني اصل كان عليا حجر من امبارح معرفتش اكلمك بسببه الست سعاد اخدت مني التليفون وفتشته وخلته معاها عشان تشوفني بكلم مين ومين بيكلمني
لانها شكت فخروجتي امبارح وخاڤت اكون رحت لود من وراهم
والحمد لله انك ماأتصلتش ولا رنيت عليا والا كانت هتبقي مصېبه..واهو مدتهونيش غير من شويه لما اطمنت انه مفهوش حاجه ولا حد اتصل عليا
فأغمض الطبيب حمزه حامدا الله علي انه تراجع فاللحظات الاخيرة عن الاتصال بكريمه وتيقن إن الله منعه لانه لم يرد بها شړا.
وأكملت السيده كريمه حديثها سائلة طمني يابني ود عامله ايه النهاردة
فأجابها الطبيب حمزه مطمئنا اياها اطمني ياست كريمه ود بخير واحسن شويه من امبارح والحمد لله النهارده لقيت منها استجابه ولو كانت مش كبيره بس برضوا تعتبر تقدم كبير لكني محتاج سبب اقوي عشان اقدر ادخلها منه واحط ايدي علي جرحها بالظبط وأشوف مدي خطورته وابتدي فعلاجه فورا..
كريمه وانا هديك السبب النهارده يادكتور وهوصلك لسبب المشكله عندك وقت دلوقتي تسمعني
حمزه بلهفة عندي كل الوقت اصلا انا وقتي كله تحت امرك بس احكيلي
وهنا بدأت السيدة كريمه اكمال
مابدأت فأردفت
راحت سعاد لخالتها آخر النهار وفضلت هناك لحد الليل وفي الاثناء دي قاسم طلب مني اني الم كل حاجتها هي وحسام من الشقه لأنها مكملتش لمهم
وانا برغم خۏفي من رد فعل سعاد علي حاجه زي دي الا اني نفذت امر ابو ود من غير اعتراض..
ولمېت باقي حاجتهم وحطيتهم فالصاله كل دا وحسام كان قاعد ساكت خالص ومن أول المشكله وهو ساكت ولا اتكلم ولا اعترض ولا حتي قال ليه مفيش اكتر من عنيه بتبص فكل زاويه فالشقه ويبص لود ولعمه قاسم كأنه بيقوله ليه ياعمي بتعمل كده! هو انا صدر مني أيه لكنه فضل سؤال عين مااتنقلش للسان ابدا..
ورجعت سعاد واول مالقت حاجتها فالصاله بصتلها وبصتلي وابتسمت ابتسامه انا عرفت بيها انها مش هتعديلي دا ابدا ولا هتعديه لقاسم
وبالفعل تاني يوم اخدت حاجتها وابنها وراحت علي شقتهم من سكات ومن غير ولا كلمه.. والغريبه انها حافظت علي سكوتها وهدوئها دا حتي بعد ماراحت شقتها
وابتدت الايام تعدي وقاسم بين هنا وهناك وانا اطمنت علي بنتي ونفسيتي ارتاحت انا كمان
لكن للأسف الراحه مااستمرتش كتير عشان بدأت تظهر عليا اعراض تعب اول مره احس بيه
الم فمعدتي وفكل عضم جسمى وصداع وخنقه مستمره رحت لدكتور واتنين وبصراحه ابو ود مسابنيش ولا اهمل فيا وأخدت علاجات كتير لكن مفيش فايده واصلا كل دكتور اروحله يقولي معندكيش اي حاجه ويديني اي نوع حبوب وخلاص لما افضل اقوله انا تعبانه اوي واشتكيله من حاجات لما يكشف عليها يلاقيها سليمه والۏجع كل مادا بيزيد مابينقصش..
قعدت مع نفسي شويه اتأمل فحالي واللي جرالي وعرفت ساعتها علتي فين وعرفت انه اكيد حاجه من قذارة سعاد هي وخالتها
وجريت فورا علي الشيوخ ورحت لشيخ واتنين وتلاته وبقيت اعمل كل اللي الشيوخ تقولي عليه لغاية ماكرمني ربنا والعمل اللي الكل اكدلي انه معمولي اتفك وابتدا يروح اثره...
لكني كنت مخبيه دا وكل ماييجي حسام عندنا البيت اعمل نفسي لسه تعبانه وپتألم ومش قادره اقوم من السرير.. وطبعا هي منعت من عندنا خالص مبقتش تيجي مفيش غيره هو بس اللي كان يجينا زياره من وقت للتاني ويجيبه عمه وياخده يرجعه بنفسه..
معداش كتير وزي اللي جرالي جرا اكتر منه لقاسم
لكن قاسم اللي جايله كان بترجيع واسهال اكرمكم الله ومفيش اي حاجه كانت بتقعد فبطنه خالص حتي لو صغيره جسمه فكام يوم نزل نزول رهيب وعنيه اتنقرت عرفت علي طول ان دي بركات ست سعاد وان قاسم طاله من الحب الجانب الاكبر
فضلت اقنع فيه كتير ان دا عمل ولازم يروح لشيخ يفكهوله لكن قاسم ابدا مكانش يؤمن بالحاجات دي وفضل يقول عليها خرافات
حاولت اني اجيبله انا شيخ للبيت لكنه عمل معايا مشكله وقتها وزعل وطرد الشيخ الشيخ اللي اكدلي بعد مامشي انه معموله عمل فعلا ولازم يتعالج منه فأسرع وقت لانه واضح انه عمل سفلي وقوي جدا كمان
فضلت احاول معاه واحاول واحاول وهو مفيش فايده
غلبت معاه وقلبي وقلب ود كانوا بيتقطعوا عليه واحنا شايفينه يوم عن يوم يدبل قدام عنينا ومش عارفين نعمل ايه او نتصرف اذاى وفي عنده ورفضه لاي تدخل من اي شيخ او راقي
والغريب بقي ان سعاد كانت تجيله تزوره هي وحسام وتقعد جمبه وتتكلم معاه وتهزر ولا كأنها عامله حاجه ولا كأنها شايفه جوزها والانسان اللي حماها وحافط عليها وعلي ابنها ومعزش عنهم اي حاجه بېموت قدامها وهي السبب وواقفه بتتفرج عليه بدم بارد..
ايام ايام بس كانت تمر كانت حالته تتدهور فيها كأنه تعبان بقاله سنين وهنا بقي سعاد لبست توب الاصل وجات تقعد جمب جوزها وتراعيه
وهو ياقلبي بطنه اتنفخت ومبقاش يقدر يتحرك ودكاتره داخله ودكاتره خارجه وكل دا من غير اي نتيجه وطبعا ست سعاد مقيمه عندنا فمقدرتش اتصرف واجيب شيخ واستغل ان قاسم مبقاش يقدر يقاوم دلوقتي واعالجه ڠصب عنه ..
يتبع..
لغاية مافيوم خرجت سعاد وراحت لخالتها هي وحسام وانا استغليت الفرصه واتصلتله بشيخ وجاله البيت وطبعا بعت ود عند وحده صحبتها مكنتش عايزاها تشوف اي حاجه عشان لو باباها تعب متتعبش قصاده ويبان عليها واول ماسعاد ترجع وتبصلها تعرف علي طول..
وصل الشيخ واول ماشاف حالة قاسم صابه الهم وفضل يحوقل ويضرب كف علي كف ويحسبن فكل شخص مؤذي
قالي اننا للأسف اتأخرنا عليه جدا وان الامل في شفاه دلوقتي ضعيف لكن الامل في ربنا اكبر..
قرا عليه شويه وكل ماكان يقرا حالة قاسم كانت تسوء ومع هزال جسمه انا خفت عليه من التخبط اللي كان بيتخبطه والشيخ كمان اشفق عليه وسابه بعد شويه وقال كفايه عليه كده النهارده وهبقي اجيله مره تانيه..
لكن المره التانيه دي ياتري هتكون امتا والحيه مبتسيبهوش ليل ولا نهار ولا بتدي فرصه لحد انه يعمله حاجه..
خرج الشيخ من عند قاسم بس بعد مابصله بصه بشفقه اكدتلي ان قاسم خلاص امره بقي محسوم ومشي علي امل انه يرجعله مره تانيه لكن للأسف
عدوا بعدها يومين و قاعدين الصبح نفطر انا وود وخرجتلنا وش الشوم من اوضة قاسم وهي بتصرخ وتبلغنا بأصعب خبر سمعناه فحياتنا... قاسم ماټ..
قاسم ماټ مكنتش جمله او مجرد كلمه دى كانت نهاية لكل حاجه جميله فالدنيا نهاية للاخ والصاحب والاب نهاية للطيبه والاخلاق والشهامه والمروة نهايه للإنسانه.. وماټ قاسم وانتهي عمره بسبب الخرافات اللي مكانش مصدق بيها..
وفضيت علينا الدنيا انا وود اللي وصلت لقمة ضعفها واڼهيارها بمۏت عزيز روحها وابوها ومصدر امانها وحمايتها
معداش كام اسبوع وبصينا انا وود لقينا حسام وسعاد داخلين علينا الشقه وجايبين كل حاجتهم وبمنتهي البجاحه سعاد قالت انها أجرت شقتها وهتعيش معانا على طول
وإن اللي عاجبه الوضع يفضل واللي مش عاجبه يتفضل دي شقة جوزها وليها ورث فيها وهي مش هتسيب حقها لحد..
وقعدت معانا هي وحسام رغما عن انوفنا
وطول الوقت كانت تبصلي بنظرة انتصار عشان ضيعت مني اللي كنت مستقويه بيه ابتدت بعدها حياتنا تتحول لچحيم انا وود اوامر مستمره اعملوا دا ومتعملوش دا كأننا عبيد تحتها تحكم في كل كبيره وصغيرةكانت بتتجنن كل ماتشوفني بصلي انا وود او بنقرا قرآن كانت تلهينا وتمنعنا بأي عذر ولو شغلنا قرآن فالتلفزيون او الراديو تجري وتطفيه ودا خلاني حاسه طول الوقت ان البيت بقي مليان شياطين..
معاش ود من باباها كانت هي اللي بتقبضه وتاخده كله متصرفش عليها منه غير ملاليم
ودي بنت وففترة مراهقه ومحتاجه طلبات وفمدرسه ومحتاجه دروس وملازم ومصروف زي صاحباتها كنت بضطر اني ابيع من دهبي حته ورا حته
دهبي اللي كنت بشتريه من مرتبي اللي كان بيديهوني قاسم واحوشه بعد مامات ابويا واجيب بيه كل فترة حتتة دهب لما اكمل تمنها وفضلت عالحال دا لغاية مادهبي كله خلص
وطبعا المنعم الوحيد بخير قاسم وفلوسه كان حسام اللي كان عايش عيشة الملوك مصاريف وخروجات وهدوم وعزومات لاصحابه وكل دا من فلوس بنتي وابوها
حسام كان شخص مسالم عكس امه لكنه كان سلبي جدا ملهوش
دعوه باي حاجه تحصل فالبيت من امه او من غيرها مكنش مهتم غير بطلباته وبس ومهما شاف ظلم من امه لينا انا وود مكنش يتدخل
ولا كأن اللي قدامه دول بنى آدمين پيتعذبوا ولا كأن دي بنت الراجل اللي مرضيش عليه هو وامه زمان انهم ينهانوا ويتذلوا وخلصهم ورخصلهم الغالي عشان عضم التربه
عضم التربه اللي هو وامه داسوه بالجزم هو بسكوته وهي بجبروتها.. لكن يلا هو فالاول وفالاخر ابن مين يعني!
وعدت الايام يوم يباعد يوم ووصلت ود لاولي جامعه.. ودخلت اعلام كانت فرحتي بيها متتقدرش عشان اجتهدت ونجحت ودخلت بمجهودها مش زي حسام نجح علي الحروكرك ودخل جامعه بفلوس
فالوقت دا انا وود كنا على فيض الكريم محيليتناش اي حاجه
ولا البنت اللي داخله الجامعه وفرحانه دي جابتلها لبس جديد ولا حاجه زي البنات تفرح بيها والحقيقه هي مطلبتش
لكن لما كانت ترجع من كليتها مهمومه ومدايقه كنت بفهمها وقلبي يتقطع عليها وقررت قرار عرفت اني ممكن اندم عليه لكن عشان مصلحة بنتي عملته
طلبت من ناس كبار فالمنطقه اللي احنا فيها انهم يتدخلوا لود ويكلموا مرات ابوها انها تديها قبضها من معاش ابوها كفايه بقي ظلم لغاية هنا...
وبالفعل قد كان والناس اتدخلت واتحكم ان ود تاخد معاش ابوها وبشق الانفس ومع ټهديد الناس لسعاد بأنهم هياخدوا البنت ويروحوا يعملو فيها بلاغ لو موافقتش تديها مرتبها وافقت ورضخت وادتها معاشها
لكن فالمقابل اخدت منها راحتها مكانتش تخليها تقعد ثانيه او تذاكر الا وتطلعلها بحجه شكل وتبهدل وتمرمط فيها فالطالعه والنازله..
انا بصراحه مقدرتش اتحمل دا اكتر ولا ود حسيتها قادره تتحمل زياده فقررت اني هاخد ود ونبعد ونسيبلها الشقه ونتاجرلنا شقه صغيره علي ادنا نعيش فيها انا وبنتي لغاية ماربنا يعدلها وتكمل تعليمها وخصوصا ان معاشها كان كبير ماشاء الله ويغطي مصاريفنا والايجار..
لكن فين العدل بقي دي سمعت الكلام دا من هنا واټجننت وفضلت ټشتم وتسب وټلعن وخصوصا ان ود من ساعة قبض المعاش وهي اللي بتجيب منه اغلب طلبات البيت من اكل وشرب ماهي الست هتأكلنا من مرتبها يعني..
صممت علي رأيي قدامها وقلت خليها تهدد ونمشي ايه يعني اول ماهنبعد عنها مش هيكونلها اي سلطه علينا
لكنها المرادي هددتني باللي مقدرش اتجاهله.. دخلت عليا اوضتي وكانت ود فالكليه وقفلت الباب وراها وقالتلي بالحرف الواحد
حاولي تاخدي ود وتمشي من هنا وانا هندمك عليها زي ماندمتك علي ابوها عارفاكي عايزه تاخديها بعيد وتستفردي بيها وبفلوسها لوحدك
انما دا بعدك انا عارفه انك لا ليكي حد ولا معاكي حاجه وعشان كده عايزه تأمني نفسك وتعمليلك حاجه للزمن ودا مش عيب وحقك لكن مش مني ومش علي قفايا ود هتفضل هنا ومرتبها هتصرف منه عالبيت اكل وشرب وكل طلباته
ياكده يالاهتكون فيه ود ولا مرتبها انا عارفه انك فاهمه انا اقصد ايه كويس وعارفه انك اتعالجتي وعرفتي انا عملت فيكي ايه بالظبط وكنت اقدر ارجعك للي كنتي فيه تاني واشد واقوي من الاول لكن انا مرضتش اعمل كده
عشان ببساطه مش انتي اللي كنتي السبب الاكبر فأذيتي وچرحي.. السبب كان اللي مكنتش اتوقع انه يقف قدامي فيوم ويعصالي امر ويعاندني فطلب واهو اخد جزاته علي اللي عمله اما انتي فشفت ان فحياتك عذاب اكتر من موتك البنى آدم لما يخسر كل حاجه كانت فأيده ويقف خالي الايدين يتحسر وقتها بس الشماته فيه بتشفي الغليل.. وانتي خسړتي ولسه هتخسري وانا بتفرج وبشمت وكل ماتحاولي تقفي قصادي خسارتك هتكون اكبر..
صمتت قليلا لتلتقط انفاسها وصمت معها الطبيب حمزه كي يعطيها كل الوقت فقد تحدثت طويلا دون توقف حتي اصبحت الكلمات ټغرق في فمها.. ثوان سمع خلالها صوت البخاخ ثم نفسا عميقا تلته زفرة من كريمه قبل ان تردف مكملة
انا سمعت كلامها وحطولي عقلي فكفي ياربي دي ممكن ټموت ود بجد زي باباها وتنهي لبنتي حياتها اللي لسه مبدأتش..
خفت مش هكدب عليك وتراجعت عن قراري وقولت هفضل عشان احافظ علي حياة بنتي وفالوقت دا وفكل وقت مكنتش بخلي ود تفوت فرض او تاخره وتلتزم بأذكارها صبح وليل عشان الذكر يحميها من كل شړ..
وعدت الايام وود فجامعتها متغيرتش حاجه غير بس حسام اللي بقت عنيه هتاكل ود طول الوقت وخصوصا انك شفت بنفسك يادكتور جمال ود عامل ازاي علي العكس دي كانت اجمل من كده واضعاف جمالها دا بس اللي شافته خلاها دبلت كده وخسړت كتير من جمالها وحلاوة. روحها..
انا لاحظت دا وبقيت طول الوقت عيني عليها وعليه واحاول اني ابعدها عنه بكل طريقه ممكنه لدرجة اني كنت بخليها فالاوضه جمبي اغلب الوقت وطول ماهو قاعد متخرجش غير للحمام واروح معاها كمان
طبعا ست سعاد لاحظت دا ولما شافت ان المحروس ابنها عينه علي ود وانا مانعاها عنه ليه وليه وازاي بقى اعمل كده
بقت كل شويه تنادي علي ود تعملها حاجه او تجيبلها حاجه وكل دا عشان تفضل قدام عيون ابنها ويشبع عيونه منها ومن الواضح انها كمان كانت بتخليه يعاين البضاعه اللي عاجباه كويس قبل الخطوه التاليه..
واتفاجئنا كلنا بسعاد بتطلب ايد ود لحسام
انا اټجننت وود كمان ود رفضت فورا وقالتها لسعاد صريحه مش حسام الراجل اللي اتمناه زوج ليا وانا بعد كلام ود مكنتش محتاجه اقول حاجه تانيه عشان كلامها جاب من الآخر
لكن الغريبه ان سعاد تقبلت رد ود بمنتهي البرود والظاهر انها كانت متوقعاه وسكتت بعدها وهديت هدوء الافاعي اللي تكون بتخطط لصيد فريستها وبتتحرك ناحيتها بهدوء تام
والفريسه مش واخده بالها ولا سامعه اي صوت ينبهها للخطړ اللي بيقرب عليها وراحت سعاد لخالتها زيارة ومن هنا عرفت ان فيه مصېبه جايه او خليني اقول كارثه عشان المصاېب ممكن الانسان ينجى منها لكن الكوارث دي بتكون حاجه مدمره.. لكني سلمت امري وامر بنتي لله وقلت لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا.. ولو هيكون فيها مۏت المۏت ارحم من عيشه زي دي كلها خوف وظلم وقهر
لكن اللي حصل انه يادوبك عدى شهر ولقيت ود بنتي بتتغير لقيتها فجأه بقت بتحب القعدة مع حسام ومهما امنعها مفيش فايده
بقت تخرج معاه كل يوم بعد الجامعه وتتفسح ومهما احذرها من كلام الناس مفيش فايده وختمتها بأنها وافقت انها تتخطبله وتتجوزه وكانت طايره كمان من الفرحه بيه ومبتتكلمش غير عليه وكأن حسام فجأه بقي كل دنيتها
جاتني سعاد وزي ماصارحتني اول مره صارحتني التانيه قالتهالي صريحه انها عملت لود عمل بالمحبه وحذرتني اني لو حاولت اعمل حاجه او افكه هتعمله مره تانيه لكن مش هيكون محبه ابدا المرادي هيكون بالمۏت...
كتمت ۏجعي علي بنتي فقلبي وسكت اصل الحاجات اللي بتعملها سعاد دي الانسان لو هرب منها لآخر الدنيا هتصيبه هتصيبه دي حاجه بتكون عارفه صاحبها ومسخره مخصوص عشان تأدي مهمتها معاه وتنهيها علي اكمل وجه..
سكت وفضلت اتفرج وانا شايفه بنتي بتتخطب وتتجوز وماشيه ورا حسام وامه وهي فرحانه زي الدبيحه اللي مغميين عنيها وواخدينها
وهي ماشيه معاهم ومش عارفه انهم واخدينها للدبح..
وتم الجواز فشقة حسام اللي جمبنا وكانت وقتها ود نجحت ودخلت سنه تانيه كليه..
كنت ابصلها وانا شايفه سعادتها مع حسام وكنت بقول كان يجرا ايه لو كانت السعاده اللي عايشاها ود دي حقيقيه مش سعادة مزيفه ومش بفضل اعمال وشرك بالله وقذاره من وحده متعرفش ربنا متعرفش بس غير مصلحتها ومصلحة ابنها اللي مستعده ټموت اي حد يقف في طريقها...
فالفتره دي ود طبعا عشان اتجوزت اتشال منها معاش ابوها لكنها قبضت مبلغ محترم وهو اللي كانت بتصرف منه علي البيت وعلي نفسها وعلي حسام..
واستمر الحال علي كده لغاية مالفلوس خلصت ومبقاش معاها حاجه تصرف منها وطبعا بنى آدم زي حسام من يوم يومه وهو ميعرفش يعني ايه تعب ولا تحمل للمسئوليه ولا عنده نخوه ولا رجوله
اتجه لامه عشان تصرف عليه من معاشها لكن المعاش كان هيكفي ايه ولا ايه مصاريف بيت ولا مصاريف حسام اللي ملهاش آخر وطبعا ود دي كانت بعيده تماما عن حساباتهم
ابتدت شكوت سعاد من قلة الفلوس وابتدت مشاكل حسام معاها عايز فلوس ولما ملقاش منها فايده اتجه لود وطلب منها بكل برود انها تشتغل عشان تصرف مش بس علي نفسها وجامعتها لو عايزه تكمل لا وتصرف عليه هو كمان..
انهت جملتها وصمتت تاخذ انفاسها تاركة المجال للطبيب حمزه كي يسب ويلعن في نفسه ذلك المدعوا حسام ووالدته ويشتمهم باصعب الشتائم التي يستحقونها علي مافعلوه بتلك البريئه والتي منعته اخلاقه من ان يبوح بها امام كريمه وتخرج منه علي مسامعها...
يتبع
نزيلة المصحة
البارت الثامن ٨
دقائق مضاها الطبيب حمزه وهو يلعن في نفسه هؤلاء الشياطين الذين استولوا علي استباحوا ټدمير تلك البريئه فالأم قدمت حياتها قربانا لشياطينها حتي تسعد ابنها والآخر سيضحي بمستقبلها ثمنا لعدم رجولته واتكاله علي الغير..
واصلت كريمه قائلة
ومع احتياج ود للفلوس اضطرت انها تنزل تدور علي شغل بعد جامعتها
دورت كتير ولفت لغاية ماتعبت ومتلاقيش فكل مره حاجه مناسبه المناسب فالمواعيد تلاقي فلوسه مش اللي هي والمناسب فالفلوس تلاقي مواعيده متناسبش مواعيد الجامعه بتاعتها
وفضلت كده لغاية ماربنا كرمها ووحده زميلتها جابتلها شغل فشركة باباها كانت شركة اعلانات تلفزيونيه ومع توسط صاحبتها باباها وافق يشغلها نص يوم من بعد الضهر والمبلغ كان كويس لحد ما..
اشنغلت ود وبقت تجيب مصاريفها ومصاريف البيت اما مصاريف حسام الشخصيه كانت علي مامته
لكن للأسف حسام الفلوس اللي كانت بتديهاله مامته مكنتش بتكفي مصاريفه فقرر انه ينقل هو وود ويجو يعيشوا معانا فشقتنا ويأجر الشقه اللي هما فيهاوفعلا عمل كده.
ورجعت ود تاني لنفس اوضتها ومكانها وحضني بس ابدا مرجعتش ود الاولانيه كانت مطفيه ودبلانه وتعبانه طول الوقت..
استمرت فالشغل لفترة شهور وقدرت تنظم وقتها بين شغل ودراسه وطلبات حسام
لغاية مافيوم بتشتغل والبنت اللي المفروض هتمثل اعلان اتأخرت وفضلوا مستنينها كتير مجاتش المخرج وقتها اټجنن عشان كان متفق على ميعاد مع الشركه المعلنه ولازم يخلص الاعلان قبل منه ويسلمهولها
وفضل كتير يزعق ويشتم لغاية ما بص لود شويه كتار بتركيز وبعدين اتقدم منها وقلها بتصميم
انتي اللي هتعملى الاعلان ود مصدقتش نفسها اصلا دا حلم لأي وحده انها تعمل اعلان وتطلع علي التلفزيون وبسرعه جالها فريق عمل ولبسوها وعملولها مكياج وعملت الاعلان ونزل الاعلان والناس كلها اټجننت من جماله وجمال ود واتشهرت فالجامعه ونزلت الطلبات عليها بعد كده عشان تعمل اعلانات وفيه اللي طلبها تمثل في التلفزيون لكن ود رفضت انها تدخل فموضوع التمثيل دا لانها كانت بتسمع عن الناس اللي بتمثل كلام مش كويس واكتفت بالاعلانات اللي كانت بتجيبلها فلوس حلوه اوي وربنا عوضها خير
لكن المشكله ان كل الفلوس اللي كانت تفضل معاها بعد مصاريفها الشخصيه تديها لحسام ومتخليش حاجه فأيدها ولا حاجه للزمن ابدا وتصرف طبعا على البيت وتديني فلوس اجيب كل طلباته
وحسام وامه آخر انبساط وسعادة بالفرخه اللي بقت تبيضلهم بيضه دهب وحبيبتي ياعيني تدي من غير ادراك وتشتغل من غير وعي وكله عشان تسمع كلمه حلوة من حسام ويرضي عنها وطبعا كل دا مش بإرادتها..
عدت اول سنه على جوازهم ومحصلش حمل ومع انشغال ود ومع الفلوس اللي كانت بتجيبها محدش دور علي الموضوع ده وبصراحه يسامحني ربنا انا مكنتش عايزاه يحصل ولا بنتي تتورط مع حسام وامه اكتر من كده عسي ولعل تحصل معجزه من عند ربنا وتخليها تبعد عنهم ويبعدوا عنها
صمتت لتأخذ نفسا عميقا ثم تلته بخة من الرزاز سمعها الطبيب حمزة جيدا وثوان وعادت تكمل..
وعدت السنه وود نجحت فتانيه كليه وخلاص رايحه تالته والامور تمام وهي مشغوله فشغلها وحسام مشغول مع صحابه وطلعاته والبنات اللي بسمعه يكلم فيهم طول النهار وهي ود فالشغل او فالكليه ويتواعد معاهم ويطلع يصرف عليهم فلوس بنتي وشقاها اما امه فاطول النهار والليل تتكلم فالتليفون مره خالتها مره صاحبتها مره تاخد التليفون وتدخل اوضتها والله اعلم تكلم مين
وانا طول النهار يابين غسل وتنضيف يافالمطبح بعمل لقمه للغلبانه الشقيانه اللي بترجع مهلوكه من الشغل والتعب متلقاش حد غيري ياخد باله منها ويحطلها لقمه تاكلها وتتقوت بيها..
واخذت نفسا وزفرته ببطئ ثم اكملت.
وفضل الحال علي ماهو عليه لغاية ماود جاتلها فرصه من دهب جالها عرض انها تشتغل عارضة ازياء عند مصمم معروف..كان مره عايز يعمل اعلان لشركته وراحلهم شركة التسويق والاعلان.. وشاف هناك ود واتهبل على جمالها وجسمها وعرض عليها فورا تشتغل معاه لكن ود رفضت الشغل دا نظرا لان عارضات الازياء بيلبسوا كله عريان ومكشوف واحيانا مبيلبسوش خالص الا حاجات بسيطه لكنه اخد رقمها من بياناتها فالشركه اللي بتشتغل فيها وابتدا يرن عليها ومصر انه يقنعها انها توافق تشتغل معاه..
فضل يرن ويزن وهي ترفض ويغيب يوم ولا يومين وهي ترفض لغايه ماعملتله حظر
غاب يومين واتصل بيها من رقم تاني وكلمها
وهي اول ما عمل كده اتعصبت جدا وفضلت ټشتم وتقول له انت ازاي تعمل كده انا رفضت وخلاص ايه التصميم اللي عندك ده! بالصدفه حسام كان جاي من بره ودخل وسمعها وهي بتكلمه اخذ منها التليفون وفتح السماعه وسمع كلام الراجل واللي كان بيقول فيه
مدام ود صدقيني انا مش عايز غير مصلحتك انا هاديك فلوس كثير قوي مقابل شغلك معايا وده غير الشهره والمجد وحاجات كثير تانيه حلوه هتكتشفيها لما توافقي على عرضي.
حسام قفل السكه وبص لود وسألها مين دا وعايزك تشتغلي معاه ايه بالظبط
ود دا مصمم ازياء وعايزني اشتغل معاه عارضه
حسام بصلها شويه وبعدها بص بعيد وسألها وهو سرحان طيب وهي العارضه دي بتاخد فلوس كتير علي كده
ود اه بتاخد فلوس كتير بس المسأله مش مسألة فلوس العارضه بتكشف جسمها وملزمه بموجب عقد انها تلبس اي حاجه يعملها المصمم ويقولها تلبسها..
حسام طيب وايه يعني متشتغليها الشغلانه دي واهو منها فيها راحه ليكي ومنها فيها فلوس كتير عن الملاليم اللي بتاخديها دي..
ود باستغراب بقولك جسمي هيتكشف ياحسام يعني هتعري قدام الناس! سيبك من انه عيب وميصحش لكنه حرام.
حسام قرب من ودنها وبنبره تشبه فحيح التعبان قالها طيب وايه يعني مانتي بشعرك ومش محجبه شعرك دا مش حرام
رقابتك الجميله الباينه دي مش حرام قالها ومشي ضهر ايده علي رقبتها بنعومه الروج
ود استسلمت للمساته وغابت عن الدنيا وردت عليه بهمس وهي مغمضه عنيها وبصوت دايب يعني ايه ياحسام
حسام يعني تقبلي الشغل ياود ومش اشكال اديكي الحلوين دول يبانوا ولا رجليكي ماهو الستات لازم تشوف الجمال دا عشان يعرفوا انهم مش ستات ولا عندهم جمال وكمان اي راجل يشوفك هيحسدني عليكي لاني اخدت الجمال دا كله لوحدي..
ود انتي جميله اوي عارفه كل اللي يشوفك يقولي مراتك فيها شبه من هيفاء وهبي الممثله بس مراتك النسخه الاجمل انتي متعرفيش انا بكون مبسوط ازاي وانا بسمع الكلام دا عنك هاه ياحبيبي يلا
ود بتوهان يلا ايه
حسام يلا ردي عالراجل ياقلبي وقوليله انك موافقه تشتغلي معاه وافتحي ليا وليكي ابواب النعيم بقي.. قالها وفتح تليفون ود ورن علي آخر رقم فيه واداهولها بعد مافتح السماعه ومسك ايدها وباسها وفضل يبوس فيها واستمر حتي بعد مالراجل رد علي ود ومبطلش غير بعد ماود بلغت المصمم بموافقتها علي انها تشتغل معاه..
صمتت كريمه مجددا وهاهي تفعل ماتفعله مرارا وفي هذه الاثناء وقف الطبيب حمزه وتوجه للمطبخ وبدأ في إعداد قدحا من القهوه فهو الآن في
امس الحاجة لرفيقته لكي تخفف عنه مايشعر به من قهر بسبب ذلك الډيوث اشباه الرجال..
وقبل انتهائه من قدح قهوته كانت عاودت السيده كريمه حديثها قائلة
وبس يبني واخدها حسام بعد كده من ايدها ووداها للمصمم بنفسه ومضت العقد وفيوم وليله بقت ود اشهر عارضة ازياء في مصر والبلاد اللي حواليها كمان وبقت تسافر وتعمل عروض فكل البلاد وتاخد فلوس كتيره والحياة اتغيرت اشترتلها شقه جديده ونقلنا فيها وسيبنا القديمه وكمان اشترت عربيه والاسم بتاعتها لكنها كانت تحت تصرف حسام فلوس لحسام من غير حساب وهدوم من اغلى الماركات
وحسام اللي بتعمل عشانه كل دا هي كانت تسافر عشان تشتغل من هنا وحسام يقضيها سهر وسكر.. وعربده وستات وقرف..
ومع الانشغال والسفر اهملت كليتها اللي كانت فضلالها سنه وحده بس فيها وتخلصها والنتيجه انها سقطت.. لكنها في ظل الفلوس مهتمتش لسقوطها ده.. بصراحه انا كنت كل ماابصلها اشفق عليها عشان كنت اشوفها عامله زي التور المربوط فساقيه وبتلف عشان تروي الارض والارض تطلع محصول يستفيد بيه غيرها وهي ماينوبهاش غير شوية برسيم قليلين يادوبك يسدوا جوعها..
فضلت كده لغاية مامتحملتش اشوفها قدامي بټموت نفسها فالشغل وحسام وسعاد عايشين علي قفاها مبسوطين قررت اني هحررها من اللعنه دي واروح افك العمل اللي عاملاهولها سعاد واللي يحصل يحصل..
وصمتت قليلا لتلتقط انفاسها ثم اكملت.. وفي هذه الاثناء كان الطبيب حمزه على وشك الانتهاء من قدح قهوته وبالفعل مع استئنافها للحديث كان قد شرب آخر قطراته فتحسن مزاجه قليلا
كريمه رحت يبني لشيخ واخدتله حاجه من اتر ود وابتدا يفك العمل عن بعد وكان شيخ شاطر كل الناس بتشكر فيه
عمل شغله واديته اللي فيه النصيب من الفلوس اللي بتديهاني ود واللي بشيلهالها من ورا حسام وامه ورجعت يومها وانا خاېفه ان سعاد تكشفني او تعرف انا عملت ايه لكن الحكايه عدت علي خير وبمجرد مارجعت ود من شغلها عملتلها من الميه اللي اداهاني الشبخ عصير شربتهولها وخليتها غسلت وشها بالميه الباقيه وكل دا من غير ماسعاد تعرف طبعا دا بعد ماقالتلها ان دي حاجه بتمنع الحسد والعين بس لازم متقولش قدام حد عليها عشان مفعولها مايرحش وهي ياقلبي بتصدقني علي طول وبتعمل اي حاجه بقولها عليها عشان عارفه ان مفيش حد بيحبها ادي ولا ېخاف على مصلحتها فالدنيا دي كلها زيي..
لكن الحاجه الوحيده اللي كان نفسي اخليها تعملها ومقدرتش اني اخليها ترجع تاني للصلاة اللي سابتها من ساعة مااتجوزت حسام او اخليها تمسك المصحف وتقرا فيه شويه زي الاول.. لكني قولت اكيد مش بأيدها بإذن الله هتخلص من اللي هي فيه دا وترجع تاني تصلي وتقرا وتعمل كل اللي بعدت عنه بفضل سعاد وشياطينها..
ابتدت الايام تمر ويوم عن يوم ابتدت ود تنفر من حسام وتنتقد تصرفاته واللي بيعمله واللي مكانتش قبل كده بتتكلم عنه ابدا ابتدا حسام وامه يستغربوا وخصوصا انها ابتدت تثور عليهم وعلي الاوضاع اللي هما فيها واللي هي فيها ومستغربه هي اذاي كانت صابره. وراضيه بتصرفات حسام دي قبل كده
ابتدت سعاد تشغل دماغها عشان تكتشف ايه سر تغيير ود والظاهر انها قدرت تخمن
وفيوم قالت انها رايحه لخالتها وانا عرفتها على طول انها رايحه تعيده من تاني هي نزلت من هنا وانا نزلت وراها من هنا هي ركبت تاكسي واتحركت
وانا ركبت تاكسي ورحت وراها
وفضلت ماشيه لغاية ماوصلت عند بيت خالتها نزلت هي من التاكسي وفضل واقف مستنيها
وانا فضلت مستنيه فالتاكسي بعيد وشويه وخرجت هي وخالتها ركبوا التاكسي واتحركوا وانا وراهم
فضلوا ماشيين لغاية ماوصلوا لحته شعبيه ووقف التاكسي ونزلوا منه وانا بعدهم قولت للتاكسي يقف يستناني و نزلت وحصلتهم
وفضلت ماشيه وراهم من بعيد لبعيد لغاية ما دخلوا بيت حفظته وحفظت شكله واتداريت بعدها فشارع فرعي نص ساعه بالظبط قضوها جوا وكانوا خارجين
استنيتهم لما مشيوا خالص ودخلت وراهم البيت بعد ماخبطت وفتحلي ولد صغير
ولقيت فيه ستات اشكال والوان قاعده مترصصه وكل وحده مستنيه دورها واثناء منا واقفه بتلفت حواليا جاني صوت ست من ورايا خضني.. انتي بتدوري علي حد يامودام ولا جايه للشيخ
لللا جايه للشيخ
الست ومالك خاېفه وبتلجلجي كده ليهمټخافيش ياحبيبتي تعالي قوليلي كشف عادي ولا مستعجل العادي ب٢٠٠ واديكي شايفه الناس يعني علينا وعليكي لبليل المستعجل ب٥٠٠ وتدخلي بعد اللي جوه علي طول..
فتحت الكيس بتاع الفلوس واديتها ٥٠٠ جنيه من غير مااتكلم وهي خدتهم وشاورتلى على كرسي..
قعدت عليه وانا بتلفت حواليا پخوف ومفايش دقايق واللي جوا خرجوا والست شاورتلي عشان ادخل
المكان كان مخيف وفيه ريحه غريبه.. دخلت وقعدت قدام الراجل اللي كان قاعد على الارض وقدامه مبخره وبمجرد ماقعدت سألني عمل ولا فك ولا كشف
كريمه فك وليك اللي عايزه انا ام البنت اللي اسمها ود اللي الستات جم من شويه وعملولها عمل بالمحبه لجوزها حسام
الشيخ بصلها بتوجس وسألها ود مين وحسام مين
كريمه وهي بتطلعله فلوس من الكيس ادوك. كام قولي وانا هديك الضعف وفكه
الشيخ بطمع ادوني ٢٠٠٠ جنيه
كريمه خمسه اهم بس تفكله زي ماعملته وكمان تعملي حجاب ليها ميخليش اي حاجه تأذيها من الحاجات دي حتي لو انت اللي هتعملها وليك زيهم يعني ١٠٠٠٠ جنيه ٥ دلوقتي وال٥ التانيين بعد مااتأكد انك فكيته وان الحجاب بتاعك شغال
الشيخ بعيون بتلمع من الطمع ماشي بس بشرط لو الفلوس الباقيه مجاتنيش انا هأذيها اذيه متقدرش تقوم منها..
قولتله موافقه واديتله ال٥٠٠٠ وابتدا يقرا ويفك العمل بتاعه اللي عامله وبعدها ابتدا يكتبلي فطلاسم على ورقه وغلفهالي بجلد وقفلها كويس على شكل مثلت واداهاني وطلب مني ان الحجاب دا ميفارقهاش خالص ليل او نهار عشان دا فيه تحويطه تعمل حاجز بين جسمها وجنس الجان عشان ميقدروش يمسوها او حتي يقربوا منها
اخدت الحجاب وطلعت وانا مطمنه على بنتي انها هتكون بخير ومفيش حاجه هتحصلها اصل لا يفل الحديد الا الحديد
وصمتت هنا واستمر الصمت طويلا حتي ظننت انها لن تتحدث مرة اخري فكنت سأطلب منها ان تغلق الهاتف وتذهب لتستريح ونكتفى بهذا القدر
لكنها فاجأتني بإن عاودت الحديث وانا حقيقة لن امنعها عن الحديث ابدا
فأردفت كريمه ورجعت البيت ودخلت اوضة ود كأني برتبها وخيطت الحجاب كويس وفتحت فتحه فى كل البراهات بتاعة ود وحطيت الحجاب فوحده منهم عشان لما تيجي تلبسها وبعد كده تنقلها بسهوله من وحده لوحده وإن مرضتش بالزوق يبقي بالعافيه لو ھضربها.
يومها جات ود وقولتلها عاللي حصل وحكيتلها كل حاجه لما رفضت تلبس الحجاب وقالتلي كده اوفر وكتير وطول الوقت وانا بحكيلها وهي متفاجئه وزي المضړوبه علي دماغها
مرضتش ازود عليها واقولها ان هي كمان اللي موتت ابوها بالسحر وحرمتها منه عشان نفسيتها متتعبش ومتتأثرش وقولت كفايه عليها اللي عرفته واللي خلاها اتأثرت جدا..
وابتدت الايام تمر وابتدت ود تاخد بالها من نفسها وتحافظ علي فلوسها شويه عملت حساب في البنك من وراهم وابتدت تحط فيه اغلب الفلوس اللي بتعملها ودا طبعا جنن حسام لانه كل
مايطلب منها طلب ولا يقولها علي فلوس تقوله مفيش او مقبضتش او اي حجه المهم متديهوش لما بقي زي المچنون..
وامه آه من سعاد امه كانت طول الوقت بتفرك لا على حامي ولا على بارد وعايزه تعرف ايه اللي حصل المرادي بالظبط وليه العمل والاعمال اللي بعده مش جايبه اى نتيجه
شكت فيا اني اكون عملت لود حاجه وكذا مره تدخل تفتش فأوضتي وأوضة ود لكنها متلقاش حاجه وتطلع تاني..
واستمر الحال علي كده سنه كامله سنه وصل فيها حسام لقمة انحطاطه لدرجة انه ابتدا يمد ايده على ود عشان مبقتش تديه فلوس زي الاول والموضوع دا اتكرر مره واتنين وتلاته لغاية ماود قررت قرار..
قررت انها خلاص هتبطل شغل وتقعد لحسام في البيت وتشوف هيعمل ايه وكمان عشان تمتحن السنه اللي كانت بتأجل فيها دي وتخلص الكليه بتاعتها
وبالفعل قد كان وقعدت ود فالبيت ومبقتش تصرف مليم على حد غير على نفسها وجامعتها وبس
هنا وصلت الحاله بحسام لدرجة انه بقي يسرق الفلوس سرقه من امه ومن ود ومني حتي دهب امه سرقه وباعه ودا السبب انها سابت الشقه وراحت علي الشقه القديمه تسكن فيها
خلصت ود الجامعه بتاعتها ونجحت وقررت بعدها انها ترجع تشتغل مره تانيه وكل دا وحسام منفصل عنها خالص ولا بيدخل البيت غير نادرا عشان ياكل ويشرب ويطلب فلوس وياخد منها حقه الشرعي بالڠصب ويرجع يخرج تاني..
ود لما لقته كده طلبت منه الطلاق مره واتنين وتلاته وهو يرفض ويرفض وآخر ماغلبت منه سابته وفضلت علي ذمته وخلاص لكن لا طايقاه ولا عايزه تعرفه..
رجعت ود اشتغلت بس مرجعتش تشتغل عارضه لا دي اشتغلت فالتصميم سحبت كل الفلوس اللي كانت محوشاها وعملتلها شركه صغيره وخط انتاج كده بسيط لتنفيذ تصميماتها وابتدت تصمم وتعرض بنفسها وتسوق لغاية مالشركه اتشهرت وشغلها اتعرف فأقل من سنه ودا بسبب شهرتها القديمه فالمجال وخبرتها وكل حاجه اتعلمتها من شغلها مع المصمم دا استغلتها كويس اوي..
وابتدت الفلوس تجري فأيدها زي الرز.. ولما البيه عرف بكده رجع لها من تاني بس رجعلها بتوب جديد وشخصيه تانيه.. شخصية التائب النادم الطالب للسماح والمغفره واللي عرف غلطه ومستعد يعمل اي حاجه عشان يكفر عنه..
يتبع
انثي بمذاق القهوة
البارت التاسع
صمتت كريمه بعد ذلك لبرهة ثم حاولت استئناف الحديث بأنفاس لاهثه وبرغم اني قلت سابقا لن اطلب منها التوقف عن الحديث
الا ان انسانيتي غلبت فضولي فطلبت منها بصوت حنون يرأف بحالها ان تغلق الهاتف الآن وتستريح قليلا ثم تعاود محادثتي بعد ان تشعر انها بخير
ولكي لاترفض وتصر علي استكمال الحديث تحججت لها بأني لدي بعض الاعمال وعلي انجازها الآن... وماان قلت ذلك حتي انصاعت لطلبي تماما واغلقت الخط وذهبت لتستريح.
اما انا فتركت الهاتف من يدي وذهبت لأعد لي بعضا من الطعام ليسد جوعي فقد بدأت عصافير بطني بالتغريد والصياح من شربي للقهوة علي بطن خالي..
طبخت ماتيسر علي طبخه وقمت بتناول الغداء وشرعت في اعمالي المنزله وبدأتها بجلي الاطباق ثم همست من كثرتها وانا اضحك على حالي مثل اى ربة منزل ناقمة من الاطباق وادوات المطبخ المتسخه يارب ټموت المواعين.
انهيت بعدها كل امور المنزل واخذت حماما ساخنا ثم عدت للجلوس في مكاني المعتاد علي اريكتي المفضله ففتحت حاسوبي وبمجرد فتحه ظهرت صورتها امامي اوه آسف نسيت ان اخبركم بأني وضعتها بالأمس خلفية على شاشة الحاسوب..
فصمتت امامها متأملا ناسيا ماكنت سأفعله علي الحاسوب واخذني التفكير فيما ستكون خطوتي القادمه التي سأخطوها في علاجها او حتي حثها علي الكلام حقيقتا لا اريد سوى ان تتكلم فقط فقط تتكلم وهنا يكمن كل العلاج فما ان تتفوه باسبابها في الوصول لهذة المرحله
وانا ساضحض كل الاسباب واحقرها واقلصها لها لأجعلها تعتقد انها اوهاما ماكان يجب ان تجعلها تصل لهذه المرحلة من الضعف ساشد ازرها واقوى عزيمتها من جديد وكل هذا فقط لو تتكلم.
لم اتوصل لطريقة او لفكرة ولكني تركتها لله اعلم اني قادر علي معالجتها اعلم ان علاجها سيأخذ وقتا طويلا ولكني اريد معالجتها في اسرع وقت لا اعلم لماذا ولكني فقط اريدها ان تتعافى..
جلس الطبيب حمزه كثيرا امام صورتها الى ان قرر اخيرا ان يدخل علي برامجه فيتابع آخر مستجدات المؤتمرات الطبيه العالميه
وعن ماذا اسفرت وماتم مناقشته فيها وايضا تصفح مواقعه الالكترونيه ونام بعدها حيث اكتشف ان الليل قد انتصف وهو علي جلسته ولم يشعر بالوقت..
استيقظ في الصباح التالي على صوت مزعجه الصغير وقام ليبدأ يومه بمعشوقته وايضا قرر ان يفعل مثل ما فعل بالامس ويعد لها القهوة معه ويجعلها عادة يوميه يتقاسمها معها
وبالفعل اعد لها القهوة بنفس خطوات الامس وحمل حقيبته بعد ان ابدل ملابسه وذهب الي ورشته الخاصه بإصلاح العقول..
دخل اولا لمديره فأخذ حظه من التوبيخ ثم مضى قدما في اتجاه من باتت تشغل فكره ليلا نهارا..
فتح الباب ودلف الي غرفتها فوجدها اليوم قد غادرت الفراش وواقفة امام النافذه تنظر منها الى اوراق الشجر المتراقص عن قرب
حمزه ماأن رأيتها بعيدا عن الفراش اليوم حتي تراقصت دقات قلبي كأوراق تلك الشجرة التي امامها.. فتقدمت اليها وقمت بإلقاء السلام فتحركت رأسها قليلا دليل علي انها سمعتني ولكنها لم تجب كالعاده
جلست علي المقعد وراقبتها قليلا ثم خطرت لي فكره اليوم سأخرج بها الي حديقة المشفي ونشرب القهوة هناك فمن الواضح انها عاشقة للطبيعه وغالبا ما يكون لتغيير الاماكن اثره الايجابي علي نفسية المړيض.. فتقدم منها ووقف بجوارها وتحدث قائلا
ود ايه رأيك ننزل الجنينه عشان تقدري تلمسي اوراق الشجر والزرع باديكي وكمان فيها ورود جميله هتعجبك اوي..
قالها ثم انتظر الرد ولم يدركه فأكمل قائلا
وكمان هنشرب قهوه انا عملتلك معايا قهوة زي امبارح بس قبل القهوة هناخد الفطار دا معانا ونفطر انا وانتي سوا عشان انا كمان مفطرتش زيك ايه رأيك تعالى ياود اخرجي للحياة وشوفيها لسه قاعده جميله ومستنياكي تعيشيها كفايه انتي بعدتي عنها كتير اوي.
التفتت اليه ود ونظرت اليه بعيون زائغة وهو قابل نظرتها بإبتسامة حنونه وإيمائة من رأسه مؤكدا لما قاله
ثم مد لها يده منتظرا ان تمد له يدها فيمسك بها جيدا ويسحبها من محيط عدم الادراك الغارقة فيه ولكنه لم يده بخيبة امل حين لم يجد منها ماتمني فذهب الي حقيبته اخذها وتوجه الي الخارج بعد ان أدرك انه يوما جديدا له من الفشل معها ورغم انه طويل البال جدا الا انه معها هي بالذات لا يطيق معها صبرا..
وصل الي الباب والتف ليغلقه عليها ولكنه تفاجأ بها تقف خلفه مباشرة وماأن رآها حتي تهللت اساريره فرحا
اما هي فخفضت عيناها وهي تهمس له لكي يسمع صوتها لأول مرة منذ أن رآها
خدني معاك..
فضحك الطبيب حمزه وهو يعدل نظارته. وكان بوده ان يحتضنها في هذة اللحظه مرحبا بعودتها كما العائدة من سفر بعيد.. ثم دخل الى الغرفة سريعا فحمل صينية الطعام وخرج بها متقدما عن ود التي ظلت تتبعه حيثما يذهب وهو
بين اللحظة والاخري ينظر للخلف ليطمئن انها لازالت خلفه ولم تشعر بالغربه وعادت الي غرفتها..
خرج بها الطبيب حمزه الي حديقة المشفي وذهب بها الي ركن هادئ بين احواض الزهور وجلس ودعاها للجلوس بجواره علي حائط الحوض ووضع الطاعم بجواره فاصل بينهم فتقدمت ود بهدوء ممزوج ببعض الخۏف وجلست بجواره تماما في المكان الذي اشار لها عليه وبمجرد جلوسها اخذت تتلفت حولها فتعلقت انظارها علي ورود حمراء متفتحه وانفرج ثغرها عن ابتسامة خفيفه انفرج معها صدر الطبيب حمزه فسألها في حنوا
شكلك بتحبي الورد اوي ياود..
اومأت له ود برأسها ايجابا فوقف وتقدم ناحية الورود فمد يده يقطف لها احداهن ولكنه توقف فور سماع صوتها المعترض لأ حرام سيبها متموتهاش..
تقهقر الطبيب حمزه للخلف ولم يده وهو يرد عليها بتعجب كنت هقطفهالك تخليها معاكي وتشمي ريحتها عن قرب..
صمتت ود قليلا ثم تنهدت قبل ان تجيبه وهي تنظر الي الوردة التي انقذتها توا من المۏت علي يد الطبيب قائلة له مبرره
وليه ناخدها من حضن مامتها عشان نتمتع بيها شويه وبعدها ټموت بين ايدينا مانسيبها عايشه وسط اخواتها سعيده ونتفرج عليها من بعيد هي مش من حقها تعيش زي الباقيين ليه نحكم عليها هي بالذات بالمۏت والعڈاب
عاد الطبيب حمزه يجلس في مكانه وتنهد حين شعر بعمق كلمات ود وماتحمل في طياتها من حزن دفين فأعطى لها بعضا من الوقت ثم مد اليها يده ببعضا من الطعام قائلا
كل كائن حي في الدنيا من حقه انه يعيش ياود ومن حقه يعيش بالطريقه اللي تعجبه وعلي مزاجه هو وبس لكن عشان يعيش ويدافع عن حقه لازم يكون قوي وعشان يكون قوي لازم يعتني بنفسه كويس قالها ومد لها يده اكثر بالطعام لكي تفهم مقصده
ومن ثم مدت ود يدها فأخذت مابيده فإبتسم هو ورفع يده يعدل نظارته ومن بعدها فتح حقيبته فأخرج منها المج الحرارى وهذه المره احضر كوبان بلاستيكيان للقهوة لانه وجدهم اخف واكثر عمليه فملأ الكوب الاول وقام بوضعه بجانبها ثم ملا الآخر لنفسه واعاد المج الي حقيبته قبل ان يبدأ في طقسه المعتاد واحتفاله الصغير بقهوته فها هو يرفعها ويقربها من انفه فيغمض عينيه وهو يستنشق رآئحتها الجميله فتلين ملامحه فتتبعها ابتسامة هادئه ثم فتح عيناه لتزيد ابتسامته وهو يري ود ممسكة بكوب قهوتها وتفعل مثله تماما..
فتحت ود عيناها بعد ذلك وسألته بتحس بإيه لما بتشرب القهوة انا حاسه انك بتحس بحاجه غير الناس اصل انا مش بحس بحاجه غريبه وانا بشم ريحتها او بشربها
الطبيب حمزه محدش بيحس بالحاجه غير لما يحبها عارفه انتي لو حبيتي القهوه هتحسي انها احلي حاجه فالوجود وهتحسي بأجمل إحساس وانتي بتشربيها اللي بيحب حد او حاجه بيكون مستعد يستغني بيها عن الدنيا كلها
وانا بحب وعاشق للقهوة ومش هيفهم حبي ليها غير عاشق لها زيي القهوة دي لو هكلمك عنها هحتاج ايام عشان اوصفلك احساسي بيها وشعوري وانا بشربها او بشم ريحتها
وانا افضل ان الوقت اللي هقضيه فإني اوصفلك القهوه واشرحلك حبي ليها نقضيه فحاجه تانيه افيد فى الوقت الحالي..
ايه رأيك مثلا نتكلم عنك انتي اديكي عرفتي عني اني بحب القهوة اظن من حقي اعرف انتي بقي بتحبي ايه
ود بحزن مش بحب حاجه.
حمزه دا احساس مؤقت بالكره والنفور من اي حاجه لكن خلينا نرجع قبل الايام دي كنتي بتحبي ايه
صمتت ود فهي لا تريد ان تتذكر ايا من الماضي او تذكره فهربت بعيناها بعيدا عنه وبدأت تأكل مابيدها من طعام الي ان انهته وصمت الطبيب حمزه ولم يشأ مقاطعتها حتي وإن كانت تهرب من سؤاله
فقد رأي ان هروبها للطعام هو خير هروب.. ولكنه عاد اليها بالسؤال مرة اخري بعد ان انهت طعامها وبدأت تشرب بعده كوب قهوتها فقال لها سائلا مستغلا لتجاوبها معه اليوم فرحا بنطق تمثالها الصامت فاردف
طيب احكيلي ياود بعد مافتحتي شركة التصميمات ونجحتي ايه اللي حصل بينك وبين حسام بعدها
تحجرت ود تماما فور سماعها للأسم واشتعلت عيناها ڠضبا وهبت واقفة وقد ضغطت من شدة الڠضب علي الكوب الذي بيدها فحطمته غير آبهة بسائل القهوة الساخن الذي سكب منها علي يدها ثم رمت الكوب ارضا وانطلقت بكل سرعتها عبر الطرقات التي اجتازتها مع الطبيب حمزه للوصول الي الحديقه واستمرت بالجري حتي وصلت لغرفتها فدخلتها سريعا واغلقت الباب وتوجهت فورا الي فراشها فنامت عليه متقوقعة علي نفسها
ومالبث الطبيب حمزه حتي دلف الي الغرفة خلفها لاهثا وهو ينادي بإسمها وكم اشفق عليها وهو يري هذا الكم الهائل من الخۏف الممزوج بالڠضب الذي سيطر عليها ماان تفوه بإسم ذلك البغيض امامها كأنه ذكر لها إسم اسواء مخاوفها واخبرها انه قادم لينال منها.
جلس الطبيب حمزه بجوارها وأخذ يحدثها بألا تخف وانه بجانبها ولن يتركها ولن يستطع احد ان يصل اليها وهي هنا ولا ان ياذيها
وضل بجانبها حتي انتظمت انفاسها فعلم انها هربت الي النوم من كل شيئ فغادر الغرفه وكله تصميم ان يعرف اليوم ماذا فعل بها ذلك الحسام لتص بها المواصيل الي هنا
ولن يغمض له جفن اليوم الا وتكون لديه باقي الحكاية
فذهب الي مكتب مدير المشفي لكي يأخذ اجازة لباقي اليوم وسيتحدث الي السيده كريمه او سيذهب اليها في منزلها وليحدث مايحدث
وصل قبالة مكتب مديره وكاد ان يدخل اليه لولا ان سمع صوت صديقه الطبيب عمرو ينادي عليه من آخر الطرقه
فنظر اليه حمزه وانتظره وهو يراه قادم نحوه وما إن وصل اليه عمروا حتي بدا يحدثه عن تطورات في حالة من الحالات القائم علي علاجها
واستشاره في تغيير خطة العلاج في الخطوة القادمة
وما انسب طريقة يستخدمها معها من الطرق المعتادة في هذه الحالة فارشده الطبيب حمزة الي انسب طريقة في الطرق المتعارف عليها مع بعض التعليمات بجانب ذلك وماان انهي الحديث مع عمرو حتي التف بجسدة ناحية باب مكتب المدير ومد يده للنقر عليه والاستئذان للدخول
ولكن قبل ان تصل يده للباب كان يفتح من تلقاء نفسه ليرفع الطبيب حمزه عيناه ليطالع من الذي قام بفتح الباب فشخص بصره وهو يري في مواجهته المدعوا حسام وماأن رآه حسام حتي توسعت عيناه هو الآخر من الصدمة..
يتبع...
انثي بمذاق القهوة
البارت العاشر.
بلع الطبيب حمزة ريقه من هول المفاجأه الغير متوقعه والتي جعلت حلقه جف من الخۏف ليس عليه انما على كريمه المسكينه ثم رفع يده ليعدل نظارته فأخفض عيناه متمنيا الا يتذكره حسام
ولكن هيهات فقد بدأ الآخر بتدييق عيناه رويدا رويدا وقد فهم الآن مايدور وتأكد من شكوكه وشكوك والدته التي اخبرته بها وهاهو يتأكد ان كريمه بدأت اللعب من خلفه ولو لم تكشفها الصدفة امامه كان سيخسر كل مالديه الآن وما سعي كثيرا لنيله..
انتبه الطبيب حمزه ورفع عينيه حين شعر بحسام يربت علي كتفه ثم انتقل بيده فربت علي خده وما كانت حركته هذه الا تهديدامبطنا للطبيب حمزه يخبره من خلالها انه فهم الآن
كل شيئ..
نظر له الطبيب حمزه في عينيه مباشرة فلم يجد بهما سوي شړا وڠضبا مطلق حتي ظن ان الچحيم تجسد في مقلتيه فتنحي الطبيب حمزه عن موقعه امام الباب ليفسح له المجال للخروج وإنهاء هذه المواجهه..
فتحرك حسام علي الفور من امام الطبيب حمزه بعد ان حدجه بنظرات استغرب عليها الطبيب عمرو كثيرا وسأله متعجبا
مين دا ياحمزه انت تعرفه
فأومأ له الطبيب حمزه ايجابا وهو يتحرك من أمامه فورا فدلف الي مكتب المدير والقي عليه كلمات مختصره
دوك انا اوف باقي اليوم النهارده هذا كل ماقاله قبل ان يغادر المكتب مسرعا دون انتظار رد المدير عليه ولكنه سمع صراخه اعتراضا قبل ان ينهي الطرقه ويذهب الي غرفة ود خوفا من ان يكون هذا البغيض قد ذهب اليها فهو رأي مافعل بها مجرد ذكر اسمه فما بالها برؤيته امامها
وصل اخيرا اليها ووقف يلتقط انفاسه وهو يري الغرفة لازالت مغلقة من الخارج ولكنه لم يطمئن كليا حتي فتح الغرفه ووجدها خالية الا من ود التي مازالت نائمة مثل ملاك بريئ..
فأغلق الغرفة مرة اخري واخرج هاتفه وهاتف السيدة كريمه وماأن ردت عليه حتي تحدث بسرعه وبدون مقدمات
حسام النهاردة كان في المستشفي وشافني..
وهنا خرجت شهقة من كريمه وصلت الي مسامع الطبيب حمزه اكدت له ان الوضع ليس بالسهل ابدا..
حمزه ست كريمه هتعملي ايه دلوقتي هو ممكن يأذيكي
كريمه مش مهم يأذيني انا او ميأذنيش المهم دلوقتي ود ود حسام مش هيسيبها فمكان فيه حد بيحاول يساعدها ابدا يادكتور
حسام يقدر يدخل ود اكبر مصحه فالبلد لكنه حطها فمستشفي حكومي عشان عارف ان فيها اهمال والمړيض فيها حالته بتتدهور اكتر مابتتحسن حسام عايز ود دايما تكون تعبانه ومجنونه عشان ياخد كل حاجه بتاعتها لنفسه زي ماعامل دلوقتي..
سألها حمزة بقلق طيب يعني تفتكري ممكن يعمل فيها ايه
كريمه يجيبها ويحبسها تاني فالفيلا ويفضل يجنن فيها اكتر بمساعدة الدكتور اللي كان بيوديهاله
وخصوصا انه خلاص عمل اللي كان عايزه واكيد راح المستشفي النهارده عشان ياخد الشهادة بأن ود مريضه عقليه وبناء عليه ياخد كل حاجه بالقانون والحجه..
بلع الطبيب حمزه ريقه بقلق وعدل نظارته وهمس لها
طب والحل ياست كريمه
كريمه الحل فأيدك انت يادكتور.
حمزه ازاي
كريمه هربلي ود من المستشفي وانا عندي فلوس هاخدها واروح بيها مكان بعيد حسام ميعرفهوش لغاية ماتخف وتقدر تقف علي رجليها تاني.
حمزه بتفكير ايوه ياست كريمه بس دا صعب جدا وفيه مخاطره
كريمه بس فيه انقاذ لروح بريئه يبني ربنا لوحده العالم نهايتها هتكون امتا وازي بس كل اللي اقدر اقولهولك ان الاكيد انها على ايد حسام..
تنهد الطبيب حمزه واغلق معها الخط وفتح الباب مرة اخري ونظر اليها متسائلا هل ياتري تستحقين ايتها النائمة ان يخاطر من اجلك حمزه بمستقبله
وهنا هاتفه قلبه وعقله سويا حين تململت ود في نومتها فظهرت ملامحها الحزينه التي كانت مخبأة تحت خصلات الشعر المتمرده فكانت الإجابه من الاثنين معا
نعم تستحق فأغلق الباب عليها وهاتف كريمه مرة اخري وبمجرد سماع صوتها قال لها آمرا حضري اي حاجه هتحتاجيها معاكي واخرجي من الفيلا فورا قبل ماحسام يوصلك واستنيني فالشارع اللي ورا الفيلا اللي علي شمال فيلتكم
نطقها ثم اغلق الخط وتحرك فورا الي مستودع الادويه الخاص بالمشفي.. فتحدث مع عامل يعرفه جيدا وللطبيب حمزه افضالا كثيرة عليه
وخبره بما ينوي علي فعله ووافق العامل علي ماطلبه منه الطبيب حمزه علي الفور حتي وإن كان غريبا.. ولم يكن هناك اي مانع من قبول بعضا من المال من الطبيب حمزه على هذا المعروف فالمخاطره هي لرد الجميل اما التعب فله حساب آخر..
فعاد الطبيب حمزه الي غرفة ود مرة اخري وقام بتخديرها ثم انتظر دقائق الي ان دخل عليه العامل وهو يرتدي زي عمال النظافه
وفي يدة حاوية للقمامه وكانت ذات حجم كبير تتسع لشخص مثل ود ان يجلس بداخلها فقام العامل بحمل ود ووضعها بداخلها
ثم خرج بها من الغرفه بعد ان خرج الطبيب حمزه امامه مستكشفا الطريق الي ان وصل العامل لباب المبني ثم افترقا هو والطبيب فأخذ العامل طريقه للباب الخلفي واخذ الطبيب حمزه طريقه للباب الامامي ليخرج امام الجميع وهو خالي اليدين
وتعمد ان يلقي التحية علي كل من في طريقة حتي خرج من البوابه الخارجيه واستقل سيارته وانطلق بها مسرعا الي الجهة الاخري من المشفى فوقف بجوار العامل الذي تلفت يمينا ويسارا قبل ان يقترب منه بالحاويه
ففتح الباب الخلفي للسياره وقام بوضع ود بها واغلق الباب واخذ الحاوية وتحرك مباشرة بعد ان تحرك الطبيب حمزه باقسي سرعته..
اخذ الطريق في وقت قياسي ومع ذلك كان حريصا علي تجنب الوقوف او انه يهدئ السرعة حتي كي لا ينظر احد داخل السياره ويري مابداخلها.
وها هو يصل الي الشارع الخلفي لفيلا حسام وتبسم بإرتياح حين رأي السيدة كريمه واقفة تنتظره
وفور وقوفه بالسياره بجانبها بدأ في حثها علي الصعود سريعا
فصعدت كريمه وشهقت بفرحه حين رات ود نائمة في المقعد الخلفي وأخذت تنادي باسمها ومدت يدها للخلف تهز جسد ود لكي توقظها ولكن ود لم تستيقظ فنظرت اليه كريمه وسألته بقلق هي ود مالها مبتصحاش ليه هي بخير
حمزه اطمني هي بخير دا من اثر المخدر بس.. قالها وتحرك مسرعا وماأن ابتعد المسافة الكافيه التي بعثت في قلبه الطمأنينه بأنهم اصبحوا بعيدا عن متناول يد حسام حتي ضحك بخفة وهو ينظر في المرآه علي من ظهرت بحياته ويبدوا انها ستقلبها رأسا علي عقب...
فهمس لنفسه
ولكن لا يهم فهي بالفعل تستحق.. قالها وبدأ في التدبر الي أين يذهب بهم فبيته بلا شك سيكون هو نقطة بداية بحث حسام عنهم فاختفت ابتسامته بعد ان ذهبت السكره وجائت الفكره وهو يمشي بسيارته في الطرقات لا يعلم اين يذهب..
استطاعت كريمه ان تفهم حيرته فهمست له مرشده.. اطلع بينا علي اسكندريه يبني.
فنظر لها حمزه وسألها مستغربا اشمعنا اسكندريه
كريمه فيه شقه هناك بتاعتي..
لم يشأ الطبيب حمزه ان يدخل معها في تفاصيل او يسأل ماهي قصة الشقه ولكن يبدوا انه اشتهر لديها بالفضول فجاوبته دون ان يسالها..
الشقه دي ود كانت شارياها من ورا حسام ومن ورا الكل ومحدش يعرف عنها حاجه وكاتباها بأسمي
فرشتها وجهزتها من كل حاجه وقالتلي لو جرتلي حاجه تروحي هناك عشان انا عارفه انك ملكيش حد ومحدش هيستحملك وحطتلي كمان مبلغ كبير من الفلوس بإسمي فالبنك
والكلام دا حصل قبل ماتحاول ټنتحر فالمره الاولي كانت بتطمن عليا حبيبتي عشان ماحتاجش لحد بعدها فاكره اني لو جرتلها حاجه هعيش بعدها ولا هيهنالي عيشه..
نظر اليها الطبيب حمزه فى شفقة وقد رأي الدمع ترقرق في عينيها حنانا وخوفا وهي تنظر لود في الخلف وهمس لها قائلا
متقلقيش ود هتكون بخير وتخف وتبقي زي الفل بأذن الله.
كريمه يارب يابني يارب.. ثم اكملت بأمتنان بالغ جميلك دا مش هنسهولك ابدا يادكتور حمزه ولا ود كمان هتنساهولكربنا يباركلك يابني ويجعله في ميزان حسناتك ياحبيبي..
تبسم لها الطبيب حمزه ولم
يجبها ولكنه اتكأ لها علي عيناه واخذ طريقه الي الاسكندريه.. وكان الصمت سيد الموقف الي مايقارب الساعة
والطبيب حمزه ينظر بين الحين والحين الي السيدة كريمه التي اسندت رأسها الي المقعد واخذت تتأمل الطريق كأنها وجدت طاقة ود التي تدخل منها الي العالم الآخر مفتوحة بعد ان نسيتها فدخلت منها هي الاخري وها هي هنا بجسدها انما عقلها هناك..
فتركها حمزه على راحتها وتحمل الفضول الذي كاد يفتك به فالطريق طويل والفرصة لن تتكرر ويبدوا ان انفاس كريمه منتظمة اليوم فهي لم تحتاج الي بخاخ الرزاز ولم تختنق منذ التقيا.
ولكنه صمت على اية حاله.. ويال رحمة الله حين يلطف بعبادة فهاهي كريمه تتحدث من تلقاء نفسها وتكمل سرد القصة وماإن سمعها حمزه حتي كاد ېصرخ فرحا ولكنه تماسك وهمس لنفسه فقط مرحبا بعودتها قائلا مرحى
كريمه احنا كنا وقفنا فين يابني اه وقفنا عند لما حسام رجع لود وهو عامل نفسه ندمان وتايب وعرف قيمتها وخلاص كده هينسى اللي فات ويفتح صغحه جديده معاها وطالب فرصه بس يسبتلها فيها انه اتغير..
ولما ود واجهته باللي امه عملته فيها حلفلها انه مكنش يعرف ولا له علاقه بالموضوع دا وان امه عملت كده من وراه وبان متأثر وزعلان من امه وفضل يعتذرلها بالنيابه عنه وعنها كتير..
فضل فالبيت مبيخرجش منه ابدا
والفتره دي ود مكانش وراها سفر ولا شغل كتير وكانت بتقضي اغلب وقتها فالبيت وحسام طول الوقت يتقربلها في كل ثانيه كل مكان تقعد فيه دايما جمبها ويضحك ويهزر
وود مع الضغط والزن ومع شوية التغيير اللي شافتهم عليه دول وافقت تديله فرصه تانيه وتشوف اخرتها معاه..
وفعلا ادته فرصه تانيه برغم تحذيراتي المستمره ليها منه ونصيحتي ليها انها متعملش كده لكنها زي اي وحده لما بتسمع كلمتين حلوين بتنسى كل الزعل ورجعت تاني مع حسام زي الاول لدرجة اني شكيت ان سعاد ممكن تكون رجعت عملتلها عمل لكني لما رحت شوفتلها ريحتها عند الشيخ قال ان مفيش حاجه!
وبرغم خۏفي ومخاۏفي وعدم رضايا الا اني فعلا شفت ان حسام اتغير اوي دا حتي ابتدا يشتغل!
فالاول اشتغل فشركه بمساعدة ود اللي اتوسطتله عند مرات صاحب الشركه اللي كانت زبونه عندها بتصمملها فساتينها
وبعد كده لما قالها انه مش مرتاح هناك ود نقلته معاها فشركتها ومسكته العلاقات العامه فالشركه وبقوا مع بعض دايما
وبصراحه ود ابتدت تحب حسام لما اتغير وحتي راحت لدكتور عشان تشوف موضوع الخلفه اللي اتاخر بقاله ٣ سنين وزيادة ده..
والمفاجأة بقي لما كشفت واتضح انها حبيبتي عندها مشكله في الرحم علاجها شبه مستحيل وهياخد وقت وعلاج طويل وياحصل حمل يامحصلش
يومها رجعت البيت وهي مڼهاره ومتحطمه وحاسه ان الدنيا كلها سودة فوشها واتصلت بحسام وهي بټعيط وطلبت منه يجيلها وهو ساب كل اللي فأيده ومفيش ربع ساعه وكان واصل الشقه
وأول ماود حكتله اللي حصل اخدها فحضنه وطبطب عليها واحتواها وحسسها ان موضوع الخلفه دا ولا فارق معاه وانه مش عايز من الدنيا غيرها هي وانه ماصدق ان ربنا هداه ليها ورجعها ليه من تاني وانها عنده بكل اطفال العالم
كبر حسام جدا فعين ود بعد موقفه دا واللي كان الموقف التاني اللي يحسس فيه ود بانه بيحبها فعلا اما الموقف الأول فكان لما منع امه سعاد انها تيجيله الشقه بتاعت ود او تقعد معاه او تزوره حتي زياره وقلها بالحرف الواحد دي شقة ود واللي يأذيها او يدايقها ميدخلهاش
خليكي فشقتك وانا هبقي آجي ازورك هناك وخلاها تخرج يومها من الشقه تبكي ومن يومعا معتبتش الشقه تاني..
وبس ياسيدي فضل حسام علي تعامله دا مع ود لأ وكمان كل مادا كان يزيد محبه وحنان ورومانسيه وفسح وخروجات وصور مع بعض لغاية ماود غفرتله اي زله عملها قبل كده وبقي حسام دا النفس اللي بتتنفسه وكانت دايما تقول حسام انسان كويس بس امه هي اللي كانت مبوظه اخلاقه ولما راجع نفسه وبعد عنها رجع لعقله..
كبر شغل ود اكتر وكانت حاسه انها بقت قويه بوجود حسام معاها ومساندته ليها ودايما رجله علي رجلها فكل خطوه جوا مصر وبره مصر وكانت بتتباهى بيه جدا وسط الناس وبالذات انه بقي لبق فى الكلام والتعامل وخصوصا وإن اغلب زباين الشغل ستات ولازم يتعامل معاهم بإتيكيت..
اما هو فحياته كلها عباره عن ود بتحب ايه بتعوز ايه ويعملهولها وفيوم من الايام ود عملتلنا مفاجأة انا وهو واخدتنا فالعربيه الجديده اللي كانت شارياها قبل كام شهر ووقفتنا قدام الفيلا اللي انت شوفتها دي
ونزلتنا فرجتنا عليها وقالتلنا ان الفيلا دي بقت بتاعتنا وانها اشترتها بكل الفلوس اللي معاها حالبا واللي كانوا شغل ٣ سنين..
طبعا كانت فرحانه بيها وطايره من الفرحه واحنا فرحنا لفرحتها والصراحه الفيلا كانت تحفه..
ونقلنا وسكنا فيها وعشنا فيها كام شهر كويسين لغاية اليوم المشئوم اللي حصل فيه المر كله وبنتي كانت هتروح مني بسببه..
يتبع...
انثى بمذاق القهوة
حث الطبيب حمزه كريمه بإتكائة من عينيه كي تكمل حديثها راجيا من الله الا تتوقف لاى سبب من الاسباب فى هذه الجزئية بالذات وقد حمد الله حين اكملت السيدة كريمه
لغاية اليوم المشئوم اللي عكر على بنتي صفوا حياتها وخلاها وصلت للمۏت
كنت قاعده في الفيلا فى يوم بطبخ لود الاكل قبل ميعاد رجوعها ورن التليفون بتاعي برقمها
رديت عليها وكنت فاكره انها متصله تتطمن عليا زي كل مره وتشوفني طبخت ولا تجيب اكل معاها وهي راجعه
لكن اول مارديت الاتصال اتقطع.. حاولت ارن عليها انا تليفونها رن مره واتنين ومردتش فقولت اكيد مشغوله وسبتها على راحتها لما تفضى تبقي تكلمني
وبالفعل بعد شويه لقيت تليفوني رن برقمها رديت لكن الصوت اللي سمعته مكانش صوت بنتي ود كان صوت راجل بيقولي الحقي بنتك ياحجه لقيناها واقعه فالشارع ونقلناها المستشفى وقدرت افتح تليفونها ببصمتها ولقيت رقمك اخر رقم متصله بيه
معرفتش وقتها اعمل ايه اصړخ ولا ابكي ولا اقع من طولي بنتي واقعه فى الشارع ازاي! ومن ايه وايه اللي تعبها لدرجة انها تقع مغمى عليها
لبست بسرعه وخرجت اخدت تاكسي ورحت على عنوان المستشفى اللي وصفهولى الراجل
وانا فى الطريق اتصلت بحسام عشان يلحقها اسرع مني وكنت فاكره اني هروح الاقيه هناك لكن للاسف رحت ملقيتهوش سألت على بنتي فأنهى اوضه ودلوني عليها..
دخلتلها وشفتها ياحبة قلبي مڼهاره من العياط ومعلقينلها محلول وشكلها زي ماتكون خارجة من حضن مۏت..
جريت عليها وحضنتها وانا بسألها بلهفه وخوف فيه ايه يابنتي جرالك ايه ياحبية قلبى
لكن هي كل اللي جاوبتني بيه انها فضلت تبكى بحرقه قطعت قلبي عليها
وانا شفت منظرها وحالتها وفضلت أسأل روحى ايه اللي وصلها لكده وهي خارجه الصبح زي الورده المفتحه
معقول يكون دا عمل جديد من سعاد قدر انه يصيب ود ويتملك منها!
لكني كتمت كل اسئلتي فنفسي عشان لقيتها كل مااسألها بكاها يزيد مايقلش فسألتها عن حسام فين دلوقتى واذا كانت اتصلت بيه وقالتله وهنا بكاها اللي كنت خاېفه عليه يزيد اتحول
لصړاخ وهي بتقولى
مش عايزه اسمع سيرته مش عايزه اشوفه انا بكرهه بكرهه ربنا ينتقم منه ربنا ينتقم منه.
ودخلت فنوبة ڠضب معرفتش اهديها بعدها ولا هي هديت غير لما جه الدكتور واداها حقنه مهدئة خلاها نامت
وهي نامت من هنا وانا اتصلت فورا بحسام اشوف ايه اللي حصل بالظبط وافهم منه ايه سبب حالة ود واللى الظاهر ان هو السبب فيها.
واتصلت عليه ورد عليا بمنتهى البرود عكس اللي كنت متوقعاه من واحد لسه قبل شويه مبلغاه ان مراته حبيبته واقعت فالشارع ونقلوها المستشفى!!
حسام ايوه ياكريمه
انا سمعت صوته من هنا وزعقت فيه بعلوا صوتي وفكل قهرتى حسام قولى دلوقتي حالا ايه اللي حصل مع ود وخلاها توصل للحالة دي
قولي ايه اللي عملته فيها يخليها تصرخ بالشكل دا اول ماسمعت اسمك! عملت ايه فبنتي ياحسام انطق
حسام بكل برود رد عليا عملت ايه يعني اتجوزت ياكريمه وخلفت خلفتلي ابن يشيل اسمى من بعدي واتونس بيه فكبرى واتسند عليه ولا عايزينى اقعد على وحده عاقر مبتخلفش طول عمرى عمل ايه حسام غلط هاه
مكدبش عليك يادكتور ساعتها انا حسيت بان الدنيا لفت بيا واني هقع من طولى
وقولت مابالك ببنتي حصلها ايه وقت ماعرفت الخبر ده
وياتري كان رد حسام عليها كان نفس الرد اللي رده عليا دا ولا كان فيه شوية انسانيه عن كده
مع ان الاحساس بالخيانه والظلم مفيش اي كلام مهما كان كويس يقدر يخفف حدته ولا يواسي القلب اللي بېموت بسببه.
وفضلت قاعده يومها جنب ود واسأل نفسى ياترى ايه اللي حصل وخلى حسام اخد القرار دا ومين اللي اتجوزها دي ومتجوزها من امته
ومعقول كل دا كان بيضحك على بنتي ويمثل عليها الحب وكان بالبراعه دي لدرجة ان انا نفسي صدقته!!
وفضلت ود يومها نايمه لغاية نص الليل لولا ماصحيت وبمجرد مافتحت عنيها وبصت حواليها رجعت للقهر من تاني وملامح وشها اتغيرت
رحت عليها وعدلتها واخدتها فحضني عشان حسيت انها محتاجه لحضني دلوقتي ومحتاجه تحس بالامان عشان الغدر بيضعف.
وهى فحضنى فضلت ساكته وانا مرضيتش اسألها عن اى حاجه خۏفت تدخل فنوبه تانيه زي اللي كانت فيها
لكنى بعد شوية لقيتها هى اللى بتتكلم من نفسها وابتدت تحكيلى بصوت ضعيف
كلمتني ياماما وقالتلي انها مراته وانه متجوز عليا ومخلف ولد وانه بيحبها هي مش انا واني بس مجرد مكنة فلوس بالنسباله
مصدقتهاش وشټمتها حلفتلي وقالتلي انها بتقول الحقيقه وقالتلي اروحلها وهتديني كل الاثباتات واللي اولهم كانت قسيمة جوازهم اللي بعتتهالى على الواتس واللي كان تاريخها من ٣ سنين يعني من بداية مارجعلي وكان بيمثل عليا وهو متجوزها!! يعني زي مابتقول كان معايا عشان فلوسي!!
طب ازاي ياماما يتجوزها من ورايا هو مش المفروض ان الزوجه بتعرف ولازم توافق على حاجه زي دي!
كريمه وهو دا هيغلب يعني يابنتي القصد ربنا يسامحه
ود بصوت مخڼوق لأ ياماما لا متقوليش كده
يارب ماتسامحه يارب انا عايزاك تاخد حق قلبي منه وتوجعه زي ماوجعني تخيلي معايا كده طلع متجوز مين
متجوز بنت خالة امه الصغيره شفتيها ياداده وحشه ازاي عارفه لما كلمته وواجهته ومأنكرش انه اتجوزها لما سألته ليه قالي عشان انتي عاقر وكنت عايز اخلف قولتله بس عشان كده
كان نفسي يرد عليا يقولي اه بس كده
لكنه دبحني وهو بيقولي لأ مش بس كده قالي انه حبها
قالي انه التغير اللي حصله كان بسببها هي قالى كمان اني محاولش اساومه عليها لانه مش هيقدر يستغنى عنها وعن ابنه قالى عشان هي قريبته وبنت خالة امه ومن دمه طيب وانا ابقي ايه خلاص انكر حتى قرابتي ليه ونسى انى اقربله منها
وهنا انا فهمت كل اللي حصل يابني وعرفت ان الساقي سقى بما سقى واتأكدت ان اللي سعاد عملته فبنتي اتعمل فأبنها ومش بعيد فيها هي كمان.
سعاد خالتها سحرت لابنها عشان يتجوز بنتها وسحرت لسعاد عشان توافق لان سعاد لو بحالتها الطبيعيه لايمكن كانت توافق تجوز ابنها لبنت خالتها اللي دايما بصالهم من فوق وحاسه انهم مش اد مقامها ومش بتعرفهم غير عشان المصلحه
وبعتتنى ود لحسام تاني يوم عشان اقوله يطلع من الفيلا بتاعتها ويسيب كل حاجه ويمشي
ولما رحت لقيت البيه جايب الست هانم بتاعته وابنه وامه ومقعدهم فى الفيلا بتاعة بنتي
قولتله اللي ود قالتلي ابلغه بيه لكني بمجرد ماقولتله كده اتحول لوحش كاسر لغول عنيه بتطق شرار وفضل يقرب منى وانا ارجع منه لورا لغاية مالحيطه وقفت فطريق رجوعى ووقفتني
وفلحظه لقيت حسام مسك رقابتي بأديه الاتنين وضغط عليها بكل قوته لدرجة ان الدنيا ابتدت تختفي الوانها من عنيا ومشوفش غير لون واحد بس لون اسود ثوانى كانت بتفصلني عن المۏت ومفيش حاجه نجتني منه غير بس صوت مرات حسام وهي بتقوله بنبره آمره
حسام سيبها خلاص.
وهو بمجرد مااخد الامر سابني وشال اديه من حوالين رقابتي كأنه انسان آلي اخد الامر من صانعه..
بعد عني خطوتين وفضل باصصلى شويه وانا بحاول آخد نفسى وبعدها قالى بنبره آمره
تغوري دلوقتي تقولي لود حسام بيقولك هو مش هيسيب الفيلا ولا هيطلقك وبيقولك ارجعي للفيلا بكل احترام يأما هترجعيها من غير احترام وڠصب عنك وبلغيها كمان انها هتتنازلي عن الفيلا والشركه والعربيه وكل حاجه
اواخليها تفارقها للابد ومتسكنش غير القپور.
مقدرتش اقول ايه ولا كان عندي كلام يتقال ارد عليه بيه غير اني اسيبله الفيلا والمكان كله واجرى على بنتي بالعمر الجديد اللي ربنا كتبهولي بأعجوبه
جريت عليها وانا خاېفه وبتخيل رقابتها بين اديه زي مارقابتي من شويه كانت..
ووصلت عندها وبلغتها باللي حصل وهي هنا اڼهارت اڼهيار تام واتعصبت وخصوصا انها كانت شايفه منظري مش مظبوط وبالعافيه باخد نفسي
ردت عليا بإصرار وقالتلي مش هيقدر يعمل حاجه سيبك منه دا بيتحنجل..انا هروحله واعرف مااوقفه عند حده
وقضينا اليوم التاني كله لغاية ماضغطها اتظبط وخرجنا على بالليل وكانت ود ناويه تطلع على قسم البوليس وتجيب قوة يخرجوا الناس دي من الفيلا بتاعتها لكن حسام الواطي كان مخطط لكل حاجه.
اول ماخرجنا من المستشفي وواقفين عشان نأجر تاكسي وبسرعه وقفلنا تاكسي وركبنا فيه وحمدنا ربنا عشان الدنيا ليل وقلنا مش هنلاقي تكسيات بسهوله..
واول ماركبنا قولناله يطلع بينا عالقسم
فضل يمشي بينا فشوارع كتير واحنا قولنا سواق بقي وبيمشي فشوارع مختصره او عارف طريق تانيه..
لكن لما حسينا انه مشي اكتر من اللازم قلقنا وبصينا لبعض وابتدينا نتوتر وود سأئلته بشك يااستاذ انت متأكد ان دي الطريق المظبوط
رد عليها السواق بتأكيد ايوه ياست واحنا خلاص الشارع الجاى دا ونكون قدام القسم..
وبالفعل وصلنا لآخر الشارع وأخدنا الشارع اللي بعده ووقف بينا التاكسي.
بس وقف بينا فشارع غريب ومنطقه غريبه زي ماتكون مهجوره ومش هو دا الشارع اللي فيه القسم ابدا..
اتلفتنا حوالينا بإستغراب وفتحنا البيبان انا وبنتي ود ونزلنا نشوف احنا فين وبصينا للسواق ولسه هسأله هو جابنا فين
لقينا ناس طالعه علينا يطلعوا اربع رجاله كتفونا انا وود واخدوا مننا الشنط والتليفونات وكل حاجه وبعدها دخلونا فبيت من
البيوت الموجوده في الشارع دا
ودخلنا واحنا ميتين من الړعب وقولنا خلاص خلصت كده وهيعملوا فينا حاجه اقل تقدير انهم هيدبحونا وياخدوا اعضائنا زي مابنسمع ان الناس بيتعمل فيها كده..
مكنتش خاېفه على نفسى اد ماكنت خاېفه على ود انا خلاص اخدت نصيبي من الدنيا ولو مت دلوقتي مفيش اى مشكله عندي والحمد لله علي العمر اللي عشته انما ود اللي لسه طالعه للدنيا جديد دي شافت ايه لسه عشان حياتها تنتهى فالسن دا!
حاولنا نصرخ لكن لقينا اصواتنا اتكتمت فى ثواني بمناديل محسيناش بعدها بأي حاجه ولا بنفسنا غير واحنا بنصحى وبصينا لقينا نفسنا متكتفين ومرميين فالارض احنا الاتنين..
فوقنا واتلفتنا حوالينا والمفاجأة الكبيره اننا نبص نلاقي حسام قاعد قبالنا عالكنبه وبيشرب فسچاره بمنتهي الهدوء..
اتعدلت انا بهدوء وبصيتله بعتب ولسه هتكلم لقيته شاورلى بأيده عشان اسكت وقبل ماانطق سبقنى هو
بصوا انتوا الاتنين من غير ۏجع قلب ولف ودوران
انتوا دلوقتي المفروض انكم خارجين من المستشفي ومرجعتوش الفيلا وانا مشفتكمش ولا اعرف عنكم حاجه وكاميرات مراقبة المستشفي هتجيب انكم ركبتوا تاكسي ومشيتوا اول ماخرجتوا
واول ماهيدققوا فالتاكسي لا هيلاقوا ليه نمر ولا هيعرفوا يستدلوا عليه
فانا ممكن اوقفكم كده فأي مكان وبنفس التاكسي اللي جيتوا فيه اللي ملوش معالم دا ادوسكم فلمح البصر وارميكم فأى شارع كأنها حاډثه عاديه جدا ويتقفل موضوعكم على انه حاډثة سير وتنتهي حياتكم وتتقفل سيرتكم للأبد.
لكن انا مش هعمل كده عارفين ليه
عشان انا لسه باقي علي عضم التربه وعمي اللي فيوم عمل فيا جميل ومش هكافئه بأني اموتله بنته.. وكمل بخبث وابتسامه صفرا .. بسهوله
لازم اديها فرصه الاول تختار فيها الحياه او المۏت..
قالها واتعدل ومسك اوراق من جنبه ومدها لود وقالها بكل ټهديد الفيلا والعربيه والشركه قصاد حياتكم انتوا الاتنين..
وهنا ود اللي كانت زي المضړوبه على دماغها من الصدمه ياحبيبي نطقت وهي باصالها كأنها باصه لشيطان متجسد قدامها
بعينك ياحسام بعينك تاخد مني اي مليم احمر تاني برضايا او ڠصب عنى ولعلمك انا عامله وصيه ان كل املاكي لو متت تروح للجمعيات الخيريه وحاطه الوصيه دي عند محامي وقايلاله فحالة مۏتي الوصيه تتنفذ فورا
حسام رد عليها پغضب الدنيا كله يعني ايه الكلام دا
ردت عليه ود بنفس الهدوء اللي معرفش جابته منين وحافظت عليه ازاى
زي الناس ياحسام وحده معندهاش اولاد ومبتخلفش وجوزها وعدها انه هيفضل معاها وهيبقي عليها ومش عايز خلفه ولا اولاد ولا عايز غيرها من الدنيا كانت هتعمل ايه بالفلوس والاملاك وتسيبها لمين
موتنا ياحسام يلا انا اللي بقولك اهو موتنا ولا هتبقى فيه فيلا ولا عربيه ولا فلوس
وهترجع من تاني تشحت تمن علبة السجاير من امك ومش بعيد المرادي تخلي مراتك تشتغل رقاصه عشان تصرف عليك
اصلها لا هتعرف تصمم ولا عندها الامكانيات انها تشتغل عارضه ياعيني قالتها وضحكت ضحكة سخريه على حسام لكنها طلعت ضحكت ۏجع ۏجع مابعده ۏجع..
وهو سمع كلامها دا وقام عليها زي التور الهايج وابتدا يضرب فيها بغل وبكل قوته وانا صوتت اول ماعمل كده لكني لقيت راجل جه جري عليا من اللي كانوا واقفين بعيد
وحط بلاستر على بوقى كتم صوتي اللي كنت بستنجد بيه بأي حد يجي يخلص بنتي من بين ادين الحيوان دا..
واتلجمت ومبقاش فيا غير عيوني تبص عليها وهي عامله زي العصفورة بين ادين ديب يشيل ويخبط فيها عالارض
ويضرب فيها بأديه ورجليه مسابهاش غير وهي مرميه عالارض زي القټيله وخرج يبرطم وسابنا احنا الاتنين وحده بټموت من الضړب والتانيه بټموت عليها من الۏجع..
وهنا بدأت السيده كريمه تتقطع انفاسها وتزوغ عينيها بتعب والتمس لها الطبيب حمزه كل العذر فقد تحدثت كتيرا هذه المره بل اكثر من اى مرة سابقه
ولكن حالتها المستقره نسبيا هذا اليوم هى بالتاكيد ماساعدتها ..
فحمد الله الطبيب حمزه على ذلك القدر الوافي هذه المره
والذى اوصله لسبب كل ماتعانيه ود من الم وقهر وللأمانه لم يكن السبب هينا بالمره..
فصمت تاركا المجال للسيدة كريمه ان تستريح قدر الامكان وخصوصا وهو يراها قد اسندت رأسها للخلف واغمضت عينيها بتعب بعد ان اخرجت البخاخ خاصتها واخذت جرعتها المعتادة..
وقد تيقن ان الله استجاب رجائه ومنحها القوة اللازمه لكي تتحدث ولا ينقطع حديثها لأى سبب الي ان اوضحت له كل شيئ ووضعت النقط على الحروف ولا يتبقي سوى نقاط بسيطه سهل تحصيلها فيما بعد
فقد تحدثت اليوم كما لم تفعل من قبل..
اما هو فأخذ ينظر الي تلك النائمه فى الكرسى الخلفي
والتي تبدوا كملاك نائم وجهه غارق وسط شعره الحريري
وقد زادت شفقته عليها اضعاف فما تحملته هذه المسكينه لا يتحمله بشړ خيانه الم غدر قسۏة حرمان معاناة وكفاح كل هذا كان من نصيبها وحدها وهذا كثير.. كثيرا جدا..
ظل الطبيب حمزه سائقا بعد ان نامت السيدة كريمه وتأكد من ذلك بإنتظام انفاسها والجميله النائمه ستنام مالايقل عن ثلاث ساعات اخري واخذ يفكر مع نفسه ترى ماذا سيحدث الآن
وهل سيسكت المدعوا حسام على غيابها واجاب حمزه نفسه بنفسه مردفا
بالطبع لا لن يسكت وسيبذل قصار جهدة لكي يعيدها إلى براثنه مرة اخري
وخصوصا بعد ان علم حمزة ان غياب ود عن حسام وافلاتها من قبضته تعني له كثيرا من الخسارة. بل كل الخسارة..
وتأكد حمزه انه سوف يتحمل هو وحده اغلب اللوم إن لم يكن كل اللوم
وهو وحده من سيواجه فوهة مدفع ڠضب حسام وتلقى اولى طلقاته ولكن لا يهم لا يهم على الاطلاق قالها ونظر للخلف بشفقة لمنظرها الذى بث فيه كل القوة والاصرار على اكمال مابدأه بدافع انسانيته وجعل كل ذرة خوف او ندم داخله تتلاشى..
يتبع...
بقلم ريناد يوسف
البارت الثاني عشر
انثى بمذاق القهوة
واخيرا وصل الطبيب حمزه الى الاسكندريه بعد ساعات من السفر وبمجرد ان دخل اليها قام بإيقاظ السيدة كريمه كي تدله على وجهتهم وعنوان الشقه التي تحدثت عليها..
افاقت كريمه من غفوتها سريعا وفرحت كثيرا بانهم وصلوا وقامت بوصف العنوان له
واجتاز حمزه الشوارع سريعا حتي وصل المكان المراد فأوقف السيارة وترجل وترجلت كريمه هى الاخرى وفتح الطبيب حمزه الباب الخلفى للسياره وحمل ود على يديه وصعد بها خلف كريمه الى الطابق الثاني والذى فيه شقتهم..
فتحت كريمه الباب بالمفتاح الذي معها ودلفت ومن بعدها الطبيب حمزه
وقاموا بادخال ود الي احدي الغرف ووضعها علي سرير حتي تكمل نومها لحين ان تفيق
وبعد ان خرج الاثنان من الغرفه فتحت السيدة كريمه حقيبتها فوجدت هاتفها الذى كتمت صوته يومض
فأخرجته من حقيبتها ووجدت ان حسام هو المتصل فنظرت للطبيب وبلعت لعابها پخوف وتوتر
ثم ادارت شاشة الهاتف عليه وهو ماان قرأ الاسم حتى خطڤ الهاتف من يدها وقام بفتح غطائة وإخراج الشريحه منه ثم قام بغلقه ونظر اليها وسألها
معاكى تليفونات تانيه
اومات له كريمه براسها وهي تدس يدها داخل حقيبتها لتخرج منها هاتف آخر وتمده للطبيب حمزه وهى تقول له
تليفون ود يبني معايا..
فأخذ الطبيب حمزه منها الهاتف الآخر وفعل به مثل مافعل مع الهاتف الاول تماما ولكن
هذا زاد عليه انه قلب بطاريته كي لا يعمل ثم اعطاهم لها وهو يقول
سهل جدا يوصلكم حسام عن طريق التليفونات والخطوط بتاعتكم
كده انتوا فأمان
قالها ثم تلفت حوله وهو يفرك وجهه بإجهاد واضح واردف متأكدا
اكيد مفيش بن هنا صح انا نازل اجيب واشتري حاجه ناكلها
قالها وتحرك مسرعا الى خارج الشقه نزولا للشارع
واخذ يسأل عن اقرب مكان يبيع البن وقام احد المارة بدله على المكان المقصود
فتحرك حمزة ذاهبا
ولكنه لم يستطع ان يواصل السير الي هناك وهو يري كوفي شوب فى طريقه دون ان يدخله ويطلب قدحا من القهوة من النادل بإستعجال
لانه شعر ان عقله يكاد ان يتوقف كليا عن العمل معطيا الامر لباقي اعضاء جسده بإتباعه مالم يأخذ جرعته من القهوة فورا
وكالعادة امتثل الطبيب حمزه لتهديدات عقله ولبى له مطلبه على الفور بدون تأخير خوفا من ان ينفذ تهديداته..
واخيرا وبعد طول انتظار هاهو النادل يأتي بقدح قهوة حمزه من بعيد فتراقص قلب الطبيب فرحا ولم لا ومحبوبته قادمة اليه وسيسعد بها بعد الفراق..
وصل النادل اليه ومد اليه القدح واختطفه الطبيب حمزه اختطافا
وقام بشمه واغمض عينيه لتتغلغل رائحة القهوة داخل تلافيف عقله
فينتشي ويعلم أن قربان هدوئه قد اصبح بين يديه ويهدأ ثورانه
فإبتسم الطبيب حمزه ومع ابتسامته ابتسم النادل المستغرب مما يفعله حمزه قبل ان ينصرف تاركا له المجال للاستمتاع بقدح قهوته كما لم يرى احد يفعل من قبل.
اما حمزه ففتح عيناه ببطئ وارتشف اولي قطرات ادمانه فتعدل ميزاجه فورا وتحسنت جميع احواله.
انهي الطبيب قدحه وهم ان يغادر بعد ان دفع حساب قهوته
ولكنه اعدل عن مغادرته حين تذكر شيئا مهما
المشفي ومن فيها ومديره وعمله
فهو لا يعلم ان كان سيعود الليله ام سيضطر ان يبيت هنا معهم ويطمئن عليهم جيدا قبل مغادرته لهم..
اخرج هاتفه و كاد ان يجري مكالمة مع مديره ويطلب يوم الغد عطلة.
ولكنه تراجع عن رغبته هذه بعد ان حسبها جيدا ورأي ان بذلك كل اصابع الاتهام ستتجه اليه هو في حاډثة اختفاء ود من المشفي وبذلك سيخسر عمله ومستقبله كله.
فقام بارجاع الهاتف الذي اخرجه الي جيبه مرة اخري وذهب فاشتري البن وبعض الطعام وعاد مرة اخرى إلى ود وكريمه.
ضړب الجرس الباب وفتحت له كريمه على الفور بعد ان نظرت من العين السحريه ووجدته هو..
دخل وقامت بأخذ مااحضر معه بعد شكره ومحاولة جديه منها ان تعطيه بعض النقود ثمنا للاشياء التي قام بشرائها
ولكن الطبيب حمزه رفض ذلك بشده واخبرها انها اهانته بمجرد التفكير بذلك
فردت عليه كريمه بأنه ماعاش ولا كان من يفكر ان يهينه وامطرته بوابل من الدعوات جعلت حمزه يقول لها مبتسما ان هذه الدعوات عادلت ثمن مااشترى بل وذادت عليه ايضا اي انه اصبح مديونا لها هكذا
فضحكت كريمه وضحك هو معها ثم تركته ودلفت الي المطبخ لتري ماسوف تفعله اما حمزه فتلفت حوله ولم يخفي عليه ان كريمه بدأت في تنظيف المكان برغم انه كان نظيفا الي حد ما وعلي مايبدوا ان هناك من كان يهتم به
نظر بعدها الي غرفة ود وتقدم اليها وفتح الباب رويدا رويدا ووجدها لازالت نائمة كغزال برى يستريح بعد ان نجا من المۏت بعد مطاردة اسد جائع له وأفلت من بين مخالبه بإعجوبه..
فتقدم نحو النافذه ف وفتح ستائرها ثم فتحها لتتسلل من خلالها نسائم الهواء التي اسرعت لتداعب خصلات شعر ود
فجعلتهم يتراقصون فوق وجهها بمرح مما ادى الي جعل ود تحرك وجهها اعتراضا من صخبهم المفاجئ
فتبسم الطبيب حمزه وهو ينظر اليها ويري ان مفعول المخدر بدأ في الزوال عنها.
وها هي تحرك اطرافها وماهي الا دقائق وتستعيد كامل وعيها
وانتظر تلك الدقائق وهو يستند الي النافذه ويراقبها حتي يكون بجانبها حين تفيق لانه من المحتمل ان تدخل في نوبة هلع حين تجد نفسها في مكان غريب..
وبالفعل هاقد حدث ما توقعه الطبيب حمزه وحين فتحت ود عيناها وتلفتت حوالها اعتدلت سريعا وهي تجوب بهم ارجاء الغرفه تتفقدها پخوف
وكادت ان تبكي خوفا فملامح وجهها قد اوحت بذلك
ولكن سرعان ما هدأت ملامحها وهي تستوعب اين هي وتتعرف على المكان
وانفرج ثغرها عن ابتسامة صغيره وهي تري الطبيب حمزه يقف هناك فى الزواية يطالعها ولا تعلم لم شعرت بكل هذا الكم من الامان وهي تراه وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد..
الطبيب حمزه حمداله عالسلامه
ود انا ايه اللي جابني هنا وجيت هنا ازاي!!
حمزه ايه اللي جابك وجيتي ازاي
اجابة السؤالين هو انا
انا اللي جبتك وجبتك بعربيتي هربتك من المستشفي لما لقيتك فخطړ وعرفت ان حسام ناويلك علي شړ..
جلست ود باعتدال وهي تمسك برأسها وظن الطبيب حمزه ان سؤالها هذا هو آخر ماستنطق به ولكنها سرعان مااخلفت ظنه حين اردفت بصوت متعب
وهو من امتا حسام كان بيجيلي من وراه غير كل شړ
قالتها ثم رفعت عيناها عليه بلهفة وكانها نسيت شيئ ما وسألته في خوف شديد ماما كريمه ماما كريمه فين حسام هيم.. وقبل ان تكمل تسارع إلى مسامعها صوت كريمه مطمئن
انا هنا ياود انا هنا ياحبيبتي مټخافيش خلاص ياقلبي احنا اتجمعنا تاني وبعدنا عن حسام ومش هيقدر يعرف طريقنا ولا يعرف احنا فين..
انسي حسام ياود واللي جرالك منه وانتبهي لنفسك ولصحتك وارجعى تاني ود بنتي بتاعة زمان.
لم تجبها ود ولكنها زفرت بتعب ونزلت بوهن من فوق السرير متوجهة إلى النافذه ووقفت فى مواجهتها بجوار الطبيب حمزه واغمضت عيناها وارجعت رأسها للخلف للخلف مستسلمة لنسمات الهواء لكي تحمل خصلات شعرها فتداعبها وتطبع مثل قبلات منعشه على وجهها
فإبتسم الطبيب حمزه وابتعد قليلا عن ود كي يهرب من بعض الخصلات التي حملها الهواء والقي بها علي وجهه.
كاد ان يتحرك ويترك لها المكان حين احس بانها لن تدخل في سجن عقلها الانفرادي هذه المره
وانها فقط تتأمل الماره والسيارات فبؤبؤ عينيها يتحرك وليس ثابت على نقطه معينه دون غيرها وهذا جعله يطمئن قليلا
ولكن ما ان خطت قدمه خطوة واحدة نحو باب الغرفه وكان لايزال يطالعها
فتفاجأ بها تلتفت اليه ونظرت له نظرة امتنان لم يخيبها الطبيب حمزه وقام بردها بإتكائة من عينيه يخبرها انه لا بأس..
وبعد شكر وعفو بالعيون
خرج الطبيب حمزه واغلق خلفه باب الغرفه معطيا لها مساحتها الخاصه كي تقوم بترتيب افكارها فربما يزول كل عرض لديها بعد ان يطمئن قلبها وعقلها ان لا حسام بعد اليوم..
خرج وجلس فى غرفة المعيشه والتي كانت مصممة علي الطراز الامريكى مفتوحة علي باقى الشقه كلها ويطل عليها المطبخ الذي صمم على نفس الطراز الامريكي
وماأن جلس حتي تسللت الى انفه رائحة طبخ جميله!!
فنظر فى اتجاه المطبخ القادمة منه هذة الرائحه التي داعبت معدته وجعلتها تصرخ بلا توقف تريد من هذا الطعام فقد اعلنت الجوع التام توا ولم تعد تطق صبرا على الانتظار..
فأخذ عقله يحدث معدته بأن الطعام قادم لا محالة وامرها بالصبر
ولكن هيهات فقد اطلقت نفير ابواقها احتجاحا وظلت تخرج اصواتا مستغيثه لكي يطعمها احد ما.. فعند الجوع لا سلطة
تعلوا على سلطتها.
ظل حمزه جالسا يحارب رغبته في اقټحام المطبخ الان
واخذ حصة مماتطهوا السيدة كريمه من طعام
واخبارها بان هذا القدر من النضج كاف ولكنه قاوم و تماسك لآخر لحظة
حتي رأى أن صبره قد اثمر بأطباق من الطعام قد بدأت في غرفها السيدة كريمه ووضعتها على رخامة المطبخ امامه
وقد كان الطعام عبارة عن دجاج مقلي ومقرمش مايعرف بالبانيه مع معكرونة بالصوص الاحمر مع قطع من اللحم المسمي ستيك مع ثلاث اطباق من السلطه مع طبق من المخللات مع طبق كبير من اصابع البطاطا الذهبية المقرمشه
وبرغم جوع حمزه الشديد الا ان استغرابه كان اشد وهو يسأل نفسه
ترى من اين اتت السيده كريمه بالمكونات التي طهت بها هذا الطعام
ايعقل ان هذه الاشياء كانت بالشقه من قبل
ام اشترتهم هي!!
وان كانت موجودا فى الشقه بالفعل
فهل لازالت تتمتع بخصائصها الطبيعيه وأنها لازالت صالحة للأكل ام اصيبت بالتلف نظرا لطول فترة الغياب!
اما إن كان الطعام طازجا فهنا يحضره السؤال عن متي اتت به وكيف!
ولم يستطع كبح جماح فضوله اكثر سألها بفضول واضح
هو كان فيه اكل في الشقه هنا ولا ايه ياست كريمه
كريمه بإبتسامه لأ يابني دانا لما انت خرجت اديت فلوس للبواب وقلتله يشتريلي الحاجات اللي طبختها دي
الطبيب حمزه طيب مش انا نزلت واشتريت مقولتليش ليه عاللى عايزاه وانا كنت جبتهولك بالمره معايا
كريمه مكنتش هتاخد تمنهم دول كمان وبصراحه انا حاسه اننا تقلنا عليك قوي وبكفايه جدعنتك معانا باخلاقك فمتبقاش باخلاقك وفلوسك يبقي كده كتير وحرام بصراحه ..
حمزه متقوليش كده ياست كريمه انا اعتبرتكم اهلي ومسئول عنكم ومفيش بين الاهل الكلام دا
كريمه ربنا يكرمك يابني ويحفظك من كل شړ ياحبيبي ويديك خير على اد بياض قلبك وطيبته
ودلوقتي يلا بقى عشان تاكل زمان عصافير بطنك صوصوت من الجوع وانا هدخل اجيب ود عشان تاكل هي كمان.
وما ان انهت عباراتها حتي تحركت نحو غرفة ود
واسرع الطبيب حمزه فى اتجاه الطعام فقد قاربت على الحقيقه حينما قالت ان عصافير بطنه بدأت بالزقزقه من الجوع
وكاد ان يصحح لها ويخبرها. بان عصافير بطنه لم تعد تزقزق بل ماټت جوعا ولم تعد تصدر اية زقزقه..
جلس الطبيب حمزه واختلس بعضا من حبات المعكرونه بإحدى الملاعق التي امامه واكلهم سريعا لكي ينبه معدته بأن تستعد فأن الطعام قادم..
ومن بعدها توقف عن الاكل وهو يرى السيدة كريمه تخرج من غرفة ود وهي ممسكة بذراعها
ثم اخذتها الي المرحاض وغابت الاثنتان برهة ثم عادتا وقد تغير شيئا ما في ود فحملق بها الطبيب حمزه كي يكتشف وجه التغيير
لكنه لم يجد سوى انها قد رفعت شعرها للأعلى وغسلت وجهها فقط ليس الا ولم يصدق ان حركتان بسيطتان يغيران الشكل للأجمل هكذا!!
اقتربتا منه وقامت كريمه بإجلاس ود علي الكرسي المجاور لحمزه وقربت منها الطعام
ثم جلست هى الاخرى بجانبها وبدأ الجميع في تناول الطعام
وكم تمني الطبيب حمزه لو أنه كان يجلس امام الطعام وحيدا الان
لكان تعامل مع الطعام بالطريقه التي يجب ان يكون عليها التعامل مع الطعام اللذيذ
فإن محاولته لمجارات ود والسيده كريمه فى طريقة الاكل المهذبه هذه التي يأكلون بها منهكة للغايه
فهو يريد ان يأكل ملو فمه
ويبلع سريعا كما اعتاد ان يفعل حين يأكل
فلا طاقة له للتمعن في الطعام واكل القليل ومضغه بطيئا وخصوصا مع هذا الطعام الجميل والاكله المحببه اليه..
وقطع تفكير حمزه هذا السيدة كريمه وهي تهمس بصوت مسموع زمان اللي ميتسماش قالب علينا الدنيا دلوقتي..
تركت ود الملعقه من يدها ونظرت امامها بشرود قطعه الطبيب حمزه وهو يرد على كريمه
يقلب براحته انتوا مش بتقولوا انه ميعرفش حاجه عن الشقه دى
يبقي خلاص مفيش خوف
اهم حاجه انكم متتواصلوش الفتره دي مع اى حد تعرفوه ويكون معرفه مشتركه مع حسام
او يشك انه يكون ممكن يعرف عنكم حاجه ويراقبه ويقدر يوصلكم بسهوله من خلاله..
كريمه لا يابني احنا لا هنكلم حد ولا عايزين حد يعرفلنا طريق احنا ماصدقنا نفدنا بجلدنا..
حمزه دى اسلم حاجه ليكم عالاقل فالفتره دي لغاية ماود تتحسن وتقدر ترتب افكارها وتشوف هتعمل ايه فاللى جاى وترجع بكامل قوتها عشان تقدر تحارب الناس دي..
وياريت دا يكون فأسرع وقت اتمنى يعني
نظرت كريمه لود بحنو بالغ وربتت بيدها على كتفها واردفت بشفقه بنتي ود قوية وهتقدر ترجع زي الاول واحسن كمان هي شافت الاكتر من كده واتحملته
والحمد لله ان ربنا بيكشفلها الناس اللي حواليها والزمن بيغربلها اللمه الكدابه ويبعد عنها الطالح عشان ميفضلش معاها الا الصالح وبس..
نظر الطبيب حمزه لود وحاول تغيير مجري الحديث ليعيدها من شرودها الى تناول الطعام مرة اخري وهو يردف
بس الاكل تحفه ياست كريمه تسلم ايدك انا بقالي كتير مأاكلتش اكل بيتي وكمان بالحلاوة دي.
كريمه اولا ياريت بلاش ست كريمه دي بتحسسني انك بتعاملني برسميه اوي وانا بقيت بعتبرك ابني زي ود بنتي بالظبط فياريت تقولي اي حاجه غير ست حتي لو هتقولي كريمه حاف كده من غير القاب هتبقي منك جميله
وثانيا بالنسبه للأكل بقي ففين هو الطبيخ دا دى نواشف يبني حاجه كده عالسريع الاكل البيتي اللي بصحيح هادوقهولك من هنا ورايح وهنبتدي من اول بكره هعمل حبة محشي وملوخية بالارانب تاكل صوابعك وراهم..
الطبيب حمزه اردف متحسرا بصراحه هو عرض مغري يستاهل ان الانسان يحارب عشانه
لكن للأسف انا مش هينفع استني بكره هنا عشان شغلى وكمان عشان محدش يشك اني ورا حاجه من اللي حصلت
فأنا مضطر آسفا اني اسيبكم على وعد اني هرجعلكم تاني قريب بس تهدا الاوضاع واتأكد ان الشك زال عني.
كريمه بإمتنان معلش يابني روح لشغلك عشان مستقبلك مايضعش وانا اوعدك المره الجايه اللي هتجيلنا فيها هعملك وادوقك الحلو كله..
تبسم الطبيب حمزه وهو يرد عليها تسلم ايدك مقدما ياست الكل لا بس البانيه جميل ومقرمش كده وتحسي فيه نكهه مختلفه وطعم جميل عن اي بانيه اكلته قبل كده ولا المكرونه يميييي
قالها وهو يأكل من كل شيئ بإستمتاع بالغ
وتبسمت كريمه وتبسم هو ايضا وهو ينظر بطرف عينه للتي اجدت معها حيلته نفعا وها هي تعاود امساك الملعقه وتعود لتناول الطعام من جديد لكي تكتشف اللذه التي يتحدث عنها الطبيب حمزه مع انها تناولت منه قبل قليل!
فمن الواضح انها تنساق خلف اراء الناس بسهولة بالغه وترى الاشياء من خلال الغير وهذه صفة ليست جيده
وعاهد الطبيب نفسه انه سيعمل جاهدا على ان يغيرها فيها
ولكن فيما بعد ليس الان بالمره فالاهم هنا ان تتشافى من حالتها النفسيه وتأتي البقيه تباعا...
شبع الجميع وقام الطبيب حمزه اولهم فجلس علي الاريكه واخرج هاتفه وقام بفتح غطائه الخلفي
واخرج منه شريحة هاتف من اثنتين كانتا فيه وقام بإغلاق الهاتف مرة اخري ونظر الي كريمه قائلا
خالتي هاتي تليفونك اركبلك فيه الشريحه دي عشان اعرف اتواصل معاكم بعد مااسافر..
كريمه تبسمت حين سمعته يناديها بخالتي واقتربت منه بعد ان حملت حقيبتها من فوق المنضدة وهى فى طريقها اليه ثم جلست بجانبه واخرجت
هاتف ود ومدته له..
فقال الطبيب حمزه معترضا
لا دا مش هينفع لانه حديث وسهل جدا تتبعه من خلال الارقام الموجوده عالعلبه بتاعة العده هاتي تليفونك انتي عشان عده نوكيا قديمه وصعب تتبعها..
اومأت له كريمه برأسها قبولا واخرجت هاتفها بعد ان اعادت هاتف ود للحقيبة مرة اخرى ومدته اليه واردفت پخوف
خد يابني ولو هيعرف طريقنا من تليفون ود خده ارميه وانت ماشي فأي مكان بعيد عن هنا.
حمزه لا مفيش داعي انا فصلت عنه البطاريه يعني بقي عباره عن حتتة حديده ملهاش لزمه اطمني..
كريمه طمنتني ربنا يطمن قلبك ياحبيبي يارب.
قام الطبيب حمزه بوضع الشريحه في الهاتف
واتصل بها علي رقمه الآخر وسجله لهم بإسمه ثم اعاد الهاتف للسيدة كريمه وتلفت حوله كمن يبحث عن شيئ ما وفهمته كريمه وقالت له
رجعت الاوضه بتاعتها وانت بتعمل فالتليفون..
حمزه خالتي مش هوصيكي متسيبيهاش لوحدها كتير عشان نزعة الاڼتحار لسه موجوده جواها
هي متخلصتش من احساسها بالظلم لغاية دلوقتي وممكن فأي لحظه عقلها يسولها ان حسام قريب عليها او هيوصلها تقوم تنهى حياتها من الخۏف منه ومن اللي هيعمله فيها..
كريمه لا يابني ازاي اسيبها بس وهو انا معايا ايه غيرها انا هفضل طول الوقت جنبها وعيني عليها.
حمزه وخبي منها اي آله حاده او اداه تقدر ټأذي بيها نفسها وخلي دايما محيطها خالي من الحاجات دى.
كريمه حاضر
حمزه طيب انا هدخل اعمل فنجان قهوة اعملك معايا
كريمه لأ والله ابدا ماتعمل انت انا اللي هعملك ياحبيبي وهشربك احلي فنجان قهوة من ايد خالتك كريمه.
حمزه تسلم ايدك ياخالتي طيب ابقي اعملي فنجان لود معاكي بالمره.
كريمه بس ود ملهاش في القهوة اد كده مبتحبهاش بتشرب عصير بعد الاكل.
حمزه لأ بدات تحبها بس اعمليلها انتي فنجان عشان هحاول اتكلم معاها قبل مااسافر ربما ترضي تتكلم
عايز اعرف باقي الحكايه عن طريقها هي وبلسانها هي عشان احدد هدخلها ازاي..
كريمه طيب يابني حاضر
قالتها ونهضت في الحال وذهبت الي المطبخ لإعداد القهوة اما الطبيب حمزة فنهض هو الآخر وتوجه الى غرفة ود متمنيا ان يجدها لازالت صاحية لم تنم
ولم تهرب إلى عالمها الخاص وتعود لتسكن منزل احزانها من جديد..
ويال فرحة قلبه حين طرق الباب طرقتين وفي الثالثه جائه صوتها الساحر مجيب
ادخل...
فدلف حمزه متلهفا ووجدها جالسة فوق السرير تقلب فى بعض الاوراق امامها بإهتمام وعلم انها الأن بدأت تستعيد توازنها ماإن احست بقليل من الامان
وانها الآن على اتم الاستعداد للتحدث وكم سيسعد حمزه بمعرفة باقي القصه من بطلة القصة نفسها..
يتبع..
انثى بمذاق القهوة
البارت ال
جلس الطبيب حمزه مقابل ود وكانت غارقة وسط كومة من الاوراق تقلب بهم وبجوارها حقيبة سوداء مربعة صغيره مفتوحه بداخلها المزيد من الاوراق
اردف الطبيب حمزه بهدوء تحبي اساعدك لو بتدوري على حاجه معينه
ردت عليه ود وهي لازالت منغمسة فيما تفعله بدور علي اوراق الاسهم اللي فالبنك والسندات وعقود الشركة والفيلا والعربية كلهم هنا
والفيزا كارد بتاعتي اللي هنا واللي شايله فيها اغلب فلوسي وحسام ميعرفش عنها حاجه وفاكر ان اللي معايه فالفيلا والفلوس اللي فيها هما كل اللي معايا..
حمزه طيب وهتعملي ايه بالفيزا دلوقتي
ود هحول كل اللي فيها لحساب ماما كريمه حسام هيلاقيني وهيموتني يادكتور مش هايسيبني وخصوصا بعد ماأثبت للعالم اني مجنونه وبكده يقدر ياخد كل حاجه بسهوله جدا
ولو داحصل هيورث كل فلوسي واملاكي ودا لا يمكن اسمح بيه
عشان كده انا هكتب كل حاجه بإسم ماما كريمه عشان لو انا مت هي متتبهدلش من بعدي وابقي اديت تعبي وشقايا للي يستحقه..
حمزه ود حسام مش هيقدر يوصلك او يأذيكي انتي هنا فأمان منه
ود انت متعرفش حسام يادكتور يقدر علي ايه فمتقولش ميقدرش
حسام هيوصلي وهيرجع يعمل فيا اللي كان بيعمله هو واهله مره تانيه او هيرجعني الفيلا اللي المۏت اهون من رجوعي ليها الف مرة حسام طاقة شړ بتقدر تتنقل لاي مكان وفأي وقت حسام مش بنى آدم طبيعي دا شيطان
وهنا ادرك الطبيب حمزة بإنه ظفر بلحظته المناسبه وفتحت امامة طاقة امل للنفاذ منها لداخل ود ويجب ان يعبر منها سريعا وجعلها تتحدث عن حسام وما حدث لها منه قبل ان تغلق تلك الطاقه فهي مثل بوابة الانتقال عبر الزمن تفتح لثوان معدوده فيعبر منها من استطاع اليها وصولا واما من لم يستطع فعليه الانتظار لمرة قادمة لا يعلم موعد قدومها الا الله..
فأردف سائلا بنبرة هادئه تجعل من امامه يواصل حديثه دون ان يشعر..
أذاكي للدرجادي ياود
صمتت ود ولم تجبه ولكنها نظرت لمعصم يدها التي تمسك بها الاوراق وكان الچرح القديم لا الجديد
وعلي الفور بدأت تظهر امام عينيها ومضان مما كان يحدث معها
فأغمضت عيناها تحاول ان تجعل الومضات تختفي فكم تكره تذكر تلك الاوقات ولكن كان ذلك بدون جدوى
فكأن الطبيب حمزه حينما ذكر كلمة الاذي قد استحضرهم جميعا مثلما تستحضر روحا شريره لمكان ما بتعويذه وتأبي الانصراف قبل ان ټنتقم من كل من يقطن فى هذا المكان..
فاغمضت عيناها بۏجع ورفعت يداها تضغط علي جانبي رأسها بعد ان افلتت ماكانت تمسك بيدها من اوراق
وهنا اكمل الطبيب حمزه كلامه فقد علم انه ضغط على موضع الالم وامسك طرف الخيط الذي سيوصله الي كل مايريد معرفته
قولي ياود قولى عمل فيكي ايه وليه خلاكي كنتي ھتموتي نفسك مرتين قولي ياود انا سامعك..
فتحت ود عيناها ببطئ ونظرت للطبيب حمزه بعيون زائغة من الالم فوجدت منه ابتسامة هادئه مشجعه وتبعها بإتكائة من عينيه تحثها علي التحدث
وكل هذا بجانب لهفة وفضول فى مقلتيه لم تخفيا عليها
فلم تستطع هذه المره تجاهل كل هذا فتخلت عن صمتها لأول مره منذ شهور طويلة ونظرت بعيدا للنافذه واردفت
الخيانه وحشه اوي الخيانه والخذلان والچرح حاجه صعبه فوق مااي حد يتصور
انك تحب حد وتنساله اي حاجه وحشه عملها معاك قبل كده وتغفرله كل حاجه لما تشوف انه اتغير عشانك
وتفتح معاه صفحه جديده بيضه بلون قلبك وتكتب فيها سطور محبتك ليه بدمك
وهو كمان يبادلك نفس الحب ونفس الاهتمام ويديك كل اللي بتتمناه من الدنيا
وتيجي فجأه تكتشف ان كل دا كان كدب وإن كل اللي كنت عايش فيه عباره تمثيليه كبيره
وانك بالنسبه لحبيبك اللي اديته كل مشاعرك واسرفت فيها بدون حساب مش اكتر من مجرد ماكنه ATM يديك كروت مشاعر كدابه وعارف كلمة سرك اللي هي نقاط ضعفك وانت فالمقابل تديه فلوس
صدقني الحته دي أصعب من الف طعڼة خنجر يتغرز فجسمك..
ولما تكون معتقد ان دا قمة الالم اللي ممكن اي حد يتعرضله وتكتشف بعد كده ان فيه الاسواء
وإن المۏت رفاهيه انت مش طايلها بيبقي وقتها على الدنيا السلام ومش بس الدنيا دا علي المشاعر والانسانيه وكل حاجه حلوه فالوجود السلام..
صمتت ود قليلا ليري الطبيب دمعة تفر هاربة من عينيها
فعلم كم انها تتألم فى هذه اللحظه ورغم ان دمعتها هذة احرقت روحه
الا انه أبى ان تسكت الآن
فالكلام برغم صعوبته بالنسبة لها الا انه في حالتها يشبة الولادة وقت قليل من الألم حتى
وإن بلغ عنان السماء ثم تأتي بعده الراحه ويتحرر الجسد من سائر الالم..وتولد روحا جديدة نقيه..
فحثها على الاستمرار مشجعا
ايه هو الاسواء اللي اكتشفتيه واتعرضتيله ياود
احكيلي عشان اعرف دنائة البشر ممكن توصل لحد فين قوليلي عشان متفاجئش او اعترض لما حد يحكيلي ان فيه حاجه مشابهه حصلت معاه واعرف ان دي حاجات بتحصل فعلا.
فجمعت ود شتات قلبها وتحدثت بكل قهر
بعد ماعرفت انه متجوز عليا من سنين ومخلف كمان
ورحتله وواجهته بعد ما رحت شقته التانيه وشفت مراته وابنه وصورهم مع بعض وشفت القسيمه بعيني ومسكتها بإيدي
بدال مايكون مكسور قدامي وآسف وندمان واشوف فعنيه ولو شوية شفقه عليا وعلي٦ مشاعرى وعلى حالتي
لقيته بيقابل دا كله بمنتهي البرود!! برود يكاد يكون اقرب للشماته
زي مايكون فرحان اني مبخلفش وابنه خلفه من غيري
فلحظه كل الحب اللي كنت بشوفه فعنيه اتحول لحقد وغل وكره معرفش كان مستخبي فين جواه ومكنتش واخده بالي منه واحنا بالقرب اللي مخليني طول الوقت فاكره اني قارياه وقادره اعرف حتي بيفكر فأيه من غير مايقوله!!
ومش كده وبس دا كمان الاسواء من دا كله ان لما حبيبك يتلذذ بعذابك وينتشي من المك بتبقي هنا وصلت لقمة ال... تصدق مش لاقيه كلمه توصف الاحساس!! بس خلينا نقول قمة كل حاجه وحشه..
تصور يادكتور انه مكفهوش اني عرفت بخيانته ليا
دا كمان كان عايز ياخد مني كل املاكي وفلوسي فى سبيل انه يطلقني لما طلبت منه الطلاق!!
ولما مرضتش خطفنى وحبسني وكان بيضربني كل يوم ويعذب فيا
كان حابسني انا وماما كريمه مع بعض فأوضه وحده وفضل حابسنا فيها لمدة شهرين
تصور تقعد شهرين بحالهم قاعد فأوضه متشوفش النور ولا الهوا بتاع ربنا ولا يتفتحلك باب او شباك غير عشان يدخلك منه الاكل
او عشان تتسأل سؤال بيتكرر كل يوم كذا مره ولما تجاوب نفس الاجابه اللي مينفعش تجاوب غيرها تنضرب نفس الضړب وتواجه نفس الڠضب بتاع كل مره!!
وحتي ماما كريمه لما كانت تدافع عني كانت تنضرب هى كمان ياقلبي عشان تاخد مني شوية ضړب وفاكره بكده انها بتقلل نصيبي من العڈاب والۏجع متعرفش ان حسام كان بيعرف مكيال كل يوم اللي بيديهوني وكان بيزيد عليه مش بينقصه ابدا..
ولغاية ماتعب من اصراري على الرفض وعرف انه مفيش فايده فيا اتبع معايا اسلوب تاني خالص
اسلوب يوجع اكتر كان ياخدني كل ليله من الاوضه اللي احنا فيها لأوضه تانيه ويكتفني علي كرسي ويجبرني اني اتفرج عليه هو ومراته وهما مع بعض
كنت بغمض عيوني عشان مشوفش لكن مكنتش بعرف اقفل وداني عشان متسمعش
متسمعهوش وهو بيقولها نفس الكلام اللي كان بيقولهولي ونفس عبارات الغزل
لكن الاختلاف انى هنا كنت حاسه الكلام طالع من قلبه اكتر ومع اني مكنتش طايقاه وقتها الا ان لسه كان فيه حته بتوجعني من عمايله حته مش مصدقه ان كل اللي بيحصل دا حقيقي
ومره بعد مره لقيتني مش قادره استحمل اكتر
وهو شاف اني خلاص اڼهارت وجبت آخري
جاني بالاوراق مره تانيه وقالي امضي امضي وهتتخلصي من كل دا واتمتعي بحريتك
وانا وقتها شفت ان دا اسلم حل فعلا وتغور فلوس الدنيا كلها
وبأدين بتترعش مسكت القلم عشان امضي وهان عليا شقى عمري بس اخلص منه ومن القرف بتاعه
ومديت ايدي عشان امضي لكني لما رفعت عيني عليه شفت فعنيه لمعه عمري ماشفتها قبل كده
لمعة فرحه كأنه انتصر فأكبر معركه فحياته
وبمجرد ماشفت فرحته عقلي استحضر كل حاجه عملها معايا وقررت اني مش هخليه يفرح بإنتصاره عليا ابدا..
رميت القلم من ايدي وبصيتله بتحدي وقلتله للمره المليون
مش همضي ياحسام واعلي مافخيلك اركبه وفجأه اتحولت لمعة الفرح اللي فعيونه لظلام دامس
ولقيته مره وحده قام ولسه هينزل عليا برجله ضړب لكن لقيت المرادي امه سعاد اللي كانت واقفه علي الباب وسامعه الحوار من اوله هي اللي تولت المهمه بداله
وجات عليا جري ونزلت فيا ضړب بكل قوتها ولما ماما كريمه جات تدافع عني وتخلصني من بين اديها حسام مسكها وكتف حركتها وخلاها واقفه تتفرج عليا من بعيد ومفيش فأيدها غير انها تصرخ بإسمي وتتحسبن فيهم وهي شايفه سعاد بټضرب فيا بغل سنين
وانا مع ضعف جسمى من كتر ضړب حسام وعڈابه فيا مكنتش حتي قادره ارفع ايدي ادافع بيها عن نفسي
وايدي مكنتش قادره تحمى اكتر من وشي
وفضلت ټضرب فيا لغاية ماتعبت وسمعتني اقذر الشتايم واحطها وفالاخر ټفت عليا وسابتني ومشيت..
وكل دا كان بيحصل قدام اللي كانت واقفه هي كمان قدام باب الاوضه شايله ابنها وبصالي ومبتسمه بشماته منقطعة النظير..لكن هي وشماتتها وفرحتها فيا كانوا آخر همي لاني مكنتش شايفاها اساسا ولا معترفه بيها انها ست زيها زيي او انها منافس ليا فأي حاجه وعارفه ان اللي بينها وبين حسام وامه اعمال وسحر مش اكتر حلقة شياطين..
امه خرجت وخرج بعد منها حسام وقفل الباب وسابني انا وماما كريمه مع بعض هي حاضناني وتبكي من القهر والزعل عليا وانا ابكي من الۏجع..
وبعدها استكنا فحضن بعض من التعب والۏجع ماما كريمه راحت في النوم وانا فضلت صاحيه مقدرتش انام
وفضلت اتأمل فملامح ماما كريمه اللي تعبت ودبلت وكبرت يجي عشرين سنه فوق عمرها فالشهرين دول
وافتكرت بابا وحنيته
افتكرت ماما اللي مليش معاها ذكريات كتير هما لمحتين او تلاته من طفولتي وبصورة ضبابيه باهته لكني بشتاقلها وواحشاني جدا..
شفت اني هكون احسن وانا معاهم وماما كريمه هتخلص من حسام وتكون احسن من بعدي
وكنت حاطه بإسمها مبلغ محترم للزمن من كل صفقة شغل اعملها كنت بطلعلها نصيب احطهولها في البنك واقول يبقوا امان ليها ياعالم بكره فيه ايه
وغير كده كنت شاريالها شقه فى اسكندريه وكاتباها بإسمها اللي هي دي
وكل الاوراق بتاعتي المهمه وكل حاجه تخصني جبتها فيها فغفلة من حسام
مقولتش لأي حد عنها اي حاجه وخليتها سر بيني وبين نفسي وبس ومكنتش عارفه انا بعمل كده ليه!!
ولا كنت فاهمه نفسي وقتها بفكر ازاي وانا بعمل كده
لكن عشان فيه حكمه في كل حاجه بنعملها الحكمه من اللي حصل دا ظهرت مع مرور الوقت ومع الاحداث اللي حصلت بعد كده..
المهم حسيت اني هكون مطمنه عليها لو سبتها فقمت بضعف وكتبتلها ورقه شرحتلها فيها كل حاجه وكتبتلها انها تسامحني
وقولتلها انا آسفه على كل ۏجع هتحس بيه بسبب مۏتي وطبقت الورقه وحطيتها فشنطتها
وبصيت حواليا ادور علي حاجه تنفع انهي بيها حياتي لكني ملقتش وبعد شوية بحث لقيت مراية صغيره علي التسريحه
اخدتها ولفيتها بقماشه وكسرتها واخدت منها حته مسننه مسكتها فأيدي ورحت نمت جنب ماما كريمه وبوستها وودعتها
وبعد كده حطيت القزازه علي ايدي وهانت الدنيا عليا وشفتها متسواش عندي جناح باعوضه باللي عليها
وفلحظه مشيت القزازه علي ايدي قطعتها وغمضت عنيا وحضنت ماما كريمه وانتظرت الراحه الابديه..
ولما فتحت عنيا لقيتني فمكان ابيض وكل حاجه حواليا كانت بيضه
وقولت اكيد دي الحياة البرزخيه اللي كنت بسمع عنها لكني افتكرت اني قټلت نفسي واني مش هدخل جنه ولا ربنا هيسامحني
واتأكدت من دا
لما سمعت اصوات حواليا وكانت اصوات اجهزه واتلفتت حواليا بضعف وشفت اني فأوضه فمستشفي وماما كريمه نايمه جنبي على الكرسي وعرفت وقتها ان حتي المۏت استكتر نفسه عليا..
وابتديت أئن من الم جسمي والم ايدي والخدر اللي فدراعي ومع صوت انيني صحيت ماما كريمه ولما لقتني مفتحه عنيا فضلت تحضن وتبوس فيا وتبكي وتحمد ربنا وتقول كلام كتير اوي انا كنت سامعاه بس مش فاهماه
وشويه ولقيت حسام داخل علينا ووقف قصادى وبصلي بعيون حمره تشبه عيون الغول وفضل باصصلي شويه وبعدها خرج من غير مايتكلم كلمه وحده..
وعرفت من ماما كريمه انه اټجنن لما جه الاوضه علي صړاخها لما صحيت ولقت نفسها ڠرقانه فدمي
ولما شاف المنظر فضل يسب ويلعن وشالني وجابني علي المستشفي فى لمح البصر عشان يحاول ينقذ الفيلا والشركه والعربيه قبل مايروحوا مع مۏتي للجمعيات الخيريه...
واللي لو كان يعرف وقتها انها كدبه وان مفيش حاجه زي دي وان هو الوريث الوحيد ليا لو متت كان سابني اموت او كان خلص عليا هو بنفسه من زمان
وفضلت في المستشفي يومين وبعدها خرجني ورجعني الفيلا
لكن الوضع اختلف ومبقاش يحبسني فالاوضه مره تانيه سابني فالفيلا كلها انا وماما كريمه
لكن دا مكنش لاي سبب غير اني افضل تحت عيون الكل طول الوقت عشان مااحاولش اموت نفسي مره تانيه..
وابتدا من يومها ينسج خطه جديده هو وامه وكل دا بتوجيهات مراته اللي كانت طول الوقت هي العقل المدبر والمخطط ليهم واللي لاحظت ان الاتنين ماشيين تحت امرها وبيسمعولها فأي حاجه تقولها بطريقه مريبه..
وبعد كام يوم اتفاجأنا انا وماما كريمه بحسام بيقولنا نلبس عشان رايحين مشوار
وطبعا مكناش نملك حق المعارضه فلبسنا من سكات وطلعنا معاه وركبنا العربيه ومشى بينا ولقيناه بيقف قدام عماره ..
نزل وامرنا ننزل وطلعنا معاه لغاية. ماوقفنا قدام شقه رفعت عيني عاليافطه اللي عليها لقيتها عيادة دكتور نفساني
ابتسمت وانا بفهم خطته الجديده.. ودخلت معاه العياده ودخلت عند الدكتور انا وهو وابتدا يتكلم مع الدكتور ويشرحله ان حالتي بقالها فتره مش مستقره واني تعبانه نفسيا لدرجة اني حاولت الاڼتحار وشد ايدي پعنف خلاني اتألمت ووراله اثر الچرح..
الدكتور بهدوء ابتدا يسألني كام سؤال ولما لقاني جاوبتهم كلهم بمنتهي الدقه والتركيز بص لحسام ورجع بصلي وابتسم وهو بيقوله
يااستاذ المدام معندهاش اي حاجه هي بس اتعرضت لشوية ضغوطات من ضغوطات الحياة زي اللي كلنا بنتعرضلها لكن هي متحملتهاش مش اكتر ..
وهنا هي مش محتاجه اكتر من دعم وحد يقف جنبها ويقويها ويعينها علي اي حاجه وحشه بتواجهها...
ودا دورك انت يااستاذ حسام مش دور اي حد تاني ودلوقتي انا هكتبلها حاجه مهدئه للاعصاب تاخدها عند اللزوم او وقت ماتتعرض لضغط عصبي وهي مش محتاجه غيره..
وكتبلي في الروشته نوع الحبوب واخدها حسام منه وطبقها وحطها فجيبه بسعاده وبقي معاه اول دليل علي اني مجنونه وفاقده للاهليه وبتعالج عن دكتور نفسي
وبكده يقدر يطعن فالوصيه الوهميه وياخد مني كل حاجه بمنهي السهوله..
وقبل مانخرج من عند الدكتور فضل حسام يتلفت فزوايا مكتب الدكتور لغاية. ماثبت علي زاويه وابتسم بصيت فنفس المكان اللي بيبص فيه شفت كاميرا مراقبه
وفهمت ان دا اثبات تاني اقوي معاه عشان يثبت اني بتردد علي عيادة دكتور نفسي في حين لو محدش اعترف بروشتة الدكتور..
وروحنا يومها وحسام كان في منتهي السعاده لدرجة انه اداني تليفوني عشان اباشر شغل الشركه المتعطل بقاله فتره من البيت
وسمحلي بأن اروي السكرتيره بتاعتي وصاحبتي تجيني الفيلا عشان اشوف الشركه عملت ايه طول المده اللي فاتت
وغير كده جابلي ٤ علب من المهدئ اللي كتبهولي الدكتور وحطهملي فأوضتي..
وجاتني اروى وأول ماشافتني وشافت منظري شهقت وجريت عليا وحضنتني وابتدت تسألني فيه ايه وايه اللي عامل فيا كده وكنت فين طول الفتره اللي فاتت وإني ازاي اسافر زي مابلغها حسام من غير مااقولها بنفسي
طبعا انا كنت قبل كده عامله توكيل لحسام بإدارة الشركه فغيابي وهو دا اللي نفع طول الفتره اللي فاتت دي وهو اللي كان بيمضي عالقرارات والمعاملات وكان ممشي الشغل وغير كده كانت الشركه وقفت واتقفلت
لكنها دلوقتي فحاجه لايفينت جديد لخط انتاج الشركه ومشاركه في موسم الصيف لعروض الازياء وعمل كولكشن جديد ودا من غيره طبعا الشركه هتقع وسط شركات تصميم الازياء المنافسه وميبقاش ليها اي اسم في الفاعليه بتاعة المهرجان..
وبرغم اني حاولت اني اكذب علي اروي بأي حاجه الا ان حالتي والچرح اللي فأيدي شرحولها كل حاجه قبل مني وخمنت اللي بيحصل وانا مقدرتش اخبي وشرحتلها كل حاجه
وهي كانت بتسمع فى ذهول تام وبعد ماسمعت كل كلامي دخلت فنوبة ثوره وفضلت تزعق لولا ماحطيت ايدي على بوقها ومنعتها واترجيتها انها متتكلمش عالاقل بصوت عالى ..
قالتلي ايه اللي مصبرك وانها هتبلغ البوليص عن حسام وهتقول انه كان خاطفني ومعذبني وانها هتخلصني منه وهتقوملى اكبر محامى فى البلد
لكني قولتلها ان حسام خلاص حبك حبكته وبقى عنده اثبات ودكتور نفسى يشهد معاه اني رحتله وان حالتي العقليه مش مظبوطه وأي حاجه هقولها مش هتتاخد بعين الاعتبار
لكنها صممت وقالت انها مش هتسيبني فالوضع دا وان اللي انا فيه دا ضعف وقلة حيله واستسلام وخرجت يومها من عندى وهى ناويه لحسام على كل شړ
لكن اللي حصل انها موصلتش بيتها يومها ولا حد عرفلها طريق غير بعد ٣ ايام لما لقوها مېته على طريق مصر اسكندريه الصحراوي نتيجة حاډثة عربيه وبعد تشريح الچثه اتضح انها اتعرضت للعڼف قبل الحاډثه ودا اللي خلي البوليص يتأكد ان الحاډثه كانت بفعل فاعل
وانا بمجرد ماعرفت الخبر مكنتش محتاجه اعرف طبعا مين اللي عمل كده
وان كنت بخاف من حسام قيراط بعد ماقتل صاحبتي وسكرتيرتي بقيت بخاف منه فدان
وللأسف مفيش فأيدي دليل عشان ادينه بيه فچريمة القتل ولا كلامى حد هياخد بيه حتي لو قعدت اتكلم طول العمر هبقي أكنى بأدن في مالطه
وسكتت من يومها لكن حزني علي صحبتي خلى نفسيتي زي الزفت ودايما مصدعه وتعبانه
والصداع مابيروحش مهما اخدت مسكنات لغاية مافيوم لقيتني رحت ناحية العلب اللي جابهملى حسام بتوع المهدئ اللي كتبهملي الدكتور النفساني وفتحت علبه واخدت منها حبايه وشربتها
ومنكرش يومها الراحه اللي حسيت بيها لدرجة اني نمت ملو عينى نوم لأول مره من ايام طويله..
وبعد ساعات طويله من النوم صحيت وانا حاسه روحي خفيفه وفايقه وحاسه ان عندي نشاط رهيب
خرجت للجنينه وابتديت اشوف احواض الورود بتاعتي اللي دبلت بعد ماكانت ابتدت تفتح والوانها الجميله تظهر وتخلي الجنينه شكلها وريحتها منتهي الروعه ابتديت اسقي فيهم واهتم واقطع الفروع المېته وانضف الارض من الحشايش ونضفتها وخليتها ترجع زي الاول
كل دا كنت بعمله ومش واخده بالي للى واقفه ومراقباني من فوق بعيون زي عيون الصقر وهي شايله ابنها
خلصت الجنينه ودخلت الفيلا لقيت ماما كريمه واقفه في المطبخ تعملي اكل وسعاد واقفه هي كمان تعمل اكل ليهم وخلصت ماما كريمه الاول وجابت الاكل وجات ورايا على الاوضه وهي فرحانه
اني اخيرا ابتديت ارجع لطبيعتي..
اكلت يومها ملوا بطني زي مانمت ملو عيني وقعدت افكر مع نفسي هعمل ايه فاللي جاى وهتصرف ازاي
انا على قيد الحياة وهفضل عايشه طول ما حسام فاهم انه بمۏتي هيخسر كل حاجه وطول منا عايشه هعيش لنفسي واهتم بيها حتي لو كنت عايشه تحت حصار
ورجعت تاني لنفسي وحياتي
واول حاجه عملتها اني رحت مركز واديت لنفسي وقت رجعت فيه جمالي من تاني صبغت شعري وغيرت لونه واعتنيت ببشرتي اللي اتبهدلت طول الفتره اللي فاتت دي ودخلت حمامات بخار وسبا وخرجت من المركز وانا ود بتاعة زمان
ومروحتش يومها عالفيلا رحت الشركه وحسام كان سايبني يومها اخرج واروح واجي براحتي لانه عارف ومتاكد ان روحي موجوده فى الفيلا وان طول ماماما كريمه فى الفيلا عنده انا اسيرته مهما بعدت وحتي لو لفيت الدنيا هرجعله مره تانيه ولوحدي
كان دايما عارف نقاط ضعفي وبيعرف ازاي يدخلي منها..
المهم رحت الشركه وكل الموظفين رحبوا بيا واتحمدولي بالسلامه وابتديت اشوف ايه اللي فاتني طول فترة غيابي
ولقيت الشركه بقت في قاع الشركات ومبيعاتنا قلت للربع تقريبا ومتعملش اي ماركتينج من اي نوع من يوم ماغبت ولا جددوا الحملة الاعلانيه بتاعة التليفزيون ولا اي حاجه..
عملت كل دا يومها بنفسي وبالتليفون وحولت فلوس الحمله الاعلانيه من حسابي اللي فالبنك
وروحت يومها وانا حاسه ان اللي جاي هيكون احسن بأمر الله وان اللي نجاني من المۏت علي ايد حسام قادر يخلصنى منه
وكنت فاكره اني شفت الاسواء علي الاطلاق وان مفيش حاجه اسواء من كده ممكن تحصلى لكن للأسف كنت غلطانه..
انهت جملتها واغمضت عينيها پألم وبدأت انفاسها تعلوا وتهبط وجسدها يهتز بقوة جعلتنى ارتبك ولا اعرف ماذا افعل فهرعت اليها وكدت ان امد يدي لتثبيتها ولكن سبقتني اليها السيدة كريمه حين القت اكواب القهوة من يدها وجاءت الي ود مسرعة في لهفه وقامت بإحتضانها وشرعت فى قراءة القرآن عليها بصوت عال تقطعه بين الحين والآخر وهي تتلفت حولها و تصيح
ابعدوا عنها متأذوهاش ابعدوا عنها
ماااجئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المچرمون.
بسم الله ارقيكي بسم الله الله ارقيكي
لا اعلم كم مر من الوقت وانا اقف حائرا لا اعرف ماذا افعل وانا اراها تتقلب فى احضان السيدة كريمه كسمكة أسقطت حية فى زيت ساخن
وقد ابيضت شفتاها وانقلبت عيناها للأعلي كانها ټصارع سكرات المۏت
والغريب كل الغرابه ان السيدة كريمه تتعامل مع الموقف بمنتهي الحرفيه وعدم الخۏف والثبات كأنه شيئ اعتادت عليه او كأنها صادفت هذه النوبه من ود الاف المرات!!!
واخيرا بدأت ود تهدأ وتستكين وجسدها يتخلص من انتفاضته
وكان من الجلى لي او لأي طبيب آخر انها حالة صرع واضحة وضوح الشمس هذا هو تفسير العلم ولكن بعد كلام السيدة كريمه عما تعرضت له ود من سحر واعمال سفليه هنا كان يجب على عقلي ان يدخل سببا آخر غير التفسيرات العلميه في حسبانه...
ونامت ود اخيرا مستسلمة مستكينه فى احضان كريمه وقد تحولت كليا من سيدة كانت في كامل رشدها منذ قليل الي سيدة غاب عنها الرشد والوعي تماما.
زفر الطبيب حمزه بقلة حيله وهو ينقل انظاره مابين معشوقته المسكوبة ارضا ويتحسر عليها وبين تلك النائمة والتي يبدوا ان علاجها لن يكون نفسيا فقط فقد فعل فيها هذا الوغد وعائلته الافاعيل..
وتحرك مغادرا الغرفة الي المطبخ وقام بإعداد قدحا جديدا من القهوة له بدلا عن الفقيد السابق
وخرج به ووقف مقابل النافذه وبدأ فى ارتشافه وهو يفكر ويسأل نفسه
كيف لي ان اتركها الان وهي بهذا القدر من الضعف وفي نفس الوقت لا استطيع ان اترك عملي في هذا الوقت بالذات
حالة من الحيرة سيطرت عليه اوقفت عقله تماما عن الاهتداء لأحد الحلول
وانهي قدحه وظل ممسكا به فارغا وهو غارق في محاولاته الفاشله في ايجاد الحل المناسب..
انثي بمذاق القهوة ١٤
لازال حمزه سابحا في بحر افكاره وتساؤلاته حول مايجب عليه ان يفعل في ظل هذه الظروف
هل يترك ود في هذه الحالة المذريه ويذهب لعملة وإنقاذ مستقبله
ام يبقي بجانبها ويضحي بكل شيئ آخر وليذهب العمل والمستقبل الي الچحيم وليكتفي بحاضر هي معه فيه
ومازال يفاضل بين اصعب امرين اختيارا فقلبه يناصر امرا وعقله يناصر النقيض تماما ودخل الاثنان في اشتباك لم ينتهي سوي بسماع صوت السيدة كريمه وهي تحدث الطبيب حمزة
هاه يادكتور مقولتليش هتسافر ولا هتفضل معانا كام يوم
حمزه مش عارف ياخالتي وبصراحه محتار
وخصوصا بعد ماشفت حالة ود دي واد ايه هي محتاجه لرعاية وتدخل سريع علي كافة الاصعده
والا مع الوقت ممكن حالتها تسوء اكتر من كده لان الاستقرار النفسي اللحظي اللي بتكون فيه من وقت للتاني دا مش دايم ومش معناه انها خفت وبقت كويسه
لا دي بتكون هدنه من عقلها وهروب من افكارها ومخاوفها بتحاول تثبت لنفسها فيه ان كل شيئ علي مايرام ويرجع خۏفها بعد شويه يسيطر عليها من تاني ومش بعيد يوصلها للتفكير فالاڼتحار مره تانيه قصدي مره تالته.
ود ياخالتي من جواها متأكده ان حسام هيوصلها هيوصلها دلوقتي بكره بعد ايام هيوصلها وعشان كده برتب امورها علي اساس انها بكره مش هتكون موجوده فالدنيا..
كريمه بشهقه بعد الشړ عنها انشاله انا وهي لأ ربنا يبعده عن طريقها ويرد كيده في نحره هو وكل اللي حاول يأذيها قادر ياكريم..
لم يجبها الطبيب حمزه وظل صامتا لكنه أمن على دعواتها فور انتهائها منها وتمني هو الاخر ذات الشيئ فلا احد يرضي بانتصار الشياطين علي الملائكه نهائيا الا ان كان من نفس قبيلتهم فعند الحروب والصراعات كل يقاتل مع قبيلته ..
واردفت كريمة مكملة عموما يادكتور انا مش هسكت علي السحر فيها دا واللي بتعاني منه بسببهم بقالها شهور انا هدورلها علي شيخ كويس واخليه يفك السحر اللي عملتهولها الحيزبونه مرات حسام ويبعد الاذى دا عنها..
أومأ حسام برأسه قبولا وهمهم بالموافقه ثم اردف وهو ينظر بعيدا
خلاص وانا هسافر ارتب اموري هناك واشوف الوضع عامل ازاي وفأقرب فرصه هاخد اجازه واجيلكم
وهبقي على تواصل دائم معاكم عن طريق التليفون وتبقي تطمنيني عنكم اول بأول
كريمه بنبرة حانيه روح يابني ربنا معاك يحميك ويستر طريقك كفيت ووفيت ياحبيبي وكنت اد العشم ومخيبتش رجا الولايه فيك
سافر يادكتور وحتي لو مقدرتش ترجعلنا تاني انت كتر الف خيرك لغاية هنا وانا بنتي مش هسيبها وهعالجها وهوديها اي مكان فيه علاجها حتى لو هنروح آخر الدنيا انا وهي..
حمزه بإعتراض شديد اتضح في نبرة صوته الغاضبه
لأ ود محدش هيعالجها غيري واصلا محدش هيعرف يعالجها غيري ود لو راحت لاي دكتور تاني ممكن ميفهمش حالتها صح
وحتي لو فهم ممكن ميعرفش يتعامل معاها ود عايزه معامله خاصه وحد يكون عارف هي هتفكر فأيه من قبل ماتفكر فيه اساسا
ارجوكي متاخديش ود لأي دكتور تاني ياخالة كريمه..
الا فحاله وحده اني اتصل بيكي واقولك بنفسي اعملى كده او لأي ظروف فضلت مده طويله
من غير مااتواصل معاكم ودا انا متاكد انه مش هيحصل ابدا باذن الله..
اومأت له السيدة كريمه دليل علي استيعابها لكلامه وموافقتها عليه
ومدت يدها له لينتبه الي الفنجان الذي لازال في يده فأعطاه لها لتذهب لوضعه في المطبخ ثم عادت اليه
فجلست بجانبه علي الاريكه التي حينما عادت وجدته جالسا عليها
وفي عينيه تلك النظره التى لا يستطع احد تجاهلها
والتي تشبه نظرة الجروا الذي يحتاج من صاحبة شيئا ويرجوه الا يخذله..
ففهمت السيده كريمه مايريد الطبيب حمزه وتبسمت وهي تسأله
قولي حكتلك ود لغاية فين وانا اكملك..
رفع الطبيب حمزه يده ليعدل نظارته فوق عينيه واردف بنبرة متلهفة
لغاية ماراحت الشركه لاول مره بعد غيابها ورجعت البيت وصلت للنقطه دي واڼهارت مقدرتش تكمل قوليلي انتي بقي ايه اللي حصل يومها
اخرجت السيدة كريمه بخاخها من جيب جلبابها ووضعته بجانبها فيبدوا انها بدأت تأخذ احتياطها اجتنابا لحالة مفاجئه او تعب من طول الحديث بالرغم من ان حالتها اليوم مستقرة تماما ولكن لابأس من الاحتياط..
فأخذت السيدة كريمه نفسا عميقا ثم زفرته قبل ان تغمض عينيها مستحضرة للذكريات الاليمه فتجعدت ملامحها ألما واردفت
هو اللي حصل لود محصلش في اليوم دا بالذات اللي حصل حصل بعد كده لكن اليوم دا كان البدايه لكل حاجه حصلت ولسه بتحصل
من ساعة ود مادخلت الفيلا بشكلها وجمالها وحسام اللي كان نايم علي الكنبه وبيلاعب فأبنه اتعدل اول ماشافها وكان هياكلها بعنيه
ومراته شافت دا وانا قولت علي بنتي يارحمن يارحيم فضلت بصالها بغل وغيظ وغيره واضحه جدا حتي من باصاتها لحسام وصوتها اللي علي على ابنها لما راحلها وطلب تشيله
وكمان ايدها اللي فضلت تمشيها علي كل جسمها وشعرها وكل حته فيها وهي باصه لود كانها بتقارن بين اللي شايفاه فود وبين نفسها
حضرت انا الغدا لود علي بال ماغيرت وقعدت اتغدت وبعد الغدا خرجت للجنينه
وانا عملتلها النيسكافيه اللي بتحب تشربه وخرجت وراها اديهولها
واتلفتت حواليا ادور عليها وانا مش شايفاها
لكني شفتها اخيرا متشعلقه علي شجره جنب سور الجنينه وبتخلص فى قطه شيرازي بيضه جميله من وسط فروع الشجره اللي الظاهر انها وقعت وسطهم واتلفت الفروع حواليها ومعرفتش تخلص نفسها منهم
رحت عليها وكانت خلصت القطه ونزلت وهي واخداها فحضنها وبتمسد عليه بحنيه
ولأول مره من شهور شفت ابتسامة ود وعلى اد مافرحت عشان ابتسامتها رجعتلها حتي لو بسبب قطه قلبي وجعني عليها وانا بتمني لو القطه اللي على دراعها دي كانت عيل ربنا قسمهولها يحلي مرار ايامها ويصبرها عاللي هي فيه ويقويها انها تتغلب علي كل حاجه وحشه عشانه واتنهدت وانا بقول سبحانه له في ذلك حكم
قعدت ود بالقطه علي سور حوض الورد وفضلت تلاعب فيها وتبوسها وانا اتقدمت عليها وقعدت جنبها وحطيت مج النسكافيه
وفضلت اتفرج عليها وهي فرحانه بالقطه وفجأه رفعت عيني لفوق وشفت سماره مرات حسام اه صحيح انا مقولتلكش اللي متتسماش كان اسمها سمر وبيقولولها سماره
عشان سمره وكده بيدلعوها المهم شفتها بصالها من البلكونه وهي بتتكلم في التليفون كأنها بتوصي حد عليها أو بتكلم حد عنها
وبين كلامها وسكوتها كانت تهز دماغها بموافقه علي الكلام اللي بتسمعه من الطرف التاني.. فضلت اقرا المعوذتين فسري واحصن بنتي من شړ حاسد اذا حسد ومن شړ النفاثات في العقد لكن القاصد غالب يبني.. وكله اولا واخيرا بأمر الله..
وخلص اليوم والليل جه وكأن الموقف محتاج تعقيد
وزود المر علي بنتي حسام لما نزل بالليل من عند مراته بعد خڼاقه كلنا كنا سامعينها واكيد بسبب غيرتها من ود واللي حصل ان بدال مايخلص الموضوع لحد هناوينتهي بانتهاء الخڼاقه
حسام نزل وجه بكل ڠضب واصرار علي ود اللي كانت قاعده فالصاله قدام اللاب توب بتاعها بتشتغل
ومسكها من ايدها قومها مره وحده وشدها وراه وراح بيها علي الاوضه وقفل الباب
وطبعا معروف اللي حصل بعد كده وكل دا كان قدام سماره اللي كانت واقفه على اول السلم من فوق وباصه وشايفه كل حاجه واقل مايقال عنها انها اتحولت لكتلة ڼار..
انا كل ده ماهمنيش منه غير بنتي ود اللي اتقفل عليها باب واحد وبقت بين ايدين شيطان
ومش عارفه بعد كل اللي حصل دا هيتعامل معاها ازاى ولا هيعمل فيها ايه
لكن رغم كل شيئ دا جوزها وانا مقدرش امنع حاجه زي دي انها تحصل بينهم ودا في العادي
اما مع حسام فكان استحاله اني اقدر واكبر خطړ عليا وعليها اني احاول من الاساس او اتكلم اصلا
شويه و خرج حسام من الاوضه وجريت انا بخۏفي و بسرعه اشوف عمل ايه فبنتي
ولما دخلت اتحققت كل مخاۏفي وانا شايفه بنتي متكوره علي نفسها وپتبكي ومغلوبه علي امرها حضنتها وهي ماصدقت اترمت فحضني
وصړخت بكل قهر وهي بتقول بكرهه بكرهه وفضلت كرر فيها لغاية ماتعبت وصوتها ابتدا يهدا لوحده ونامت فحضني وهي بتشهق زي الطفله الصغيره
وانا كمان فضلت احسبن عليه فسري لغاية ماتعبت
وبعدها نيمت ود وغطيتها وخرجت من الاوضه وسبتها تنام وترتاح وأول ماخرجت شفت سماره وسعاد قاعدين في الصاله وحاطين روسهم فروس بعض وعمالين يتودودوا وسكتوا لما شافوني والاتنين بصوا لبعض نظره ليها معني وهما شايفين حسام خارج من الحمام ولافف فوطة حوالين جسمه وبيغني وحتي مبصش ناحيتهم وطلع لفوق على طول..
وعدوا يومين من بعد اللي حصل دا ود فيهم حتي بطلت تسيب شعرها او تلبس حاجه حلوه عشان متحلاش في عين حسام مره تانيه ويكرر عملته اللي حړقت روحها ورجعتها لورا تاني بعد ماكانت ابتدت تفوق..
ولكن دا ممنعش عنها غير اذي واحد وهو اللي جاي من طرف حسام
لكن الاذي الاكبر جالها من اطراف تانيه
لما ابتدت في اليوم التالت تحصل لها اعراض انها عارفاها كويس خنقه وديقه وصداع ودايما تصحي من حضني علي كابوس وهي بتصرخ وتقولي شايفه كلاب بتجرى ورايا وعايزه تاكلني
ورجعت تاني للسكوت وغير دا كله بقت پتخاف من كل حاجه ومن أي صوت جنبها
ودايما الاقيها باصه فحته فراغ وهي مړعوبه ولما اكلمها تتخض كأن حاجه هجمت عليها
عرفت هنا ان دا شغل سماره وسعاد وفضلت كل يوم اقرا عليها قرآن وارقيها واقرالها علي ميه واشربهالها
لكن كل ماكنت اعمل كده كانت تتعب بذياده وفظل حالتها دي النوم فارقها وبقت ليل نهار صاحيه وتبلع فى الحبوب اللي كان جايبهالها حسام بتاعة وصفة الدكتور النفسي وبرضوا مفيش فايده..
وخلصت ال٣ علب كلهم وكانت تقوله هاتلي تاني وهو يجيبلها فورا..
ورجعت انقطعت عن الشركه تاني ورجعنا لنقطة الصفر من اول وجديد ونزلنا تحت خط الصفر كمان المرادي.
واتحولت ود لچثه بتتحرك مكانتش ترجعلها الحياة غير دقايق بس اما وهي مع قطتها وبصالها ومبتسمه او لما اخرجها اقعدها بين احواض الورد شوية وغير كده ود لا حياة لمن ترى او تنادي
وفضلت عالحال دا لغاية مابقت عدم وحسيت اني بخسرها وانا شايفاها بټموت قدام عيني ومش عارفه اعملها حاجه
وقولت لأ لازم اعمل حاجه عشان بنتي
وأول خطوه اخدتها اني حاولت امنعها من الحبوب اللي بتبلبع فيها دي ليل
نهار او حتي اخليها تخفها وابتديت فعلا اعمل كده واجبرها انها تاخد حبايه او حبايتين فى اليوم بس وكنت فاكره بكده ان حالتها هتتحسن لكن للأسف حالتها كل مادا كانت من سيئ لاسواء
اتمنيت اني اقدر اخرج واشوفلها شيخ عشان يعالجها من السحر
لكن حسام كان حابسني وعامل عليا حصار وحتي سعاد وسماره كانوا مراقبيني ٢٤ ساعه عشان عارفين ان خلاص ود منهم فأيدي..
وغلبت ادور علي حجه اخرج بيها وبعد ماتعبت من التفكير اهتديت لفكره اني عشان اخرج يبقي لازم اكون تعبانه عشان يخلوني اروح لدكتور
ولأني عارفه ان هما مش ساهلين ولا هتعدي عليهم أي حيله
كان لازم اني اتعب بجد وعشان كده سبت علاج الربوا كذا يوم واتحملت الۏجع لغاية ماخلاص جيت فى الاخر وبقيت بتخنق حرفيا
وطلبت من حسام انه يوديني لدكتور ولانه شايف حالتي سمحلي اني اروح لكن مش لوحدي زي ماكنت بتمني خلى امه سعاد تروح معايا
وخدتني على ايدها وجابتنى على ايدها وكل خططي وۏجعي فالايام اللي فاتت دي راح هدر..
وحتي ۏجعي فالايام اللي بعدها كان من غير أي فايده
لأن انقطاعي عن العلاج تعب صدري جامد وعملى مشكله في التنفس اصعب من الاول
والدكتور قالي انها هتطول معايا دا لو مااستمرتش لآخر العمر معايا بسبب استهتاري بعلاج المفروض ماأسيبهوش يوم واحد..
ومن بعدها وانا فقدت الامل فأني اقدر اخرج مره تانيه او الاقي حل او الاقي حد يساعدني انا وبنتي..
ويوم بعد يوم بيعدي وحالة ود بتتدهور والتلاته طول الوقت بيبصولها وشايفين نتيجة عمايلهم وشايفينها بتنتهي قدامهم ومحدش فيهم اخدته بيها شفقه ولا رحمة...
لغاية ماخرجتها فيوم للجنينه وفضلت اكلم فيها وكالعادة مبتردش عليا
وشويه وبصت لقطتها اللي كانت واقفه من بعيد وبصالها وخاېفه تقرب منها بعد اللي بقت ود بتعملها فيها فالايام الاخيره
بسبب ان ود بعد ماكانت بتفرح لما تشوفها
بقت لو جات على رجلها تمسكها وټخنقها وهي بصالها بمنتهي البرود لولا ماألحقها واخلصها من ايدها
وتنتبه وقتها وتتخض وتبكي وتفضل تحضن وتبوس فيها كأنها مش هي اللي كانت بتخنق فيها قبل شويه!!
شاورت ود للقطه عشان تجيلها
والقطه قربت منها پخوف وحذر وود شالتها وحضنتها وفضلت تمسد عليها وهي بتبص للورود اللي ابتدت تطلع براعمه حواليها
وحسيت ان حالتها النهارده مستقره وسبتها ودخلت اعملها حاجه تاكلها من الحاجات اللي بتحبها وقلت يمكن نفسها النهارده تتفتح وتاكل..
مغبتش نص ساعه وانتبهت وانا في المطبخ علي صړخة ود
جريت عليها والكل جري معايا وبصيت لقيتها قاعده في الارض والقطه بتاعتها قدامها ومېته بسبب فرع شجرة مغروز في بطنها
جريت علي ود اللي كانت بتترعش وحضنتها عشان تهدي وهي كل اللي عليها
مش انا اللي مۏتها ياماما مش انا هو اللي مۏتها والله ماانا
انا فضلت اقوله لا لا وهو مسمعش كلامي ومۏتها هو ابدا مش بيسمع كلامي مۏتها هي واولادها اللي كانوا بيتحركوا فبطنها وكنت بحس بحركتهم فأيدي موتهم كلهم كلهم ياماما كريمه كلهم..
كانت حالتها تصعب عالكافر لكن دا عشان الكافر عنده قلب ويمكن فيوم من الايام يهتدي ويآمن لكن اللي كانوا واقفين وبيبصولها بمنتهي البرود وهي مڼهاره بالشكل دا دول عدوا الكفر بمراحل
فضلت اهدي فيها واخدتها دخلتها جوا الفيلا عشان تبعد عن المنظر وتنساه
لكنها فضلت لآخر اليوم تبكي
حتي لا اكلت ولا شربت ونامت بعد يوم طويل من البكا والۏجع على حاجه عملتها ومكنتش بأيدها ولا هي المسئوله عنها لكنها مش راضيه تفهم دا وانا كمان نمت جنبها وحضنتها وفضلنا فحضن بعض للصبح
واثناء منا نايمه حسيت بحركه غريبه وهزه في السرير وفتحت عيني علي اسواء منظر بشوفه لتاني مره
ود وهي قاطعه شريان ايدها التانيه وڠرقانه فډمها
بس المرادي مكنتش لسه غابت عن الوعي زي المره اللي فاتت فضلت اصړخ بكل قوتي لغاية ماكلهم صحيوا وجم علينا يجروا
وحسام بنفس الخۏف ونفس القلق علي املاكها من الضياع
اخدها وجرى بيها علي مركز طبي وبعد ماانقذوها وخيطولها ايدها الدكتور نصح حسام بأنه يعالجها نفسيا
وانها محتاجه مستشفي تتعالج فيها وخصوصا وهو شايف ان دي مش اول مره ټنتحر فيها
وأول ماحسام سمع كلام الدكتور ابتسم بشړ وطلب منه انه يكتبله تحويل علي المستشفي ويشرح فيه الحاله بالظبط والدكتور عمل كده
ومسك حسام التحويل وبصله بفرحة كأنه عقد ملكيته لكل املاك ود
وتاني يوم طلعها على الفيلا وفضلت فيها يومين لغاية ماجرحها خف شويه
يومين منطقتش فيهم حرف ولا حتي كانت بتبصلي مهما اكلمها كأن روحها فارقتها لما حاولت ټنتحر ومفضلش منها غير جسم لا بيحس ولا بيتحرك..
وبعدها حسام قرر انه خلاص هيوديها المستشفي
و اخدها من حضنى كأنه بياخد روحي مني فضلت ابكي عليها وانا شايفاها رايحه معاه ومستسلمه وزي مايطلب منها تعمل كأنها مغيبه
وزي ماانا كنت واقفه براقبها وانا ببكي بدل الدموع دم عليها وعاللي وصلتله واللي جرالها
سعاد وسماره كانوا واقفين بيراقبوها وهي ماشيه على مستشفى المجانين بمنتهي الشماته والفرحه
كأنهم اتخلصوا من ألد اعدائهم أو كأنها هم وانزاح من على اكتافهم
ومعرفش ليه الناس بقت وحشه كده!
فضلت اسأل نفسي... ياترى ايه اللي عملته بنتي تستحق عليه اللي بيعملوه فيها ده دول عايشين فخيرها وطول عمرهم بيتنعموا بفلوسها معقول تكون دي جزاتها فالآخر
وفضلت يومها ابكي لغاية مانفسي اتقطع واغمي عليا
وفوقت لقيت سعاد واقفه فوق مني ومربعه اديها وشفت حد تاني واقف جنب مني ولما ركزت لقيته دكتور الصيدليه اللي جنب الفيلا وكان بيضربلي حقنه فى المحلول..
استغربت يومها ليه سعاد مسابتنيش اموت وجابتلي حد يعالجني
لكنها كشفتلي عن دا بنفسها لما قالتلي بعد مالدكتور مشى
مفيش وحده ھتموت فيكم انتوا الاتنين قبل ما كل حاجه تبقي بإسم ابني..
وصدقوني وقتها انا اللي هسعى لموتكم بنفسى..
لكن دلوقتي منعرفش ايه اللي هيترتب على مۏت اي حد فيكم وعشان كده هنصبر
وخرجت فورا بعد ماخلصت كلامها وسابتني وانا بټعذب من ديق نفسي وبتقطع من خۏفي علي بنتي
اللي زي ماتكون فطموها مني واخدوها حطوها لوحدها فمكان بعيد عني
ولا هتلاقي حد دلوقتي ياخد باله منها ومن اكلها وشربها ويأكلها بالعافيه لما مترضاش تاكل
ولا هتلاقي حد يهدي خۏفها فحضنه لما تقوم مفزوعه من عز نومها او لما تشوف المخلوقات المخيفه اللي بتحكي عنهم واللى لما بتشوفهم بتبقي ماسكه فيا زي العيل الصغير لما بيكون خاېف من حاجه..
ومبقاش فأيدي غير اني اتوضي واصلي وادعيلها من كل قلبي ان ربنا يوقفلها اولاد الحلال
وأكملت بإبتسامة وهي تنظر للطبيب حمزة بإمتنان متناهي واستجاب ياابني واديك وقفتلها وقفه اللي منها موقفهاش
وعرفت بيك ان ربنا اراد ان حظ المسكينه دى يتغير للأحسن
ومن يومها وانا بدعيلك ليل نهار وبحمده انه حطك فطريقها ياحبيبي
ربنا يحميك لشبابك يارب ويريح بالك يارب ..
تبسم الطبيب حمزه وهو ينظر للسيدة كريمه ممتنا هو الآخر لوابل الدعوات المنهمرة عليه من فمها واردف قائلا
الله اعلم ياخالتي مش يمكن ربنا لما حطكم فى طريقي اراد ان حظى انا هو اللي يتغير للأحسن
انهي جملته ثم هب واقفا قبل ان تفهم السيدة كريمه المغذي الحقيقي من وراء جملته هذه
وكأنه بفعلته هذه سيقطع الطريق على عقلها من تحليل حروفه وفهم مابين السطور
وسأل السيدة كريمه في عجلة من امره
انا نازل شوية ياخالتي محتاجه حاجه
كريمه لا يبني تسلم انا هبقي ابعت البواب او مراته يشتريلي كل حاجه محتاجاها..
فأومأ الطبيب حمزة برأسة للسيدة كريمه بالفهم ولكن ليس بالموافقه
فتحرك علي الفور نزولا لينتهز الوقت القليل المتبقي قبل حلول الليل
فقام بشراء كل مايلزم من متطلبات المنزل بالفيزا كارد خاصته
وعاد فاعطاهم للسيده كريمه ودلف الي ود
فوجدها لازالت نائمة فنظر اليها مودعا قبل ان يتركها ويترك الشقه ومحافظة الاسكندريه كلها ويعود ادراجه الي القاهره وهو لا يدرى مالذي ينتظرة هناك ..
أنثى بمذاق القهوة ١٥
ساعات قليله من السفر بالسيارة ووصل الطبيب حمزه للقاهرة
وهاهو علي بداية الطريق المؤدي لبيته وقد بدأت احلام اليقظه تراوده عن الراحه التي سيحظي بها اخيرا بعد يوم كامل من التعب والجهد و القلق وترائت له صورته وهو نائم يتقلب في فراشه ذات اليمين وذات الشمال
ولان الاحلام لا تتحقق دائما مهما كانت بساطتها
ولأن دائما للقدر والنصيب رأي آخر فقد ذهبت جميع احلام الطبيب حمزه هباء كذرات من غبار في مهب الريح
فبمجرد ان توقف بسيارته امام المبني الذي يقطن فيه وترجل منها بتعب بالغ
حتي وجد نفسه محاطا بأربعة رجال اقل من فيهم ضخامة يعادل حجم الطبيب حمزة مرتان ونصف تقريبا
وزراعيه اقل كتلة عضلية بهم تقريبا بحجم رأسه
فأتسعت عينا حمزه ورفع يده عدل نظارته التي لو كانت حية ترزق وتتحدث في هذه اللحظه لصړخت به قائلة اتركني الأن ايها الأبله فآنا اتمسك بأذنيك جيدا واهتم انت بالحوائط الاربع المحيطين بك!!
فبلع الطبيب حمزة ريقه بقلق وشك سرعان ماتحول ليقين وهو يرى من ظهر من خلف سيارة سوداء وتقدم نحوه وهو يستنشق نفسا من سيجارته الفاخره المعروفه بنوع السېجار الكوبي
قبل ان يرميها على الارض كاملة وقد بدا انه اشعلها توا فلازالت صحيحة لم ينقص منها شيئا
وبعد ان رماها قام بدهسها بحذائة حتي اتلفها تماما..
فهتف حمزة فى نفسه لماذا اتلفها هذا الاحمق! الم تطفئ هذة السېجار فى الغالب وتستخدم مرة اخري فى وقت لاحق
نعم انى اراهم في التلفاز يفعلون هذا دائما!!
فصړخ عقله معترضا مستنكرا من الاشياء الغريبه التي يفكر بها في اكثر المواقف سوءا
عد الى رشدك ايها المعتوه فهذا ليس وقت احدى نوبات چنونك!!
وجعله يعود لرشده ويقدر حجم الخطړ المحدق الذي يحيط به وبدأ يدب الخۏف فى اوصاله
وماأن استشعرت خلايا جسدة انها على وشك التعرض لبعض الكدمات والصڤعات والركلات التى لن تكون سهلة بكل تأكيد وخاصة وهي تصدر من هؤلاء البلدوذرات البشرية المحيطين به
حتى بدأ عقله يأخذ منحني آخر من التفكير وهو
ترى أي مناطق جسده تتصدر الاهمية القصوى بالنسبة له وتستحق ان يحميها بيديه اكثر من غيرها نظرا لسهولة اتلافها
اهي اسنانه ام عينيه ام وجهه كله ام بطنه التي بها كامل اعضائه الحيويه ام.... وهنا اخذ الطبيب حمزه قراره بأن الأولي والاحري والاحق بدفاعه وحمايته له هو اكثر اعضاء جسدة الحيويه اهميه
فكل شيء آخر له بدائل وحلول الا هذه المنطقه..
كل هذا التفكير وهذة القرارات لم تأخذ من الوقت سوى ثوان معدودة
وهي المسافة التى تطلبها وصول حسام اليه من مسافة لا تبعد اكثر من عشر خطوات فقط ..
وبمجرد وقوف حسام امام الطبيب حمزه حتي تبسم وهو يرى الطبيب حمزه يقوم بقلع نظارته ويلقي بها داخل سيارته علي المقعد
ويقف مستقيما آخذا وضعا معينا يتخذه لاعبي كرة القدم اثناء وقوفهم امام المرمي وعمل حائط بشړي لصد فاول .
وسرعان ماتحولت ابتسامة حسام لقهقهات عالية وهو يري حمزة يغمض عيناه خوفا ويصر وجهه كأنه ينتظر صڤعة في اى لحظه..
وكان الاجدر بالطبيب حمزه ان تضايقه ضحكات حسام الساخره
ولكنه لم يهتم فهو يعلم ان السخريه قادمة قادمة
سواء استسلم ام قاوم
ففي النهايه لا امل له فى التغلب على هؤلاء العمالقه
او ربما لا امل فى النجاة من تحت ايديهم والخروج حيا..
فحسبها جيدا ورأي ان المقاومه لن تفيد وأن الاستسلام هو الطريق الاقصر لأنهاء الموقف وان الغلبة و البقاء دائما وابدا للاقوى..
خفتت قهقهات حسام اخيرا و نظر الي حمزه طويلا وهو بهذا الشكل المضحك ثم اردف بنبرة آمرة تشبه فحيح الافاعى
وديتهم فين يلا
فتح الطبيب حمزه عينا بعد الاخرى وكالعادة فكر فى الانكار وقول الجمله المعتادة في هذه الحاله والتي يتوقعها الجميع وهي
انا مش عارف انت بتتكلم عن ايه
ولكن الطبيب حمزه اذكي من ذلك وعلم ان الانكار لا يفيد فأجابه علي الفور
معرفش انا وصلتهم لمحطة القطر وسبتهم ورحت لأختي فكفر الشيخ قضيت معاها باقي اليوم..
حسام بصوت هادر كداب يابروح امك انت كنت معاهم وتعرف هما فين ولو منطقتش دلوقتي انا هخلي الرجاله دي تعمل منك بطاطس محمره دلوقتي..
اومأ الطبيب حمزة برأسه بالموافقه وهو ينظر لحسام الذي انفرجت اساريره
فلم يأخذ معه الطبيب حمزة وقتا طويلا من الجهد والټهديد والوعيد او الضړب حتي
وها هو سيتحدث ويخبره عن مكانهم بمنتهي السهولة واليسر
فأثنى عليه حسام قائلا شااااطر برافو عليك يادكتور المجانين كويس ان المجانين اللي بتعالجهم مأثروش على عقلك ولسه قاعد عاقل وبتوزن امورك كويس ها قول بقي...
تنحنح الطبيب حمزه ليجلي احبال صوته وخرجت الكلمة من فمه بحشرجة واضحه
بالطول..
فهز حسام رأسه مستفسرا عن معني مانطق به الطبيب حمزة توا
فأجابه حمزه علي الفور البطاطس المحمرة خلوها بالطول
ومقرمشه ياريت..
قالها وعاد لنفس الوضع السابق واغمض عينيه وهو يتمني ان تحدث معجزة من السماء فهو يعلم ان اول الصڤعات في طريقها اليه
ولأن المعجزات نادرة الحدوث فلم يكن حظ الطبيب حمزة بالحظ الوفير الذي يجلب المعجزات
وها هى أذنه اليمني تطلق صفيرا عاليا نتيجة الصفعه الافتتاحية من يد حسام والتي كانت بمثابة قصة للشريط الذي سمح بعبور سائر انواع الضړب الى جسده
و كانت صڤعة حسام رغم قوتها اخف والطف واحدة بينهم..
وها هو الطبيب حمزة ملقى ارضا يئن وهو يشعر ان شاحنة من شاحنات النقل الثقيل قد عبرت قوق جسده ذهابا وايابا لعدة مرات..
وبدأ يجاهد لفتح عيناه ليكتشف ان كان لازال في الحياة الدنيا ام انتقل الى الرفيق الاعلى
وعلم انه لازال على قيد الحياة وهو يرى نفس الاشخاص يقفون فوق رأسه حقيقتا هو الان لا يراهم جيدا والرؤية ضبابيه ولكن نفس الاحجام والاطوال وتأكد اكثر حين سمع صوت حسام يحادثه
خساره يادكتور كنت فاكرك اذكى من كده لكن طلعت اغبي مما تصورت ممكن تقولى ايه وجه استفادتك من اللي عملته دا
والسبب اللي خلاك عملته عشان انا مش لاقي تفسير يخليك تعمل حركه غبيه زي دي الصراحه
وياريت متقوليش شهامه ولا مروئة عشان انا مشفتش الشهامه جات تجري تحوش عنك الضړب دلوقتي
ولا شفت المروئة بتصوت وهي سامعه عضمك بيتكسر عشان حد يلحقك
هاه يادكتور قولى بقي عملت كده ليه مع ناس متعرفهمش
وهنا خرجت الحروف من فم الطبيب حمزة مصحوبة بدماء تسيل على طرفي فمه
وسعال بين كل كلمة واخري
حسام بسخرية
اه ماهو لازم تقول كده ماهم اكيد ملوا دماغك بكلامهم ومسكنتهم
اسمع يادكتور انت هتتكلم وتقول هما فين يعني هتتكلم مفيش حل تاني او حل وسط
انا لازم اوصل لود فأقرب وقت قبل ماتهرب وتسيب البلد
ولو دا حصل ودينى لأكون دابحك وشارب من دمك انت مش ملزم تعمل معاهم كده او تساعدهم لأي سبب من الأسباب حتي لو كانت اسباب انسانيه وخلي بالك ان ممكن انسانيتك دي اللي طلعت مع ناس غلط تنهى حياتك..
صمت الطبيب حمزة فقد استنزف كامل قواه وطاقته المتبقيه في الثلاث كلمات السابقه
واغمض عيناه مستسلما لظلام دامس لم يدخله شعاع من النور الا حينما فتح عيناه ببطئ فوجد نفسه فى غرفة في مشفى
ورفع يده يتحسس جسده فوجد انه قد جرد من الجزء العلوى من ملابسه
وهناك الكثير من اللاصقات الطبيه والشاش الذي يفوح برائحة المطهرات متفرقات علي صدرة
فأخذ نفسا عميقا ثم زفره وكم شعر بالألم من مجرد دخول النفس وخروجه لجسده كانه بذل مجهودا جبارا..
واكمل جولته فى الغرفه ليجد صديقه الطبيب عمروا جالسا بجواره على اريكة
ممسكا بهاتفه ويطالعه بإهتمام فحاول ان ينادي بإسمه حتي يعلمه بأنه قد عاد الى وعيه
لكن الكلام لم يخرج الا همسا لم يتخطى محيط شفتاه حتى!!
فلم يجد بدا غير ان يصدر صوتا بديلا يخبر عمرو بذلك
فقلب كفة يدة وضړب بظهرها قائمة السرير الحديدي فأصدرت الضړبه صوتا نبه عمرو في الحال وجعله يهب واقفا ويسرع نحو حمزه ويسأله متلهفا عن حاله وكيف اصبح
اومأ حمزه لعمرو مطمئنا ولكن دون جدوي فحالته لا تطمئن بالمرة..
وحاول حمزه مرارا وتكرارا ان يتحدث كي يسأله كيف اتي الي هنا علي الاقل او من الذي اتي به.. وللأسف فشلت جميع محاولاته..
ولم يكن عمرو بحاجة الي ان يسمعها بأذنيه لكي يعلم مايدور في خلج صديقه
فسحب المقعد وجلس بجواره وبدأ يقص له كيف اتي الي المشفى هنا
وكان ذلك بمساعدة بعض سكان عمارته الذين وجدوه ملقى على الارض وقاموا بحمله وإيصاله الي المشفي
وبعدها قاموا بالاتصال عليه من هاتفه كي يأتي اليه بحكم انه آخر من اجرى معه اتصالا قبل رقم اخر هاتفوه فوجدوه مغلقا..
ظل حمزه يسمع كل هذا بحنق شديد متمنيا ان يتنتقل عمرو بالحديث الي مايشغل باله اكثر
الا وهو هروب ود من المشفي وكيف سار الامر بعد اكتشافهم لهذا الخبر
فكل مايرويه عمرو الآن لا يعني له مثل هذا الامر.
وهاهو يحملق فى عمرو بإهتمام شديد حين اردف عمرو بحماس كأنه تذكر شيئا عظيما كان قد نسيه
اسكت مش الحاله المزة بتاعتك اللي فى في المستشفي البنت عارضت الازياء دي هربت امبارح والمستشفي اتقلبت وجوزها طربق المستشفي على راسنا كلنا وعمل في المستشفي بلاغ والمدير متحول للتحقيق پتهمة الاهمال
انتظرالطبيب حمزه بأعصاب مشدوده الى ان شارفت على التلف الفقره التي سيذكر فيها عمرو اسمه ويقرنه بهروب ود ولكنها لم تأتي
وكل ماذكره عمرو لاحقا هي تفاصيل وشكوك حول الطريقه التي يحتمل ان تكون قد هربت بها المريضه وتخمينات حول وقت الهروب
فإرتخت اعصاب الطبيب حمزه حينها فقد علم انه قد برء من التهمه قانونيا علي الاقل...واما بالنسبه لمدير المشفي فهو سيخطى ذلك فكثيرا ماتحدث معه مثل هذه الأمور..
مضي بعدها اليوم وقد قضاه عمرو كاملا بجوار الطبيب حمزه يعتني به
فهو يعلم انه ليس لديه احد سوى اخته القاطنة في محافظة اخري ولن تأتي اليه سريعا إن طلبها وايضا لأن حمزة يستحق هذا الاهتمام وهذه العناية منه فهكذا يكون رد الجمايل وهذا هو وقته
وحمزه رصيده لدي عمرو ليس بالقليل..
وبحلول الليل اتي وحيد اليهم ليتولي هو الورديه الليليه مع حمزه ليذهب عمرو الي بيته على وعد بالقدوم في اليوم التالي لتبديل الورديه مرة اخري مع وحيد
فغادر عمرو وجلس وحيد بجانب حمزه ولكن فضوله لم يسمح له بأن يصمت ويكتفي بإن يتحدث هو فقط
فقد كان فضولة قاټلا يريد ان يعرف ماالذي او من الذي فعل هذا بحمزه ومالسبب وراء ذلك
ورغم انه يري ان حمزه لا يستطيع الكلام او الإجابه علي اسئلته
الا انه استمر في طرح نفس الاسئلة بين الحين والاخر آملا ان يقوي حمزه علي الاجابه في مرة من المرات..
ولكن للأسف فها هو اليل قد بدأ في الانسحاب ولم يتلقى منه اية اجابات ولكن التحسن في حالته بات ملحوظا فها هو قد بدأ يئن الان
وهذا دليل علي انه سيتحدث قريبا..
واثناء ذلك صدح هاتف حمزه برقم اخته للمرة الخمسون تقريبا من أول اليوم الي الآن وكل هذا لانه لم يتصل بها منذ الامس
فتجاهله هذة المرة ايضامضطرا فهو ليس لديه خيار آخر غير التجاهل والا كيف سيجيبها
اما اخته فألتهم القلق روحها علي اخيها الوحيد
فها هو اليوم يقطع عادته اليوميه لأول مره
وهذا ما جعل قلبها يحدثها ان مكروها قد حدث له وخاصة مع عدم رده عليها مهما حاولت الاتصال به
فما كان منها الا ان تركت اولادها مع زوجها واستقلت اول وسيلة مواصلات وانطلقت الي القاهرة فورا لتطمئن على اخيها وكل اهلها..
وبعد ساعات وصلت سماح شقيقة حمزه الي مسكنه وصعدت الي شقته واخرجت المفتاح الخاص بها وهمت ان تفتح باب الشقه لتدخل وتري ماذا حدث لاخيها ولكنها توقفت عما تفعل على صوت احدي الجيران
اهلا ياسماح يابنتي حمداله عالسلامه لو بتدوري على الدكتور حمزه اخوكي فهو في المستشفي السكان نقلوه امبارح الصبح..
وهنا تهاوى قلب سماح من السماء السابعه فور سماعها ذلك
فهاهي جميع مخاوفها قد تحققت واتضح ان احساسها لم يكن ېكذب ابدا وهاهو غاليها اصابه مكروه ما..
فصړخت بزعر وهي تنظر للسيده
حمزه في المستشفي ليه جراله ايه وفأنهي مستشفي ارجوكي اتكلمي قوام
السيده هما لقوه الصبح واقع قدام العماره وسايح في دمه جراله ايه دي محدش يعرفها
وفأنهي مستشفي دي تسألي عليها عمك صابر في السوبر ماركت عشان هو كان مع الناس اللي ودوه واصلا هو وجوزي وباقي السكان كانو رايحينله كمان شويه وانا كمان كنت بجهزله اكل وا...
وقبل ان تكمل جملتها نظرت لسماح التي اطلقت قدميها للريح وهرولت مسرعة نحو السوبر ماركت لتسأل في أي مشفى يرقد اخيها
وماأن وصلت وسألت حتي اسرعت تسابق الريح الي هناك بقلب يرجف وعبرات تتسابق للسقوط
ودعوات وتضرع الي الله ان يحفظه لها من كل شړ وسوء لم تنقطع الا بوصولها الي باب غرفته التي اندلت اليها اخيرا..
فتحت سماح باب الغرفه مرة واحده ودخلت مسرعه بكل ماتحمل من خوف بداخلها
مما ادي الي جفل واستغراب حمزه والطبيب وحيد وخوفهم من هذا الھجوم المفاجئ الذي حدث للتو لكن سرعان ماسكن وجل قلوبهم وهم يروا من صاحبة الھجوم..
فتغيرت ملامح الطبيب حمزه للضيق وهو يراها ويري حالتها ودموعها فلم يكن يود ان يقلقها عليه او ان تراه في هذة الحاله وتكون النتيجه هى مايراه الآن..
هجمت عليه سماح ماإن افسح لها وحيد المجال وبدأت تتحسسه بقلق بالغ وهي تسأله بصوت قد اختنق من كثرة
البكاء
مالك يااخويا مالك يانور عيني قولي مين عمل فيك كده
وبدأت تكرر نفس الاسئلة مرة بعد مره وحينما لم تجد ردا توجهت بالحديث لوحيد وسألته الاسئلة ذاتها راجية منه ان يجيبها لعله يعلم
ولكن وحيد اجابها بأسف انه لا يعلم مثلها تماما
فجلست سماح بجانب اخيها
واستأذن وحيد بالمغادرة بعد ان اطمئن على حمزه بقدوم اخته اليه
ولكنه لم يغادر الا بعد ان سألها إن كانت تحتاج لشيئ ما يجلبه لها وهي تشكرته واخبرته انها علي مايرام ولا تريد شيئا..
فغادر وحيد وما هي الا دقائق معدودة بعد مغادرته وتوالت الناس عليهم من الجيران والمعارف وكل من علم بما حدث لكي يطمئن علي حمزه..
ساعة كامله انقضت بين فوج يأتي وآخر يغادر الي ان خلت الغرفه اخيرا من الناس وبدأت الضوضاء تختفي وهاهو حمزه يغمض عينيه محاولا اخذ قسط من الراحه تحت انظار اخته المشفقة على حاله
ولكن هيهات فها هو يفتح عينيه مجددا ليراها تتجسد امامه بشكلها الملائكى برقتها بأنوثتها بنوبات هلعها بعيناها البراقه التي تنظر اليه وكأنها اقسمت ان لن تجعل الراحه تستطع اليه سبيلا بعد اليوم الذي وقعا عليه فيه وكأنها ميدوسا وقد اصابته لعڼة عينيها ..
فظل هائما يتأملها وهي متجسدة في الفراغ امامه ويسأل نفسه تري كيف امست وكيف اصبحت وتمني لو كان يستطيع الكلام كي يهاتفها ويطمئن عليها
واخيرا افاق على اصوات زقزقات بطنه وهي تعلن عن حاجتها للطعام
فنظر لاخته لكي يخبرها ولكنه لم يستطع اخبارها قولا
فبدأ يمسد بيده علي بطنه بحركة دائريه ففهمت اخته مايرمي اليه وقامت علي الفور وتوجهت اليه ببعضا من الطعام الذي جلبته معها تلك الجاره وبدأت تطعمه بالقليل القليلورويدا رويدا
وهو برغم صعوبة المضغ والبلع الا انه استمر في تناول الطعام مرغما ليسد جوعه..
وبعد الانتهاء من الطعام كم اشتهي كوبا من القهوهو تمني لو يستطيع الحصول علي واحدا الان والامنيه التي تضاهي الامنية الاولي هي ان يري ود او يسمع صوتها
وها هو يعادل احتياجه لها احتياجه للقهوة وأصبح يعلم ان سعادته الكبري الآن تكمن في قدح من القهوة وعيناها.
اما في هذا الوقت في فيلا حسام..
سعاد حسام اهدا مش كده هتجرالك حاجه
حسام اهدا ازاي ياامي اهدا ازاي والعقربتين دول قدروا يهربوا مني ويغيبوا عن عيني
وياعالم دلوقتي ست ود بتخططلى لايه ولا بدأت في تنفيذ انهي خطه عشان تخلص مني ومننا كلنا
ونظر الى طفله بحسره ثم ذهب اليه فالتقطه من الأرض وحمله بعد ان تبسم له الصغير وطبع قبلة حانية على جبينه وهو يهمس له
انا مش خاېف غير عليك انت بس انا متهمنيش دلوقتي اي حاجه تانيه فى الدنيا غيرك..
فتقدمت منه زوجته وقامت بوضع يدها علي كتفه وهمست له مطمئنه
متخافش مفيش اي حد ولا اي حاجه هتقدر تأذيه ولا تأذيك ولا ټأذي حد فينا طول ماانا جنبك متشلش هم حاجه ابدا
ركز بس انت فشغلك وخلي بالك وانتبه عشان طول ماود بعيد متعرفش ھتضربك فأنهي وقت والضړبه هتجيك من انهي اتجاه..
أومأ لها حسام برأسه تأييدا ثم اغمض عينيه وضم طفله اليه بكلتا يديه واستنشق رائحته الطفولية الجميله اما هي فإبتسمت ورفعت يدها تربت على رأس صغيرها وتلاطفه هي الاخرى..
وكل هذا تحت انظار سعاد التي كانت تنظر لإبنها بشفقة بالغه وهي تري الړعب يسيطر عليه بالكامل ويضرب اوصاله
ولم لا يفعل واكبر عدوة له قد اصبحت حرة طليقه وليست بمفردها فمعها وصيفتها والعقل المدبر والتي تتحكم في ود بكل سهوله ويسر كقطعة من الصلصال..
اما في الاسكندريه..
دلفت كريمه الي غرفة ود فوجدتها تقف امام المرآه وهي بكامل اناقتها وتقوم بوضع بعض مساحيق التجميل فتبسمت كريمه. واخذت تنظر اليها بفرحة شديده وهي تراها تعود الي الحياة من جديد
ثم تقدمت وجلست علي طرف السرير تتأمل في ود التي تبسمت لها هي الاخري وسألتها في غنج بالغ
هاه ياماما كريمه ايه رأيك فيا حلوه
كريمه بنبرة صوت فائضة من المحبه والاعجاب احلي واجمل وارق والطف ود في الدنيا دي كلها حمداله على سلامتك ونجاتك يانور عيوني
انزلت ود الفرشاة التي بيدها ووضعتها في مكانها المخصص بين الفرشيات الاخرى
وتركت مقعدها وتقدمت نحو السيدة كريمه فجلست بجانبها وقامت بإحتضانها وضمتها هي الاخري وبدأت تمسد علي شعرها فتنهدت ود واردفت هامسه في حضن كريمه
واخيرا ياماما واخيرا اتحررنا من حسام وسعاد وبقينا احرار اخيرا بعدت عن حسام وهتنفس بحريه اخيرا هقدر اعمل كل اللي انا عايزاه من غير قيود او فرض سيطره اخيرا هنعيش من غير خوف ياماما اخيرا
فردت كريمه عليها هامسه
ايوه ياود بس برضوا حريتنا مش هتكون كامله طول ما حسام وامه علي وش الدنيا طول ما عايشين مش هيسمحولنا نعيش ابدا احنا من البدايه ومن ساعة ظهورهم في حياتنا واتحط لسعادتنا وسعادتهم في الدنيا شرط واحد ان سعاد وحسام ميكونوش فيها يأما احنا الاتنين مانكنش فيها
وطول ماكلنا موجودين في حياة بعض لا هيكون فيه سعادة ولا راحه..
وعشان كده احب اطمنك ان سعادتنا خلاص على الابواب لان نهايتهم خلاص علي وشك.. استعدي ياأمي لأيام حلوه كتير جايه
انهت جملتها ثم هبت واقفه وقامت بألتقاط بعض الاوراق وحمل حقيبة. يدها الصغيره وتوجهت الي الخارج لم تقف حتي بعد ان سألتها كريمه پخوف
علي فين ياود يابنتي
فأجابتها ود ولازالت تبتعد رايحه احط النقط عالحروف ياماما وارجع الحقوق لأصحابها
وماإن انهت جملتها حتي كانت تخرج من باب الشقه وتقوم بغلقة خلفها ولم يتسني لكريمه منعها او اللحاق بها
وتركتها وهي تنتفض عليها خوفا فهي لازالت في خطړ محدق وتعلم كريمه ان خروجها بمفردها قرار متهور قد لا يحمد عقباه نهائيا
فهزت رأسها بمنتهي الاسى والاعتراض وهى لا تملك اكثر من ذلك فتلك هي ود وتلك هي رأسها اليابس
وها هي تعود للعند من جديد وبرغم الخۏف والقلق لكن مرحى والف مرحى بعودتها مرة اخرى..
يتبع
أنثى بمذاق القهوة ١٦
خرجت ود من البيت وتوجهت الي البنك قبل ان يستطيع حسام ان يتخذ اى اجراء بالتقرير الذى حصل عليه من المشفي والذي يثبت چنونها ويحجر علي جميع تصرفاتها فقامت بتحويل كامل النقود التي بحسابها لحساب كريمه وقامت ببيع الاسهم وشهادات الاستثمار وحولت النقود ايضا لحساب كريمه وأخيرا استأجرت خزينة فى البنك وقامت بوضع جميع الاوراق الهامه والتي تثبت ملكيتها لكل شيئ فيها..
ثم بعدها همت بالعودة الي المنزل ولكنها توقفت ماأن رأته يقف في زاوية البنك ينظر اليها نظراته القاتله نعم فهي تعلم انه لن يهدأ له بالا الا اذا قټلها وتخلص منها بأية طريقة من الطرق..
فحملقت فيه پخوف شديد قبل ان تطلق قدميها للريح هربا منه
جريت حتي ابتعدت عن البنك مسافة لا بأس بها ووقفت تلتقط انفاسها وإذ بها تنظر للخلف مطمئنة ولكن الاطمئنان تبخر وهي تراه خلفها تماما..
فصړخت وواصلت الجري وسط الناس وحتي الزحام لم يمنعه من ملاحقتها فهاهو يخترق صفوف الماره ويمر
من خلالهم ويتبعها..
ظلت تجري وتجري الي ان وصلت الترام فصعدت وجلست علي مقعد بجوار الشباك وهي تلهث وتحرك الترام وخاڤت ان يكون قد لحقها الى الترام ايضا ولكنها اطمئنت وهي تراه واقفا على الرصيف بين الجموع ينظر لها في ڠضب شديد ككل مرة
فأطلقت زفيرا بارتياح وهي تراه يبتعد عنها حين تحرك الترام وبدأ يتلاشى شيئا فشيئا الي ان اختفى تماما..
فأسندت رأسها للخلف واغمضت عيناها وهي تهمس امتا هتختفى من حياتي نهائي بقي ومااشوفكش تاني انا تعبت تعبت قالتها ثم رفعت يديها تضغط علي جنبات رأسها علها تستطيع ان تخفف ألم الرأس الذي يصيبها فور ظهور هذا الکابوس امامها فى كل مره..
توقف الترام في آخر محطاته فنزلت ود واكملت المشى الي ان وصلت البيت الذي كان قريبا نوعا ما وماإن وصلت الى باب الشقه وفتحتها ورأت كريمه حتي ذهبت اليها مسرعة وارتمت فى احضانها تشكوا اليها خۏفها بدون كلام والأخري بدأت تبث فيها الأطمئنان بتمسيدات حانية على شعرها وظهرها.. وبعد دقائق استكانتها ود في احضان كريمه اردفت كريمه
شوفتيه
فأجابتها ود پألم وانا من امتا مش بشوفه ماانا دايما بشوفه في نومي فى صحياني فكل وقت قدامى دايما واقفلي ومستني اى فرصه عشان يموتني ويخلص مني ومش عارفه هو مش بيعمل كده ليه عشان يرتاح ويريحني انا كمان معاه..
هدرت بها كريمه بنبرة غاضبه فور سماعها لهذا الكلام
ود اوعي اسمعك تجيبي سيرة المۏت مره تانيه سامعه وبعدين هو ميقدرش يعملك حاجه ولا يأذيكي وكل دي اوهام فدماغك طيب ماهو لو يقدر كان عملها من زمان ايه اللي يخليه يستني طول المده دي وايه هو الوقت المناسب اللي مستنيه ماهو اللي بيأذي كل الأوقات بالنسباله بتكون مناسبه للأذي انسي ياود انسي وارجعي عيشى حياتك مره تانيه ولو شفتيه ارجعى اعملى نفسك مش شايفاه زي زمان وانتي هتلاقيه اختفى هو بيظهر لما انتي بتسمحيله ويختفي لما تتجاهليه صدقيني الامر دا بايدك انتي ياود وانتي المتحكمه فيه.
ابتعدت ود عنها وتنهدت وهي تردف
الموضوع مش بالسهوله اللي بتتكلمي بيها دي ياماما الموضوع اصعب من كده بكتير صدقيني مش انا اللمتحكمه فشوفته ابدا هو اللي بيظهرلي علي حسب ماهو عايز وفي الوقت اللي هو عايزه وحتي لو غاب بيرجع يظهر مره تانيه عشان يفكرني بيه ويقولى اني عمري ماهرتاح فحياتي ابدا..
فنظرت لها بشفقة ثم اردفت مفيش قدامنا غير واحد بس هو اللي ممكن يخلصك من دا كله ويعمل اللي غيره مقدرش يعمله ثم نظرت بعيدا واردفت الدكتور حمزه..
فتبسمت ود فور سماعها لإسمه فهي لا تعلم سر الراحه المرتبطه بهذا الطبيب والتي تشعر بها بمجرد ذكره او رؤيته دونا عن أى شخص التقته طوال حياتها..
ونظرت لكريمه وبدأت تؤيدها بإيمائة من رأسها صاحبتها همسات مختصره
وحتي انا كمان عندي نفس الإحساس الا هو رقمه معاكي ياماما
فأومأت لها كريمه وهي تلتقط حقيبتها التي بجوارها وتفتحها وتخرج منها هاتفها ومدته لود التي نظرت اليه مستغربة وقبل ان تسألها علمت كريمه ماستسألها عليه واخبرتها ان هاتفها لم تعد تستطيع استخدامه وأن هذا هو الأءمن الأن وشرحت لها ماقاله الطبيب حمزه وتفهمت ود واخذت منها الهاتف وبدأت على الفور بمهاتفة حمزه ولكن الغريب انه لم يجب علي الاتصال وللحقيقه ليس هذا ماكانت تتوقعه منه اطلاقا
ولكنها التمست له عذر الانشغال واخذت الهاتف معها لغرفتها لتعاود مهاتفته مرة اخرى بعد ان تبدل ملابسها وتستريح قليلا..
وبالفعل قد فعلت ذلك بعد حوالي الساعتين وعاودت الاتصال مرة اخري ولكن اتصالها للمرة الثانيه لم يجد اية إستجابه مما جعل ڠضبا طفيفا يتسلل الي نفسها فها هي تشعر انها ليست ذي اهميه لدي حمزه وهذا الشيئ لم تعتادة البته..
اما حمزه فبمجرد ان صدح هاتفه برقم كريمه يعلن عن مكالمة منها بدأ يتقلب على جمر وهو لا يستطيع الرد عليها ومن الجائز ان يكون حدث لود مكروه ما
وظل يستدعي صوته للعودة اليه مجددا ولكن للأسف لم يلبي صوته النداء وخذلهولا يستطيع ان يفتح الخط ولا يجيب فذلك سيجل الړعب يدب في قلوبهم وحالتهم لا تحتمل خوفا
فأغمض حمزه عيناه وهو يشعر بالعجز حين صمت الهاتف وظل يتحسس حنجرته كي يكتشف مالذي حدث له جعل صوته يختفي وفهم السبب حين شعر پألم شديد في رقبته وهو يتحسسها وخمن انه قد يكون تلقي ضړبة ما عليها فعلت به هذا..
مرت ساعة علي الاتصال الاول تقريبا وبينما الطبيب حمزه مستلقى علي سريره حيث اصبح لا حول له ولا قوة يحاول ترتيب افكاره لكن عقله في كل مره يحاول فيها كانت تبوء بالفشل
وقد علم الطبيب حمزه السبب فعقله قد توقف عن العمل تماما فقد نفذ وقوده وهو الآن في حاجة ضرورية للوقود المتمثل في قدحا من القهوة
إما هذا وإما يستمر عطله وتوقفه الي وقت غير معلوم..
واثناء تفكيره هذا نظر الي الباب الذي سمع عليه عدة نقرات وقامت اخته سماح التي انهت مهاتفتها لزوجها واولادها كي تفتحه ومأإن ظهر من خلفه عمروا حتي تهللت اسارير وهو يراه ممسكا بيده كوبا بلاستيكيا من القهوه فهبت جميع حواسه وصړخت من الفرحه وتمني لو يستطيع التحرك في هذه اللحظه لكان ھجم عليه وأختطف الكوب من يده وبدأ في ارتشافه
فها هو عمرو يصافح اخته ويسألها عن حاله وغير ذلك المسافة من الباب الي ان يصله والتي خيلت الي حمزه بأنها اصبحت الاف الاميال
فنظر اليه عمرو نظرة عابره كي يطمئن علي حاله اثناء الترحيب بأخته ولم يستطع تجاهل نظرة الجرو التي رآها في عيون حمزه وهو ينظر الي كوب القهوة في يده فأشفق علي حال صاحبه وانهي الكلام مع اخته وتحرك نحوه سريعا وقهقه حين رأي ابتسامة حمزه الواسعه ولهفته التي سيطرت عليه وهو يراه يتقدم وخيل اليه كطفل صغير يرقص فرحا حين اشار له ابيه بالكثير من حلوته المفضله
جلس عمرو بجانب حمزه ووضع الكوب علي الكوميدينو الصغير بجانبه ورفع رأس حمزه اولا ثم نصفه العلوي وسنده عليه وتناول الكوب وقربه علي فم حمزه وظن ان حمزه سينقض عليه كصقر ينقض علي فريسته ولكنه اصيب بالذهول حين ابعد حمزه وجهه للخلف عن الكوب فقربه منه عمرو مرة اخري فكرر حمزه نفس الحركه
ففكر عمرو قليلا في سبب ذلك ورفع حاجباه حين تذكر انه نسي طقوس حمزه لشرب القهوة. ففتح غطاء الكوب وقربه منها وهنا حمزه دنا منه بوجهه وقام بإستنشاق رائحة محبوبته واغمض عينيه منتشيا وأصدر صوتا يدل علي كامل استمتاعه امممممم
فنظر عمرو وسماح لبعضهم وابتسما علي هذا العشق العجيب وهذا العاشق المچنون..
وارتشف حمزه اولى قطرات قهوته وماهي الا لحظات وكل عضوا من جسده قد حدث فيه اختلال بسبب افتقاده للقهوة عاد للعمل من جديد وبنفس كفائته الاولي..
حتي صوته قد تحرر بعد انهائة للكوب كاملا وخرج متقطعا وهو يشكر عمروا
وكأن القهوة اصبحت جزءا من تكوينه اذا غابت تداعى من بعدها ثائر جسدة.
دقائق معدوده
ظل حمزه يجاهد وهو يخرج بعض الحروف مكونا كلمة مختصره عن كل ما ود السؤال عليه
ال م. س. ت. ش. ف. ي فأجابه عمرو عن كل ماحدث اليوم فيها وايضا اخر التحقيقات مع المدير وعما اسفرت الي الآن
أج ا ز ه فاجابه بانه اخذ له اجازة ووافق المديد المؤقت عليها بعد ان عرف حالتك الصحيه..
ال. م. ر. ض. ي فطمأنه عمرو انه يشرف علي مرضاه بنفسه ويتبع معهم نفس خطه العلاج الخاصه به وان اوضاعهم مستقرة
واخيرا شعر حمزه ببعض الراحه بعد ان اطمئن علي ما يشغل باله من ناحية المشفي والمړضي..
والان لم يتبقي له سوئ الاطمئنان عليها..
ومرت ساعة علي وجود عمروا معه ثم استأذن وغادر بعدها وماان غادر حتي تلقي حمزه اتصالا آخر من كريمه وظل ينظر للهاتف في حسره فهو لا يستطيع الإجابه هذه المرة ايضا..
ومر باقي اليوم علي ود وحمزه وكل منهم يشعر بحاجة ملحه ورغبة عارمه للتحدث الي الآخر فود تشعر ان في الطبيب حمزه خلاصها والطبيب حمزة يشعر ان في ود راحتة..
ومر اليوم واتي اليوم التالي وهاهو حمزه يكاد يتقفز فرحا حين حاول التحدث بمجرد ان افاق من النوم وخرج صوته واستطاع الكلام حتي وان كان بصوت خاڤت ولكنه استطاع..
اما عند حسام
لم يأتي الى الفيلا في الليلة السابقه فقد بات في الشركه يجمع كل الاوراق الهامه والخاصه بالصفقات الاخيره التي
بعد ان فاق حمزه من نومه وتأكد انه يستطيع الكلام اليوم اول شيئ فعله حينها ان امسك بهاتفه وقام بالاتصال بود والسيدة الكريمه ورن الهاتف ولم يجد أية إجابة من المرة الاولي ولا الثانيه ولكن في المرة الثالثه اتاه صوتها الرقيق الناعس..
حمزه بصوت خاڤت ايوه ياود صحيتك من النوم مش كدة
فتبسمت ود التي بالفعل استيقظت علي صوت الهاتف وردت عليه حصل
حمزه آسف علي الازعاج
ود بتتأسف على ايه عادي اصلا كده كده كنت هقوم كمان نص ساعه عشان ورايا حبة شغل عايزه اخلصهم..
فتبسم حمزه وهو يرى تحسنا ملحوظا في حالتها بل وتتحدث براحة كبيره كأنها كانت في هم وتخلصت منه ومن آثاره ايضا..
فصمت حمزه قليلا ثم اردف بس ماشاء الله انا شايف انك متحسنه كتير النهاردة..
ود وانا كمان حاسه بكده بس انت اللي حاسه ان صوتك تعبان ياتري من ايه
حمزه لا ابدا دا دور برد بسيط وهيروح دلوقتي..
ود سلامتك
حمزه الله يسلمك الا مسألتنيش يعني ليه مردتش عليكي امبارح
ود مجاش فبالي وبعدين اكيد انت لك اسبابك يعني ماهو اصل وقتك مش هيقتصر عليا انا وبس اكيد عندك حجات تانيه اهم..
حمزه غلطانه لاني معنديش اهم منك قالها وصمت بعد ان قوبلت جملته بالصمت من ود ايضا وعلم انها لا تجد ماتقوله فرفع عنها الحرج حين غير مجري الحديث قومي يلا افطري وشوفي هتعملي ايه وانا هكلمك بعد شويه واتكلم معاكي شويه محتاج اعرف منك كام حاجه كده..
فهمهمت ود بالقبول واكمل هو
وابقي اعمليلك فنجان قهوة اشربيه عشان تعرفي تركزى فالشغل اللي هتشتغليه كويس
فردت عليه ود وهي تتذكر طريقته في شرب القهوة وتبتسم هعملها قبل ماافطر وابدأ يومي بيها زيك.. اصلي ابتديت احبها جدا
فازدادت ابتسامة حمزه واخبرها بأنها الان ستضع قدمها علي اول طريق العظمه فلا يبدأ يومه بقدح من القهوة سوي احد العظماء..
فضحكت ود بخفه ثم انهت معه المكالمه تاركة اياه غارق في غياهب جب ضحكتها لا يستطيع الخروج وينتظر ان ينتشله احد السياره..
وقد قامت بهذه المهمه اخته سماح حين عادت من الخارج والقت عليه تحية الصباح وها هو يري بيدها قدح القهوة وبعض الاكياس التي لا تهمه علي الاطلاق هي او مافيها فكل مايهمه الان هو هذا القدح الذي خيل اليه انه يتراقص في يد سماح ويتهادي يمينا ويسارا في كحبيبة تقترب من حبيبها بدلال وبدا قلبه يتمايل معها
وهاهي تصل اليه ليختطفها ويضمها بكلتا يديه متلهفا لها بكل شوق فتنشق رائحتها اولا ثم ارتشف منها بعد ذلك وهاهو يتحسن مع كل ارتشافة اكثر واكتر واكتر..
فما اجمله هذا الصباح الذي بدأه بصوت ود وانهاه بقهوته والاثنان اصبحا عنده سيان في تحسين ميزاجه..
ومرت باقي ساعات اليوم علي حمزه بطيئة رتيبه قضاها بين تصفح مواقع التواصل وبين التفكير في كافة مشكلاته وبدأ يبحث لها عن حلول المشكله الاولي هي حال ود ووضع الخطط المناسبه لعلاجها والثانيه هي عمله وهل سيستطيع ممارسته بعد يومين من الآن وهو لايزال متعبا بهذا القدر ويلزم لشفائه اسابيع وليست ساعات معدوده
واخيرا التفكير في قدح آخر من القهوة
ورن هاتفه وحلت اولى مشكلاته حينما هاتفه وحيد واخبره انه آت اليه فطلب منه احضار كوبا من القهوة في طريقه..
وفي هذه الاثناء فوجئ حمزه وسماح بحضور زوجها وأولادها الذين اسرعوا جميعا نحو حمزه يطمئنون عليه ويكتشفون مدى سوء حالته ولم لا وهو كان لهم دوما نعم الخال ونعم الصهر..
وبعد ان طمئنهم حمزه عليه واخبرهم انه اصبح بخير الآن امر اخته سماح بأن تاخذ الاولاد وتذهب بهم الي شقته
فتبقي معهم هناك ويجلس معه زوجها عبد الله بدلا منها
فوافقت سماح علي الفور علي الاقل ستتمكن من تحضير وجبة طعام جيده لهم جميعا وتأخذ لها حماما ساخنا وتنزع عنها هذه الملابس فكم تكره المشافي والولوج اليها والمكوث فيها وتعتبرها بؤرة للأمراض والجراسيم التي يهيأ لها بانها طوال اليوم تتسلق جدرانها وتعيش وتتكاثر فوق الاسره وعلي كامل الاثاث..
فأخذت الاولاد وغادت تاركة اخيها بصحبة زوجها يتجاذبون اطراف الحديث وعادت هي الي الشقه
وفي هذه الاثناء وصل وحيد بكوب القهوة الي حمزه فبدأ فى شربه بمنتهي الاستمتاع وترك وحيد مع عبد الله يتحدثون وهو أنشق عن مجلسهم بعقله وذهب لعالم آخر لا يسمع ولا يري فيه غير قهوته وانفاسها اللاهثه المتمثله في بخارها المتصاعد امام عينيه ..
اما ود فقضت اليوم كله وهي منكبة علي الاوراق التي امامها تحسب ما معها وماتملك ومالها من ديون شخصيه لدي الناس بعيدا عن معاملات الشركه والتي تستطيع تحصيلها بنفسها
واخيرا اهتدت الي فكره ستخلصها من حسام وتقطع احدي الخيوط التي تربطها به الشركه
ستبيعها الي شركة منافسه لتقوم بدمجها وبتاريخ قديم وبهذا تكون قد وجهت الضړبه لحسام في منتصف الجبهه تماما ولكن قبل اتخاذ ايه خطوه عليها تكليف شخص ما بالقيام بجميع المعاملات والاتفاقات بدلا عنها وفي سرية تامه شخص تثق به وتكون علي يقين انه لن ېخونها
وعلي الفور قفزت صورته امام عينيها نعم انه هو لا غيره طبيب المجانين او كما اطلقت عليه مچنون القهوة..
فتبسمت وهي شاردة ثم نهضت وتوجهت الي المنضدة التي تبعد عنها بعض الخطوات فأمسكت دفتر الرسم الخاص به وفتحته واخذت تنظر الى صورتها المرسومه وهي تتأمل مدي دقته في رسم الخطوط ورقته في ابراز ادق التفاصيل ورات كم هو بارع في كل شيئ يفعله
وحدثت نفسها بان الشخص الذي يجمع كل هذه الصفات في آن واحد انه حقا لشخص مميز وبما انها تعشق التميز اذن فهي واثقة تماما ان
الطبيب حمزه سيتبوء لديها ارفع المناصب واهمها علي الاطلاق مستقبلا ...
انتهي اليوم اخيرا بكل مايحمل من خطط ومخططات من الكل لما سيفعلونه مستقبلا..
واتي يوما جديدا استهله حمزه كسابقه بمكالمة لود سبقت كل شيئ حتي قهوته الصباحيه اطمئن عليها وعلي السيدة كريمه
وامضى الاثنان بعضا من الوقت يتجاذبون اطراف الحديث دون ملل
علم فيها حمزه كم تعاني من فقدان ثقتها في نفسها وكيف تنظر الي نفسها نظرة دونيه وانها انثى غير كامله وكل هذه الافكار حسام هو المسئول الوحيد عن ترسخها بداخلها
فنفي حمزة كل هذه الخزعبلات التي اجتاحت خلايا عقلها واستولت عليها واخبرها بطريقة غير مباشره
كم هي جميله ورائعة ولديها من المميزات الكثير والكتير ولكن ليس للجميع نفس القدره علي رؤية الاشياء الجميله
والازواق دائما تتفاوت وهذه منظومة كونيه فلولا اختلاف الازواق لحدثت معارك واختفت من الدنيا اشياء كثيره..
وكم كانت سعادتها حين اخبرها بأنها تشبه قدحا من القهوة فهي لذيذة ودافئة ومنعشه ولكن لا يعرف الجميع قيمتها فهى صنعت من اجل عاشق ذواق يقدرها ويعلم قيمتها جيدا ويعاملها المعاملة التي تليق بها
اما إن وضعت بيد من لا يعرف قيمتها فسيعاملها معاملة الماء الساخن المذاب به بعضا من البن وقليل من السكر وسيجد لذته في مشروب غيرها قد يكون اقل جمالا ولكن لا احد يستطيع لومه فهي بالنهاية اذواق وكل العزاء لقدح القهوة..
انتهت المكالمه اخيرا بعدما نضبت الكلمات من الاثنين فقد كال كل منهم للآخر ما هو بحاجته
وحصلت ود من الطبيب حمزه على كل ما يلزمها من طاقة وثقه وقوة تكمل به مابدأته
والذي جعلها تشعر بأن لها جناحان خلقا للتو وتشعر برغبة عارمه بالطيران بيهم والرفرفه في السماء الواسعه
هو تشبيه الطبيب حمزه لها بقدح القهوة وخصوصا وهي تعلم مدي عشقه لها وتسلل الي قلبها احساس جميل بدأ يدغدغ روحها من جديد بأنها عادت في عيون الناس ود الجميله التي يثني على جمالها الجميع طوال الوقت
واخيرا شعر الطبيب حمزه بأنه سيتحرر اليوم من سجنه ويذهب ليلتقي بمحبوبته متى شاء فاليوم قد كتب له الطبيب علي موافقه لمغادرة المشفي واكمال العلاج في بيته وها هو سيستطيع ارتشاف قهوته متى شاء ولن ينتظر ان يأتي له احدا بقدح منها بعد ان يعطى الاولويه والاهميه الكبري لاشياء غيرها تهمه اكثر من قدح قهوة حمزه..
وهاهو عبدالله زوج اخته يلملم جميع الاغراض من الغرفه استعدادا للرحيل وقد هاتف زوجته واخبرها الا تأتي اليوم للمشفي فماهي الا ساعة او اثنتين وسيكونوا في طريقم للمنزل ولكن خروجهم مرهون الان علي تغيير الضماضات لحمزه ومن بعدها ستتم المغادره..
ولكن كان هناك رأيا آخر وتدبيرا مختلف لخط سير حمزه فهاهو باب الغرفه ينفرج بقوة نتيجة دفعة همجيه ارتجفت اوصال حمزه وهو ينظر ليتحري من فاعلها ووجده احد البلدوزرات البشريه الذي شارك في دهسه في المرة السابقه..
وبلع ريقه پخوف وهو يراه يدلف الي الغرفه وصړخت جميع عظامه استغاثة وهم يروا باقي الفريق يتبعه دخولا الي ان اصبح الاربعة جميعهم بالداخل..
وانقسم الاربعه الي قسمين مكونين ممرا صغيرا من رجلين في كل جهة ليعبر من بينهم حسام بنظارته السوداء وسچاره الكوبي
الذي نظر اليه حمزه مرة اخري وتحدث في نفسه
ارجوك لا تقم برميه ودهسه هذه المرة ايضا فمن الواضح ان ثمنه باهظا اتركه لغيرك يستفيد به ويجرب هذا النوع الغالي الذي بالتأكيد يحلم بتجربته..
وهنا صړخت خلايا عقل حمزه
قسما بالله ياحمزة لو كنت املك ايدي لكنت توليت انا مهمة تكسير عظامك بدلا عنهم
اصړخ او استغيث ايها الأبله فأنت علي شفى التعرض التعرض لنوبة اخري من الضړب قد تودي بحياتك هذه المره فوالله جسدك لم تعد لديه قدرة علي التحمل..
وهنا رفع حمزه يده كي يعدل نظارته واخذ يدور بعينيه في ارجاء الغرفه ليجد عبد الله الذي لم يعد في مرمي بصره ولا يعلم اين اختفي في لحظة واحده
وهتف حمزه لنفسه متعجبا
الي اين ذهب هذا الم يكن هنا توا!
ولكنه توقف عن كل الاسئلة وهو يري حسام يقترب منه وها هو يقف امامه
وأول شيئ فعله هو انه القي السېجار ارضا وكم فرح حمزه فها هو حسام قد القي بها هذه المره بعيدا ولم يقم بدهسها بحذائة اي اصبح لديها فرصه في البقاء
ولكنه شعر بأنه هو من لم يعد لديه أيه فرصه وخاصة وهو يري حسام يرفع يده
فإنتزع نظارته سريعا ورماها بعيدا واستعد للجولة الاخيره من القتال الغير عادل بالمره
ووضع في حسبانه انه قد يتلقي فيها القاضية. هذه المره وبدلا من عودته الي بيته اليوم قد يبيت في احدي القپور
فتشاهد واستسلم للقدر وليفعل به مايشاء..
وانتفض وهو يتلقي ضړبة علي وجهه ولكنها لم تكن صفعه بل كانت لطمة من نوع آخر ففتح عيناه فوجد حسام قد ضربه ببعض الاوراق على وجهه وتناثرت متفرقة من حوله فنظر للاوراق وهو يشعر بغرابة شديده..
ثم رفع عيناه علي حسام الذي اشار لإحدي رجاله علي نظارة حمزه الملقاة ارضا فتحرك الرجل سريعا ومال بجسدة والتقطها من الارض..
ولم ينتبه لذلك القابع اسفل السرير يرتعد خوفا وكاد ان يبلل سرواله وهو يرى الرجل يتقدم نحوه ظانا منه انه قادم اليه كي ينتزعه من ملاذة الآمن
ولكنه اغمض عيناه براحة وهو يراه قدا اخذ النظارة وعاد من حيث اتي فتنفس الصعداء وحمد الله ان مقاومته صمدت للنهاية ولم يفعل جسده ماهدد به منذ قليل..
وكم شعر حمزه بالغرابه وهو يرى حسام يمد يده اليه بنظارته فألتقطها منه حمزه وارتداها والتقط إحدي الاوراق التي اشار له عليها حسام بعينيه
وبدأ بقرائتها وسرعان مابدأت علامات التعجب تظهر على وجهه ورفع عيناه لحسام متسائلا
وأجابه الآخر بدون أن يسمع السؤال من لسانه
ايوه اللي شايفه دا هو الحقيقه الكامله ود مش زي ماانت فاكر ولا زي مافهمتك هي وكريمه ود حقيقتها اللي بين اديك دلوقتي هو حقيقة ود
ود مجرمه وقاتله..
ود هي اللي قټلت ابوها يادكتور..
تمت
نزيلة المصحة الفصل ال ١٧
ماأصعب أن تنقلب فجأه موازين كل شيئ من حولك أو فلنقل تعود الي وضعها الصحيح وتكتشف بأنك طوال الوقت كنت تقف على رأسك وترى الاشياء معكوسه وانت لا تدري.
اخذ ينقل عيناه بين الاوراق وحسام وكلما انتهي من قراءة ورقه يلتقط اخري الي ان انتهي منهم جميعا.
وها هو يقوم بخلع نظارته والقائها بجانبه مرة اخري پعنفكمن يتهمها بأنها هي السبب فيما قراءة توا او انها اخطأت في القراءه.
فإقترب حسام منه اكثر وبدأ يلتقط الاوراق المبعثره حول الطبيب حمزه ويقوم بإعادة تصفيطهم
وقرران ينتهز الفرصه أكثر وهو يري الصدمة علي وجه حمزه مستغلا هذه الحاله التي اصبح فيها
فقد لا تتاح له هذه الفرصه مرة اخري فهو يعلم جيدا انه ريثما يتقابل مع ود وكريمة مرة اخري سيطمسون كل الحقائق ويزيفون جميع الوقائع وسيتحول المظلوم علي السنتهم لظالم والعكس صحيح.
اشار حسام لاحد رجاله علي الكرسي الموضوع في زاوية الحجرة فأسرع الرجل بإحضاره لهوجلس حسام مقابل حمزه
واخذ ينظر اليه منتظرا لحظة الصفر التي سيسأله فيها حمزه عما حدث بالضبط ويطلب منه ان يقص له القصه كاملة
وهاهو حمزه ينظر اليه بعيون زائغة ويتمتم بها
ممكن تقولي ايه الحكايه بالظبط
وهنا اشار حسام لرجاله كي يغادروا الغرفه واتكأ علي المقعد مستريحا بعد أن نال مايصبوا اليه وقام بدوره بسؤال حمزه
تحب نبتدي من فين
فاجابه حمزه وهو ينظر بعيدا
من البدايه خالصمن طفولتكم انت وود مرحلة الطفوله هي اهم حاجهوهي اللي هربط وهفسر بيها اي حاجه بتحصل لود دلوقتي.
فغاص حسام في بحر ذكرياته وأخذ يفتش في جعبة روحه وعقله عن الماضي الدفين فأردف وهو يعود بالزمن لسنوات وسنوات مضت
حاضر يادكتور هحكيلك من أول الطفوله.
اناابويا ماټ وانا صغير كان احن اب في الدنيا ماټ في حاډثة عربيه وانتهت حياته
وحسيت ان حياتي انتهت معاها
لكن ربنا كان كبير ولقيت عمي احتل مكان ابويا وعوضني بكل اللي يقدر عليه حنان ودلع وفلوس ودايما كان مخليني معاه
كان هو كمان ارمل مراته ماټت بالسړطان بعد ماولدت ود ب٥ سنين.
ضم حمزه حاجبيه بتعجب فكريمه قد اخبرته ان والدة ود ماټت بمرض القلب! ولكنه لم يشأ ان يقاطع حسام وتركه يكمل سرد قصته علي اية حال فهو يمقت المقاطعه.
واكمل حسام وهو يخرج من جوفة تنهيدة حاره ويكرر نطق الاسم مرة اخري كأنه يتغني به
ود وددد... ود مشكلة حياتي الكبري وسبب دماري
ود اللي اتربيت معاها وطول الوقت عيوني مكنتش شايفه غيرها ود اللي من صغري ومن اول ماوعيت عالدنيا مش حاسس غير انها بتاعتي انا وبس ملكي ومن حقي
وحق حمايتي ليها طول العمر انها تكون ليا.
واردف وهو يهز رأسه كأنه يحثها على الوقوف عند هذه النقطه ولا يتقدم بالاحداث اكثر واردف
خلينا نرجع للحكايه من الأول
بعد فترة من من مۏت أبويا جه عريس لأمي
مش هكدب عليك
امي فالفتره بعد مۏت ابويا لاحظت انها اتعلقت بعمي قاسم جدا او بمعني اصح حبته وليه متحبهوش وهي مش شايفه منه غير كل رعايه وحنان عليها وعلى ابنها وتحمل لمسئوليتنا احنا الأتنين بالكامل
وخصوصا أن أمي ملهاش حد في الدنيا ومقطوعه من شجرة وعمي بقي كل اللي ليها من بعد ربنا ومعتمده عليه فى كل أمور حياتنا.
فكانت لما تعرف انه جايلنا هو وكريمه وود تطبخله كل الاصناف اللي بيحبها وتفضل تتكلم معاه بالساعات من غير ملل
وانا وود كانت تاخدنا كريمه فأوضتي ونفضل احنا الاتنين نلعب
وهي تفضل طول الوقت واقفه ورا باب الأوضه وفاتحاه فتحه صغيره وباصه من وراه
كنت بشوف فعيونها كره لامي مكانش بيظهر غير بعد ماامي تديها ضهرها ساعتها عيونها بحسها بتتقلب لعيون ديب متربص لفريسته ومنتظر الفرصه
لكني عشان صغير لا كنت اعرف دا سببه ايه! ولا كنت عارف اعمل ايه
وحتي انا كانت قدام عمي وامي تعاملني معامله
ومن وراهم معامله تانيه خالص.
كنت بحس دايما انها مش طايقاني.
واللى كان بيأكدلى دا بصاتها وتكشيرتها اللي كل ماابص عليها الاقيها مرسومه علي و شها وهي بتبصلي بعكس ود اللي كانت بتعاملها بحنيه وحب ملهمش مثيل
وكانت تخاف عليها من الهوا الطاير دي حتي كانت پتخاف عليها مني انا وكانت لو تطول تقولي متلعبش معاها ولا تقربلها.
في الوقت دا اتقدم عريس لأمي وسمعتها بتكلم خالتها في التليفون بالليل وتقولها
انا هقول لقاسم علي العريس ياخالتي يمكن لما يعرف اني هضيع من اديه يراجع نفسه ويقولي انا اللي هتجوزك ويكتشف انه بيحبني ومش داري.
وقفلت مع خالتها وفضلت طول الليل تصلى وبين كل ركعتين ترفع اديها للسما وتدعى
كل دا وانا صاحي وباصصلها وعارف انها بتدعي ان عمي يتجوزها
وانا كمان دعيت معاها اصلي كنت بحب عمي جدا ونفسى يفضل معانا دايما
وطلع النهار وعلي آخر اليوم لقينا عمي اتصل بينا وقال انه جاي عشان ياخدني عندهم
انا شفته من البلكونه وجريت قولت لأمي عشان عارف انها مستنيه عمي يجي من امبارح بفارغ الصبر.
وهي اول ماقولتلها كده جريت علي الاوضه غيرت هدومها قوام بهدوم تانيه اجمل.
وانا فتحتله الباب واستقبلته واخدني فحضنه كعادته الجميله وانا ضحكت عشان بقيت مطمن ان الحضن دا مش هيروح منى ابدا.
ودخلت اوضتي بعد ماخرجت من أوضتها واستقبلت عمي وطلبت منه انه يدخل الشقه المرادي لانها عايزاه في موضوع مهم علي عكس كل مره مكانتش بتخليه يجيلنا او يدخل الا وكريمه وود معاه عشان كلام الناس.
ودخل عمي وفضلوا يتكلموا مع بعض شويه وبعدها لقيت عمي بينادي عليا فخرجتله.
وصلت عندهم وبصيت لامي لقيتها كاتمه دموعها ولقيت عمي بيقولي ان امي هتتجوز وأنها مش راضيه تسيبني ليه وانها هتاخدني معاها فبيت جوزها الجديد!
انا بصيت لأمي پصدمه عشان مش هو دا اللي المفروض يحصل ولا اللي فضلنا طول الليل ندعي بيه انا وهي ومفهمتش ايه اللي حصل بالظبط
لكن كل اللي فهمته واللي شفته ان امي قلبها مكسور ومينفعش انى اسيبها ابدا.
فرفضت اني اروح مع عمي يومها وفضلت معاها
وبعد مامشي عمي وقفت قدامها وسألتها حصل ايه وايه اللي زعلها قوي كده
لقيتها مره وحده اخدتني فحضنها وابتدت تبكي بحرقه وۏجع مفهمتهوش وقتها.
وبعد ماهديت لما فضلت اطلب منها تبطل بكى عشان خاطري وبطلت
ودخلت انا اوضتي اتصلت بخالتها وبصوت حزين قالتلها
وافق ياخالتي علي جوازي
وقالي ان هو اللي هيبلغه بالموافقه بنفسه وكان عايز ياخد حسام مني كمان.
بس انا رفضت وقولتله مش هسيب ابني وهيروح معايا مكان مااروح.
ايوه ياخالتي وافق على طول..لأ ياخالتي مااعترضش ولا اتدايق حتى.
الظاهر ان كل اللي في دماغي ودماغك كان اوهامواحنا بس اللي كنا شايفينها. عموما اديني اتدبست فجوازه وراجل معرفش عنه اي حاجه.
وارفض ليه ياخالتي وعشان مين خليني اتجوز وخلاص يمكن ربنا يكون كاتبلي نصيب حلو معاه.
واستسلمت امي واتجوزت الراجل اللي كان متقدملها دا واللي اشترط عليها انها تسيبني لعمي اقعد معاه.
وهي مرضيتش وقالتله ياانا وابني يأما بلاش.
وانا بصراحه مكنتش هسيب امي حتي لو هي طلبت مني كده.
واتجوزت امي.
واتنقلنا لبيت جوزها اللى كان في حته شعبيه واقل بكتير من المنطقه اللي كنا عايشين
فيها.
ومقضيناش غيره شهر واحد بس في هدوء ومن بعدها ابتدا العڈاب.
طلع جوزها بتاع كيف وخمورجي وحشاش
وكل يوم والتاني جايب اصحابه للشقه ويسهروا لوش الصبح.
ولو امي اعترضت ميردش عليها غير بأيده.
وحتي انا لو جيت ادافع عنها كنت آخد نصيبي معاها من الضړب وكنا بعدها نحضن بعض انا وهى ونفضل نبكي سوا.
وبعد كده ابتدي ياخد دهب امي حته حته ويبيعه ويصرفه علي كيفه وعلي اصحابه وكل حتتة دهب مايخدهاش منها غير بعلقھ تعلم في كل جسمهاوفي الاخر برضه متقدرش عليه وياخدها.
في الوقت دا انا کرهت عمي وشفت ان هو السبب فى كل اللي بيحصلنا دا
وانه لو كان بيحبني بصحيح وبيحب ابويا الله يرحمه زي مادايما بيقول كان اتجوز امي ورحمها من البهدله دي وحماها وحماني معاها.
حالى انا وأمي اتبدل واللي يشوفنا ميعرفناش من كتر الضړب والذل وحتي الجوع.
وكان عمي يجي من وقت للتاني عشان ياخدني اقضي معاه اليوم ويفضل طول الوقت يبصلي ويسألني مالك فيك ايه لأني كنت طول الوقت ساكت ومبتكلمش ولا بلعب زى الاول ويسألني انت ليه خاسس كده هو انت مبتاكلش يابني ولا ايه!
وانا اقوله عادي ياعمي مفيش حاجه مع اني ببقي نفسي اصړخ فيه واقوله كله بسببك
كل اللي انا وامي فيه دا بسببك انت كل دا عشان رفضتها وسبتها تتجوز الحيوان اللي اتجوزته
لكني كنت بسكت واكتمها فقلبي.
واللي كان بيوجعني اكتر نظرات الشماته اللى كنت بشوفها فعيون كريمه كل ماتبصلي
كأنها فرحانه فحالي واللى وصلتله وافضل اسأل نفسي
هي ليه بتبصلي كده وليه اصلا بتعمل معايا كده! ومعرفش الإجابه.
مستوايا الدراسي انخفض وبقي دايما في تراجع
مفيش دروس زي الأول مفيش هدوء عشان اذاكر فيه والاهم من دا كله مفيش نفس للمزاكره.
ولا اعصاب ولا دماغ فى ظل اللي بيحصلنا دا كله.
لغاية ماجه اليوم اللي کرهت فيه الدنيا كلها مش بس عمي واللي حصلنا بسببه
امي كان معاها فلوس في البنك بإسمها كان بابا الله يرحمه فاتحلها حساب
وجوزها مكانش يعرف عنهم حاجه.
وفيوم جرس الشقه رن وبصيت لقيت البوسطجي جايب لأمي جواب مسوجر من البنك.
جوز امي نادي عليها من جوا المطبخ وجاتله وهي بتمسح اديها فمريلة المطبخ
وأول ماشافت البوسطجي ماسك الجواب فأيده بصيت لملامح وشها لقيتها اتغيرت كلها
وعيونها برقت پصدمة لدرجة اني حسيت انهم هيخرجوا من محاجرهم
وراحت پخوف عشان تمضي على استلام الجواب.
وبعد ما مضت ومسكت الجواب فأيدها وجوزها قفل الباب
جري عليها وهي حاولت تجري منه علي الاوضه بالجواب
لكنه كان اسرع منها ومسكها من شعرها ووقفها وخطڤ الجواب منها وزقها بكل عزمه خلاها وقعت علي الكرسي اللي جنبها
وانا جريت عليها وحضنتها وانا بحاول اهدي الخۏف اللي شفته فعنيها وفرعشة جسمها.
وفتح جوزها الظرف ولقيته بيبتسم وهو بيقرا
وشويه شويه ابتسامته بتوسع.
وبص لامي بفرحه وهو بيقولها
طلعتي لسه متريشه ياسوسو وانا اللي كنت فاكر اني قصقصت ريشك ومعادش معاكي حاجه تاني!
اتاريكي محوشه ومدكنه في البنوك!
أحبيبتي ياام حسااام
وجه علينا وانا وهي صرخنا كنا فاكرينه هيضربنا
لكن اتفاجئنا بيه بيقعد جنب امي وبيمسك ايدها ويبوسها وصوته اللي دايما عالي اتحول لصوت حنون وهو بيقولها
اناآسف لو كنت زعلتك مني فيوم ياغاليه لكن دا كله بيكون من قلة الفلوس
هي اللي بتخلي الواحد يتعصب عاللي حواليه ڠصب عنه ويطلع كل غلبه وهمه فيهم.
لكن خلاص الحمد لله اهي فرجت ولا هيبقي فيه غلب ولا هم وهتبقي كل ايامنا دلع في دلع وهشهيصك دلع يامتدلع انت
ومن حق الجميل يتدلع بقي
ولاأيه يلا ياحسام
ونغزني بصباعه فجنبتي خلاني اټخضيت وامي ضمتني بأيدها التانيه وهو ضحك بصوت عالي.
ومره وحده امي سحبت ايدها من بين ايديه وقالتله
اللي انت بتقوله دا عشم ابليس في الجنه دي فلوس ابني ومش هديها لأي مخلوق غير حسام
دي فلوس ابوه ومش هتتصرف غير عليه الولد جايله تعليم وجياله جامعه ومصاريف تقدر تقولي مين اللي هيصرف عليه وقتها
رد عليها بكل برود وقالها
اله! طب وانا رحت فين هو مش انا فمقام ابوه وحسام دا زي ابني ولا ايه
يعني هو معقول انا هسيبه ولا فاكراني هسيبه
حسام دا مسئول مني وكل احتياجاته عليا
اسحبي بس انتي الفلوس دي هنعملنا بيهم مصلحه وبأذن الله ربنا يكرم واغرقك فلوس انتي وحسام وهدخلهولك كليه خاصه كمان من ام الوفات في السنه ايه رأيك بقي
امي ردت عليه وهي بصاله بنظرة تاكدله انها عارفه انه كداب وقالتله
ماقولتلك عشم ابليس في الجنه. والمفروض مكنتش تعبت نفسك بعدها.
لقيناه مره وحده قام وقف قصادنا وعنيه اتقلبت واتحول لون عروقها بلون الحمار وهو بيقولها
طب ياحلوه ابليس لما عرف نفسه مش هيقدر يقعد في الجنه طلع اللي فيها عشان ميبقاش حد احسن من حد.
ومادام ذكرتي ابليس تبقي حضرتيه وتتحملي عمايله
لأنه اول مره بيوسوس بس..
ولو ملقيش نتيجه بيتصرف بطريقه تانيع زي كده
ودخل الأوضه وطلع وهو ماسك حزام ووقف قدامنا ولفه على ايده وخلي توكة الحزام هي اللي تتولي مهمة الغوص في اللحم وابتدا يضرب فأمي بكل قوته.
وحتي انا طالني من الضړب جانب وانا بحاول ادافع عن امي واحميها بجسمي عشان آخد منها شوية ضړب من اللي كان نازل عليها زي المطر.
لكنها كانت بتبعدني عنها وعن الضړب بكل قوتها وكل ماتبعدني ارجعلها تاني واحاول بضعفي ونحول جسمي اني احميها من جلادها
بس دا مااستمرش كتير
ولقيتني باقع علي الارض وانا حاطط ايدي علي بوقي بعد مااخدت ضربه بتوكة الحزام عليه كسرتلي سنتي وعورت شفتي ولقيت نافورة دم نازله من بوقي.
وامي شافت كده وصړخت ورمت نفسها عليا وحضنتني وفضلت تدعي عليه بعلو صوتها
وهو وقتها بطل ضړب.
معرفش بقي تعب وقرر يكمل في في وقت تاني ولا ايه بالظبط لكن وقوفه ابدا مكنش خوف ولا شفقه كان اي حاجه تانيه الا دول.
واخدتني امي للحمام وغسلتلي وشي وبوقي عشان الدم يبطل وشافت سنتي المكسوره وفضلت تبكي وبعلوا صوتها تدعي عليه وعلي الدنيا وعلي عمي قاسم عشان هو السبب
وقلعتني هدومي وخلتني بس بالبوكسر وفتحت عليا الميه وقعدت علي الارض بهدومها تحت الدش وقعدتني علي حجرها
وابتدت تمسد علي اثار الضړب اللي فجسمي وهي بصالي ودموعها نازله مخلوطه بالميه.
وسمعنا من بره صوته وهو بيقول
اهو كل يوم من دا انتي وابنك لغاية ماتعقلي
ويأمه تحطي عقلك فراسك يأمه اخلصلك عالمحروس اللي عايزه تعلميه بالفلوس دا وخلي الفلوس ساعتها تبقي تنفعك بقي.
وسكت صوته بعدها وسمعنا خبطة الباب وعرفنا انه خرج وامي دعت عليه انه يروح فداهيه تاخده ميرجعش منها تاني.
انهي حسام حديثه هذا ولاذ بصمت مؤقت ونظر نحوئ يري مدى تأثير مارواه علي مسامعي.
أما انا فقد بدوت كالقط توم الشخصيه الكرتونيه بعد ان تلقي خبطة على رأسه خرجت علي اثرها عصافير صغيره منها وبدأت في الحوم حولها وارتسمت النجوم الملونه امام عيناه وبدأت في الدوران بحركة دائرية سريعه..
فتبسم حسام وهو يراني فى هذا الحال وبحركة بطيئة قام برفع يده ووضع اصبعه السبابه في زاوية فمه اليمني
وقام بشد فتحة الفم جانبا ليضهر من خلفها الناب الثاني من اسنانه وقد كان نصفا فقط.
فأغمضت عيناي وانا اسمعه يهمس بعد
حركته هذه
كل كلمه هقولهالك عندي عليها دليل يادكتور انا مبرميش الناس بالباطل ولا برمي التهم جزافا.
فصړخ عقلي بصوته كله
احضر لي قدحا من القهوة حالا ايها المعتوه والأ اقسم لك اني سأفجر نفسي داخل جمجمتك الآن ولا تلم حينها الا نفسك.
احضر لي قهوتي كي تعينني علي الثبات فأنا لم اعد استطيع التحمل اكثر.
وكالعادة انصعت لأمره فأنا اعلم حالته جيدا واعلم تماما ان سينفذ ټهديدة بلا تردد فهذا عقلي وانا اعرفه
فقمت بوضع اصابعي الوسطي والإبهام على جانبي رأسي كى احث عقلي علي الهدوء التماسك
وارجوه ان يكف عن التخبط داخل رأسي قليلا ونظرت الي حسام بعيون زائغه وهمست له
عايز فنجان قهوة بسرررعة.
فأومأ لي بالموافقه وهو ينظر الي ولم يخفي عليه حالي واخرج هاتفه واعطى امرا لاحد رجاله بإحضار كوبين من القهوة سريعا.
وقبل ان ينهي المكالمه فوجئ كلانا بصوت يأتي من اسفل السرير يقول
اعملوا حسابي ففنجان معاكم.
واذ بعبد الله يخرج من اسفل السرير متدحرجا ليستقر اسفل اقدام حسام وينظر اليه لأعلي ويردف له بإبتسامة سمجه وهو يشير له بأصبعيه السبابه والابهام كناية عن شكل الكوب
بشربها مظبوط..
فأضاف حسام الي الطلب كوبا
اضافيا مظبوط وهو يزال ينظر الي عبدالله بغرابه!
اما أنا فأدركت الآن ان زوج اختي الجبان لازال في الغرفه بعد ان ظننته تبخر من الخۏف..
يتبع.. .
انثي بمذاق القهوه ٢
دقائق وعاد احد رجال حسام حاملا ثلاث اكواب من القهوه علي حامل كرتوني مخصص لأكواب القهوة السفارى ومن الواضح انه قد احضر للرجال ايضا
وخاصة وهو يعطي لكل منا كوبه وأخذ كوبا لنفسه والقي بالحامل فى سلة القمامة وخرج واغلق الباب خلفه.
ولأول مرة في حياتي منذ اليوم الأول لتذوقي للقهوة وادمانها بهذا الشكل
لا ارفع الكوب لأنفي كي اشمه اولااو استمتع برائحتها الجميلة.
بل فتحت فمي وسكبت فيه بعضا من القهوة سريعا كي انقذ عقلي من الاڼتحار ولكني لم أستطع الا اغمض عيناي واتلذذ بمذاقها قليلا.
وفتحت عيناي ببطئ لاجد حسام ينظر لي مبتسما ويردف
غريبة علاقتك بالقهوة يادكتور!
فأردفت رادا عليه في قرارة نفسى
ان كان العشق غريبافنعم انا غريب.
لانني عاشق وعشقي لن يفهمه الكثيرون
فالقهوة هي محبوبتي الآولي التي اخذت بكر مشاعريومهما اتت بعدها احبه ستظل هي الاغلي والاحب
وحتى واعلم اني حتي وإن نقلت فؤادي ماشئت من الهوىفمالحب الا للحبيب الأولي.
واردفت رادا عليه بصوتي
علاقتي بالقهوة مش كتير اللي يفهمها علاقتي بالقهوة علاقه من نوع خاص.
فوجدته ينظر بعيدا ويتنهد بمرارة وهو يردف
فعلا مش كل العلاقات بتتفهم زي مثلا علاقتك بالقهوة مهما ناس شافت انها متستحقش العشق دا كله وانها شيئ عادي ومشروب يحمل من المرارة اكتر من الحلاوة
وإن ضرره قد يكون اكتر من نفعه الا انك مبتبقاش شايف في كلامهم اي وجه من للصحه
زي بالظبط علاقة واحد زيي بالسجاير
قالها واخرج من جيبه سېجارا واشعلها واخذ نفس ثم زفره في الهواء وهو يردف
مهما الناس شافتها مؤذيه ومدمرة لكني هفضل اشوفها بعيوني انا وبدرجة احتياجي ليها وهشوف ان محدش فاهمها غيري ومقدر تضحيتها العظيمه وانها بتتحرق عشان ترضيني وتريحني وتضحي بوجودها عشاني حتي وهى عارفه اني بعد مااخلسها او قبل مااخلصها حتي هدوسها برجلي واسيبها وامسك غيرها
قالها وحلق بخياله لتتجسد أمامه تلك السمراء فتبسم ثم تبدلت ابتسامته لحزن وهو يكمل
وفيه كمان علاقة واحد بوحده حبها من كل قلبه وعقله وبرغم ان كل الناس تفضل تحذرك منها وتبقي شايفه علاقتكم علاقه مسمومه
الأ انك مهما سمعت مبتعملش لكلام حد اى اهميه وتفضل تغالط في نفسك وتقول محدش فاهمها غيريمحدش عارف انها غير الصوره اللي الناس شايفاها بيها الا انا وتفضل تديها فثقه وتديها فحب وتديها فأمان وإحتوء وتعتبرها بنتك الصغيره وتقول طفله وبتغلط والأطفال من طبعها الغلط بجهاله.
وتكتشف في الأخر انها اكبر مما تتخيل وانها بتاخد منك كل اللي بتقدمهولها وبس تبعد عنك خطوتين بترمي دا كله عالارض وتدوس عليه وتعدي
ولأ كان الحاجات دي كلها واخداه من روح بنى آدم.
ولما تيجي تكتشف ان الناس كان عندها حق وانك انت الوحيد اللي كنت غلطان طول الوقت وأنها لما بتحكي عنك مش بتطلعك غير الشرير في روايتها
وانك الكومبارس الوحيد فحياتهاودورك ثانوي فوسط كل الابطال
تتاكد وقتها أن الأوان فات وانك خلاص هتفضل طول عمرك واخد دور الكومبارس الشرير
وعمرك ماهتبقي البطل قدامها وأن كل الناس ابطال لقصصها ورواياتها الا انت..
انهي حمزه كوب قهوته وقد استكان عقله قليلا وتخلي عن تهديده بالإڼفجار
ونظر الي حسام وهو يعلم جيدا انه يقصد ود بحديثه الأخير
ويدرك ان في جعبته الكثير والكثير من المفاجآت
والتي يبدوا انها ستكون من العيار الثقيل
التي لا يعلم حمزه الي أي مدي سيستطيع عقله تحملها وهل سيصمد طويلا ام لا
ولكنه عموما لن يستطيع كبح جماح فضولهحتى اشفاقا علي عقله من الضرر اثر الصدمات يدرك انها بانتظاره.
ونظر الي حسام نظرة فهمها حسام فتبسم وهو ينهى آخر قطرات في كوب قهوته هو الآخر
ثم اخذ نفسا عميقا من سېجاره ونفخه مكونا سحابة دخانيه امام وجهه وفوق رأسه واردف
عارف ان كلامي فيا الغاز كتير بالنسبالك وان عقلك عايز حلول و تفسير ليها فأسرع وقتوانا هديك كل التفسيرات اللي تريح عقلك وترضيه.
واردف مكملا
احنا كنا وصلنا لغاية العلقھ اللي اخدتها انا وامي
واللي كانت اول الليفل التاني من الضړب واللي كان عباره عن الضړب اللي بيسيب اثر يفضل معلم في الجسم والروح العمر كله زى سنتي دي مثلا وزي ده..
وقام بفتح ازرار قميصه الاسود الانيق والذي لا اعلم سر حبه في ارتدائه لهذا اللون الاسود دائما
ولكن تظل هذه حريات ومع ذلك فأن اللون الاسود يليق به كثيرا واعتقد انه يعلم هذا ولذلك يرتديه مرارا
واثناء غرقي في تفاصيل بلهاء ليست لها اى علاقة بجوهر الموضوع مثلما يحدث معي دائما
اذ بقميص حسام ينفرج مبرزا لعضلات صدره الملفته للأنظار
ونزلت بعيني للأسفل قليلا مارا بعضلات معدته المقسمه الي ٦ مربعات متساويه
ولم ادرك علي الفور مالذي يريد ان يريني اياه! ام انه يستعرض امامي جسده الرياضي الممشوق فقط
ولكن سرعان ماتبدلت ظنوني فها هو يؤخر قميصه الي اليسار قليلا لتظهر ندبة دائرية تبدوا كأثر لحړق قديم
وللأمانه المنظر جعل جسدي يقشعر وانا ارى كبر الندبة بعد ان طابت تماما
فمابالها حين كانت لاتزال في بدايتها!
فرفعت عيني علي وجهه فقام بضم جنبات قميصه وامسك بسېجاره كان قد وضعها بفمه كى يستطيع فك قميصه كي يحرر فمه للكلام
واردف
كل ٣ ايام او اسبوع تقريبا كنت باخد علقھ انا وامي
عشان ترضي تروح تسحب مبلغ من الفلوس اللي بأسمها في البنك اول ما الفلوس اللي معاه تخلص
وفكل مره امي كانت ترفض وتعمل كل اللي تقدر عليه عشان متروحش تسحب من الفلوس تاني
لكن كل اللي كان بيحصل انها بتاخد العلقھ المتينه وانا كمان معاها وتروح تاني يوم تسحب ڠصب عنها
ومكنتش ببقي عارف ايه لازمة انها ترفض كل مره وناخد العلقھ وهي في الآخر هتروح وهتسحب برضوا
لكني فهمت في الآخر انها كانت بتنول شرف المحاوله حتي لو فشلت في كل مرة
واستمر دا لغاية مافضلوا
آخر عشر تلاف في البنك وامي جات عندهم وصممت وابدا مرضتش تسحبهمله
ومها اخدت ضړب منه برضوا مكانتش بتوافق
وكانت دايما تحبسني فأوضتي وتخليني اقفل علي نفسي من جوه عشان جوزها مايطولنيش ويضربني ويحاول انه يضغط عليها بيا
لانها مكانتش حاجه بتضعفها غيري وكتييير قالتلي روح عيش مع عمك واخلص من العڈاب دا وسيبني بس انا مكنتش برضي مقدرتش اسيبها لوحدها مع الۏحش دا وابعد عنها
برغم اني وجودي جنبها مكانش بيعملها اي حاجه بالعكس كان فى حد ذاته بيضعفها وكانت بتنجبر بيا انها تعمل حاجات كتير مش عايزه تعملها.
وفيوم من الايام طلعت من اوضتي عشان اروح الحمام وكان هو قاعد في الصاله وبمجرد ماشافني جه جري عليا ومسكني من هدومي زي الاسد اللي بيمسك فريسته.
انا صړخت وامي على صوت صړختي جات من المطبخ تجري
ولقتني متعلق بين اديه زي العصفور
حاولت تحوشني منه لكنها مقدرتش وكان ماسكنى بأدين من حديد زي ماتكون روحه متعلقه فيا ولو فلتني من اديه روحه هتروح معايا
وبين شد وجذب بينه وبين امي دخل بيا المطبح
وبحركة سريعه مسك كنكة الشاي اللي كانت علي البوتجاز وحدف امي بالميه اللي كانت بتغلي فيهاجات علي اديها ونزلت علي باقي جسمها
فصړخت وبعدت عني والتهت بنفسها وهي بتبعد الهدوم عن جسمها بالسخونه اللي فيهم
اما انا فمنسيش نصيبي من الاڈيه
قلب الكنكه ولفني وضغط علي جمبي بالقعرة بتاعتها السخنه لغاية ماغاصت في اللحم ومبقتش شايف غير الدخان طالع منها صړخت صرخه حسيتها طالعه من جوا قلبي وفضلت ارفص عشان ابعد عن السخونه وكل مااعمل كده مكان الحړق يوسع عشان كان لسه ضاغط بالكنكه علي جنبتي
ومن بعدها روحى شاغت ووقعت علي الارض مغمى عليا
ومبقتش سامع غير صوت صړاخ امي من بعيد كأنها بعدت عني شارع طويل وانا واقع فأول الشارع وهي بتنادي عليا من آخره.
وشويه شويه صوتها ابتدا يختفي والدنيا تضلم.
وفوقت معرفش بعد وقت قد ايه لقيتني نايم علي السرير
وواحد واقف فوق مني بيعمل حاجه فجنبي اللي حاسس فيه بڼار جهنم
وامي واقفه فوق دماغي من الناحيه التانيه ماسكه ايدي وعماله تبوس فيها وتبكى بحرقه وانتبهت علي كفايف ايديها اللي كانت مفقفقه وحمره
ومش عارف ازاي متحمله تمسك بيهم ايدي
وقتها بكيت وانا حاسس بظلم فظيع متظلمهوش بشړ قبل كده وبس مشي اللي كان بيلفلي الحړق بصتلها بعتب وقولتلها
مش كنتي اديتيله الفلوس من الاول ياماما بدال كل ده!
لقيتها بكت بصوت عالي ومن وسط بكاها فضلت تتأسفلي وتبوس فيا عشان اتسببتلي فكل اللي بيحصلك.
وقالتلي انها هتسحبله كل الفلوس وترميهم في وشه وتطلب منه الطلاق وتخلص منه وتخلصني وتصلح غلطه غلطتها بمنتهي الغباء وكفايه علينا ذل ومرمطه لحد هنا.
وفعلا تاني يوم نزلت سحبتله الفلوس كلها ورميتهاله فوشه وطلبت منه الطلاق وهو اخد الفلوس وقالها هفكر بس لو طلقتك تبريني من كل حاجه وهي وافقت وفضلنا انا وهي مستنيين الڤرج.
وعدي يوم والتاني وعمي اتصل عشان ييجي ياخدني لكني اتحججتله بالمذاكره وقولتله اني عليا واجب كتير وهو فرح لأني رجعت اذاكر وسابني على راحتي..
وعدوا يومين تاني وامي بين انها بتعتني بچروحها وچرحي وبصيت لقيت عمي بيضربلي كلكسات بعربيته من تحت البيت
بصيت لأمي اللي قالتلي بصوت حنون وهي بتترجاني
روح معاه ياحسام ومترجعش هنا تاني روح يابني وانا هخلص من الحيوان اللي اتجوزته دا وابقي اجيلك
ولو مجتش ومعرفتش اخلص خليك هناك وانساني وانا من وقت للتاني هبقي اجيلك اطمن عليك
وجودك مع عمك احسنلك وأحسنلي ياحسام صدقني
بس يابني اياك توريله چرحك او تحكيله علي اللي عمله جوز امك فينا
عمك هيتجنن ساعتها ويبلغ عنه عشان يسجنه وهو وقتها هيعند معايا ومش هيطلقني
او هييجي عمك ېقتله وساعتها هيروح فيها ويتحبس ومش هيبقالنا حد من بعده
وانا معتمده على الله وعليه في مستقبلك ياحبيبي.
وروحت مع عمي وانا ناوي اني اسمع كلام امي وافضل مع عمي ومرجعش تانى واستناها هى اللي تجيني.
وطول اليوم فضلت حريص علي اني مااكشفش چرحي قدام حد
وبالذات عمي اللي كل شويه يبصلي بحيره ويسألني وهو شايفني پتألم مع كل حركه
ياحسام ياحبيبي فيك ايه قولي
يابني انا من ساعة سنتك اللي اتكسرت وانت قولتلي انك وقعت عليها وانا قلبي مش مطمن وحاسس ان بيحصل معاك حاجه مش كويسه
يابني قولي لو جوز امك بيضربك و انا اعرف مااجيبلك حقك منه واعلمه الأدب
او لو حد من اصحابك جاي عليك برضوا قولي وانا هوقفه عند حده لكن متفضلش ساكت كده ياحبيبي اتكلم.
وانا كل اللي عليا اني انفي و اقوله مفيش حاجه من دي بتحصل ياعمي
لكنه مصدقنيش وفضل يبصلي بشك مستحملتهوش
وقمت مشيت من قدامه ودخلت اوضة ود قبل ماانهار قدامه واعيط واحكيله علي كل حاجه واضيع فرصة امي في النجاه.
اتقدمت وقعدت علي السرير وبصيت لود وهي قاعده علي التسريحه وكريمه بتسرحلها فشعرها
ومع كل ضړبة مشط فشعرها تفضل كريمه تتغزل فيها وفجمال شعرها ونعومته
قبل ماتسمي علي جمالها وتصلي وتضمها فحضنها..
بصيتلهم وشفت المحبه اللي بينهم وسألت نفسي
طيب لو امي معرفتش تتطلق من جوزها وترجعليهفضل محروم من حضن زي دا وقت مااكون محتاجه
ومن بعد ماكنت كل يوم انام فيه مشوفهاش ولا ادوق حضنها غير كل فين وفين
ومش بعيد اتحرم منه خالص!
ووقتها قررت اني مش هسيب امي ولا هبعد عنها واللي يجرا عليها يجرا عليا
ويأمه نخرج من هناك مع بعض يأما نفضل مع بعض.
وفعلا يومها مقولتش لعمي اني عايز افضل معاه وقضيت باقي اليوم عادي العب مع ود
وعلى آخر النهار لما جيت اروح
وخلاص عمي نزل قدامي يسخن العربيه وانا المفروض اني استحمي و اغير هدوم البيت اللي لبستها من هنا والبس هدوم الخروج وانزل وراه
في الاثناء دي وانا قالع التيشرت كريمه فتحت الباب مره وحده ودخلت عليا
وانا بسرعه رفعت الهدوم اللي فأيدي وغطيت الحړق بيها ولقيت كريمه جات عليا ومره وحده شدت التيشرت من ايدي وكشفت الحړق وابتسمت وهي بتبصله وقالتلي بنبرة كلها شړ
دي جزاة اللي يعلب پالنار لازم الڼار تطوله وتحرقه
وامك مسكت الڼار وكانت عايزه تلعب بيها
لكن للأسف معرفتش والڼار مسكت فيها وطالتك انت كمان معاها
وخرجت وسابتني محتار مش عارف ولا فاهم معني كلامها دا ايه.
ونزلت وركبت العربيه مع عميورجعت لأمي اللي من اول مافتحت الباب ولقتني قدامها
لان منظرها كان باين انها پتبكي من الصبح
وفضلت ضاماني وتسألني ليه رجعت لكن ضمتها ليا كانت بتقول عكس كده
كانت واخداني قوي فحضنها وشاده اديها حواليا زي حد كانت حاجه غاليه عليه ضايعه منه ورجعتله وهو ضمھا لقلبه ومش مصدق انها بقت بين ايديه من تاني.
وزي ما انا كنت خاېف انحرم من حضن امي
الظاهر ان هي كمان كانت خاېفه اكتر مني
وعرفت يومها اني علي قد ماانا سبب ضعفها علي قد مانا مصدر لكل سعادتها
ورجعنا مع بعض نتحمل الاذي واللي خف شويه من ساعة ما جوز امي خد آخر فلوس معاها
وكل يوم يعدي كانت بتفكره انه يطلقها
وتأكدله انها هتبريه من كل حاجه وهو يقولها حاضر ويأجل.
لغاية ماجه فيوم وفاجأها لما طلبت منه الطلاق وساومها بين طلاقها والشقه اللي اكتشف انها ملكها و مكتوبه بأسمها
واللي كانت مخبيه عنه امرها ومعتبراها سر مش المفروض ان الحيوان ده يعرف عنه اي حاجه
لكن فى الآخر السر مفضلش كتير مستخبي واتفضح ازاي بقي وامتا عرف بموضوع الشقه ومن مين الله اعلم.
المهم انه عرف وامي استقبلت خبر معرفته بأمر الشقه پصدمه تعادل تقريبا صډمتها لما عرف انها معاها حساب في البنك
دا إن مكانتش اشد واقوي لأن الشقه دي كانت آخر حاجه نملكها
واللي كانت امى ناويه بعد ماتطلق اننا نقعد فيها وتشتغل وتصرف علينا احنا الاتنين
ونقفل بابنا علينا ونكتفي ببعض من الدنيا.
لكن دايما للظروف احكام تانيه.
وابتدا من يومها عذاب اشد واقوى منه لينا احنا الأتنين عشان يقدر يخلي امي توافق تبيع الشقه وتديه فلوسها او تتنازله عنها.
بس امي المرادي حطت حياتها وحتي حياتي قصاد الشقه دي وصممت انه لو هياخدها يبقي علي جثتها وقالت الكلمه دى الف مره.
وفضل كل يوم يضرب والجيران تيجي تحوش عننا
واللي كان يتجرأ من الجيران مره كان ياخد نصيبه هو كمان من إهانه وقلة قيمه وبهدله من لسانه الزفر
ومره علي مره الناس بطلت تيجي تحوش عننا مهما سمعوا صوت صريخنا واستنجادنا والكل بعد عن الشړ وغناله لما خاف ان الشړ يطوله.
وهنا صمت حسام يلتقط انفاسه واخذ يرفرف بأهدابه كي يجعل عيناه تمتص قطرات الدموع التي بدأت تفرزهامتمنيا أن تتوقف عيناه عن افراز المزيد.
ويبدوا انه قد توغل الي اكثر سراديب ذكرياته ظلاما واشدها الما وۏجعا.
وهاهو الألم يطفوا علي عيناه ويفيض داخل مقلتيه ويتغلغل فى حجرات قلبه ليخرج في هيئة تنهيدة حارقه.
فرفعت يدى افرك اعلى رأسي راجيا
عقلى الذي بدأ يهتز پغضب معلنا انه الآن علي وشك قڈف سيلا من الشتائم والسباب.
كبركان ظل هادئا الي ان قڈف احدهم حجرا بداخله فلفظ جميع حممه للخارج متحررا منها
فها هو حسام يحاول أن يثبت له كم انه ساذجا قد خدع ببعضا من الاعيب حواء.
ناسيا انها هي من اخرجت آدم من الجنه ونسي ان كيدهن عظيم.
ونظر حمزه الي حوائط الغرفه التي بدت انها اخذت تضيق عليه حتي كادت تطبق على انفاسه
ونظر للسقف الذي هيئ له انه سيتداعي على رأسه فى اية لحظه من اللحظات معترضا علي مايحدث.
واخيرا نظر الي عبد الله زوج اخته فوجده دامع العينين يرفع احدي يديه ليجفف في كمه تلك الدموع التي هربت رغما عنه
وهو ينظر الي حسام في شفقة.
وهذا الآخر ماإن نظر اليه ورآه يدمع علي حاله شاركه بتحرير دموعه من سجنها لتهطل على خديه تضامنا مع دموع عبدالله.
اما انا فأغمضت عيناى وبدأت في استرجاع جميع دروسي السابقه وهي ان لا اثق في احد قبل البحث بنفسي عن الحقيقة الكامله
وسأستمع الي باقي الرواية من لسان حسام
وبعدها سابدأ رحلتي في البحث بنفسي عن الحقائق.
وهكذا سأعلم بطريقتي مدى صدق كل رواية من الروايتين
وابدأ في جمع الادلة والقرائنولن اكتفي بسماع الحقائق من الافواه بعد هذا .
فكل ذي شكوة على حق وكل شاك مظلوم.
انثي بمذاق القهوة ٣
لذت بالصمت كى اعطي المساحة الكافيه لحسام بصمتي كي يتخلص من ضباب الألم الذي خيم علي كامل ملامحه.
وهو سرعان ماتخلص منه وعاد الي كامل قواة
وزفر بقوة ونظر الى مرة اخري واردف
وبعد طول عذاب اخيرا جه اليوم اللي كان بمثابة الخلاص لينا من كل اوجاعنا والامنا
وكأن ربنا كتبلنا النجاة من غرق ومۏت محتوم وبعتلنا المركب اللي ربانه قدر يشوفنا من بعيد بنضارته المعظمه.
القبطان دا كان عمي قاسم ونضارته اللي شافنا بيها هي احساسه.
احساسه اللي جابه لينا علي غفله وقرر انه يكتشف بنفسه ايه اللي بيحصلي
وايه السبب فى الحاله اللي وصلتلها وتعبي طول الايام اللي فاتت دي كان من ايه.
وطلعلنا ولحسن حظنا وسوء حظ جوز امي
كنا بنتعرض لجلسة تعذيب جديدة على اديه
وأول ماسمعت صوت تلكس عربية عمى حسيت ان دي نهاية كل حاجه وحشه بتحصلنا.
وفعلا عمي قاسم طلع وكسر الباب علينا ولقاه پيضرب فينا ومسكه وضربه وشفى غليلنا منه انا وامي
وخرجنا بعدها معاه من البيت اللي كنا فاكرينه هيبقي مقبره لينا ومش هنخرج منه عايشين ابدا.
وركبنا العربيه ورجعنا علي بيتنا وطول ماحنا ماشيين في الطريق كنا انا وامي حاضنين بعض بفرحه كأننا اتولدنا من جديد.
وايام قليله بعد كده عشناها فقلق من مفاوضات عمي وجوز امي وماارتحناش غير لما انتهت المفاوضات بان عمي دفع مبلغ كبير لجوز امي عشان يوافق يطلقها
وبعد ماطلقها وجابلها ورقة طلاقها وشفناها انا وامي بعنينا وكانت بمثابة شهادة ميلاد جديده لينا احنا الاتنين.
كانو ٦ شهور بس اللي قضيناهم معاه لكنهم مروا علينا زي مايكونوا ٦٠ سنه
وامي حلفت يومها انها مش هتتجوز ولا تفكر حتي في الجواز وتخلي اللي حصل يتكرر تاني ابدا.
لكنللقلوب احكام بتخالف اي وعود وعهود وتتمرد علي كل القوانين لو حصل وعشقت.
وعشنا بعد كده فتره عمي فيها كان بيحاول يعوضنا بكل الطرق عن اللي حصلنا كأنه بيلوم نفسه على كل اللى جرالنا.
كان كل شهر يدى لامي فلوس ودروسي خلاني رجعت انتظمت فيها وكان بياخدني يوديني ويجيبني من الدروس علي ايده
وحتي كان بيوديني لدكتور نفسي عشان اتخلص من حالة الانطواء اللي بقيت فيها دي
وفعلا الدكتور ساعدني ورجعت تاني امارس حياتي بشكل طبيعي ورجعت تاني افرح وانا شايف امي فرحانه طول الوقت.
لكن دا مايمنعش ان اللي حصل هيفضل اثره محفور فى روحنا مهما حاولنا ڼدفنه ونخبيهاو نتجاهله.
ويوم بعد يوم لقيتها رجعت تهتم بنفسها من تاني بعد مارجع عمي يجيلنا مره تانيه
ورجعت عيونها تلمع كل ما تبصله
وعمي كمان ابتدا يتعلق بيها مع كل مره بييجي عندنا ويلاقيها طابخاله الاكل اللي بيحبه
وتفضل تتكلم معاه في الحاجات اللي بيحبها وتشاركه اهتماماته زي مثلا يتكلموا فالكوره او يتناقش معاها في كتاب قراهوحسيت ان عمي ابتدا يحس بجو الاسره والدفي الاسري اللي محروم منه ومبقاش يقدر يستغني عننا.
وفيوم سمعت امي بتكلم خالتها وتقولها
خلاص ياخالتي انا قررت اني هعترفله واقوله اني بحبه وخلاص بقيت متأكده ان هو كمان بيحبني لكن عبدالله انسان خجول جدا وعمره ماهياخد الخطوه الأول ولا يتكلم ويبوح باللي جواه
وانا المرادي متاكده اني مش هندم لو عملت كده انا بختار لابني اب وبختارلي زوج وسند.
معرفش خالتها قالتلها ايه لكنها ضحكت وبان عليها الكسوف وردت عليها امي وقالتلها
طيب وهو حرام يعني ياخالتي لما اطمع في شوية حنيه ودلعوضحكت وبعدها قفلت السكه.
وتاني يوم جه عمي عندنا وزي كل يوم امي كانت محضراله الاكل اللي بيحبه واتغدينا كلنا واخدتنا كريمه ودخلت الأوضه ودا كان بطلب من أمي
وكالعادة دخلت كريمه الاوضه ووقفت ورا الباب وابتدت تسمع اللي بيقولوه
وبصينا انا وود بعد شويه لقيناها اتحولت لكتلة ڼار وجت قعدت علي الكنبه بكل عڼفوفضلت باصه بعيد بغيظ
ومن غير ماتحس مسكت عروسة ود اللي كانت جنبها واللي كانت جايه بيها من بيتهم
وفصلت دماغها عن جسمها ورمت كل جزء
فمكان
ومن شدة الضړبه العروسه ابتدت تغني وهي قامت وراحت عليها وفضلت تكسر فيها برجلها عشان تسكت لغاية مادشدشتها خالص.
وكل دا كنا مراقبينه انا وود وخايفين من حالة كريمه اللي اول مره نشوفها فيها ومش فاهمين سببها!
لكن بعد كده عرفت وفهمت سبب الحاله دي لما كنت قاعد جنب امي وهي بتكلم خالتها وتقولها
انها اعترفت لعمي قاسم وهو قالها تسيبه كام يوم وهيرد عليها.
وهما يادوبك يومين اتنين ولقيته بيتصل بأمي وبيبلغها بموافقته علي الجواز.
وامي سمعت الخبر وطارت من الفرحه وكلمت خالتها وفرحتها هي كمان
وأمي استأذنتها انها تعمل كتب الكتاب فبيتها عشان عمي يحس ان ليها اهل مش مقطوعه من شجرة
وخالتها وافقت ورحبتوبلغت عمي وهو كمان وافق.
وجالنا تاني يوم وكان جايبلي معاه بدله وقالي انها اخت بتاعته بالظبط
وكمان كان جايب لماما فستان حلو اوي اول ماطلعه من الكيس بتاعه ووراهولها شهقت بفرحه وطارت بيه من السعادة.
وبعد كده وصلنا عمى بعربيته لبيت خالة امي وسابنا هناك ورجع
وامي سابتني مع بنات خالتها اللي كانوا اتنين اكبر مني ووحده اصغر مني بسنتين
وأخدت خالتي وخرجوا ورجعوا علي بالليلوبصيت لأمي لقيت شكلها اتغير خالص بقت عروسه بحق وحقيق صبغت شعرها وظبطت نفسها والفرحه كانت بتنط من عنيها.
ونمنا يومها لكن طول الليل امي كانت تتقلب جنبي علي السرير والفرحه مطيره النوم من عينها
وجه عمي وكريمه وود واتكتب الكتاب والفرحه مكانتش سايعاني انا وامي وعمي
وحتي خالتها وبناتها مكانش فيه غير شخص واحد بس هو اللي كان باين عليه الديق والحزن
او خلينا نقول الغل اللي كان بيظهر فعنيها كل ماتبص لأمي وهي قاعده جنب عمي.. الشخص دا هي كريمه.
اللي لما متحملتش اكتر دخلت المطبخ وعملت نفسها بتساعد خالة امي في تقديم العصاير والجاتوهات لكنها في الحقيقه كانت بتهرب
وكل دا مفهمتهوش وقتهامفهمتهوش غير شويه لقدام لما شفت حاجات تفسرلي كل اللي بيحصلها دا
واللي حطت حد لإستعجابي لكن لغاية الوقت دا مريت بحاجات كتيييره اوي وشفت حاجات اكتر واغرب اهمها واقذرها اني شفت خطط بتترسم وتتنفذ في الخفا والناس مدياش خوانه
شفت طاقة شړ عايشه وسط البشر متخفيه علي شكل بني آدم وبتتحرك زي الدخان
صحيح تشوفه وتحس بيه لكنك متقدرش تمسكه ولا تقدر تمنع انتشاره.
ومن هنا بدأت معاناتي عشان بدأت افهم
وكل ماأفهم اكتر احس اني بقيت فخطړ اكبر.
تحرك حسام وهو جالس لكي يريح ظهرة قليلا
فقد انهكه الجلوس الطويل ويبدوا ان مجرد الحركة لم تكن كافية لإراحة فقرات ظهره فوقف علي رجليه واخذ يلتف حول نفسه ذات اليمين وذات اليسار
وماأن توقف عن الحركة حتي تفاجأ بعبد الله يقفز عليه ويحتضنهويسند رأسه فوق صدره وهو يهتف بترجى
لأ لأ اوعي تمشي في الحته دي الله يخليك كمل داانت وصلت لحته حلوه اوي
كمل عايز اعرف مين هو ولا هي الدخان وطاقة الشړ عايز اعرف باقي الحكايه اللي كلها ۏجع ودموع ومرار طافح دي.
رفع حسام يده وربت علي ظهر عبدالله بحنان وهو يجيبه
متخافش مش همشي من هنا قبل مااكمل كل الحكايه دا لو الدكتور حمزة ماادايقش مني
فأردف عبدالله مجيبابدلا عن حمزه
لأ يدايق ايه! دا لو ادايق انا اضربهاقعد ياراجل اقعد وكمل داانت جبل هموم ماشي عالارض
قال وانا اللي لما سماح مراتي بتزعقلي بحس ان الدنيا جايه عليا! صحيح اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته.
فضحك حسام بخفه وعاد للجلوس مرة اخري ونظر الي حمزه الذي كان شاردا ينظر الي نقطة في الفراغ
اما حمزه فكان ينازع وهو يواجه الڠرق في بحرا من الحيره ڠرقت فيه سفن الحقائقطمست جميع معالمها.
واختلط الصح مع الخطأ وبعد أن كانت الامور ابيضا واسود فى عينيه اصبحت ملونة بعده الوان لم يعد حمزه يعلم ايهم يختار.
وفي هذه الاثناء رن هاتف حمزه برقم ود فأنتبه حمزه وانتبه حسام ايضا
ففكر حمزة اذ لم يجيب الهاتف فسيتأكد حسام انها ود فرفع الهاتف سريعا علي اذنه بعد ان فتحه واجاب
ايوه ياعمر..
لا متجيش انا كويس ياحبيبي وخارجين كمان شويه ابقي تعالالى البيت.
ولم ينهي جملته بعد وإذ بباب الغرفة يفتح ويطل منه عمر وهو مبتسم
فأبعد حمزه الهاتف عن اذنه وأغمض عينيه
وهتف عبد الله بحنق شديد
جيت ليه ياعمر مش لسه حمزه بيقولك متجيش دلوقتي ياأخي!
فتبسم حسام بعد أن فهم مايحاول حمزه فعله وأن من معه على الهاتف هي ود.
فنظر له حمزه نظرة فهمها حسام جيدا واردف
عارف انك لسه مش مصدقني وبصراحه مديك عذرك ومعاك كل الحق انت واحد دلوقتي مش عارف الحقيقه فين.
بس احب اقولك انك طول مابتحميها انا وامي وابني ومراتي فخطړ ومش بعيد نخسر حياتنا
ولو دا حصل تأكد ان انت ساعتها هتكون المسئول الوحيد عن اي حاجه بتحصل وذنبنا كلنا فرقابتك.
قالها ثم نهض ونظر الي حمزة نظره اخيرة
فهب عبدالله واقفا مرة اخرى وسألة بلهفة انت مش قولت مش هتمشي قبل ماتكمل الحدوته
فتبسم له حسام قائلا بعدين هجيلكم لغاية البيت واكمل
بس دلوقتي خد حمزه وارجعوا البيت وارتاحوا شويه
وانا اوعدك اني بكره هجيلكم واجيب معايا ادله اكبر عشان حمزه يقطع الشك باليقين.
فرد عليه عبد الله مؤكدا
بس بكره بكره متتأخرش عن كده لاننا هنسافر انا والجماعه والعيال عشان المدارس بتاعتهم
وانا بصراحه لو معرفتش باقي الحكاية هقعدلكم هنا ومش همشي لحد مااعرفها وهخلي العيال تضيع عليهم السنه
ويبقي ذنبهم في رقبتك ورقبة فضولي بقي.
فضحك حسام بخفه ورد عليه
متقلقش كلمة حسام سيف علي رقابته بينفذها مهما حصل
اشوفكم بكره.
وتوجه الي حمزه ومد يده علي الأوراق الملقاة بجوار حمزه كي يأخذهم
ولكن يد حمزه كانت اسرع حين وضعها فوق الأوراق معترضا ونظر الي حسام وقال له آمرا
لأ بعد اذنك الاوراق دي هتفضل معايا هقراهم في البيت كويس واتأكد من صحتهم وابقي خدهم بكره
وبعدين هما كلهم صور مش اصول يعني مفيش خوف من بقائهم معايا.
فأومأ له حسام موافقا وترك الاوراق بحوزته
وغادر المكان ملتفا برجاله
ومع ذلك كان طوال الوقت يتلفت يمينا ويسارا پخوف يعلم في قرارة نفسه ان هناك ضړبة ما قادمة ولا يعرف من أي اتجاه سوف تأتي ولا بيد من.
صعد بسيارته وصعد معه البودي جارد وجلس وسط اثنين والثالث تولي قيادة السيارة والرابع جلس بجواره في الكرسى الأمامي
وانطلق حسام بحشدة الصغير الذي كم يكره التنقل وهو محاطا بهم لأية مكان
ويلعن الاسباب التي اضطرته للإستعانه بحرس خاص يشعر وهو في وسطهم بأنه مقيد بقيود الخۏف
وتنهد وهو ينظر للخارج من إحدي نوافذ السيارة
ويري الطرقات التي لطالما سار بها بحرية
وكم ضحك وهرول وتسابق مع رفاقه وكم وكم
وها هي قدماه اليوم لا تطأ ارضها الا وهي محاطة بثمان اقدام تشاركه خطواته
واصحابها هم من يقررون متي يمشي ومتي يتوقف ليستطلعوا الطريق امامه ومتي يواصل المشي
انه حقا شعورا مقيت للغاية.
مرت السيارة امام كوفي شوب تبسمت روحه قبل شفتاه وهو يطالعه
فهذا المكان قد شهد علي اسعد اوقاته واجمل ذكريات.
فتجسدت له جالسة في مكانها المعتاد
بإبتسامتها الساحرة التي لطالما ذاب فيها وله.
ولكن سرعان ماأختفت ابتسامته وهو يتذكر اكثر المواقف سوءا علي الاطلاق.
فتذكر تلك المره و هو يدلف الي المكان
حين هاتفها فأعلمته انها هنا
وبمجرد دخوله توجه الي منضدتها المعتاده ظانا منه انها تجلس بمفردها او مع زميلاتها ككل مرة
فإذ به يفاجأ انها تجلس وسط اربعة رجال
وضحكتها تصدح في ارجاء المكان بصوت عال
فتقدم نحوها وفوجئ بما ترتديه فقد كان سروالا قصيرا من الجينز يظهر ساقيها بالكامل
وقطعة من القماش لا يليق بها أن يطلق عليها كلمة ملابس من الاساس تغطي اكثر من كتف واحد وتصل الي اسفل صدرها بقليل وتنتهي الي هذا الحد كاشفة كافة البطن والظهر
وكم كانت صډمته حين اخبرته بإن هذا الزي هو ما صورت به اخر اعلانا لها
اي سيراها به الملايين بل المليارات حول العالم
فقام بصفعها علي وجهها محاولا ان يعيدها الي رشدها فقامت على الفور وهرولت هاربة منه قاصدة المنزل
ولم يكن يعلم أن هذه الصفعه سيدفع ثمنها اغلي مما كان يتوقع بكثير.
سنة من عمرهوسنة من سنوات دراسته
سنة كاملة امضاها بعيدا عنها خلف اسوار السجن
وهو لا يعلم كيف تلهو او مع من تلهو او ماذا تفعل طوال مدة غيابه التي كانت بسببها.
وحينما خرج وجدها في الحال الذي طالما خشي ان تكون قد وصلت اليه
فرفع كلتا يداه يفرك بهما رأسه لتهدأ قليلا من الألم الذي هاجمها
فيالها من ذكريات مؤلمة لا يتحملها العقل.
فكم هو احساس موجع أن تري من تعشقها وتتمني لو انك تستطيع اخفائها عن العالم اجمع
وهي تشرك الكل فيما يحق لك وحدك وأن يتلذذ الجميع برؤية مفاتنها البارزه من اسفل خيوطا ترتديها تظهر اكثر مما تخفي.
وكم هو مدمر ان تعلم ان قلبك وحبك وغيرتك لا تعني لها اكثر من مجرد قيود تكبل حريتها
وكم هو قاس ان تدرك ان مشاعرك التي طالما كنت تكنها لها لا تعني لها شيئا على الاطلاق.
وكم هو قاټل ان تعلم ان من تحب ينظر لك من الأعلي ولا يراك الا صغيرا لا تليق به او بمقامه الرفيع
والضړبة القاضية حقا هي أن تعير بحب واحتواء قد منحك احدهم اياه بدون مقابل
ويقال لك انه لم يكن سوى شفقه
حينها فقط تشعر بأنك عاجز عن فعل أي شيئ لا تجد ماتقوله او تفعله
لا تجد نفسك الا شيئا حقېرا طفيليا يعيش علي شفقة الغير
وحتي وإن كان هذا الكلام حافزا لك كي تثبت للجميع انك لست كذلك
تظل تري نظرات الدونية في اعينهم مهما فعلت ومهما اعطيت وتخليت وضحيت
مهما حاولت ان تزيل الحواجز وتهدم الاسوار تجدها تبني اعلي واسمك واقوي
مهما حاولت التقرب لهم لا تجد نفسك الا اكثر بعدا.
يتبع.. .
انثي بمذاق القهوه ٤
وصل حسام اخيرا الي الفيلا فوجد زوجته وابنه في استقباله ينتظراه بشوق بالغ فلقد غاب عنهم طويلا.
اخذ ابنه من سمر زوجته وقام بإحتضانه وتقبيله عدة قبلات متتاليه
وحين انتهي من تقبيله انتبه الي زوجته فإبتسم لها جعلتها تبسمت هى الاخرى بسعادة وهي تنظر اليه بمحبة فائضه
فنظر اليها متمعنا فلطالما رضت بالقليل منه واسعدها مايعطيه لها حسب رغبته ووفقا لعازته هو وكان يعنى بالنسبة لها الكثير والكثير.
تحرك نحو الفيلا وكانت امه فى استقباله هي الأخرى واقفة علي باب الفيلا مبتسمة له مرحبة بعودته كعادتها
فمال عليها فقبل جبينها ووجنتيها
وهي احتضنت رقبته بشوق وردت له قبلاته مضاعفه وهي تحمد الله علي سلامته.
ودلف الجميع للداخل وجلس حسام قليلا بينهم يلاعب طفله الصغير ويستمتع بصوت قهقاته العاليه
ثم نهضت سعاد وقامت بتجهيز الغداء للجميع بمفردها لم تساعدها سمر سوى في وضعه على طاولة الطعام.
وذلك بطلب منها لأنها تجد كامل متعتها في أن تطعم احبائها بيديها ومن صنع يديها
فقد اخذت عهدا علي نفسها ان تدلل وحيد قلبها حتي تغادر الروح الجسد او حتي ذلك الوقت الذي تكون فيه لازالت قادرة علي ذلك.
وبمجرد ان رأي حسام امه تدلف الي المطبخ
ترك ابتعد عن ونهض سريعا واخذ له حماما دافئا في دقائق معدودة وخرج بعدها وهو يرتدي بنطالا قطنيا مريحا
ونصف جسدة العلوي عار تماما ممسكا بمنشفة صغيره ومنهمك في تجفيف شعره بها.
فتوقفت امه فور أن رأته هكذا وتسمرت في مكانها وهي تنظر الى جرحه وعلى الفور ترقرقت الدموع في مقلتيها.
وبمجرد ان كشف حسام وجهه المغطى بالمنشفه ورأي حالتها قام بخفض المنشفة سريعا كي يغطي هذا الاثر الذي يجعل والدته تشعر بالذنب والقشعريرة في كل مرة تراه فيها وتعود بذاكرتها لذلك اليوم المقيت فتتذكر ماحدث فيه وتبدأ في تأنيب نفسها علي غلطة وقعت فيها بجهل وتهور منذ سنوات عديدة
وبالرغم من انها انتهت الا انها لازالت تجلد نفسها عليها في كل يوم يمر.
نظر اليها حسام وتبسم في وجهها وهو يخبرها للمرة المليوه بعد المليار العاشر انه لابأس
وأن تنسي فلم يعد لما حدث اية اثر في نفسه وكل الاثر الباقي له هي تلك الندبة
ولكنها تعلم في قرارة نفسها انه ېكذب وإنه يتذكر كل شيئ كما تفعل هي تماما وان الندوب ابدا لا تترك اثارها علي الجسد فقط
فتقدمت اليها سمر وقامت بأخذ الاطباق من يدها ووضعهم علي طاولة الطعام
ثم اسرعت لإحضار تيشرت لحسام كي يرتديه
فهي تعلم انه لا يستطيع المكوث امام والدته بدون ارتداء مايخفي ذلك الاثر ولا تعلم لما نسي هذه المره
ولكنها من المرات المعدودة التي يحدث بها ذلك.
فأخذ حسام التيشيرت من يدها بعد ان اعطى لها المنشفة في حركة تبادل سريعه ودار بجسدة ليعطي جانبه الغير مصاپ لوالدته
ولبس سريعا وقام بالالتفاف مرة اخرى
وتقدم من والدته وقام بإمساك كلتا يديها بيديه الاتنتين وسحبها رويدا رويدا الي الطاوله فأجلسها وجلس بجوارها واردف لها في حنو بالغ
مش هتنسى
فردت على سؤاله بسؤال
انت نسيت
فإبتسم لها وهو يخبرها منسيتش لكن الموضوع معادش يعنينيولا له نفس التأثير عليا زيك كده.
فرفعت كلتا يديها امام ناظريه ليري اثار الحروق عليهم فإشتعلت عيناه ڠضبا فتبسمت وهي تردف له
بص في عنيا وقولي إن دا مش بيعنيك هو كمان
فأمسك كلتا يديها مرة اخرى وقام بطبع قبل حنونه فوق كل اثر فيهم وهي اردفت
مش بأيدنا ننسي اللي بيحصل لحبايبنا قدام عنينا ياحسام لأنه بيتوشم فقلوبنا وعنينا قبل مابيتطبع علي جسمهم وخصوصا لو اللي حصلهم كان بسببنا.
وانت بسببي اتعرضت لظلم كبير اوي يابنيولسه بتتعرضله لغاية دلوقتي وكل دا ومش عايز قلبي يتوجع عليك!
اردف حسام هينتهي الظلم قريب اوي ياأمي اوعدك
سعاد اظن فات الأوان ياحسام انا يابني من ساعة مااللي متتسماش هربت من المستشفي وانا بحط ايدي علي قلبي كل مابتخرج وروحي بتروح مني معاك مبتردليش غير لما بشوفك قدام عيني سليم معافى.
بس دي غلطتك انت ياحسام مش غلطة. حد ياماقولتلك مليون مره اخلص منها يابني
اتحرر من لعڼتها قولتلك ابعد لكن انت اللي مكنتش بتسمع كلامي ابدا.
فترك حسام يديها ساندا بكوعيه علي المنضدة امامه ډافنا وجهه بينهم واردف بيأس بالغ
مكنتش اقدر ياأمي حاولت كتير وفكل مره فشلت مكنتش بقدر ابعد عنها ابدا.
فاردفت امه وهي تنظر الي تلك الواقفة في المطبخ تغرف مزيدا من الطعام
طول عمرك عامل زي الفراشه اللي بتنجذب للنور بتاع الڼار وبتروحلها ومهما الناس حاولت تبعدها عن الڼار بترفض.
وأكملت بإبتسامه وهي تري سمر آتية من
بعيد تحمل بيديها طبقان من الطعام
مع انه بيكون فيه طاقة نور قدامها اجمل واحن وارحم من الڼار لكن الفراشه مبتشوفهاش ومبتروحش غير للى يأذيها.
وهنا نظر حسام الي سمر وتنهد بقلة حيله فهي بالفعل طاقة نور تتوهج في وسط ظلام حياته
ولكنه بالفعل كما تصفه امه قد اعتاد علي لهيب الڼار ولا يجد لذته سوى وهو ېحترق بصهجها.
انهي حسام طعامه وخرج الي الحديقه حيث احواض الورود التي زرعها بكلتا يديه حتي يزين لتلك الماكره الحديقه
علها تهوي الجلوس فيها معه قليلا
فهو يعلم كم تحب الورود فإختار لها كافة الانواع التي تعشقها وزرعهم لها بكل حب علها تقدر صنيعه هذا عند النظر اليهم والتمتع بألوانهم وتشكره يوما ما.
واصبح يرعاهم يوما بيوم الي أن اوشكت براعمهم ان تتفتح وهاهى الزهور تولد من ارحام البراعم ولكن للأسف..
فلا وجود اليوم لمن زرعوا لاجلها ولن تكون موجودة ابدا كي تراهم
وبدأ ينظر اليهم حسام بمرارة ويتلمسهم وهو يراها في كل زهرة منهم وانحنى بجسده ليستنشق عبير احدي الزهور وهو يتجرع مع رائحتها خيبات اماله.
واعتدل علي صوت يحادثه بنبرة حنونه
مش عارفه ليه بحس الورود بيرقصوا لما بتكون فوسطهم كأنهم عارفين انك صاحبهم وسبب وجودهم وبيستقبلوك بفرحة.
قالتها ثم نظرت الي الاغصان التي تتمايل يمينا ويسارا مه نسمات الهواء وتبسمت
وهو نظر اليها والي ماتحمل بين يديها وقد كانا كوبين من الشاي يصحبتهم صحن من الكعك المصنوع بيديها
والذي لم يتذوق حسام اطيب منه يوما وبرغم ذلك لم يبدي لها اية ردة فعل توحي لها بأنه طيب المذاق
اويفصح لها قبل ذلك ابدا أن الكحك يروقه حتى.
ولكن على الرغم من ذلك تظل تصنعه ولا يهمها ان تسمع منه عبارات الشكر فبالنسبة لها ان يتناول مما تصنع
هو قمة الشكر والعرفان بالنسبة لها وهو اكبر دليل علي انها حقا ماهرة.
فهى تعلم جيدا ان حسام لا يعجبه اى شيئ.
تقدم منها وأمسك بكوب من اكواب الشاى واخذ منه رشفة ثم اعطاها ظهره وهو يتأمل في الحديقة مرة اخري دون ان يعقب علي كلامها.
فدارت هي حوله لتكون في مواجهته ومدت يديها اليه بالكحك فالتقط واحده وبدأ في اكلها
واسندت بعدها الصينيه علي سور حوض الورود
وذهبت في اتجاه من برز توا من باب الفيلا وهو يفرك في عينيه بعد أن نعم بقيلولة صغيره علي الارض بجانب العابه في الوقت الذي كانوا يتناولون فيه طعام الغداء.
فحملته وتقدمت به نحو حسام الذي حمله منها بدوره وجلس علي السور واجلسه علي فخذه واعطاه واحدة من الكحك مردفا
شوف ياقاسم الكحك جميل ازاي يلا كل وقولها تسلم ايدك ياماما
قالها حين شعر أن ابسط حقوقها عليه هى كلمة شكر علي الأقل ومع ذلك لم يستطيع أن يتفوه بها صريحة مباشرة فغلفها بغلاف شفاف كي تتمكن من ان تراها من خلفه وإن لم تفعل فتلك مشكلتها لا مشكلته فقد فعل ماعليه.
وهنا شعرت سمر بأن الارض دارت بها فجأة والفراشات تجمعت من كل صوب وبدأت تحوم امام عينيها
وغاص قلبها في اعماق امعائها وهي لا تصدق ماسمعته توا!
واخذت تسأل نفسها
معقول اللي سمعته دا حقيقى! هو حسام شكرني دلوقتي حالا ولا انا بحلم
فجاوبت نفسها بنفسها
ايوه شكرني وقال كمان تسلم ايدك. حتي لو بطريقة غير مباشره بس برضوا قالها.
وتقدمت نحوهم وهي تشعر ان الدنيا كلها تقهقه فرحا معها.
اما حمزه فغادر المشفي مع عبد الله زوج اخته وبرفقة عمرو صديقه
ووصل الي شقته اخيرا وډخلها..
وماإن جلس علي سريره بمساعدة الاثنان حتي صاح مستغيثا باخته
فنجان قهوة بسرعه ياأم علي ولو عملتيه دوبل فكبايه او فمج اكون شاكر افضالك ياسماح ياختي.
وجاءه صوت سماح مجيبا
من عيوني ياحبيبي.
ومرت دقائق واذ بسماح تدلف الي الغرفه وفي يدها ثلاث اكواب من القهوة.
وقامت بإعطائهم لزوجها عبد الله ليتولي هو مهمة توزيعهم وخرجت مسرعة كي تكمل ماتعدة من طعام.
اما حمزه فأختطف كوبه من يد عبدالله وبدأ في مزاولة طقوسه المعتادة
وبدأ في تناولها وهو صامت تماما..
وعم الصمت ارجاء الغرفه واصبح لا يسمع فيها سوي اصوات الارتشافات فالصمت فى حرم الجمال جمالا.
وهاهي اكواب القهوة شارفت علي الانتهاء وكان حمزه اول من انهي كوبه
وقام بوضعه جانباثم نظر الي الاوراق الموضوعه علي السرير بجانبه
والتي طوال رحلة عودته من المشفي ظل حاملا لهم بين يديه بحرص بالغ
ثم تنهد واشاح بنظره بعيدا وقام برفع يده يعدل نظارته وهو يتسائل في قرارة نفسه
ياتري ياحمزه لو اللي بيقوله حسام دا صحيح ايه هيكون موقفك ورد فعلك
ولو فعلا كنت غلطت بتهريبك لود من المستشفي ياتري وقتها هتقدر تصلح غلطتك ولا هيكون فات الأوان
انهي حديثه مع نفسه واذ بسماح تقف امام باب الغرفة المفتوح وتردف
الاكل جاهز ياجماعه يلا ياعبد الله يلا ياعمرو هتاكلوا علي السفره بره ولا اجيبلكم هنا
عبد الله لا مادام حضرتي بره ناكل بره انا وعمرو متتعبيش نفسك وتنقلي حاجه هاتي بس لحمزه اكله هنا في الأوضه.
فرد حمزه عليه معارضا
لأ انا مليش نفس مش هاكل دلوقتي كلوا انتوا وبعد ماتاكلوا عمرو يروح على بيتهم وانت ياعبدالله خليك مع عيالك شويه وسيبوني لوحدي عايز اعيد حساباتي واوزن اموري.
فرفع عمرو حاجبيه وهو يتلقي طردا مقنعا بطريقة مهذبه ولا يدري بماذا يرد عليه
هل يأخذ موقفا ويخرج من هنا مستاء
ام يمررها له ويعتبرها احدي مزحاته.
وبعد مباحثات بين كرامته ومعدته اقترح عقله اقتراحا يريح الطرفين فعلي حسب نوع الطعام سيكون القرار.
فجلي صوته وسأل سماح بهدوء انتي طابخه ايه ياأم علي
فأجابته سماح
فراخ وملوخيه خضره ومحشي ورق عنب ومكرونه بشاميل.
وهنا سمع عمرو صوتا مدويا بداخله اهتزت له اركانه
وحينما تحقق منه وجد ان معدته قد القت بكرامته من فوق قمة جبل ايفرست
كي لا تعطي لها اي فرصه للجدال بعد أن سمعت اسماء اصناف الطعام المطهوا.
فخرج وراء عبدالله صاغرا لاوامر معدتهبعد أن رأي بنفسه لأي مدي تصل شراستهاومالذي تستطيع سحقة في سبيل ان تنتصر في معركتها من أجل الطعام.
اما حمزه فأمسك بهاتفه وقام بالاتصال بها وهو يبتلع الغصة التي رافقت حلقه من بداية حديث حسام ومازالت الى الآن باقية لا تزول.
فردت عليه من أول رنة كأنها كانت تنتظر مهاتفتة لهاوجاءه صوتها متلهفا خائڤا مرتعشا
حسام كان جنبك صح حسام كان معاك مش كده قولي عرف طريقنا
اتكلم يادكتور حمزه بالله عليك حسام قرب يوصلنا عشان يقتلنا
فأردف لها بنبرة هادئه
اهدي ياود حسام معرفش حاجه عنكمولا هيعرف
انا وعدتكم فمفيش داعي لكل الخۏف دا لأن حسام لايمكن هيعرف اي حاجه من خلالي.
فتنفست ود الصعداء وسمع حمزه صوت زفيرها الذي خرج بإرتياح شديد
ولكن سرعان ماتحول هذا الارتياح لقلق مرة اخري وهي تسأله
طيب طمني عليك حسام شك فيك طيب عملك حاجه اذاك
فرد عليها حمزه بنفس الثبات
اظن اني بكلمك اهو ياود ومفياش حاجه اطمني انا بخير.
فردت عليه ود بصوت يرتجف
بس ليه انا مش حاسه انك بخير طيب وليه حاسه ان تعبك وتعب صوتك كان بسبب حسام وكان هو اللى وراه والأهم من دا كله... انا ليه حاسه انك متغير
فأجابها حمزه نافيا
ابدا ياود انا مش متغير ولا
حاجه
وصدقيني حسام كان عندي بس ماعمليش اي حاجه كان بيسألني عليكم وانا قولتله معرفش طريقكم وخلاص الموضوع انتهي.
فاردفت ود بنبرة اقرب الي البكاء
دكتور حمزه هو انت ليه بتكذب عليا انا عارفه حسام كويس.
حسام ميعرفش يسأل علي حاجه ويسيب المكان ويمشي من غير ما ياخد الرد اللي يرضيه
وعمره ماهيسيبك سليم وهو شاكك مجرد شك انك تعرف طريقي ولو معملش كده اظن انك مش بتتكلم علي حسام جوزيولا هو اللي كان عندك تبقي بتتكلم علي حد تاني.
تنهد حمزه وهو يستمع اليها
فبالفعل حسام قد تعامل معه بمنتهي العڼف فور أن رآه
ولا يعرف بما يفسر ذلك أو لأي الاسباب يسنده
فهو بالطبع يتنافي كليا مع الشخصيه التي كانت تجلس امامه وتحادثه منذ قليل!
وإحقاقا للحق إن قارن بين الفعل والحديث والاحداث التي رواها حسام..
فلا وجه للتشابه علي الاطلاق.
وبالفعل هذه نقطة اثارت الريبه في نفس الطبيب حمزه واصبح الشك الموجود منذ البدايه فى أن يكون مايقصه حسام لا يحمل شيئ من الصحه يكبر شيئا فشيئا.
فتنهد بحيره وسأل ود بنفس مقدار الشك الذي يحمله لحسام ولما اخبره به من وقائع لا يعلم مدي صحتها من عدمه
ود صحيح انتي مقولتيليش هو باباكي ماټ ازاي
وهنا سمع تهدج انفاسها وباتت تتصاعد رويدا رويدا وتصبح اعلي فأعلي
وساد الصمت لثوان قبل ان تخرج الكلمات متقطعة من فم ود بصوت يرجف
ههو حسام قالك ايه بالظبط قالك ايه يادكتور انطق رد عليا..
وقبل أن يحاول تهدأتها سمع منها صړخة مدويه نفذت من طبلة أذنه التي شك أن تكون خرقت كليا من شدة الصرخه
الي كيانه فأصابته بزلزال بمقدار مائة ريختر
جعل جسدة يهتز خوفا عليها وخاصة وهو يسمع صوت كريمه المستغيث بكل آية وحديث وولي من أولياء الله الصالحين
تدعوا به الله تضرعا كي لا يصيب ابنتها مكروه وهو يؤمن خلفها بهمس.
وظل باقيا علي الهاتف يتابع مايحدث علي الجانب الآخر ولايوجد بيده مايفعله
ولكنه يؤمن بعد كل هذة الدعوات التي تدعوا بها كريمه بأن الله سيستجيب.
وها هي دعواتها وتأمينه يستجيب لهم الله فقد جاءة صوت ود يأن
وهذا دليل علي انها بدأت بالفعل تستعيد وعيها
ثم بدأت تهزي بكلمات غير مفهومة!
وسرعان ما تفسرت حروفها وهي تردف
بابا انا مقتلتكش
بابا انا مليش ذنب هو السبب
بابا والله انا كنت بحبك جدا.
وهنا اعتدل الطبيب حمزه في جلسته وهو يستمع بإنصات شديد
فهو تعلم جيدا بفضل مهنته وخبراته فى الحياة ان كل الحكمه والحقائق الغير قابلة للجدال تؤخذ من افواه المجانين او فاقد الوعي الذي يهذي بدون ادراك.
وها هو علي وشك الاستماع للحقيقة الكاملة.
ولكن كل آماله تبخرت حين سمع صافرة انتهاء المكالمه التي تربطه بهم
وكان يشعر كأنه يجلس معهم في منتصف الغرفه.
وهاهو عقله عاد يتأرجح من جديد بين كفتي ميزان
في احداهن تجلس ود بقصتها
وفي الاخري يجلس حسام بقصته
وبين التارة والاخرى ترتفع كفة وتنخفض الاخري
ولا يعلم حمزه اي الكفتين ستطب بالحقيقه وايهما ستطفوا للأعلى بخفة الكذب.
ولا يملك الا ان يصبر علي هذا الحال الى أن يحدث ما يضع الامور في نصابها الصحيح.
انثي بمذاق القهوة ٥
حاول حمزه مرارا ان يهاتف كريمه وود بعد الذي حدث لود علي مسامعه منذ ساعات
ولكن محاولاته بائت بالفشل وجاءت دون جدوي
ففي كل مرة يحاول الاتصال بهم لا يسمع سوى صوت رنين الهاتف يتكرر مرارا دوه رد الي ان ينقطع الاتصال
وها هو يعاود الكرة مرة بعد مرة
وفي النهايه زفر بقلة حيله وهو يبعد الهاتف عن اذنه ويضربه علي الفراش بجواره بمنتهي العصبيه
ثم مد يده فأمسك الأوراق مرة أخري وبدأ بتصفحهم ولكن هذه المره بتركيز وأنتباه أعلى.
ومن ضمنهم قراء شيئا رآه الاكثر غرابة من غيره
وهو عباره عن عقد ملكية لسياره أجرة بإسم حسام وتاريخ العقد قديم جدا من عشر سنوات تقريبا!!
فأخرجه من بين الأوراق الاخري ووضعه جانبا فقد بدا لحمزه انه اكثر الاوراق التي بين يديه مصداقية
اما البقية فمن السهل جدا تزويرهم اليوم واكمل تصفح باقى الاوراق والتي كانت عبارة عن عقود وتحويلات بنكيه من حسابات مجهوله لحساب ود
ومن بينهم مبلغا ضخما بقيمة مليوني جنيه حولوا الي حسابها مرة واحده!
وهذا كان منذ سنوات ايضا
اي في بداية مشوارها المهني ولم تكن تمتلك شركات بعد او اى مصادر لكسب ذلك المبلغ الضخم من المال!
وهذه الورقه كانت الورقه الثانيه التي وضعها جانبا ايضا
فيبدوا ان لكل ورقة من هاتين الورقتين حكاية كبيره.
واكمل قراءة وتدقيق باقي الاوراق
وحين انتهي منهم وجد هاتفه يرن
فنظر اليه ليكتشف من المتصل
ويال فرحة قلبه حينما وجده رقم من تشغل باله وعقله وقلبه ايضا.
رد متلهفا لياتيه صوت كريمه الهادئ عبر سماعة الهاتف
ايوه ياحمزه يابني اسفه انك رنيت دا كله وانا مردتش عليك اصلي سبت التليفون فى البيت واخدت ود ونزلت بيها ووديتها علي البحر قعدتها شويه لغاية ماهديت وجبتها تاني.
حمزه لا ولا يهمك ياخالتي طيب وهي عامله ايه دلوقتي
تنهدت كريمه بثقل واردفت
والله يابني مكدبش عليك رجعت لسكوتها من تانى وحالها اتشقلب بدال ماكانت ابتدت تتحسن
انا مش عارفه بس ايه اللي جرالها هو انت قولتلها ايه عمل فيها كده
اردف حمزه
ابدا ياخالتي كل الحكايه اني سألتها باباها ماټ ازاي بس.
ردت عليه كريمه بعد ان شهقت شهقة عاليه بس!
وهو انت مستهون بالسؤال دا يادكتور!
طب دي ود من يوم مۏت ابوها وهي مش قادره تتخطي اليوم دا ولا تنساه
اليوم اللي خسړت فيه اغلي واحن إنسان في حياتها ومش بس كده دي من بعده شافت الذل الوان
معلش يادكتور انا مش دكتوره زيك ولا افهم في شغلك لكن اللي عملته دا كان غلط حتي لو دي طريقتك في العلاج
ود من ساعة مكالمتها معاك منطقتش حرف واحد ورجعت تاني لشرودها وسرحانها.
وهقولك كلمه وحده اخيره
اياك يادكتور تصدق كلام حسام ولاأمه فيوم من الأيام
دول تعابين وكل دقيقه ممكن يغيروا جلدهم ويبدلوا لونه عشان يخفوا حقيقتهم عن البشر
ومش هقولك استفتي عقلك فأى حاجه هتسمعها منهم عشان انا متأكده ان عقلك حسام هيقدر يوصله فأي دقيقه ويأثر عليه بكل طريقه ممكنه ويخليه يصدق اللي هو عايزه..
لكن انا هقولك استفتي قلبك.. والقلوب مبتكدبش فإحساسها ابدا.
ولو يابني فيوم صدقت حسام وشفت ان ود غلطانه من وجهة نظرك او انها مجرمه زي ماطول عمره هو وامه بيشيع عليها
وقتها ابعد عنها وانهي أي اتصال بينك وبينا
وانسانا وكأنك ماعرفتناش يوم.
واما لو مصدقتش
وجيت فلحظه وخفت من حسام احسن اذاه يطولك
ودا هيحصل اكيد فاعفي نفسك من اي مسئوليه تجاهنا وانا اهو باقولهالك كتر الف خيرك لغاية هنا يابني ومشكور من الأرض للسما.
مع اني من اول ماشفتك وانا متأمله فيك خير وقولت مفيش غيرك انت اللي هتنصف المظلوم وتجيب حق البريئ.
لكن لو مش هتكون كده اوعي يابني تاخد صف الظلام وتكون واحد منهم واللي ظلموا ود كتير وصفوفهم عريضه
واللي نصفها ووقف جنبها طول عمرها مفيش غير ناس يتعدوا عالصوابع انا وابوها.. وهادي بيه.
وكنت اتمني اسمك ينذكر معانا.
اردف حسام متسائلا مين هادي بيه دا ياخالتي
انتي مجبتليش سيرته قبل كده ولا قولتيلي انه كان له دور فحياة ود!
مع
ان من الواضح انه كان له دور مهم جدا في حياتها علي حسب كلامك
ودوره مايقلش عن ادوار رئيسيه زي ابوها وامها يعني معني كده انه كان واخد حيز كبير في حياتها!
واكمل بنبرة شك
هو انا ليه حاسس انك خبيتي عليا حاجات كتير ومقولتليش كل حاجه وانتي بتحكيلي قصة ود!
اردفت كريمه بعد ان تنهدت
عشان مش كل حاجه ينفع تنحكي يابني
ولا عندي إذن اني اتكلم فيهاانت عارف هادي بيه دا يبقي مين ووضعه ايه في البلد
دا اكبر رجل اعمال وصاحب مجموعة شركات الهادي للإستيراد والتصدير واسمه مينفعش يتجاب فأي حكايه من حكايات أي حد.
زمان الراجل حصلتله مشكله كبيره بسبب ود ودلوقتي مش مستعدين تحصل فحياته اي حاجه تانيه بسببها هو ميستحقهاش
وصدقني يادكتور هادي باشا لو عرف باللي حاصل مع ود دا كان خرب الدنيا وقلب عاليها واطيها بس احنا مش عايزينله الأذي من واحد زي حسام عامل زي الإعصار بياخد في وشه الصالح والطالح.
كرر حمزه السؤال علي مسامع كريمه مرة أخري وبإصرار اكبر
قوليلي مين هادي دا وكان ايه دوره فحياة ود ومټخافيش انا دكتورها مش أي حد
ولازم اعرف ادق التفاصيل عن حياتها والاشخاص اللى دخلوها واثروا فيها سواء بالسلب او بالايجاب عشان اعرف اعالجها كويس واشوف علتها فين بالظبط.
كريمه صدقني مش مسموحلي
حمزه اذن هسمع الحكايه من حد غيرك ومتبقيش تلوميني وقتها لو صدقت الطرف التاني
ماانا ساعتها هكون مش بسمع غير من طرف واحد وهضطر اصدق اللي هيقوله مهما كان.
تنهدت كريمه واردفت بصوت متعب ولكن بعد ان صمتت لثوان سمع فيها حمزه صوت البخاخ
وكم اسعدته هذة الحركه فهذا يعني ان كريمه قد اخذت الاحتياط اللازم كي تتحدث وكم شعر بأنه ظفر بما سعي اليه وهي تردف
بص يابني هادي بيه دا يبقي رجل اعمال كبير زي ماقولتلك وبداية تعرفه علي ود كان في بداية شغلها في الاعلانات وهي في الجامعه
لما راح الشركه اللي بتشتغل فيها ود عشان يعمل اعلان لشركته
انهت كريمه جملتها ثم عادت بالذاكرة لسنوات مضت
في اليوم الذى عادت فيه ود من عملها وهي في قمة اڼهيارها وارتمت فى بين ذراعيها تشكوا اليها ماحدث لها من حسام في ذلك اليوم واكملت
كنت في المطبخ بعمل الأكل لود زي كل يوم
وكان فاضل علي ميعاد رجوعها ساعتين
لكن باب الشقه اتفتح مرة. وحده پعنف وبصيت لقيتها هي وجات داخله عليا المطبخ وهي بټعيط بصوت عالي واترمت فحضني
الحيوان الحيوان الواطي فضحني فضحني.
ولسه بحاول اهدي فيها عشان افهم اللي حصل ولقيت حسام داخل من باب الشقه وأول ماشافها جه هاجم عليها زي الغول
واخدها من بين اديا وفضل يضرب فيها بكل قوته كان پيضرب ضړب خساره ضړب غل زي مايكون عايز ينهي حياتها
وفين وفين لما قدرت اخلصها من بين اديه انا وامه
اللي حتي هي برغم كرهها لود لما شافتها هتنتهي بين ايدين ابنها جات تجري تخلصها منه هي كمان
وطبعا مكنش خوف علي ود لكنه كان خوف علي ابنها احسن ود ټموت فأيدة ويروح فداهيه.
وبعد ماخلصناها منه ودخلت بيها الأوضه ونيمتها علي السرير وابتديت امسد علي شعرها عشان تهدا وانا بتحسر علي حالها سألتها
ايه اللي جرا لدا كله ياود
ردت عليا من وسط دموعها وشهقاتها
جاني الشركه وشافني وانا بقبض أجري علي الاعلانين اللي عملتهم لشركة الهادي وفوق منهم هادي بيه اداني مكافأه عشان شغلى عجبه جدا وقالي وشك كان وش خير علي الشركه وبفضل الاعلان اللي عملتيه جاتلي صفقتين مكنتش احلم بيهم
وادانى ٥٠ الف جنيه مكافأه حسام اول ماشاف الفلوس عيونه زغللت وجه جري عليا عايز ياخدهم مني ولما رفضت اټهجم عليا وكان عايز يضربني قدام الناس كلها
وفضحني في الشركه ووسط زمايلي
ولما هادي بيه شاف اللي حصل خلى البادي جارد بتوعه مسكوا حسام وخرجوه ورموه بره الشركه
وبنفسه وصلني لحد البنك حطيت الفلوس فيه وبعدها جابني علي البيت وطول الطريق وانا مڼهاره من البكا علي الموقف اللي حصلي
ونزلني قدام العماره ومشي وانا طلعت جري وانا شايفه حسام جاي من بعيد وعرفت انه مش هيعديهالي
وإن حياتي هتكون قصاد الفلوس دي
اصل مش حسام اللي يشوف مبلغ زي دا ويسيبه يضيع من اديه ابدا
واهو اللي حسبته لقيته وكنت ھموت بين ايديه لولا ستر ربنا وياعالم نفدت منه ولا لسه لحظتي مجاتش.
ومن يومها وهادي بيه وقف في ضهر ود وقفة اب وكان بيحميها من بعيد لبعيد من حسام
وكان هو السبب الي خلى ود تقوي وتقرر انها تقف في وش حسام وتحط حد لطغيانه وجبروته عليها.
ولما قعد معاها مره بعد مره لما كانت بتجمعهم الاعلانات اللي بتعملها لشركته عرف اد ايه هي طموحه وعندها احلام كبيره نفسها تحققها
وساعدها فأنها تقرب من أحلامها وحط رجلها على اول الطريق بأنه اتوسطلها عند مصمم ازياء كبير وخلاها تشتغل عنده عارضة ازياء.
ووحدة وحده اتشهرت وابتدا القرش يجري فأيدها
وكانت في الوقت دا مغيبه بفعل السحر زي ماسبق وقولتلك وكان اغلب اللي تعمله تصرفه عالبيت وعلي حسام
وفين لما قدرت افكلها السحر وابتدت تشوف حالها وتعملها قرش لنفسها
وقررت ود وقتها زي ماسبق وقولتلك برضوا انها تفتح لها شركه خاصه بيها وطبعا دا تم بتشجيع هادي بيه ليها ووقوفه جنبها كالعاده
دا حتي اداها مبلغ كبير بدأت بيه شركتها علي المبلغ اللي كان معاها من غير ماياخد منها او عليها اي ضمانات
وسددته بعد كده علي دفعات صغيره علي حسب ظروف شغلها ومكسبها
وهو ولا مره اتكلم ولا الزمها بشيئ
وكل دا عشان كان شايف فيها بنته اللي مخلفهاش وحبها حب ابوي من ساعة ماشاف ضعفها قدام حسام وعرف انها يتيمه ووحيده وملهاش حد فالدنيا يحميها من بطشه.
لكن دا ابدا مكانش مقنع بالنسبه لحسام وتفكيره القذر وصله لأن فيه حاجه بين ود وهادي بيه وعشان كده بيساعدها وكان دايما يقولها هو مين يعمل كده مع وحده ميعرفهاش ويديها الفلوس دي كلها
كان فاكر أن الناس كلها زيه استغلاليه ومبتحبش الخير لغيرها
ورافض يقتنع ان الدنيا لسه بخير وأن فيه ناس لسه في قلوبهم رحمه
وطبعا دا مكانش عاجبه
ففضل يحرجم حوالين هادي بيه وعرف عنه كل حاجه وفيوم راح لبيته وهو مش موجود وقابل مراته وقالها ان فيه علاقه بين جوزها وبين بنت عارضة ازياء من دور ولاده
وقوم القيامه علي الراجل الغلبان وخلي بيته كان هيتخرب ومراته طلبت منه الطلاق
ياإما كده يأما يبعد عن ود نهائي ويكتبلها الشركه بإسمها.
وطبعا من خوف الراجل علي بيته من الخړاب وحرصه علي عيلته اضطر انه يبعد عن ود
لكنه فضل علي اتصال بيها كل فترات متباعده عشان يسألها عن صحتها واحوالها
وعملة حسام دي معداهلوش بالساهل لأ دا صبر عليه كام شهر وبعدها لفقله قضية سياسه ماتخرش الميه.
وخلاه من ضمن جماعه ارهابيه واتقبض عليه واخد
سنه كامله في السجن محدش كان يعرف عنه حاجه
والسنه دي ود عاشت فيها احلي ايام حياتها
واشتغلت علي الشركه وكبرتها وبقي ليها اسمهالغاية ماخرج ورجع معاه ۏجع القلب من تاني.
وادي يبني حكاية هادي بيه..
وهنا اردف حسام لكريمه وهو يتبسم مع نفسه بظفر
عارفه ياست كريمه ايه هي الحاجه اللي اتعلمتها من شغلتي ومن واقع تجاربي في الحياة..
أن الانسان الصادق لو قال الحقيقه بيفضل كلامه ثابت مبيتغيرش حتي لو عاد الروايه الف مره
ومهما زود عليها احداث برضوا بيفضل اصل الحكايه هو هو
وعمر كلامه مابيكون فيه سقطات او تغيير.
كريمه وانا كلامي مفهوش اي سقطات انا كلامي واحد متغيرش
انا بس اخفيت جزء شفت من الأئمن ليك ولغيرك اني مااذكرهوش.
حمزه طيب مش المفروض ان ود في الوقت دا كانت متجوزه حسام زي ماقولتيلي قبل كده!
كريمه ومين قال انهم مكانوش متجوزين! انا قولت كده
حمزه دلوقتي مذكرتيش
لكنك قبل كده منتجتي سنه كامله من حياة ود مكانش فيها حسام
ولا قولتيلي عملت فيها ايه وايه اللي حصلها فيها!
كريمه لو كنت قولتلك عن سجن حسام كنت هتسأل عن السبب وكنت وقتها هقولك ان هادي بيه هو السبب وتعرف جانب الحكايه اللي كنت بخفيها عنك
ماهو عشان تخفي امر لازم تخفي معاه كل حاجه متعلقه بيه وكل حدث ممكن يوصلك ليه
ودا هو اللي انا عملته.
واديك في الآخر عرفته..
ومش هوصيك ان اللي عرفته دا يفضل سر جواك ميطلعش لأي حد عشان دا استقرار حياة ناس يادكتور وهادي بيه مش اي ناس.
صمت الطبيب حمزة قليلا قبل ان يردف لكريمه
مش عارف ليه بعض الحلقات بتاعة الحكايه ابتدت تتفك من بعضها وتضيع وبقيت احس انها مبقتش مترابطه!
طيب وياتري فيه حاجه تانيه مخبياها عليا ومنتجتيها عشان مينفعش كنتي تقوليهالي ولا بس كده
تنهدت كريمه بقلة حيله وهي تردف
لا يادكتور مفيش حاجه مستخبيه
هي دي كل الحقيقه ولو يابني اتقالك حاجه غير كده تأكد انها مجرد كدبه مش اكتر وأنها زور وتلفيق.
حمزه حتي وإن كان اللي بيتقال مقرون بأدله وبراهين
كريمه بنبرة صوت واثقه
حتي لو شفت براهين الدنيا وسكان الارض كلهم وقفوا قدامك صف واحد شهود صدقني يابني مفيش حقيقه غير اللي قولتهالك
فأومأ لها حمزه برأسه موافقة وكأنها تراه واتبع ايمائته بهمس حائر
جايز كلامك دا هو الحقيقه
بس الاكيد ان فيه حاجات كتير محتاجه لتفسير وهسألك فيها عشان تفسريهالي.
فردت عليه كريمه بنفس النبره الواثقه
وانا تحت أمرك فأي تفسير وأي تبرير
بس المهم انك قبل ماتتصرف أي تصرف ټندم عليه بعد كده بينك وبين نفسك
ترجعلى انا الأول وتسمع مني وبلاش تسأل ود علي حاجه ممكن تتعبها وتخليها ترجع لذكريات فكرت اكتر من مره انها تنهي حياتها بسببها
وممكن تفكر انها تعيد الكره من تاني عشان ترتاح من مطاردة الذكريات دي ليها
وانت دكتور وسيد الفاهمين ان دا ممكن يحصل بسهولة جدا.
فهمهم حمزه بموافقه علي حديثها وانهي المكالمه بضغطة زر بدون وداع بعد ان ساد الصمت علي الجانبين لثوان علم كل طرف أن لا مزيد من الكلام لدي الآخر.
وعاد الطبيب حمزه الي حيرته الأولي
فهو الآن يصدق كل ماتفوهت به كريمه ويكاد قلبه يقسم انها الحقيقه ولا حقيقة سواها
وفي الوقت ذاته هو يلتمس بعض الصدق فيما يقصه حسام
وبعد ان كان يعتقد أنه بدأ يرى بصيصا من الحقيقه
طمس البصيص وعاد الابهام يسيطر علي الامور من جديد
وعادت رؤيته للأحداث تصبح ضبابية مرة اخرى
وعاد عقله للتأرجح بين الطرفين وأكثر وأكثر.
فضغط بكلتا يديه على جوانب رأسه واغمض عيناه وهو يشعر أنه اصبح الآن رسميا على حافة الجنون.
انثي بمذاق القهوة ٦
نظر الطبيب حمزه الي السيدة كريمه وانتبهت لها كل حواسه وهو ينتظر خروج الكلمات منها كأنتظار اب لولادة طفله فأردفت الاخري سريعا لكي لا يطول انتظاره اكثر
روحنا بيت خالتها يبني وكان بيت بسيط وباين عليهم انهم ناس علي اد حالهم اوي..
استقبلونا وسعاد الشهادة لله كانت غاية فالجمال بالفستان اللي اختارهولها قاسم.. وبصراحه كل اللي اشتراهولنا كان علينا جميل ويخطف
من يومه قاسم وهو ذواق وذوقه جميل في كل حاجه
دخلنا وكانت الست لامه جيرانها وحبايبها وعاملين هيصه واخدت مننا الجاتوه ودخلت المطبخ عشان تحطه فأطباق وتقدمه للناس وانا دخلت وراها اساعدها
طلعت هي الاطباق والشوك وانا ابتديت احط فيهم الجاتوه وهي واقفه جمبي بتاخد وترص على الصواني عشان تطلع بيه
لكنها سابت اللي فأيدها وخرجت لما سعاد شاورتلها من باب المطبخ قبا ما تدخل الاوضه اللي قصاد المطبخ وخالتها دخلت وراها وقفلوا الباب عليهم..
فالوقت دا انا كنت خلصت حط الجاتوه على الاطباق وشلت الصينيه وخرجت بيها عشان اوزع علي الناس لكن استوقفني كلامهم اللي برغم انه بصوت واطي لكنه كان مسموع
سعاد هاه ياخالتي الست جابتهولك انا كنت شايفاها بتناولك حاجه فالمطبخ..
خالتها ردت عليها ايوه ياسعاد اهو خدي خبيه فصدرك واول ماتروحي شقتك انتي وجوزك اعملي زي المره اللي فاتت بالظبط مع اني عند كلامي انه ملوش لزمه طالما الاولاني شغال وجايب نتيجه زي الفل اهو والراجل متدهول على بوزه!
سعاد معلش ياخالتي زيادة خير وزيادة تأكيد وزيادة دهوله قالتها وتبعتها بضحكه قطعتها عليها خالتها وهي بتقولها
ايوه بس ياريت بقي متنسينيش وانتي بتكبشي من الخير وتحطي فعبك يابنت اختي خالتك تعبت معاكي برضوا ومتنسيش ان كل دا تخطيطي ولولايا عمر قاسم ماكان هيتجوزك ولا يبصلك
سعاد مټخافيش ياخالتي والله اول ماايدي هيجري فيها القرش مش هنساكي ابدا..
ردت عليها خالتها والله يابنت اختي عارفه انك كلامنجيه واني مش هاخد منك لا حق ولا باطل دانتي لما بتسلفيني ١٠٠ جنيه بتقفيلي فنص زوري لغاية مااردهالك..
سعاد طيب وهو انا كان فأيدي ياخالتي ولا معايا واتأخرت
مانتي عارفه البير وغطاه وعارفه ان المجحوم جوزي التاني نفضني وخلاني عالحديده وخد اللي ورايا واللي قدامي ابن الجزمه دا وسابني اشحت اللقمه انا وابني من قاسم شحاته..
الخاله مانتي لو كنتي جيتيلي وقتها كنت خليته زي الكلب تحت رجلك..
بس معلش محدش بياخد اكتر من نصيبه..
سعاد ايوه بس دا ميمنعش اني هجيلك فاقرب فرصه تعمليلي حاجه ليه تخلي كل قرش اخده مني ياخد من روحه وصحته راق ويبقي عايش لا طايل حيا ولا مۏت..
الخاله من عيوني بس انتي شخللي وانا اعملك اللي عايزاه..
وصمتت كريمه لثانيتين لتلتقط انفاسها ثم اكملت
انا يبني سمعت الكلام دا والفار لعب فعبي وفدماغي وقلبي وقع فرجليا وقولت فسري اعوذ بالله ايه الناس الكفره اللي بتتعامل بالسحر والاعمال دي
مشيت من قدام الاوضه وانا خاېفه وجسمي بيترعش وبقيت ابص شايفه كل اللي فالبيت شياطين والعياذ بالله
ابتديت اوزع عليهم الجاتوه بأدين بتترعش واثناء منا بعمل كده سمعت صوت خلاني فزيت من الخۏف لدرجة ان الاطباق اللي عالصينيه عملوا صوت..
خالة سعاد اسم الله عليكي ياحبيبتي مالك اټخضيتي كده ليه دنا بقولك عقبال ماتفرحي بود وحسام!! لا دانتي نجمك خفيف اووي..
قالتها واخدت مني الصينيه وابتدت توزع هي مكاني وانا رحت مكان ماواقفه ود وقعدت عالكرسي وحضنتها وضميتها عليا پخوف وبصيت للاستاذ قاسم وانا حاسه انه ميستهلش انه يناسب
الناس دي ابدا وندمت اني فلحظه اشتركت فچريمة. اقناعه بسعاد
لكني لما شفت السعاده اللي علي وشه سكت وقولت خليها تعدي وبعدين دا عمل بالمحبه اكيد مش هيضره يعني
انما لو سابها ممكن تعمل فيه زي ماهتعمل فطليقها وتأذيه وممكن تموته خليه عايش ومبسوط بالخداع بدال مايموت بالمړض وبنته المسكينه دي تتيتم من كله..
خلص كتب الكتاب ورجعنا كلنا انا وقاسم وود وسعاد وحسام ووصلني انا والولاد الاول علي شقتنا عشان يروح هو وسعاد على شقة سعاد ويباتوا هناك الليلادى..
نزلت انا والولاد وبصيت لقاسم وانا محتاره عايزه اقوله خلي بالك ومتاكلش او تشرب حاجه من ايد سعاد النهاره لكني تراجعت اصل ازاي اقوله متاكلش من ايد مراتك ولما يسألني عن السبب هقوله ايه
سكت وباركتلهم كمان مره واخدت الولاد وطلعت بيهم وهو مشي بالعربيه وفضلت ادعيله كتير ان ربنا يسترها معاه وينجيه من كل كيد..
اغمضت عيناها مع انتهاء جملتها الاخيره وهي تلقف انفاسها وقامت بوضع يدها علي صدرها لثوان اخري ثم اكملت حديثها حين ادركت ان المسافه قد تقلصت والطريق اوشك على الانتهاء..
وباتوا الليله دي فشقة سعاد وقضوا كمان النهار ورجعوا تاني يوم بالليل ووش الاستاذ قاسم كان منور كأنه رجع عشر سنين لورا..
وابتدت الايام تمر وللحق شفت الاستاذ قاسم سعيد جدا وسعاد شايلاه على كفوف الراحه وهو اي حاجه نفسها فيها يجيبهالها واي حاجه تطلبها يلبيها
لكن هي طلبتها مكانتش بتخلص ابدا لدرجة انه مسكها هي المرتب وقالها هاتي اللي تجيبيه واللي نفسك فيه وانتي اصرفي عالبيت براحتك.. وريح دماغه منها ومن كلمة هاتلي وهاتلي كل شويه.
بس لاحظت حاجه غريبه انها بتجيب لحسام كل حاجه واي حاجه من غير مايطلب ولما ود تطلب منها تفضل تماطل فيها ومتجيبهاش على طول وتتحجج باي حجه وعشان ود عاقله ومؤدبه كانت بتسكت وتصبر مع ان باباها كان معودها ان الحاجه تجيلها بمجرد ماتنطقها..
واستمرينا عالحال دا واتأقلمنا ويوم عن يوم ابتدت ود تكبر وجمالها يوم عن يوم يزيد
وحسام كمان بيكبر معاها وبصراحه انا مكنش عاجبني ان ود وحسام يكونوا مع بعض فمكان واحد وخصوصا انهم بقوا ففترة المراهقه والدنيا متؤتمنش
وبرغم ترددي وصعوبة الموضوع الا اني عرضت علي قاسم انه يفصل مابين حسام وود بانه يوديه هو وامه فشقتهم وانا افضل مع ود هنا فشقتنا واللي بينا يبقي زيارات وبس
قاسم خد يومين يفكر فالموضوع ولاحظت انه طول الوقت عينه علي حسام وود وضحكهم وهزارهم وضربهم فبعض والظاهر انه اقتنع عشان فاليوم التالت سمعت صوت قاسم وسعاد بيتخانقوا فاوضتهم وصوتها كان عالي وواضح جدا وواصل لمسامع الكل
سعاد ودا من امتا القرار دا بقي ياسي قاسم يعني ايه اروح فشقه انا وابني ونعيش لوحدنا
وسيادتك بقي هتعيش هنا ولا هناك واصلا ايه اللي حصل لدا كله ومتقوليش الولاد كبروا دي تاني عشان دي حجه عبيطه هدفك انك تبعدنا بيها عن هنا..
قاسم وليه اتحجج عشان ابعدكم ياسعاد وليه هتبعدوا اصلا واحنا مفيش بينا وبينكم غير فركة كعب!
سعاد بينا وبينكم يعني جامع نفسك معاهم مش معانا يعني معني كده ان استقرارك هيكون هنا مش كده
قاسم امال يعني هسيب اتنين ستات لوحدهم
سعاد اه هما مينفعش يتسابوا لوحدهم وانا اتساب لوحدي عادي صح
قاسم معاكي حسام راجل وملو هدومه..
سعاد حسام ايه دا اللي راجل دا يادوب ١٦ سنه ياقاسم دا لسه عيل..
قاسم سعاد خلاص قفلى على الموضوع دا انا اخدت قراري وخلاص ومن بكره ابتدي جهزي نفسك وحاجتك عشان ترجعي لشقتك القديمه وانا هحاول اقسم وقتي بين هنا وهناك..
سعاد بضحكة سخريه والله عال ماتقول كمان انك هتبات ليله هنا وليله هناك زي ماتكون متجوز اتنين وبتقسم وقتك مابينهم!!
ولا آااااه بس بس بس انا فهمت دلوقتي تلاقيك حنيت للذي مضي
قاسم ايه هو الذي مضي دا كمان
سعاد قعدتك مع الست كريمه لوحدكم فالشقه واللي اكيد مكانتش خاليه ابدا..
قاسم پحده تقصدي ايه ياسعاد بكلامك دا
سعاد اقصد اللي بيحصل بين اي اتنين راجل عازب وست عازبه بيتقفل عليهم باب واحد ياقاسم..
انا كنت بسمع الكلام وانا مڼهاره اصل كله الا سمعتي وشرفي
بس هي خلصت الكلام من هنا وسمعنا صوت صرخه طلعت منها والظاهر انه ضربها بالقلم عشان طلعت بعدها من الاوضه زي الاعصار وجات ناحيتي وڠضب الدنيا كله باين عليها وهجمت عليا هجوم عدوا علي عدوه وابتدت ټضرب فيا بكل قوتها وتقولي اقذر الالفاظ
وكل دا قدام الولاد اللي مكانوش فاهمين هي بتعمل معايا كده ليه
منجدنيش منها غير قاسم وهو بيشدها من فوقي وېضربها قلم ورا قلم وهو بيقولها بغيظ
الست اللي بتتهجمي عليها دي وبترميها بالتهم الباطله اشرف من الشرف اشرف منك انتي شخصيا لانها عمرها مااتكلمت على عرض حد ولا جابت سيرة حد غير بكل خير ولا عقلها القذر صورلها فيوم ان كل راجل وست بيجتمعوا مع بعض بتحصل مابينهم القذاره اللي بتتكلمي عليها دي.. عقلها وقلبها وتفكيرها واخلاقها انقي وانضف منك مليون مره
سعاد پصدمه وهي حاطه ايدها على خدها الكلام دا بتقوله ليا انا ياقاسم
قاسم ايوه ياسعاد بقوله ليكي ودلوقتي اتفضلي لمي حاجتك وحاجة حسام عشان تروحوا الشقه التانيه قالها واتحرك من قدامها وراح قعد على الكنبه فالصاله وحط رجل على رجل وباصص قدامه فالفراغ بتركيز وتصميم باين علي كل ملامح وشه
وانا اشفاقا عليه وخوفا من ان الحاله تتأذم مابينهم اكتر من كده مرضتش اتكلم ولا اقول لسعاد حتى ليه عملتي كده واكتفيت بدفاعه هو عني واللي مقصرش فيه ابدا..
اخدت الولاد ورحت على اوضتي وسبت قاسم هو اللي اتولى باقي مهمه الشتيمه لحد ما قال يابس..
وكل دا وانا حاسه ان اللي حصل دا سعاد مش هتعديه بالساهل ابدا لا ليا ولا لقاسم..
وبعد مناوشات كتيره سكتت ودخلت اوضتها تلم حاجتها وحاجة ابنها في هدوء وكأنها رضخت للأمر الواقع
لكني عارفه انه ماهو الا السكوت اللي بيسبق عاصفه وعرفت نوع العاصفه القادمه لما آخر النهار جات بهدوء لقاسم اللي قضي يومه كله قاعد على الكنبه فالصاله وقالتله قاسم انا هاروح ازور خالتي دلوقتي تعبانه واتصلت بيا ومحدش جمبها غير البنات هروح اشوفهم لو محتاجين حاجه
قاسم شاورلها بأيده بمعني انها تروح وهي اتحركت من قدامه بس بعد مابصتلي بصه خلت الړعب دب فقلبي...
تنهدت السيده كريمه بعدها وهي تردف الفيلا الجايه دي يابني وصلنا خلاص..
نظر حمزه امامه وتجهم وجهه لوصولهم سريعا ولكنه تقبل وقرر ان يتحمل الفضول الذي سيجعل روحه تتآكل الي ان تحين له فرصة اخري ان يلتقي بكريمه
فيبدوا ان هذا لن يحدث قريبا او فالقريب الذي يرضيه
توقف بالسيارة امام بوابة الفيلا ونظر الي كريمه وقد ارتسمت على عيناه و ملامحه علامات الترجي مما قد جعل السيده كريمه تتبسم له اشفاقا وجاوبته رحمتا بفضوله وهي تهمس له في حنو بالغ
متقلقش هكلمك فالتليفون بالليل وابقي اكملك باقي الحكايه عارفه انك مش هتصبر لبكره
واعقبت جملتها بضحكة خفيفه جعلت الطبيب حمزه تنفرج اساريره فقد
تحقق للتوا ماكان يتمني في قرارة نفسه ان يحدث ولن يطول انتظاره ولن تتآكل روحه فضولا...
همس لها شاكرا متشكر ياست كريمه معلش انا عارف اني بتعبك معايا لكن كل دا لمصلحة ود صدقيني..
كريمه كل تعب الدنيا يهون عشان مصلحة بنتي ود يادكتور ..
قالتها ثم الټفت فورا تحاول فتح الباب مما جعل الطبيب حمزه يترجل من السياره سريعا
ثم قام بالالتفاف حول السياره ليصل الي الجانب الاخر منها ففتح لها الباب وقام بمساعدتها في النزول وقال لها مودعا
مع السلامه ياست كريمه وخدي بالك من نفسك وارتاحي عشان تعبتي النهارده جامد.
كريمه متشره يادكتور علي كل حاجه بتعملها عشان بنتي وأسفه لو مش هقدر اقولك اتفضل عشان دا مش بيتي وفيه خطوره على ود لو حد شافني معاك او شافك معايا منهم وعرف بعد كده انك. دكتورها وهما مانعيني اني ازورها.
نظر الطبيب حمزه سريعا من خلال بوابة الفيلا ذات الحديد المفرغ ليكتشف من هم من تتحدث عنهم كريمه
وياتري كم عددهم وماسر تلك الخطوره التي تتحدث عنها!
فلم يجد ما يشبع فضوله فقد كانت حديقة واسعة خاليه من البشر وهذا كل ما رآه.. عاود النظر لكريمه وتنهد وهو يعدل نظارته مردفا
اطمني مفيش حد الطريق فاضي وعموما ياستي انتي بكلامك. معايا كأني دخلت واخدت ضيافتي وقضيت يوم كامل فبيتك كمان
قالها ثم تحرك مبتعدا عنها موسعا لها المجال لكي تدخل لبيتها وتنال قسطا من الراحه
فصعد سيارته وكاد ان ينطلق بها لكنه توقف عن ذلك حين وقفت بجواره سيارة سوداء عالية فارهه
ماأن رآها حتي نظر للسيده كريمه خوفا ويكاد يجزم انه في هذة اللحظه قد رأي وجه السيدة كريمه شاحب كشحوب المۏتي وقد زالت منه كل مظاهر الحياة حتي ان شفتيها ابيضت خوفا..
كان بأمكان الطبيب حمزه ان ينطلق فور رؤيته للسيارة تاركا كريمه لتواجه الموقف بمفردها ولكن خوفه عليها من ان يحدث لها مكروها علي يد من تصورهم بأنهم وحوشا ضاريه ثم فضوله ثانيا أبى ان يترك المكان قبل رؤية الوحوش من هم وكيف يكون شكلهم..
سرعان مافتحت ابواب السيارة من الجانبين ونزل منها ثلاث اشخاص تباعا رجل وامرأتان احداهما صغيرة فالسن تحمل طفلا صغيرا لا يتعدي عمره ثلاتة اعوام..اما الاخري فقد كانت تقريبا في سن كريمه او اصغر قليلا او ربما اعتنائها الواضح بنفسها من مظهرها العام هو مااحدث ذلك الفرق بينهم في السن
اما الرجل فكان الرجل طويلا ذات بنية ضخمه ولكن جسده متناسق مفتول العضلات حسن المظهر تقريبا لا تشوبه شائبه..
اخفض الطبيب حمزه عينيه ممثلا انه يبحث عن شيئ ما في سيارته
وهو يرى الرجل قد نظر اليه نظرة حاده كصقر يراقب تحركات شيئا ما على الارض بتركيز شديد لعله يكون فريسه..
تحرك الرجل في اتجاه الطبيب حمزه بخطوات بطيئة وحذرة
الي ان وقف بجانبه ثم مال بجسده ليتقابل وجهه بوجه الطبيب حمزه من نافذة السيارة ثم سأله بنبرة هادئه لكنها تنم عن ريبة
انت مين وواقف هنا تعمل ايه بالظبط
فتح الطبيب حمزة فمه محاولا التحدث رغم انه لا يعلم ماذا يقول وما يجب ان يقال في هذا الموقف
ولكن كريمه كانت بمثابة طوق نجاة لكلماته الغارقة في جوفه حين ردت بدلا عنه وقد اكتشف حمزه انها تقف خلف الرجل مباشرة
دا الدكتور بتاعي ياحسام وصمم انه يوصلني فطريقه عشان كان مروح وكمان عشان شافني تعبانه..
حسام بدون النظر اليها او اعارتها ادنى اهتمام ومازال مستمرا في النظر للطبيب حمزه وسأله مرة اخري دكتور ايه دا ياكريمه
فى هذه اللحظه بديهيا قمت بالتطوع انا بالرد دكتور الصدر والجهاز التنفسي..
وهنا تفحصني هذا الحسام بنظرة اخيره
ثم اعتدل مبتعدا وقد بدا ان كذبتي قد انطلت عليه فالتف مواجها لكريمه وللوهلة الاولي ظننت ان هناك بوادر شفقه عليها بدأت تظهر على ملامح وجهه
ولكن سرعان ماتحولت الي علامات ڠضب وهدر بها بصوت غاضب ولما رايحه لدكاتره مقولتيش ليه ياكريمه
ردت عليه كريمه بتلعثم ماما ماهو انا بعد مامشيتوا تعبت فجأه ومقدرتش استحمل ياحسام يابني يعني خروجي من وراكم مكانش متخططله وكان صدفه..
حسام والتليفون ياكريمه كان ايه مشكلتك انك تتصلي بيا منه وتبلغيني
كريمه وهو انا كنت فأيه ولا ايه بس ياحسام يابني بقولك كنت تعبانه مش قادره آخد نفسي..
وهنا صمت حسام وقد تجهم وجهه وهو ينظر الي كريمه وقد سكن جسده كتمثال تجسد للڠضب لم تدب به الروح ويتحرك الا حينما سمع نداء العجوز قائله
حسام سيبها ويلا تعالى..
وهنا تحرك بخطوات بطيئة في اتجاههم وترك كريمه ترتجف مجهدة كورقة شجر كانت في مواجهة عاصفة قويه ونجت منها بفضل الله وحوله..
حمل حسام الطفل الصغير حين وصل اليهم ووقف للحظات
وفي هذه الاثناء كانت العجوز تودود له بصوت هامس وهي تنظر الي كريمه بكره واضح وحين انتهت كان رد حسام عليها بايمائة من راسه ثم تقدمهم دخولا الي الفيلا وهن اتبعنه مباشرة..
اما كريمه فكانت تلتقط انفاسها كغريق تم انقاذه للتوا وإخراجه للبر ولا يصدق كيف نجا..
نظرت الي نظرة رضى ثم قامت برفع يدها والتلويح لى بها مودعة وتحركت بعدها نحوا الفيلا وما ان فعلت ذلك حتي تحركت انا بالسيارة مبتعدا وانا افكر بعقل مشتت
لم يعامل ذلك الحسام سيدة عجوز بهذه الفطاظه وعلى حسب ماقصت لي وما استشفيته من حديثها فهى من قام بتربيته والسهر على خدمته والاعتناء به بجانب اعتنائها بود لسنوات
وصل الطبيب حمزه بيته وكالعادة لم يجد لسؤاله هذا إجابة فقد كان كل مايحيط بود او له علاقة بحياتها لغز صعب بالنسبه لحمزه يتمني ان يحل قريبا..
دخل الي مطبخه بعد ان ابدل ملابسه بأخري بيتية مريحه
وقام بتحضير غداء له من المواد المتاحه عنده
فأكل ثم جلس على اريكته المحببه امام التلفاز ولكن هذه المره لم يفتح التلفاز ولكنه فتح حاسوبه لكي يتصفح المواقع الالكترونية قليلا ويعرف مالجديد الذي حدث في السويعات القليلة الماضيه
ولكن كل ماتصفحه من المواقع هو الانستاجرام وتحديدا حساب ود
ولم يعلم كم مضي وهو يتأمل صورها المحمله عليه والتعليقات التى تحت كل صوره
الي ان ثبت على صورة لود ووقف امامها وقتا طويلا يطالعها بإعجاب شديد فقد كانت هي الاجمل من بينهم
حيث ابتسامتها كانت تعكس سعادة حقيقيه
وكذلك لمعة عينيها وحتي شعرها الكيرلي المتطاير وقد التصقت بعض خصلاته بوجهها وللوهلة الاولى تظنه يتراقص هو الاخر فرحا لسعادتها.
ثبت الطبيب حمزه الصوره على شاشة حاسوبه ونهض متوجها لمكتبه
ثم عاد بعد دقائق حاملا معه دفترا للرسم وقلما من الفحم
وجلس امام الصوره وبدأ في ممارسة هوايته المفضله فأمضي وقتا طويلا لم يشعر به وهو منخرط في تجسيد تلك الملامح على ورقته البيضاء فيتأملها برضى بعد انهاء كل خط من خطوط وجهها وهو يراه مطابقا لصورتها
الي ان توقف اخيرا ورفع الرسمه وابتسم ابتسامة رضي وهو يطالعها وقد اصبحت نسخة من الصوره الاصليه لا يوجد بها اي اختلاف سوى انها بلون واحد ولكن هذا لم يؤثر علي جمال الرسمه اطلاقا بل زادها جمالا.
تركها بجوار الحاسوب ونهض
ليرى مايحتاجه المنزل من اعملال وتنظيف وايضا اليوم هو ميعاد غسل ملابسه فبدأ في جمعهم من جميع انحاء المنزل وهو يتذمر داخليا لقيامه بتلك المهمه الشاقه بالنسبة له والتي كم تمني لها حلا ولكنه لم يجد حلا انسب من غسلهم بيديه وتوفير المال ووقت النزول الي المغسله والتي كانت بعيدة عنه نوعا ما.
جن الليل وظل الطبيب حمزه ينتظر مهاتفة السيدة كريمه له مثلما وعدته وللأسف انتظر طويلا وهو يطالع شاشة هاتفه بين الحين والآخر كانه يحثه علي الاعلان عن مكالمتها
ولكن للأسف هذا لم يحدث فاضطر الي الاستسلام للنوم قليلا لكي يعطي حق بدنه عليه فغدا ينتظره يوما حافلا جديدا ويجب ان يواجه مرضاه وهو يتمتع ببعضا من القوه وبعضا من النشاط والكثير الكثير من الصبر..
مر الليل وبدأت صيحات المزعج الصغير تتعالى وتتعالي لتصل لمسامع حمزه ويؤدي مهمته في ازعاجه ثم ايقاظه وها هو يتلقي ضړبة شديده من حمزة على رأسه اخرسته وهذا دليل انه نجح فى ايقاظه واتم مهمته بنجاح..
نهض حمزه وقام بصنع معشوقته وبدأ بها يومه فعادت الاشياء الي وضعها الطبيعي امام عينيه وبدأت الافكار تترتب تلقائيا داخل رأسه وعادت اليه مظاهر الحياة رويدا رويدا مع كل رشفة. الي ان انهي قدحه كانت الدنيا قد عادت الي نصابها الصحيح..
هم ان يغادر المطبخ بعد ان انهى قدحه ولكنه توقف وقام بالالتفاف وتقدم نحو خزانة المطبخ ففتحها واخرج منها مجا حراريا مهمته هي الاحتفاظ بالمشروبات ساخنه
فقام بصنع المزيد من القهوة ووضعها به وحمله وخرج مبتسما فارتدي ملابسه واخذ حقيبته بعد ان وضع بها فنجانان فارغان والمج المملوء بالقهوهبعد ان اغلقه بإحكام والدفتر الذي به الرسمه
وغادر منزله الي وجهته اليوميه وهو يشعر بقليل من التفائل اليوم لا يعلم مصدره ولكن لا يهم المهم انه موجود..
وصل الي مشفاه وبعد روتينه اليومي مع مديره ومروره بطقات المشفي المعتاده وجد قدماه تاخذه اليها هي اولا فدخل اليها هي ليستهل بها يومه
فقد اصبحت لديه مثل قدح قهوته لا يكتمل يومه بدونها... متي حدث هذا وكيف وليس لها الا يومان فقط في حياته! حقيقتا لا يملك اجابة لهذا السؤال ولكن هذا ما قد حدث بالفعل.
واصبحت هذه الجميله تستولي هي وحالتها على كل تفكيره منذ ان رأها لاول مرة.
يتبع ..
انثي بمذاق القهوة ٧
دق جرس الباب يعلن عن حضور احد ما فهرول اليه عبدالله وهو يتمني ان يكون الشخص المنتظر ولا احد سواه
وكم رقص قلبه طربا وحمد الله الذي استجاب رجائه حين رأي حسام هو من يقف بالباب ينتظر الاذن بالدخول.
فرحب به عبدالله ترحيبا حارا ودعاه الي الداخل علي الفور وتقدمه نحو غرفة حمزه وتبعه حسام.
اما حمزه فبمجرد أن سمع صوت حسام اعتدل في جلسته
فقد دلف الي غرفته منذ قليل كي ينال قسطا من الراحه. وظن أنه سينعم بدقائق قبل مجيئ حسام يبسط فيها اطرافه وعضلاته التى اجهدها كثيرا اليوم وهو يتحامل عليها كي يثبت لاخته وزوجها انه شفى تماما دون ان يكون كذلك.
دلف عبدالله الي غرفة حمزه اولا واخبره بسعادة عارمه ان حسام قد اتي ونظر لحسام واردف
ادخل ياحسام واقف ليه ادخل ياحبيبي دانا وحمزه مستنينك من بدري.
وما أنهي جملته حتي دلف حسام علي الفور والقى التحيه علي حمزة الذي رحب به ورد عليه التحيه بأحسن منها.
وتقدم حسام بعدها نحو الاريكه. وجلس وهو ينزع عنه حقيبته ويتنهد بإجهاد واضح.
وقام عبدالله بأغلاق باب الغرفه بعد أن اخبر سماح زوجته بلغة الإشاره ان تسرع في إنجاز ماكلفها به منذ قليل.
وهي فهمت علي الفور وأومأت له بطاعه.
واقترب عبدالله كي يجلس بجوار حسام ولكنه اعدل عن قرار جلوسه الآن
وهو ينظر الي حسام ويري التعب باد علي ملامحه وتاكد من ذلك حين بدأ حسام بفرك مقدمة رأسه بديق.
فعاد عبدالله وفتح باب الغرفة مرة أخرب وخرج منه وعاد بعد قليل حاملا لكوب من الماء البارد وكأس من العصير
وقدمهم لحسام الذي اخذ الماء منه سريعا بعد أن شكره
وشربه كله دفعة واحدة كأنه عائد من سباق ماراثون وقد جف حلقه من الجرى فيه.
ووضع عبدالله الصينية بالعصير علي المنضدة امام حسام وجلس اخيرا بجواره
ونظر حسام الي الاثنين حمزة وعبدالله بعد أن انهي شربه للماء
وتبسم وهو يرى الفضول يتناثر من اعينهم. فإعتدل في جلسته واردف متسائلا
هاه وصلنا لحد فين امبارح
فأجابه عبدالله سريعا
وصلنا لغاية مااكتشفت ان فيه ناس مؤذيه وعرفت حقيقتهم بس مكنتش قادر تتكلم عشان متتاذيش.
ها قول بقي مين هما الناس دي واكتشفت عنهم ايه
انا من امبارح وانا بخمن ومقدرتش اوصل لحاجه!
أوشك حسام ان يفتح فمه ولكن قاطعه حمزه قائلا
ياريت ياحسام تمشى بترتيب الاحداث بحسب ترتيب السنين وتحكي كل اللي حصل معاك في كل مرحله عمريه. عشان منرجعش بالاحداث تاني للماضي من مرحلة متقدمه من الحكاية.
فأومأ له حسام بالموافقة وبدأ في إكمال مابدأه من حيث انتهي ورجعوعا بالاحداث للوراء واردف
بمجرد ماعشنا مع بعض كلنا فبيت واحد انا وعمي قاسم وامي وود وكريمه.
بدأت حاجات غريبه تحصل. او مش تحصل بدأت تظهر. والظاهر انها كانت بتحصل من زمان واحنا مكناش واخدين بالنا ليها.
امي بدأت تلاحظ انصياع عمي التام لكريمه وكلامها وارائها وتأييد لكل قراراتها.
وأي حاجه تقولها تبقي هي الصح وتتنفذ بدون تفكير او ادني معارضه.
وخصوصا لو الحاجه دي تخص ود.
وفى كل مره كانت أمي تحاول انها تقرب لود بانها تعملها حاجه حلوة.
او تشتريلها حاجه كانت كريمه ترفض.
وحتي الحاجه اللي كانت امي بتشتريها لود كانت كريمه تاخدها من امي قدام عمي قاسم وبعد مايمشي ترميها فى الزباله قدام عيونها وتقول أن ود محبتهاش.
كانت بتتعامل دايما وكأن ود ملكية حصريه بتقتصر عليها هي وبس.
حاجه خاصه بيها ومش من حق اي حد في الدنيا انه يتدخل في أي حاجه تخصها.
اكلها شربها لبسها هي الوحيدة المسئوله عنهم.
وحتى مصروف البيت كان عمي يمسكهولها هي ولما امي تتكلم كان يقولها سيبي البيت يمشي علي نظامه القديم. كريمه بتعرف توازن اموره كويس.
وبرغم حبه لأمي اللي كان واضح جدا فمعاملته معاها ونظراته ليها الا ان حبه ليهاوأي حاجه تانيه في الدنيا فى كفه وكلام كريمه واوامرها فالكفه التانيه.
وكفة كريمه دايما هي اللي بتطب.
طبعا امي زي اي زوجه حست بإهانه وغيره ازاي وحده ست غيرها تبقي متحكمه فجوزها وبيتها بالطريقة دي وهي تكون عبارة عن صفر عالشمال!
دا حتي الأكل كا بيتعمل علي حسب مزاج كريمه او مزاج ود
وانا وامي مجبورين ناكل اللي يتعمل ويتقرر حتي لو مش بنحبه.
وعمي شايف وساكت.
واقصي حاجه يعملها لما امي تعترض انه يقول هي مقفلتش عليكي المطبخ هي تطبخ اللي هي وود يحبوه وانتي وحسام اطبخي اللي تحبوه.
وبالفعل امي عملت كده وبقت تطبخ ليا انا وهي اكل لوحدنا.
مع انها مكانتش حابه دا وكانت بتعتبره تبذير وخصوصا وهي شايفه أن الاكل اللي بيفضل منه كتير ويترمي.
لكن للصراحه الاكل اللي كان بيترمي هو اكل كريمه لأن امي كانت تعمل اكل عالقد وعمي قاسم بقي بياكل
من اكل امي وساب اكل كريمه خالص.
وإحقاقا للحق ومش مجامله خالص مفيش اي وجه مقارنه بين اكل امي واكل كريمه.
لكن كانت حجتها انه اكل صحي قليل الدسم والسعرات الحراريه عشان صحة ود وصحة عمي قاسم.
وإن كان عمي قدر يتخلص من اكلها وياكل معانا
الا أن ود المسكينه مقدرتش ابدا ولا كانت تجرؤ اصلا انها تزعل كريمه ومتاكلش من اكلها او تخالف امر ليها.
واستمر الحال بالشكل دا فتره لغاية ماكريمه بقت على آخرها من امي اللي شاركتها فالمطبخ وشاركتها فى البيت وتوضيبه على مزاجها وشاركتها فكل اللي عاشت سنين معتبراه ملكيه
خاصه ليها ومملكتها هي وبس.
وابتدا التخطيط لإنهاء الوضع دا بأي طريقه
ولكن لسوء حظها انها مكانتش تلاقي من أمي ادني غلطه تخليها تمسكها ضدها او تقلب عمي عليها
حتي التحكم الكامل بتاعها في البيت والفلوس وفى عمي كانت فاكره انه هيكون سبب في أن امي تاخد موقف وتبتدي تطالب بحقوقها.. ومن هنا تبدأ المشاكل ويتفتح باب للخړاب بينهم
لكن امي معملتش كده.
وفضلت صابره ومستحمله ومكتفيه بقربها من عمي وبستره ليها وحمايته ليا من أي حاجه وحشه.
ودا كان بالنسبالها قمة العدل وقابلته بكل الرضى ودفنت اي حاجه تافهه وصغيره تانيه جواها وسكتت.
بس فيه حاجه وحده بس اللي أمى كانت طول الوقت بتتمني انها تغيرها ودي الحاجه الوحيده اللي سعت لتحقيقها كتير قوي وبكل وسيله ممكنه وفى كل مره كانت مساعيها تحبط.
والحاجه دي هي ود
ود اللي كانت مبرمجه علي طاعة كريمه وبس وكل اللي تقولهولها كريمه هو قمة الصح واللي لازم يتعمل نفس قناعة عمي بالظبط.
ولكن دا كان هيبقي كويس لو كان اسفر عن حاجات كويسه.
لكنه بالعكس مكانش بيسفر غير عن تسميم لعقل ود بمعتقدات غلط في غلط.
اولهم ان لبس العريان والقصير شيئ عادي ومش من حق حد يحاسب ود عليه وانها حرية شخصيه ليها.
وطبعا دا كان مصحوب بقعادها بشعرها وتبرجها الدايم سواء في البيت او وهي خارجه.
والسلوك دا ابتدا في سن صغير واستمر معاها لغاية ماكبرت.
وثانيا تحررها واختلاطها مع الشباب من الجنسين وكانت الحجه اللي دايما علي لسان كريمه في الدفاع عن ود في النقطه دي
أن ود متربيه كويس وعارفه هي بتعمل ايه ومبتغلطش.
وآخر حاجه خروجها وقعادها بره لساعات متاخره من الليل بحجة انها بتذاكر مع صاحباتها
وطبعا عمي مكنش بيعترض ولا يقدر اصلا يعترض علي حاجه كريمه ادت الاذن لود فيها.
بس انا وامي ابدا مكانش عاجبنا الحال
ولأني شاب وعارف ايه اللي بيجرا بره في الشارع قررت اني اراقب ود واشوفها بتروح فين وتيجي منين اصل دي في الاول وفى الآخر بنت عمى وعاري ومينفعش تفضل من غير حسيب ولا رقيب كده.
وبالفعل راقبتها والكارثه انى اكتشفت ان كل خروجاتها بحجة المذاكره دي كانت بتبقي مجرد كدبه عشان تخرج بحريه وتروح حفلات مختلطه للشباب من الجنسين
وتفضل ترقص مع البنات اللي اشكالهم مكانتش ابدا مريحه ولا مظبوطه.
والمرادي شفتها فديسكوا وطالعه عالاستيدج وهاتك يارقص.
انا شفت المنظر دا والدم غلي في عروقي وعقلي وقف عن التفكير من الصدمه وانا شايف بنت عمي بتتمايل قدام الشباب
وهما بيبصولها بعيون عايزه تاكلها اكل عيون ديابه متربصه بفريسه عمرها ماتعداش ال١٥ سنه!
ايوه كانت وقتها لسه في تالته اعدادي مكملتش ال١٥ كمان يعني طفله لسه.
لكن طفله في جسم انثى مكتملة الانوثه وكانت دايما بسبب جسمها وجمالها محط انظار الجميع.
فجريت عليها وجريتها من وسط القرف اللي كانت فيه دا واخدتها بعيد وهي بتصرخ وتستنجد باللي حواليها عشان يخلصوها مني.
لكنهم كانوا اجبن من مواجهتي بعد مابصيت للكل بصه معناها إن اللي هيقرب هتكون نهايته على ايدى.
وفعلا كل فار لزم جحره وسابوني اخدها من وسطهم بمنتهى السهولة وهما باصين بعنيهم وبس.
وبمجرد مابعدت بيها سبت ايدها ونزلت فيها ضړب بكل قوتي وقهري وغيظى.
فضلت اضرب فيها واشتمها باقذر الالفاظ اللي توصف المنظر اللي شفته. ومكنتش حاسس بنفسي ابدا وانا پضربها.
لغايه مالقيتها مره وحده بتقع مغمي عليها.
اخدتها فحضنى ولحظة ماحمل جسمها بقي عليا فوقت لنفسي وللي عملته فيها!
ولمت نفسى وعاتبتها ازاي قدرت اعمل فيها كده
وازاي قلبي طاوعني!
شلتها بين ايديا ومشيت بيها وهي فدنيا تانيه وغايبه عن الوعي.
وانا كل اللي فى دماغي واللي بسأله لنفسي طول ماانا واخدها فحضني انا ازاي اعمل فى بنتي وبنت قلبى كده
ايوه كنت بعتبرها بنتي وانا ابوها المسئول عنها.
كنت بخاف عليها من أي حاجه وكل حاجه.
كان قلبي يتقطع وانا شايف حالها بيميل ومش قادر اعملها حاجه ولا افهمها أن دا غلط.
لكن معلش اهي جات الفرصه اللي بيها هتتعدل الموازين.
وكريمه اللي هي السبب في كل دا هقفلها انا وعمي وقفة رجاله بعد اللي وصلت ود ليه دا بدلعها الزايد.
وركبت تاكسي انا وود ووصلنا البيت ونزلت وشلتها وطلعت بيها للشقه.
ولحسن الحظ السواق كان راجل خواف ومرضيش يدخل نفسه في حوارات ويسأل انا مين واقربلها أيه أو واخدها لفين ولا حتي خاف اكون خاطڤها.
وبمجرد ماقولتله دي اختي وراجعين بيتنا سكت ووصلنا واخد اجرته ومشى.
وصلت قدام باب الشقه ونزلتها من على اديا وسندتها علي صدرى عشان اعرف افتح الباب
وكانت ابتدت تفوق فى الوقت دا. ودخلتها مسندها وبمجرد ماشافونا الكل جه يجرى علينا پخوف وكريمه صوت صړاخها على ود رج العمارة رج.
دخلتها واخدوها مني وابتدوا يفوقوها ويطمنوا عليها
ويسألوني كلهم ايه اللي حصلها
لكن انا فضلت ساكت منطقتش بحرف ومستني لما تفوق عشان يكون الكلام قدامها وتشوف الڠضب فعيون عمي علي اللي كانت بتعمله.
وتعرف انها كانت بتغلط غلط شنيع.
وفاقت وبمجرد مافتحت عنيها وبصتلي ابتدت تبكى بصوت عالي وحرقه وهي بتشاور عليا بصباعها ومش عارفه تنطق ولا تتكلم
وببص لقيت الكل بيبصلى بنظرة اتهام كأني عملت فيها مصېبه!
وهنا كان لازم ادافع عن نفسي وابرر موقفي وابتديت احكيلهم كل حاجه حصلت.
وعلي عكس كل توقعاتي كان رد فعل عمي صاډم بالنسبالى!
لان كل اللي عمله انه بص لكريمه عشان يشوف رد فعلها وبناء عليه يكون رد فعله.
وكريمه بقي فرصتها وجاتها لغاية عندها.
وابتدت تسمعني كل انواع الشتايم والتهم واكترها واللي اتعادت كذا مره اني همجي ومش متربى.
وهنا جه دور امي في التدخل للدفاع عني زي ماكريمه بتدافع عن ود
ومن هنا ابتدا تراشق بالتهم والشتايم مابينهم واتطور لمد الايد
وكريمه مسكت امي يومها طلعت فيها كل الغل اللي جواها وامي في المقابل مقصرتش عشان كان جواها لكريمه غل اكبر بكتير
وماصدقت انتهزت الفرصه.
ولا انا ولا عمي قدرنا نفصل بينهم غير لما هما بعدوا عن بعضهم بنفسهم بعد ماتعبوا من الضړب فبعض.
وبصيت بعدها لعمي لقيته منكس عنيه للأرض ومنطقش ولا كلمه من بعد جمله وحده قالها لود
قومي ادخلي اوضتك ولينا كلام تاني مع بعض.
وقولت اكيد الكلام التاني دا هيكون هو حسابها على اللي عملته.
لكن للأسف الجمله دي كانت هي كل اللي قالهولها عمي وكل رده على الموقف.
وعدي الموضوع ومر مرور الكرام ومحدش اتأثر باللي حصل من ود غيري انا وأمي بس.
اما كريمه فكانت شايفه انه عادي. وإن اي بنت فسنها بتعمل كده.
وانها معملتش حاجه تستدعى
اللي حصل دا كله!
وان كل الحكايه اني انا اللي كبرت الموضوع.. وانى انا اللي همجي.
والجمله دي بالذات زرعتها كريمه فعقل ود ومن ساعتها وارتبطت بإسمي جواها
حسام الھمجي.
ومن بعد ماكان حسام اقرب حد ليها في الدنيا اتحول من اليوم دا لعدوها اللدود.
وانطلقت كريمه من النقطه دي لتغيير فكر ود وعمي من ناحيتي كليا ونجحت في دا للأسف الشديد.
وبعد ماكنت انا وتصرفي وخۏفي علي ود بنت عمى قمة الصح اتحولت بقدرة قادر وبفضلها هي لقمة الغلط والهمجيه.
وحتي عمي االي طول العمر معتبرني ابنه وبيحبني لدرجة انه مبيتحملش عليا الهوا الطاير ابتدا يكرهني وينفر مني وياخد جنب.
لدرجة انه قرر يبعدني عنه وعن بيته وود خالص.
ودا كان پتهمة قذره زرعتها كريمة فدماغه.
ويشهد ربى اني بريئ منها برائة الذئب من دم ابن يعقوب.
او بريئ من الطريقه اللي وصلتهاله بيها.
واخد عمي قراره وبالفعل بعدني عنه وعن ود خوفا عليها مني.
ورجعني انا وامي لشقتنا القديمة بحجة اني انا وود مينفعش نكون مع بعض في بيت واحد تجنبا لأي حاجه غلط ممكن تصدر مني اتجاهها.
وطبعا هو صدق بسهولة ان ممكن تصدر حاجه زي دي من ابن اخوه الھمجي.
ودي مكنتش اكتر من طريقه تبعدني بيها كريمه عن طريق ود اللي من ساعة الموضوع اياه وحريتها اتقيدت
ومبقتش تخرج مع صاحباتها زى الأول خوفا من اني اعمل فيها زي ماعملت المره اللي فاتت وكمان عشان كريمه تخلص من امي فطريقها بالمرة وتبقي ضړبت عصفورين بحجر واحد.
يومها عمي بلغ امي بالقرار دا وامي لأول مره اشوفها تثور كده فوش عمي وتعترض علي قرار يقوله او حاجه يطلبها منها لكن دا مكانش أي قرار ولا كانت أي حاجه.. دا كان قرار بالتخلى.
دي حتي اتجرأت ولأول مره قالتله اللي عاشت كذا سنه كاتماه في قلبها ومش راضيه تقوله.
قالتله انه ماشي بأوامر كريمه وانه ملوش شخصيه وانها ندمت لانها اتجوزته.
وندمانه اكتر علي سكوتها علي وضع اي وحده تانيه غيرها متوافقش عليه.
وفوق التهم رمته پتهمة انه عايز يبعدها عشان يخلاله الجو مع كريمه.
ودي كانت محاوله منها انها تحسسه ان دا اللي الناس هتقوله بعد ماينفذ قراره ويبعد مراته عنه.
لكن اللي حصل ان عمي محسش غير انها هانت كريمه اهانه كبيره.
وهانته هو كمان معاها لما اتهمتهم التهمه المشينه دي.
وكان رده عليها بإنه مد ايده عليها لأول مره وضربها.
وغير دا قالها جمله لغاية يومنا دا لسه امي فاكراها.
وكانت هي الجمله اللي سهلت على امي انها ترمي كل مشاعر حبها لعمي بره قلبها
انتي فاكره ان كل الناس قڈرة زيك
الجمله دي كانت القشة اللي قطمت قلب امي وقضت علي كل اللي بينهم.
ومن بعدها أمي سكتت ومتكلمتش معاه ولا كلمه ولا عاتبته لانها شافت أن العتاب خلاص ممنوش أي فايدة.
وقررت يومها انها هتاخدني ونبعد عن حياة عمي قاسم وبيته للابد. عشان من بعد كلامه الاخير لا انا ولا هي بقالنا مكان فيهم.
ولمت شويه من حاجاتنا وسابت الباقي وخرجت يومها راحت نضفت شقتنا القديمه قبل مانروحلها عشان نروحها وهي نضيفه.
واثناء ماكانت بره لقيت كريمه دخلت اوضتنا وابتدت تلم هي بنفسها فحاجتنا
وتلملنا اى غرض يخصنا من الشقه كأنها بتمحي اى اثر لينا.
وبتزيل اي سبب ممكن حد فينا يرجع عشانه البيت مره تانيه.
وكل دا تحت انظار عمى اللي منطقش بكلمه وحده وهو شايفها بترمي هدومنا فنص الشقه زي ماتكون بتطردنا شړ طرده!
انا الموقف دا عمري ماهنساه وانا باصص لعمي بعتب وهو حتى ولا اثرت فيه نظراتى ولا حس بۏجع قلبي وانا حاسس انه مش بس بيطلعني من بيته..
لأ دا بيطلعني من قلبه كمان
وبيسحب مني كل محبته ليا
لكني برضوا كنت مديله عذر بسيط وهو انه كان بيعمل كده ڠصب عنه.
قالها حسام ثم صمت ليستريح قليلا ومن بعدها يواصل.
فأردف حمزه معقبا
ايوكل كل دا تمام وكل حاجه لكنني شايف انك برضوا اختزلت كذا سنه في النص ماتكلمتش عنهم ولا جبت سيرتهم.
وهما السنين اللي ففترة طفولتك انت وود لغاية مرحلة مراهقتكم اللي حكيتها دلوقتي دي.
ودي فترة مهمه جدا فحياة الانسان وبتتمحور عليها باقي حياته.
عايزك تحكيلي عن الخمس سنين دول وتعاملكم مع بعض فيهم كان عامل ازاي في الفتره دي
نظرتك ليها اتغيرت فأي سن وامتا ابتديت تشوفها مش مجرد بنت عم وأخت ليك
والاهم من دا كله معاملة كريمه ليك أنت بالذات وليها هي كانت عامله ازاي
واردف عبدالله متمما لكلام حمزه
وكمان عايزين نعرف ايه اللي اكتشفته
وايه هي الحاجات الغريبه اللي خلتك تعرف ان فيه ناس وحشه
ومين الناس دي مع اني كونت فكره واقدر اخمن بس برضوا التخمين ممكن يطلع غلط.
فأومأ حسام لهم بالموافقه
فهو قد تخطى هذه الفتره عمدا
فما كان يحدث معه فيها كان ولا يزال اجمل ما قد حدث له فى كل حياته.
وكان يود الاحتفاظ بذكرياته السعيدة تلك لنفسه.
ولكن لابأس بذكرها إن كان هناك فائدة من هذا.
وفتح فمه وهم أن يبدأ بالكلام
ولكن قاطعه صوت سماح الذي بدأ يعلن عن انتهائها من تجهيز الغداء.
وانها وضعته علي طاولة الطعام ايضا.
فأشار حمزه لحسام بأن يصمت الآن طالبا منه التأجيل الي بعد تناول الغداء.
وكاد حسام أن يرفض
لولا ان عبدالله فتح باب الغرفه فتصاعدت الروائح الذكيه الي انفه.
فتراجع عن رفضه وذهب معهم صاغرا ملبيا لنداء الجوع.
أنثى بمذاق القهوة ٨
جلسنا لتناول الغداء ثلاثتنا انا وحسام وعبدالله.
وانضم الينا مؤخرا احمد ابن اختي الصغير ذات الاربع سنوات .
وبدأ يأكل من امام حسام تحديدا.
وبالرغم من أني ڼهرته ناهيا له عن هذا التصرف المشين!
الا ان حسام أبى أن يتوقف الصغير عن مشاركته الطعام
واجلسه على فخذه وبدأ يناوله الطعام بيده.
وبعد أن شبع الصغير انزله حسام واكمل هو بدوره تناول طعامه.
ولم يخفى على احد منا استمتاعه بالطعام.
فشهادة حق لم يتناول احدا الطعام في مرة من تحت يد سماح اختي الا وأعجبه حد الجنون.
فهي ماهرة في الطبخ جدا ولا اقول انها الافضل.
لا بل هناك الكثيرون ممن يطبخون طعاما جيدا.
ولكني اقول انها من ضمن الافضل.
وانتهينا جميعا وعدنا الي غرفة الاجتماع مرة اخري او دعونا نقول
غرفة الاعترافات هههههه.
وانتظرنا أن نتناول قهوتنا اولا قبل أن يواصل حسام حديثه وقد بدا الآن اكثر ارتياحا بعد أن تناول الطعام وشرع في تناول قهوته معنا.
وها هو ينتهي من قدحة بعدي مباشرة.
واردف بمجرد أن ابعد القدح الفارغ عن فمه
انت يادكتور عايز تعرف ايه اللي حصل في الفتره بتاعة الطفولة اللي قضيناها سوا انا وود مش كده
طيب انا هحكيلك.
وعاد حسام بالذاكرة الي الوراء حيث الايام الجميله التي لم ولن تنسى مهما تراكمت عليها السنوات مرورا
فذهب فى رحلة بروحة الي ذلك اليوم الجميل..
حين اكتشف للمرة الأولي كم تعنى له ود وكم يكن لها من مشاعر فياضه وكم هي غالية علي قلبه.
حيث خرجوا جميعهم فى رحلة لمدينة الالعاب وكان عمر ود حينها عشر سنوات.
اما حسام فكان فى الخامسة عشر من عمره.
وجلس الأهل فى الخلاء وذهب حسام وود كى يصعدوا واحدة من الالعاب الجديده التي سمعت عنها ود من إحدي صديقاتها وأتت اليوم خصيصا
لتجربتها.
وكم رفض حسام أن تصعد ود الى هذة اللعبة الخطېرة والتي ادرك مدى خطورتها فور أن وقعت عيناه عليها.
وصدم منها وهي ترتفع الى عنان السماء بسرعة فائقه وتهبط بسرعة اكبر ينخلع معها القلب خوفا
وهذا واضح من صړاخ ركابها.
ولكن مع تصميم ود علي صعودها وافق حسام مضطرا حيث لم يعتد أن يرفض لها يوما طلبا طلبته وهي ټضرب بقدميها الأرض تصميما وإصرارا بملامح باكية.
وصعد الاثنان اللعبة وكم كان قلب حسام مقبوضا وهو يربط لود الحزام البلاستيكي الذي بدا له انه ليس بحالته الطبيعية وبه خلخلة واضحة!
فتلفت يمينا ويسارا كي يخبر المسئول عن اللعبة بذلك الأمر قبل انطلاقها
أو حتي أن يبدل معها الأماكن اذا لم يتمكن من إخبار المسئول.
ولكن قبل ان يفعل ايا من هذا او ذاك انطلقت اللعبة الى الاعلى بلمح البصر.
ومن وسط الصرخات المتعالية من الجميع كان حسام ينظر اليها وهي تصرخ مع الصارخين ويتفقد الحزام بعينيه جيدا وطوال رحلة الصعود لم يحيد بعينية عنها.
وبمجرد ان اقتربت اللعبة من الأرض وفصلتها عنها فقط امتارا قليله لا تتعدي الخمس امتار.
اذ بود تنزلق من مقعدها بعد أن خلع الجزء المكلف بحمايتها من مكانه تماما
وعلي الرغم من انه بجانبها الا انه لم يستطع ان يمسكها ليمنعها من السقوط رغم أنه حاول جاهدا وهو ېصرخ من هول الصدمه.
فهوت ود الي الارض وهوى قلبه معها. وسقط على الأرض وتهشم وهو يراها ترتطم بالأرض بقوة. زلزلت كيانه.
وصعدت فى هذة اللحظه اللعبة الي الاعلي مرة اخرى مبتعدة به عنها.
وكم صړخ وهو يتمني أن يقفز اليها من هذا الأرتفاع.
واختلطت صرخاته هو الآخر بصرخات الاستمتاع باللعبه ولم يفرقها أحد عنهم وأو يعلم أنها لم تكن سوى صړخة ألم.
وهاهي اللعبة تهبط من جديد وتقف اخيرا حيث اطفائها المسئول عنها بعد أن تجمعت الناس حول ود ليكتشفوا إن كانت لازالت على قيد الحياة ام فارقتها.
ونزل حسام مسرعا يخترق الصفوف محاولا الوصول اليها
وحين وصوله اخيرا بعد ماظن أنه مشى عاما كاملا
جلس حسام بجانبه وأمسك بيد ود وتأملها قليلا وهى ټصارع المۏت.
ولا يعلم من منهم سينتصر ولكن مابدا لحسام أن المۏت هو من سيهزمها ويسرق منها الروح فهي تبدوا مثل الأموات الآن.
فزرفت عيناه الدموع بغذارة
وهو يشعر أن الهواء ماعاد يزور صدره وأن انفاسه قد اختنقت.
وخاصة وهو يرى الډماء تقطر من انفها وتسيل على جانب فمها.
فشعر كم أن روحه متعلقة بتلك الصغيرة المشاغبه
وتأكد حينها لو أن مكروها قد حدث لها فستكون نهاية العالم بالنسبة له ومۏت كل ماهو جميل في عينيه.
دقائق معدودة قبل أن تأتي سيارة الاسعاف كانت كفيله بجعل حسام يتأكد أنه يعشق ود عشقا جما ولم يكن يدري بذلك.
حملت ود من قبل المسعفين وتم أخذها الي اقرب مشفي والكل ذهب معها الي هناك.
وتتقلب على جمر وهي تنتظر أن يخرج أحد الاطباء بخبر عن ود يطمئنها
وحتي أن حالتها كانت اكثر سوء من حالة ابيها قاسم الذي بدا اكثر تماسكا عنها.
وها هو الطبيب يشرع ابواب غرفة العمليات ويخبر الجميع بأن ود استقرت حالتها الآن قليلا.
بعد أن حدثت معجزة اعادتها للحياة من جديد بعد أن فارقتها تقريبا.
ولكن الخطړ سيظل قائما حتي تمر الاربع وعشرون ساعة القادمة.
والى أن ينقضي الوقت وتنتهي هذة المده يجب علينا تكثيف الدعوات لها.
وهنا خر قاسم على الارض ساجدا وكذلك كريمه حيث شعرا أن الروح قد ردت اليهم من جديد.
وحتي حسام راودة نفس الشعور.
وكذلك سعاد وكأن ارواح الجميع كانت متعلقة بروح ود.
وتداعت الارواح جميعها وهوت مع وقعة ود الي اسفل السافلين.
اعتدل حسام وهو يردف بعد أن ارتعشت انفاسة اضطرابا لهذة الذكري المريرة وخرج صوته متهدجا
تعرف يادكتور برغم أننا قاسينا كلنا ففترة اصاپة ود
الا ان الفتره دي كانت أجمل فترات حياتي.
وقتها كنت مرافق ود ليل نهار نتكلم سوا ونضحك سوا
اخفف عنها شويه وارزل عليها شويه عشان بس اشوفها متنرفزه واطلعها من حالة الملل اللي كانت بتحس بيها من قعدة البيت والحپسه.
وبرغم صغر سنها وسني وقتها
الا أن احساس جميل ابتدا يدغدغ قلبي طول ماانا معاها.
احساس معرفتش افسره فاوله لكن مع مرور الوقت اتفسر لوحده وبانت ملامحه.
وطلع اجمل إحساس فى الدنيا.
إحساس الحب.
وابتدت ود تتحسن وحده وحده لغاية ماخفت خالص.
وبقينا انا وهي اقرب اتنين لبعض.
ومن بعدها قضينا مع بعض٤ سنين كانت فكل يوم فيهم تكبر قدامي ملي ملى.
وملامح انوثتها أبتدت تظهر واتحولت فى الوقت دا لانثى مكتملة الانوثه.
وابتدت تسبق سنها واللي يشوفها ويعرف سنها تاخده الغرابه.
ناهيك عن الجمال حدث ولا حرج.
وكل دا كان بيحصل قدام عيوني وتحت انظار قلبي اللي كان بيقيسها كل يوم ويشوفها زايده جمال قد ايه عن اليوم اللي قبله.
كانت بتسمع كلامي وكل حاجه اقولها عليها كانت تنفذها بدون نقاش وكنت فرحان بالحته دي فيها جدااا.
لغاية ماجات ففترة وابتدت تتغير كليا.
وتقريبا بعد عيد ميلادها ال١٥.
واللي عملت فيه حفله كبيره وعزمت كل صحباتها
وكان من ضمنهم صحبتين جداد اتعرفت عليهم من فتره قصيره وقالتلي عليهم وكنت فاكر انهم زي باقية اصحابها اللي اعرفهم محترمين وبنات ناس.
لكن البنتين دول اتضح انهم كانو غير كده.
ودا انا قدرت اعرفه بمجرد ماشفتهم فعيد الميلاد.
اصل البنت بتبان من مجرد وقفتها او كلامها او حتي صوت ضحكتها.
وانا وقتها كان عندي ٢٠ سنه وكبير بالقدر الكافى اللي يخليني اعرف اميز كل بنت وطبعا واخلاقها من حاجات بسيطه.
يومها بعد ماخلصت الحفله حذرتها منهم.
وطلبت منها انها تبعد عنهم وقالتلي انها هتعمل كده ووعدتني.
وآمنت وقولت خلاص طالما وعدتني هتنفذ.
ماهي مش متعوده متسمعش كلامي فحاجه.
لكن بعدها بشهر تقريبا لقيت ود بتتغير ١٨٠ درجه!
لبسها وطبعها وحتي طريقة كلامها بقت وقحه!
والكل لاحظ الاختلاف دا ومعجبهوش.
حتي عمي قاسم كان مستاء من اللي بتعمله دا وبيحاول يلفت نظرها لأنه غلط
لكنه مكانش بيتعامل معاها بالحزم الكافي اللي يخليه يجبرها تتغير وترجع من الطريق اللي ابتدت تسلكه وتتغير بسببه طباعها واخلاقها بالشكل دا.
لكن الغريبه أن كريمه هي الوحيده اللي معترضتش علي اللي بتعمله ود!
ولاالتغيير اللي طرأ علي اسلوب حياتها!
لأ والأغرب انها كانت بتشجعها وتحسسها طول الوقت انها فخورة بيها.
وحتي لما عمي قاسم اتكلم في الموضوع دا وحب يعترض في المره الوحيده اللي حاول فيها
كريمه قالتله أن البنت صغيره ويسيبها تتدلعلها يومين زي صاحباتها.
وانها فترة مراهقه وهتعدي.
وإن كل البنات في الفتره دي بيعملوا كده.
وطبعا عمي قاسم ماكان منه الا الانصياع لكل كلامها والموافقه عليه.
ومن يومها واتبدلت ود اللي اعرفها واللي مربيها علي ايدي لود تانيه.
كل يوم خروج بحجة انها رايحه تذاكر مع صاحباتها.
ولبسها بقي جريئ وكلامها اجراء ومبقتش تستحمل مني أي كلمه ولا تسمع كلامي.
لغاية ماشكيت فيها ورحت وراها اراقبها وحصل اللي حكيتلكم عليه قبل
شويه دا.
واختلط بكريات دمه!
ثم زفرة حسام واغمض عينيه هروبا من الدخان الكثيف الذى خرج من فمه وانفه وتبسم حين سمع عبدالله يحادثه معقبا علي ماقال
وكنت عايز تجرى كل الاحداث الممتعه دي يابني!
ارجوك بعد كده متعديش حاجه تاني عشان انت بتعدى اهم مقاطع.
فهز حسام رأسه موافقا وأخذت ابتسامته تتلاشى شيئا فشيئا وهو يتذكر ذلك اليوم الذي مد يده علي ود لأول مرة في حياته.
وكم أنب نفسه بعدها.
وكم لام يده على مااقترفته من خطأ بالتطاول على طفلته المدلله
ولكن يده وعقله وقلبه وكل كيانه اجمعوا علي رأي واحد.
وهو أن مافعله هو التصرف الوحيد الملائم في هذا الموقف.
وأن يتوقف عن لوم نفسه فهو لم يخطئ.
ولم يكن يعلم حينها أن هذة المرة الوحيده والاولي التي مد فيهايده علي ود..
ماهي الا مرة أولى لمرات كثيرة توالت بعدها لاسباب كثيرة.
وان هذا الشعور بالندم سيبدأ فى التلاشي ليحل محله شعورا آخر بالراحة بعد كل مرة ېضربها فيها.
وأن كل ماكان يشعر به نحوها من عاطفة وعطف آنذاك سيتحول الي بغض وإشمئزاز
وأن كل ما آمن به طوال حياته سينقلب الي النقيض لاحقا بسبب تلك الماكره.
شعر حمزه بأن حسام وصل الي مرحلة من حياته من الصعب عليه أن يتخطاها ويكمل بعدها.
علي الاقل فى الوقت الحالى.
ويبدوا انها كانت فعلا اكثر مراحل حياته ارتياحا كما سبق وأخبرهم.
وأن ماسيأتي سيكون الأسواء علي الأطلاق.
ولذلك ها هو حسام قابع على مشارف نهاية الذكرى ينظر الي تلك الحقبه الزمنيه ولا يجروء علي المضى قدما للحقبه التي تليها من الذكريات
خوفا من تذكر ماحدث فيها ومامر به من الآم من الواضح انها تركت اثرا كبيرا في نفسه.
فكر حمزة فى أن يعطي حسام بعض الوقت لإستعادة رباطة جأشه حتي يقوى علي المواصله
حتى وإن كان هذا الوقت سيمتد للغد.
ولكن بمجرد التفكير بذلك هبت خلايا عقله معارضة علي الفكرة وتحالفت معها جيوش فضوله وشن الاثنان هجوما ضاريا علي الخلايا المؤيده للفكره.
فقټلتها جميعا واجهضت الفكره من رحم التفكير.
وجلست متاهبة تنتظر أن يتبادر الي ذهنه مثل هذة الافكار المعارضة لفضوله مرة أخري كي ټقتلها ريثما تولد كما فعلت منذ قليل.
وأطرق الطبيب حمزة رأسه وهو ينتظر أن يتخذ حسام بنفسه القرار المناسب له.
فهو حقيقتا واقع في حيرة كبيرة بين ان
يقترح علي حسام الرحيل ويترك عقله يتقلب على صفيح ساخن حتى الغد
أم يصمت ويترك حسام يستريح قليلا ويواصل حديثه.
مع أنه كطبيب نفسي يعلم جيدا ان الضغط الذائد هذا ليس تصرفا سليما او منطقيا.
ولكنه اكتشف أن الفضول يلغي المنطق ويعلم صاحبة تجاهل كافة الأمور الاخري.
ويجعله يسلك جميع الطرق الملتوية التي تنتهي بما يرضي فضوله فقط ولا شيئ سواه.
حتى وإن كانت تلك الطرق بها من المخاطر ما قد يودي بحياته الي الخطړ.
وها هو حسام يعفيه من هذه الحيره ويتنحنح لمواصلة حديثه.
فرفع حمزه عيناه علي حسام
وعلم انه في هذه اللحظات يواجه كل خلية في جسدة الرافض أن يقحمة حسام في المزيد من الذكريات المؤلمة.
وتطالبه راجيتا أن يكتفي بهذا القدر من الألم لليوم.
وهذا واضح جدا من تصلب جسدة وتحول عيناه للون الأحمر
واضطراب انفاسه ورعشة صوته الذي خرج متقطعا
واتنقلنا انا وأمي لشقتنا القديمه وكل اللي اخدناه معانا هدومنا وكراكيبنا..
وحبة ذكريات حلوة.
في البداية بعدي عنها كان بيعذبني وكنت حاسس اني مفارق روحي.
لكني كنت باتغلب على الاحساس دا بزياره ليهم كل فترة.
يعني تقريبا زياره كل اسبوع او اسبوعين.
بالرغم من أن أمي كانت رافضه تماما زيارتي ليهم أو اني اروح البيت عندهم هناك من الاساس.
وكانت بتقولي دايما جملتها المعتاده
إن اللي يطلعنا من حياته بإرادته مندخلهاش تاني حتي لو فتحلنا ابوابها علي مصارعها.
ودا اللي كانت بتعمله مع عمي قطعت كل تواصل معاه وفصلت الحراره عن التليفون عشان ميتكلمش معاها
لكن استمرت زياراته ليها ودي حاجه مكنتش تقدر تمنعه منها.
لكن برضوا مكانتش معاه زى الأول
وهو حس بدا.
ورغم كده ولا مره حاول أنه يطيب خاطرها أو يعترفلها بغلطته فحقها.
وفكل مرة كان بيجيلها ويتعامل معاها عادي وهو شايف ومتأكد قد أيه هي مکسورة منه وزعلانه..
كان يسقط من نظرها اكتر.
لغاية مافاض بيها وشافت أن علاقتهم دي بقت قايمه علي النفاق في المشاعر وتزييف الارتياح
واصبحت مرهقه ليها كليا.
ففكرت جديا انها تطلب من عمي الطلاق وتسيبه كليا لكريمه وسيطرتها
وحتي الساعات اللي بيجيلها فيهم مبقتش محتاجاهم منه.
وقالتلي قرارها دا وانا خۏفت جدا.
خۏفت لو نفذته يكون قطيعه كبري بينا وبينهم واتحرم من شوفة ود والمرواح هناك.
مع إن ود نفسها في الفتره دي بعدت عني وحطت حدود كتيره مابينا حتي في الكلام.
وكنت كل مااروحلهم تقعدهم معايا دقيقتين اتنين وبعدها تدخل اوضتها وتفضل فيها لغاية ماأمشي.
لكني كنت بعوض غيابها عني وجفاها بأني اشوفها من بعيد لبعيد وهي رايحه مدرستها أو وهي خارجه منها.
بس اطمنت عليها وانا شايفها بعدت عن البنتين اياهم ورجعت لأصحابها القدام.
وشويه والتهيت فى إمتحاناتي.
منا كنت وقتها في تانيه كلية تجاره وكان لازم إني انجح بتقدير عشان افرح امي واوري عمي إن فلوسه اللي بيصرفها عليا وعلي تعليمي مبتروحش هدر.
وهنا اردف حمزه معقبا علي حديث حسام
وهي الجامعة الخاصه اللي كنت فيها وقتها كانت محتاجه تعب عشان تديك تقدير
دي كانت كل حاجه فيها ماشيه بالفلوس وقتها حتي التقديرات.
وهنا أمال حسام برأسه لليمين قليلا وضم مابين حاجبيه ليسأله وهو يشع بالغرابة من حديثه
أي جامعه خاصه!
ومين اللي كان فيها
فأجابه حمزة بنبرة واثقه
انت!
فتبسم حسام وقد فهم الآن انها كڈبة اخري من اكاذيب كريمه وود التي لا يعرف مالمغذي من تأليفها!
ولكنه يعلم تماما انها خلقت لدعم كڈبة أكبر.
أو لمساندة حدث وهمى جلل من تأليفهم ايضا.
وهز رأسه بقلة حيلة وهو يفتح حقيبته ويخرج منها ورقة ما وقام بالنظر فيها متأكدا انها الورقة المرادة قبل أن يعطيها لعبدالله
كي يقوم بتوصيلها للطبيب حمزه
فحسام حقا لم يكن يقوى علي الحركه في هذة اللحظات.
وفور أن أمسك عبدالله بالورقه قام بلبس نظارته الطبيه المتدلاه علي صدره بسلسال طويل وشرع هو في قراءة الورقة أولا.
وما هي الا ثوان ورفع وجهه من الورقه ونظر الي حسام بعد أن نزع نظارته من فوق عيناه واردف له في حنو بالغ
أنت اكبر مظلوم فمظاليم العالم يابني وبريئ من الكدب والتلفيق بتاع الناس دي عليك برائة الذئب من دم ابن يعقوب وانا اشهدلك ومستعد أشهد معاك.
قالها ورأي ابتسامة حسام التي اظهرت نابه المكسور فهز رأسه بأسي أكبر
وتحرك بالورقه نحو حمزه الذي اختطفها من يده اختطافا.
ليقراء ماكتب فيها ويعرف أن حسام قد تخرج من كلية التجارة جامعه عين شمس الحكوميه.
وهاهي أول كڈبة من اكاذيب كريمة تكشف.
ومن السهل جدا التأكد من صحة هذة الشهادة من عدمه بالرجوع الي الجامعه او حتي البحث عن ذلك عن طريق الانترنت.
برغم أن الشهادة تبدوا اصلية الى حد كبير.
ولكن لا بأس من التأكد فكل شيئ جائز.
نظر حمزة الي حسام بعيون زائغة
وقد
تعب هو نفسيا من مجرد الإستماع لهذا الكم من الألم
فما باله بحسام الذي ربما قد يكون اختبره وقاسى منه بالفعل
وإنه لربما يكون صادقا في كل ماتفوه به.
ومع هذا الاحتمال الذي فرض نفسه الآن داخل عقل حمزه بعد أن رأي الشهادة بأم عينيه.
افاقت الشفقه بداخله من ثباتها العميق وقررت أن تحارب الفضول القاسې بكل قوتها.
فإنتصرت عليه واردته جريحا
وسيطرت هي علي تلافيف عقل حمزه مطالبة له بالرحمه لذلك المسكين الذي سقط كليا في مستنقع ذكريات مؤلمة نفسيا.
وبالتأكيد سيجد صعوبة في الخروج منها كمن سقط في بحر من الرمال المتحركه.
فأردف حمزة لحسام الذى كان يفرك وجهه في هذة اللحظه بتعب
انا شايف أن كفاية كده النهاردة ياحسام ونكمل بكره شايفك تعبت ومش قادر تواصل.
وهنا صړخ عبدالله معارضا
لأ مفيش بكره.. هو يرتاح شويه وهيبقي تمام ويكمل.
قوم ياحسام مدد شويه جنب حمزه علي السرير وخدلك غفوة عشان تستعيد نشاطك وتعرف تكمل.
قوم ياحبيبي قوم..
قالها وأمسك بيده محاولا جره ناحية السرير فضحك حسام وربت علي يد عبدالله وهو يردف له
لأ معلش ياأستاذ عبدالله انا محتاج أني أرجع الفيلا عايز اقعد مع قاسم ابني وأمي ومراتي أطول وقت ممكن
حاسس انهم بقوا بيوحشوني اوي اليومين دول.
انهي جملته وسحب يده من بين ايدي عبدالله برفق ولم يمانع عبدالله ترك يده وزفر بإستسلام ثم اردف له محذرا
ماشي روح بس بشرط
تعمل حسابك إنك بكره هتيجي علي هنا أول ماتفتح عينك.
ومتروحش لأي مكان تاني عشان الحكايه المعقربه دي لازم تخلص بكره.
وانا هقعد بالعيال يوم كمان وأمري لله مع ان الغياب مش فمصلحتهم وهيتخلفوا عن زمايلهم في الدروس.
لكن يلا مش مشكله حتي لو سقطوا السنادي.
بتضحك علي ايه بس
بص اصل انت مش فاهم.
العيال دي لو سقطت هتعيد السنه وتنجح انما انا لو مشيت ودماغي بتلف كده والفضول بياكل فيها هفضل علي حالي دا طول العمر.
فأنا اضحي بالاسهل في سبيل اني اتجنب الاصعب.
قالها وضحك بخفه وضحك معه حسام ايضا.
ونظر حسام لحمزه واردف له بعبارات مختصرة
نتقابل بكره يادكتور.
واستعد عشان اللي جاي اصعب من اللي فات ومحتاج تركيز واستيعاب اكبر.
فأردف عبدالله سريعا بالاصالة عن نفسه وعن حمزه
مستعدين من دلوقتي بس تعالى انت وهتلاقينا قاعدين مستنيينك و كلنا آذان صاغية.
فتبسم حسام ونقل عينيه بين الاثنين.
وغادر الغرفه بعد أن اومأ له الطبيب حمزة ايمائة مصحوبة بإتكائة من عينيه سامحا له بالمغادره.
أنثى بمذاق القهوة٩
غادر حسام ومن بعده ترك عبدالله الحجرة لحمزه واغلق بابها عليه من الخارج مثلما طلب منه كي يحظي بوقت خاص مع قهوتة.
بعد أن أعدت له سماح قدحا آخر منها.
فأبي أن يشربه هذة المره الا بعد أن يمارس عليه طقوسه المعتادة.
فقد شعر اليوم انه اهدر حق قهوته كثيرا وأهانها حين لم يعطها حقها من الاستمتاع بها.
ولم يبجلها كما يجب أن تبجل القهوة. وتملكه إحساس بالتقصير في حق معشوقته.
قرب القدح من فمة فشم الرائحة وتنفسها حتي تغلغلت داخل روحه. ثم اغمض عيناه وهو يرتشف القليل منها. ثم همهم بإستمتاع بالغ.
فما بغير هذة الطريقة تشرب القهوة.
انهي قدح قهوته وترك الكوب الفارغ من يده. وهو يشعر أن إحساسه بالتقصير نحو محبوبته بدأ يتلاشى الآن حين اعطاها حقها كاملا.
وعاد لاستئناف رحلة عڈابه المرهقة مع عقله وتساؤلاته.
وأول شيئ قرر حمزه الرد عليه من تساؤلات عقلة ويبحث عن تفسيرا له هو شهادة حسام الجامعية!
فقام بفتح لاب توبه وادخل جميع بيانات حسام وطلب المزيد وظهرت امامة صورة حسام وكافة التفاصيل عنه.
ومن ضمنهم شهادته الجامعيه والتي كانت صحيحة مائة بالمائه ومعتمده وتأكد من ذلك بعد دخوله علي موقع الجامعه والبحث عنها وسط دفعته وبتاريخ تخرجة..
وها هو عقله يسجل أول نقطة لصالح حسام جعلت كفته تنزل قليلا عن كفة ود وكريمه..وباتت صورة كريمه التي اخذها عنها حمزه تتذبذب أمام عينيه.
فمن ضمن قناعات حمزه أن الذي ېكذب كڈبة صغيرة ېكذب الكبيرة.
ومن يزيف في أحد الحقائق لا يؤخذ كلامه علي محمل الجد مرة اخري نهائيا وتتغلف كل حرفه بالشك.
وهذة ماكانت الا البداية ومن بعدها بدأ
عقلة يطالب بالمزيد من التفسير والبحث والتنقيب عن باقي الحقيقة.
ولكن حمزة قرر أن يفصل زر الباور عن جسدة وعقلة تماما.
وأن يخلد للنوم قليلا كي يشحذ طاقته ويستيقظ في الغد اكثر نشاطا واستعدادا للقادم
والذي نبهه حسام الي مدي صعوبة استيعابه وخطورته علي عقله.
فقام بوضع رأسه علي الوسادة ونظر للساعة التي شارفت علي التاسعة مساء ولا يعلم كيف انقضي الوقت سريعا هكذا!
اغمض عيناه اخيرا وهو يشعر بأن الغد آت بسرعة الريح لأنه يحمل في طياته مالا يحمد عقباة.
اما لو كان ينتظر اخبارا ساره
لكان تأخر اليوم سنة كاملة بأيامها بشهورها بفصولها الاربع.
وأثناء مداعبة النوم لجفونة فتح عيناه مرة واحدة وبحركة سريعه قام بإغلاق المنبة ثم عاد للنوم وهو مبتسم كمن باغت خصمه في غفلة منه وتغلب عليه للمرة الأولي.
اما عند حسام فحين عاد الي الفيلا
وجد عائلته الصغيره فى إنتظارة وبمجرد دخوله الكل استقبله بلهفة واشتياق.
فالقي التحية علي الجميع وحمل عصفورة الصغير بين ذراعيه واخذ يوزع القبل علي وجهه الناعم والآخر يردها له.
وجلس بينهم قليلا يستمع الي تفاصيل يومهم والي تفاصيل يوم ذلك المشاغب الصغير تحديدا.
فهو محور جميع الاحداث الهامة والغريبه التي تحدث في الفيلا.. اما باقي الاحداث فهي عبارة عن روتين يومي لا يذكر.
وكالعادة طوال الوقت كانت سعاد هي من تقص علي مسامع حسام نوادر وطرائف قاسم الصغير وحسام ينظر الي قاسم ولا يصدق أن كل هذه الافعال خرجت من هذا الشبر ويضحك بإستمتاع.
وسمر كعادتها تظل غارقة تتأمل في جمال ضحكاته الرنانه وصوتها الرجولى.
ويرتفع داخلها سقف الامنيات ككل مرة تنظر له فيها.
ومع أول صد منه لها يتهاوى السقف فوق رأسها. ليعيد لها توازن عقلها من جديد ويخبرها أن ماكانت تتمناه ماهو الا امرا نكرا مستحيلا.
وكالعادة حسام كان يرصد جميع نظراتها اليه ولكنه لا يكشف لها ذلك ويعلم مابنفسها نحوه وماذا تتمنى الآن.
فخفتت صوت ضحكاته رويدا رويدا وهو يضع نفسه في نفس موضعها او لنقل انه رأي بحالتها تطابق لحالته من حيث العڈاب والتمني خائب الرجاء.
فأغمض عيناه وقرر أن يفعل معها اليوم الذي طالما تمني ان تفعله ود معه.
وأن يعاملها مثلما اراد دوما أن تعامله متحجرة المشاعر تلك.
وأن يقرض قلبها قرضا حسنا من مشاعرة البخيله
متمنيا أن يردة الله لقلبة اضعاف ويرد له لحظة السعادة التي سيمنحها لهذة المسكينه بعشر امثالها.
فنظر اليها طويلا قبل أن ينهض ويلقي علي مسامعهم تحية المساء ويخبرهم أنه ذاهب لأخذ حماما دافئا
وسيبقي بغرفته قليلا فلديه بعد المهام المعطله في عمله ويجب عليه انهائها.
وصعد الي غرفته واخذ حمامه وخرج الى الشرفة وكان وقت الغروب
فأخذ يتأمل الشمس وهي ټغرق في جوف الأفق البعيدة رويدا رويدا.
وكأنها حبيبة تغوص فى احضان حبيبها الليل. وتذوب فيه عشقا. ويخفيها هو بعبائته السوداء عن العيون ويلملم خيوط شعرها الذهبي تحت جناحة.
فيحجب نورها عن الجميع.
كأنه يخبرها بأنها اصبحت ملكه
وحدة الآن. وأنه اعمي كل العيون بظلامه عنها.
ولكن مسكين هذا الليل فهو لا يعلم أنه يخفيها من جانب لتهرب منه الي جانب الدنيا الآخر فتجعل الجميع ينعم بدفئها ماعدا هو الذي يعتقد انها لازالت مخبأة له وحدة.
ولا يدرك أنه الوحيد الذي نادرا ما تجتمع معه في وقت واحد.
وإن حدث هذا في يوم تحدث علي اثره ظاهرة الخسوف والكسوف
ومن شدة ندرة الحدث يسجله المؤرخون ويتعجب له البشر.
تماما مثله هو وود.
فهو الليل وود هي الشمس التي لم يستطع السيطرة عليها يوما مهما حاول.
ظل علي وقفته هذة حتي ضم الليل اطراف عبائته السوداء على الشمس واخفاها كليا.
وبدأ بنثر نجومه في السماء ليعوض بها غياب الشمس. وتكون دليلا للتائهين في ظلمته الحالكه.
واثناء تأمله لكل ذلك سمع صوتا خفيفا فنظر للخلف ورأي تلك السمراء تصعد علي الفراش وقد استعدت للنوم بالكامل!
أبدلت ثيابها ومشطت شعرها وازالت مساحيق التجميل التي من وجهة نظر حسام تخفي جمالها الطبيعي.
وكل هذا فعلته دون أن يشعر بها أو حتي يسمع لها صوتا!
فهذه هي طبيعتها. هادئة بدرجة لا تصدق.
ترك موقعه وتقدم نحوها وهو عازم على أن يجعل ليلتها هذه من ضمن اليالي التي لا تنسي.
وأن تظل ذكراها محفورة بروحها للأبد كما حظي هو بليال مثلها ويعيش على ذكراها الآن.
جلس بجانبها وبمجرد أن فعل ذلك لاحظ رجفة في جسدها.
ولكنه استطاع بعد ذلك بطريقته أن يعيد اليه الليونة مرة اخري.
وأن يحولها لقالب من حلوى الجيلي بين يديه تفعل مايأمرها به وتنصاع لهمسه في هدوء تام
ولا يعلم حسام لم كانت هذة المرة مختلفه كليا فهي بدت شهية مثل حلوي الجيلي التي يعشقها تماما!
قضي معها وقتا ممتعا وحين ابتعد عنها تأكد من ابتسامتها التي تحمل كل الرضي بأنه نجح في إعطائها الليلة التي عاهد نفسه بأن يمنحها اياها.
اما سمر فقد إنتقلت الي عالم آخر جديد عليها بالمرة وهي بين يدي حسام ويعاملها بهذة الطريقة الحنونه لأول مرة منذ يوم زواجهم.
والذي تصنفه بأنه أكثر يوم مشئوم مر عليها.
فظنت أن الليلة هي ليلة القدر.
وقد استجاب الله فيها لدعواتها التي كانت تدعوها منذ قليل ورقق قلب حسام عليها وجعله يراها اخيرا بعين المحبة اخيرا.
وكم كانت مسكينة وهي تفسر ما حدث بينهم بهذا التفسير.
فالحقيقة غير ذلك تماما.
فما فعله حسام معها لم يكن اكثر من شفقة ممزوجة بتجارة مع الله.
ولكن من نوع آخر لم ولن يصل الي ادراك عقلها البريئ.
نهض حسام من الفراش وذهب الي الشرفه وقام بإشعال سېجار وبدأ في شربه وهو ينظر الي السماء الواسعة كأنه يطالب الله رد السعادة التي منحها لسمر منذ قليل في التو والحال.
تماما كمن يتبع أسلوب المقايضه ولكن مع الله.
ولا يعلم أن الله يدبر الامور كلها لما فيه مصلحة العباد.
والتي قد لا يعلمها العبد في كثير من الاحيان ولهذا السبب ليس كل مايتمناه المرء يدركة.
فيحزن العبد ويشعر بالخذلان من الله له ولكنه لا يعلم أن الله قد يكون بعدم استجابته لدعائه قد دفع عنه شړا مستترا كان مصاحبا لتلك الاماني.
اما سمر فأعتدلت في جلستها واخذت تراقبه
وقد صدقت تماما أن هذا الوقت قد تكون ابواب السماء قد فتحت للداعين.
فواصلت دعواتها بإن يظل حسام هكذا معها ولا يعود لسابق عهدة.
وبعد ذلك نهضت وتركت الفراش وتوجهت اليه وهي تحدث نفسها
بأن الليله حتي وإن لم تكن ليلة إستجابه.
فهي بالفعل ليلة الحظ بالنسبة لها.
ولهذا ينبغي عليها أن تستغلها لأقصي حد ممكن.
وقررت أن تفعل شيئا لطالما تمنته بينها وبين نفسها وكان تحقيقة من ضمن المستحيلات.
فذهبت اليه بخطوات بطيئة وهي تمشي علي اطراف اصابعها كما اعتادت أن تفعل كي لا تتسبب في إزعاجه يوما.
واصلت التقدم حتي وقفت خلفة تماما وقامت بمد يدها التي كانت ترتعش خوفا
ولامست جسد حسام العارى ثم أبعدت يدها بسرعة كمن لامست جمرة ڼار.
واغمضت عينيها پخوف وهي تنتظر جزاء مافعلت.
ولكنها فتحتهم على دفئ جسد حسام الذى التصق بها.
فوجدت نفسها بين احضانه ويداه تدوران حول خصرها لتطوقانه.
فلم تصدق مايحدث!
واردفت لنفسها مؤكدة
أن هذة الليلة فيها من السحر ماجعل الذي لم يتحقق منذ سنوات يحدث الآن. ويحدث بسخاء بالغ.
فرفعت يديها ووضعتهم علي صدره ونزلت بكفوفها للأسفل رويدا رويدا الي أن توقفت عند خصرة.
وشجعت يدها كي تتسلل الي ندبته
وظل هكذا دقائق حتي أردف اخيرا
شكلها مدايقك مش كده
انا عارف إن منظرها صعب وكنت حاجز عند دكتور تجميل عشان اشيلها واجمل المنطقه اللي هي فيها.
لكن اللي حصل دا لخبط كل مخططاتي.
فاردفت سمر بسرعة نافية لإعتقادة
لا ابدا ياحسام مين اللي قالك انها مدايقاني
بالعكس.
اصلا انا شكلك بقي مرتبط عندي بالاثر دا وبشوفه جزء من تكوين جسمك وحاسه ان لو حاجه فيك اتغيرت هشوفك شخص غريب.
فأردف حسام متسائلا مرة اخري ليتأكد أن ماقالته حقيقيا وكانت بالفعل تقصدة
يعني أنتي معندكيش مشكله مع اثر الحړق دا ياسمر
فنفت سمر للمرة الثانيه ولكن بهزة من رأسها.
فنظر حسام بعيدا ثم همهم متسائلا
اومال هي لية
ولم يكمل جملته.
فقد أبي أن يفسد علي هذه المسكينه ليلتها بذكر إسم غريمتها فيها
واكتفي بهذا القدر.
فتبسم بحزن وقد ومضت أمام عينية عدة ذكريات جعلته يتعجب وهو يقارن بين موقف سمر من ندبته وموقف ود.
وذهب الي واحدة من تلك الذكريات بخياله
وشرد عقله پألم حين خيل اليه أنه انه يسمع صوتها الآن وهي تصرخ به ڠضبا
وهو خارج من الحمام نصف عار ويجفف شعره وقد ظن انها ليست بالغرفه
حسام ارجوك قولتلك متعملش كده مرة تانيه انا مبتحملش اشوف المنظر دا جسمي بيكش ونفسي بتلعب وببقي عايزة ارجع.
قالت جملتها وهي ټدفن وجهها بين يديها هروبا من منظر ندبته.
فما كان منه سوي الجري وارتداء باقي ملابسه سريعا
وهو يتفوة اثناء ذلك بكافة انواع الأسف
فهو يعلم تماما انه محرم عليه أن يجلس امامها دون حجب هذة الندبة عن عينيها.
فقد اخبرته مرارا كم تستاء منها وتشمئز من النظر اليها.
افاق من شروده علي ملمس يد سمر وهي تتهادى فوق الندبه رويدا رويدا كمن يتفقد بأصابعه لوحة الموناليزا ويختبر ملمسها حين رآها لأول مرة.
فاغمض حسام عينيه وهو يشعر براحة عجيبة
فلأول مرة تمتد يد لتلمس ندبته دون أن يشعر صاحبها بالاشمئزاز كما كانت تفعل ود...ودون الشعور بالشفقة كما تفعل أمه.
يد صاحبتها لا تشعر نحوة ونحو ندبته سوى بالمحبه.
فأنحني بجسده عليها حتي اسند ذقنه علي كتفها وسألها هامسا
بتحبيني ياسماره
فبهت لونها فجأة وشعرت أن الدم قد توقف عن الجريان في أوردتها وتحجرت مقلتيها وتوسعت ابتسامتها لما سمعت!
فالاشياء الجميلة كلها تحدث اليوم .
وبعد أن كان حسام لا ينطق إسمها العادي الا نادرا
يناديها الآن بإسم الدلع!
فيالها من ليلة اغمضت سمر عيناها متمنية الا تنقضي ابدا.
والا تشرق الشمس سوى بعد عدة اعوام وتظل حبيسة الليلة معه الي أن ترتوي من نهر الكوثر المتمثل فيمن تغوص بين ذراعية الآن.
ولما طال إنتظار حسام للجواب تبسم
فهو يعلم جيدا إنها
لم تتواني عن الرد دلالا.. وإنما أثر الصدمة من السؤال.
فحثها على إجابة السؤال بصيغة اخري
شايفك مش بتردي يعني
فخرج صوتها اخيرا وهي تتلعثم كمن يتعلم الكلام جديدا
بدور علي كلمه أكبر من كلمة الحب اقولهالك.
فأكمل حسام وهو ينظر في عينيها البنيتين اللاتي انعكس فيهم ضوء القمر فأصبحتا تلمعان كبلوراتين
ولقيتي الكلمه
فهزت سمر رأسها نفيا وهي تنظر بدورها لعينيه الاتي القيتا لعڼة عليها كي لا تحيد عنهم.
واخذت تقراء مابداخلهم بإهتمام كي تكتشف ماالسر وراء التغير الذي طراء عليه.
وكأنهن بردية فرعونيه كتب فيها سر الحياة الابديه.
واثناء انشغالها بحل أحجيات برديتها شعرت بأنها ترتفع مرة واحدة عن الأرض لتستقر علي صدره قبل أن يجلسها علي حافة الشرفه محيطا لها بكلتا يديه.
وظلت هي محاوطة لعنقه بيديها.
ثم اردف وهو لا يزال ينظر بيعينيها
لو قولتلك ياسمر أنك لو رميتي نفسك من البلكونه دي دلوقتي وضحيتي بحياتك عشاني هعيش باقي عمري مبسوط تعمليها
فأردفت سمر بنبرة واثقه
اطلبها وشوف بنفسك.
فتبسم هو وظنت هي ابتسامته عدم تصديق فأبعدت يديها عن عنقه وقامت بفردهم في مستوى جسدها كمن يستعد للتحليق.
وكل هذا تحت انظار حسام الذي شدد قبضته حولها وهو يردف بإبتسامة عذبه
مكنتش اعرف إنك مجنونه!
فردت عليه همسا
انا معاك مريت بكل الحالات وجربت المشاعر اللي فالدنيا.
معاك اټجننت وعقلت معاك حبيت وکرهت واتقهرت وسامحت معاك بقيت أم..
ومعاك قضيت حياة كامله لو انتهت فأي لحظة صدقني مش هحس بذرة ندم ولا هحس بأن حاجه فاتتني ومعشتهاش.
وخصوصا بعد الليله دي ياحسام.
فلو زي مابتقول فعلا ان سعادتك فمۏتي فأنا هكون سعيدة وانا بنفسي اللي بقدملك السعادة دي زي ماأنت قدمتهالي.
بس قبل دا مايحصل عايزة اقولك حاجه للمرة الاخيرة ياحسام
إنت أمنيه عشت طول عمري بتمناها وبشكر ربنا انها اتحققت ومهما كان الشكل اللي اتحققت بيه انا راضيه بيها وفرحانه.
القت بعباراتها علي مسامعه ثم إنتظرت أن تري تأثيرها عليه
وكم تمنت انها لم تفعل وهي تري الدموع قد تجمعت في مقلتيه واذدرد لعابه على الفور.
وتكاد سمر تقسم أنه اذدرد معه غصة تكونت في جوفه.
وتعلم جيدا ماسببها.
فحسام قد راقته الكلمات كثيرا وأسعدت قلبه.
ولكنه تمنى أن يسمعها من واحدة أخري وليس منها هي.
والأخري هى ود بكل تأكيد.
فابتلعت هي الاخري غصتها وهي تنكس عيناها ارضا ولا تعلم لم شعرت هذه المرة بشيئ من الإهانه.
ولم توقعت هذة المرة بالذات أن تحمل ردة فعلة الامتنان لكل هذة المحبه التي تكنها له
ربما لأنها شعرت بأنه اليوم شخص مختلف كليا او ربما لإعتقادها أن اليوم هو يوم حظها!
ولكن علي كل ادركت إنها اخطأت في التقدير حين ظنت أن حسام لا زال لدية المذيد لها.
فزفرت بديق ورفعت وجهها عليه وهي ترمم تصدعات روحها برسم إبتسامة مزيفة لا تفرق عن الحقيقية.
ولطالما كانت الأمهر في تزييفها.
فقد اعتادت علي فعلهاطوال الوقت.
ونزلت من فوق سور الشرفة بمفردها ولم تنتظر اية مساعدة من حسام في ذلك فهو رفعها للسماء قبل قليل
وقد حان وقت السقوط.
اما في مكان آخر.
كانت تجلس فوق سريرها متربعة كوضعية لاعبي اليوجا
تنظر الي الفراغ امامها بتركيز وكريمة تجلس بجوارها
ولكنها كانت متكأة علي علي تاج السرير قليلا.
فهي تتعب كثيرا من الجلوس علي وضعية واحدة لفترات طويله.
فكانت تبدل أوضاعها من حين لآخر. وهذا هو آخر الأوضاع الذي استقرت عليه.
وظل الوضع هادئا الي أن بدأت انفاس ود تعلوا وتهبط وهنا شعرت كريمة بأنه يقترب منها
فعدلت جلستها سريعا وهي تستعد لنوبة جديدة من الصړاخ والإستغاثه من ود وهي تطلب منها أن تحميها ممن يريد الفتك بها
ولكنه في كل مرة يعدل عن ذلك بعد أن يجعلها تشعر أنها ادني من قاب قوس من المۏت ويجعلها تختبر هذا الإحساس مرارا وتكرا.
وبالرغم من أن كريمه فعلت ما بإستطاعتها كي تجعله يختفي من امام أعين ود الا أنه اقوي منها ومن كل مافعلت ومن جميع محاولاتها.
وتدرك ايضا انه اقوي مما ستفعل مستقبلا وسيظل الحال كما هو الحال منذ سنوات عديده وسيظل الوضع كما هو عليه..
ولا لود فرصة للتخلص من هذا الوضع القاسې الا فى حالة واحدة. وهي إنهاء حياتها.
ولم يكن هذا الخيار من ضمن الافعال المستحيله. فقد حاولت ود فعلها مرتين. وفي كل مرة تنجوا من المۏت بإعجوبه. وكأن لها اوجاع لازالت تنسج في الغيب ويأبى القدر الا أن تختبرها.
وبعد انتهاء النوبة المعتادة سكن جسدها وارتخت اطرافها وهى تراه يبتعد
بعد أن أفلت رقبتها من بين يديه وهو يراها علي وشك أن تتبوء مكانها وسط الأموات.
فيقرر أن يعطيها المزيد من الوقت وهي علي قيد الحياة فهو لم يكتفي من تعذيبها بعد.
توقفت اخيرا كريمه عن هدهدة ود بعد أن تأكدت أنها خلدت للنوم تماما.
وقامت بإرحة جسدها الهزيل علي الفراش ووضعت رأسها علي الوسادة.
واخذت تتأمل في جمالها الذي انطفأ.. وحل بدلا عنه ذلك الوجه الذابل الشاحب.
وظلت تتحسر علي خطأ قد حدث دون قصد كلفها وكلف ابنتها الكثير والكثير.
وأنسلت بعد ذلك من جانبها وخرجت من الغرفه الي غرفة المعيشه.
وأمسكت بالهاتف وفكرت جديا أن تهاتف الطبيب حمزة فهي بحاجة لاحد يساندها الآن فيما يحدث لود ويشد أذرها ويخبرها بأن كل شيئ سيكون على مايرام.
والأهم أن يكون لديه الحل الجذري لمشكلة ود الاذلية.
ومن سيكون كل هذا غيرة هو وحده.
ولكن ما منعها عن فعل ذلك هو تأخر الوقت فقد شارفت عقارب الساعه علي إعلان تمام الساعة الثالثة صباحا
فقالت لنفسها
ومن بهذا الوقت سيكون مستيقظا الا شخصان محب ومريض. وحمزة لا هذا ولا ذاك فإذا سيكون الآن من ضمن النائمين.
واعدلت عن رغبتها وقررت أن تصبر حتي الصباح ففي الصباح دائما يكون الرباح.
أنثى بمذاق القهوة ١٠
أفاق حسام علي ضړبات صغيرة رقيقة فوق ساعدة يعلم جيدا لمن تكون.
فتبسم ومد يدة ليمسك بصاحبها دون أن يفتح عيناه.
وماأن القي القبض علي ذلك المشاغب حتي تعالت صوت قهقاته الطفولية
وهو يجد نفسه جالسا فوق بطن ابيه الغائر كقارب صغير يتسع لمؤخرة قاسم الصغيرة أن تغوص بداخلة.
ولكن قاسم توقف عن الضحك قليلا كي يتعجب مما رأي اليوم!
فقد رأى امه تسند رأسها علي صدر أبيه في سابقة لم تحدث من قبل
ولم يسبق له أن رآهم بهذا القرب!
فأنحني للأمام قليلا وبدأ في دفع رأس أمه من فوق صدر أبيه ليصحح وضعا من ندرة حدوثه ظن الصغير أنه وضعا خاطئا.
إنفرج ثغر سمر عن ابتسامة وهي تشعر بدفع قاسم لها من فوق صدر ابيه.
وكأنه يخبرها أن وقتها السعيد قد أنتهي وأن الليلة الجميله قد ولت.
وحل من بعدها الصباح وأشرقت الشمس على ذبد ماحدث بالأمس.
وعليها ان تتوقع أنه سيذوب قريبا ولن يصمد أمام شمس الواقع الحارقه.
رفعت رأسها قليلا ثم ضغطت علي شفتها السفلي بتوعد وهي تنظر لقاسم
وتقوم بإرجاع شعرها للخلف
وهو بمجرد أن رأي حركتها ضحك واختبأ بين ذراعى ابيه
فحركة أمه هذة تعني أن هناك موجة من الدغدغه والعض تقترب منه.
فواصلت
وها هي تهجم عليه هجوما ضاريا لم يستطع هو أو أبيه صدة!
واخذ ثلاثتهم يضحكون في سعادة ومرح لأول مرة.
وكم تمنت سمر دوام هذا الحال عليهم.
ولكنها تعلم جيدا ان دوام الحال من المحال.
وخاصة وهي تري حسام ينهض من الفراش وينشق عنهم تاركا لهم الفراش ليعودا الي وحدتهم بدونه.
اما حسام فذهب لأخذ حماما دافئا وهو يشعر بإرتياح عجيب اليوم! ولا يعلم سببه وأخذ يتسائل
تري اهو بسبب الهم الذي افرغه من قلبه بالامس علي مسامع الطبيب حمزة واشركه بأكثر اسرارة الدفينة الما!
وخاصة وانها المرة الاولي التي يفتح فيها قلبه لأحد ويسمح له أن يعرف عنه هذا القدر من المعلومات التي لا يعلمها احدا سواه هو وأمه.
أم بسبب ماحدث بالأمس بينه وبين تلك السمراء الهادئه كنسمات الصباح!
والتي لا يعلم لم يتبسم الآن بمجرد ذكره لاسمها
انهي حمامه ووقف أمام المرآه وأخذ ينظر الي انعكاسة. ثم بدأ يتلمس ندبته. وأغمض عيناه وهو يتذكر ملمس اصابعها الناعمه عليها بالأمس وتعجبه من فعلتها! واكتشافه تقبلها الكامل للندبة
وهو من كان يتعمد كشفها امامها هي بالذات كي يجعلها سببا آخر لنفورها منه فوق كل الاسباب التي يعطيها لها.
وأيقن أن من كان يسعي لجعلها تنفر منه هي اكثر الناس منه قربا!.
وأن من كان يفعل المستحيل ليقربها منه كانت طوال الوقت أكثرهم عنه بعدا.
ولا يعلم لما شعر اليوم بأن بعض الغيوم بدأت تنقشع من امام عينيه وبدأت الرؤيه تتضح وينتبه الى بعض الامور التي كان غافل عنها.
انهي حمامه وخرج امامها وهو عار الصدر كعادته.
وماإن تاق عليها حتي تبسمت له بمحبة بالغه وهي تتفحص جسدة بتقبل شديد. ورغبة لاحظها حسام في نظراتها له لأول مره وتعجب لم لم ينتبه لها من قبل!
فقرر أن يعطيها عناقا صباحيا فلا ضرر من ذلك.
وطلب من قاسم النزول الي جدته وانتظارهم بالاسفل.
هذا أو أن حسام قد وقع تحت تأسير تعويذة بالمحبة ألقيت عليه عن طريق الخطأ فجعلته يتقبلها اخيرا!
كفكفت اسئلتها وطوت الغرابة طيا
فليس هذا وقت التساؤلات أو إستنتاج الاجابات.
وعليها أن تدرك انها الآن بين يديه وهو بالقرب الذي يجعلها تتنفس أنفاسه وهذا هو الأهم.
ويجب أن تستمتع بقربه قدر المستطاع فقد لا تتكرر هذة اللحظات المسروقه من الزمن مرة أخري.
اما سعاد.. فحينما اخبرها حفيدها بأن ابيه طلب منه ان ينتظرة بجوارها
انشرح قلبهاوشعرت بأن ابنها اخيرا بدأ يشعر بأن لديه زوجة محبه تستحق كل التقدير.
وبالتأكيد فضل هذا عائدا ألي إنقشاع الغمامه التي تسمي ود من أمام عينيه. ولهذا بدأ يبصر الدنيا...
ويدرك أن بها بشړ سواها.
ويال سعادتها واستغرابها وقاسم يقص لها كيف كانت أمه تفترش صدر حسام اليوم كوسادة!.
وقهقهت حين وصف قاسم أمه بأنها قليلة حياء لأنها اقتربت من ابيه بهذا القدر.
فقررت سعاد الا تجعل قاسم يقتحم خلوة ابيه وأمه بعد اليوم.
فيبدوا أن وقت البعد قد ولى وآن أوان القرب...وتبدأت تتفائل وترى ب
أن القادم أجمل بأذن الله.
أنهت سعاد تحضير طعام الإفطار. وهاهي ترى اعزائها يهبطون درجات السلم.
وكان حسام بالمقدمة وسمر خلفه مباشرة.
وهاهي جيوش الفرحة تغذوا قلب سعاد غزوا وهي ترى الإرتياح الواضح علي ملامح ابنها.
وقد تجلى هذا الارتياح مليا بسبب الإبتسامة الخفيفه التي رسمت على محياه.
وأيضا بسبب السعادة البالغه التي كانت تشع من اعين سمر.
فدعت سعاد الله في هذة اللحظه
أن يديم عليهم السعادة والارتياح وأن يبعد عنهم كل مايعكر صفوهم.
تكلم حسام بنبرة مرحه وهو يقترب من أمه
ياصباح الياسمين علي عيون ست الحلوين حبيبة قلبي.
قالها وامسك يديها يقبلهم.
فأردفت هي ردا عليه
ياصباح الرضى علي عيونك ياحبيب قلبي.
ثم نظرت الي سمر وأكملت.. ياصباح الورد عليكي يامرات ابني الجميله.
فتبسمت سمر من هذا الوصف وردت علي سعاد وقد اخفضت عيناها ارضا من شدة حيائها من سعاد فنظراتها المتفحصة لها تخبرها بأنها تعلم كل ماحدث بينها وبين حسام.
وردت عليها الصباح بنبرة خجوله وقد بدت كعروس اليوم هو يوم صباحيتها
صباح الفل ياماما اخبار صحتك ايه النهاردة
فأجابتها سعاد
النهاردة انا فأحسن صحة وبقيت اسعد وحده في العالم.. يلا بقي ياحبايبي عشان تفطروا.
فتقدم الاثنان من طاولة الطعام وشرعا في تناول الأفطار
ولأول مرة اليوم سمر تكون طرفا ثالثا في المحادثه الصباحية وتتحدث معهم ويعقب حسام علي كلامها!.
فأكلت اليوم ملئ بطنها وقد شعرت بأن اليوم مختلف كإختلاف ليلة الأمس وأصبحت ترى الدنيا باللون الوردى بعد أن كانت باللون الأسود القاتم.
أنهي حسام إفطارة وحمل قاسم وخرج الي الحديقة يتفقدها ويري أيا من براعم زهوره قد تفتحت وايهم لم تفعل.
وكم فرح وهو يري شجرة ورد الاوركيدا وقد تفتحت اليوم أولي براعمها.
فتبسم وهو يقترب منها ويتلمسها بعدم تصديق فقد أخلفت ظنه
واثبتت له انها اقوي مما كان يعتقد بعد أن أقسم لنفسه بأنها ستفارق الحياة إثر ضعفها الشديد وإصفرار اوراقها.
ولكن مع عنايته ومراعاته لها اعطتها من القوة والإرادة ماجعلها تتمسك بالحياة لاجل أن ترد له اعتنائة بها بزهرة جميله تفتحت اليوم من أجله هو فقط.
وكأنها تكافئة علي كل الحب والإهتمام الذى اعطاه لها.
اقتربت منه سمرائه الهادئه بحقيبته التي أمرها بأن تجلبها وتاتي خلفه فور انتهائها من لم اطباق السفرة.
فمد هو لها يده بقاسم وحدثت عملية تبادل ليحمل كل منهم من سيرافقة لباقي يومه.
قبل حسام قاسم فوق وجنتيه مودعا ونظر لها نظرة اخيره وهو يتامل الإبتسامه التي لا تفارق وجهها ابدا ثم تحرك مبتعدا فاردفت هي
مع السلامه ياحسام ربنا يحفظك من كل شړ ويرجعك لينا بألف سلامة.
انهت جملتها ليتوقف حسام علي إثرها عن المشي وقد رأي انه يجب أن يرد علي عبارتها الجميلة ردا مناسبا.
ولأنه لم يتعود علي الرد عليها بالكلام المباشر...
قرر ان يرد عليها هذة المرة ايضا بالطريقة المعتادة.
ولكنه رأي أن الرد حتي وإن لم يكن مماثلا فيجب أن يكون مناسبا على الاقل.
فعاد ادراجه حيث كان يقف ونظر اليها لبرهة بنظرة جعلتها تتوتر.
فلم تعتد أن ينظر اليها بهذة الطريقة أو أن تنظر هي الي عينيه تحت ضوء الشمس بهذا القرب وترى ماتراه الآن
فقد كانت صورتها هى وإبنه منعكسة داخل مقلتيه ومن خلفهم الازهار المتفتحه
وقدا بدا المنظر جميلا كلوحة رسمت بيد أمهر فنان!
أما هو فإنحني بجسدة ليقطف باكورة اوركيدته وقربها الي أنفه واستنشق من عبيرها ثم مد بها يده لإبنه وهو ينظر في عينيها مباشرة ويردف موجها كلاماته لقاسم
خد دي ياقاسم اديها لماما وقولها بابا بيقولك تسلميلي.
قالها ثم تحرك فور أن مد قاسم يده
وامسكها منه كانه يهرب منها خجلا بعد الذي تفوه به
وفور أن أولي ظهرة لهم.. حتي اخذت ر
سمر ترفرف بأهدابها وهي تحاول استيعاب ماحدث وقيل توا!
وبحركة سريعة اختطفت الزهرة من يد قاسم وابعدتها عن وجهها قليلا وبدات بتفحصها من كل الزوايا لتتأكد من أنها حقيقيه
ثم نظرت الي شجرة الاوركيدا لتتأكد أكثر من أن الغصن خال بالفعل من الزهرة
ونظرت حوالها لتتأكد أن كل ماحدث توا قد حدث بالفعل!
ثم هرولت إلي الفيلا وهي تحدث نفسها
ايه دا هو فعلا حسام اداني وردة
وكمان قاللي تسلميلي
لأ ومش أي زهرة دي من الشجرة ألاغلي علي قلبه من بين كل اشجار الورود!
استمرت في التحدث الي نفسها وبمجرد دخولها وضعت قاسم علي الارض وصعدت الي غرفتها مرة أخري وهي هائمة في كل ماحدث وعيناها متعلقتان طوال الوقت بالزهرة التي بيدها لا تحيدان. عنها
كمن ترجوها أن تتحدث اليها و تؤكد لها أن حسام قد قطفها لها بيده بالفعل.
أما حسام فبمجرد خروجه من بوابة الفيلا
الټفت الدروع البشرية الاربع حولة وقاموا بتطويقه حتي باب السيارة وعيونهم تتنقل هناوهناك بكل ترقب وتركيز.
وفور صعودهم انطلق بهم علي الفور من تطوع منهم بقيادة السيارة.
وأمرهم حسام بالذهاب علي الشركة أولا لإنهاء بعض الاشغال
ومن ثم الذهاب الي بيت الطبيب حمزه.
تماما كما حدث بالأمس.
وما كان منهم غير الايماء والهمهمة بطاعة. فهم لا يخالفون اوامرة او رغباته ابدا طالما لا تتعارض هذة الاوامر والرغبات مع سلامته وأمنه الشخصي.
وصل الي الشركة وانهي جميع اعمالة المطلوبة منه لليوم.
ثم غادر الشركة وهو يستعد نفسيا للعودة مرة أخري الي تلك المناطق القاحلة بداخلة حيث الذكريات التي لا يراها الا كحقل الغام
لا يقف فوق إحدها الا وينفجر لغما لذكرى مؤلمة تحت اقدامة لېمزق روحة الي اشلاء يتعذب في لملمتها من جديد.
وصل اخيرا الي رأس شارع الطبيب حمزة وأمر رجالة بالتوقف فورا وهو يري متجرا لألعاب الأطفال.
فقرر أن يأخذ بعض الهدايا لأولاد عبدالله ليفرحهم اولا وثانيا كنوع من رد الجميل فهو أكل وشرب في بيتهم وقد تعود الأ يأخذ شيئا من أحد أو يتقبل أن يسدى اليه بمعروف دون أن يرده له بأى طريقة وفي أسرع وقت.
فتأمل قليلا ماهو معروض في الواجهة من العاب ثم اشار لأحد رجالة علي اربعة العاب
وقام بإعطاءه مبلغا من المال كي يشتريهم.
دلف الرجل الي المتجر وغاب لبرهة ثم عاد وهو يحمل الألعاب الأربع وقام بوضعهم داخل السيارة بجانب حسام.
وهم أن يصعد ولكن حسام طلب منه أن ينتظر قليلا.
وأشار له علي متجر الحلويات الذي في الجهة المقابلة
وقام بتحديد إحدي قوالب الكيك المزينه الفاخرة من بين مجموعة معروضه في فتارين العرض الزجاجية.
وكان قالبا كبيرا مقسما الي اربع اجزاء وكل جزء منهم بنكهة مختلفه ثلاثة منهم بالفواكة والجزء الرابع بالشيكولاته.
وأشاد حسام الي ان هذة طريقة ذكيه من صانع الكيك لأنه بهذا سيرضي أكثر من ذوق في قالب واحد.
احضر الرجل القالب وقام بوضعة بالسيارة ايضا وعندما قرر صعود السيارة أخيرا اكتشف انه لا يوجد له مكانا داخلها من الالعاب وقالب الحلوي!
فأغلق الباب وأخبرهم بأنه سيكمل باقي المسافة مشيا علي الاقدام بمحاذاة السيارة حتي بلوغ المنزل.
وقد بدا هذا الحل هو الحل الامثل والوحيد.
توقفت السيارة امام المنزل وترجل منها حمزة والرجال الثلاثه
والرابع فتح الباب وقام بإنزال الالعاب وقالب الحلوي وحملهم هو وواحدا آخر من الرجال
وصعدا الي الطابق الذي يقطن فيه الطبيب حمزة.
ومد حسام يدة ليضرب الجرس..
ولكنه تذكر أنه لم يقم بالاتصال بحمزة اولا ليخبرة بقدومه!
فأولي ظهرة للباب وأخرج هاتفه وقام بالاتصال به..
وبمجرد أن رن هاتف حمزه.. ووجد حسام هو المتصل أجابه علي الفور
فقد كان ينتظر اتصاله هذا بفارغ الصبر
كي يكشف له المزيد من الحقائق مثلما فعل بالأمس.
فاردف حسام فور أن اتاه صوت حمزة مجيبا علي الجهة الأخري
صباح الخير يادكتور...كنت بتصل بيك عشان استأذنك اني أجيلك لو فاضي
فتبسم الطبيب حسام بخجل وهو يرد علي حمزة بعد أن استمع الي رده
هو في الحقيقه انا واقف علي باب الشقه ومحرج منك عشان نسيت اديك خبر قبل ماأجي.
وعشان كمان خفت تكون مشغول ولا مش فاضي فقولت استأذنك الأول ومقولكش اني هنا عشان مضغطش عليك بوجودي وتضطر تستقبلني غص...
وقبل أن ينهي جملته تفأجأ بباب الشقة فتح سريعا ووجد نفسه يمسك من قميصه من الخلف ويسحب للداخل.
ودون ان يري من الفاعل تبسم وهو يسمع صوت عبدالله يتحدث بعدم صبر
يعني دا كلام يعني!
واقف علي الباب وبتتصل وتستأذن زي الغريب!
يبني انت ټضرب الباب برجلك وتدخل من غير استأذان دا بقي بيتك واحنا كلنا ضيوف فيه.. ادخل ياغالي ادخل.
وكل هذا وحسام لازال يتحرك للخلف مع أستمرار عبدالله في سحبه
ولايري حتي اين يضع قدماه او الي أي مسافة قد وصل
وعبدالله مستمر في سحبه من قميصه الي ان أستغل تباطؤ عبدالله في السحب قليلا وهو يعطى امرا لسماح زوجته بأن تحضر ثلاث اكواب من القهوة وسيعود لأخذهم منها فور أن يقوم بإيصال حسام الي حجرة حمزه.
حينها قام حسام بتخليص نفسه من قبضة عبدالله والالتفاف سريعا ليواجهه
وأطفأ هاتفه واعادة الي جيبه ثم مد يده ليصافح عبدالله.
ومن بعد المصافحه أشار لرجاله الذين يحملون الحلوي والالعاب بالدخول.
فتقدموا وقاموا بوضع مامعهم فوق طاولة الطعام وعادوا للخارج مرة أخري.
وبمجرد أن حدث هذا..
ھجم الأولاد علي الالعاب وخطڤ كلا منهم لعبة وتبخروا في الحال.
فتبسم حسام لرؤية مافعلوا.
اماعبدالله فصړخ عليهم وهو يشعر بالخجل من فعلتهم المشينه وأردف من بين اسنانه المطبقة
ولد.. ولد.. ولد عيب انت ياحيوان انت وهو تعالوا هنا انتوا ياهمج!.. طيب اصبروا عليا انا هربيكم.
ولكنه اكتشف في النهاية انه يتحدث الي نفسه وهو يتلفت من حوله ولا يرى أحدا منهم!
وكأن لا حياة لمن ينادي!
فأردف بكلمة اخيرة رادا بها علي نفسه بعد محاولاته الفاشلة اوبااااش.
ثم توجه بالاعتذار لحسام علي مابدر من اولاده قائلا
معلش ياحسام يابني متأخذنيش مخلف شوية قرود. وبعدين ايه اللي أنت جايبه دا كله دا كتير قوي.
فاجابه حسام بإبتسامته الودودة
ولا كتير ولا حاجه دي كلها حاجات بسيطة. وبعدين دول اطفال. وكلنا كنا اطفال وعارفين الفرحة بأي لعبه جديدة بتكون عامله ازاي.
سيبهم علي راحتهم ربنا يحفظهملك يارب.
فرد عليه عبدالله آمين يارب ويحفظلك ابنك ويفرحك بأخ ولا اخت ليه...انهي جملته ثم اردف بقلة صبر..
يلا بقي كفايه وقفه دا حمزه زمانه اتفحم جوا من كتر ماقاعد مستنيك علي ڼار.
قالها وامسك بذراع حسام كشرطي ألقي القبض علي متهم ويخشي هروبه.
فطلب منه حسام أن ينتظر قليلا كي يتحدث مع رجاله أولا.
فترك عبدالله ذراعة فاشار حسام لأحد الرجال وطلب منه أن يأخذ البقيه وينتظرونه بالأسفل وحين ينتهي سيهاتفهم ليأتون اليه.
فأومأ له الرجل بالموافقه وخرج علي الفور واشار للرجال بإتباعه.
وبعدها اغلق عبدالله باب الشقه وعاد ليمسك ذراع حسام من جديد وقد اقسم هذة المرة بأنه لن يتركه الأ وهو جالس في غرفة الاعتراف.
ودلف به الي غرفة حمزة وماإن اجلسه علي الاريكة حتي طلب منه عدم التحدث الا بعد أن يعود لهم بالقهوة.
وخرج ولم يغيب الا دقائق معدودة
تبادل خلالهم حمزه وحسام الاطمئنان علي صحة بعضهم وعاد بالقهوة.
واغلق الباب وهو يشعر بالاطمئنان اليوم لأن الاولاد الهتهم الألعاب وحسام لا يبدوا عليه التعب والاجهاد كالمرة السابقة
اذن فلا مقاطعة لهم اليوم من اي نوع اليوم.
وشرع ثلاثتهم في تناول القهوة واليوم ادي حمزة طقوس قهوته وشرد بفكره وهو ينظر علي الابخرة المتصاعدة منها
تماما ككذبات كريمه التي بدأت تتبخر منذ الأمس ويبدوا أن البقيه ستتبخر اليوم.
واردف وهو علي نفس شرودة
شهادتك الجامعية طلعت سليمه ياحسام.
فأجابه حسام بثقة بعد أن بلع مافي فمه من قهوة
كل اوراقي سليمه. وكل حاجه بقولهالك حقيقيه. ولو تحب ادلك علي المصادر اللي ممكن تتاكد من صحة كلامي عن طريقها.
فأردف حمزه وهو علي نفس وضعه وشروده
لأ مفيش داعي
انا اعرف اوصل لمصادر لوحدي..
اهم حاجه دلوقتي خلينا نبدأ بترتيب الأثباتات والبراهين ونعرف حكاية كل ورقه من دول..
وهنبدأ بالاقدم في التواريخ.
وأظن دي هي الورقه الأحق من بين كل الأوراق اننا نبدأ بيها
اولا لانها الاقدم ثانيا لانها الأغرب!
قالها ومد يده والتقط احدي الاوراق التي أمامه وادارها لحسام كي يراها.
والذي ابتسم بدوره وهو ينظر اليها وقد عرفها علي الفور..
فهي عقد شراء سيارته الأجرة التي قام بشرائها وامتلاكها بعد جهد وصبر ومثابرة. وقد كانت أغلي وأحب وأقرب الأشياء لقلبه حينها...
بعد ود بالتأكيد.
فركب بساطة السحري وانتقل به الي ذلك اليوم الجميل الذي عاد بها الي البيت بعد أن مضي عقد شرائها وهو يشعر أنه عنتر إبن شداد
وقد عاد بالنيقان الحمر مهرا كي يحظي بعبلته.
فنظر الي حمزه واردف
بس فيه شوية تفاصيل قبل الحدث دا وهي السبب فيهومش هينفع اتجاهلها.
فأجابه حمزه علي الفور
وانا كنت لسه هلفت نظرك للنقطةدي.
لكن جميل أنك هتعمل كده من نفسك عشان انا مش عايز أي تفصيله ولو صغيرة تسقط من حكايتك.
فأومأ له حسام برأسة قبولا.
وقبل أن يبدأ حسام في الاسترسال في إكمال روايته أردف عبدالله معقبا علي كلام حمزه
لا تفاصيل ايه اللي تسقط مفيش حاجه هتسقط فالليله دي غير عيالي اللي هيضحوا بسنه من حياتهم لو مكملتش الحكاية كلها النهاردة.
ويبقي ذنبهم وذنب ابوهم اللي هيتمرمط علي ايد سماح...فرقابتك أنت وكريمه وود وكل الشخصيات الرئيسيه والكومبارس بتوع الحكاية.
وحتي البادي جارد اللي بره الباب دول مش معفيين من الذنب.
قالها بطريقة تصف مدي تأثره جعلت كلا من حمزه وحسام ضحكا.
وقبل أن ينبث حسام ببنت شفه أخرج من حقيبته سېجارا واشعله وأخذ أول نفس منه ونفث دخانه في الهواء
ثم اردف
بعدت عن ود فترة عشان امتحاناتى وقولت هي كمان هتذاكر لأمتحاناتها ومفيش أي ضرر من شوية اشتياق هيزولوا باللقى بمجرد مانتقابل بعد مانخلص امتحاناتنا.
لكن االي أكتشفته بعد كده أن كل الضرر حصل نتيجة غيابي عنها
وكل حاجه شنيعه حصلت في الفترة اللي كانت بسيطه من وجهة نظري دي.
او كان بيحصل قبل كده لكنه اتطور ووصل لمرحلة لا يمكن كنت اتخيل أن الأمور توصل عندها.
ودا عرفته فآخر يوم امتحانات ليا لما قررت بعد ماخلصت أمتحاني أني أستاذن عمي وآخد موافقته اني اعدي علي ود وأوصلها للبيت فطريقي
وخصوصا اني قريب علي مدرستها
واقوله اني كده كده كنت رايحلهم النهاردة.
وكلمت عمى ووافق ورحب بيا وقالي انه مستنيني في البيت.
ورحتلها بكل الشوق اللي جوايا ليها وبمجرد ماقربت علي المدرسه بتاعتها وقفت مكاني وانا شايفها قدام باب المدرسه وبتعمل آخر حاجه كنت اتوقعها.
واللي كانت سبب فدماري بالكامل ومش بس كده دي كانت السبب كمان فى مۏت عمي أبشع مۏته.
يتبع
نزيلة المصحة بارت ٢٧
اكمل حسام جملته وما إن فعل حتي جحظت عينا عبدالله من الصدمة!
ورفع فنجان القهوة الذي كان لايزال في يده فشرب مافيه دفعة واحدة ولم ينتبه أن الفنجان لم يكن يتبقي به سوى التفل ولكنه بلعه على ايةحال
وترك الفنجان من يده وهو ينظر لحسام وكل حواسه متحفزة وينتظر أن يكمل بفارغ الصبر.
فأردف حسام
رحتلها عند المدرسه وشفتها من بعيد وهي واقفه وسط زميلاتها ومندمجه معاهم في الكلام
قربت أكتر وانا قلبي بيتنطط بين ضلوعي من الفرحة وبمجرد مابقيت قصادها ومفيش غير مترين تلاته هما اللي بيفصلونا عن بعض لقيت عربيه سوده بتقف بيني وبينها!
قولت اكيد دا ولي أمر وحده من البنات الليواقفين معاها وجاى ياخد بنته أو قريبته.
لكن اللي حصل أن العربيه اتحركت بعد دقيقتين من وقوفها ولما بصيت علي ود ملقيتش غيرها هي بس تقريبا اللي أختفت من وسط البنات!
اتلفتت حواليا زي المچنون عشان الاقي عربيه ولا تاكسي اركب فيه واروح وراها وخصوصا وانا شايف العربيه بتبعد وانا معرفش مين اللي جواها ولا مين اللى أخد ود دا وواخدها على فين!
ملقتش أي عربيات فى محيطي ملقتش قدامي غير واحد بتاع دليفرى جاي من بعيد بموتوسيكل...
وقفت قدامه وهو حاول يتفاداني لكن كل ماكان يروح لجهه...كنت اقف قدامه
لغاية ماأستسلم ووقف.
وأنا بمجرد ماعمل كده جريت عليه ورميته من فوق الموتوسيكل وركبت مكانه وطلعت ورا العربية على السرعة القصوي.
وقلبي وقع فرجليا وانا مش شايفها والشوارع كتيره ومتفرقه وسألت نفسي ياترى أخدوا انهي طريق من دول ووصلوا لفين وهلاقيهم تاني ازاي
كل دى اسئلة كنت بسألها لنفسي وانا ماشي وبتلفت حواليا زي المجذوب.
لكن من كرم ربنا عليا أني شفت العربيه فآخر شارع فرعى ولسه هتنحرف عشان تطلع لشارع تاني.
فرملت وغيرت اتجاهي ورحت وراهم.
ولما وصلتلهم مرضتش ابين لود اني شفتها وقولت استني اشوفها رايحه فين بدال ماتنزل من العربيه ومعرفش كانت رايحه تهبب ايه.
وبعد مسافة طويله من تتبع العربيه لقيتها دخلت فشارع ووقفت قدام عماره!
وقفت من بعيد وانا مستني أشوف اللي هيحصل للنهاية.
دقيقة بالظبط ولقيت باب السواق بيتفتح وطلع منه شاب تقريبا من سني أو أكبر مني بشوية.
ومن الناحية التانيه خرج شاب تاني والباب الوراني اتفتح ونزلت منه ود وبنت تانيه...
والصاعقه انها كانت بنت من البنتين اللي سبق قبل كده وحذرتها منهم
واللي حافظ شكلهم كويس.
فضلت برضوا مستنى لغاية ماألاربعه طلعوا العماره وطلعت وراهم.
ولقيتهم بيدخلوا شقه في الدور التالت.
فورا طلعت تليفوني واتصلت بعمي واديته العنوان وقولتله اني بتخانق مع ناس في العنوان ده.
مرضتش ادخل عليهم دلوقتي وقولت اديهم الوقت المطلوب عشان لما ادخل أشوف الحقيقه كامله.
وفضلت مستني عمي اللي هما يدوب ١٧ دقيقه اخدهم في الطريق وكان واصل الشارع وبيرن عليا وأول مافتحت عليه قالي پخوف
حسام أنت فين انا مش شايفك فأي حته في الشارع اللي وصفتهولي!
رديت عليه بصوت كله قهر
اطلع العماره الصفرا ياعمي لو شايفها..انا في الدور التالت.
رد عليا بإستغراب طلعت عندك ليه ياحسام! وعمارة مين دي
رديت عليه
مش وقت أسئله ياعمي اطلع بس أنت وانا هفهمك كل حاجه لما توصل.
ومفيش دقيقتين وسمعت صوت خطوات رجليه طالع.
وأول ماوصل لقاني قاعد علي السلم والڼار شابه بين ضلوعي واللي يبص فوشي متخفاش عليه حالتي.
وقف قصادي وبرعب من منظري سألني
حسام ايه اللي حصل اتكلم
رفعت وشي عليه وبصوت مخڼوق قولتله
ود جوا الشقه دي هي وبنت تانيه واتنين شباب.
ود مين! ود بنتي
بصيت عليه ومردتش وهو فهم أن سكوتي تأكيد لكلامي.
ولقيته مره وحده رايح علي باب الشقه ورفع ايده عشان يخبط..
لكني لحقته ومسكت ايده قبل مايعملها
بالراحه ياعمي عشان يفضلوا علي وضعهم... واللي عايزين نكتشفه بالمظبوط...ورفعت ايدي رنيت الجرس بهدوء مرتين وحطيت كفة ايدي علي العين السحريه بتاعة الباب عشان اللي يبص منها ميشوفش حاجه.
دقيقتين ورنيت الجرس تاني لما ملقتش جواب والمرادي سمعنا صوت بيرد علينا بنرفزه
أيوه مين
وخطوات وصلت للباب ووقفت واستنتجت أنه حاول يشوف الأول مين اللي علي الباب
ولما معرفش يشوف سمعنا ترباس الباب بيتفتح وبمجرد مالباب زيق شويه دفعته بكل قوتي وفتحته على آخره ودخلت زي المچنون.
وأتجننت أكتر وانا شايف الولد اللي فتحلنا قاعد بالملابس الداخليه بس!
وطبعا مكنش الموقف محتاج ذكاء عشان يتفهم.
جريت علي أول أوضه قابلتني وفتحتها... وشفت البنت والولد التانيين فوضع مشين خلاني قفلت الباب بسرعه
كل دا والولد اللي فتح الباب بيحاول أنه يوقفني وبيسأل فيا انا وعمي بكل عصبيه
انتوا مين وعايزين أيه
لكن أنا لا كنت سامعه ولا شايفه ولا شايف قدام عنيا غير المنظر اللي خاېف الاقي ود فيه.. واللي حاسس ان قلبي مش هيتحمله.
ووصلت للاوضه التانيه ومديت ايدي اللي بترجف علي أوكرة الباب وفتحته وانا سامع صوت كل خليه فجسمي بتقولي بلاش. مش هتتحمل اللي هتشوفه.
لكن عيني صممت انها تشوف وتوري قلبي اللي مش عايز يشوفه.
وفتحت الباب وشفت وياريتني ماشفت .
شفت ود وهي في السرير وبتحاول تستر نفسها بملايه وأول ماشافتني صړخت وأغمي عليها طبعا ماانا آخر حد كانت عايزه تشوفه قدامها فالوقت دا أو تحب أنه يشوفها وهي في الوضع دا.
قربت منها وأنا كل كياني پيصرخ وروحي پتنزف
وانا شايف طرح قلبي وروحي وتعب سنين العمر اتقطف بأيد غيري.
مديت ايدي ومسكت الملايه وغطيتها بيها غطيت حتي وشها زي ماتكون ماټت.
وليه زي ماهي ماټت اصلا فعيوني فاللحظه دي.
دورت وشي وانا بمسح دموعي لقيت عمي واقف علي باب الأوضه ومسنود عليه وماسك قلبه پألم.
كان المفروض أجري عليه واسنده قبل مايقع لكن للاسف مقدرتش لأن انا نفسي كنت محتاج اللي يسندني عشان أقدر أوصل عنده.
وشفته بيقع قدام عنيا علي الأرض. وبصراحه في اللحظه دي محستش بأي شفقه عليه
لان كل اللي بيحصل دا هو السبب فيه هو السبب بسلبيته وجبنه وخوفه من كريمه وخضوعه ليها حتي في الغلط.
أما النصيب الأكبر من الجرم فكان لكريمه.
واللي كنت فاكر أن خلاص بعد عملة ود دي رصيدها من السماح عند عمي هيخلص وهيبدأ حسابها العسير.
لكني زي كل مره كنت مخطئ.
بصيت حواليا بعد ماأبتديت افوق من الصدمه وخطيت علي عمي وخرجت ادور فالشقه ملقيتش حد!
لا الاتنين الشباب ولا البنت اللي كانت معاهم
لقيتني انا وعمي وود بس.
مسكت تليفوني وأتصلت بالإسعاف واديتهم العنوان ودخلت الأوضه اللي فيها ود مره تانيه.
كشفت وشها وبصيتله ودموعي نزلت وزادت الدموع وانا بكشف الغطا عن باقي جسمها عشان البسها هدومها..
وأستر اللي اتكشف لغيري وانا اللي كنت مستني يؤن الأوان عشان اقطفه لنفسي.
لبستها هدومها وانا بهرب بعيوني فكل مكان بعيد عنها وبتجنب أني ابصلها عشان ماتحسرش أكتر.
وبعد مالبستها بصيتلها بصه اخيره ومش عارف ليه في
اللحظه دي مشوفتهاش ود الطفله اللي يادوب عندها ١٥ سنه!
نظرتي ليها اتغيرت وحتي ملامحها الجميله حسيتها اتغيرت فعيوني واتحولت لمسخ.
شلتها بين ايديا ونزلت بيها عشان قولت أكيد الشقه دي مشبوهه ومش عايز سمعتها تتمس وتتفضح أكتر وهي خارجه منها علي عربية الإسعاف.
وخصوصا أن عربية الاسعاف وجودها فمنطقه بيخلي أهل المنطقه كلها تتجمع تشوف فيه ايه.
نزلتها وحطيتها في العربيه ورجعت اجيب عمي نزلته شايله برضوا ودخلته هو كمان العربيه وطلعت للشقه مره تانيه أدور علي أي حاجه تدلني علي الولدين دول وتوصلني ليهم.. لكن للأسف ملقيتش أي حاجه.
ملقتش غير شنطة ود وحاجتها.
اخدتهم ونزلت بعد ماقفلت باب الشقه وركبت العربيه واتحركت بيها شويه من قدام العماره.
واستنيت الأسعاف اللي جت وأخدت ود وعمي للمستشفي وانا روحت وراهم بالعربيه بتاعة عمي.
وبمجرد مادخلوا المستشفي ود فاقت. ومن أول ما فتحت عنيها وشافتني واقف فوق دماغها صړخت نفس الصرخه اللي صړختها في الشقه لكن المرادي فضلت بعدها واعيه وبدأت تبكي بصوت عالي وجسمها بيتنفض وهي باصالي
لدرجة ان الدكاتره خرجوني من الأوضه يمكن تهدى.
أما عمي.. فبعد الفحص الأولي الدكاتره اكتشفوا أنه ضړبته جلطه في القلب وحالته خطېرة وبناء عليه دخلوه العنايه المركزه وابتدوا معاه خطة العلاج.
وانا قعدت في الطرقه وانا حاسس أني تعبان أكتر منه وإن الدكاتره لو فتحوا قلبي في اللحظه دي هيلاقوه مشلۏل ونبضه واقف.
لكني برغم كل دا فضلت متماسك بطريقة لغاية النهارده وانا مستغربها!
واللي مستغربه اكتر جلدي وقوتي
وأنا واقف قدام باب الشقه
وعقلي وقلبي وحواسي كلها وكل حاجه حواليا بتقولي إن ود جوا الشقه فحضن راجل غيري.
زفر حسام بقوة وهو يحاول أن يتماسك في هذه اللحظه كي لا تتفجر ينابيع دموعة إثر هذه الذكرى المؤلمھ والتي يوشك ألمها أن يصل الي حد الچحيم
ويعتقد بأن أحدا غيره لن يستطيع تخيل أو فهم مايحدث بداخله الآن بعد أن إنفجر لغم هذة الذكري المريره في قلبه.
ولكنه كان مخطئ في هذا الإحساس كليا فهوإن تلفت فقط علي يساره لوجد عبدالله غارق في دموع الشفقة عليه حتي أنه بدأ يشهق شهقات خفيفه.
أما حمزه فأخذ يفرك عينيه ووجهه بكلتا يديه وهو يشعر پصدمة شديدة! فكيف لهذا الملاك الهابط من السماء والذى رآه بأم عينيه ويكاد يقسم أن أجنحته مخبأة في مكان لم يلحظه أن تخرج منه هذه الافاعيل!
أغمض حسام عيناه ثم فتحهم مرة أخري وهو يحاول أن يستعيد رباطة جأشه لينطلق في سرد باقي الأحداث ويتخطى هذه الذكري البشعه سريعا وينتقل الي مرحلة شراء السيارة.
اتصلت بأمي وقولتلها أني في المستشفي مع عمي وود ومرضتش أحكيلها تفاصيل فأي حاجه غير لماتوصل لأني خفت عليها احسن تجرالها حاجه هي كمان من الصدمه وهي بعيد عني.
وشويه ولقيت أمي جايه عليا تجري من آخر الطرقه وقفت واستقبلتها وابتديت اطمنها عشان تهدي لكن هي مكنش فيه حاجه هتهديها غير حاجه وحده
انها تشوف عمي قاسم قدامها وهو سليم معافى.
وقد ايه استغربت وانا شايف لهفتها عليه! برغم زعلها منه وقهرتها من اللي عمله فيها... لكني فهمت بعد كده أن كله كان من ورا قلبها وانها لسه بتحبه ودا اللي بينته المواقف.
قعدتها وابتديت احكيلها كل اللي حصل وانا مراقب ملامحها اللي اتحجرت من كتر الصدمه وبقت طول ماهي بتسمع باصه لنقطه في الفراغ وبتهز دماغها برفض.
خلصت كلامى وسكت ولقيتها بتهمس وهي شارده
ود! إزاي دي طفلة ازاي تعمل كده وعرفت من مين الحاجات دي
وبصتلي مره وحده وقالتلي
مايمكن يابني محصلش اللي فبالك دا واللي أنت فاكره انت متاكد انها.. أنهم.. أنه يعني حصل.. مايمكن مكنش لسه حصل.
زعقت فيها بعلوا صوتي
ياأمييي! قولتها واتلفتت حواليا من خۏفي أحسن حد يكون سامعني وأنا بتكلم وكملت وانا بجز علي سناني.. محصلش أيه ياأمي محصلش أيه! بقولك كانت عري.. وغمض عنيه لما مقدرش يكملها وأستغفر وبعدها فتح وهمسلها بكسرة
بقولك انا ملبسها هدومها بأيدي ياأمي بأيدي دي ساترها.. وشكلها مكنش يقول أنها مرتها الأولي ابدا.
قالها ورفع وشه لفوق وهو بيتنهد پألم وفي اللحظه دي أمه حست أن ابنها محتاج لحضن وادتهوله ..
أخدته فحضنها ومسدت علي ضهره وكأنها أدتله إشاره عشان يفرغ كل ألمه فهيئة دموع نزلت منه زي المطر وڠرقت كتفها وحړقت روحها علي إبنها الوحيد بالظبط زي مية الڼار مابتنزل علي الجلد تحرقه .
فضلت سعاد حاضنه حسام لغاية ماهدي وبعدها بعدته عن حضنها بالراحه ومسكته من دراعاته وقالتله
اجمد ياحسام إقوى عمك وقع ومحتاجلك في الوقت دا تكون قوي عشان تقدر تواجه الكارثه دي
اصل مفيش غيرك أنت يابني دلوقتي اللي هيجيب حق ود من الندل اللي ضحك عليها دا.
ولا فيه غيرك هيشيل عمك فمرضه. دلوقتي حان وقت رد الجميل ياحسام وتسديد الديون.
قالتها وقامت وهي بتمسح دموعها واستعادت قوتها وهي بتقولي
ودلوقتي انا هدخل لود واحاول اعرف منها الحكايه بالظبط
بس يارب كريمه متوصلش بسرعه وتبعدني عنها وتلفلف اللي حصل وتعديه زي مابتعدي كل حاجه لود والموضوع دا مينفعش يمر مرور الكرام ابدا ياحسام.
طمنتها وقولتلها
متقلقيش تليفون ود وتليفون عمي كمان معايا ومحدش منهم كلم كريمه ولسه متعرفتش أي حاجه.
ومش هرد عليها مهما اتصلت غير لما افهم اللي حصل دا بالظبط وأشوف حل للمصېبه دي.
هزت سعاد دماغها بموافقه ودخلت لود بعد كلام حسام وهي عازمه انها تعرف منها كل حاجه.
وبمجرد مافتحت الباب وود شافتها غمضت عنيها بضيق عشان عارفه سعاد هتقول ايه وهتفرح فيها ازاي
ماهي اكتر وحده في الدنيا بتكرهها وبتتمنالها كل شړ ومنتظره أي فرصه عشان تتشمت فيها وأهي الفرصه جاتلها على طبق من دهب.
لكن الحقيقه أن كل دا مش حقيقي دا اللي كانت كريمه زارعاه فدماغها من صغرها.
بصت ود لقت سعاد بتقرب منها وقعدت جنبها وبصتلها بشفقه وسألتها بحنان
فيه وحده زي القمر كده تعمل في نفسها اللي عملتيه دا ياود يابنتي!
هي كريمه ولا مره قالتلك وفهمتك أن البنت شرفها لازم ماتفرطش فيه لأي حد غير جوزها والأ تبقي مش كويسه والناس كلها تبعد عنها ومفيش حد يرضي يتجوزها
طيب ماعلمتكيش أن الوحده اللي تتكشف علي غير جوزها تبقي ارتكبت أكبر الكبائر وتبقي كده زانيه
ترضي إن اللقب دا يرتبط بيكي ياود
ردت عليها ود بثقه وقالتلها
طيب مانا متجوزه!
قالتها بثقه خلت سعاد برقت پصدمه وهي بتسالها
جواز ايه ياود وانتي قاصر جواز ايه اللي من غير ولي أمرك دا جواز أيه اللي تتجوزه طفله زيك يابنتي!
ردت عليها ود بنفس الثقه
جواز عرفي.
شهقت سعاد وهي بتسمع كلام ود ورددت وراها الكلمه بإستنكار
عرفي!
جاوبتها ود للمره التالته
ايوه عرفي زي مالناس كلها بتتجوز.
طيب وايه يابنتي اللي جبرك تعملي كده مقولتيش ليه لأبوكي وهو كان جوزهولك جواز
شرعي مادام فيه قبول مابينكم!
عشانه هو مش عشاني عشان ظروف دراسته ووضع باباه الحساس إحنا اتجوزنا عشان نضمن إن محدش فينا يبعد عن التاني ولغاية مالأمور تتحسن والظروف تتعدل وقتها نبقي نعلن جوازنا رسمي.
سعاد فهمت أن ود وقعت في الفخ اللي كل البنات بتقع فيه وقالتلها بكل أسف
عيله وانضحك عليكي يابنتي بس العيب مش عليكي العيب عاللي سايباكي من غير ماتديكي نصيحه تعرفي تعيشي بيها وسط الغابه اللي انتي فيها دي.
العيب عاللي أهم حاجه عندها تفرض سيطرتها علي كل اللي حواليها حتي لو بالغش والخداع.
انا مش عيله يامرات ابويا ولا انضحك عليا انا كبيره وحبيت واتجوزت والست اللي بتتكلمي عنها دي محدش بېخاف عليا وعلي مصلحتي قدها.
ماما كريمه اصلا مفيش فحياتها حد تخاف عليه غيري.
هزت سعاد دماغها بأسي وهي بتهمس
أكيد لازم تقولي كده
دا غسيل دماغ بيتعمل من سنين حقك يابنتي محدش هيلومك.
وكملت بنبرة صوت أعلي عشان ود تسمعها
سيبك من كريمه والدفاع عنها دلوقتي لان مش وقته ومش هنغير قناعات اتربيتي عليها وعايشه فدماغك من سنين وقوليلي مين هو الي اتجوزتيه ومين ابوه اللي موقفه حساس دا
ردت عليها ود وهي بتبص لبعيد
شادي ابن هادي بيه صاحب شركات الهادي للمقاولات.
بصت سعاد بإستغراب لود علي نبرة الفخر اللي فكلامها وقالتلها
شكلك ورطتي نفسك وورطتينا احنا كمان مع ناس أحنا مش قدها
ودخلتينا فحوارات ومشاكل احنا فغني عنها..ربنا يسامحك ويجيبها علي أحسن حال.
نهت جملتها وقامت عشان تطلع من الأوضه لكن وقفها صوت ود
قولي لحسام أنه لو اتعرضلي بأي سوء هخلي شادي يوديه ورا عين الشمس وياريت تقوليله ملوش علاقه بيا من هنا ورايح انا دلوقتي متجوزه وجوزي يقدر يحميني منه ومن أي حد.
وهنا مردتش عليها سعاد
لكن اللي رد عليها حسام اللي كان واقف علي الباب وبسبب قعاد امه قدامها مكنتش شايفاه
جوزك مين! جوزك اللي هرب وسابك لوحدك من غير مايعرف مين اللي دخل عليكي الشقه ولا عايز منك ايه
ولا جوزك اللي لغاية دلوقتي مفكرش يرن عليكي عشان يطمن جرالك حاجه ولا لأ دا في حال أنه كان عارف اننا أهلك يعني.
فين جوزك دا ياود قوليلي!
جوزي مينفعش يظهر فأماكن عامه ولا يعرض نفسه لمشاكل عشان أبوه مرشح نفسه في انتخابات مجلس الشعب وأي شوشره ممكن تأثر عليه..
جوزي مش حد عادي ياحسام
قالتها واستغربت وهي بتسمع ضحكة حسام الساخره اللي استفزتها وخلتها ترد عليه بإستفزاز اكبر
بتضحك علي ايه
بتضحك علي واحد احسن منك مليون مره!
غابت ضحكة حسام وبصلها بعيون ماليها الألم وهمسلها
تشكري يابنت عمي تشكري عشان لفتي نظري للنقطه دي. بس عارفه...
يلا مش مهم مفيش داعي للكلام اصل الكلام دلوقتي مفيش منه فايده دلوقتي وقت الفعل.
ود بټهديد
فعل ايه بص ياحسام انا بحذرك لآخر مره ابعد نفسك عن الموضوع دا ومتدخلش نفسك فيه عشان متتأذيش.
وبعدين أنت أصلا تتدخل فحاجه تخصني ليه أنا اللي يتدخلي باب... وسكتت كأنها أفتكرت حاجه كانت ناسياها
وسألت
صحيح هو بابا فين بابا جراله ايه انا عايزه أشوف بابا.. ونزلت من السرير وجات ناحيتي وسألتني پخوف
بابا فين ياحسام
رديت عليها وقولتلها
عمي في العناية المركزه ياود نزلت عليه جلطه بسببك وبسبب اللي عملتيه وجايز ميقومش منها وأبقي خلي أبن هادي بيه بتاعك دا ساعتها ينفعك.
خلص حسام كلامه وخرج وساب ود بتهز دماغها برفض ودموعها نزلت وبصت لسعاد عشان تكدب اللي قاله حسام
لكن اللي حصل أن سعاد بصت للارض بأسي وأكدت كلامه بسكوتها وهنا ود اڼهارت اڼهيار تام وفضلت تصرخ بإسم باباها لغاية ماوقعت من طولها.
أما حسام فبمجرد ماسمع أسم الولد اللي اتجوزته وعرف إسم أبوه خرج من المستشفي بسرعه وراح يدور علي عنوانهم عشان يوصلهم.
أرجع حسام رأسه للخلف وأسندها علي نهاية الأريكة ليريح عضلات عنقه التي تشنجت وأكمل وهو على هذا الوضع
ورحت ودورت وعرفت ووصلت.
وياريتني مادورت ولا وصلت لأني فعلا زي ماقالتلي أمي دخلت نفسي فمصېبه أنا كنت فغني عنها
وزي ماقالت ود اني مكنتش قد شادي ولا أبوه اللي حاربوني فى كل حاجه لدرجة انهم خلوني أجرب أشتغل أكتر من ١٠٠ شغلانه وكل مره أتفصل منها من غير أي سبب
الأ اني هددتهم بأني هفضحهم.
أنثى بمذاق القهوة ١٢
لازال حسام سابحا وسط أمواج ذكريات ماضيه يحاول جاهدا للوصول ألي شط حاضره كي يستريح قليلا ويلتقط أنفاسه
فقد أجهده العوم لدرجة أنه اصبح خائڤا من الڠرق فى بحر احزانه وأردف مكملا
معملتش حاجه لهادي ولأبنه غير أني رحت الشركة بتاعة هادى وبكل هدوء حكيتله الحكاية وطلبت منه أنه يلاقيلها حل وأنه يخلي أبنه يتجوز ود رسمي
ودا بعد ماتوصل للسن القانوني طبعا أنما دلوقتي يشهر أنه متجوزها بالسنه قدام كل الناس.
لقيته ابتسم ابتسامه هاديه ورد عليا بكل هدوء
انا معنديش أي مانع اني أعمل اللي بتقوله دا يا... معلش قولتلي إسمك ايه
حسام يابشا قولتلك أسمي حسام.
معلش ياحسام يابني أصلي بنسي بسرعه المهم احنا كنا بنقول ايه
أه.. كنا بنقول أني عادي اخلي شادي يعمل كده ويتجوز بنت عمك دي انما انت عارف أنا داخل علي إنتخابات دلوقتي ووضعي حساس جدا ومحطوط تحت الميكروسكوب ٢٤ ساعه ولو حصلت حاجه زي دي فالوقت دا أنا هتضر جامد.
ومش بعيد أتسجن فيها.
ومش أنا بس دا انتوا كمان قبل مني لأن البنت علي حسب كلامك لسه موصلتش السن القانوني ولسه تعتبر قاصر وأنت عارف ألاشتراك في زواج القاصرات القانون بيعاقب عليه ازاي.
يعني أفهم من كلامك دا ايه دلوقتي
تفهم.. انه مش هينفع موضوع اشهار الجواز في الظروف دي أبدا.
أستنوا عليا شويه لغاية مالأمور تتم والانتخابات تخلص علي خير وساعتها أنا بنفسي هاجي لغاية باب بيتكم
وأطلب أيد البنت من أبوها واجوزها لشادي كمان.
طيب وأيه اللي يضمنلي أنك هتعمل كده فعلا بعد مالانتخابات تخلص
كلمتي هي الضمان الوحيد انا واحد كلمتي سيف يابني وهعذرك عشان متعرفنيش لكن الأيام هتثبتلك كلامي.
اتنهدت بقلة حيله وانا مش عارف أعمل أيه والظاهر أن مقداميش حل غير أني اصبر وأستني زي ماقالي.
وقفت عشان أمشي لكني قبل ماأمشي بصيتله وبنبرة ټهديد قولتله
تمام هصبر بس لو الموضوع دا ماتمش أنا هفضحك فكل مكان وهشهر بيك وبأبنك وهقول وهحكي كل حاجه. ولعلمك العيار حتي لو مصابش بيدوش.
قولت كلامي وانا باصصله بتحدي ولقيته إبتسم وهز دماغه بموافقه وبعدها قالي
ووقتها هيبقي كل الحق معاك فاللي هتعمله .
خرجت من مكتبه وانا حاسس إن مرواحي ليه زي قلته
وانه لا قدم ولا أخر لكني برضوا مفيش فأيدي أي حاجه أعملها.
ورجعت تاني المستشفي عشان اطمن علي عمي ومن ساعة ماخرجت من
المستشفي لغاية مارجعت وكريمه مبطلتش رن لا علي تليفون ود ولا علي تليفون عمي ولا عليا انا كمان.
لكني مردتش عليها من أي تليفون وعملت كل التليفونات صامته وسبتها تتحرق من القلق مش بس كده دنا أتمنيت أنها تتحرق بڼار حقيقيه زي ماانا اتحرق قلبي على ود وكانت هي السبب في كل اللي جرالها.
وصلت المستشفى ولقيت ود عامله مناحه علي باباها وأمي بتسكت فيها. وبمجرد ماشافتني بصتلي وقالتلي بعتب
ليه ياحسام تجيب بابا للشقه وتخليه يشوفني في الموقف دا! طيب اهو مستحملش ووقع من غير مايفهم
ولا يعرف أن شادي جوزي وإني مكنتش بعمل حاجه حرام بابا لو جرتله حاجه هتكون إنت السبب ياحسام ومش هسامحك ابدا .
رديت عليها وانا مصډوم من القدره اللي عندها أنها تلفق الإتهامات وتقلب الحقايق بالشكل دا!
لكن أي صدمه بقيت بتصدمها فيها وأي حاجه غريبه هسمعها ولا أشوفها منها بعد كده خلاص مش هستغربها بعد اللي شوفته بعنيا واتأكدت بعده إن ود ممكن تطلع منها أى حاجه.
بصيتلها ومتكلمتش سبتها تقول اللي تقوله اصلها خلاص مبقتش فارقه معايا لاهي ولا كلامها.
علي بالليل اطمنا على عمي وإن حالته استقرت وطلبت من أمي أنها تاخد ود وتروح بيها علي بيتنا عشان كريمه تفضل متعذبه أطول وقت ممكن.
أما أنا ففضلت قاعد فالمستشفي مع عمي وفي الأثناء دي مسكت تليفون ود وحاولت أفتحه عشان آخد رقم اللي إسمه شادي وأكلمه يمكن يطلع غير أبوه وينفع معاه إني أهدده أو أخوفه وبعد كذا محاوله قدرت أفتحه بتاريخ ميلادها.
وجبت الأرقام وفضلت أدور فيها... ومتعبتش وانا بدور عشان لقيته محتل سجل المكالمات وكانت مسجلاه نبض ود!
رنيت عليه وتوقعت إنه هيرد بلهفه عشان يعرف أيه اللي حصل معاها لكن اللي حصل عكس كده!
لقيته بيرد بمنتهي البرود وبيقول
هلا ود كنت لسه هتصل بيكي أيه يادودو عمل فيكي أيه إبن عمك الھمجي هو وأبوكي أوعي يكونوا دايقوكي والله ازعل بجد.
انا عرفتهم بعد مانزلت من الشقه ودورت في صور عيلتك اللي كنتي باعتهالي وعرفتهم من الصور.
بصراحه في اللحظه دي جاهدت عشان متنزلش عليا جلطه وفضلت أهدي فنفسي وأقول إهدي ياحسام مادا المتوقع
ورديت عليه بعد ماخلص كلامه
لا إزعل ياحبيبي إزعل عشان ابوها وإبن عمها الھمجي كسروا عضمها وهي دلوقتي في المستشفي ولو عايز تشوفها تعالا لكن مااعتقدش إنك هتعملها لأن واضح إنك أجبن من كده.
لقيته قفل السكه من غير حتي مايرد عليا وفاللحظه دي قارنت بين رد فعله ورد فعلي أنا لما ود بتحصلها اقل حاجه أو لما بكون خاېف عليها من حاجه وشفت أن فرق السما من الأرض مابيني وبينه
لكن يلا مش إشكال نصيبها وأخدته ومش هقول غلطتها وتتحملها لأنها اصغر من إنها تتحمل نتيجة غلطه بالحجم دا وكمان مش هي بس اللي هتتحمل النتايج بتاعتها كلنا هنتحمل معاها
وڠصب عننا.
الصبح اطمنت علي عمي من الدكاتره وروحت بعد ماقضيت ليله عصيبه اصارع فيها إحساسي بالخذلان والكسره والقهر
رجعت علي البيت عشان اخدلي حمام وأغير هدومي وأبقي أرجع للمستشفي مره تانيه وكمان عشان ود وراها إمتحان اوصلها ليه ونزلت أخدت عربية عمي وروحت.
وصلت البيت ومن علي السلم سمعت صوت كريمه مزلزل العماره كلها وهي بتتخانق وتزعق.
فتحت الباب ودخلت ولقيتها واخده ود فحضنها وود مڼهاره من العياط وكريمه مفيش علي لسانها غير
عملتوا فبنتي أيه انتي وإبنك ووديتوا فين قاسم
رديت عليها بكل قهر وانا رايح ناحيتها بكل كرهي ليها
ود محدش بيعمل فيها حاجه غيرك وحتي عمي اللي جراله كله من تحت راسك انتي ياريت تكوني إرتحتي دلوقتي لما ډمرتي البنت وابوها وقضيتي علي الراجل اللي فتحلك بيته وآمنك عليه وعلى بنته يارب يكون ضميرك مرتاح بعد ماخنتي الآمانه وضيعتيها وحققتي كل اللي عشتي طول عمرك تسعيله
أنك تكوني أنتي وبس وتعلي علي الكل حتي لو هتحطي تحت رجليكي رقابهم وتتعلي عليها
مبروك ياكريمه عليكي جايزة اقذر بني آدمه علي وش الأرض.
ودلوقتي قومي أخرجي من هنا عشان ماارميكيش بره البيت وخلي بالك دي آخر مره تعلي فيها صوتك علي أمي هنا بيتها هي ومملكتها هي وبس مملكتك هناك واللي بتتحكمي فيهم وحده فحضنك
والتاني مرمي في المستشفي.
وملكيش سلطه علي أي حد غيرهم ولا فأي مكان غير هناك.
خلصت كلامي ورحت على الباب اللي كان مفتوح شويه وفتحته علي آخره وانا بشاورلها على بره بأيدي
لقيتها حضنت ود جامد وود تبتت فيها والأتنين باصينلي بتحدي بمعني إن أحنا مش هنفترق عن بعض.
رديت عالاتنين بتهكم وقولتلهم
اصلا متقلقوش مش هحاول إني افرقكم ولا هقولك ابعدي عن ود أو ود تبعد عنك جايز قبل كده أو فظروف تانيه كنت قولتها.
لكن دلوقتي ود متلزمنيش عشان اللي كنت هخاف عليه خلاص مبقاش موجود اطمني هوديها الامتحان وأرجعهالك علي بيتك ولحضنك مره تانيه.
خلصت كلامي وبصيتلها پغضب عشان تمشى لأني حرفيا مكنتش طايق اشوفها قدامي.
لقيتها بعدت ود من حضنها وبصيتلها وسألتها بقلق
ود ايه اللي حصل وخلي حسام يقول كده انطقي
ردت عليها أمي بنبره كلها تشفي والتشفي كان فكريمه مش فود خالص وقالتلها
اللي حصل أن بنت الخمسطاشر سنه متجوزه عرفي من ورا ابوها ياكريمه ومن شهور افرحي ياكريمه بتربيتك أفرحي بإنجازك العظيم.
بصراحه كنت شاكك أن كريمه ممكن تكون عارفه بموضوع ود علي إعتبار إن ود مش بتخبي عليها أي حاجه
لكن رد فعل كريمه اللي شفته أثبتلي غير كده!
لأنها بمجرد ماامي أنهت كلامها زقت ود بعيد عنها وبصتلها پصدمه وقالتلها
أيه اللي بتقوله سعاد دا ياود الكلام دا حقيقي
ولأول مره من ساعة ماإكتشفنا الموضوع أشوف ود خاېفه وساكته ومنكسه عنيها للأرض ومش قادره ترفعهم
كريمه عادت عليها السؤال مره تانيه بنفس الصدمه وعدم الاستيعاب وبنبرة. صوت قويه وبتصميم أنها هتعرف.
والمرادي نجحترفأنها تخلي ود ترفع وشها وترد عليها بإنكسار
أيوه ياماما حق... وقبل ماتكمل كلنا اتفاجئنا بكريمه بترفع أيدها علي ود لأول مره وتنزل علي وشها بقلم من شدته ود رجعت لورا!
وراحت عليها بعيون بتقدح ڼار ومسكتها من هدومها وسألتها بكل قهر
ليه وأمتا وازاي ومين هو وأنا كنت فين من كل دا!
أنتي عملتي أيه فيا ياود عملتي ايه
وسابتها وبعدت عنها وهي بټضرب كف بكف وتقول
ضيعتي نفسك وضيعتيني معاكي اعمل أيه دلوقتي وهقوله أيه هقوله أيه ضيعتيني ياود وضيعتي كل حاجه ببنيها من سنين فغمضة عين.
مفهمتش كلامها وقتها أو كانت تقصد أيه ومين هو دا اللي هتقوله أيه واحنا كلنا عارفين حتى أبوها عارف!
لكني مأهتمتش ولا دورت علي تفسير ولغاية دلوقتي مش لاقي لكلامها دا أي تفسير غير إنه كان هذيان من
شدة الصدمه.
ونزلت من الشقه بعدها زي المضړوبه علي دماغها وود قعدت في الأرض وأنهارت أنهيار تام.
وحتي يومها رفضت تروح الإمتحان وبصراحه أنا عشان حالتها شفت أنها متروحش أفضل.
رميتلها التليفون بتاعها وسبتها ودخلت اخدت شاور ونزلت من الشقه خالص لأني بصراحه مكنتش طايق أقعد معاها فمكان واحد ومش عارف ليه بقيت اشوفها غريبه عني! بعد ماكنت بعتبرها حته مني.
فضلت ألف في الشوارع شويه وأنا حاسس زي التايه الغريب اللي أخدوا بيته منه
ومش لاقي مكان يروحه لغاية مافي الآخر رجعت المستشفي لعمي.
أطمنت من الدكاتره إن حالته لسه مستقره وفضلت قاعد جنبه وبدعي ربنا أنه يفوق ويخف بسرعه عشان هو اللي هيعرف يتصرف في الموضوع دا اصلي إكتشفت أن الحكايه أكبر مني!
وفضلت في المستشفي ليل نهار مش طايق أرجع البيت ولا طايق اروح مكان أو اكلم حد هي بس أمي تيجي تجيبلي الاكل وتطمن علي عمي وترجع وطبعا بلغتني إن ود رجعت كريمه أخدتها فنفس اليوم.
واليوم اللي كانت تيجي فيه ود هي وكريمه يطمنوا علي عمي كنت اسيبلهم المستشفي كلها واخرج ومش هكون ببالغ ابدا وانا بقول أني حرفيا مكنتش طايقهم هما الأتنين دي حتي كريمه بعد اللي عملته مع ود وقولت ان ضميرها صحي وخلاص هتاعقبها زي الأم ماالمفروض تعاقب بنتها فموقف زي دا
اكتشفت إن الشو اللي عملته قدامنا كان هو كل العقاپ.
وخرج عمي في اليوم الرابع من العنايه المركزه واتنقل لأوضه عاديه وكان الكل واقف أنا وأمي وكريمه وود
وبمجرد ماعينه جات علي ود شاور عليها وبصلي وبضعف قالي طلعها بره ياحسام مش عايز اشوفها وبص لكريمه وكمل وأنتي كمان معاها.
ود جريت عليه وهي پتبكي وميلت عليه عشان تبوسه لكنه ودي وشه منها الناحيه التانيه وزعق بضعف حسام اعمل اللي قولتلك عليه.
وانا عشان حالته وعشان ميتعبش اكتر شديت ود من أيدها وطلعتها بره الأوضه ومن بعدها طلعت كريمه اللي منطقتش بكلمه وحده.
وقفلت باب الأوضه ورجعت قعدت جنبه لقيته بصلي بنظره كلها ندم وقالي
طلع كان عندك حق فكل حاجه عملتها ياحسام وكان عندك حق فخۏفك علي ود وانا طلعت أكبر غلطان عشان صدقت إن إنت اللي ممكن ټأذي بنت عمك وبعدتك عنها
وطلعت انك إنت اللي كنت طول الوقت بتحميها وتحافظ عليها.
وبسبب بعدك عنها بنتي ضاعت.
انا آسف يابني سامحني.
وبص لأمي بعيون ماليها الندم وطلب منها السماح هي كمان وإحنا الأتنين في اللحظه دي حسينا إنه مش محتاج يطلب أي سماح مننا
وأننا سامحناه من غير مايطلبها وحسينا بغلاوته وقيمته عندنا بمجرد ماكنا علي وشك أننا نخسره.
عدى يوم واتنين وعمي بقاله ٣ ايام خارج من العنايه المركزه
مسمحش لود تزوره فيهم ولا مره وكان كل يوم يأكد عليا أني مأخليهاش تجيله. وفي اليوم الرابع أتحسن واتكتبله علي خروج.
وطلب أنه يروح معانا شقتنا لكن أمي رفضت وقالتله بحزم لأ هنروح علي شقتك وهنقعد معاهم.
وود هتفضل قدام عنينا ونحاول نشوف حل مع بعض للمصېبه اللي هي فيها دي وهنصحح مع بعض كل الأوضاع الغلط ياقاسم.
وهو وافقها ورجعنا كلنا علي شقة عمي وعرفت يومها أن عندي أم أصيله وأتمنيت أني لو هتجوز ربنا يرزقني بوحده زيها كده فأخلاقها
وأصلها الطيب.
وبمجرد مادخلنا الشقه وشافتنا كريمه داخلين إحنا التلاته
أنا مسند عمى من ناحيه وأمي من الناحيه التانيه وشها اتقلب
لكنها مقدرتش تتكلم وود اللي كانت قاعده علي الكنبه وقفت وفضلت باصه لأبوها بتردد عايزه تيجي عليه وخاېفه من رد فعله
وهوحسم التردد بتاعها دا بأنه بص بعيد عنها وأكدلها أنه لسه مش متقبلها وخلاها لزمت مكانها متحركتش.
ودخلناه أوضته ونيمناه وأمي راحت علي المطبخ عشان تعمله حاجه ياكلها وطلبت مني أني ارجع شقتنا اجيبلنا كام غيار وشوية حاجات ضروريه هنحتاجها.
وخرجت وجبت حاجتنا ورجعتها لشقة عمي تاني تحت عيون كريمه وأنفاسها اللي كانت عاليه من شدة الڠضب كأنها تنين بينفث ڼار.
ورجعنا عشنا تاني مع بعض ولكن فيه حاجات كتير أتغيرت دلوقتي عن الوضع القديم..
أولها أن أمي هي اللي بقت تمسك مرتب عمي كله وتصرف هي عالبيت
وأكتشفت أن المرتب كبير لدرجة انها كانت بتجيب كل طلبات البيت ومش بتصرف نصه!
وكمان بقت هي اللي تطبخ الأكل كله وبقت تهتم بأكل عمي وعلاجه وصحته لغاية ماإتحسن. وكل دا وكريمه وود واخدين جنب ومنبوذين من الكل.
إبتدا عمي يقدر يتحرك لوحده في الشقه لكن بعكاز.
أو وهو متسند علي أمي أمي اللي كنت حاسس أنها بقت طايره من السعادة لما عمي رجع معاها تاني زي الأول وزال كل الزعل اللي بينهم ورجع اندماجهم مع بعض من تاني.
لكن المعروف طبعا إن السعادة مش بتدوم كتير دا قانون السعادة اللي عامله زي نسمة الهوا مبتفضلش فمكان واحد وبتلف علي كل أنسان وتخليه يحس بيها لجزء من الثانيه بس.
في الفتره دي بقيت أنا العدوا اللدود الأكبر لود والسبب الرئيسي فبعد باباها عنها وعقابه ليها بالتجاهل ونظرات الإحتقار اللي بقي دايما يبصلها بيها.
وأبدا مكانتش تحمل نفسها جزء من الذنب!
وكل ماأجي التمسلها عذر واقول عيله وصغيره الاقي كلامها وتصرفاتها وحتي عدائها ليا مش عداء وحده فسنها ابدا وارجع أمحي من جوايا أي ذرة شفقه أتكونت ناحيتها جوايا.
في الوقت دا أنا وحتي عمي كنا مستنيين أي خبر من هادي وإبنه وخصوصا إن الإنتخابات خلصت من أسبوع ودول ولا حس ولا خبر ولا حتي الولد كان بيتصل بود وكل ماتحاول تتصل بيه مكانش بيرد عليها وكل دا أنا ملاحظه كويس لكني مكنتش باتكلم ولا بعقب.
وفيوم قررنا أنا وعمي أننا نروح لهادي بيه الشركه بتاعته ونتكلم معاه فالموضوع.
وفعلا تاني أخدنا بعضنا ورحناله الشركه وطلبنا أننا نقابله ولما عرف أننا أحنا قال للسكرتيره تقولنا انه مش فاضي وعنده إجتماع وهيطول لكننا قولنالها هنستناه حتي لو قعد في الإجتماع بتاعه لبكره.
وفضلنا مستنيين ساعه واتنين وتلاته لغاية ماتعبنا من القعاد وفي الآخر لما لقانا لسه قاعدين ومصممين نقابله دخلنا.
وأول مادخلنا إستقبلنا إستقبال بارد جدا لدرجة إنه مرفعش وشه حتي من الأوراق اللي قدامه عشان يبصلنا!
وبعد دقايق واحنا واقفين قدامه وهو مش معبرنا نطق أخيرا من غير مايبصلنا
اقعدوا واقفين ليه!
قعدنا وإحنا حاسين بإهانه شديده وخصوصا عمي اللي وشه اتحقن بالغيظ وبمجرد ماعمي حاول يفتح معاه الكلام ويادوب نطق إسمه ولسه هيكمل شاورله هادي بإنه يسكت ومسك تليفونه وداس علي رقم وحطه علي ودنه وثواني وقال
ايوه ياشادي هات الورقه وتعالالي عالمكتب بسرعه إنت فين.. طيب كويس دانت قريب اهو يلا طيب عشان انا مش فاضي.
وقفل مع شادي وبصلنا وبنبره حازمه قالنا
شادي جاي في الطريق وكل حاجه هتتحل ياريت تصبروا ومتعملوش صوت لحد مايوصل علي بال ما اخلص الأوراق اللي قدامي
دي.
قالها ورجع بص للاوراق وسابنا إحنا الأتنين بنبص لبعض وكان نفسي في اللحظه دي امسكه من زمارة رقابته وعمي فهم شعوري من طريقة بصتي لهادي
واتكالي علي عنيه بمعني إني أصبر وعشان يهديني حط أيده علي رجلي وطبطب عليها بشويش
وأنا زفرت وسكت وفضلنا مستنيين حوالي نص ساعه كمان علي دا الحال لغاية ماشرف البيه.
دخل شادي من المكتب وبمجرد دخوله راح علي ابوه وطلع ورقه من جيبه واداهاله وكل دا من غير مايتكلم معانا نص كلمه!
وبصينا لهادي بيه لقيناه فتح الدرج وطلع منه دفتر شيكات وفتحه وبص لشادي وقاله
أرمي اليمين ياشادي
وشادي بص لعمي وقاله بنتك ود طالق طالق طالق
انا وعمي بصينا لبعض پصدمه ورجعنا بصينا لهادي اللي رفع قدامنا ورقتين الجواز العرفي وقطعهم نصين وهو بيقولنا وادي الورقتين العرفي آهه .
عمي في اللحظه دي وقف علي حيله وھجم علي هادي مسكه من هدومه وأنا مسكت شادي اللي كان بيحاول يحوش عمي من أبوه بنفس المسكه وبعدت بيه عنهم
وفضلت أضرب فيه بكل قوتي وغيظي منه
وغيظي من ود وكسرت قلبي وكسرة عمي
وأبوه طول الوقت يزعق فيا ويقولي
سيبه ياحيوان ياهمجي وانا سمعت كلمة همجي دي وزاد ضړبي ليه لأن الكلمه دي بكرهه بقدر كرهي لشادي ولكريمه بالظبط.
وفضل هادي يعافر فايد عمي لغاية ماقدر يفلت منه وخصوصا أنه لسه قايم من عيا وصحته علي قدها.
وبمجرد مافلت رن الجرس وفثواني دخلت علينا السكرتيره وهو بمجرد ماشافها زعق فيها أطلبي الأمن بسرعه.
وهي سمعت الكلمه وجريت علي بره.
وهما يادوب دقيقتين ولقينا جيش جرار من الأمن داخل علينا.
خلصوا شادي من أيدي ومسكوني ومسكوا عمي وكتفونا بأديهم عن الحركه.
هادي عدل هدومه وراح للمكتب ومسك دفتر الشيكات وكتب شيك وجه علينا وحطه فجيب البدله بتاعة عمي وقاله
المبلغ دا كفيل بإنه يسد بوقك ويخليك تنسي كل اللي حصل وياتاخده وتمشي بكل ذوق وأدب يأما هتمشي من غيره وتخرج من الشركه بطريقه غايه فقلة الذوق وقلة الأدب.
الحلين فأيدك وأختار الطريقه اللي تناسبك من الطريقتين.
بصيت لعمي لقيته اتحول لبركان واڼفجر فيه وابتدا يشتمه بأقذر الألفاظ ويشتم فأبنه ويحلفله بأنه هيفضحه ڤضيحة عمره وإن حق بنته هيعرف يرجعه كويس.
وكان رد هادي علي كلام عمي إنه إتقدم منه ومد إيده فجيبه أخد الشيك وهو بيقوله
خلاص يبقي إنت اللي أخترت وبص للرجاله وأمرهم بحزم ارموهم بره الشركه .
وراح قعد علي مكتبه واحنا الرجاله جرونا وطول منا بتسحب لبره عيني منزلتش من عين شادي وأنا بتوعدله من غير كلام وهو فهم وحسيت أنه اترجف من الخۏف.
أما عمي فكان يتوعد بعلوا صوته لهادي.
ونزلنا من الشركه وركبنا العربيه وفضلنا فيها شويه وإحنا مش مستوعبين اللي حصل!
وفضلنا عالحال دا دقايق قبل ماأبتدى اسوق عشان نرجع للبيت بخيبة الأمل الكبيره والعاړ اللي شيلهولنا هادي وإبنه وقبل منهم ود.. وطبعا كريمه
وفضلنا نفكر بصوت عالي مع بعض ياتري هنعمل أيه في المصېبه دي وقبل مانوصل لأي حل قطع تفكيرنا إحنا الأتنين
عربية نقل تقيل طلعت فوشنا منعرفش إمتا ومنين وكانت جايه علينا بسرعه رهيبه وخبطت فعربيتنا خلتنا اتقلبنا في الحال.
وبعد مده معرفش قد أيه لقيتني بفتح عيني عشان الاقيني أنا وعمي جوا العربيه ومقلوبه بينا
وناس بتحاول تخرجنا منها ووضعنا إحنا الأتنين كان صعب جدا وعمي كان واضح عليه إنه پيتألم جامد أو بېموت بمعني أصح
وبصلي وبصوت ضعيف همسلي خلي بالك من ود ياحسام ماتسيبهاش دي بنت عمك. ولحمك ودمك وعاړك.
قالها وغمض عنيه غمضهم للأبد وطبعا مكنتش الحكايه محتاجه ذكاء عشان أعرف مين اللي ورا الحاډثه ومين المستفيد من موتنا.
وبعد معافره من الناس طلعونا أنا وعمي أنا بكسور في كل جسمي أديا ورجليا وعمي مېت ومفارق الحياة.
أنثي بمذاق القهوة١٣
وصل حسام الي حاډث مۏت عمه.. ولم يستطع التماسك عند هذه النقطه فتجمعت العبرات في مقلتيه وتسابقت علي وجنتيه لتصل الي لحيته التى سرعان ماإبتلت إثر الدموع.
وبينما هو كذلك تفاجأ بعبدالله يهجم عليه ويقبل رأسه في حنو بالغ وهو يهتف له من بين دموعه هو الآخر
معلش معلش متبكيش خلاص ربنا يرحمه ويغفرله خلاص هو ماټ من زمان يابني وشبع مۏت هتعيد الحزن من تاني!
فأردف حسام معقبا علي كلامه
عمري ماقدرت اتخطي لحظة مۏته أبدا ياأستاذ عبد الله وخصوصا أنه ماټ مقهور أصل مش دي المۏته اللي كان يستحقها عمي ابدا.
قالها وبدأ يمسح عباراته ثم نظر الي الطبيب حمزه الذي حدثه قائلا
الله يرحمه ويغفرله دا ماټ شهيد ياحسام ميتزعلش عليه .
فأطرق حسام راسه أرضا بعد أن أومأ لحمزه بتفهم فهو يعلم أن لا أحد سيقدر مدي حزنه علي عمه.. ويدرك أنه باق في قلبة بنفس مقداره مهما مرت السنين.
فرك حسام رأسه ووجهه وحاول التماسك قليلا حتي يستطيع تخطي هذة الذكرى المؤلمھ فأردف بعد أن استعاد رباطة جأشه قليلا
وماټ عمي واندفن وانا رحت علي المستشفي وحتي موقفتش علي غسله.
وطول الوقت حاسس إن ود هي اللي قټلته حتي الكلمه دي أنا قولتهالها فوشها أول ماجات تزورني بعد مۏت عمي بأسبوعين..
لقيتني بدون وعي پصرخ فيها وبقولها
أنتي أيه اللي جابك هنا أمشي أخرجي بره غوري من قدام وشي يامجرمه ياقتاله أنتي اللي قټلتي أبوكي بعملتك السوده أنتي المسئوله عن مۏته والمفروض تتحاسبي وأنا قسما بالله لو قادر أتحرك كنت بعتك وراه.
ردت عليا بعدم استيعاب
أنت بتقول أيه أزاي انا اللي قټلت بابا
لما البيه اللي سيادتك اتجوزتيه عرفي هو وابوه يطردونا بعد ماطلقك ورمي لأبوكي حبة فلوس زي مايكون كلب بيرميله عضمه عشان يسكت صوته.. ولما يرفض عضمته وېهدد أنه هيفضحه يبعتله ناس وراه عشان تموته يبقي مين السبب فمۏته قوليلي
ود بعد ماسمعت الكلام دا سكتت خالص ومتكلمتش ومن سكات مشيت وبعد كده مرجعتش تاني المستشفى أبدا.
وبعد شهر قضيته في المستشفي لغاية مااغلب الإصابات اللي فيا اتحسنت رجعت البيت رجعت علي كل حاجه مختلفه البيت والوشوش وحتي القلوب.
ود بقت معتكفه فأوضتها أغلب الوقت مش بتخرج منها غير للحمام بس وترجع كنت بسمع صوت بكاها احيانا بالليل أبقي نفسي أروح اطبطب عليها وأخدها فحضني.. ماهو أصل دي مهما كان ود.
لكن الأحساس دا مكنش بيدوم أكتر من لحظات لأني بمجرد ما كنت ابص لصورة عمي المتعلقه في الصاله وأحسه بيبصلي بنفس نظرة الإنكسار اللي شفتها فعنيه قبل مايموت فورا احساس الشفقه يتبدل لإحساس بالكره واحس أني عايز أخلص علي ود وقبل منها أخلص علي كريمه راس الأفعي .
لكن كريمه كان كفايه عليها إللي عملته أمي فيها أخدت معاش عمي كله ومبقتش تمسكها أي فلوس.. وكمان الأكل اللي تعمله أمي ڠصب عنها تاكل منه وملهاش حق
تتصرف فأي حاجه في البيت ولا حتي تنقل غرض من مكانه من غير إذن أمي.
عملت معاها بالظبط زي ماهي سبق وعملت فيها ردتلها القهر اللي قهرتهولها.
وغير دا.. ود أمي بقت رقيبه علي كل تصرفاتها مراقبه تليفونها طول الوقت وأي مكالمه تجيلها من صاحباتها لازم تكون علي السماعه الخارجيه وهي تسمعها.
ومكنتش تسمحلها أبدا تدخل بالتليفون الحمام كل ماكانت تحاول تعمل كده. ودا خلي ود وكريمه وصلوا لحافة الجنون.
أصلها صعبه علي أي حد أن حياته تتحول من قمة الحريه لقمة القمع ومن قمة الدلع لقمة الجد والمسائله.
شهر تاني عدى علينا وإحنا مع بعض كل واحد فحاله أنا وأمي مع بعض وكريمه وود مع بعض كنت طول الوقت حاسس أن سكوت كريمه وخضوعها دا مش طبيعي لأنه عكس شخصيتها الأبيه المتمرده ود اللي كان مخوفني ومخليني مش قادر اصدق أنها رضيت بالوضع واستسلمت لسلطة أمي المطلقه عليها وعلى ود.
لكن حتي لو كانت بتخطط لأي حاجه فأللي حصل بعد كده دحض كل مخططاتها.
ودا حصل في اليوم اللي صحينا فيه علي صوت ترجيع وعد في الحمام!
خرجنا أنا وامي من أوضنا وفضلنا قدام باب الحمام مستنيينها تخرج ونشوف فيها أيه بعد ماخبطنا وسألناها من ورا الباب مالها ومجاوبتش
ولا ردت علينا.. لا هي ولا كريمه اللي كانت أكيد معاها جوا لأن باب أوضتها كان مفتوح. ومجاتش علي صوت ترجيع ود زينا.
دقايق وإتفتح باب الحمام وخرجت ود مسنداها كريمه والاتنين وشهم اصفر زي اللمونه طيب ود عشان تعبانه إنما كريمه حالتها تبقي كده ليه! معقوله خوف علي ود مثلا!
دا السؤال اللي سألته لنفسي واللي جاوبت عليه أمي بعد كده وفهمت منه سبب حالة كريمه وبقت حالتي أنا كمان متقلش عنهم وانا سامع أمي بتقول لكريمه
حامل ياكريمه مش كده
لقيت كريمه نكست وشها للارض ومردتش وأمي خبطت علي صدرها پصدمة. وهي بتقول
ياوقعه سوده ومنيله بنيله يامصيبتي يامصيبتي .
حسيت وقتها إن الدنيا لفت بيا وأني خلاص هقع حامل ازاي وازاي تحمل في السن دا!
واللي فبطنها دا مصيره أيه والولد اللي كان متجوزها طلقها وقطع الورقه العرفي اللي بينهم.. واكيد هيرفض الإعتراف باللي فبطنها كمان.
لقيتني بدون وعي هجمت عليها وأبتديت أضرب فيها بكل قوتي أضرب فيها ضړب بحجم الحيره اللي حطت عقلي فيها بحجم الخۏف اللي خلتني أحس بيه عليها بحجم قهري علي مۏت عمي وبحجم كسرة قلبي بسبب عملتها.
وأمي وكريمه الأتنين بيحاولوا يخلصوها مني لكن انا كنت عامل زي أسد ومسك فريسته اللي عذبته عشان يمسكها وكان جعان بقاله أسابيع وكنت حاسس أن اللي هيقرب مني هاكله معاها دانا حتي مش متأكد إذا كانت أمي وكريمه طالهم من الضړب نصيب ولا لأ أصلي كنت بضړب بدون إدراك كأن جسمي أتملكت منه قوي شريره.
مسبتهاش ولا بعدت عنها غير وأمي بتركع تحت رجليا وتمسكهم بأديها الأتنين وتحلفني بكل عزيز وغالي أني أبطل ضړب فيها وابعد عنها وخصوصا أنها كانت واقعه علي الأرض زي الچثه.
بعدت عنها وأنا بنهج ومش قادر اتلم علي أعصابي وأنتبهت للي عملته فيها علي صړخة كريمه وهي شايفه الدم مغرق ود. وحتى أمي اللي بصتلي بعتب وخوف ولقيتها بتقولي أيه اللي أنت عملته دا ياحسام يابني! ليه كده بس ياحبيبي ضيعت نفسك.
مهمنيش وقتها ضيعت نفسي ولا مضيعتهاش كل اللي همني أني شفيت غليلي منها وحتي العيل اللي سقطته دا مۏته كان هو الحل الوحيد للمصېبه اللي إحنا فيها حتي لو ود ماټت معاه هي كمان.
ونقلناها للمستشفي وعملها عملية تفريغ لأن الهانم كانت حامل في الشهر التالت وأنا قولت إني جوزها ومضيت علي الإقرار وطبعا عشان جسمها محدش خالص شك فأنها قاصر أو حد توقع إن سنها ميعديش ال٢٠.
وعدت منها بالسلامه لكن العجيب أن كريمه كان موقفها غريب جدا ناحية كل اللي بيحصل دا!
كنت حاسسها فرحانه مش عارف ليه حتي لو كانت بتمثل الحزن لكن الفرحه بتبان في العيون وعنيها ونظراتها مكنتش نظرة وحده زعلانه ابدا.
وزادت فرحتها بعد مادخلت للدكتور وخرجت من عنده وشكلها بيقول أنها عملت انتصار!
ورجعنا بود للبيت وهي حالتها صعبه جدا ودخلوها فأوضتها ومن بعدها فضلت تتناوب أمي وكريمه علي مراعاتها وأمي كل ماتدخلها وتخرج من عندها تفضل تعاتب فيا وټشتم وتقولي
هي دي الأمانه اللي أمنهالك عمك ياحسام فيه حد يعمل فأمانته كده!
وكل شويه عالحال دا لدرجة اني أتخنقت من البيت ومن كلامها ومن صوت ود وأهاتها وصوت ألمها المستمر ورحت علي الشقه القديمه بتاعتنا أنا وهي وقعدت فيها لغاية مالوضع دا ينتهي.
وأنا قاعد لوحدي فكرت فأن مش ود بس اللي لازم تتعاقب لا دا هادي وأبنه كمان لازم يتعاقبوا يتعاقبوا علي كل حاجه مۏت عمي واللي عملوه فود واللي عملوه فيا أنا كمان.
فضلت أفكر في الطريقه اللي انتقم بيها منهم وقررت أني أنتقم من شادي فالأول ودا مش هيشفي غليلي فيه.. غير ان عضمه يتكسر زي ماعضمي أتكسر وبعد كده اموتله أبوه وسنده زي ما أبوه قتل عمي.
وأبتديت اول جزء من خطتي وأجرت كام بلطجي وخليتهم قطروا شادي ومسكوه عملوا معاه الصح.
ومش بس كده دانا بعتله ټهديد كمان علي رقمه من رقم جديد.. باني مش هسيبه فحاله وهحول حياته چحيم.
ودي كانت غلطتي الكبيره اللي دفعت تمنها بعدين.
وبعد الحكايه دي بكام يوم اتصلت عليا أمي وقالتلي أن ود تعبت جامد وأخدتها هي وكريمه للدكتور وانها نزلت تجيبلها علاج من الصيدليه الدكتور طلبه منهم وطلبت مني أني أروحلهم علي هناك. وفكرتني بأمانة عمي.. واني لازم أخد بالي منها زي ما وصاني.
ورحتلهم واتفاجئنا أنا وأمي بالدكتور بيقول أنه هيدخل ود عمليه بسبب أن الزايده عندها أنفجرت ومحتاجه عمليه حالا.
ومضيت أنا علي العمليه ودخلت ود عملتها وخرجت منها وقعدت في العيادة باقي اليوم وباتت ومعاها كريمه وامي وأنا روحت البيت ورجعت تاني يوم بالليل للعياده أخدتهم للبيت بعد ماكلمتني أمي في التليفون وقالتلي أن الدكتور كتب لود علي خروج.
ورجعت ود للبيت وبدأت في مرحله تانيه من العلاج.
ومن يومها وابتديت أشوف ود منكسره ودايما بتحاول أنها تقرب مني أو تتكلم معايا وأنا مش هنكر أن ساعات اشتياقي ليها كان بيخليني أرد عليها مره لكني كنت بتجاهلها قصادها ألف مره.
وعدت الأيام وابتدت ود تتحسن وامتحنت الملاحق اللي طلعت بيهم ونجحت وخلاص هتتنقل للثانوي.. لأخطر مرحله فحياة البنت أو الولد وفضلت طول الوقت أقول لنفسي
إن كانت مرحلة الإعداديه اللي المفروض ود فيها طفله وعملت كده أومال الثانويه هتعمل فيها أيه
لكني شوفت أنها أتغيرت تغيير واضح وبقت أهدا وأرسي وبطلت مكالمات التليفون اللي كانت تتكلمها عمال علي بطال وبطلت الخروجات اللي كانت بتخرجها ودايما
بقت قاعده في البيت.
ومع ذلك.. كل دا مغيرش نظرتي ليها جايز يكون طمني من ناحيتها شويه بس.. لكن مش أكتر من كده.
في الفتره دي بقي حصلنا اللي لا كان عالبال ولا عالخاطر معاش عمي أتوقف وبقينا نصرف في الفلوس اللي أمي كانت عايناها للزمن وفضلنا نجري علي المعاش عشان نرجعه وفكل مره نكمل كل الاجرءآت ونجيب كل الأوراق المطلوبه.. يتعطل الموضوع علي سبب بسيط!
الفلوس اللي مع أمي أبتدت تخلص لأن البيت طلباته كتيره وخصوصا إن ود كانت داخله علي ثانويه ومحتاجه دروس تبدأ من الأجازه وتستمر طول السنه وكمان هدوم جديده غير هدومها القديمه اللي مينفعش تخرج بيها من البيت بعد النهارده واللي أمي صممت أنها هي اللي تنزل تشتريهوملها بنفسها
عشان تنقيلها حاجات محترمه..ودا كان بآخر فلوس كانت معاها.
لكن الست ود معجبهاش ذوق أمي في الهدوم ورمتها عالأرض وقالت أنها مش هتلبس حاجه منهم وطلبت فلوس تشتري لنفسها ودا كان أول احتجاج أو إعتراض منها علي حاجه من يوم العمله أياها وأول مره صوتها يعلى!
ولما وقفت قصادها وأمرتها توطي صوتها وقولتلها مفيش غير الهدوم دى اللي هتتلبس.. ومفيش حاجه غيرها هتتجاب. لقيتها ابتدت تصرخ وتقول
أنا عايزه فلوسي أما مبشحتش منكم عشان تقولولي فيه ومفيش..
دي فلوسي ومعاشي من بابا وأنا عايزه الفلوس اللي بقالكم ٤ شهور بتاخدوها أنت وأمك ومش بتدوني منها حاجه أنا عايزه فلوسي أنا مليش دعوة
وطبعا مكنش الموقف محتاج ذكاء عشان نعرف إن دا مش كلام ود وإن راس الأفعي بخت السم في ودانها.
ساعتها أمي فهمتها أنها كانت عاينه الفلوس دي ليها فعلا لكن لما المعاش اتشال بقت تصرف منهم لغاية ماخلصوا. وقالتلها أنه بمجرد مالمعاش يرجع هترجعلها كل فلوسها.
لكن ود رفضت وصممت أنها تاخد فلوسها في الحال.
وماكان من أمي غير أنها تنزل تبيع الشبكه اللي جابهالها عمي.. وتدي تمنها لود.
ساعتها شفت كريمه واقفه فزاويه وبتبتسم بإنتصار فحلفت لأكسر فرحة. انتصارها دي بأيدي.
تاني يوم أخدت ود وخليتها تاخد الفلوس ونزلنا خليتها تنقي ب١٠٠٠٠ هدوم وبال٣ التانيين شنط وجزم.
ورجعتها البيت من غير ولا قرش من الفلوس اللي أخدتها..
كل اللي رجعت بيه هدوم وحاجات وبس. وكله كان لازم أنا اوافق عليه الأول عشان أرضي أنها تشتريه.
ورجعنا للبيت وأول ماكريمه شافت الحاجه مع ود وشها انطعن بالڠضب وأتاكدت أنها طلعت من الليله والهليله اللي خلت ود عملتها من غير أي فايده. وساعتها بصيتلها بصة تشفي حسيتها حړقت روحها ووصلتلها من خلالها رساله.. أني خلاص بقيت صاحيلها.
وقتها دخلت كريمه أوضتها وقفلت عليها الباب ومخرجتش لباقي اليوم.
أما أنا فقعدت مع أمي وفضلنا نفكر مع بعض هنعمل أيه فاللي جاي
وقررت أني هنزل أدور علي شغل من بكره أصل مش هينفع البيت يفضل من غير فلوس.. هنعيش ازاي
ومن تاني يوم بدأت أنزل أدور على شغل واللي يجي منه نعيش علي قده لغاية ماربنا يحلها من عنده.. والمعاش يرجع.
نزلت أدور علي شغل وكل مالاقي شغلانه.. واشتغل فيها اسبوع ولا عشر ايام صاحب الشغل يمشيني من غير سبب!
وفيهم اللي بيديني أجرة أيام شغلي.. وفيهم اللي بياكل عليا نصهم.. واللي بياكلهم عليا كلهم.. وأنا مش عارف ولا لاقي سبب لكل دا!
بالعكس دنا أول مابنزل شغلانه بشتغل بأيدي وسناني عشان اثبت نفسي وأعجب صاحب الشغل..وبكون أحسن واحد فاللي بيشتغلوا كلهم وبعجب صاحب الشغل جدا..
لكن برضوا كان بيمشيني معرفش ليه!
وفضلنا عالحال دا.
ويوم يباعد يوم ومفيش حاجه نصرف منها.. غير القرشين اللي بجيبهم من الشغلانه اللي بشتغل فيها كام يوم وأنطرد ومن إيجار الشقه اللي أضطريت أنا وأمي نأجرها مفروش عشان تجيبلنا نوايه تسند الزير.
في الفتره دي خروجات كريمه كترت بطريقه ملحوظه وكل يوم كانت تخرج فيه.. ترجع بعد الخروجه مبسوطه وملامحها مرتاحه وتفضل طول اليوم تبتسم مع نفسها!
وكنا سايبينها علي راحتها أنا وأمي فحكاية الخروج دي..
وكمان كلامها فالتليفون بقي كتير بطريقه فظيعه وهي مكانتش تتكلم في التليفون الا نادرا قبل كده!
لغاية ماأبتديت أشك فحاجه أصل خروجتها دي بتيجي دايما بعد ماأمسك شغلانه جديده!
وبالظبط.. بعد ماأتكلم مع أمي قدامها وأقول علي الشغل الجديد ومكانه وأتفاجأ أني تاني يوم بأنطرد من الشغل!
وعشان أتأكد من شكوكي رسمت خطه وعزمت إني انفذها من بكره.
وتاني يوم نزلت عشان أدور علي شغل زي كل يوم.. ولقيت شغلانه
ونزلتها تاني يوم علي طول.. ولما أمي كانت تسألني لقيت شغل ولا لأ كنت بقولها لسه بدور .
ويوم ورا يوم وأسبوع عدا ووراه اسبوع تاني وانا باقي فشغلي ومااترفدتش زي كل مره.
وكل دا عشان كنت مفهم أمي علي كل حاجه وكنت موصي أمي أنها طول الوقت تسألني قدام كريمه.. إن كنت لقيت شغل ولا لأ وأنا اقولها لسه.. وكنت ببرر غيابي طول اليوم عن البيت بأني بقعد علي القهوة مع اصحابي أو بلف أدور علي شغل.
لغاية ما الأجازه خلاص خلصت وميعاد الدراسه جه وكده كده كنت هسيب الشغل عشان هرجع للجامعه.
لكن قبل دا مايحصل كنت جامع البديل وكنت مقرر أني هصلح عربية عمي وأقلبها تاكسي وأشتغل عليها بعد الكليه وبكده لا هيكون ليا مدير ولا حد يرفدني.
وعشان كده قررت أني أكتشف سر كريمه وأعرف بتروح فين كل مره بتعرف فيها أني أشتغلت وفهمت أمي عاللي ناوي أعمله واتفقنا أننا هنقول قدامها أني لقيت شغل وكمان هوصف عنوانه.
وفعلا عملت كده وبعد ماأتكلمنا لقينا كريمه بتقول لود
ود انا بكره رايحه للدكتور بتاعي عشان جنبي تاعبني عايزه حاجه اجيبهالك معايا وانا راجعه
ود قالتلها أنها مش عايزه حاجه وأنا وأمي بصينا لبعض بنظرة الظافر.
وتاني يوم خرجت زي مااكون رايح لشغلي..
لكني فضلت في الشارع مستني كريمه تنزل وساعتين ولقيتها نازله من العماره اتداريت لغاية ماشفتها وقفت تاكسي وركبت فيه وأنا طلعت وراها بتاكسي تاني .
وفضلت ماشي وراها لغاية ماوصلت لمكان.. ونزلت من العربيه..
واڼصدمت وانا بشوفها داخله مكان أنا عارفه كويس ولا يمكن أنساه.. شركة الهادي للمقاولات!
ومفيش ثواني وكانت واقفه قدام باب الشركه عربيه سوده ونزل منها هادي.
ودخل الشركه.. وانا خليت التاكسي أتقدم شويه ووقف قدام باب الشركه..
ومن بعيد شفت كريمه في المدخل واقفه مع هادي وأتكلمت معاه كام كلمه وبعدها حط ايده فجيبه وطلع منه فلوس واداهالها وخرجت كريمه بعدها علي طول
وانا داريت وشي منها وعرفت وقتها سر الإبتسامه والفرحه والنشوه اللي كنت بشوفها علي وشها كل مره لأني شفتها نفسها علي وشها وهي خارجه من الشركه.
ودي كانت أول مره أعرف فيها كريمه قادرة أنها تعمل أيه وكانت البدايه لحاجات افظع جايه.
أنهي جملته وأمسك بحقيبته وفتحها وأخرج منها حفنة من الأوراق. ونهض وتقدم بهم ناحية الطبيب حمزه ومدهم
له وبمجرد أن التقطهم حمزه من يد حسام حتي استدار حسام ليعود مكانه فأرتطم بعبدالله.. الذي كان خلفه مباشرة.
فجفل حسام من قرب عبدالله منه لهذا الحد!
ولكن عبدالله فسر له ذلك بأنه له الحق هو أيضا بأن يضطلع علي هذه ألاوراق ثم تفادي حسام وجلس بجانب حمزه ولبس نظارته وبدأ في قرأءة كل ورقه ينتهي حمزه من قرأئتها ويمررها له.
وأغمض حمزه عينيه فورانتهائة من جميع الأوراق وقام بنزع نظارته ورميها بجانبه علي الفراش والضغط مابين عينيه بإصبعيه السبابة والإبهام
فقد شعر پألم قوي قد هاجمه مرة واحده في مقدمة رأسه بمجرد أن إطلع علي كل الأوراق والتي كانت عباره عن أوراق.. دخول وخروج من المشفي بتواريخ قديمه وفواتير دفع مبالغ ماليه وأوراق تثبت أن ود قد أجهضت بالفعل منذ سنوات عديدة.
وها هو حسام يأتي بحجته كالمعتاد.
والحجة علي من إدعي وها هي أدلة جديده تثبت ثاني.. بل عاشر كڈبة لكريمه فقد كذبت عليه حتي في تسلسل الأحداث ولم يكن لديها أية دليل علي أيا مما تفوهت به.
وها هو حسام لا ينطق من قول الا ولديه عليه برهان ودليل.
ولكن مع ذلك لن يصدق حمزة سوي بعد التأكد بنفسه.
إنتهي عبدالله أيضا من قراءة الاوراق وهم أن يعيدهم الي حسام ولكن حمزه منعه بأخذهم من يده سريعا ووضعهم فوق باقي الأوراق التي معه..
فهم دليلة وقت المواجهه التي حتما ستحدث بينه وبين ود وكريمه.
ثم نظر الي حسام الذي أومأ له متفهما.. وتبسم وهو ينظر الي حمزه الذي عاد ليفعل نفس الحركه مرة أخري ويضغط علي عصبة أنفه وأردف له معقبا علي حالته
عارف أنه صعب عليك إنك تستوعب كل اللي سمعته دا يادكتور..
وأصلا صعب علي أي حد أنه يستوعبه.
إن وحده تتجوز وتتطلق وتحمل وتسقط وهي يادوب مكملتش ال١٦ سنه طفله لسه اللي قدها أهلهم بيأكلوهم فبوقهم..!
ماعلينا.. المهم ياسيدي بعد ماأكتشفت اللي بتعمله كريمه أجلت حسابها لوقت تاني بعد ماأكون فكرتلها فنوع عقاپ مناسب ليها حاجه كده علي مقاسها بالظبط.
أما فالوقت دا فكان كل تركيزي في الجامعه وخۏفي كان من ود أنها تغلط في الثانويه أضعاف غلطها في الإعداديه.. لكني أخدت عهد علي نفسي بإني مش هسمحلها بحاجه زي دي أو هخليها تغيب تاني عن عنيا أبدا.
وبدأت فخطه تانيه علي كريمه أنا وأمي أننا نتكلم قدامها ونغريها بإن المعاش لو رجع ود هتاخد فلوسها لوحدها وإن خلاص أمي مش هتاخد معاش ود
لأن المعاش اتشال أكيد
عشان هي عملت كده وبقت تتحكم في معاش اليتيمه
ومعداش علي كلامنا دا غير أسبوع وراحت امي تسأل في الشئون علي المعاش لقته رجع من تاني وبكده نجحت الخطه.
لكن عشان يفضل المعاش معانا كان لازم ود تاخد نصيبها من المعاش فأيدها وألا اللي حصله أول مره يحصله تاني مره وطبعا الحكايه واضحه لكن مع ذلك كانت أمي بتديها الفلوس بس بتحاسبها عليها حساب الملكين وعلي كل قرش صرفته فين وازاي وآخر الشهر اللي يفضل مع ود كانت أمي تخليها تحطه في دفتر التوفير اللي فتحتهولها بإسمها واللي كان بدون أرباح. عشان حرمانية الأرباح متشيلش وذرها أمي.
ودي حاجه كانت مجننه كريمه لكنها مش قادره تتكلم.. بس عرفت واتأكدت إننا قدها وحته وإن كانت هي راس الأفعي فأنا وامي واحد فينا الحاوي اللي هيجرجرها والتاني الحجر اللي ھيقتلها.
وهم أن يباشر حديثه ولكن قاطعه صوت سماح المعلنه عن إنتهاء تحضير الغداء فأشار له حمزه بالسكوت وعدم المواصله وكفكف بالفعل حسام كلماته فقد تعب بالفعل من كثرة الكلام وكان بحاجة. الي إستراحه ليقوم فيها بشحن بطاريات طاقته ليستطيع المواصلة.
أنثي بمذاق القهوة ١٤
بعد وجبة غداء دسمه.. أعدت بيد سماح أخت حمزه بمحبة بالغه..عاد الثلاثه الي غرفة سرد الحقائق مرة أخري.
وعاد حسام لإكمال الحكاية.. من حيث توقف.
فأردف فور إنتهائة من فنجان قهوته بعد إنتهاء حمزة مباشرة فحمزه آخر الشاربين بسبب طقوسه وأول المنتهيين بسبب لهفته ومحبته.
حسام
ومن يومها وبدأت الحياة تستقر نسبيا المعاش رجع وبطلت شغل فابالتالي كريمه بطلت تخرب ورايا. وود بقت تروح المدرسه وترجع علي أيدي.
وبدأت تصليح في عربية عمي كل شهر أصلح فيها حاجه علي حسب المبلغ اللي يفضل مع أمي من مصروف البيت..
لغاية مااتصلحت خالص ورجعت تاني وقفت علي رجليها وأبتديت شغل بيها بعد الجامعه.
وبصراحه كانت بتجيب فلوس حلوه كنت منها بصرف علي جامعتي.. وأشيل نصيب ود من الفلوس مع امي..ولو فيه حاجه فضلت كنت بديها لأمي.
واستمر الحال دا سنه خلالها كانت الأمور كلها عاديه ونجحت ود واتنقلت لتانيه ثانوي وأنا للأسف فالسنه دي.. مع كل اللي شوفته ومريت بيه مقدرتش أعدي منها فطلعت بمواد وعدت السنه.
لكن أمي مزعلتش ولا ادايقت مني بالعكس دي فضلت تهون عليا وتقولي معلش.. واللي انت شوفته فالسنه اللي فاتت دي مكنش شويه . وكلام كتير قدرت بيه فعلا أنها تخفف عني.
وفوق همنا دا وزعلنا كأن كان ناقصنا اللي عملته كريمه فيا أنا وأمي بعد كده وشماتتها اللي حتي لو مبينتهاش.. متاكدين انها حاسه بيها ناحيتنا.
واللي أكدلي دا وبينلي اكتر سواد قلبها صدفه كشفتلي حاجات مكنتش أتخيل أن. ممكن كريمه تعملها لما في يوم.. المفروض أني كنت أفضل شغال فيه لغاية الساعه ٢ بالليل مثلا أو ٣زي مامتعود كل يوم آخد وردية الليل.. لكني في اليوم دا حسيت بشوية تعب وإجهاد وأني مش قادر أكمل وقررت أني هرجع البيت وكانت وقتها الساعة ١٢.. وأمي كانت بايته في اليوم دا عند خالتي وحتي ود أخدتها تبات معاها لأن بنت خالتي الكبيره بتتجوز..
وأمي قالت آخد ود تغير جو وتقعد مع البنات شويه.
رجعت البيت وفتحت الباب ودخلت واتفاجئت بريحة وحشه قوي فالشقة زي ريحة حاجه معفنه كده أو فضلات حيوانات بتتحرق أصل أنا عارف الريحه دي كويس من لما كنت بكنس الشارع بتاعنا أنا وأصحابي ونولع فى الزباله وفضلات القطط والكلاب.
دخلت الشقه بشويش عشان أشوف أيه دا والريحه دي جايه منين! ولقيت إن الريحه والدخان طالع من أوضة كريمه من تحت عقب الباب!.
وكان جاى من الأوضه كمان. صوت غريب بيقول كلام مش مفهوم!
قربت ودني من الباب عشان اعرف اسمع كويس.. لكني برضوا مقدرتش أفسر الصوت بيقول أيه خدني الإستغراب أكتر! فوطيت عشان أبص من خرم المفتاح وأشوف أيه اللي بيحصل جوه دا مع كريمه!
وأتفاجئت بكريمه قاعده علي الأرض.. وقدامها بخور.. وفاتحه قدامها كتاب وبتقرا منه بصوت مخيف وراسمه علي الأرض رسومات غريبه! وقدامها طبق فيه بيض مكتوب عليه بلون أحمر.
بعدت عن الباب وأنا مش مستوعب اللي أنا شفته!
معقوله كريمه بتعمل سحر
رجعت وطيت تاني وبصيت من الباب مره تانيه والمرادي شفتها ماسكه عروسه قماش صغيره وبتلف خيط حواليها.. بتلفه علي كل حاجه فيها وفي الآخر
بقت تبل صباعها من طبق قدامها فيه سائل أحمر وتدهن بيه العروسه.. وبعد ماخلصت العروسه الأولانيه مسكت وحده تانيه وعملت فيها زي ماعملت في الأولي بالظبط.
وبعد التانيه مسكت وحده تالته.
وبعد كده بطلت قرايه وقامت وقفت علي حيلها.. أنا بقي أول ماعملت كده جريت واستخبيت في المطبخ.. قبل ماتشوفني عشان أشوف هتعمل أيه!
ولقيتها فتحت باب أوضتها وخرجت منه وهي ماسكه فأديها حاجات.. وراحت علي أوضة أمي فتحتها ودخلت وخرجت بعد دقايق.
وعملت كده فأوضتي وحتي فأوضة ود كمان!
وبعدها دخلت أوضتها وأبتدت تلم فالحاجات اللي كانت في الأوضه وتتخلص منها.
وبعدها دخلت أخدتلها حمام بسرعه ودخلت أوضتها طفت النور و نامت.. كل دا وأنا مستني في المطبخ ومش راضي أخرج منه وتشوفني وتعرف أني كشفت حاجه جديده من مواهبها الخفيه.
وبعد ماأتأكدت كويس أنها نامت لفيت في كل الأوض وفتشت فيهم علي الحاجه اللي حطتها ولقيتهم أخيرا..
كانو ٣ أكياس سود فكل واحد فيهم دباره متعقده عقد كتير.. وفيهم حاجات تانيه معرفش أيه هي وفيهم كمان حتت قماش كل حتة قماش من حاجه تخص صاحب الأوضه المحطوطه فيها.
أخدت الحاجه كلها علي أوضتي وفضلت فاتحهم قدامي وأسأل فنفسي
طيب أنا عارف أنها پتكرهني أنا وأمي وعادي تلجأ لاقذر الطرق عشان تتخلص مننا إنما ود! ود تعملها عمل هي كمان ليه !
وهو دا السؤال اللي ملقتلهوش إجابه أبدا مع اني فضلت أحاول طول الليل.
وتاني يوم الصبح خرجت من أوضتي عادي ومرضيتش أبينلها أي حاجه.. وعملت لنفسي فطار وفطرت وأخدت الحاجه ونزلت بيها.. ورحت علي مشيخة الأزهر وهناك طلبت مساعدة شيخ يكون بيعرف في فك الأعمال ووريتله الحاجه وحكيتله كل اللي حصل واللي شفت كريمه بتعمله..
وهو إبتدا فورا يقرا قرآن علي الحاجه بعد ماحطها فمية وملح وإبتدا يفك العقد اللي فيها..
بعد ماقالي
إن الأعمال دي معموله بالخضوع والطاعه .
وأول ماقلي كده طلبت منه تفسير أكتر لكلامه وهو فسرلي وقالي
يعني اللي عامله العمل دا.. مسخره جن علي كل وأحد فاللي معموله عمل الجن دا مهمته إخضاعه وإذلاله ليها وإن الشخص دا يكون مسلوب الإرادة وغير متحكم فقراراته وأنه يطيعها فأي حاجه تقولها وينفذلها أي أمر تأمر بيه.
ومن هنا فهمت كريمه ماشيه طول عمرها ازاي.
فهمت سبب خضوع عمي ليها بالشكل دا وفهمت سبب خضوع ود هي كمان ليها وتحكمها الكامل فيها بالطريقه دي.
وبعد مالشيخ فك العمل وطمني إنه خلاص مفيش حاجه.. سألته
هي طالما بتعرف تعمل الحاجات دي وواضح أنها بتعملها من زمان.. ليه دلوقتي بس اللي فكرت تعملنا أنا وأمي
لقيته إبتسم وقالي
ومين قالك إنها معملتش ومحاولتش الاف المرات!.. بس كل محاولاتها دي فشلت لأنك زي ماسألتك في الأول خالص وجاوبتني.. إنك محافظ علي صلواتك وأذكارك.. والست الوالده كمان زيك وعشان كده انا طمنتك فبداية كلامي بعد ماسألتك السؤال دا وقولتلك متخافش مش هتحصلكم حاجه.. وتقدر تتأكد من كلامي دا بنفسك لما تروح وتدور في أوضتك وباقي البيت ومتاكد إنك هتلاقي من دا كتير لكن إرادة ربنا وحفظه ورعايته ليك وبركة صلاتك واذكارك منعت عنك الأذي.
ولعلمك حتي لو مجتش بالحاجه دي وفضلت مكانها مكنش برضوا هيجرالك حاجه..
لكن جيتك دي نفعت البنت المسكينه اللي محصلها الاذي معاكم إنت والست الوالده.. واللي معمولها سحر تجديد وكان هياخد فيها بكل تأكيد لأن نجمها خفيف وإنت قولت أنها مش بتصلي ولا ملتزمه بأذكارها.
يومها رجعت علي البيت.. وأنا حاسس إني راجع لوكر إبليس.
دخلت إوضتي وإبتديت بيها فضلت ادور فكل مكان.. وزي ماقال الشيخ لقيت بلاوي فالأوضه.. وفأماكن متخطرش علي بال حد أبدا!.
وبعدها دخلت أوضة عمي بحجة إني هدور علي أوراق محتاجينها عشان المعاش.. وفضلت ادور فيها وبرضوا طلعت بلاوي..
وبعدها اوضة أمي لكن اوضة ود مرضتش أدخلها ولا أدور فيها لأن دخولي ليها كان هيثير الشك والريبه في نفس كريمه.
وأكتفيت باللي طلعته من التلات أوض ووريته لأمي وحكيتلها كل الحكايه وأمي من يومها بقت بتتجنب كريمه وپتخاف منها جدا.. وحتي مش بتخليها تمد إيدها علي أي حاجه من حاجة الأكل والشرب ولو حتي بالصدفه.
في الفتره دي ود إبتدت تتغير مع كريمه وإبتدت تعارضها فحاجات كتير تقولها عليها.. بقت قريبه من أمي اللي خلتها تصلي وتقرا قرآن وتقول اذكار كل يوم الصبح وبالليل..
والحكاية دي كانت مخليه كريمه بتتحرق كل يوم ألف مره
زي الشيطان اللي بيتقرا عليه قرآن. وخاصة وهي سامعة القرآن اللي أمي بقت تشغله فالبيت ليل نهار وتشغل الرقيه الشرعيه.
لكن كريمه طبعا مبتستسلمش وعشان كده.. كنت متوقع منها أي حاجه في الفتره دي منتظر أشوف هتعمل أيه وإنتظاري مطالش كتير.. لما جات فيوم قالت إنها مسافره البلد عشان تزور وحده قريبتها تعبانه جدا وطالبه تشوفها قبل ماتموت..
وصممت إن ود تروح معاها.. ولما لقت الكل رافض.. حتي ود! باتت يومها فأوضتها.. وفضلت طول الليل تعمل اللي أمر من السحر واللي فعلا جاب نتيجه وخلي ود توافق تسافر معاها.. وهو الزن علي الودان.
وتاني يوم فجرت قنبلة سفرها هي وود علي الفطار وأخدت ود وكانت محضره شنطتهم من بالليل وطاروا علي البلد..
البلد اللي لا كنا عارفينها إسمها أيه
لا أنا ولا أمي.. ولا فين ولا بيروحوها ازاي
وكريمه ولا مره ذكرت إسمها قدامنا حتي.. كانت دايما تقول البلد وبس ومحدش فينا إهتم يسألها أصل هنسأل علي إسم بلدها ليه!
وغابوا ٣ أيام ورجعوا..
رجعت كريمه وبعد رجوعها ابتدت تحصل حاجات فظيعه.. أولها إن ود رجعت إتغيرت تاني وبقت أنيل من الأول فطاعة كريمه والعند مع الكل ومخالفتها لكل الأوامر.
أما أنا وأمي فأحنا الاتنين بعد رجوعها بإسبوع.. إبتدت تظهر علينا أعراض غريبه! قيئ وإسهال.. وديق وخنقه وعصبيه ومحدش فينا إحنا الإتنين بقا طايق نفسه ولا طايق حد وبقينا دايما أنا وأمي فخناق مع بعض..
وكنت عارف إن دا من أعمال كريمه.. واللي مش عارف عملت إيه المرادي خلته قدر يتمكن مننا
وكتير فكرت.. وحتي حاولت إني أروح للشيخ بتاع الأزهر لكن كان فيه حاجه مكتفاني حاجه مانعاني إني أروح وشاله كل حركتي ومربطه أديا.
وبقينا كل ما نحاول نصلي أو نشغل قرآن في البيت أنا وأمي ديقتنا بتزيد ونحس إن روحنا بتطلع فبطلنا خالص وبقينا كل يوم صحتنا في النازل لغاية ماإبتديت أحس إني بشم ريحة المۏت حواليا بشمها فأمي لما بتقرب مني.
وقتها أخدت قرار.. بمجرد مافكرت فيه.. حسيت بحبل إتلف حوالين رقابتي وحد بيشد فيه عشان ېخنقني..
والقرار دا كان إني أروح للشيخ.
وبالرغم من كل دا قاومت وصممت ورحت تاني يوم مشيخة الأزهر.. وطلبت اقابل الشيخ.. اللي من اول ماشافني.. فضل يحوقل ويستغفر.. ومن غير مايسألني مالك عرف اللي بيا
لأن اللي فيا مكنش محتاج سؤال وإبتدا
فورا يقرالي
وبمجرد ماعمل كده.. حسيت روحي بتتسحب مني..وشفت المۏت قدام عيوني.. وبعد جلسة قراءه شفت فيها الويل..
والشيخ شاف عذابي فيها بعنيه قالي إنها نجحت فسحري أخيرا
نجحت تستحوذ علي جسمي بالسحر الأسود السفلي أقذر انواع السحر.
سلطت عليا واحد من مردة الجن وأقوي أقويائه وأمي كمان زيي.
وقالي إن طرده من جسمي شيئ صعب.. وإنه هيتعبني جدا وإن هو مش هيقدر لوحده عليه وسألني لو ينفع يستعين بصديق
وأنا قولتله
عادي معنديش مشاكل. وحددلي يوم تاني لجلسه وطلب مني إني أجيب والدتي كمان معايا.
ورجعت للبيت بعدها وأنا تعبان وبالعافيه بمشي كأني طالع جبل ونازل منه وأول مارجعت حكيت لأمي كل حاجه..وبلغتها بميعاد الجلسه في حال إني أنسي.
ورحنا في الميعد وبعد عدة جلسات ومحاولات شفنا فيها المۏت أنا وأمي نجح الشيخ ففك السحر عننا وتحريرنا منه.. وأول حاجه عملتها بعد آخر جلسه إني روحت فتشت فأوضة كريمه وطلعت منها الكتاب والحاجات اللي بتستخدمها في السحر وحرقتهم قدام عنيها وزي ماكل حاجه اتفحمت وشها هو كمان إنطعن بالسواد.
ومن يومها أنا وأمي حطينا كريمه تحت حظر كامل.. لا تخرج ولا تدخل غير ورجل أمي علي رجلها.. ولا حتي تقعد فمكان الا وإمي جنبها ولا تنام لوحدها بالليل الأ وأمي نايمه معاها فنفس الأوضه..
وتليفونها دايما مع أمي ودا خلي كريمه بقت زي ماتكون فسجن.
وعدي علي الكلام دا بالظبط شهرين وبنبص لقينا واحد جايلنا من البلد بتاعة كريمه بيسأل عليها!
وبيقول أنه جوز قريبتها من البلد اللي كانت تعبانه وزارتها من فتره.. وأن مراته زاد عليها المړض وجاي عشان ياخدلها كريمه تشوفها أو ياخدلها فلوس منها.
وبمجرد مابلغنا كريمه بوجوده.. وشها أتخطف.. وخرجت قوام عشان تقابله والغريبه أنها أدتله كيس أسود.. من الواضح انه فيه فلوس وكمان كان باين أن المبلغ اللي فيه مش قليل! وطلبت منه أنه ياخدالفلوس ويمشي وميجيلهاش مره تانيه ويبلغ مراته سلامها ويقولها كريمه بتقولك ربنا يشفيكي وإن الفلوس دي آخر فلوس معاها ومن بعدها مفيش أي فلوس.
وبمجرد ماقالت كده الراجل إبتسم بسخريه وفتح الكيس بص فيه وحطه فجيبه وانا فضلت واقف مراقب ملامحه المش مريحه بالمره.. وبصاته لكريمه اللي بتقول أن الحكايه مش حكاية تعب وفلوس أبدا..
وأن فيه سر بينهم أكبر من كده.. وفضلت مراقبه وهو بيبعد وبيختفي من العماره ومن الشارع ومش عارف أيه اللي مخلانيش أروح وراه وقتها ولا أحاول أعرف أيه حكايته مع كريمه
لكن هي كده فيه حاجات.. بناخدش بالنا ليها غير بعدين.. بعد مالموقف يعدي وبنفضل نلعن فغبائنا وبلاهتنا اللي سيطروا علينا وقتها.
وبعد اليوم دا.. رجعنا تاني لروتينا العادي واللي كان مش مريح أبدا لا ليا ولا لأمي وأحنا طول الوقت عاملين زي الحراس ولازم عيونا تكون دايما مفنجله أنا علي ود وهي علي كريمه.
كتيير طلبت من أمي أننا نطرد كريمه ونطلعها من حياتنا.. لكن أمي كانت دايما تقولي
لا يابني هي كده قدام عنينا وآمنين شرها لو بعدت ياعالم هتعمل فينا أيه.. خلي دايما عدوك قدام عنيك
تبسم الطبيب حمزه فور سماعه لجملة حسام هذه.. فهي نفس الجمله التي قالتها كريمه على أمه.. وبنفس الأحداث ولكن الأدوار قد قلبت.. فالظالم أصبح مظلوم والبريئ أصبح متهم..
ولا يعلم حمزه أي القصتين أصدق
ولكنه أخفي حيرته كي لا يتوقف بسببها حسام عند هذه النقطه ويحاول ألايضاح له أكثر وهو يريد أن يتعجل حسام بالمضي قدما في الحديث كي ينال أكبر قدر من المعلومات في مرة واحده والإثباتات تأتي لاحقا.
وأنتبه لحسام الذي لايزال مسترسلا في الحديث..
وفضلنا في الهدنه المدعومه بالحراسه المشدده دي.. لغاية مافيوم جه لود عريس.
والعريس دا كان ابن الجيران من العماره اللي قصادنا..
وأتقدم لود هو ومامته وجم بيتنا وأمي أستقبلتهم وبعد مامشيوا كنا قاعدين كلنا مع بعض.. وكريمه وامي أول مره يجمعهم حديث مع بعض من بعد اللي حصل وفضلوا يتناقشوا فأمر العريس..
والاتنين أول مره يتفقوا علي أن ود مش هينفع تتجوز وهي بالظروف دي.. وخصوصا أن محدش عارف أنها كانت متجوزه قبل كده.. ولا فيه حاجه تثبت.
وأمي قالت
ان دي مشكله وعقبه هتفضل فحياة ود للأبد ومستحيل هتلاقي اللي يقبل بحاجه زي دي..وأنها ضيعت نفسها ومستقبلها .
وبعد فترة سكوت من الكل.. ومحدش فيها كانت عنده الجرآه أنه يعترض علي كلام أمي منهم هما الاتنين..
تكرمت كريمه هانم وأقترحت حل من وجهة نظرها هو الحل الوحيد والجذري للمشكلة
وهو أني أكتب كتابي علي ود بمجرد ماتكمل ال١٨ سنه وبعدها اطلقها وبكده أبقي اديتها فرصه أنها تعيش حياتها بشكل طبيعي بعد ماتبقي مطلقه ودا هيحد من تساؤلات وإتهامات كتير ليها وتقدر تتجوز وتكون أسرة.
وأمي سمعت الحل دا وبصتلي وسكتت زي ماتكون بتسألني عن رأيي ومش عارف ليه حسيت أنها راضيه وموافقه
بكلام كريمه!
كل دا وأنا قاعد ساكت وبسمعلهم وعيني علي ود اللي طول مابتسمع الكلام لغاية اقتراح كريمه.. وهي باصه للارض وكل شويه ترفع عينها عليا زي ماتكون مستنيه مني رأي.. أو مستنياني اقول حاجه.
لكن أنا مكنش عندي أي حاجه أقولها..
ولا حياتها الشخصيه بقي ليا علاقه بيها من بعد اللي حصل.. ولا هحاول مجرد محاوله أني اصلحهالها لأنها كانت روحي وطلعت من جسمي والروح لو طلعت من الجسم مش بترجعله مره تانيه.
قمت من جمبهم ودخلت أوضتي برضوا من غير ماأتكلم ولا أعقب علي أي حاجه من كلامهم ولا حاسس أن مناقشتهم دي كانت تعنيني أصلا.
فردت جسمي ساعتها وحاولت أنام.. بس مش عارف ليه وقتها النوم طار من عيني وجاني هاتف يقولي.. أنت ناوي تعمل أيه في حياتك الجايه أيه خططك المستقبلية طب أيه هو الهدف اللي حاطه ليك وشايف مستقبلك عامل أزاي
وأكتشفت أني عايش من غير هدف!..ولا خطط..ولا حتي بحاول أفكر في بكره.. بعد ماكنت باني كل حياتي الجايه علي ود ومعاها..
وباللي عملته دا هدت كل حاجه سبق وبنيتها وأنا دلوقتي حاسس أني مش عايز أرجع أبني من أول وجديد.. أو خاېف أبني حاجه وأتعب فيها وتتهد بعدين.
وفضلت كده شوية لغاية ماتعبت من التفكير.. وقررت أني أنزل أشتغل بالعربيه شويه يمكن أعرف أتخلص من تفكيري دا وأخرج بره حيرة عقلي.
وفضلت أشتغل يومها لغاية الليل وعملت مبلغ حلوا ومش عارف ليه وانا راجع وشفت التين الشوكي اللي بتحبه ود.. قررت اني اشتريلها منه!
وخصوصا أنها بقالها فتره كبيره مش بتخرج ولا أكلته.
وإشتريت علبه كبيره فيها حوالي ٢٠ وحده وروحت بيها..وبمجرد مامديتهالها وأخدتها من أيدي بإستغراب وفتحتها.. حسيتها طارت من الفرحه وقعدت علي الكنبه وأخدت العلبه على رجلها وإبتدت تاكل التين بسعادة كبيره.
ومش عارف ليه في اللحظه دي.. مشفتهاش غير ود بتاعة زمان بنوتي الصغيره الطفله اللي ربيتها على ايدي بنت عمي..وبنت قلبي ولا
اراديا لقيتني ببتسم وانا شايفها بتوقع من التين علي هدومها زي العيال الصغيره بالظبط.
واتقدمت وقعدت جنبها ومسكت منديل وأبتديت أشيلها اللي بيقع عليها من التين.. بالظبط زي أيام الحاډثه وقت وقوعها من فوق المرجيحه لما كانت تعبانه وكنت بأكلها بأيدي وأمسحلها الأكل اللي بيقع علي هدومها.
ورجعت أفتكرت أيام زمان وحتي هي الظاهر أنها حست نفس إحساسي لأنها ابتسمت هي كمان وأنا بعمل كده وفضلت باصالي كتير.. وكل دا كان بيحصل تحت أنظار اللي كانت واقفه علي باب أوضتها ومراقبانا.. وإبتسمت لما عيني جات عليها وقالتلي
حلوين حبه التين اللي بقرشين ساغ دول ياحسام اللي جاي بتضحك عالعيله اليتيمه بيهم وتحلل بيهم فلوسها اللي بتلهفها فبطنك إنت وأمك من عربية أبوها والفلوس اللي بتيجي منها..دا أغلي تين دا ولا أيه
قالتها وضحكت ضحكه صفرا ودخلت أوضتها وقفلت الباب عليها وأنا فهمت اللعبه الجديده اللي هتلعبها والحبل الجديد اللي هتلعب عليه.. وعشان كده سبقت أنا وقولت لود أني بشيلها نصيبها من الفلوس اللي بتجيبها العربيه مع أمي وإن حقها في الحفظ والصون ولو تحب تشوف الفلوس بنفسها أوريهملها..
وإن أمي كانت بس مستنيه تكملهم مبلغ معقول عشان تحطهولها فالدفتر بتاعها عشان الفلوس تنفعها لما تيجي تدخل الجامعه أو تتجوز.
وبالفعل أمي تاني يوم ورت الفلوس لود وأخدتها وأخدت الدفتر بتاعها اللي كانت شايلاه معاها وراحت حطتلها ٤ تلاف جنيه علي الفلوس اللي فالدفتر
ورجعت بيها علي البيت وأخدت الدفتر شالته معاها مره تانيه. وبكده قطعنا الحبل اللي طلعت فوقه كريمه عشان تتحنجل ووقعتها علي جدور رقبتها.
أنثي بمذاق القهوة ١٥
تململ حسام في جلسته وبدا من الواضح أنه قد بدأ يتعب من طول الجلوس وأيضا من كثرة الكلام فقد بدا هذا جليا من نبرة صوته التي بدأت تتغير.
ولكن سوء حظه أوقعه في أثنين..فضولهم أقوي من أن يسمحا له بأن يستريح الآن وعند هذا القدر فهو لم يجاوب علي أول سؤال من أسئلة حمزه حتي.. فأكمل حسام متجاهلا تعبه
ورجعت أمي ومعاها ود من مشوار إيداع الفلوس في دفتر التوفير بتاعها ويومها قضوا النهار كله مع بعض في المطبخ وأمي بتحاول تعلم ود تعمل بيتزا بأيدها لأنها بتحبها جدا ودايما كانت بتطلبها من عمي الله يرحمه ومن ساعة اللي حصل.. ومن بعد مۏته مأكلتهاش. وأتحرمت منها زي ماإتحرمت من حاجات كتير وبصراحه.. شفت فرحتها بعد ماعملت البيتزا وضحكها مع أمي وسعادتها بدخولها المطبخ لأول مره وإنجازها العظيم..
ومش عارف ليه.. بدأت أحس وانا شايفها إنها مظلومه أوي.. وإنها ملهاش أي ذنب فاللي كان بيجرالها..
وحتي فاللي عملته.. وإنها طول الوقت كانت مسيره مش مخيره وإن كريمه هي المسئوله الوحيده عن سوء أخلاقها
لأنها كانت بتسمع كلامها ولو كانت فهمتها الغلط والعيب والحرام كانت ود بعدت عنهم.. وإنها لو لقيت وحده زي أمي تعلمها الصح من الغلط وتلهيها فشغل البيت عن خروجاتها وسهرها زي ماعملت النهارده.. أكيد كانت هتبقي غير كده خالص.. ومكنتش هتغلط ابدا.
بصيتلها وهي واقفه قدام البيتزا اللي عملتها وبتتنطط بفرحه.. ورجعت في اللحظه دي فعيوني.. ود الطفله من تاني ود بنتي وبمحبة أب لبنته سامحتها وقولت خلاص عفى الله عما سلف وهاخد بنتي تحت جناحي وأحاجي عليها ومش هحكم عليها بالنفي بعيد عني لمجرد غلطه ملهاش أي يد فيها.
ومن ساعتها رجعت أهتم بيها من تاني ورجعتلها ضحكتها اللي كانت إختفت.. وسعادتي كانت متتوصفش وانا شايفها كل ماأهتم بيها أكتر.. تبعد عن كريمه أكتر وأكتر لدرجة أن جات فتره ود فيها كانت بتبات مع أمي فأوضتها ومكنتش بتكلم كريمه غير كام كلمه بس ومن غير نفس. وأمي كانت فرحانه جدا بالتغيير اللي حصل لود.
واستمر الحال علي كده.. لغاية ماود أخدت الثانويه وخلاص هتدخل أولي كليه.
وقتها أنا شفت أنه خلاص آن الآوان عشان عصفورتي تدخل عشي.. وكلمت أمي إني عايز أتجوز ود وأمي وافقت وشجعتني مع إني شفت فعنيها رفض وعدم رضي بالموضوع.. وكلام كتير.. فهمت منه.. إنها مكانتش تتمنالي إني أتجوز وحده مرت بكل دا..
الكلام دا متخطاش عنيها ولا أتنطق علي لسانها لكني حسيته.. وفكرتها بوصية عمي ليا علي ود وقولتلها إني حاسس باللي جواها.. وهي قالتلي
إن جوازي من ود هو دا الصح واللي لازم يتعمل وأنه اهم من اي حسابات تانيه .
وبالفعل أبتدينا في الإجرآت أنا وأمي بس من غير مانعرف حد فيهم لا ود ولا كريمه عشان كريمه متعملش حاجه توقف الموضوع
أقله لو معرفتش تسحر.. هترجع تزن علي ودان ود من تاني وتقلبها علينا وهي بتعرف تعمل دا كويس أوي..وخصوصا إنها في الفتره الأخيره إبتدت تمثل المړض والوهن عشان تحنن قلب ود عليها وطول الوقت كانت بتفكرها بحبها ليها وبكل حاجه حلوه كانت بتعملهالها.. وبصراحه حسيت إن ود إبتدت تلين ليها وتاخدها بيها الشفقه.
وضبنا الشقه بتاعتنا القديمه أنا وأمي..من الفلوس اللي كانت شايلاهالي في البنك من فلوس المرحوم بابا وجبنا عفش بسيط وجهزناها علي قد نص الفلوس وشلنا مبلغ للفرح ولشبكة ود.
وخلاص مبقاش فيه أي موانع للجواز غير إني بس أفاتحها وقبل دا كله أبتديت إني أقعد معاها وقت أطول وأخرجها بعد الكليه ونتفسح سوا وحسيت اننا خلاص اندمجنا ومبقيناش نقدر نستغني عن بعض إحنا الإتنين.
وفاتحتها فموضوع الجواز ولقيتها فرحت جدا مش فرحت بس دي طارت من الفرحه.. وفلحظة جنون وتهور مني قررت إننا نكتب كتابنا من غير مانعرف حد ونعملهالهم مفاجاة في البيت.
وإتفقنا علي كده وقد كان.
وتاني يوم أخدنا كل الأوراق المطلوبه ومرحناش الكليات بتاعتنا ورحنا المستشفي عملنا الكشف الطبي وأخدناه وطلعنا علي المأذون كتبنا الكتاب ورجعنا البيت وفجرنا علي مسامعهم القنبله..
أمي بمجرد ماسمعت الخبر زغرتت وباركتلنا.. أما كريمه فمن اول ماسمعت الخبر وحسيت أنها مش عارفه تحدد موقفها تفرح ولا تزعل مره الاقيها إبتسمت ومره تانيه الاقيها كشرت بديقه زي مايكون جواها صراع بين حاجه شايفه إن جوازنا صح وبين حاجه بتقولها إن جوازنا غلط لكنها في الآخر باركتلنا.
ومن غير ماتاخد أي فرصه إنها تقعد مع ود لوحدهم جهزتها هي وأمي للفرح والليله دي أخدت ود لأوضتي ونيمتها فحضني بس من غير ماتحصل بينا أي حاجه لغاية ماټاني يوم أمي تجيبلها فستان الفرح اللي قالت هتجيبهولها وتعملنارالحفله اللي قالت هتعملها
عشان تعرف الكل بجوازنا ونشهره لكل الناس.
ليلتها فضلت صاحي طول الليل أبص لود وهي نايمه علي دراعي وأتمني لو إني كنت أول راجل فحياتها..
وأتحسر والڼار تاكل قلبي كل ماأفتكر المنظر اللي شفتها فيه في الشقه إياها والكلب شادي شافها فيه قبلي وفي الاصعب منه كمان.. ومع إحساسي دا لقيتني قمت من جنبها الساعه ٤ الفجر.. لما ماستحملتش أكتر وحسيت إن عقلي وقلبي هينفجروا من الغيره.. ونزلت علي تحت فضلت أتمشي في الشوارع وإنا حاسس
بنسمات الفجر البارده وأتمنيت إنها تبرد كل الأحاسيس الحارقه اللي حاسس بيها دي.
وأخدتني رجليا لغاية الكورنيش.. وقعدت علي السور بتاعه وشويه ولقيت واحد جه قعد جنبي بصيتله بعدم إهتمام ومكلمتهوش شويه ولقيته بيمدلي إيده بسچاره.. بصيتلها وبصيتله ومتكلمتش ولا مديتله أيدي.. لقيته بيلح عليا وبيقولي
صدقني مفيش غيرها بتطفي الڼار وتهون الهم.
قولتله بعد مابصيت بعيد عنه
ومين قالك إني عندي هم!
ضحك بخفه وهو بيولع سچاره واخد منها نفس ونفخه وبعدها قالي
بيبان ياصاحبي.. يعني واحد سايب بيته وفرشته وهاجج بالليل في الشوارع وجاي للنيل يقعد عنده.. هيكون ليه يعني! أكيد مهموم زي حلاتي وجاي تفضفض للنيل شويه.. ياااه دا النيل دا شايل أسرار وهموم من الناس ياجدع لدرجة إنه لو بيتكلم كان صړخ وقال كفايه ارحموناااي..
النيل دا هو الوحيد.. اللي عارف إن محدش خالي من الهموم حتي قلوع المراكب..
بصيتله وإستغربت علي كلامه اللي طالع بحرقه كأنه شايل هموم الدنيا إبتسملي ومد أيده ليا بالسچاره مره تانيه.. أخدتها منه.. وأنا حاسس إني عايز أجرب الراحه والمواساه بتاعتها اللي بيوصفها دي.
وحطيتها فبوقي وهو ولعهالي وأخدت منها أول نفس أشربه لسچاره فحياتي.. كان صعب وموجع لكني حسيت بعد التجربه بمتعه من نوع خاص.. متعه متخيلتش إن سچاره تديهاني!
وخلصتها.. وهو كمان خلص سيجارته.. وكل دا وإحنا ساكتين محدش فينا إتكلم ولا سأل التاني إيه اللي تاعبه.. كان كل واحد فينا كان مكتفي بهمه واللي جواه ومش ناقص يشيل عليه هموم غيره.
فضلنا لغاية مالنور بدأ ينور وإنتبهت يومها إني فاتتني صلاة الفجر فقمت من جنبه وبوشي علي أقرب جامع صليت ودعيت ربنا إنه يقدرني.. علي اللي جاي ويصبرني علي إحساسى دا ويبعده عن قلبي وعقلي وروحت بعد ماأخدت معايا فطار للكل.
وبمجرد مافتحت باب الشقه لقيتها صاحيه ومستنياني وسالتني كنت فين قولتلها
خرجت أصلي الفجر وإتمشيت شويه.. وبعدها صحيت أمي وصبحت علينا وبصتلي وفهمت اللي بيا من غير ماأتكلم.. وجات قعدت جنبي وطلبت من ود إنها تحضر الفطار ودا عشان تدينا مجال نبقي لوحدنا وفضلت تخفف عني وتواسيني وقالتلي إن اللي أنا عملته مع بنت عمي دا هو قمة الرجوله وإن عمي زمانه دلوقتي فرحان بيا وفخور باللي بعمله مع بنته وإني بكده حققت وصية مېت ودا هيخليه ينام مرتاح فقپره.
وبصراحه عمي يستاهل إني أستحمل عشانه أي ۏجع في الدنيا ومن أي نوع.
وعدت الساعات وأبتدت أمي تجهيزات الفرح والفستان اللي أشترته لود وصل وأخدتها وديتها الكوافير بالعربيه وفآخر النهار رحت جبتها بعد ماجهزت نفسي انا كمان.. وعملنا الحفله وخلصت وأخدتها ومشينا علي بيتنا الجديد اللي هنفضل فيه لوحدنا.. بعيد عن كريمه وعمايلها وأعمالها.. وحتي بعيد عن أمي.. اللي قررت تتحمل بعدي عنها وكل دا عشان تفضل سجانه لكريمه وتخلي عينها عليها عشان متعملش أي حاجه تأذينا بيها.. بالظبط زي اللي بيفضل حابس وحش وماسك الباب بأيده عشان الۏحش ميطلعش ياكل حبايبه.
وليلتها غمضت عنيا وانا شايفها بتقرب مني بعد ماغيرت فستان الفرح وقررت إني أتجاهل أي حاجه تانيه غير إن بنت قلبي بين إيديا وإننا أخدنا فرصه تانيه مع بعض
وإنها متقبلاني بكل جوارحها عكس الفتره اللي كانت بتصدني فيها بكل قوتها ومش بس كده.. دي هي كمان اللي فاللحظه دي بتسعي لقربي.
أخدتها فحضني وعشت معاها أجمل اللحظات ونسيت كل حاجه وهي بين إيديا نسيت ماضيها ونسيت ۏجع قلبي ونسيت نفسي ونسيت الدنيا..ودوبت فاللي محت كل ذرة زعل من قلبي وروحي بقربها.
ومن يومها عشنا مع بعض أسعد أيام حياتنا إحنا الإتنين والحياة إستقرت.. لغاية ماحصل اللي قلب كل الموازين..
أتاري الست كريمه رجعت تتواصل مع ود من تاني عن طريق التليفون وملت دماغها من ناحيتي وأفتكرت انها رجعت لجأت للطرق القذره بتاعتها..
اللي حصل.. إن ود إتغيرت معايا ١٨٠ درجه.. دا بالنسبه للمعامله لكن مش دا كل حاجه دأنا كمان إكتشفت عن طريق الصدفه.. إن الهانم دخلت مجال الإعلانات! عن طريق وحده صاحبتها وبتعمل إعلانات من ورايا!
ودا عرفته وانا قاعد علي القهوه مع اصحابي وجه إعلان للهانم علي التلفزيون..
يومها رجعت البيت وانا دمي فاير وعامل زي البركان وأول ماشفتها إنفجرت فيها.. فالأول بالشتيمه.. ولما لقيتها بتردلي الكلمه بكلمتين ومش مغلطه نفسها ولا معترفه بغلطها ومقتنعه إن معاها كل الحق فاللي عملته دا..
أنا هنا فقدت السيطره علي عقلي بالكامل ولجأت لحاجه كنت عاهدت نفسي إني مش هلجألها مره تانيه.. واللي هي الضړب..لكن أحيانا اللي قدامك بيجبرك بتصرفاته إنك تنقض عهودك.
واديتها علقة مۏت وكل ماافتكر منظرها في الإعلان وبصة الرجاله ليها في القهوة وتعليقاتهم علي جمالها.. دمي يفور أكتر واضرب فيها أكتر وأكتر.
وسبتها وهي چثه هامده في الأرض وقفلت عليها وروحت لأمي.. حكيتلها علي كل حاجه وقولتلها إني ضړبتها لما لقيتها بتبجح في الغلط..
وأمي يومها لامتني وعاتبتني علي ضربها وقالتلي كنت إتصلت بيا وانا كنت فهمتها غلطها.. عمر الضړب مابيفهم ولا يعلم
ولبست ونزلت معايا راحت لود.. وكل دا كانت كريمه بتسمع مني ومن أمي ومنطقتش بكلمه وحده ولا شفت فعنيها الخۏف اللي بشوفه كل مره علي ود لما تكون مضړوبه أو فيها حاجه كأن خۏفها دا كان تمثيل ودلوقتي مبقاش له داعي عشان الاطراف المعنيه بالتمثيل مش موجوده.
وسبناها انا وامي وخرجنا وكانت دي غلطه مننا وسهوا نسينا فيها إننا ساجنين كريمه.
ورجعنا لشقتي وفتحنا ودخلنا ولقينا ود فاقت وقاعده فالصاله.. راحت امي وقعدت جنبها وبمجرد مانطقت إسمها ود إنفجرت فيها وإبتدت ټشتم عليها وعليا بأقذر الألفاظ واتهمتنا بإننا ظلمه وطالبتني بعربية أبوها وبكل الفلوس اللي عملتها من شغلي عليها وقالتلي إن اي قرش كسبته من عربية ابوها.. مش من حقي
وإن كفايه بابا طول العمر بيصرف عليا وعلي أمي من فلوس ملناش فيها اي وجه حق وطالبتني بالعربيه.. ومش بس كده.. دي خيرتني بين إنها تشتغل في الإعلانات ياكده يإما أطلقها وكل واحد يروح لحاله ويشوف مصلحته بعيد عن التاني.
كل دا وانا واقف ومش مصدق اللي أنا بسمعه ولا قادر أستوعب إن اللي بتتكلم دي هي نفسها ود..
ود اللي نسيت كل حاجه وحشه عملتها وإديتها حب وحنان وإحتواء من غير حدود.. ومستغرب إزاي تردلي كل اللي اديتهولها فهيئة جحود بالشكل دا!
وحتي أمي إستغربت ثورة ود لكنها بصتلي بنظره فيما معناها إنها مش فوعيها ومش مدركه هي بتقول أيه وأكيد دي حاجه من عمايل كريمه اللي إبتدت في الفتره الأخيره تمسك تليفونها وتنفرد بيه وأمي إدتلها الأمان وإفتكرت إن أذاها كف عننا عند المرحله دي وببعادنا عنها.
سكت وحطيت الإحتمال دا فحسباني فعلا.. وروحت للشيخ بود وأخدتها ڠصب عنها عشان يشوف فيها أيه.. لكن العجيب إن الشيخ قالي إنه مفيش أعمال ولا حاجه من دي معمولالها!
وروحت يومها وانا محتار من سر تحولها العجيب
دا..!
وبسال نفسي
اذا كان مش بسبب الأعمال.. امال سببه أيه معقول تأثير كلام كريمه عليها يوصلها للمرحله دي!
ورجعنا شقتنا ومن يومها وكل واحد مننا فجنب وأنا صممت إن مفيش شغل إعلانات بعد كده.. وهي كل دقيقه كانت تزن عليا في الموضوع دا عشان تقنعني أوافق..
ولما لقيت الوضع بقي لا يحتمل من كتر الزن.. أخدتها ورجعنا للشقه عند أمي أهو قولت تحاول هي معاها وتلين دماغها وتحاول تخليها تثني عن تصميمها علي موضوع الإعلانات دا لأني بجد مش هتحمله ولا هينفع الوضع اللي إحنا فيه.
ورجعنا الشقه وحتي بعد كلام أمي وبعد تهديداتي ليها صممت علي موضوع الإعلانات وعشان تضغط عليا وتقولي محتاجه فلوس.. وكل مااديها تطلب أكتر وفالاخرخلتني بعت عربية عمي وأخدت فلوسها.. بعد ماعايرتني بإني عايش فخيرها وخير عمي..والكلمه ډبحتني..
وحلفت بعدها أني مش هصرف علي نفسي ولا بيتي قرش غير من شقايا وتعبي..
وحتي معاش أمي.. مش هخليها تصرف حاجه منه عالبيت زي زمان.
وبقيت اشتغل علي تاكسي بتاع واحد صاحبي اتعرفت عليه أثناء شغلي بالعربيه وأخدت انا وردية الليل وهو أخد وردية النهار وبقيت أصرف علي البيت وعليها من شغلي وتعبي.. لكن للاسف الفلوس مكانتش معيشاها في المستوي اللي كانت عايزاه.
وكل دا وكريمه بتتفرج علينا وعاللي بيحصل بينا من بعيد وكأنها ملهاش يد فيه.
آخر مافاض بيا وإبتديت أتخنق من خڼاقها ليل نهار علي حاجه عايزاها أو حاجه نفسها فيها وهي عارفه ومتاكده اني معييش تمنها.. وطبعا حالف علي أمي متصرفش من فلوسها عالبيت وعلينا ابتديت أتعصب عليها.. ومع الزن بدأت أطول أيدي عشان تهدي وتسكت وتتعلم إنها تعيش علي قد ظروف جوزها زي أي ست وتبطل النغمات الجديده اللي اتعلمتهالي دي.
وكنت بسأل نفسي بإستغراب.. هو فين الحب اللي كانت بتقول إنها بتحبهوني دا وفين وعودها وعهودها.. وازاي تعمل معايا كده وهي عارفه أنا اتحملت عشانها أيه واتغاضيت عن أيه!
ومن هنا كره ود ليا ابتدا يوضحلي وضوح الشمس.. ويتجلي فكل تصرفاتها..اللي أتحولت ١٨٠ درجه.. وانا الوضع مبقاش عاجبني ولا مريحني..
وكنت بحس كل يوم بقلبي بتتكسر منه حته مع معاملتها دي.. ولا هي دلوقتي لسه ود الطفله.. اللي يتغفرلها تصرفاتها ولا هي العاقله.. اللي قادره توزن الامور ويكونلها شخصيتها المستقله اللي محدش يأثر عليها.
ووقعت أنا في النص مع شخصيه غير سويه بالمرة.
لغاية ماجيت فيوم.. ولقيت نفسي بوافق إنها ترجع تشتغل في الإعلانات.. ازاي وليه مش عارف! ولا كنت قادر وقتها أستوعب أنا ازاي وافقت علي حاجه زي دي!
وحتي أمي أخدها العجب من موافقتي المفاجأه دي وتغيير الرأي المغاير اللي حصل بين يوم وليله.. من بعد رفض وتصميم
لكن دا وقتها مكانش له أي تفسير عندي.
ورجعت ود تشتغل في مجال الإعلانات وطول الوقت كنت شايفها ونفسي أخليها تبطل لكن فيه حاجه مانعاني.
وكنت كل مره يكون عندها تصوير إعلانات اروحلها الاستوديو واقعد معاها لغاية ماتخلص وأخدها من أيدها وارجعها للبيت لكن مع الوقت لقيت إعلاناتها بقت كل يوم وطول اليوم وحتي جامعتها أهملتها ومبقتش تروح اغلب الوقت وأنا كمان مقدرتش أجاريها واقعد معاها فكل إعلان.. كان عندي جامعتي وعندي شغلي اللي لازم أجيب منه فلوس أصرف علي بيتي..
فبقيت بغيب عنها واسيبها تروح لوحدها.. لغاية مافيوم إتصدمت بيها وانا بشتغل بالتاكسي وهي قاعده علي الكافيه اللي كنا متعودين إنا وهي نقعد عليه فالكام شهر اللي سبقوا جوازنا.. كانت قاعده مع اربع رجاله..
وكان لبسها مكشوف.. مكشوف أيه دي كانت يعتبر مش لابسه حاجه وصوت ضحكها معاهم مالي المكان
وقفت بالتاكسي وفضلت قاعد فيه دقايق وانا مش مستوعب اللي شايفه ونزلت عليها وجبتها من شعرها ونزلت فيها ضړب قدامهم كلهم.. وأخدتها علي البيت بس بعد ماكسرت عضمها وفي اللحظه دي رجولتي إتغلبت علي سحر كريمه وعملها.. اللي إكتشفت بعد كده إنها عاملهولي..
لما رحت بعدين للشيخ بسبب الديقه اللي كنت بحس بيها طول الوقت.
ومن يومها حلفت عليها شغل الإعلانات مش هتعمله تاني.. حتي لو فيه حياتها وبعدها عنه يساوي مۏتها.
وقعدتها في البيت.. ومن البيت للجامعه.. لغاية مافيوم قالتلي إنها هتتاخر مع زمايلها في الكليه فيه مشروع هيشتغلوا عليه سوا.
وافقت وطلعت من جامعتي رحت علي البيت عشان ارتاحلي شويه قبل ميعاد الشغل.. وأول ماوصلت لقيت كريمه بتستعد للنزول
بحجة إنها رايحه للدكتور.
أنا الفار لعب فعبي من نزولها المفاجئ دا. ومن سربعتها وخصوصا إنها كانت سليمه ومبتشتكيش من حاجه..
ولما عرضت عليها اوصلها بالتاكسي بتاعي.. رفضت وقالت إن الدكتور قريب.
خليتها نزلت..ونزلت وراها واستنيتها لما ركبت تاكسي وطلعت وراها بالتاكسي بتاعي.
وبعد شوارع وطرق ومشوار طويل.. دخلت فشارع عارفه كويس..الشارع اللي فيه شركة هادي.
والكارثه.. والطامه الكبري إني شفت ود واقفه تحت مبني الشركه مستنياها.
يتبع...
أنثي بمذاق القهوة ١٦
هنا.. في هذة اللحظه.. إنقطعت أنفاس الجميع والصدمه ألجمت الأفواه.. وتدلت شفاه كلا من عبدالله والطبيب حمزه ودقأئق من السكوت مرت.. حتي إستطاع عبدالله أخيرا أن يكسر السكوت ويهتف حانقا
ياجبروتك ياكريمه.. ېخرب بيت أبوكي ياكريمه.. يامصيبتك السوده ياحسام.. يا حبيبي ياللي كل شويه كريمه تظرفك خازوق يطلع من نافوخك.. وعملت أيه أحكيلي
تنهد حسام بمرارة واردف مكملا
عملت أيه.. فتحت باب التاكسي وكنت هنزل عليهم زي المچنون أعدمهم العافيه هما الإتنين.. لكني ترويت شويه وقولت أستني وأشوف الأول هما جايين هنا يعملوا أيه وكده كده.. العافيه علي أيدي هيعدموها هيعدموها.
شوية ولقيت هادي طالع من الأسانسير.. ووقف مكانه وكان باين عليه الديق أول ماشاف الإتنين فاتقدمت عليه كريمه بثقه زايده.. ووقفت قدامه وهو أول ماعملت كده حط إيده فجيبه وطلع محفظته لكن الغريبه أن كريمه المرادي وقفته بإشاره من أيدها..
وبعدها قالتله كام كلمه وأدتله ظرف كبير.. وبمجرد ماأخده منها قالتله كلمتين كمان.. لكن واضح أنهم بټهديد وأتحركت بعد كده من قدامه.. ومسكت أيد ود وراحوا علي التاكسي اللي كانوا جايين بيه..
وبمجرد ما ركبوا التاكسي هما الأتنين.. وخلاص التاكسي هيتحرك نزلت أنا بسرعه وفلمح البصر كنت واقف قدام التاكسي بتاعهم والاتنين أول ماشافوني صرخوا پخوف كانهم شافوا ملك المۏت قدامهم.
وأنا بدون أي كلمه طلعت فلوس من جيبي إديتها لسواق التاكسي وشاورتلهم بأيدي عشان ينزلوا.. ونزلوا وهما ماسكين فبعض وبيرجفوا من الخۏف وبمجرد ماإتحرك التاكسي أنا فخطوتين كنت قدامهم.. ومسكت ود الأول ونزلت فيها ضړب وأنا بسألها مع كل ضربه جايه هنا تعملي أيه وجايه لمين هنا
أما كريمه.. فمجرد ماشافتني عملت كده فود جريت علي هادي.. اللى كان واقف فمكانه ومراقب الموقف كله..
واستغاثت بيه وبمجرد ماعملت كده أمر رجالته أنهم يمسكوني ويبعدوني عن ود وهو أخدهم هما الاتنين وركبهم معاه عربيته وطلع بيهم وهو عمل كده.. وأنا بقيت أصرخ علي ود بعلوا صوتي وأقولها إني ھڨتلها هي وكريمه وهقتل هادي
كمان معاهم.. كنت فلحظة إنهيار تام مكنتش عارف بعمل أيه ولا بقول أيه ولسوء حظي إن كاميرات المراقبه بتاعة هادي رصدت كل اللي حصل.
وروحت يومها بعد ماسابوني رجالة الأمن ولقيت ود وكريمه فأوضة كريمه مستخبيين مني وأنا بكل ڠضبي كسرت عليهم الباب وفضلت أضرب فيهم هما الأتنين..
فود بحجم كسرتي منها وفكريمه بسبب كل اللي عملته فيا ولسه بتعمله عن طريق ود.
ومهما سالتهم روحتوا لهادي ليه مفيش وحده فيهم كانت بتنطق ولا تقول سبب ودا كان بيزيد چنوني ويخليني أضرب فيهم أكتر.. لغاية ماكريمه فرفرت بين ايديا وود وصلت للمۏت منجدهمش من أيدي غير أمي اللي كانت بتشتري خضار من تحت وجات لقتني خلاص هخلص عليهم.. بعدتني عنهم وسألتني فيه أيه وبعمل فيهم كده ليه
وأنا قولتلها عاللي شفته.. وهي إبتدت تهديني وتصبرني وتقولي أهدا عشان تعرف تفكر.. وبرغم كل شيئ حكيتهولها الا أنها أخدت ود فحضنها.. وإبتدت تداوي چروحها
وتسألها بكل حنيه.. راحت هناك تعمل ايه هي وكريمه..
ومع سؤالها المتكرر جاوبتها ود
كنت رايحه آخد حقي مش انا ليا حق عنده.. مش فيه تمن للي عمله إبنه فيا ولازم يندفع مش كفايه إنه دمر حياتي ومستقبلي ومخلاليش أي أختيار في الحياه.. غير حسام الھمجي يكون جوزي!
وانا سمعتها قالت الكلمه دي.. وقمت عليها أخدتها من أيد أمي وعدت عليها الكره من تاني.. وقررت من يومها أنه لا فيه خروج ليها مره تانيه.. ولا حتي مرواح للجامعه.
وبالفعل حبستهم هي وكريمه ومخلتش ود تروح الكليه بتاعتها مره تانيه.
وعدت الأيام وود بقت منعزله فأوضة كريمه ليل نهار..
لدرجة إني خۏفت عليها تتعب نفسيا من القعده لوحدها وبقيت أخلي أمي تخرجها للصاله تقعد فوسطنا من وقت للتاني.. لكنها برضوا كانت بتقعد ساكته مبتتكلمش.
كنت فاكر إن خلاص لحد هنا والأمور إنتهت بحبسة ود وكريمه..
لكني تفاجأت فيوم باللي كان بينطبخلي وانا نايم ومش داري بأي حاجه.
تفاجأت بقضيه سياسيه متلفقالي فالكليه بأني تبع جماعه إرهابيه وإني بحرض الطلبه وبدعوهم للأنضمام ليها ولقيت أدله وشهود علي الكلام دا من قلب الجامعه!
وفي اليوم ده خرجت من البيت ومرجعتش تاني ودخلت السجن حتي من غير محاكمه.. بتهمه سياسيه كأني منفي سنه كامله ١٢ شهر شفت فيهم الويل لاأعرف حاجه عن أهلي ولا هما يعرفو حاجه عني.. لولا ماقدرت إني اطمن أمي قبل ماأخرج بشهرين.. من خلال واحد كان مسجون معايا وخرج وأمنته يروحلها ويطمنها عليا ويقولها أني بخير..ويعرفها طريقي.
وحاولت كتير إنها تزورني لكن محدش سمحلها بزيارتي أبدا.. وطول الوقت مكنتش بفكر غير فحاجه وحده بس.. ياتري ود بتعمل أيه في غيابي
اذا كنت وانا موجود معاها.. كانت بتعمل كل دا امال لما غبت عن عنيها بتعمل أيه.. السؤال دا كان بيجنني وخصوصا وانا عارف كريمه ممكن تعمل فيها أيه وتوصلها لفين.
وخرجت بعد سنه بالظبط من القبض عليا.. مقدرتش أتحمل لغاية ماأوصل البيت ورحت علي كابينه في الشارع واتصلت بأمي أطمنها عليا وافرحها بخروجي.. وحبيبتي بمجرد ماسمعت صوتي صړخت من الفرحه كأن روحها كانت غايبه عنها ورجعتلها.
وانا كمان.. صوتها رجعني للحياة من تاني بعد مافضلت سنه مفارقها.. طمنتها بخروجي وقولتلها إني جايلها في الطريق سألتها عن ود وقولتلها تديهاني أكلمها لأنها برغم كل شيئ وحشتني وحشتني أوي.
لكن رد أمي عليا كان
تعالا بس إنت وأبقي أطمن علي كل حاجه بنفسك .
والغريبه أنها قالتلي أروحلها علي عنوان شقتنا القديمه..شقتنا انا وهي!
مرضتش أسألها عن حاجه اكتر من كده وقولت أما أوصل هناك هعرف كل حاجه ألظاهر حصلت حاجات كتير فغيابي وأتمنيت انه ميكونش حصل.. اللي طولت الوقت كنت خاېف منه..
وللأسف.. لما وصلت عندها إكتشفت إن كل اللي كنت طول الوقت خاېف منه مفيش الا هو اللي حصل.. لقيت أمي بتقولي.. إن كريمه وود طردوها من الشقه بعد مااتسجنت بشهر.. ومن يومها وهي متعرفش حاجه عنهم غير اللي بتشوفه علي التلفزيون!
كنت فاكر بكلامها دا.. إن ود رجعت للإعلانات مره تانيه لكنها طلعت عملت الألعن من الإعلانات.. بقت عارضة أزياء ومش هقول ماأدراكم بعارضات الازياء عشان كلنا طبعا عارفينهم وعارفين أيه هي طبيعة شغلهم وإن اللي بيتكشف من جسمهم أكتر من اللي بيتغطي..
روحتلها علي الشقه وانا ناوي إني أنهي كل حاجه مابينا.. أصل خلاص اللي زي ود هبقي عليها ليه وأي راجل في الدنيا هيبقي علي وحده متصونهوش لا فحضوره ولا غيابه ليه
رنيت الجرس.. وإستنيت شويه ولقيته بيتفتح.. واللي فتحته كريمه.. اللي بمجرد ماشافتني فوشها حاولت تقفله فوشي مره تانيه.. لكني كنت أقوي منها ودفعت الباب بأديا الأتنين ومع دفعتي ليه كريمه رجعت لورا وكانت هتقع.. ودخلت الشقه اللي كانت كل حاجه فيها متغيره.. ولفيتها بعنيا ملقتش ود..
لكني سمعت صوتها جاي من أوضتي القديمه.. رحت علي مصدر الصوت وفتحت باب الأوضه واتفاجأت بود واقفه فزاوية الأوضه ومنكمشه علي نفسها وپتبكي پخوف وجسمها كله بينتفض وبتكلم فحد قدامها ملوش وجود وبتقوله
إبعد عني.. انا مموتكش أنا مليش دعوه حسام هو السبب حسام هو اللي أخدك هناك وخلاك شفت كل حاجه.. حسام اللي خلاك هددت هادي وعشان كده هادي موتك.. وختمت كلامها بصرخه كأن واحد ھجم عليها! ووقعت بعدها علي الأرض مغمي عليها!
كل دا وانا واقف براقب الموقف ومستغرب من اللي بيحصلها!
وبعد ماوقعت بصيت لكريمه.. ومن غير ماأسأل لقيتها اتلجلجت في الكلام وهي بتقولي
أاا... أنا مليش دعوة..دي دي هي لوحدها كده بقت بتجيلها تهيؤات..
هجمت عليها بعد ماأتأكدت من منظرها وكلامها إنها هي اللي ورا اللي بيحصل لود دا.. وإنها ضيعتها بطريقة أو بأخري.
مسكتها من رقابتها.. وضيقت عليها الخناق عشان تعترفلي باللي عملته.. ولآخر لحظة مكانتش راضيه تتكلم.. لكن لما لقت نفسها خلاص.. مفيش غير شعره بتفصلها عن المۏت.. نطقت وقالتلي إن ود اتلبست من بعد ماأنا اتسجنت .
حررت رقبتها وأنا بقولها
أحكيلي كل حاجه بالتفصيل.
وهي إبتدت تحكي..
ود بدأت تخرج عن سيطرتي لما العمل خلص أصل العمل له مده معينه وبعدها الخادم بتاعه بيتحرر أصلي معرفش أعمل العمل المتجدد.
فقولت مش كل مره العمل يفضل كذا شهر ويتفك وود تتحرر من بين ايديا وتتقلب عليا واللي زي ود مينفعش تبقي من غير سيطره عليها..
فرحت أشتريت كتاب سحر.. من المكان اللي دلني عليه واحد سحار أعرفه..
وأشتريت الكتاب.. وجيت عشان أعملها عمل متجدد بالإخضاع.. لكن الظاهر إني حضرت خادم العمل بطريقه غلط أو الكتاب كانت تعويذاته مغلوطه
فإتسلط عليها ملك من ملوك الجان وبقي يخوفها ويظهرلها بدال مايخضعها.. وبقي بيتجسدلها فصورة أكبر مخاوفها.. فهيئة أبوها وقدر إنه يعذبها بأنه يكلمها من خلاله ويقولها إنها هي السبب فمۏته وېحرق روحها.. حاولت كتير أصرفه.. وديتها لناس غيري.. حتي إني وديتها لشيوخ. لكن مفيش فايده.. وكل ماحد بيفكه العمل بيتجدد من تلقاء نفسه..
وكله اللي كان يكلمه ويحاوره كان يقوله إنه خد عهد علي نفسه إنه مش هيسيبها وإنه هيروعها ويعيشها طول عمرها فخوف زي ما ساب أولاده وبيته وعشيرته واضطر إنه يتحبس في عالمنا.. وخسر عيلته فهجوم من قبيله معاديه وتم الايستلاء علي مملكته وملكه. وكان شايف اولاده قدامه بيموتوا علي أيد اعدائه وهما متروعين.. وهو محبوس هنا مش قادر يروحلهم .
ومن يومها وبنتي پتتعذب.
ساعتها بصتلها.. وانا نفسي اقولها كلام كتيير قوي لكن شفت إن الكلام فيها ممنوش أي فايده لكن أكتر كلمه وقفت عندها فكل اللي حكته ده.. كلمة بنتي..
بنتك!..هي الكلمه دي بالساهل تتقال كده! دي لو حتي بنت عدوينك. مش هتعملي فيها كده.
بصيت للي مرميه علي الأرض ولقيت كريمه بصتلها هي كمان وإبتدت دموعها تنزل وهي بتتقدم عليها.. وقعدت جنبها وإبتدت ترفعها علي رجلها وتمسد علي شعرها بحنان..
والعجيب إنها إبتدت تقرالها قرآن.. معقوله كريمه بتقرا قرآن!
من إمتا طيب وأيه السبب.. معقولة صعبت عليها ود أخيرا.. بعد كل اللي عملته فيها معقوله ندمت علي أذيتها لها
قعدت علي الكنبه باصص عليها وأنا بأشرب فسېجاره ورا سچاره.. ماهي دي كانت سلوتي الوحيده في السجن ورفيقة أيامي..لغاية ماإبتدت تفوق.. وبمجرد مافتحت عنيها وشافتني..
علي عكس الخۏف اللي كنت متوقع إني اشوفه فعنيها مني والكره اللي سيبتها وكانت بتكنهولي وكنت فاكره لسه موجود وزاد مع الغياب..
لقيت نظرة إستنجاد وتعب ولقيتها بتجري عليا وتقعد تحت رجلي بكل ضعف وتقولي
الحقني ياحسام هيموتني
مقدرتش وقتها أفتحلها دراعاتي ولا اخدها فحضني ولا اديها الأمان اللي كانت بترجوه مني..
أصل ازاي ادي الأمان لوحده.. كانت مطيره النوم من عيني وانا حاسس من ناحيتها بعدم الأمان وكل اللي تخيلته طلع حقيقي.
فضت باصصلها وانا بنفخ دخان سيجارتي واتمنيت إن الدخان دا يكون ڼار ټحرقها.. وارتاح منها زي مابتحرق فروحي من صغري..
لكني برضوا منكرش.. إني اشتقتلها ووحشتني كل حاجه فيها..وقد أيه اتمنيت لو كانت الظروف غير الظروف.. وود كانت الإنسانه اللي بتمناها تكونها..
كنت زماني واخدها فحضني وغامرها غمرة بكل شوقي ليها.. وأثناء تفكيري دا لقيتها بتقعد علي ركبها وتشب وتدخل فحضني.
كنت جامد زي الحجر.. لكن ريحتها ودفو حضنها ودقات قلبها اللي سمعت فصدري.. كل دي حاجات.. خلتني مقدرتش أقاومها ورفعت اديا وأنا مسلوب الإراده ولفيتهم حواليها وضميتها بشوق واحد بقاله سنه مضمش مراته.. ونسيت كل حاجه ونسيت أنا كنت جايلها وناوي علي أيه..
وكالعادة ضعفت قدامها ونسيت الدنيا وأخدتها ودخلت ألأوضه وطردت شوقي ليها شړ طردة..
ولكني بعد مإنتهيت منها وبعدت عنها لعنت ضعفي ألف لعنه وسألتها وانا مديها ضهري السؤال اللي كنت كل يوم بسأله لنفسي فالسجن
ود انتي كنتي بتعملي أيه في غيابي.. عرفتي رجاله غيري.. ولقيتني بكل عڼف لفيت عليها ومسكتها من دراعها وانا بسألها
كام واحد شافك زي ماانا شايفك دلوقتي كام واحد داس عرضي وانا غايب
لقيت دموعها نزلت وإبتدت تحلفي بكل أيمانات الله وتقسملي بكل عزيز وغالي إن ماحدش لمسها طول فترة سجني ولا حد قربلها ولا أصلا هي تقدر تعمل كده.
سبت دراعها.. بعد ماحسيت إن صوابعي من كتر الضغط عليها غاصوا في اللحم ووصلوا العضم..
وولعت سچاره وإبتديت أشرب فيها بغل ولقيتها بالراحه..بتحضني من ضهري وأديها إبتدت تمشي علي جسمي بحنيه.. غمضت عنيا بتعب وأنا حاسس بنعومة اديها لكن الوضع مدامش كتير
وانا بحس بإيدها جات عند چرحي ووقفت أيوه كانت بتقرف من أثر الحړق وقالتهالي كتير ومكانتش بتسمحلي اقعد قدامها بجسمي مكشوف عشان متشوفهوش وأنا مكنتش بحب ادايقها وكنت دايما بغطيها قدامها.
لقيتني ببعد اديها عني پعنف وانا بقولها
ازاي ابقي متقبلك بكل مافيكي وانتي متتقبليش حاجه زي بسيطه زي دي فيا!
وسكت وهي سكتت ومردتش وسبتها وقومت أخدتلي حمام ورجعت لقيتها علي نفس قعدتها.. رحت علي الدولاب وفتحته.. وكويس أني لقيتلي هدوم لسه باقيه فالدولاب مترمتش زي ماأترمت أم..
أمي!.. أفتكرت أمي واللي عملوه فيها هما الإتنين وبصيتلها بغل وهي شافتني ببصلها وخاڤت..
واتقدمت عليها.. وهي كل مااتقدم ترجع لورا پخوف..لغاية ماوصلت عندها ومسكتها من شعرها وقولتلها
قوليلي صحيح انتي ازاي تطردي امي من الشقه انتي وكريمه
ردت عليا بكل خوف وقالتلي
والله ماانا دي ماما كريمه هي اللي طردتها وانا مقدتش امنعها.. صدقني انا مش بقدر اقول لماما كريمه لأ علي حاجه .
سبت شعرها وانا برد عليها بتهكم
ماما كريمه!
ماما كريمه دي اللي مسلطه عليكي الجنون عشان تسيطر عليكي وتقدر تتحكم فيكي علي مزاجها.. ماما كريمه اللي دمرتك وډمرت ماضيكي وحاضرك وهتدمر مستقبلك.
وكالعاده أخدت صف الدفاع عن كريمه ورفضت أي كلام مني عليها.. وانا سبتها ومعقبتش علي كلامها..
أصل الدفاع عن كريمه دي حاجه خارجه إن ارادتها.
قعدت جنبها وأخدت نفس جامد وقولتلها مفيش شغل فالازياء مره تانيه.
لقيتها بتقولي بقلة حيله
مش هينفع عشان متعاقده مع الشركه وماضيه شرط جزائي ولسه لازم افضل سنه كمان أشتغل مع المصمم.
سالتها هو الشرط الجزائي دا كام
صدمتني وهي بتقول الرقم. مليون
همست بيني وبين نفسي
مليون ايه دنا لو بعت كل حاجه وبعت نفسي كمان مش هعرف اجمع نص المبلغ دا.. فمكنش قدامي غير حل واحد.
والحل دا هو اللي نفع ساعتها وأنهي الموضوع.. كسرتلها دراعها..عملت دا علي غفله وبحركه سريعه.. خليتها صړخت بعلوا صوتها وعلي صوت صړختها دخلت كريمه هاجمه وشافت ود مغمي عليها وانا قاعد جنبها بلا مبلاه ووقفت مكانها زي الصنم خاېفه تتقدم مني أكتر اعمل فيها زي ماعملت فود.
أخدتها ورحت جبستها ورجعنا وبكده المصمم بنفسه اعفاها من الشغل لغاية مادراعها يخف..ودا بناء عن تقرير خليت الدكتور يكتبه بأن الكسر مضاعف وهتحتاج ٤ شهور في الجبس.. مع إن الكسر بسيط ومياخدش غير بس شهر واحد لكن كان لازم التحايل عشان أعمل اللي فدماغي.
وحبستها في البيت.. ورجعت أمي تقعد في الشقه من تاني واتجمعنا مره تانيه ورجعنا كلنا لنفس الوكر تعابين مع ارانب مع أسد مجروح الكرامه.
وقتها حاولت ارجع للجامعه.. وظبط الموضوع بسبب أن السابقه الأولي مبتتكتبش في الفيش ولا تذكر.
وأبتديت ادور علي شغل وقتها كان صعب أني الاقي حاجه تناسب ظروفي..
ببص لقيت أمي طلعتلي فلوس..كانت محوشاها من مرتبها طول السنه اللي فاتت علي فلوس قديمه كانت معاها وقالتلي اشتري تاكسي أشتغل عليه ويبقي حر مالك.
وأنا ملقتش قدامي حل أنسب من دا وأخدت منها الفلوس وبالفعل إشتريت التاكسي.. لكني اتعاهدت بيني وبين نفسي إني أرجعلها كل قرش أخدته منها ويومها أخدت التاكسي ورجعت بيه للبيت وكأنه أعظم انتصاراتي في الحياة. وطاقة أمل لحياة أفضل.
وإبتديت أرجع اشتغل تاني علي التاكسي واحاول انظم وقتي.. مابين الجامعه والشغل بالتاكسي.
في الفتره دي ود كانت قاعده في البيت وكانت طول الوقت ماسكه دفتر رسم وقلم وبترسم ففساتين.. وتبعتها علي
الواتس لصاحبتها اللي فدار الازياء اللي كانت شغاله فيها عشان تفرجهالها..
كانت معجبه جدا بالتصميم واتعلمت حاجات كتير من المصمم اللي كانت بتشتغل معاه ومن ورشة العمل..وشافت إنها تقدر تصمم زيه وتعمل زي شغله وأحسن كمان.
وإكتشفت في الآخر.. إن التصميمات كلها اللي بعتتها لصاحبتها نازله فكولكشن بإسم المصمم المشهور مع تغيرات بسيطه!
يعني سرق شغلها هو وصاحبتها ونسبه لنفسه.
يومها اڼهارت واتصلت بصاحبتها وعاتبتها واتهمتها بالسرقه.. لكن صاحبتها حلفتلها.. إن المصمم هو اللي أخد التصميمات من وراها.. وهي كانت بتوريهومله بحسن نيه عشان يقيم شغلها ويقول رأيه فيه.
فحاولت ود تتصل بالمصمم عشان تشوف هو عمل كده ليه وبأي حق.. لكن رب ضرة نافعه
المصمم عملها بلوك ولغي العقد اللي بينهم ورفدها من الشغل.
وبكده ود اتحررت من عبودية المصمم ومبقتلهاش حجه فالرجوع لعرض الازياء.
وفضلت قاعده في البيت
ووقتها مقسم بين حاجتين يأما نوبه من نوبات الخۏف.. اللي بتتملكها لما تشوف اللي بيظهرلها من العدم دا فأي وقت وفأي مكان.. يأما بترسم وتصمم.. لغاية ماملت الاوضه والشقه كلها تصميمات وكان نفسها تعرضها علي مصمم.
أما كريمه.. فكانت ففترة هدوء وسلام عجيبه.. لا بتخطط لحاجه ولا بترسم علي حاجه..
وطول الوقت واخده بالها من ود وتبصلها بشفقه وخصوصا بعد نوبات الخۏف اللي بتجيلها وكانت نظراتها حقيقيه.. وواضح جدا.. إنها كانت حاسه بالذنب.. وغير دا ودا.. كانت متقبلاني أنا وأمي بطريقه مريبه!
دي حتي كانت بتحاول تتقرب من أمي! لكن أمي كانت المؤمن.. اللي حرص من جحر الثعبان وقرر إنه مش هيلدغ منه مرتين..فكانت بتتجنبها بكل الطرق.
وفيوم قررت إني أساعد ود.. فأنها تبيع تصميماتها دي أو تتعاون مع شركة أزياء عشان تنفذهم بإسمها وكل دا عشان متملش وتواصل هوايتها من البيت وتفضل كده هاديه ومطيعه.
لكن للأسف.. مفيش حد وافق انه ينفذ الشغل باسمها هي كله كان عايز ينفذ الشغل بإسمه ويديها مبلغ بسيط.
فقررت حاجه ندمت عليها أكبر ندم بعدين.. ولسه بندم عليها لغاية دلوقتي.
قررت إني أبيع التاكسي.. وأسسلها شركة ازياء صغيره تعمل فيها شغلها وأشتغل معاها فيها.. وخصوصا لما عرفت إن الموضوع دا بيجيب فلوس حلوه ومشروع ناجح..وأهو نبقي طول الوقت مع بعض وتبقي دايما قدام عيني.
وفعلا إبتديت أعمل كده وهي فرحت قوي بالخطوه دي.. لكن فلوس التاكسي مكفتش غير تأجير المكان والصرف علي التصاريح واللذي منه..
فهي اتكفلت بباقي المصاريف أشترت مكنتين خياطه احدث طراز واشترت الأقمشة اللازمه للتصاميم وجابت صاحبتها اللي سبق وبعتتلها التصاميم.. بعد مااقنعتها ببرائتها من سړقة التصاميم القديمه عشان تشتغل معاها بحكم خبرتها في المجال.
وابتدينا الشغل.. وشاركت فأول مهرجان وحققت نجاح باهر ومبيعات هايله.
ومن هنا أبتدا مشوار نجاحها وشهرتها وشهرة الشركه ومعرفة إسمها وسط شركات الموضه والتصميمات.
وإستقرت أمورنا وابتدت تتحسن.. وكل دا وانا جنبها ومعاها فكل خطوه وأبتديت أحس بتغيير واضح فشخصية ود وبداية نضوج..
بعيدا عن نوبات الخۏف اللي بتجيلها من وقت للتاني.. مع إنها خفت خالص.. وبقت تشوف الخيال دا علي فترات بعيده وكل ماتشوفه مبيجيلهاش غير في صورة أبوها وتفضل طول النهار أو الليل او الوقت اللي بتشوفه فيه خاېفه وتبكي..
وأنا أهديها بكل الطرق الممكنه واطمنها.
أماأمي فكانت فرحانه بالاستقرار اللي كنا فيه واتمنته يستمر وسعيده بتحسن حالتنا الماديه وخصوصا لما جبنا عربيه من أول مكسب للشركه
وأبتدت تفكر في ذيادة الإستقرار ده بإنه يكونلنا طفل أنا وود يملا حياتنا ويزيد من نضوج ود.
وبمجرد مااقترحت أننا نحاول نشوف الموضوع دا اتأخر ليه.. واقترحت فكرة اننا نروح لدكتور.. وقالت الكلام دا قدام ود وكريمه.. الأتنين بصوا لبعض ووشهم جاب ألوان..
ومن بصتهم دي لبعض.. حسيت أنهم مخبيين هما الاتنين سر خطېر.
وبمناسبة الأسرار مكانش السر اللي أكتشفته دا.. هو السر الوحيد اللي مخبيينه دول كانوا عاملين زي جراب الحاوي اللي كل ماحد يدخل ايده فيه يطلع بحاجه جديده مكانش يتوقعها.
وفكل مره ءآمن لود واقول خلاص اتعدل حالها ومش هيتوجع قلبي منها تاني.. تجيني بۏجع أكبر من اللي قبله والمرادي الۏجع كان صعب وكانوا خبطتين في الراس ووجعهم كان فوق قوة. تحملي.
أنثي بمذاق القهوة ١٧
كلمات حسام.. جعلت حمزه وعبدالله جالسان ينتظرا اكمال حمزه للحديث بترقب كأسدين متأهبين لإقتناص غزالة بعد جوع دام كثيرا.
ولكن.. قبل أن يكمل حسام.. أوقفه حمزه بإشارة من يده فقد حان موعد جرعته من القهوة. الآن وأقسم عليه عقله.. بألا يؤخرها عليه أكثر وإن فعلها وتأخرت قهوته لن يستوعب حرفا واحدا من كلام حسام قبل أن يحصل عليها..
وهنا حمزه قرر أن يقف مقاطعا فهو لن يجازف بإن يتحدي عقله أو يتجاهل له ټهديدا..
وخاصة عند هذا الجزء الذي من الواضح أنه ذروة الحكاية كلها وأهم أحداثها.. وتكمن فيه المفاجأه الكبري.. التي قلبت حياة حسام وود رأسا على عقب.
فأردف بعد أن صمت حسام ينتظر أن يعرف لم قاطعه حمزه! فأجابه حمزه موضحا
ميعاد فنجان قهوة. دلوقتي قبل أي كلمه زيادة.
فتبسم حسام متفهما ثم أومأ له برأسه إيجابا فنهض عبدالله سريعا وفتح باب الغرفه ومد رأسه للخارج.. وأمال بجسده قليلا وطلب بصوت مرتفع كي يضمن أنه سيصل لسماح في أي مكان هي متواجده فيه في المنزل
سماااح.. ٣ قهوة يام علي ومتتاخريش وحياة عيالك حطي ٣ كنكات مع بعض مره وحده متستنيش تعملي فنجان ورا التاني.. ولو لقيتي نفسك هتطولي عن ١٠ دقايق الغي فنجاني.. أقطعيلي حتتة بطيخه أسرع.
أنهي جملته ثم أغلق الباب وعاد للداخل مهرولا ليجلس بجوار حسام مرة أخري..مترصدا لأية حرف يتفوه به حسام خوفا من أن يفوته.
أما حسام فقام بحمل حقيبته فوق فخذيه وأخرج منها بعضا من الأوراق يصحبهم مظروف أبيض كبير وقام بتفحصهم أولا ثم أعطاهم لعبدالله طالبا منه تمريرهم لحمزه
فأومأ له عبدالله بالقبول وسيفعل ذلك بالفعل ولكن بعد أن تمر الأوراق بمرحلة التدقيق من قبله هو أولا.. فلبس نظارته وبدأ في قراءة الورقة الأولي ثم بدأ في التنقل بين بين الأوراق وهو يهز رأسه بأسي واضح وهذا جعل حمزه يرجح بأن مافي الأوراق إما صدمات جديدة أودلائل بينه علي ماسبق ورواه حمزه.
وهاهي الأوراق آتية إليه بيد عبدالله وبها تجاب التساؤلات.
فأمسكهم من عبدالله ولكنه أبقي عليهم في يده دون أن يفتشهم فعقله قد هدد وتوعد وكم هو ضعيف أمام عقله.. فإنتظر حتي يحصل علي قهوته أولا.. ثم يأتي أي شيئ آخر..ونظر الي عبدالله نظرة توسل ففهمها عبدالله وصړخ بأعلي طبقات صوته لدرجة أنه أجفل حسام الجالس بجانبه وهو يقول
القهواااة يام عليييي.. بسرعه يامدام أخوكي بينهاررر وماإن أنهي جملته حتي جأه صوت زوجته مجيبا.. جاهزه يابوعلي تعالي خدها
فهب عبدالله واقفا وقام بفتح الباب وهرول للخارج ولم يستغرق الأمر سوي بضع ثوان.. وعاد عبدالله حاملا صينية بها ثلاث أكوب من القهوة وبها طبقا من شرائح البطيخ أيضا فأعطي لحمزه كوبه
أولا.. متجاهلا آداب الضيافه ثم جلس بجانب حسام ووضع ما بيده أمامه ثم أخذ يراقب حمزه وهو يمارس طقوس إحتساء قهوته ويناشد القدح الذي بيده.. ان ينتهي سريعا..
فمواصلة حسام للحديث متوقف علي إنتهاء حمزه منه..
وها هو حمزه ينتهي .. وماإن فعل ذلك حتي إرتدي نظارته ورفع الأوراق أمام عينيه وبدأ في تصفحهم ومع كل ورقة.. تتسع عيناه أكثر ويتحرك بؤبؤ عينيه سريعا دليلا علي صډمته وعدم استيعابه.. فرفع عينيه فور إنتهائه من قراءة جميع الأوراق.. فوجد حسام يومئ له مؤكدا ما جاء بالاوراق وهو يبتسم علي منظر حمزه وصډمته وعدم إستيعابه.
وأردف فور أن إرتشف آخر قطرات قهوته
اللي إنت شايفه دا في حال إنك مصدقتش كلامي حبيت أقدم حجتي الأول المرادي.
اللي إنت شايفه دا يادكتور هو الحقيقه المره.
لما أمي إقترحت إننا نشوف موضوع الخلفه وأناشفت الخۏف فعيون الاتنين عرفت إنهم مخبيين حاجه فحبيت أدوس أكتر علي الوتر اللي سببلهم التوتر دا فأيدت كلام أمي وقولت لود بنبرة إصرار.. ود
جهزي نفسك عشان نروح لدكتور النهارده بالليل أصل كلام أمي صح إحنا أحوالنا إستقرت والحمد لله يبقي أيه اللي يمنع إننا يكون عندنا طفل
لقيتها وقفت وإعترضت بشده وهي بتقول
لأ ياحسام مش هينفع خالص في المرحله دي أنا يادوب بدأت أستقر نفسيا
وبعدين أنا لسه كنت إمبارح بتكلم مع ماما كريمه وبقولها إني عايزه اكمل جامعتي.. أنا باقيلي ٣ سنين وأخلصها.. ووجود طفل دلوقتي هيخليني أاجل الموضوع دا أو ألغيه.. وبصراحه دا حلمي ونفسي يتحقق حتي عشان افرح بابا فتربته واخليه يحس بالفخر..وكمان شغلنا لسه فأوله ياحسام ولسه قدامنا مشوار طويل عالاستقرار إحنا لسه بنقول ياهادي.. وبمناسبة الشغل وضغطه وظروفه فيه إيفينت كبير جدا هيتعمل في الدنمارك لاكبر شركات الموضه وانا حابه اقدم فيه وادخل بإسم شركتنا فيه.. عارف شغلنا لو عجب لجنة التقييم دا معناه أيه
معناه شهره من اوسع الابواب.. معناه نقله للشركه مكناش نحلم بيها ياحسام.
أنا متكلمتش لان حججها بصراحه كانت منطقيه.. لكن برضوا كنت متأكد إن مش دا السبب الوحيد للرفض وإن فيه أسباب تانيه.
لكن أمي تولت أمر الرد عليها وقالتلها
ياود لو هتطاوعوا المشاغل يبقي مش هتخلفوا طول حياتكم..
أولا انتوا في بداية شغلكم ولسه الشغل صغير وزي مابتقولي أهو انكم داخلين علي شغل كبير..
وكل مادا هيزيد يبقي تخلفولكم حتتة عيل دلوقتي.. وإن كان علي ربايته ورعايته.. فأطمنوا ياستي.. أنا مش هخليكم تشيلوا همه أنا اللي هربيه.
ردت عليها ود بإصرار غريب
لأ مش هخلف دلوقتي يعني مش هخلف.. ولما إنتبهت لحدة نبرتها رجعت تحاول تبقي طبيعيه وغيرت نبرة صوتها لنبرة إقناع وقعدت جنبها وقالتلها
بصي يامرات عمي أنا عارفه إنك نفسك فطفل لكن كل شيئ بأوانه حلوا وإحنا مش عشان نعمل حاجه نفسنا فيها.. يبقا نعملها فوقت غلط وتبوظ حاجات كتير تانيه ومنحسش بحلاوتها.
لقيت أمي هزتلها دماغها بإقتناع وكريمه شافت إقتناع أمي بكلام ود وبلعت ريقها براحه هي كمان أكن جبل هموم انزاح من فوق كتافها.
وأنا برضوا كملت في سكوتي لكني حلفت إني مش هخلي الموضوع دا يمر مرور الكرام وقولت أستني بس لغاية مانخلص موضوع الايفينت الجديد دا..وبعدها ليها ألف حل وحل.
وعدت الأيام وكريمه وود افتكروا إني نسيت الموضوع وقدمت ود تصميماتها في المسابقه وفازت فيها..
لكنها دخلت عليا مكتبي بعد يومين وهي پتبكي ومڼهاره.. وقعدت علي الكرسي قدامي وبصتلي بإنكسار وهي بتقولى
مش هينفع اسافر فعرض الازياء ياحسام.. السفر والمشاركه من أهم شروطه إن المصمم يكونله شركة بإسمه ويشارك بأسمها عشان لو فاز هناك وجاتله عروض وطلبات ومضي عقود بطلبيات.. يضمنوا إن شركته هتوفي الطلبيات وتلتزم بالعقود..
عارف دا معناه ايه.. معناه إن فرصه من دهب راحت علينا..أنا ھموت ياحسام ھموت.. تعبي وسهري وتصميماتي..
قمت من مكاني ورحت أخدتها من ايديها وقعدت بيها علي الكنبه وفضلت أواسيها وبصراحه حتي انا صعب عليا تعبها ومجهودها اللي أنا كنت شاهد عليه.. فقررت إني أكتب الشركه بإسمها عشان تقدر تسافر و تشارك في المسابقه..
وهنا قاطعه عبدالله صارخا
ياحماررر ياحمااار.. ثم تدارك نفسه وأردف معتذرا.. أسف أسف والله طلعت ڠصب عني حقك عليا.
فتبسم حسام علي ردة فعله ولكنه لم يستاء منها فهو حقا يشعر بأنه كان حمارا في تلك اللحظه.. التي قرر فيها أن يعطي كل مايملك لود
ولم يعلم أنه بهذا قرر أن يضع كافة أصابعه تحت ضروسها فأطبقت عليهم في أول فرصه وأذاقته الما لا يحتمل.
فأكمل حسام كلامه علي أية حال.. وكتبتلها الشركه بإسمها وهي طارت من الفرحه وسافرت معاها. وبقينا سهرانين ليل نهار عشان نعمل شغل المسابقه لدرجة إنها أحيانا كانت بتخليني أنا موديل.. تقيس عليا الفساتين اللي بتصممها من حيث الطول وقياس الخصر..
قالها ثم تبسم وهو يذهب بخياله لتلك اللحظات..
ود إثبت بقي ياحسام مش كده!
هو إنتي خليتي فيها حسام باللي عملاه فيا دا.. قولي إحسان حسناء إنما حسام مأعتقدش..هههههه أجابته ود بضحكة مماثله
هعملك إيه يعني مادام مفيش موديل صاحية دلوقتي عشان أستعين بيها وبكره لازم الفستان يدخل علي التطريز.. وقبلها لازم يكون جاهز خياطه.
حسام لأ بس أيه رأيك فيا يابت مزه مزه.. يلا لو اتزنقتي فعارضة ازياء فيوم أديني موجود..وأديكي شايفه بنفسك رشاقتي وعودي اللي ملوش منافس.
فأردفت ود.. بعد أن ضړبته علي ذراعه المكشوف ضړبة خفيفه
أيوه موافقه حتي توفر عليا إيجار العارضات بس في الأول نشيلك الشوك اللي فجسمك دا ونحلقلك شنبك.
فرد عليها حسام بنبرة مازحه
دنا كنت أحلقلك شعرك وأولع فكل فساتينك لو فكرتي بس تقربي من شنبي.
فضحكا هما الإتنين.. وطلبت ود منه إنه يقلع الفستان عشان خلصت تظبيطه بالدبابيس وإبتدت تساعده فخلعه لكنها دورت وشها بسرعه وهي شايفه أثر الحړق اللي فجسمه لما الفانيله بتاعته إترفعت مع الفستان.
كمل حسام قلع ومدلها الفستان ونزل هدومه وإبتدا يتأسفلها علي المنظر اللي شافته واللي بتدايق منه جدا..
وهو حاسس إنه عامل چريمه وود بتحاسبه عليها.. وقد أيه اتمني لو يقدر يزيل أثر الحړق دا.. اللي بيسببله أذمه نفسيه فكل مره ود تشوفه فيها.. وقرر إنه فأقرب فرصه هيروح لدكتور تجميل ويحاول يلاقيله حل يلطف المنظر دا..
واللي المفروض إن الندبه مع السنين وكبر جسمه تصغر وتختفي لكنها بسبب حظه العاثر فضلت تكبر معاه.. لغاية ماأخدت مساحه كبيره وواضحه جدا..وبسببها كانت بتتعكر أكتر الاوقات صفوا.
عاد حسام من ماضيه لحاضره وبدأت إبتسامته في التلاشي وأكمل..
وفازت الشركه في المسابقه واخدت المركز الأول وأخدنا مبلغ مالي محترم قيمة الجايزه..
دا غير تعاقدات من منظمين حفلات كتير من جميع أنحاء العالم للمشاركه في مهرجانات الموضه.
ورجعنا علي مصر وقررنا بالفلوس إننا نشتري فيلا صغنونه كده..
تليق بصاحب شركه ومراته.. وبالفعل لقينا الفيلا اللي علي قد فلوسنا وفيها جميع مواصفاتنا.
وكان
ناقصها شوية تعديلات عملناهم فيها ونقلنا.
وبعنا الشقه المشتركه بتاعة عمي وغيرنا العربيه.. وعشان ود متقولش إني جبت العربيه من فلوس الشقه وإني أخدت حاجه منها وتعايرني زي ماسبق وعملت.. كتبت العربيه بإسمها
وإبتدت مرحله جديده من الشغل.. وود انشغلت فيها جدا.. لدرجة اننا مبقيناش نلاقي وقت نقعد مع بعض
وحتي أنا كمان كنت مشغول بشغل الماركتينج للشركه. ومقابلة الكاستومرز وتنظيم الحفلات.
والشركه يوم عن يوم بتكبر وإبتدت ود تتشهر.. وصورها وشغلها يحتلوا مواقع التواصل الإجتماعي..
وإبتدت تكون سيدة مجتمع من سيدات الطبقه الراقيه..
وكل دا وانا براقب تطورها وتحولها وكنت فخور بيها وفرحان ولقيت إن كل طيش زمان إختفي وإتحول لعقل ورزانه.
مفضلش مكمل معاها.. غير بس اللي لسه بتشوفه دا كل فين وفين.
ودايما في الوقت دا بكون جنبها وباخدها فحضني وأحميها منه واهدي خۏفها..لأن أغلب الاوقات كانت بتشوفه بالليل لأن النهار كله بتكون مشغوله.
وعشان أخفف عنها.. أبتديت أقنعها إنها مش هي السبب فمۏت أبوها وإنه قضاء وقدر..
كنت بقنعها بحاجه أنا مش مقتنع بيها.. لكن دا كان عشان حالتها تتحسن وتتغلب علي خۏفها وإحساسها بالذنب يختفي أو يقل.
ومع الوقت المشاغل بعدتنا عن بعض.. مبقتش أشوفها في اليوم غير دقايق معدوده.. كانت بتوحشني جدا.. إبتديت أعمل أي حاجه عشان أخليها تقضي شويه وقت معايا..
اخدها في خروجه فجأه. رغم إعتراضها. وتفضل طول الوقت تقولي.. الوقت دا كنت نفذت فيه تصميم ولا اتنين.. وبرغم إن كل كلامها بيكون في الشغل.. الا اني برضوا كنت بفضل أسمعها واستمتع وأنا قاعد معاها..
واراقب بنتي اللي كبرت قدام عيوني وبقت ليدي جميله بټخطف أنظار الجميع..
حبها فقلبي كان كل يوم بيزيد.. نسيتلها كل حاجه مبقتش اقدر أستغني عنها وهي كمان كنت بشوف فعنيها الحب ليا..
ووقت مانكون مع بعض بحس إنها مش عايزه تبعد عني..بعد ماعدت عليها فترات ماكانتش طايقاني.
وقضيت كل سنين عمري اللي عشتها معاها.. وانا بتمرجح بين أحاسيس مختلفه
ساعه تطلعني سابع سما.. والساعه اللي بعدها تنزلني سابع أرض.
والفتره الأخيره فضلت في السما كتير.. وإطمنت وقولت خلاص كده هفضل فوق علي طول.. لكن للأسف ود خلتني آمنت وإطمنت.. وقامت شداني من السما بخيط خفي كانت رابطاني بيه.. خلتني وقعت الوقعه اللي مكانليش قومه بعدها..
فيوم قررت إني ازرع الجنينه بتاعة الفيلا.. وازرعها بأنواع الورد اللي ود بتحبها وازينها.. عشان نقضي مع بعض وقت جميل فيها..
وتحب قعدتها وتتعلق بيها بسبب الورود.. كنت عايز اعلقها بالبيت وبقعدته واخليها تحاول تفضي نفسها شويه عشان ترجع لبيتها ومملكتها الجميله.
إشتريت أسمنت وطوب عشان أبني أحواض للورد.. ودخلت المخزن بتاع الفيلا عشان أجيب منه معدات البنا.. وفضلت أدور في الكراكيب.. واللي من بينهم كانت حاجات قديمه من شقة عمي مكانش لها مكان في الفيلا.. ومن ضمنهم كانت كنبة انتريه بخزنه سحريه.. ومش عارف ليه فضولي أخدني ليها وخلاني أحاول أفتحها وأشوف فيها أيه.. ربما يكون فيها حاجه مهمه ولا أوراق تاكلها الفيران ولما نعوزها ندوخ عليها..لأني من صغري كنت بشوف أي ورقه مهمه كريمه كانت بتحطها فيها وتقفل عليها.
وبالفعل فتحت القفل بتاعها كسرته بشاكوش لأنها كانت مقفوله بقفل صغير وملوش مفتاح.
وفعلا إحساسي طلع صح.. ولقيت فيها كمية أوراق كتيره جدا فشنطه بلاستيك شفافه وكتب عمي كلها كمان.. دورت علي حاجه احط الورق والكتب دي فيها.. ولقيت كيس بلاستيك كبير ولمېت فيه كل حاجه وطلعتها للجنينه خليتها جنبي لغاية مااخلص..
وإبتديت شغل بنى وبعد ماخلصت دخلت الحمام اللي في الجنينه..أخدتلي شاور وخرجت أخدت الأوراق وطلعت علي أوضتي أنا وود.. شلت الورق فوق الدولاب.. وكلمت ود سألتها هترجع إمتا..وقالتلي إنها هترجع بالليل ونزلت عشان أستناها تحت وأقعد جنب أمي شويه.. وكالعادة حبيبتي كانت في المطبخ بتعملنا الأكل.
جبت كرسي وقعدت جنبها.. وفضلنا نتكلم كتير.. ومن بين كلامنا فتحت معايا موضوع الخلفه مره تانيه.. وقالتلي إنه خلاص السبب اللي كانت بتتحجج بيه ود زال.. وحتي الكليه اللي إتحججت بيها أهي نسيت امرها خالص.. يبقي أيه بقي!.
ولسه هرد عليها لقيت صوت كريمه سبق صوتي وهي بترد عليها بلجلجه
يعني يام حسام مانتيش شايفه البنت مشغوله ازاي! .. دي ياحبة عيني مبتلحقش تقعد ساعتين علي بعض..
كانت واقفه ومستنيه رد علي كلامها.. لكن لا أنا ولا أمي ردينا عليها.. وأمي بصتلي بصه فيما معناها.. إن الموضوع دا فيه إن.. ورجعت تكمل اللي بتعمله.. وانا سكت وكريمه لما لقتنا معبرناهاش مشيت من سكات.
والغريبه إن يومها طلبت إنها تخرج تروح للدكتور.. وعشان أنا عارف إن ورا كل خروجه ليها بتحصل مصېبه..
قولت لأمي متسيبهاش تروح لوحدها. وتروح معاها متفارقهاش لحظه.. وفعلا دا اللي حصل.. ورجعت يومها كريمه مع أمي ووشها مرسوم عليه الڠضب.. واتأكدت إنها كانت مخططه لحاجه وإحنا فشلنا خطتها.
ورجعت ود للبيت يومها بالليل متأخر.. وأنا كلمتها فموضوع الخلفه دا مره تانيه..
ولقيتها المرادي بتستقبل الموضوع بهدوء تام.. وجات عليا وقالتلي إنها موافقه وحتي هي نفسها تكون أم.. بس الأول فيه خبر حلو عايزه تفرحني بيه.. وهو..
إن فيه مستثمر كبير حابب إنه يدخل شريك معانا فشركتنا.. وإنه بالمبلغ اللي هيدخل بيه شريك.. هيتعمل مصنع تابع للشركه وهتبقي أكبر شركة ديزاين في الشرق الاوسط.. ومش بس كده..دا مع كل المبلغ دا متنازل عن حقه في الإدراره.. وكمان الأرباح هتكون التلتين لينا..للتلتين ليه.
انا بصراحه.. مشفتش اللي عرض العرض دا غير واحد غبي.
أصل يعني دا واحد رامي فلوسه ومستغني عنها!.
ولا هو شايف حاجه محدش مننا شايفاها وباصص لقدام مثلا!
ملقتش إجابه للسؤال.. لكن العرض بصراحه مكانش يتفوت.. فقبلناه..وتمت الشړاكه مع المدعوا عبد السلام الاسيوطي.. واللي إسمه عمري ماسمعت بيه قبل كده في عالم رجال الأعمال!.. لكن قولت مش مهم.. طالما هو اللي له عندنا.. أنا هقلق ليه
وإبتدت مرحله جديده من إنشغال أكبر لود.. مرحله مبقتش أشوفها فيها حرفيا.. وحتي أنا كمان المصنع الجديد اللي إبتدينا نجهزه أخد كل وقتي.. واللي اتكتب بإسمي تحت إصرار من ود مكنتش فاهم سببه ..
ونسينا موضوع الخلفه دا خالص.. وكيان ليفاد للموضه والأزياء أخد كل وقتنا..
لغاية مافيوم إنطلب مني أقدم للضرايب تقرير ذمه ماليه عشان المصنع.. وكان مطلوب مني أوراق عشان أعمله.. فروحت البيت وإفتكرت الأوراق اللي لقيتهم في كنبة الانتريه في المخزن.. وقولت أكيد هلاقي كل حاجه أنا محتاجها فيهم.
فنزلت الكيس من فوق الدولاب وابتديت أدور فيه.. والغريبه إن كل الأوراق كانت تخص ود وكريمه بس.. ومن بين الأوراق كان فيه جوابات من البنك بحساب كريمه واللي إتصدمت من المبالغ اللي فيه.. وكمان من ضمن الأوراق.. كانت ورقه بتفيد تحويل ٢ مليون جنيه لحساب بنكي بإسم ود.. ودا كان ففترة سجني! المبلغ من مين وكان مقابل أيه.. معرفش.. ودا خلي عقلي شت مني فساعتها.. وإفترضت أسواء الإحتمالات.. وبصراحه ملمتش عقلي علي تفكيره دا ابدا.
ولكن
دا كان ولا حاجه قدام الكارثه التانيه.. االي لقيتها من ضمن الأوراق.. واللي قريتوها بنفسكم..
فأردف عبدالله بأسف
وأي كارثه يابني دي کاړثة الكوارث.. وتقولك قال مشغوله والشغل وأبصر أيه ومدرك إيه.. دا أيه الجبروت دا!
فرد عليه حسام پقهر
عشان انا مغفل ياأستاذ عبدالله أصل مفيش غير المغفل اللي يدي الأمان لوحده.. من صغرها متعرفش يعني ايه عيب ولا حرام.. وحده ربيبة إبليسه ومتربيه على أديها.
مفيش واحد يآمن لوحده كذا مره تجرحه فرجولته ومتصونهوش فحضوره قبل غيابه ويقول إتغيرت.. اصل مكدبش اللي قال من شب على شيئ شاب عليه .
واتاري طول الوقت الهانم هي وكريمه.. منيميني ومستغفليني وبيلعبوا من ورايا..
ومن هنا بدأت توصح قدامي حاجات كتيره مكانش ليها تفسير وهي بتحصل.
زي خوف ود وكريمه كل ماحد يجيب سيرة الخلفه والعيال.
أتاري الست هانم شايله الرحم من ساعة ماسقطت ومكتمه علي الخبر هي وكريمه وعايشين معانا لابسين توب الحملان ومحدش عارف إن الحملان دول تعابين متنكرة.
أنثي بمذاق القهوة ١٨
تلاقت أعين الطبيب حمزه مع عيون حسام في نظرة طويله.. حاول الطبيب حمزه فيها أن يكتشف مدي صدق حسام فيما يرويه..
فلم يجد بؤبوئه يتحرك ولم يهرب بعيناه بعيدا عنه بل ظلت نظرته ثابته مؤكده.. وملامح وجهه علي حالها فلم يحاول الإبتسام حتي ليبعد حمزه عن النظر في عينيه مباشرة.. وهنا علم حمزه أن حسام لا ېكذب.
ولكنه مع ذلك وضع في حسبانه.. أن حسام من الجائز أنه يستند في ثقته هذه علي بعضا من الحقيقة وليست الحقية الكامله.. ولكن همس في قرارة. نفسه لا أظن هذا فالأدلة بين يدي.. ومع هذه الثقة الكبيره التي يتحدث بها حسام وماتعلمته في دراستي عن كشف الكاذب من خلال عينيه.. كل هذا يثبت أن حسام صادق كليا.
فقاطع عبدالله هذه النظرات المتبادله بقوله كمل ياحسام.. قول عملت أيه بعد ماعرفت كل دا يبني.. والفلوس كانت من مين
فأردف حسام مكملا ولازال ينظر في أعين حمزه مؤكدا ماهو قادم كما كان يؤكد مامضي..
كنت ماسك الأوراق ومش مصدق اللي أنا شايفه بعيني!..ود شايله الرحم!.. وكمان التاريخ بتاع الاشعات والفحوصات بنفس تاريخ عملية الزايدة!.
أخدت الورق دا وطبقته وحطيته فجيبي وشلت باقي الأوراق.. وانا مقرر إني مش هعرف حد فيهم إني عرفت حاجه عشان مياخدوش إحتياطهم ويحاولوا يخفوا الحقايق أويزيفوها بطرقهم وحيلهم اللي مبتنتهيش.. وخرجت.
خرجت وانا مش عارف أبدأ منين وازاي.. لكني قررت إني هبدأ من ود الأول.. هاخدها علي خوانه عشان مأديهاش فرصه تحاول الهرب من المواجهه.
روحت لأقرب عيادة دكتور نسا وحجزت عنده كشف مستعجل.
وطلعت علي الشركه أخدت ود منها بحجة إننا هنخرج نتغدي مع بعض النهارده.. زي مابعمل كل فتره كده واحطها قدام الأمر الواقع.
وكالعاده سمعت كل إعتراضاتها علي الطريقه اللي بخطڤها بيها من وسط شغلها دي وانها مبقتش تنفع في الوقت دا.. كل داوانا ساكت.. لغاية ماتعبت من الكلام وسكتت هي كمان.. وانا فضلت راسم علي وشي إبتسامتي المعتاده.. لغاية ماوصلنا للعماره اللي فيها الدكتور.. ونزلت وفتحتلها الباب ونزلتها.
إتلفتت حواليها عشان تقدر تعرف هي فين وإيه المكان اللي أنا جايبها فيه دا
لكن قبل ماتقدر تعرف حاجه.. سحبتها من إيدها وطلعت بيها عند الدكتور من غير ماأديها فرصه تفهم أي حاجه.
وبمجرد ماوقفت قدام عيادة الدكتور وشافت اليافطه.. عيونها جحظت من الصدمه ومبقتش قادره تتحرك من مكانها ولا تنطق حتي الصدمه لجمتها
لكني جريتها جر علي جوه.. ودخلت بيها للدكتور وقعدتها قدامه وقعدت انا كمان ولما الدكتور سألنا إيه المشكله
قولتله إنها عامله عمليه وجايين نطمن عليها.
سألني عملية إيه
قولتله لما هتكشف عليها هتعرفها..وطلعت علي سرير الكشف وهي بتتنفض زي ورقة الشجر في مهب الريح.
وبمجرد ماحط الدكتور السونار علي بطنها وبص في الجهاز.. نطق بتلقائيه
أه دي عملية إستئصال رحم.. بس العمليه معموله من مده! مش جديده يعني عشان تطمنوا عليها.. ولا إنتي بتشتكي من اي تعب جد يامدام.
وبص للمدام وكان مستنيها تنطق.. لكن طبعا المدام في اللحظه دي فقدت النطق وفقدت كل الاحاسيس ماعدا إحساسها بالخۏف والړعب مني.. ودا شفته فعنيها وهي باصالي طول الوقت وراصده عيوني وكل حركاتي..وكنت منتظر منها إحساس تاني تحس بيه.. لكني ملقتهوش للاسف لا فعنيها ولافكلامها بعد كده.. وهو إحساسها بالخزي أو بالخجل من نفسها لما أكتشف كذبها عليا طول السنين دي!
نزلت بيها من عند الدكتور.. اللي كان مستغرب من سكوتي وسكوتها التام وحتي إننا مشينا من غير مايعرف إحنا كنا رايحينله ليه او إيه سبب الكشف.
ركبنا العربيه وقبل ماأتحرك قولتلها كلمه وحده ليه
سكتت شويه وكنت منتظر منها أي إجابه ولما بصتلي وقولت خلاص هتتكلم وتوضح وتشرح وتعتذر.. صدمتني لما قالتلي أنا عايزه اروح لماما كريمه دلوقتي.. أنا مش هتكلم غير قدامها
ردها وصلني لحافة الجنون.. لأ مش للحافه.. دا دخلني فمنطقة الجنون فعلا وانا شايفها بصالي بكل تحدي كأنها مظلومه وإتاخدت في قضيه ظلم وطالبه المحامي بتاعها عشان خاېفه تتكلم وتتورط!
مسكتها من دراعها ولفيت وشها عليا وضړبتها بقلم علي وشها.. ضړبتها وكان نفسي القلم دا يكون خنجر يتغرز في قلبها ويطفي عيونها اللي تندب فيها ړصاصه من كتر البجاحه..واللي حتي الخۏف إتبخر منهم وحل محله برود يكاد يصل للصقيع.
حطت إيدها علي خدها پألم وبإصرار أكبر قالتلي
إطلع بينا عالبيت ياحسام وهناك هنتحاسب لا مركزي ولا مركزك يسمح باللي بتعمله في الشارع دا.
مركزي.. ومركزك!.. اتعجبت من ردها! مراكز إيه ومقامات أيه اللي بتفكر فيها في اللحظه دي! هي ليه واخده الموضوع بالبرود دا
وإيه درجة السلام النفسي اللي شايفها فيها بعد ماكدبه بالحجم دا كانت مخبياها وإتكشفت!
تمالكت نفسي وطلعت بالعربيه بأقصي سرعه عشان أروح للست كريمه هي كمان وأحاسبها عاللي إتسترت عليه هي والست ود وأعرف دا تم بمساعدة مين وكمان أشوف الفلوس الكتيره اللي بإسمها في البنك دي جات منين ماهو أصل الفلوس اللي كان هادي يمد إيده فجيبه ويديهالها.. متعملش المبالغ دي أبدا..دا مليون ونص!
وصلت للبيت ونزلت ولفيت عشان أنزل ود.. اللي إفتكرت إنه هتتردد تنزل من الخۏف لكني لقيتها نزلت وإتقدمت قبلي كمان وهي بتمشي بشموخ وبصتلي بصه جانبيه وكملت دخول للفيلا.
وبمجرد مادخلت.. صړخت بإسم كريمه بعلوا صوتها.. خلت كريمه وأمي اللي وحده كانت فاوضتها ووحده كانت في المطبخ.. طلعوا مع بعض وجولنا يجروا!
كريمه وقفت قدامها وسألتها پخوف
مالك ياود يابنتي فيكي إيه
ردت عليها ود بكل برود
حسام عرف خلاص إني مبخلفش.. وهو دلوقتي بيسألني ليه.. ممكن تردي عليه إنتي وتقوليله ليه.. ردي عليه ياماما وقوليله السبب فإني مش بخلف قوليله إيه السبب فإني شلت الرحم وإتحرمت من الخلفه طول العمر وأنا كان سني يادوب ١٥ سنه.
لقيت كريمه قربت من ود وحضنت كتافها وبصتلي وإتكلمت بنبرة إتهام
ويعني
هو مش عارف مين السبب مش عارف مين اللي ضړبك لغاية ماسقطتي وعملك تهتك في الرحم ومضاعفات خلتك شلتي الرحم واتحرمتي من إنك تكوني أم طول عمرك.. مش عارف مين اللي ظلمك من غير ذنب.
أنا سمعت الكلام دا وبصيت لكريمه بعيون ماليها الڠضب.. أصلي عرفت سر القوة اللي فنظرات ود ليا.. عرفت هي ليه مش حاسه بأي ذنب ناحيتي ولا حاسه بأي غلط فإنها خبت عليا!
عرفت كريمه زرعت أيه فعقلها وقلبها من ناحيتي.. كانت مفهماها إن أنا اللي مذنب فحقها وشايفاني مچرم فنظرها طول الوقت.
لقيت امي بتترد عليهم بدالي وتسألهم وهي متفاجئه من اللي سمعته زيي ويمكن أكتر مني كمان
حسام مش بيسأل إيه السبب فاللي حصل دا هو كان سؤاله.. ليه تخبي عليه حاجه زي دي.. حتي لو كنتي متهماه بإنه هو السبب.. ليه ماعرفتيهوش بكده
وانا زودت علي سؤالها سؤال تاني
وياريت ياأمي وهما بيجاوبوا علي السؤال دا.. يجاوبوا بالمره علي حاجه تانيه.. ويقولولي كل الملايين اللي فحساباتهم دي جات منين وإيه مصدرها
لقيت ود بترد الأول وهي بتتحرك وتقف قدامي وبمنتهي الثبات والتحدي قالتلي
خليني أبتدي وأقولك عالفلوس اللي فحسابي أنا الأول.. الفلوس دي من هادي بيه.. دي تمن اللي عمله إبنه فيا.. تمن حرماني من أمومتي بسببه وسببك.. تمن إنه ضحك علي عيله صغيره ودمر مستقبلها ومۏت أبوها.. الاتنين مليون دول كانوا تمن رحمي اللي شلته.. ومش بس كده.. دا هو كمان اللي اتوسطلي عشان ادخل عالم الازياء..
ولا دي كمان كل حاجه.. لأ دا كمان هو اللي دخل معانا شريك في الشركه بتاعتنا.. واللي بسبب شراكته انت بقيت حسام بيه صاحب اكبر شركة ازياء في الشرق الأوسط وبقي تابع ليها مصنع وورش..
ومش بس كده.. ولا دي كل حاجه.. دا أنا لسه هسحب من هادي اللي يسكت إحساسي بالحرمان من الأمومه كل مااحس بيه..
ولسه كمان شادي لما يرجع من أمريكا هاخد حقي منه بالتقرير اللي معاك دا وبصور عقد الجواز اللي معايا علي التليفون.. واللي كانوا فاكرين هو وأبوه إنهم لما قطعوه خلاص كده أخفوا جريمتهم..
لأ دا بعدهم.
نيجي بقا ليك إنت.. إنت اللي كان لازم تتحمل إنت كمان نتيجة غلطك زيك زيه.. بإنك تتجوزني وترضي بيا زي ماأنا.
تقدر تقولي لو صارحتك بالحقيقه من الأول كنت هترضي تعمل كده
كنت هتوافق تتجوز وحده بقت عقيمه.. حتي لو كان بسببك وعلي ايدك!
ارجوك ياحسام متحاولش إنك تحط نفسك فدور المظلوم والمخدوع.. عشان الدور دا مش دورك.. إنت ظلمتني ظلم بين.. وخسرتني خساره لو فضلت أدفعك تمنها العمر كله فلوس.. برضوا مش هتوفي قدرها..ولا الشركه ولا العربيه ولا الفيلا.. ولا اي حاجه فدول تساوي كلمة ماما اللي حرمتني منها.
وعشان كده إنت وهادي لازم تفضلوا طول عمركم تدفعوا تمن حرماني ده.
خلصت كلامها وطلعت لفوق وهي مقتنعه تمام الإقتناع إن هي الضحيه مش الجانيه وإن كله جني عليها ومش محمله نفسها أي غلط ولا قابله يقع عليها أي لوم.
بصيت لكريمه اللي جه الدور عليها للتبرير وسألتها
طب هي وعرفنا مصدر فلوسها وعرفنا كانت طول الوقت محللاها لنفسها إزاي.. أو خلينا نقول إن إنتي اللي حليلتيلها الموضوع وفهمتيها إن دا حقها.. طيب إنتي بقي..حقك كان إيه في الفلوس اللي كنتي بتاخديها!
وأصلا الفلوس اللي بتاخديها من هادي عمرها ماتوصل للمبلغ دا.. قوليلي بقي باقي الفلوس دي كلها جاتلك منين!
كريمه سكتت لكن اللي ردت عليا أمي
من فلوس عمك يابني.. كريمه بقالها سنين ماسكه كل فلوس عمك وكانت بتديله الفلوس اللي بيحتاجها بحساب زي ماتكون مراته ومسئوله عن كل فلوسه وشايفه إنها من حقها لوحدها.
كريمه بقالها ٢٣ سنه بتحوش ياحسام.. وأي مبلغ هتشوفه معاها متستغربهوش.
أمي كانت بتتكلم بكل غل وۏجع كأن حد داس علي چرح كان منسي ورجع إتفتح مره تانيه.
وهنا كريمه ردت بكل برود
أيوه حقي ياسعاد.. أنا اللي كنت بربيله بنته وباخد بالي من البيت وبراعيه وراعيت مراته فتعبها وإتحملت منها اللي محدش يتحمله..أنا كنت بقوم بكل واجبات الزوجه ناحية قاسم وبنته وبيته.. ماعدا حدود الله.. يبقي من حقي الفلوس اللي الزوجه بتعتبرها حقها وحق تعبها.. وإن كان علي الفلوس اللي كنت باخدها من هادي.. فإنتي وإبنك السبب فإني لجات لكده..
إنتوا الأول اللي أخدتوا فلوس مش من حقكم كانت المفروض فلوسي وحقي انا وحرمتوني منها.. معاش قاسم المفروض من حقي .. اتجوزتيه كام سنه إنتي وخدمتيه قد أيه عشان تاخدي معاشه! وزي ما أخدتوا اللي مش من حقكم.. أنا كمان اخدت اللي شفت إنه حقي.. من مين بقي مش مهم المهم إني أخدته.
نهت جملتها وراحت علي اوضتها هي كمان.. وفضلنا انا وأمي لوحدنا بنبص لبعض ونسأل نفسنا.. أيه الناس دي
الناس دي بتفكر ازاي كده وتحلل لنفسها أي حاجه تعملها.. وتجيب عليها حجه وبرهان كمان بأنها صح!
قعدت علي الكنبه بتعب وأمي إتقدمت وجات قعدت جنبي وحطت أيدها علي كتفي وهي بتواسيني وقالتلي
متزعلش من ود ياحسام ومتستغربش موقفها دي وحده طول العمر بيتحشي فدماغها إنها مظلومه وليها حق عند الكل.. ولازم هتصدق الكلام دا وتآمن بيه..
وإنت عارف كويس إن هو دا موقفها من أي حاجه تقولهالها كريمه او تقنعها بيها.. وود كانت عيله وكل اللي بتعمله من تخطيط كريمه. فلازم كانت هتعمل كده.. أما كريمه وعمايلها فمفيش داعي نتكلم عنها.
رديت عليها بتعب وقولتلها
اديكي قولتيها ياأمي كانت عيله وغلطت زمان بإنها أخدت فلوس من هادي ودي غلطه ممكن السن يغفرهالها طيب وغلطها دلوقتي بعد ماكبرت ومبقتش عيله.. إيه اللي يغفرهولها
ردت عليا بكل هدوء وقالتلي
اللي يشفعلها إحساسها بالنقص ياحسام.. إحساس الحرمان دا صعب اوي يابني..
ولعلمك..
ود كل ماهتكبر في السن وتعرف أيه اللي هي اتحرمت منه وأمومتها تصرخ وتطالب ود بإشباعها.. ود هتسخط علي الكل أكتر.. وإنتقامها من الكل هيزيد وهتكبر عداوتها..
وخليك متأكد إن انت هتكون علي راس قائمة الأعداء دي لان كريمه مفهماها إن إنت السبب الاكبر فاللي حصلها.. وبيني وبينك يابني.. ومن غير زعل ولا تفتكر إني بحسسك بأي ذنب.. فعلا إنت مسئول بشكل جزئي عن اللي حصلها دا لأنك لو مكنتش اتهورت وضړبتها.. كان زمانها دلوقتي بتتمتع بحقها فأمومه طبيعيه.
رديت عليها پغضب لأني متحملتش كلامها وقولتلها
ياأمي انتي سامعه نفسك بتقولي أيه.. يعني ياأمي عشان هي تتمتع بأمومه.. تربي عيل ابوه مكنش هيعترف بيه وكان هيطلع ويتربي ويكبر علي إنه إبن حرام!
وهو يعني دا سبب إنك تسقطها ياحسام! .. أو عايز تفهمني إن دا السبب الحقيقي اللي خلاك ټضربها أنا عارفه ياحبيي إنك مكنش قصدك تسقطها.. دا مش سبب يابني يخليك تتسند عليه.. ومتقولش عذر اقبح من ذنب تحاول تبرر بيه اللي حصل.. بص هي ود غلطت فحاجه وحده.. فانها خبت عليك.. غير
كده كل اللي عملته كان ردود أفعال لۏجع محدش كان حاسس بيه غيرها.
بصيتلها وانا مش عارف هي عايزاني اعمل ايه دلوقتي وقصدها ايه بكلامها دا.. ولا موقفها أيه وبناء عليه أحدد موقفي من اللي حصل دا أنا كمان بدال الضياع اللي حاسس بيه دا.. لكنها وضحتلي اكتر وردت علي حيرتي من غير ماأسألها
مراتك مچروحه يابني وحاسه بالنقص.. وفاهمه إن انت السبب.. واكيد دلوقتي هي خاېفه إنك بعد ماعرفت المستخبي تسيبها وتتخلي عنها للسبب دا.
وعشان كده انا عايزاك تفهمها إنها مفهاش تفريط.. وإنكم هتفضلوا سوا للأبد.. أديها الأمان ياحسام.. ود تعبانه وكفايه عليها اللي بتشوفه دا بسبب كريمه.. ود لو إنت بعدت عنها أو هي بعدت عنك. ھتموت.. ھتموت من الخۏف ومن الوحده.. ھتموت من إحساسها بالذنب.. ھتموت بكذا طريق وبسبب كذا حاجه.. ودي وصية عمك. قاسم ياحسام.. عمك. قاسم اللي عمل معانا حاجات كتير حلوه متتنسيش ولازم تتردله فبنته.. دا اقل واجب يابني.
هزيتلها دماغي بتفهم وكنت هقوم.. لكنها وقفتني لما قالتلي بنبره حازمه بعكس اللين اللي كانت بتتكلم بيه من شويه.. بس الكلام دا ليها هي وبس ياحسام.. وهيكون فيه كلام تاني بيني وبينك لازم يتقال.. وأمور لازم تترتب بعد الوضع الجديد دا.
وسابتني وراحت لمحرابها.. ورجعت إنشغلت في الطبيخ ودفنت نفسها بين الحلل والأطباق من تاني.
أما انا فطلعت السلم ومع كل سلمه اطلعها عقلي يحلل وتوضح قدام عيوني الرؤيه.. وعرفت يومها كريمه كانت بتبتسم بإنتصار ليه وهي خارجه من عند الدكتور يوم العمليه كانت فرحانه عشان لقت السبب اللي هتكسب منه قرشين زياده..
حتي لو كان دا تمن لتعاسة بني أدمه وحرمانها من الخلفه طول عمرها.. فضلت أسأل نفسي.. ازاي كريمه قدرت تخدعني.. وتخدع أمي وإحنا يومها طول الوقت كنا معاها ازاي قدرت تاثر علي دكتور وتخليه يشترك معاها فكدبها!.. وازاي أصلا العمليه تتعمل من غير موافقة الزوج..اللي هو المفروض انا.. لكني رجعت وأفتكرت.. إن واسطتها أكيد كان هادي اللي مبتقفش قدامه حاجه وإنها أكيد وقعت فدكتور عديم الذمه باع ضميره بقرشين.
فتحت الأوضه علي ود ودخلت ولقيتها قاعده علي السرير ومن أول ماشافتني مسحت دموعها وحاولت تبان طبيعيه..
إتقدمت وقعدت جنبها ومن غير ماابصلها إتكلمت
ود ليه عملتي كده ليه خبيتي عليا حاجه زي دي.. ليه إفترضتي فيا السوء واني هتنادل معاكي واتخلي عنك عشان حاجه زي دي..أنا مش شادي ياود.. ومش أنا الانسان الندل اللي يتخاف منه أنا حسام إبن عمك وحبيبك أنا اللي ضميتك لما غيري اتخلي عنك.. أنا اللي مفرطتش فيكي وتغاضيت عن كل حاجه.. تفتكري مكنتش هتغاضي عن دي كمان معقوله كل السنين دي مع بعض ولسه مفهمتنيش ياود ولا عرفتي حسام يبقي أيه
بصتلي وبصوت مخڼوق ردت عليا
وعشان السبب دا بالذات مقولتلكش عشان متفضلش طول الوقت تحسسني بإنك متكرم عليا عشان تقبلت فيا عيب فوق عيوبي.. عيوبي اللي بتعايرني بإنك قبلتني بيها دلوقتي.
مقولتلكش عشان متعيشش دور المظلوم.. مقولتلكش عشان لما أقولك إكتب الشركه بإسمي متخافش مني وتقول فلوسي هتروح لمين ومتكتبهاش..
مقولتلكش عشان آخد منك حقي في الأول.. ورقة طلاق اعيش بيها براحتي وسط الناس وفلوس تعوضني اللي حرمتني منه.
في الأول مكنتش محتاجه غير ورقة طلاق تثبت إني كنت متجوزه علي سنة الله ورسوله.. بس دا كان في حال الأول أيام مكانش حيلتك حاجه
لكن لما إبتدا يبقي معاك.. كان لازم تدفع زياده.. كان لازم آخد منك كل حاجه.. ودلوقتي بعد ماأخدت حقي منك.. أحب أقولك إنك سواء سبتني أو إستغنيت عني فدا ميهمنيش.
ولعلمك انا اللي بقولهالك دلوقتي.. طلقني ياحسام أنا مش عايزاك..طلقني عشان أشوف واحد أحسن منك وأتجوزه.. واحد يليق بود هانم.. واحد ميكونش فيه عيوب.. علي الاقل مش مشوه وكل ماأبص لجسمه روحي تكش.
بصيتلها بمجرد مانطقت الجمله الأخيره.. وقبل ماأتكلم ولا اعاتبها.. لقيتها بتأكدها مره تانيه.. أيوه اللي سمعته أنا قاصداه وقاصده أقوله.. زي ماهتشوفني ناقصه من هنا ورايح.. إعرف إن أنا كمان بشوفك دايما ناقص.. وكنت راضيه بيك علي عيبك.. عشان متفتكرش إنك هتتكرم عليا لو رضيت تقبلني علي عيبي.
برغم كل الكلام اللي قالته ود.. واللي المفروض إنه سکين حاميه بتغرزها فروحي.. إلا إني ساعتها مشفتهاش غير وحده مچروحه.. شفتها هي المدبوحه وبتفرفر وتحاول تعزز موقفها وتدافع عن صورتها فعيني بكل الطرق.. حتي لو هتدمرني بكلامها عشان تبينلي إني مش أحسن منها وإنها حاسه بأنها لسه ليها قيمه.
في اللحظه دي وقفت وإتقدمت عليها.. وهي لما عملت كده.. رجعت لورا پخوف كانت فاكراني ھضربها أو هعاقبها علي كلامها.. لكنها اتفاجئت لما لقتني بشدها لحضني وبضمها جامد.
وقتها إتفتحت في البكا وهي بتحاول تبعدني عن حضنها.. بتحاول تتخلص من حضني اللي حسيتها رافضاه عشان إفتكرته وقتها حضن شفقه.. وود أكتر حاجه بتكرهها في الدنيا.. هي إن حد يشفق عليها لأي سبب.
فضلت ضاممها لحضني كتير قوي.. لغاية. مإإبتدت تهدا وتسلم.. ولقيتها غمضت عنيها ورفعت اديها وحضنتني هي كمان
وأخدتها ورحت ناحية السرير.. وقعدنا سوا وقربتها مني أكتر..وإبتديت أثبتلها محبتي.. وأكدلها إن حضني دا كان حب مش شفقه ابدا..
وهي تجاوبت معايا لأبعد الحدود لأول مره لقيتها بتدخل ايدها من تحت التيشرت بتاعي وتمشيها فوق چرحي بحنيه.. كأنها بتعتذرلي علي اللي قالتهولي.. وبتثبتلي هي كمان إنه كان مجرد كلام.. ومش حقيقي.
ولقيتني كالعاده بضيع بين اديها وبدوب فحضنها وبتغاضي عن كل حاجه.. وزي كل مره مببقاش عارف أنا ليه بكون بكل الضعف دا وانا معاها!
وهنا اردف عبدالله سريعا وللمرة الثانيه ينطقها بدون تفكير وبنبره تهكميه
عشان حمار.. مش محتاجه يعني.!
وحينما تدارك نفسه مرة اخري.. قام بوضع يده علي فمه ثم اردف بخجل من تسرعه وبضحكة بلهاء
والله بتطلع ڠصب.
أنثي بمذاق القهوة ١٩
ضحك حسام أيضا للمرة الثانية علي تلقائية عبدالله وأكمل حديثه متجاهلا الوصف فقد بدأ يشعر أن له اربعة قوائم بالفعل من كثرة نعت عبدالله له بالحمار
وبس من يومها بدأت أحس إن ود إرتاحت الي حد ما وإن الموضوع دا كان عاملها اذمه اتحلت لما كلنا عرفناه.. لكن مع إحساسها بالراحه.. بدأت تبعد عني.. ووحده وحده.. بدأت تعاملني بكل جفا كأن خلاص السبب اللي كانت بتعاملني بحب عشان مشفهوش ولا أكتشفه خلاص انكشف ومبقاش فيه داعي لإظهار أي حب.
وبدأت أحس إن كل مشاعرها ليا.. كانت تمثيل فتمثيل.. بس للاسف إكتشفت دا بعد ماكنت حبيتها لدرجة إنها بقت الهوا اللي بتنفسه وحياتي إستحاله تكون حياة وود مش فيها.. لقيتها إدت كل وقتها لشغلها حرفيا لدرجة إنها حتي بيات كانت بتبات في الشركه وتفضل طول الليل تصمم وتنفذ.
ودايما بقت قاعده مع صاحبتها الانتيم مي.. وليل نهار مع بعض مابيتفارقوش مع اني سبحان الله عمري ماإرتحت للبنت دي ولا توسمت فيها الطيبه أبدا.. أصل البني آدم بيبان من كلامه وحركاته ودي
ماشاء الله كانت حركاتها كتير.. دي حتي كنت بلاحظ انها بتبصلي من تحت لتحت وإن نظراتها مش طبيعيه ابدا وساعات كتير كنت ببقي قاعد في مكتبي والاقيها داخله عليا بعصير أو بقهوة وتفضل تواسيني فغياب ود عني وإنشغالها بشغلها..
وتقولي أكيد إنت متأثر بالحكايه دي وإن الراجل بيتعبه غياب الست عنه وتلميحات كده ملهاش لازمه كنت بتغاضي عنها وبرغم تجاهلي الا انها مبطلتش محاولاتها القذره دي.. الا لما هددتها وقولتلها إني هقول لود عاللي بتعمله دا.
وبعدت عني بعد كده وأنا التهيت في الشغل انا كمان
لغاية مافيوم أمي كلمتني في الشركه وطلبت أني اروحلها علي شقتنا القديمه واللي كانت فضيت من المستأجرين.. أنا افتكرتها بتكلمني عشان فيه مستأجرين للشقه وعايزاني أقابلهم واتفق معاهم زي كل مره.. لكن لما رحتلها مطلعش دا السبب اللي عايزاني عشانه.. وصدمتني لما لقيتها بتمسك اديا وتقعدني جنبها وتكلمني بنبرة صوت هاديه وحنونه لكن برغم دا كانت مليانه إصرار
حسام إسمعني كويس.. أنا جبتك النهارده هنا عشان نبقي بعيد عن كريمه وود ومحدش يسمع اللي إحنا هنقوله.. أنت يابني كتر ألف خيرك فاللي عملته مع ود لغاية هنا وكتر ألف خيرنا إننا سكتنا علي كل عمايلها وإعتبرنا كل حاجه عملتها طيش في طيش.. لكن فيه حاجات بتنفع نستمر فيها وفيه اللي يخلينا نتغاضي عنها وفيه حاجات لازملها وقفه..
بصيتلها وأنا متوقع اللي هتقوله بعد كلامها دا لكنها خالف توقعي لما قالتلي
مش قصدي اللي إنت فهمته علي فكره ولا قصدي إنك تبعد عن ود وتتخلي عنها ود دي حته من قاسم ياحسام ومفيهاش تفريط.. أنا كل قصدي يابني إنك مش هينفع تكمل حياتك من غير خلفه ولا إبن يشيل إسمك.. ود عايشه حياتها ومشغوله عنك وإنت بقيت لوحدك ودي مش طريقة حياه لواحد لسه فعز شبابه وبداية حياته.. محتاج لزوجه وقت مايحتاجها يلاقيها وتدلعه وتاخد بالها منه والأهم من دا كله تخلفله العيل اللي يملا عليه حياته.
بصيتلها وقولتلها
ياماما ولسه هتكلم قاطعتني..
إسمعني ياحسام أنا عارفه إنك. بتحب ود وعارفه إنك مش هيهون عليك تكسرها وعشان كده بقولك متقلقش من النقطه دي عشان انا عامله حسابها كويس.. ود مش هتعرف اي حاجه عن جوازك اللي هيكون رسمي وكل حاجه عشان حق الولايا.. لكن هيكون في الخفا ومحدش هيعرف بيه هتتجوز في الشقه دي وتروح وتيجي علي مراتك من غير ماحد يحس ولا يعرف وإن كان علي ود أهي مشغوله ليل نهار ومش هتلاحظ غيابك أبدا.
بصيت لبعيد وبلغتها رفضي لكل اللي قالته دا ووقفت عشان أمشي وقولتلها
لأ ياأمي أنا مش موافق إنتي عارف اللي إنتي عايزاني أعمله دا.. لو ود عرفته هيجرالها ايه ود ممكن ټموت فيها ازاي عايزاني اجيب للدنيا روح هيكون تمنها روح تانيه
لأ ياأمي أنتي لو بتحبي ود فعلا ويهمك إن عمي يفضل مرتاح في تربته مش هتقولي كده أبدا.
خلصت كلامي وخطيت خطوه عشان اخرج لكنها مسكت دراعي ولفتني ليها پعنف وبصت في عنيا وهي بتقولي
حسام.. القرار في الموضوع دا مش قرارك لوحدك أنا أمك واعرف مصلحتك وليا عليك حق الطاعه..ومش هسامحك لو مسمعتش كلامي وهفضل غضبانه عليك لحد ماأموت.
وحننت نبرتها وهي بتهمسلي
ياحسام أنا اللي أقنعتك تتجوز ود وإنت مكنتش راضي.. ووافقت وأنا اللي بقولك دلوقتي متتخلاش عنها وأنا اللي بقولك اتجوز وعيش حياتك وخلف.
صدقني يابني مفيش حاجه هتنفعك ولا تدوملك غير طفل من صلبك ولا هتحس بفرحه زي فرحتك وهو بين إيديك وواخده فحضنك.
إسمع كلامي ياحسام أنا عمري ماهأذيك..إسمع كلامي عشان متخسرنيش.
بصيت فعنيها لقيت فيهم إصرار علي كلامها وتحدي وفهمت منهم إنها بتقولي كلامي دا مش مجرد ټهديد وإنها بتعني كل كلمه قالتها.
ورجعت قعدت تاني وانا مغلوب علي أمري وفمحاوله أخيره للإفلات من اللي عايزه تجبرني إني أعمله قولتلها
طيب ومين اللي هترضي بوضع زي دا
لقيتها ردت عليا بكل ثقه وقالتلي
اللي يرضوا بالوضع دا كتير وإطمن أنا مختارالك وحده بس خلي الكلام دا لأوانه.. ودلوقتي بس عايزه منك إنك. تحضر نفسك عشان تروح معايا مشوار ضروري بكره.
سألتها بإستغراب
مشوار أيه دا
قالتلي بنت خالتي الوسطانيه كتب كتابها بكره وخالتي وبنتها طلبوا مني وإترجوني.. إنك تروح تحضر العقد وتكون وكيل العروسه أو تمضي شاهد علي الأقل أهو يبقي راجل قريبها حط أيده فأيد جوزها بدال مايعايرها بإنها ملهاش رجاله زي جوز أختها الكبيره.
هزيتلها دماغي بموافقه وأخدتها بعد كده ورحنا علي الفيلا.. وأنا طول الطريق أفكر فكلامها وأحاول إني أوزنه من جميع الجهات وأشوفه هينفع ولا مش هينفع.. ولغاية ماوصلنا وأنا برضوا مش مقتنع.. إن حاجه زي دي ممكن تستخبي عن ود وماتعرفهاش وخصوصا إني اللي هتجوزها دي هخلف منها يعني هيكونلها عليا حقوق أكبر من حقوق ود كمان.
وصلنا الفيلا ونزلنا ودخلت اخدت شاور وقعدت شويه وود رجعت الفيلا هلكانه زي كل يوم سلمت عليا وعلي أمي وطلعت ألاوضه أخدتلها شاور ونامت زي عادتها.
ساعتها بصيتلها وهي نايمه وشوفت فعلا إن ود مقصره فحقي وإني ليا حقوق كتير جدا محروم منها حاولت إني أصحيها لكنها رفضت تصحي وطلبت مني إني أبطل إزعاج وأسيبها فحالها عشان تعبانه..
سيبتها ونزلت للجنينه وفضلت الليله دي كلها وأنا سهران في الجنينه بشرب سجاير وبحاول إني أقنع نفسي أكتر بكلام أمي.
لكن وأنا واقف حسيت بحد حضني مره وحده لفيت دماغي وأنا متفاجئ ولقيتها ود!
لفيت عليها لقيتها دخلت فحضني وبصت فعنيا بعيونها اللي بتلمع زي قناديل الشموع تحت ضلمة الليل وقالتلي
ياتري حبيبي سهران ليه وليه نازل فالجنينه في الوقت دا أيه اللي مطير النوم من عينك ياقلب ود
بصيتلها وقولتلها بكل صراحه
أنتي اللي مطيره النوم من عيني ياود هو فيه حد غيرك يطير من عيني النوم
ولقيتها حضنتني اكتر وهمست
انا بحبك قوي ياحسام ارجوك ماتسيبنيش لوحدي وانا نايمه تاني وتنزل هو انت مش عارف انا بيحصلي أيه مش عارف اني مش بطمن غير فوجودك حسام متبعدش عني مره تانيه.
وحضنها وكلامها دا انهى الجدل اللي جوايا واتحسم الموضوع لصالحها.
أنثي بمذاق القهوة ٢٠
أنهي حسام كلامه ثم نظر الي عبدالله الذي كان يهز رأسه بقلة حيله ويأس وقبل أن ينطق كلمته المعتاده.. سبقه إليها حسام الذي أردف ضاحكا
حمار.. أيوه عارف.
ثم أكمل.. وأخدتها ورجعت بيها للفيلا وأخدتها فحضني وحسيت إن حضني دا بيتها.. اللي لو بعدت عنه هتضيع وتتوه وانا لايمكن هحرم بنت قلبي من بيتها ابدا.. صحيح بعدت عنه شويه بسبب مشاغل الحياه لكنها في الأخر بترجع لعشها.
تاني يوم أخدتها ووصلتها للشركه.. وانا دخلت خلصت كام حاجه كده ورايا وسبت الشركه ورحت لأمي البيت عشان آخدها ونروح بيت خالتها زي ماإتفقت معايا إمبارح..
لكن قبل مانروح قلنا المفروض إننا
ناخدلهم هديه كده للعرسان تليق بينا وبيهم..
خليني في الأول أقولكم.. إن خالة أمي دي ست كده عالبركه يعني من الناس بتوع زمان اللي كل البيوت بيتها وكل الناس حبايبها وبيتها مفتوح لكل الجيران.. بيتها دا لما تدخله تحس فيه براحه غريبه من كتر الطاقه الإيجابيه اللي فيه من حب أهله لبعض وحبهم لغيرهم وطيبة قلوبهم.
تعرفوا لما كنا نروحلهم زمان زياره أنا وود وامي وعمي وكريمه.. كانت كريمه دايما ټجرح خالتي دي وتفضل تبص للبيت والحيطان بقرف.. وحتي ود كانت بتبص لبناتها بتعالي ودايما تبص للبسهم وهدومهم بنظرة تقزز.. مع إنهم مكانوش فقرا قوي ولا متبهدلين للدرجه دي دي امهم كانت خياطه وكانت بتكسب وبتلبسهم حلوا ومعيشاهم عيشه معقوله والبنات كمان من صغرهم كمية الرضي اللي جواهم والقناعه بالعيشه اللي عايشينها كانت غير طبيعيه!
وأكيد الحاجه دي وارثينها من أمهم.. اللي مهما حاول عمي فيوم من الأيام إنه يديها فلوس لما يروح عندها.. كانت بترفض بإستماته.. ولما افتكرها محرجه من أمي او من كريمه ورافضه تاخد الفلوس منه قدامهم.. سابهالها كذا مره وهو ماشي من غير ماحد ياخد باله غيري أنا طبعا كنت بشوف دا في الخباثه كده.. في الزياره اللي بعدها كانت بتديهاله وتقوله.. إتفضل ياابو ود الفلوس دي وقعت منك المره اللي فاتت.. وتديهاله بإصرار أكبر علي الرفض.. لغاية مابطل يحاول يديها فلوس وإكتفي بإنه كان ياخد هدايا للبنات بس.. ودي حاجه مكانتش بتقدر ترفضها لإنها كانت بدافع المحبه.. مش الشفقه
وكمان البنات كانوا بيفرحوا بالهدايا دي جدا وحبوا عمي قاسم.. لدرجة إنه لما كان يغيب ميروحلهمش كانوا بيتصلوا عليه ويكلموه ويطمنوا علي صحته..
وكان لما يروحلهم يستقبلوه إستقبال أب غايب وأمهم تعمل أكل جميل وكتير كأنها بتحتفل بوجودنا برغم إنها علي قدها.. وكذا مره عمي حاول ياخد أكل جاهز معاه وهي كانت بتزعل جدا وتتدايق.. لغاية مابطل يعمل كده كمان.
والبنات من فرحتهم بعمي.. كانوا يقفوا بنفسهم في المطبخ ويطبخوا مع أمهم لعمي لما يعرفوا إنه رايحلهم.
بصراحه انا لما كنت بروح. كنت بحب العب معاهم.. لكن كنت بحس إن ود بتزعل لما اسيبها قاعده لوحدها واروح العب معاهم..
فمكنش يهون عليا زعلها وكنت أفضل قاعد جنبها.. وكتير حاولت إني أخليها تندمج معاهم وتصاحبهم.. لكن ود كانت بتشوف كل حاجه بعيون كريمه.. والحاجه اللي كريمه متحبهاش ود هي كمان متحبهاش وتبعد عنها.
نرجع لمكان ماوصلنا..
أخدنا الحاجات اللي اشتريناها أنا وأمي واللي كانت عباره عن كمية حلويات وجاتوه وكانز وأمي اشترت سلسله دهب للبنت قالت عشان تلبسهالها قدام جوزها وتعلي شأنها قدامه.
وأنا أصريت عليها تشتري سلسله تانيه زيها لأختها المتجوزه وتلبسهالها هي كمان قدام جوزها عشان ترفع من شانها قدامه هي كمان وتعمل اللي مقدرتش تعمله يوم جوازها.
وصلنا عند البيت..اللي بقالي كتير جدا مارحتهوش واللي حسيت بالدفى من مجرد ماشفته من بعيد وأفتكرت أيام زمان أيام الطفوله البريئه.
قاطعه الطبيب حمزه متسائلا
هو لسه بيت خالة أمك. دا موجود زي ماهو ياحسام فنفس المنطقه منقلوش منه.. لسه قاعدين فالمنطقه اللي إسمها أبو الغيط
رد عليه حسام مستغربا
وإنت عرفت المكان منين.. ايوه هما لسه قاعدين فنفس البيت بس يعني المنطقه اتغيرت دلوقتي وبقت عمار أكتر. بتسأل ليه!
فرد عليه حسام موضحا عرفت المكان من كريمه أما بالنسبه لبسأل ليه فبسأل لغرض في نفس يعقوب.
رد عليه عبدالله بعصبيه
حمزه بالله عليك تحوش أسئلتك للآخر وتبقي تسألهم علي بعض متقاطعش الراجل انا مابصدق ياخد سرعته في الكلام تقوم تيجي إنت تفرمله سيبه دا كان لسه داخل بينا عالفرح بعد السواد اللي سمعناه دا.
تبسم حسام من حديث عبدالله وأكمل كي يهدأ ثورته قليلا
قربنا علي البيت. اللي ناس كتير كانت بتدخل وتخرج منه وهي فرحانه ودخلنا وريحة البخور الجميله اللي فايحه من البيت أخدتني أكتر لأيام زمان..نفس ريحة. البخور المريحه اللي كانت دايما خالتي بتولعه في البيت..
ودخلنا أنا وأمي وخالتي إستقبلتنا إستقبال جميل هي وبناتها الاتنين
ورحبوا بينا ترحيب خاص وجوز بنتها كمان فضل يرحب بينا وحتي العريس.
وأخدت جوز بنت خالة أمي اللي بقولها خالتي وخرجنا نزلنا الحاجه من العربيه واديناها لخالتي
وقعدت بعدها وسط مشهد مكرر عشته من سنين كتير فاتت بس كان ففرح أمي علي عمي نفس البيت ونفس الفرحه وتقريبا نفس الناس بس الزمن بقي خط علي وشوشهم علاماته وكان فيه غيرهم كتير من الجيل الصغير.
فضلت قاعد اتلفت حواليا علي الناس اللي بتسقف وفرحانه وانا مبتسم لفرحتهم ومعداش وقت كبير وجه المأذون وكتب الكتاب وكنت أنا وكيل العروسه.
واتجوزوا الاتنين ولبستها أمي السلسله ولبست سلسلةأختها كمان..
وأنا مراقب كل دا ومستمتع بكل لحظه تمر عليا وسط اللمه والهيصه وفرحت جدا بفرحة بنات خالتي الإتنين بالسلسلتين بتوعهم..
وسألت نفسي.. هو إحنا ليه مجبناش وحده تالته بالمره لأختهم الصغيره تخليها معاها لغاية ماتتجوز!
أختهم التالته! صحيح هي فين مشوفتهاش من ساعة ماجيت ولا جات سلمت عليا زي أخواتها ومامتها!
فضلت أتلفت حواليا يمكن أشوفها وأعرفها قولت أكيد هتكون قاعده فزاويه لوحدها.. زي ماطول عمرها بتعمل.. ودايما كانت بتاخد جنب من الكل.
واتلفتت وملقتهاش فأى زاويه لكني وانا بمسح المكان بعيوني شفت وحده واقفه في الطرقه اللي بتدخل علي المطبخ.. واقفه وبصالي!
كانت سمره بس ملامحها جميله وبمجرد ماعيني جات فعينها بصت للأرض وإبتسمت بخجل إستغربتها جدا!.. وبعدت عيني عنها وإبتديت أتكلم مع جوز بنت خالتي الكبيره وفتحنا مواضيع كتيره وفضلنا نتنقل من موضوع لموضوع وبدون شعور رفعت عيني تاني لنفس المكان اللي كانت فيه البنت لكني ملقيتهاش لقيتها سابت المكان وإختفت رجعت بعنيا تاني لجوز بنت خالتي وانا بتكلم معاه.. لكني لمحتها كانت قاعده مابين أمي وخالتها وبيتكلموا هما التلاته والظاهر إن أمي تعرفها عشان كانت مندمجه معاها في الكلام جدا!
وللمره التانيه لما رفعت عنيها ولقتني ببصلها نزلت عنيها بخجل وإبتسمت نفس الإبتسامه!
بصراحه انا مكنتش فاهم نفسي ليه بدور عليها بعيوني وحاسسها مألوفه!.. ولا ايه المميز فيها دونا عن كل الحضور
لكن لما رفعت ايدها تعدل طرف طرحتها من علي وشها فهمت أنا ليه عنيا ألفتها ودا لما شفت الوحمه السوده اللي فضهر إيدها.
ايوه دي سمر بنت خالة أمي واصغر وحده فيهم واللي لسه كنت بسأل نفسي.. هي فين ومسلمتش عليا ليه
لقيتني تلقائيا ببتسم وأنا ببصلها وأفتكر خجلها زمان وخۏفها من كل حاجه وأي حاجه.. وقد أيه كانت جبانه ودايما انا وإخواتها وود كنا بنضحك عليها فكل موقف نشوف فيه خۏفها.
والظاهر إن طبعها لسه زي ماهو بدليل الخجل اللي واضح عليها دلوقتي دا.. لكن الصراحه شكلها إختلف كتير عن زمان.
إحلوت أكتر ولون بشرتها بقي أفتح وبقي فيها حاجه مميزه كده تشد العين مش عارف أيه هي!
خلص الفرح وإبتدت الناس تمشى مفضلش بس غيري أنا وامي وبنات
خالتي المتجوزين وأجوازهم وسمر وخالتي.
وإبتدوا البنات يحضروا العشا حضروا عشا للعريس والعروسه فأوضة الصالون عشان يتعشوا لوحدهم.. وإحنا حطولنا أكل في الصاله.
وإبتدينا نتعشى كلنا مع بعض في جو مليان فرحه وسعاده وضحك من الكل ماعدا اللي كانت طول الوقت قاعده ساكته بتضحك مع اللي يضحك ولما تبطل ضحك تفضل إبتسامتها الرقيقه علي وشها لكنها منطقتش بكلمه وحده.. حتي لما أمي عرفتها عليا مدت أيدها وسلمت من سكات.
خلصنا عشا وطلعت أنا والشباب قعدنا قدام البيت علي الكراسي نشرب الشاي ونقعد في الهوا شويه وبصراحه الناس في المنطقه كانوا كلهم ناس طيبين وشاركونا فقعدتنا وفضلوا يتكلموا ويضحكوا معانا بدون تكليف كأنهم يعرفونا من سنين.. وكل دا بسبب سيرة خالتي الطيبه هي وبناتها بين الناس وإحترامهم اللي الكل بيحلف بيه كان الكل بيحترمها ويحترم أي حد من طرفها ويحبوا أي حد من ريحتها.
بصراحه كان نفسي ود تكون معايا في اليوم دا عشان تنبسط وتفرح وسط اللمه وترتاح شويه من إرهاق الشغل.. لكن للأسف.. عارف اني حتي لو قولتلها مكانتش هترضي تيجي معايا.
إذا كانت خروجه فأفخم المطاعم باخدها ليها بالعافيه هترضي تيجي فرح بنت خالتي!
أخدنا قعدتنا وكل واحد قام عشان يروح بيته جوز بنت خالتي أخدها واخد بنته وإبنه ومشيوا والعريس روح
وأنا فضلت واقف مستني أمي عشان أخدها ونروح لكنها قالتلي أقعد شويه مع خالتها عشان كان نفسها إني ازورها من زمان..
وكتير طلبت دا من أمي وأمي الحقيقه كانت تبلغني.. لكن أنا مكنش بيبقي عندي وقت ولا كان فيا دماغ لأي حاجه من كتر مصايب ود واللي بتعمله فيا.
قعدت معاها شويه وفضلت تسألني عن حاجات كتيره.. تقريبا عن كل حاجه عني وأنا أجاوبها وفضلنا هي تسأل وأنا أجاوب كاننا فتحقيق.. ومن وسط الأسئله والإجابات.. كل شويه كانت تبص لسمر نظره أنا مش فاهمها!
وطول الوقت كانت سمر قاعده معانا.. لكن بعيد عننا بشويه وراسمه علي وشها إبتسامه طول الوقت مبتختفيش ولا بتروح وبرضوا مبتتكلمش!
خلصنا كلام وأخيرا أسئلة خالتي خلصت ولما شافت عليا التعب قالت لأمي خلاص ياسعاد خدي إبنك وروحي شكله تعب والخيره فيما أختاره الله والإستخاره هي الحكم ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأمي سمعت كلام خالتها ووقفت وأخدت شنطتها ومسكت دراعي وطلعنا سوا وهي فرحانه ومنشكحه.. مش عارف ليه! وخصوصامن بعد ماسمعت كلام خالتي.. واللي مفهمتش معناه ولا فهمت كانت تقصد بيه أيه!
ورجعنا البيت..وطول الطريق أمي تبصلي بإبتسامتها الواسعه اللي مفارقتش وشها. وأنا إفتكرت إن سر فرحتها وسعادتها دي إنها إنبسطت في الفرح وفرحانه لبنت خالتها إنها إتجوزت.
لكن بعدين إكتشفت إن مش هو دا السبب خاالص.
رجعت الفيلا ولقيت ود فيها وكانت قاعده تحت وقدامها اللاب توب بتاعها وشغاله عليه والظاهر إن كريمه كانت نامت لأنها مش موجوده ومش من عوايدها لما تكون ود في البيت تقعد بعيد عنها.. الأ لو كانت نايمه.
دخلنا وسلمنا عليها وأمي دخلت علي أوضتها فورا عشان ترتاح من التعب اللي شافته النهارده وإجهاد الفرح..
وأنا فضلت قاعد مع ود مستني تخلص شغلها عشان نطلع أوضتنا سوا.
ولما طولت في الشغل اتدايقت وطلبت منها انها تخلص اللي بتعمله عشان نلحق نقعد شويه مع بعض.
بصتلي وهي هلكانه من التعب وقالتلي خلاص ياحسام هبعت الشغل لمي أهو عشان تسلمه بكره للمنفذين يشتغلوا عليه وهقوم علي طول
مسكت منها اللاب وقولتلها اطلعي أنتي فوق خديلك شاور وانا هبعت الشغل لمي واحصلك .
سمعت كلامي وقامت بسرعه كانها مسجون وإتفك سجنه وطلعت لفوق وأنا أبتديت أحدد الشغل وبعته لمي.. اللي ردت فورا وبعتت إيموشن لايك.. بإن كله تمام وخلاص هقفل لقيتها بعتت رساله..
ود مقولتيليش هتعملي إيه في الموضوع اللي إتكلمنا فيه الصبح
رديت عليها
أنا حسام مش ود ود نامت والموضوع ابقوا إتكلموا فيه الصبح.
وخلاص هقفل وقايم.. لكني إتفاجئت بمي بتتصل كاميرا!
فتحت الإتصال قولت يمكن فيه حاجه مهمه هتقولها!
وبمجرد مافتحت رجعت إيدي من فوق اللاب وانا مذهول من المنظر اللي شفته!
شفتها قاعده بهدوم بيت مينفعش حد يشوفها بيها أصلا.
وبمجرد ماشافتني لقيتها بتبتسم وبترجع شعرها لورا وهمست
هاي حسام.. وشاورتلي بأيدها.. وأنا بمجرد ماعملت كده ووصلني مقصدها من الإتصال.. لقيتني بقفل اللاب توب فورا وقمت بسرعه طلعت علي فوق لمراتي.
وفتحت الأوضه وأنا بمني نفسي بإني هلاقيها قاعده مستنياني وجواها ليا نفس الشوق اللي جوايا ليها.. لكني إتصدمت لما لقيتها مرميه علي السرير بالعرض ونايمه دي حتي نايمه بالسليبر فرجلها مقلعتهوش!
قربت منها وقعدت جنبها علي السرير ومش عارف ليه صورة مي في الفيديوا نطت قدام عيوني وقتها!
استغفرت ربي ونفضت منظرها من قدام عيوني وإبتديت أشد ود وأنيمها علي السرير كويس وقلعتها اللي فرجلها ونمت واخدتها فحضني وانا بتأملها
وجمالها طرد من خيالي صورة مي وكان كفيل بإنه يطرد من خيالي صورة أي وحده غيرها.. وهمستلها وأنا بقرب منها وببوس جبينها بحبك ياملعونه
صحينا الصبح احنا الإتنين رحنا علي شغلنا علي يوم جديد من التعب وقرف الشغل اللي مبينتهيش ومع نهاية اليوم ماإستحملتش هجرها ليا وبعدها عني المسبب بإنشغالها دا.. فخطڤتها وجريت بيها علي فندق حجزت جناح وقضينا فيه باقي اليوم سوا وبيتنا فيه كمان.. بعد ماإديت خبر لأمي إننا هنبات بره النهارده.
وتاني يوم طلعنا علي الشركه من بره بره وأمي إتصلت عليا وانا في الشركه وإكدت عليا إني أجي الفيلا حالا.. وحتي لو كنت مشغول أفضي نفسي عشان فيه موضوع مهم عايزاني فيه.
قفلت معاها وانا بهمس لنفسي
مواضيعك المهمه كترت ليه اليومين دول ياأم حسام.. ربنا يستر ومتكلمنيش في نفس الموضوع مره تانيه.
رجعت علي الفيلا.. بعد ماإديت خبر لود إني ماشي عشان ورايا ميعاد مع زبون وكالعادة تجاهلت نظرات مي ليا واللي كانت كلها غيظ وبغض بسبب إني تجاهلتها في المره اللي فاتت وأساليبها اللي كانت فاكره إنها هتأثر فيا مجابتش معايا أي نتيجه.
وأول ماوصلت الفيلا لقيت أمي مستنياني بره البوابه وكانت لابسه ومستعده للخروج وبمجرد ماوقفت بالعربيه جات عليا وركبت العربيه وقفلت الباب وبصتلي وقالتلي بنبره حازمه
إطلع ياحسام.. وأقف بينا عند أي ماكينة ATM عشان نسحب فلوس.. بطاقتك. معاك مش كده
بصيتلها وأنا مش فاهم حاجه ولسه هسألها ليه.. لقيتها بتكمل بنفس النبره الجديه.. مش مشكله حتي لو بطاقتك مش معاك.. انا معايا بطاقتي.
مرضتش اطلع بالعربيه ولا أنصاع لأمرها من غير ماآخد منها رد علي سؤالي اللي طرح نفسه بشده في اللحظه دي وتفسير للي بيحصل وسألتهولها
هتعملي أيه بالفلوس ياأمي
بكل ثبات ردت عليا
هنشتري شبكه.
وإجابتها دي ماأرضتش فضولي بل بالعكس دا زاد وبإستغراب أكبر سألتها . شبكه!.. شبكه لمين
شبكتك إنت وسمر بنت خالتي.
أنا هنا الصدمه لجمتني وبصتلها عشان أتاكد من ملامحها
وأشوف هي بتتكلم بجد ولا بتهزر.. لكني شفت علي ملامحها جديه متوحيش بإنها قالت كلمه وحده من جملتها من ماتكون قاصده معناها.
سألتها وانا حاسس إن أمي علي وشك إنها تخليني أقع فى غلطه ممكن تخسرني ود وتدمر حياتي كلها
سمر مين ياأمي.. أنتي عملتي أيه من ورايا إزاي تقرري حاجه زي دي من غير ماترجعيلي.. إنتي..
وقبل مااكمل جملتي قاطعتني بحزم
إطلع ياحسام الناس مستنيه وعيب وميصحش نتأخر عليهم ..وأوعي تكون نسيت أنا خيرتك بين الموضوع دا وبين أيه تاني..
ولو بقي خسارتك ليا متفرقش معاك..أنا هنزل وهلغي الموضوع.. بس تنسي من النهارده إن ليك أم.. هروح اعيش فى شقتي ومش عايزه أشوفك ولا هخليك تشوفني أو تعرف أي حاجه عني.
أخدت نفس وطلعت بالعربيه وانا حاسس إني مسلوب الاراده وإن أمي حطتني بين نارين.
ووصلنا لبيت خالتي.. بعد ماسحبنا ٦٠الف جنيه ٣٠ من الكريدت بتاعتي و٣٠ من الكريديت بتاعتها
وبمجرد ماعربيتنا وقفت قدام بابهم.. سمعنا زغاريت كتير ونزلت أمي من العربيه وقالتلي خليك هنا..
ودخلت هي البيت وفضلت دقايق جوه وبعدها خرجت وهي ماسكه دراع سمر وخالتي ماشيه وراهم.
ركبوا العربيه أمي ركبت سمر جنبي وهي وخالتي ركبوا في الكرسي الوراني وطلعت بالعربيه وانا باصص قدامي مألتفتش مجرد التفاته لسمر.
لكن عيني جات فعين خالتي في المرايه وشفت ملامحها الجامده.. اللي كأنها رافضه اللي بيحصل دا زيي بالظبط.
وصلنا عند محل دهب ونزلنا كلنا.. والمفروض إني أختار الشبكه مع سمر.. لكني وقفت بعيد
وخليتهم هما اللي ينقوا ويختاروا لوحدهم.. بس اللي كانوا بيختاروا سمر وامي بس
أما خالتي فكانت واقفه بعيد زيي وبتتفرج عليهم ومرضيتش تقربلهم كأنهم بيعملوا چريمه وكانت خاېفه تشترك معاهم فيها!
قربت منها وسألتها بهدوء
إنتي مش راضيه باللي بيحصل دا صح
ردت عليا بكل صراحه وقالتلي
لأ
سالتها أمال وافقتي عليه ليه
ردت عليا بنفس الصراحه
انا موافقتش.. ولا عمري هوافق ولا هرضي عاللي بيحصل دا.. وأي ام عاقله مترضاش يحصل كده فبنتها.. مترضاش تشوفها بتضحي بحياتها وسعادتها وذاتها وتتنازل عن كامل حقوقها وتوافقها علي ده.
وأنا جايه دلوقتي وأنا مش موافقه عاللي بتعمله بنتي لكني مرغمه زيي زيك بالظبط مرغمه إني أوافق وأرضي وأتفرج.. علي ضياع مستقبل بنتي وانا ساكته.
جواز سمر منك ياحسام.. تضحيه كبيره منها ومجازفه بحياتها كلها في سبيل إنها تحقق رغبه لبنت خالتها.. وتقدملك حاجه إنت محروم منها.
بنتي طيبتها وخجلها منعوها إنها ترفض رجاء وتوسل لأمك ووقفت قصادي ووافقت إنها تتجوزك عشان متزعلهاش.. بس أنا واثقه إن كل اللي بنتي هتعمله فنفسها وكل اللي هتقدمهولك مش هيتقابل منك غير بالنكران.
بصيتلها ومردتش ولقيتها إبتسمت وهي بتكمل كلامها
مش مستنيه منك رد علي كلامي علي فكره وكنت هزعل منك قوي لو أنكرته لكنك صادق مع نفسك وكويس إنك معترف برفضك من دلوقتي.. بس بالله عليك ياحسام إبقي بص فعنيها وخليها تشوف اللي أنا شايفاه فعنيك دا يمكن تغير رأيها وتفوق لنفسها قبل فوات الأوان.
غمضت عنيا وأخدت نفس وانا بسأل نفسي.. جوازه مرفوضه من كل الأطراف بالشكل دا هتتم إزاي
خلصوا شړا الشبكه ورجعنا علي بيت خالتي ولقينا إخوات سمر وإجوازهم مستنيينا هناك وعاملين هيصه وبمجرد دخولنا إبتدت الزغاريت.
قعدنا وأمي أدتني علبة الدهب وسمر قاعده جنبي من اول مادخلنا وكل دا وانا مبصيتلهاش ولا مره ولا حتي شفت شكلها عامل إزاي ولا لابسه أيه..
كل اللي شفته منها.. إيديها اللي كانت بتفركهم فبعض بتوتر وأنا بفتح علبة الدهب عشان البسها الشبكه.
لبستها الدبله والخاتمين وهي لبستني الدبله ومديت العلبه لأمي عشان تلبسها الإسوره والسلسله عشان انا مقدرتش أكمل وبالعافيه قدرت البسها دول.
فضلت قاعد ساعه وحده وبعدها وقفت وشاورت لأمي عشان أقولها إني ماشي.
ولما ميلت عليها عشان أوشوشها واقولها.. سبقتني ورفعت هي وشها جنب ودني وأمرتني بهمس
مش هتمشي ياحسام.. وإتفضل خد خطيبتك ووديها اي مطعم محترم وإتعشوا سوا وإتكلموا مع بعض.. مش هنبتديها ظلم من اولها .
قالت كلمتها وبعدت عني بوشها وبصتلي بتحدي وعنيها بتقول أرفض لو تقدر.
أخدت نفس وخرجت بعد ما قولتلها إنا هستني في العربيه خليها تحصلني.
وركبت العربيه وإستنيت فيها دقايق وبصيت لقيتها خارجه من البيت وجايه علي العربيه
ركبت جنبي وانا بمجرد ماركبت طلعت بالعربيه وكل دا من غير ولا كلمه مني ولا منها.
وصلنا مطعم ونزلت ولفيت عشان أفتحلها الباب لما لقيتها لسه قاعده في العربيه ومش باين عليها إنها بتفكر تنزل منها أصلا.
فتحتلها الباب ونزلت ودخلنا المطعم.. وقعدنا.. وطلبت المنيو.. وابتديت أختار وسألتها وانا باصص في المنيو لو كانت إختارت حاجه.. وهي مردتش رفعت عيني عليها لأول مره وعدت عليها سؤالي لقيتها هزت دماغها برفض.. والظاهر إن دي الطريقه اللي ردت بيها المره اللي فاتت.
إخترت أنا ليا وليها وطلبت اصلي مش هفضل الليل كله مستنيها وهي ماسكه المنيو وساكته!
فضلت ألعب فالمفاتيح اللي فأيدي وعمال أفكر وأتخيل.. لو ود عرفت باللي حصل دا بأي طريقه.. ياتري هيكون رد فعلها أيه
ومن وسط تفكيري فى ود فيه سؤال جه فدماغي وحسيت بفضول إني أعرف إجابته.. فرفعت عيني وبصيت لسمر وسألتها بدون مقدمات
سمر إنتي وافقتي تتجوزيني ليه
كنت متوقع إنها هترد عليا بنفس الكلام اللي قالته أمها وإنها ضحت ووافقت إحراج ومرضيتش تكسر بخاطر أمي.. وكل الكلام دا لكن ردها صدمني عشان طلع عكس ماتوقعت بالمره..
وافقت عشان بحبك ياحسام.
في اللحظه دي بصيت فعنيها وأنا مصډوم ولقيت فيهم لمعه غريبه! لمعة حب بجد.. طيب حبتني فين وإمتا.. وأنا بقالي سنين لا شفتها ولا هي شافتني!
ولقيتها بتبرر من نفسها لما شافتني متعجب من ردها..
متستغربش ياحسام أنا بحبك من زمان مش من دلوقتي بحبك من وإحنا صغيرين من وإحنا عيال وكل حاجه فيك كانت عاجباني و كنت بحبها.. كنت بحس بالغيره وإنت قاعد مع ود وسايب الكل وحارم نفسك حتي من اللعب عشان خاطرها
وأفضل أنا كمان قاعده جنبك بس بعيد شويه وحارمه نفسي من اللعب عشان أبقي قريبه منك.
كان نفسي تتكلم معايا زي مابتتكلم مع ود كان نفسي تبصلي مره وحده زي مابتبصلها كان نفسي تخاف عليا لما رجلي تعتر ولا لما أخاف من حاجه زي ماكنت پتخاف عليها..
لكن إنت من يومك مش شايف قدامك غير ود وبس.. متفتكرش إن جوازنا دا جه بالصدفه.. لأ ياحسام دي دعوه كنت بدعيها من زمان وإتحققت.
رديت عليها وانا مش مصدق ولا كلمه من اللي قالته
بتهزري انتي صح!
هزت دماغها بنفي وقالتلي
عمري مابحب الهزار ولا ليا فيه ومش هثبتلك حبي ليك بالكلام ياحسام.. هثبتهولك بالفعل بالصبر اللي عارفه إني هحتاج منه أطنان عاللي هشوفه في الأيام اللي جايه هثبتهولك بكل الطرق لغاية ماتصدقه
بعدت عيوني عنها ورديت عليها
وإفرضي أثبتيلي.. وصدقت فعلا إن كلامك صحيح.. أيه اللي أنتي منتظراه مني مقابل الحب دا
ردت عليا وقالتي مش منتظره حاجه بس صدقني أجمل الأشياء هي اللي بتيجي بدون إنتظار أو توقع.. وأنا عارفه إن ربنا شايلي الأجمل .
نزيلة المصحة ٣٧
أكمل حسام بعد أن اخذ نفسا عميقا وزفره
سمر خلصت كلامها وهي باصالي بنظره عمري ماشفتها فعيون ود ليا.. حتي فأكتر أوقاتنا قرب وسعادة!
وقطع النظره دي الجارسون وهو بيحط الأكل علي الطربيزه.. خلص الجرسون ومشي وأنا أبتديت أكل أو خليني أقول هربت من اللحظه ومن الموقف كله بالأكل.
شويه وبصيتلها عشان أقولها تاكل أصلي مش سامعلها أي صوت ولا حركه ولا كانها موجوده!.. لكني لقيتها بتاكل فعلا.. لكن بتاكل بمنتهي الهدوء لدرجة إني محستش بيها.
إبتسمتلها بمجامله لما عيني جات فعينها وبصيت فطبقي تاني وسألتها سؤال هو مكانش سؤال بالظبط.. قد ما كان تذكير ولفت نظر
سمر هو أنتي عارفه أنتي داخله علي أيه يعني قصدي فاهمه كويس وضعك معايا هيكون أيه وقبل ماتقولي أي حاجه.. عايزك تعرفي إني بحب ود..ومش هقدر أستغني عنها.. ولا حد هياخد مكانها جوايا ولا مكانتها فقلبي.
لقيتها إبتسمت وردت عليا وهي باصه فطبقها مرفعتش عينها
عارفه الكلام دا كويس ياحسام وعارفه وضعي معاك وفي حياتك هيكون أيه.. أنا مش هكون أكتر من كومبارس.. حد ورا الكواليس.. وعارفه كمان ود أيه بالنسبالك.. أنا مش هتجوزك عشان ازاحمها فيك ياحسام ولا هطالبك بحاجه فوق طاقتك وعارفه كمان إن ود هيكونلها كل الصلاحيات عندك لكن برضوا أنا راضيه بكل دا.. وراضيه باللي هتديهوني إنت ياحسام برضاك وبطيب خاطر حتي لو قليل لان الحاجه الڠصب عمرها مابيكونلها طعم أو فرحه.
رديت عليها وأنا متعجب من كلامها جدا! أصل مفيش حد يكون بدرجة الرضى
دي.. الأ لو وصل في الحب لمرحلة السموا.. أو الجنون! وسمر مأظنش إنها واصله لأي مرحله من دول.. وأكيد كل اللي بتقوله دا تمثيل وكلام ليها من وراه غرض.
فإبتسمت إبتسامه جانبيه لما تقريبا فهمت السبب ورا كلامها دا ومحبتها اللي ظهرت من العدم وقولتلها
سمر إنتي عارفه إن الشركه والعربيه وحتي الفيلا بإسم ود ولا مش عارفه
إبتسمت وهي بترد عليا بثقه كبيره
عارفه ياحسام إن كل حاجه بإسم ود .. وعارفه إن إنت مش معاك أي حاجه..وأنا مش بقولك كده عشان حاجه ولا بتجوزك عشان طمعانه فحاجه.. أنا مش عايزه أي حاجه مقابل جوازي منك ياحسام غير حاجه وحده بس.. إنت
وتعرف ياحسام..انا حتي دول كمان مش عايزاهم.. خدهم ياحسام عشان تتأكد أكتر إني مش عايزه أي حاجه.
خلصت جملتها وهي بتقلع من ايدها الأسوره والخواتم وتحطهم علي الطربيزه قدامها.. ووصلت للسلسله ولسه هتحاول تفكها وتقلعها.. همستلها من بين سناني
طيب خلاص بطلي اللي بتعمليه دا الناس إبتدت تتفرج علينا..البسي شبكتك دي.
خلصت كلامي ورجعت آكل تاني من غير ماأقول ولا كلمه زياده بعد تصرفها الغريب دا.. واللي فاق كلامها غرابه!
لكنها كملت كلامها وأنابصتلها بطرف عيني لقيتها بتلعب في الدهب اللي قلعته وهي بتقولي
عارف ياحسام.. الشبكه دي بتكون غاليه جدا علي قلب الوحده ولما بتضطر إنها تستغني عنها لأي سبب من الأسباب بيكون السبب أقوي منها وأنها دورت فكل البدايل وملقتش بديل.. غير إنها تبيعها. بس دا لما يكون خطيبها أو جوزها هو اللي مختارها معاها حته حته وجايبهالها بحب.. وقتها الحاجه دي بتكون في معزة الروح.
رديت عليها بتهكم من كلامها
سامعه نفسك بتقولي أيه دلوقتي ياتري لاحظتي التناقض اللي فكلامك!
منين مفيش من ثواني.. بتقولي مش عايزه منك حاجه وراضيه باللي هتديهوني ومنين دلوقتي بتطالبي بحقك بطريقه غير مباشره!.. سمر أنا أسلوب تلوين الكلام دا مش هيمشي معايا.. بقولك. كده عشان نكون علي نور من أولها يعني لا تتعبي نفسك بعد كده فإستعطافي عليكي ولا تحاولي تحسسيني بإني ظالمك.. عشان دا ملوش عندي غير حل واحد.. وهو إني أحررك من ظلمي وقسۏتي بأني أطلقك.
هزت دماغها برفض وكانت علي وشك إنها تتكلم لكني كملت كلامي وقطعت عليها فرصتها في الكلام.
سمر علي فكره لسه قدامك وقت تفكري.. خديلك كام يوم راجعي نفسك فيهم..
إتكلمي مع خالتي وإسمعي وجهة نظرها وخليكي فاكره إن الكبار دايما بيكون رأيهم صايب عننا بحكم خبرتهم في الحياة.
ردت عليا بثبات وتصميم
مش هسمع لكلام غير كلام قلبي ياحسام.. وإن كان علي خبرة الناس الكبيرة..فأنا أخدت رأي بنت خالتي اللي هي أمك وأظن انها كبيره بما فيه الكفايه عشان تقدر تدي نصيحه وعندها الخبره الكافيه برضوا لده.
أيوه بس مفيش حد في الدنيا هيخاف علي مصلحتك زي أمك.. تبقي غلطانه لو إفتكرتي إن أمي هتحط مصلحتك فوق مصلحتي.. كل أم ياسمر لو تعلق الأمر بمصلحة إبنها بتحط الناس كلها تحت رجليه عشان تنجيه من أي خطړ.. ولو تطول تسحبله السعاده من قلوب الناس وتحطها فقلبه هو بس هتعملها.
لقيتها إبتسمت وردت علي كلامي بسؤال
حتي الأب بيعمل كده عشان أولاده ياحسام
رديت علي سؤالها الغريب أكيد طبعا.. الأم والأب مفيش خوف يضاهي خوفهم علي أولادهم!
فضلت بصالي شويه وبنفس الإبتسامه رجعت تكمل أكل وهمست وهي بتودي الشوكه علي بوقها
علي فكره إنت هتكون أب ممتاز ياحسام.
خلصت جملتها وأكلت اللي فأيدها وسابتني مع تأثير الكلمه.. اللي صداها خلي رعشه جميله سرت فكل جسمي.. أب.. قد أيه للكلمه دي رهبه ووقع جميل علي الودن والنفس والروح!
كملت أكل من غير ماأتكلم ولا أنطق بحرف بعد كلمتها دي.. اللي أظن انها قالتها عشان تضربني علي الوتر الحساس اللي متأكده إنه هيشل كل تفكيري.
خلصنا أكل وحاسبت وقمنا عشان نروح ركبنا العربيه وطلعت بيها ووصلنا تقريبا لنص الطريق وكل شويه أبصلها والاقي ابتسامتها برضوا علي وشها بنفس الأتساع مقلتش.. وفي محاوله مني إني اكدر صفوها وأمحي الإبتسامه دي بشوية قلق قولتلها
بكره تاخدي أي حد وتروحي تكشفي عند دكتورة نسا عشان تشوفي نفسك بتخلفي ولا لأ.. ماهو إحنا مش هنعمل كل دا وفى الاخر تطلعي مبتخلفيش زيك زيها!
خلصت جملتي وبصيتلها وأنا متوقع إن إبتسامتها هتتبدل لتكشيره وديقه.. لكن بالعكس.. فضلت محتفظه بيها للنهايه وهزت دماغها وهي بتقولي
حاضر هروح بكره.. وإنت كمان أبقي روح لدكتور عشان تشوف لو فيه موانع.. مع إني متأكده إن مفيش حاجه فيا ولا فيك.. لكن عشان تكون مطمن أكتر.
وبعد الكلمتين دول سكتنا إحنا الاتنين لغاية ماوصلنا البيت.. وقفت بالعربيه ونزلت هي وقولتلها تبعتلي أمي من جوه.. ودخلت البيت وبعدها بدقايق طلعت أمي وجات عليا وركبت العربيه وبصتلي برضى ولفيت وطلعت بالعربيه وأنا ماشي شفتها في المرايه.. كانت واقفه علي الباب وبتبص علي العربيه وهي بتبعد.
وبمجرد ماطلعنا من المنطقه لقيت أمي بتحط أيدها علي ايدي اللي علي الدريكسيون وطبطبت عليها بحنيه وهي بتهمسلي
روح. يابني ربنا يرضي عليك ويراضيك.. زي مارضيتني وفرحت قلبي.. صدقني ياحسام سماره هي اللي هتريحك من هموم الدنيا كلها.. وهتعرف معاها إنك مكنتش عايش ولا متجوز قبل كده.
إبتسمت بتهكم وانا بقولها
سماره مين ياأمي اللي هعرف بيها إني مكنتش متجوز قبل كده! طب بذمتك هو فيه أي وجه مقارنه بينها وبين ود!
دي حاجه ياأمي وود حاجه تانيه خالص.. وبينهم فرق السما من الأرضوطبعا مش محتاج أقول مين فيهم اللي فالسما ومين اللي فالأرض.
لقيتها ضحكت
ضحكه خفيفه قبل ماترد
عليا وتقولي
مش مهم مين فيهم اللي فالسما ولا مين اللي فالأرض.. المهم إن مين فيهم اللي هتقدر تخليك إنت في السما.. ود فعلا في السما وطول عمرها قاعده فوق سحابه ومش مدياك فرصه تطلع معاها للسما.. لكن سمر أنا متأكده إنها هتطلعك للسما حتي لو هتشيلك فوق كتافها.
أخدت نفس وزفرته بديق وأنا مش عارف أيه اللي شايفاه أمي فسمر دي أنا مش شايفه.. ولا جايبه منين الثقه اللي بتتكلم بيها عنها دي!
وصلنا الفيلا ونزلنا من العربيه ولسه هندخل.. لقينا راجل طالع من الفيلا.. وقفت وأنا مصډوم!.. إن فيه راجل غريب طالع من بيتي وأنا معرفهوش!
وهو كمان لما شافني وقف في مكانه مصډوم وملخوم كأنه حرامي وإتمسك من أهل البيت!
قربت منه بسرعه وبمجرد ماوصلت قدامه. سألته
إنت مين ياعم إنت وإيه اللي جايبك هنا
خلصت سؤالي وأمعنت النظر فيه لأن وشه كان مألوف بالنسبالي..وإفتكرته..أيوه هو نفس الشخص اللي جه لكريمه قبل كده في الشقه.. جوز صاحبتها العيانهاللي قالتله كريمه ميجيلهاش مره تانيه..غريبه ايه اللي جابه تاني وعرف عنوان الفيلا هنا ازي!
كل دي أسئله دارت جوايا فثواني.. قبل مايرد عليا ويقولي
سلام عليكم يابيه أني أجيت للست كريمه عشان آخد مساعده لأم العيال والعيال من الست كريمه.. بصراحه الحال ضايق يابيه والدنيا بقت غلا وبلا..ولما اتقفلت قدامي كل الابواب مش لقيت غير باب الست كريمه اخبط عليه واطلب منها المساعده..بعد إذنك يابيه يادوبك اروحعشان لو إتأخرت أكتر مش الاقي قطر يروحني.
خلص كلامه وإتحرك من قدامي بالخطوه السريعه وبصيت لقيت كريمه واقفه بعيد وبتفرك فأديها بتوتر.. كأنها عامله عمله!
بصراحه مهتمتش بيها ولا ببلدياتها لأن اللي كان حاصل معايا في اليوم دا مكنش مخلي فيا دماغ لأي حاجه غير الورطه اللي أنا فيها.
دخلت الفيلا ويادوبك قعدت علي الكنبه وباخد نفسي لقيت ود داخله عليا هي ومى ومعاهم ورق وإسكتشات وحاجات شغل الظاهر إنهم قرروا يخلصوه في الفيلا.. وخصوصا إن فيه ميعاد لإيفينت جديد كمان كام يوم شركتنا هتشارك فيه.
طلعت أوضتنا ودخلت تاخد شاور وأنا طلعت وراها وفضلت مستنيها لغاية ماخلصت.. خرجت وإبتدت تلبس هدومها البيتي وكل دا وانا مراقبها وحاسس إني خنتها وإنها متستاهلش مني كده.
قمت وقربت منها وحضنتها جامد ودفنت وشي فشعرها وأخدت نفس عميق من ريحته اللي بترد روحي.. وبعدت وشي وبصيتلها وأنا بتأمل كل إنش فوشها وهمستلها بحجم الحب اللي ليها فقلبيوبحجم إحساسي بالذنب من ناحيتها
ود أنا بحبك.
لقيتها إبتسمت وهي بتبص فعنيا وردت عليا بثقه
عارفه .. وأنا كمان بحبك.. أوووي. قالتها وشبت وطبعت بوسه علي خدي وبعدت عني وكملت لبس هدومها واتحركت بسرعه من قدامي علي باب الأوضه وهي بتقولي
حسام معلش يابيبي هنزل عشان ورايا شغل كتييير أاااد الدنيا بس هحاول اخلصه عشان نقعد مع بعض شويه النهارده عشان إنت واحشني كتييير.. خلصت جملتها ومعاها وصلت للباب فتحته وخرجت منه بسرعه وسابتني إحساسي بالذنب هيقتلني وخصوصا بعد كلامها دا.
دخلت أنا كمان أخدت شاور وغيرت هدومي ونزلت تحت.. لقيت ود ومي غرقانين في الشغل.. قعدت علي الكنبه قصادهم وفضلت متجاهل نظرات مي ليا وكل تفكيري كانت شاغلاه اللي باصه للأوراق قدامها بتركيز وعماله تخطط وترسم.. وبسأل نفسي وأنا مراقب كل حركه منها
ياتري هقدر أبعد عنها لو صممت علي البعد بعد ماتعرف اللي هعمله طيب ياتري اللي بينا هيشفعلي عندها ساعتها ويخليها تسامحني وممكن تفضل معايا
لكن الإجابه إتنطقت بصوت عقلي وسمعت فكل كياني
لأ.. مستحيل طبعا ود مش طبعها السماح ولا الغفرانولا النسيان وخصوصا لو الچرح كبير بحجم الچرح اللي هجرحهولها.
فضلت ود تشتغل وانا فضلت اراقبها لغاية ماخلصت شغل فى ساعه متأخره من الليل وطلبت مني إني اوصل مي بعربيتي لأنهم جم فعربية واحده صاحبتهم ومعهاش حاجه تروح بيها.
بصيت في ساعتي وبعدين نقلت عيوني بين ود ومي ولما شوفت إبتسامه علي وش مي بتحاول تداريها برسم الجديه علي ملامحها وفهمت اللي ورا الإبتسامه دي.. بصيت لود وقولتلها
ود إنتي شايفه الوقت متأخر إزاي دي الساعه ٢ الصبح.. أظن مينفعش إنها ترجع لبيتها في الساعه دي.. أنا بقول تفضل بايته هنا للصبح وهي أكيد مستأذنه وأهلها عارفين أنها معاكي.. ومش هيتكلموا فحاجه..وأصلا علي مااعتقد أهلها مش بيكلموها على اي تأخير.
جملة أهلها دي قولتها بإستهزاء وكنت قاصد أوصلها من خلالها رساله..
إن أهلها معرفوش يربوها أو مش هما الأهل اللي بيدوروا علي بناتهم.
وشفت الغيظ فعنيها بعد كلامي ولقيتها خطفت شنطتها خطڤ من علي الطربيزه وخرجت بسرعه وهي بتقول لود
لا ياود مفيش داعي إنه يوصلني أنا هرجع لوحدي..وأصلا أهلي مش هيوافقوا إني أبات فبيت غريب.
خلصت كلامها وكانت وصلت لباب الفيلا وخلاص هتخرج منه وود جات عليا وإبتدت تشاورلي عليها عشان اروح معاها وأوصلها.. بصراحه مكنتش حابب أعمل كدا لكن ود أصرت وأنا كمان برغم رفضي للموضوع.. الا إن أخلاقي مسمحتليش إني أسيبها تروح لوحدها فساعه زي دي دا مهما كان طريق والطرق متضمنش.
خرجت وراها وشغلت عربيتي وطلعت بيها وكانت مي بتتمشي في الطريق وبتتلفت فكل إتجاه بتدور علي تاكسي.. لكن المنطقه اللي كنا فيها لايمكن تلاقي فيها تاكسي في النهار فأكيد مش هتلاقي فيها بالليل!
وقفت قصادها بالعربيه وبنبره آمره قولتلها إركبي .
بصتلي ومردتش وفضلت ماشيه.. إستنيت لما بعدت كام خطوه وإتقدمت عليها بالعربيه مره تانيه وقولتلها بعصبيه
بصي دي آخر مره هطلب منك فيها تركبي العربيه.. ثواني لو مركبتيش هرجع تاني ٠وإنتي حره خدي الطريق كله مشي بقي.
بعدت خطوه وحده بعد كلامي ولقيتها وقفت بعدها ولفت وجات علي العربيه فتحت الباب ودخلت ورزعت الباب وراها پعنف.. أنا شفتها عملت كده وإتجننت لأني مبحبش حد يتعامل مع عربيتي بالطريقه دي.. فمسكت علبة المناديل اللي علي التابلوه ورزعتها تاني پعنف خليتها إتخضت وفهمت إنها لو عملت حاجه تاني مش هعديهالها.
وطلعت بالعربيه وسألتها بعد ماطلعنا من المنطقه بتاعتنا ساكنه فين
ردت عليا من غير ماتبصلي ساكنه في المعاديفي شارع 9.
فضلت سايق لغاية ماوصلتها ودخلت الشارع ووقفت قدام العماره اللي شاورتلي عليهاونزلت وأنا كنت هتحرك بالعربيه لكنها إتحركت بسرعه ووقفت قدام العربيه ولفت جات ناحيتي ووقفت قصاد الباب بتاعي ووطت لغاية ماوشها بقي قصاد وشي وهمستلي بنبره واثقه
علي فكره مش هتقدر تقاوم كتير
وهبقي أفكرك.
أنهت جملتها وبعدت عني وهي باصالي بثقه وأنا ضحكت عليها بعلوا صوتي.. وطلعت بالعربيه من جنبها بأقسي سرعه وأنا لسه مستمر في الضحك علي الثقه اللي كانت بتتكلم بيها دي
ومستغرب هي جايباها منين!..وبعدين قلت لنفسي
اكيد جايباها من عدد اللي مقاوموهاش قبل كده.
ورجعت الفيلا وطلعت لود لقيتها نايمه علي السرير وخلاص عنيها بتقفل أخدتها فحضني ونمت وأنا بعتذرلها في سري ألف إعتذار عاللي عملته النهارده.
تاني يوم صحينا ونزلنا.. لقينا أمي محضرالنا الفطار فطرنا وخلاص كل واحد فينا مسك شنطته وخارجين علي الشركه لقيت أمي بتنادي عليا بصوتها العالي
حسام إستني عايزاك.
هي نادت عليا بالطريقه دي وأنا أعصابي باظت وحيلي باد وقلت خلاص
أمي هتقول قدام ود كل حاجه
وتضيعني.
لكنها قالتلي وهي باصه فعنيا ومركزه عشان أفهمها
حسام أنا قررت إني اروح الحج السنادي.. قدملي علي الحج فأي مكتب وإعمل حسابك هتسافر معايا محرم.. وتعالا النهارده من الشركه علي بعد الضهر عشان هنروح للدكتور أنا وإنت.. زي ماطلبت إمبارح.
اتنهدت بعد مافهمت قصدها أيه من ورا كلامها دا وعرفت إن خلاص أمي بدأت في تدابير الجواز بجد وإن مبقاش فيه مفر خلاص.
هزيتلها دماغي بطاعه وخرجت انا وود وطول ماأحنا ماشيين في الجنينه عيني كانت باصه عليها وهي ماشيه جنبي ومش حاسه بالمؤامره اللي بتتم من ورا ضهرها.
ركبنا العربيه ورحنا علي الشركه وخلصت الشغل اللي معايا قوام قوام ورحت علي مكتب ود ودعتها وشوفتها قبل ماأمشي محتاجه مني حاجه ولا لأ.
وخرجت بعد كده رحت لأمي علي الفيلا أخدتها ورحنا لسمر اللي كانت مستنيانا عشان نروح للدكتور إحنا الأتنين زي ماقولنا إمبارح.
ورحنا لمركز وأنا كشفت عند دكتور خصوبه وود كشفت عند دكتورة نسا.. وبعد الكشف والتحاليل.. إحنا الاتنين طلعنا سلام ومعندناش أي موانع للخلفه.
وروحنا علي بيت خالتي وهناك لقيناهم محضرين غدا واتغدينا وبعدها أمي إتفقت علي ميعاد الجواز بعد ١٥ يوم من اليوم اللي كنا فيه..
والكل وافق بالميعاد وأمي كانت واخده فلوس معاها ادتها لخالتها عشان تجيب لسمر اللي ناقصها
ورجعنا الفيلا وأنا حاسس إني بتخنق كل ماأفكر فإن خلاص بتفصلني ايام وأضطر إني اقرب من وحده تانيه غير ود.
وإبتدت الأيام تمر وكل يوم يعدي يقرب فيه ميعاد جوازي من سمر.. بلاقي خنقتي بتزيد وبقيت دايما قاعد مع ود وبحاول بكل الطرق إني أشبع منها بأكبر قدر ممكن لأني خاېف من بعدها عني.
وحتي هي لاحظت دا وسألتني كام مره مالي.. وانا اقولها مفيش .. لكن سكوتي وشربي للسجاير اللي زاد عن حده كانو يأكدولها إني فيا حاجه مهما أنكرت.
وفيوم صحيت الصبح ولقيت ود سبقتني في الصحيان علي غير عادتها.. وكمان بتلبس وقربت تخلص.. وبمجرد ماحست إني صحيت بصتلي وإبتسمت إبتسامه جميله وجات قعدت جنبي علي السرير ومسكت أيدي وخللت صوابعها بين صوابعي وقالتلي
حبيبي الكسلان ممكن يصحصح بقي عشان النهارده أنا عملاله مفاجأه.
قالتها ومسكت أرنبة مناخيري بين صوابعها في مداعبه نادره منها وقامت وراحت علي الدولاب طلعتلي طقم ألبسه وغير كده مسكت شنطة سفر كتف صغيره وبدأت تحط فيها هدوم!
سألتها وأنا بقوم من السرير
أيه دا ياود هو انتي مسافرة هي دي بقي المفاجأة اللي محضرهالي!
لقيتها ردت عليا وهي بتهز دماغها بتأكيد أيييوه عليك نور أنا مسافره.. بس مش لوحدي هسافر أنا وإنت يومين في الغردقه يومين سبت فيهم كل حاجه عشان أكون معاك أنا وإنت وبس ياحسام من غير شغل ولا مسؤليات.
بصيتلها بإستغراب ولقيتها قربت مني وحضنت وسطي وبصت فعنيا وهمست بصوت حنون
أنا حاسه بيك ياحسام وعارفه إنك. متدايق من وضعنا ومن إنشغالي عنك.. وعارفه إننا بعدنا قوي في الفتره اللي فاتت دي.. لكن كل دا كان ڠصب عني صدقني
وإنت عارف.. لكن لما توصل ديقتك لأنك تفضل ساكت طول الوقت وأشوفك بتنطفي قدام عنيا.. لأ ساعتها يغور في داهيه الشغل وتغور كل حاجهونخطف من الزمن وقت جميل نرجع فيه ضحكة. حبايبنا من تاني.
إبتسمت وبوست جبينها ودخلت أخدت شاور ولبست ونزلنا بلغنا أمي بسفرنا وطلعنا أنا وهي علي الغردقه.
نظر الطبيب حمزه الي حسام في هذه اللحظه.. وهذا لأنه توقف عن الكلام فوجد إبتسامة لاحت علي أفق شفاهه ويحاول حسام جاهدا إجهاضها قبل أن تكتمل لكنه فشل في هذا وغزت ثغره إبتسامة واسعه وغرب سواد عيناه وقد بدا جليا.. إنه الآن قد إنتقل بكيانه وروحه من هذا المكان الي حيث المكان الذي قصده هو وود.
فإنتظر حمزه أن يعود حسام بروحه من هناك لكي يكمل لهم باقي الحكايه.. ولكن يبدوا أن سحر ذلك الوقت مفعوله أقوي من ان يتغلب عليه حسام ويغادر بخياله ماقد حدث هناك بينه وبين ود بهذه السهوله.
فأعطاه كل الوقت ليبقي هناك قدر المستطاع لعل ذلك يريح صدره من تنهيداته الحاره التي يطلقها بين كل كلمة وكلمه.
كان هذا موقف حمزه من سكوت حسام.. ولكن كان لعبدالله رأي آخر.. حينما صفق بيداه صفقة قويه اعاد علي اثرها سفينة حسام التي ابحرت في بحر ذكرياته فأفاق حسام من شروده وأخذ يتلفت من حوله كي يكتشف مصدر الصوت الذي سمعه توا!
فقاطع عبدالله إستغرابه قائلا
أنا أنا.. أنا اللي جبتك من هناك كمل يابا.. الليل هيليل وخاېف يكبس عليك النوم قبل ماتخلص وغلاوة الغوالي دا لو حصل دا أنا ساعتها أخليك تحلم بالباقي وتحكيلي وإنت نايم.. ومش هتروح إعمل حسابك علي كده.
فتبسم حسام علي مايقوله عبدالله أما حمزه فهز رأسه إعتراضا علي فعلة عبدالله لكن عقله من الداخل كان يهتف بإسم عبدالله مشجعا له.. كمن أحرز هدفا في كأس العالم.. فالفضول يجعله هو الآخر يتقلب داخل رأسه علي جمر ساخن كدجاجة في سيخ الشوى.
فأردف حسام مكملا من حيث توقف ولاتزال إبتسامته علي وجهه تأبي الرحيل وقد راقه هو أيضا أن تظل
وصلنا الغردقه ونزلنا في الفندق اللي حجزتلنا فيه مي بالتليفون وقضينا هناك يومين من الجنه.
فيهم ود عرفتني معني السعاده الحقيقيه وشكلها بيكون أزاي..كانت وحده تانيه مختلفه عن ود اللي أعرفها.. حنيتها مختلفه وحبها مختلفوحتي بصتها ليا كانت مختلفه كلامها همسها إبتسامتها.
ولو أقول إني في اليومين دول شفت الجنه بعيوني مش هكون ببالغ.
وحقيقي إكتشفت إن ود زي ماوصفتها أمي تقدر تطلعني للسما وتخليني أطير فوق السحاب لكنها كانت مخلياني علي الأرض دايما وبمذاجها.. مفيش حاجه تعبتني فحياتي قدها.. طول عمرها حطاني فمرجيحه وثانيه المرجيحه تعلي وفي الثانيه اللي بعدها تهبط وهي عماله تزق فيها مش مدياني فرصه أستقر واعرف راسي من رجلي..
مره أحسها بتحبني وإني أهم حد عندها في الدنيا وإنها متقدرش تستغني عني ولا تبعد عن حضنيومره تانيه أحس إني آخر إهتماماتها وآخر حد بتفكر فيه.. وإني حاطاني فآخر قائمة أولوياتها..
ود لو هشبهها هشبهها بالدنيا فتقلبها وعدم ثباتها علي حال.
وهنا أردف عبدالله بأسي واضح وهو يهز راسه
ود زي المرجيحه يوم تحت وفوق.. وحسام بيتمرجح فيها من تحت لفوق.. وأكمل وهو يبكي بتمثي ياقلب أمك. ياحسام يابني دنا إتمرمطتلك وأنا قاعد فمكاني هنا أقسم بالله.
فشعر حسام بإن عيناه إمتلأت بالدموع وهو يري شفقة عبدالله عليه وحاول أن يبعد وجهه عنه كي يتغلب علي إحساسه بالرغبه في البكاء علي حاله في هذه اللحظه.
وشعر حمزه ماهو هو علي وشك الحدوث وأن عبدالله وحسام يستعدان لمدمعة جماعيهفأردف مشتتا لهرمون النكد الذي إرتفع لديهم
حسام هو إسم الفندق اللي نزلتوا فيه أيه
فأجابه حسام علي الفور هيلتون بلازا.
وها هو الطبيب حمزه يحرز نجاحا في محاولته فقد عادت الإبتسامه علي وجه حسام حين نطق إسم الفندق ونجى من من نوبة حزن كانت وشيكه جدااا.
أنثي بمذاق القهوة ٢٢
نجح حمزه في إنتشال حسام و إعادة راحته النفسيه إليه ثم حثه بطريقته علي المواصله حين
اردف له مؤكدا
فندق جميل فعلا سمعت عنه
كتير وفأقرب فرصه هروح ازوره بإذن الله.. ومن الواضح إنها كانت فتره جميله فحياتك لكن قولنا أيه اللي حصل بعدها
غامت عيون حسام وهو يكمل حديثه وقد تجهم وجهه
ورجعنا بعدها من الأجازه وانا حاسس إن الدنيا إدتني جرعة سعاده عاليه جدا.. أوفر دوس سعادة هههه جددنا نشاطنا ورجعنا أنا وود من تاني لروتين الشغل وكان لازم أنا اخلص كل حاجه فأيدي في خلال الفتره دي عشان آخد الأجازه.. اللي المفروض هاخد أمي فيها وأوديها تحج..
أما أمي فشاعت خبر بين ود وكريمه إن سمر بنت خالتها هتتجوز وإنها هتكون متواجده عندهم بإستمرار اليومين دول عشان تساعدهم في تجهيزات الفرح..
وراحت لبيت خالتي فعلا وفضلت هناك تساعدهم زي ماقالت بالظبطوكمان كانت تروح الشقه توضبها..
وأنا فضلت في الفيلا مع ود في الفتره دي والمفروض إني بخلص إجرءات السفر بتاعي أنا وأمي.
وخلاص بعد بكره اليوم اللي المفروض فيه السفر وأمي جات الفيلا قبلها بيوم وإبتدت تجهز حاجتي وحاجتها كأننا مسافرين فعلا.
ورحنا علي الشقه بتاعتنا وتاني يوم كتبنا الكتاب وتم الجواز.. وأخدت سمر علي الشقه وأمي فضلت مع خالتي فبيتها وقالت إنها هتفضل طول المده اللي إحنا المفروض مسافرين فيها.
ودخلت أنا وسمر الشقه وأنا حاسس إن دماغي هتتفرتك من الصداع وجسمي متكسر من الإجهاد وطول الوقت في الفرح وأنا حاسس إحساس صعب جدا.. حاسس إن سمر دي حراميه وخطفتني من ود وأخدت حاجه مش من حقها.. وكنت حاسس إنها المفروض تتعاقب علي عملتها دي.
فاأول حاجه عملتها من أول مادخلنا.. إني قلعت البدله وقلعت القميص وكل حاجه مغطيه چرحي وكشفته قدامها.. كنت عايزها تتألم بشوفته زي ماود بتعمل او حتي تتدايق وتأنب نفسها لأنها إتجوزت واحد مشوه وټندم.
لكن دا محصلش ولقيتها بتبص علي الچرح عادي لا دي كمان قربت عليا ومدت أيدها كانت عايزه تلمس الچرح! لكني مسكت أيدها ومنعتها وأنا بقولها
أياكي تمدي أيدك علي حاجه مش بتاعتك.. وخليكي فاكره إنك سبق وقولتي قبل كده إنك مش عايزه مني حاجه وإنك هترضي باللي أنا هديهولكوانا اللي عندي ليكي مش أكتر من كده..
وإبتديت أتعامل معاها بمنتهي الۏحشيه وبطريقه غير آدميه متليقش بليلة العمر لبنت المفروض ان الليله دي هتكون من أجمل ذكرياتها.
وبعدت عنها وسبتها وأنا حاسس نفسي حيوانوالغريبه إنها معترضتش ولا إتألمت ولا كان ليها أي رد فعل غير الدمعه الوحيده اللي نزلت منها ومسحتها بسرعه قبل ماأشوفها وبعدها قامت إبتدت تمحي كل اثر للي حصل.. وهي راسمه علي وشها إبتسامه كانت بتعذبني أكتر من دمعتها اللي نزلت.
وقمت أنا طلعت في البلكونه وولعت سېجار وإبتديت أشرب فيها.. وأنا بفكر ياتري أيه أخرت الوضع اللي أنا فيه دا وياتري هيستمر لغاية إمتا
فضلت واقف وقت كبير محستش بنفسي غير وقرآن الفجر إبتدى
دخلت الأوضه وبصيت عليها لقيتها نايمه بهدوء ووشها مرسوم عليه سلام غريب!
دخلت إتوضيت وصليت الفجر وبعدها دخلت في السرير ونمت محسيتش بنفسي غير على لمسه رقيقه علي دراعي وصوت متردد بيقولي
حسام قوم أنا حضرت الفطار.. قوم عشان تفطر العصر أذن.
فتحت عنيا وأنا حاسس إن دماغي تقيله وإستغربت من جملة العصر أذن دي وبصيت للساعه لقيت فعلا ميعاد العصر عدى بقاله نص ساعه! فهمست لنفسي.. غريبه هو انا نمت كل دا إزاي دنا حاسس إني مكملتش ساعه نايم!
قمت دخلت الحمام وأخدت شاور سريع وقعدت جنبها وإبتديت أفطر معاها
كانت بتاكل بهدوء ومبتتكلمش معرفتش وقتها سكوتها دا.. ياتري زعل من اللي حصل إمبارح ولا كسوف مني ولا عايزاني أنا اللي أبدأ الاول بالكلام.. لكني إكتشفت بعدين إن دا طبعها وإن الهدوء دا صفه متأصله فيها.
وإبتدت الايام تعدي وخلصت الفتره اللي مفروض فترة الحج وكلمت ود علي الايمو بفرحه أبلغها إني خلاص راجع بعد بكره.. وحقيقي كنت فرحان برجوعي ليها كأني طير محبوس وخلاص هيتفتحله القفص.
فضلت اليومين دول مع سمر وإتحملتهم زي ماإتحملت اللي قبلهم.. مع إن الصراحه لله.. البنت كانت طول الوقت زي النسمه ميتسمعلهاش صوتوكل حاجه كانت بتعملها عشان ترضيني من أكل وشرب لنضافه فوق المستوي لإهتمام بنفسها ومظهرها.
لكن للأسف مع كل دا أبدا متتحطش عندي فمقارنه بود لأن ود بالنسبالي مكانتش مجرد زوجه..ود حاجه أنا بأنتمي ليها ومقدرش أبعد عنها ولا تبعد عني وحد عندي فوق الكل.. علاقتنا عامله بالظبط زي علاقة السمكه بالبحر.. الأتنين مخلوقين عشان يعيشوا فقلب بعض.
وعدوا اليومين وفي اليوم الي كنت راجع فيه.. صحيت الصبح بدري بنشاط وإبتديت أحضر هدومي وكل دا تحت أنظار سمر.. اللي كانت لأول مره من يوم ماإتجوزنا بتبصلي وإبتسامتها مش مرسومه علي وشها! وعنيها فيها حزن كبير.. لكن أنا مهمنيش كل دا ولا همني إحساسها وكل اللي همني إني هرجع أضم جنتي المتمثله فود فحضني من تاني.
ونزلت بيها في الميعاد ورحنا علي بيتهم نزلتها وأخدت أمي ورجعنا الفيلا..
وسبتها حتي من غير وداع.
وصلنا الفيلا وكنت حاسس طول الطريق وانا راجع.. إني طاير علي جناح الشوق وقلبي سبقني ووصل الفيلا قبلي وزمانه حاضنها في اللحظه دي.
ونزلت من العربيه وجريت علي الفيلا حتي من غير ماانزل الحاجه اللي فيها ولا أستني أمي تنزل..
جريت ومع كل خطوه كنت بقول.. اهي هتخرج من الفيلا علي صوتي وصوت كلكس العربيه وهي فاردالي دراعاتها بلهفه تضاهي لهفتي..
لكن للأسف..كل دي كانت أمنيات فخيالي انا بس.. لأني دخلت الفيلا وعرفت من كريمه إن ود مجاتش من الشركه ولا موجوده في الفيلا زي ماوعدتني إني هرجع الاقيها مستنياني!
قعدت علي الكنبه وأنا حاسس بخيبة أمل جديده وإحباطوفضلت مستنيها لغاية ماوصلت بعد ٣ ساعات من وصولنا.. وغير دا إستقبالها ليا وسلامها عليا كان غير اللي كنت مستنيه منها ومتوقعه بالمره.. كان فاتر خالي من أي لهفه.. ولما عاتبتها بكده قالتلي
مالك ياحسام المرادي ماإحنا دايما بنسافر ونبعد عن بعض أول مره أشوفلك رد فعل بأفوره كده!
قلت لنفسي
فعلا عندها حق ماإحنا فعلا أحيانا بنفترق عن بعض قد المده دي ويمكن أكتر.. إشمعنا المره دي موقفي من إستقبالها ليا كان كده!
وعرفت إن الأشتياق الزياده دا واللهفه كانت مني أنا وكانوا نابعين من إحساسي بالذنب ناحيتها.
إبتدت تمر الأيام وعدى أسبوع ولقيت أمي بتسألني بزعل
حسام إنت نسيت إنك متجوز وحده غير ود ولا أيه
هو أنا لازم أقولك يابني عشان تروح لمراتك وتديها حقوقها ولا ايه
بصيتلها وضحكت ورديت عليها بتهكم
هي لحقت تشتكي وتستغيث بيكي من دلوقتي دا هو يادوب أسبوع اللي عدي!
ردت عليا أمي پغضب وقالتلي
والله العظيم البنت ماإشتكت ولا إستغاثت ولا فتحت بوقها وكلمتني من أساسه..هو أنا ياحسام صغيره عشان أستني حد يقولي حاجه زي دي ماأنا شايفه بعيني إنك من ساعة مارجعت وإنت بتتصرف كأنك في حال الأول ولا كأنك متجوز ولا معاك ست تانيه أكيد مستنيه طلتك عليها بفارغ الصبر.. وخصوصا إنها عروسه لسه ماشبعت منك.
غمضت عنيا وأخدت نفس وزفرته ورديت عليها
طيب ياامي خلاص بكره هروحلها.
لقيتها إبتسمت وهي بتقولي
ايوه كده ياقلب أمك إرضيني عشان يرضي عليك ربك
ويراضيك.
وبالفعل تاني يوم كلمت سمر وقولتلها تروح علي الشقه وإني هعدي عليها النهارده بعد الضهر أقعد معاها ساعتين وأرجعها بعد كده لبيت أهلها وأروح.
ورحتلها.. واللي إستغربته جدا.. اللهفه اللي شفتها فعنيها ليا.. مع إني مغبتش عنها غير أسبوع! وفرحتها اللي كانت واضحه من إبتسامتها اللي مفارقتهاش..
وإستقبالها ليا بأجمل طله وأحلي أكل عاملاه بأديها مخصوص عشاني.. ريحة الشقه اللي كانت جميله جدا وتريح الأعصاب معرفش كانت راشه فيها أيه عامل الريحه دي!
كل دي حاجات عملتها عشاني فيوم واحد وأنا بتمني من ود تعملي حاجه وحده بس منهم كل يوم وتستقبلني بيها
أو عالاقل اشوف نفس اللهفه دي فعنيها وساعتها هكون أسعد واحد في العالملكن للأسف ود مش فاضيالي.
قضيت معاها ٣ ساعات قامت فيهم بواجبها معايا كزوجه لأبعد حد.. وأنا في المقابل اديتها لحظات قرب وأنا مغلوب علي أمري وكالعاده رضيت باللي أديتهولها وكانت طول الوقت مبتسمه برضى.. حتي في الطريق وأنا مروحها.
بعد كده رجعت تاني لدوامة الشغل وود إتشغلت عني أكتر عشان مهرجان الجونه كان قرب وكانت لازم تصمم كولكشن للمثلين وتخلصه قبل المهرجان بوقت. ومع إنشغالها عني ووحدتي لقيتني ڠصب عني بسرح بخيالي فى سمر.. فإبتسامتها وهدوئها..
في الراحه النفسيه اللي بحسها وأنا في الشقه هناك
حسيت إني محتاج إهتمامها بيا.. فأديتها خبر عشان تروح الشقه وروحتلها.. ولأول مره أروحلها من نفسي وأنا عايز دا.
وقضيت معاها ساعات بجد فصلوني عن العالم.. والمره دي كانت غير إستمتعت فيها بقرب سمر.. كأني أول مره أقربلها!
وحتي هي حسيتها لمست إحساسي دا وكانت طول الوقت تبصلي وهي طايره من السعادة
ولقيتها قربت مني مره وحده وحضنتني وأيدها إبتدت تمسد علي چرحي.. وأنا في اللحظه دي إفتكرت ودوإفتكرت موقفها من بالچرح دا.. ومعرفش ليه أي حاجه متعلقه بچرحي بفتكر فيها ود علي طول! فمسكت أيدها وبعدتها عن أثر الحړق پعنف وحتي هي كلها زقيتها بعيد عنيكأني كنت مغيب من ساعة ماجيت ودلوقتي بس فوقت لنفسي.
وبعدها زعقت فيها بعلوا صوتي ونبهت عليها إن دي أول وآخر مره تلمس فيها چرحي أو تحط أيدها عليه.. نبهت عليها إنها متقربش مني مره تانيه ولا تحضني إلا لما أنا اللي ابتدي بكده وحذرتها وقولتلها أياكي تقربيلي من غير ماأنا أءذنلك.. ولو حصل وعملتي كده انتي اللي هتتحملي العواقب لوحدك.. وقد اعذر من أنذر..
وسبتها وخرجت بعد مانبهت عليها للمره المليون من ساعة ماإتجوزنا.. إياها تفكر تتصل بيا لأي سبب من الأسباب.
ونزلت وركبت عربيتي ورجعت للفيلا حتي من غير ماأخدها أوصلها لبيت أهلها. كنت بتعامل معاها بمنتهي القسۏة.. كأني بعاقبها علي لحظات ضعفي ولجوئي ليها كأني بدفعها تمن خيانتي لود.. كأني بعكر عليها لحظات السعاده اللي عيشتهالها قبل شويه.
وصلت الفيلا وطلعت أوضتي ونمت بهدومي اللي عليا حتي مغيرتش وصحيت وإتلفتت حواليا لقيت الدنيا ضلمه
والظاهر إن الليل دخل! وفعلا بصيت في الساعه لقيتها ١٠ بالليل.. إتصلت بسمر وعرفت إنها رجعت بيت أهلها وقفلت معاها فورا ودخلت أخدت شاور ونزلت أشوف ود رجعت ولا لأ.
ولما سألت أمي عنها قالتلي انها لسه مرجعتش.. إتصلت عليها وعرفت منها إنها هتتأخر النهارده في الشركه عشان وراها شغل كتير.. طلعت غيرت هدوم البيت لهدوم خروج وأخدت العربيه ورحتلها الشركه وفضلت معاها لغاية ماخلصت شغل ورجعنا سوا..
وقضينا مع بعض ليله غسلت فيها بقربي من ود ذنوبي اللي كنت حاسس بيها ناحيتها بقربي من سمر.
ومن بعد الليله دي إنشغلت عني ود بالمهرجان وتحضيراته.. لدرجة إني تقريبا مبقتش أشوفها
ورجعت تاني أروح لسمر وقت إحتياجي واقضي معاها الوقت اللي انا عايزه بشروطي أنا وقوانيني أنا.. اللي من ساعة ماسنيتها وشرعتها وأمليتها عليها مخالفتش منها قانون واحد.
وفضل الحال مستمر بالشكل دا لغاية ماإحساسي بالذنب من ناحية ود بجوازي من سمر إبتدا يقل عن بداية جوازي منها.. قل لكن ماأختفاش.
وعلي هذا الحال عدت شهور..منها أيام احتاج سمر وأروحلها وأيام أتجاهلها وأكتفي بالقليل من ود واللي كان بينسيني الدنيا ومن فيها.
وفضلت كده لغاية ماأمي بلغتني بإن سمر حامل.. وهنا إنقلبت جميع الموازين.. حسيت ساعتها إن الموضوع دخل في الجد.. لأن طول الفتره اللي فاتت دي كان متهيألي إن جوازي من سمر لعبه وهتنتهي.
وإبتدت مرحله جديده من التفكير.. ياتري اللي جاي هيكون أيه
إتصلت يومها بسمر من بعد ماأمي بلغتني بالخبر وسألتها
ماكلمتنيش تقوليلي الخبر دا بنفسك ليه
سكتت شويه وردت عليا بهدوء
يمكن عشان إنت قايلي متتصليش بيا لأي سبب من الأسباب مهما كان!.. أو جايز لأني متأكده من رد فعلك علي الخبر واللي محبتش إني أشوفه أو أسمعه وفضلت إني أتخيل رد فعل فخيالي وأحاول أصدق إن دا رد فعلك علي الخبر!
أخدت نفس وقولتلها وياتري أيه هو رد فعلي اللي متاكده منه ياود
ردت عليا وهي بتضحك بخفه
رد فعلك هيكون بارد لأني عارفه إن الموضوع مش هيفرق معاك وهيضايقك ويشيلك هم أكتر من الهم اللي إنت شايله من يوم جوازي منك.
وحاجه تانيه.. أنا إسمي سمر ياحسام وحاجه تالته.. سلام عشان رايحه للدكتوره دلوقتي عشان أكشف سونار علي البيبي وأتطمن عليه.. أصلي حامل في شهرين.
قالتها وقفلت السكه وسابتني وأنا حاسس إني لتاني.. أو لعاشر مره كسرت فرحتها وإكتشفت إنها قرياني صح جدا كأنها دخلت جوايا وفتشت فأحاسيسي وشافتها كلها بوضوح.
وإبتدت تعدي شهور الحمل ومع كل يوم جديد يعدي بلاقي فرحة أمي وارتياحها يكبر عن اليوم اللي قبله وكانت بتعد الايام كأنها منتظره الحدث اللي هيغير مجري الكون.
وفي الفتره دي بعدت عن سمر خالص وإتحججت بالحمل سبب لبعدي وإبتديت أعوض ود بإهتمام أكبر..
حتي وهي مش بتبادلني بأي إهتمام في المقابللكن إحساسي بالذنب كان هو الدافع لده إحساسي بإني ظالم وكنت سبب في حرمانها من إنها تكون أم وإني في المقابل هكون أب لطفل مش منها كان بېحرق في روحي
وخصوصا وانا عارف إنها بتعوض النقص دا بالشغل.
وكملت شهور الحمل وولدت سمر وجابتلي قاسم.
نطق الإسم ثم تبسم بسعادة وقد فاضت عيناه حبا لذلك الماكر الصغير وإكتشف للتوا إنه قد إشتاق له كثيرا.. فخيل له إنه يسمع صوته الصغير وهو يناديه بفرحة حينما يراه بعد يوم من الغياب.. بابى
فشعر بقلبه يرفرف بين اضلعه ويصبوا الي ضمة من صغيره تهدئ فؤاده.
فنظر الي الطبيب حمزه وقد ألحت عليه فجأه رغبة بالعودة الي المنزل في هذه اللحظه..
وشرع في الإستئذان لفعل ذلك ولكن قبل أن ينطقها.. فوجئ بعبد الله يهجم عليه ويضمه ضمة تملك وهو يردف له بفحيح يشبه فحيح الأفاعي
أوووعى تنطقها.. قسما عظما أفجرك وأفجر نفسي معاك ونروح أنا وإنت للمكان اللي متقدرش تروح منه هنا ولا هنا وتفضل تحكيلي وتعيد وتزيد في الحكايه لغاية ماتقوم القيامه.. فخاف علي عمرك وشبابك وكمل بدال ماأفقد أعصابي وأعمل فيك حاجه عمري فيوم ماكنت أتوقع أعملها.
فضحك حسام بخفه وهو يحاول التخلص من عبد الله وكتلة الدهون المتمركزه في بطنه والتي إستقرت علي جانب حسام
الأيمن.. فجعلت أنفاسه تتقطع..
أما بالنسبه لحمزه.. فصاح هذه المره مؤيدا
لعبدالله بصوته لا بعقله أيوه ياعبده جدع إثبت علي موقفك.
وأنهي جملته وضحك كأنه يمزح ولكنه في الحقيقه يريد أن يكمل حسام القصه اليوم بأية طريقه فهو قد شارف للوصول لنهاية الأحداث
ولايريد حمزه ان يضيع يوما آخر في الإستماع والإنتظار فالأولي به أن يستغل هذا اليوم في البحث عن الحقائق والتأكد منها.. قبل فوات الأوان.
فهم حسام بالمواصله وهو مغلوب على أمره.. ولكن جاءت المقاطعه هذه المره من سماح.. التي تعالا صوتها.. معلنا عن الأنتهاء من تحضير وجبة العشاء
فنظر ثلاثتهم في الساعات في آن واحد كل في ساعته وتفاجأ الجميع بأنها قد شارفت علي التاسعه مساء.. وتلاقت اعينهم في نظرة فيما معناها.. أبلفعل إستغرقنا كل هذا الوقت!
فنهض الجميع حين تداركوا عدد الساعات الطويله التي أمضوها في غرفة الاعترافات دون الشعور بالوقت أو بالجوع أو بأي شيئ سوي الفضول فقط.
فخرجوا وتناولوا العشاء وشاركهم الأطفال هذه المره في الجلوس علي مائدة الطعام وتناول العشاء فهم مثلهم لم يشعروا بالوقت هم الآخرين بسبب إلتهائهم باللعب في الالعاب التي أحضرها لهم حسام.
انهي كل من الثلاثه تناول طعامه في آن واحد وعلي الفور أصدر عبدالله فرمانه للأولاد.. بالخلود اللي النوم في التوا واللحظه وأعطى أمره لسماح زوجته بتحضير طاقم من القهوة..
وقام بإختطاف حسام وإدخاله الي غرفة الإعترافات سحبا دون إعطائه أية فرصه للتملص من قبضته.
فعاد الجميع الي الغرفه وأغلق عبدالله الباب وأشعل حسام سېجار وبدأ في تدخينه واضطر عبدالله للصبر الي أن ينتهي حسام من سيجارته.. وأيضا ينتهي حمزه من طقوس قهوته.. التي أعلنت سماح عن الإنتهاء من إعدادها
فخرج عبدالله لإحضارها علي الفور وقام يشرب فنجانه علي رشفتين وبدأ في مراقبة حمزه وحسام..
الذى رأى أنهم يتلكأون بلا داعي وإن كان له حكم عليهم في هذه اللحظه.. لأمسك قهوة حمزه والقاها من النافذه ويليها سېجار حسام ويتخلص من وسائل الالهاء هذه دفعة واحده وتكتمل الحكايه..
ولكنه يعلم أن هذا غير ممكنولذلك إكتفي بوضع يده على خده راجيا من الله الصبر..
وها هو يعتدل في جلوسه وقد إنفرجت أساريره فقد أنهي حمزه قهوته توا بالتزامن مع إنهاء حسام لخاصته وها هو حسام يتنحنح كي يجلوا صوته لمواصلة الحديث
مكدبش عليكم طول فترة حمل سمر ولغاية ميعاد ولادتها كان كل شيئ عادي بالنسبالي.. يعني مفيش أي حاجه إتغيرت جوايا ولا حملها كان فارقلي زي ماكانت عارفه ومتأكده من ده..
لكن يوم ولادة قاسم وأول لحظه أشيله فيها بين إيديا وأبصله.. كل دا إتغير.. حسيت ساعتها بإحساس غريب توتر علي رهبه علي خوف.. علي إحساس تاني مختلف كليا معرفتش أفسره.. لكني رغم كل الأحاسيس دي إبتسمتله لما إبتدي يبكي بصوته الناعم ويعلن عن وجوده ويأكدلي إنه أكبر حقيقه فحياتي.. إبني وحته مني.
أخدته أمي مني بعد ماكبرت فودنه وسمت هي كمان عليه وبصتله وضحكت وبعدين بصتلي والدموع إبتدت تتكون فعنيها وهي بتهمسلي
سميه قاسم ياحسام.. خلد إسم عمك ياحبيبي اللي مجابش ولد عشان يشيل إسمه وبنته مش هتخلف وخلاص نسله هيتقطع من الدنيا.
هزيتلها دماغي بموافقه وبصيت للولد وقولتله
خلاص ياقاسم إسمك إتقرر وهتتسمي علي إسم أعز الحبايب.
وسميناه قاسم ومن يوم ماقاسم بيه شرف وإبتدا رباط قوي كل مادا يربطني بسمر ويقربني منها.. بقيت أحب القعده معاهم واللعب مع قاسم.. كانت شقتهم هي واحة الراحه بالنسبالي.. اللي بفصل فيها من العالم كله.. وحتي إحساسي بالذنب من ناحية ود وإحساسي بالخيانه ليها إختفي.. وشفت إن البصه فوش قاسم وضحكه منه تستحق المخاطره اللي خاطرتها لما إتجوزت أمه.
ولكن بالرغم من كل دا.. الا إن ود لسه مكانتها فقلبي محفوظه وحبي ليها منقصش ولاذره.. وكنت بتفنن في إرضائها دايما وتعويضها عن عدم الخلفه وحتي في إستقطابها ليا وإغرائها إنها تقضي معايا وقت أكبر.. ودا كان من خلال حاجات كتيره جدا.. زي خطڤي ليها من شغلها فالوقت اللي اشوفه مناسب واللي أحس إن جسمها وعقلها محتاجين لساعات من الراحه يفصلوا فيها شويه من إجهاد الشغل..هدايا من وقت للتاني
وزي كمان زراعتي للجنينه اللي بنيت أحواضها من فتره طويله ومن ساعتها مش لاقي الوقت إني أعمل دا.. وبعت إشتريت كل أنواع الورود اللي بتحبها وزرعتها عشان الجنينه تكون مكان مريح وجميل تحبه ود وتحب القعده فيه معايا.
وإبتدت أشجار الورود تكبر وتعلي والجنينه كلها إتحولت لبساط أخضر ويوم عن يوم بعتني بيها ومنظرها بيكون أجمل..وخلاص بوادر طرح الورود بانت بشايره وشفت برعم صغير ظهر فشجرة ورد بلدي
حسيت روحي طاير من الفرحه أول ماشفته وكنت مقرر إني أقول لود عليه النهارده وأفرحها بولادة أول ورده من تعب أيدي ومن الورود اللي زارعها عشانها.
وطلعت التليفون عشان أتصل بيها وأقولها.. لكني قبل ماأتصل بيها لقيت تليفوني بيرن برقم سمر!
قلقت ورديت عليها فورا.. أصلها مش متعوده تتصل بيا فقولت أكيد فيه كارثه حصلت لإتصالها دا.
رديت عليها پخوف وصوتها الباكي خلي كل حيلي باد وهي بتقولي
حسام الحقني قاسم تعبان وهيروح مني وأنا مش عارفه أتصرف إزاي أنا من الصبح بديله فمخفضات حراره وأعمله كمادات لكن كل مالحراره تنزل.. شويه وبتطلع تاني أكتر من الأول.
صړخت فيها من خۏفي بدون وعي ولا إداراك للمكان اللي أنا فيه
ولما الولد تعبان من الصبح موديتيهوش لدكتور ليه ياسمر! معقوله إهمالك دا! اقفلي انا جايلك مسافة الطريق.. عايز لما أوصل تكوني لبستي ولبستي الولد عشان آخده للدكتور.
وقفلت مع سمر ولسه هتحرك.. لقيت كريمه واقفه ورايا.. وأنا شفتها من هنا وقلبي وقع فرجلي وحسيت إن فيه مصېبه علي وشك الحدوث.
وهنا صاح عبدالله صيحة مفاجئة
ياااابويا.. دنا قلبي وقع فرجلي وأنا قاعد بسمعك دلوقتي..داأنت كتر خيره قلبك ده.
فأكمل حسام متجاهلا تعقيب عبدالله..
ساعتها مكانش فيا دماغ إنى أحاول أتصرف مع كريمه أو أصرف تركيزها بأي حيله وأشتت دماغها..
جايز فموقف تاني كنت قدرت أعمل كده أو كنت حاولت لكن في الموقف دا بالذات مقدرتش ولا كان في دماغي غير تعب قاسم وصوت سمر اللي پتبكي بحرقه لأول مره فحياتها وأنا عارف إن دموع سمر متنزلش غير فأصعب الأحوال.
فأخدت عربيتي وجريت وودينا الولد مركز وإبتدوا الدكاتره في علاجه من التهاب رئوي حاد ميكروبه في الدم وبصيت للولد لقيته منتهي فأيد الدكاتره ومش عارف أمتا حصله كده! وهو لسه أول إمبارح لما كنت عندهم كان بيلعب معايا وزي الفل!
وبعد ساعات من الفحص والعلاج أخيرا جسم الولد إستجاب للادويه وبدأت حرارته تنزل والدكاتره طمنونا عليه ولما إتصلت أمي علي تليفون سمر قولتلها تطمنها لأن سمر قالتلي إنها عرفتها إن قاسم تعبان وكانت كل خمس دقايق تتصل عشان تتطمن عملنا أيه..وهديت أخيرا وحسيت صوتها إرتاح لما سمر طمنتها.. أصل قاسم دا بالنسبه لأمي النفس اللي بتتنفسه.
وأخدناه ورجعنا للبيت وأنا حاطط في حسباني.. ماهي الا مسألة وقت قليل جدا وود وهتعرف كل حاجه.. وبدأت أستعد نفسيا للحظه دي وأتوقع كل ردود أفعال ود لما تعرف إني متجوز
عليها من سنين ومخلف كمان.
أنثى بمذاق القهوة٢٣
أردف حسام مكملا.. بعد أن
اخذ نفسا عميقا إستعدادا للقادم.
ومعدوش غير يومين بس.. وكل اللي خاېف منه وحسبت حسابه لقيته بيحصل.. لما لقيت سمر بتتصل بيا لتاني مره وأنا في الشغل.. فعرفت إن فيه كارثه تانيه حصلت.. فتحت السكه وأنا متوقعها هتقول أيه بنسبة ٩٠٪ لأني لسه كنت عندهم إمبارح وكل الأمور كانت تمام.
وبالفعل توقعي كان صحيح وأكدتهولي سمر وهي بتقولي بصوت بيرجف من الخۏف
حسام الحقني ود جات هنا وإتخانقت معايا وضربتني وكانت عايزه ټموت قاسم.
أنا بمجرد ماسمعت كده غمضت عنيا پألم وحسيت إن كل حاجه پتنهار من حواليا وتوقعت أسواء الإحتمالات.. واللي هي إن ود تسيبني بعد اللي عرفته دا.. لكن الأسواء اللي أنا توقعته.. إكتشفت إن فيه أسواء منه.
خرجت من الشركه جري ركبت عربيتي وطلعت بيها علي الفيلا عشان أكون موجود لما ود ترجع وأحاول بكل الطرق إني أمتص ڠضبها وأخفف عنها الصدمه بأي كلام وأي تصرف..حتي لو هضطر إني أطلق سمر.
إبتديت أمشي في الشوارع علي اقصى سرعه وكسرت كل إشاره كانت بتقابلني وفي الآخر حصلت آخر حاجه تمنيت إنها تحصل في الوقت دا بالذات..
لما لقيت إتنين أمناء شرطه بموتسيكلات بيحاولوا يوقفوا العربيه
لكني فضلت ماشي لغاية ماواحد منهم إتقدم عليا ووقف قدامي وإضطرني إني أقف بالعربيه ونزلوني وإبتدا واحد منهم يفتش العربيه والتاني يسألني علي بطاقتي ورخصتي..
ويادوب طلعتله البطاقه واديته الرخصه من العربيه لقيت تليفوني رن برقم ود.. رديت عليه بلهفه وخوف عليها..
وبمجري مافتحت فضلت تصرخ في التليفون وټشتم وټلعن فيا بكل لغات الڠضب..
وأنا فضلت أحاول إني أهديها بالكلام لكنها ماادتنيش أي فرصه. وبعد الصړاخ والشتايم صوتها هدي مره وحده.. وسألتني بصوت مكسور خلى قلبي إتمزع نصين
حسام أرجوك قول إن كل دا مش حقيقي وإنك متجوزتش عليا.. أرجوك.. حسام أنا ود حبيبتك.. فلو كنت بتهزر معايا ولا عامل فيا مقلب فأحب اقولك إن دا مقلب سخيف أوي وموجع فوق ماتتصور.. وإرجوك كفايه وقولي إن كل دا تمثيل..
ولما لقتني سكت.. بكت بصوت عالي وهي بترد علي نفسها
مادام سكت يبقي حقيقه.. حقيقه.. حسام ليه عملت فيا كده طب مش إنت قولتلي قبل كده إنك مش عايز عيال وإنك عايزني أنا بس.. غيرت رأيك ليه دلوقتي أيه اللي حصل.. طب إنت إتجوزت وخلفت أنا هعمل أيه هترميني عشان مش ليا لزمه تاني صح
خلصت جملتها دي وسكتت وأنا مأنكرتش ورديت عليها
ايوه ياود إتجوزت.. لكن مش حقيقي إنك ملكيش لزمه إنتي حياتي كلها وعمري ماأقدر أستغني عنك ياود.
ولسه هكمل كلام سمعت صوت صړختها مع صوت فرملة عربيه.. عقلي وقف عن التفكير وحسيت برعشة خوف سرت علي طول جسمي.. تجاهلت اللي واقفين معايا وجريت علي العربيه حاولت أركبها واطلع بيها بسرعه عشان الحق ود اللي مش عارف هي فين ولاجرالها أيه ولا أبدأ أدور عليها من فين..
لكني قبل ماأدخل العربيه لقيت أمين من الاتنين مسكني وبيحاول يمنعني صړخت فيه عشان يبعد.. لكنه مسك فيا أكتر. محسيتش بنفسي غير وأنا پضربه عشان أخليه يسيبنبي..
وبمجرد ماعملت كده الأمين التاني طلع المسډس بتاعه ووجهه عليا ومسك جهاز اللاسلكي وإتصل علي الشرطه.. ومفيش دقايق وكانت عربية البوكس واقفه قدامنا.
وأخدوني علي القسم وإتعملي محضر وكل دا وانا بمۏت واترجي فيهم عشان يسيبوني اروحلها وياخدوا عليا اي ضمانات.. لكن محدش راضي..فإتصلت بأمي وقولتلها عاللي حصل..
وطلبت منها إنها تخرج تدور علي ود وتحاول تعرف مكانها بأي طريقه.. وهي فضلت تهدي وتطمن فيا وتقولي إنها هتعمل كده..
أما ود فمن بعد اللي حصل وتليفونها كل ماأتصل عليه بيديني مغلق أو غير متاح.
صبرت شويه ولقيت كريمه بتتصل بيا وبتقولي
إن ود فيه عربيه خبطتها وإتنقلت للمستشفي وحد إتصل عليها من تليفون ود وبلغها بالكلام دا .. وبمجرد ماسمعت صوتها وبلغتني بالخبر صړخت فيها بكل غل وقولتلها
أنتي السبب فكل حاجه بتحصل لود حسبي الله فيكي ياشيخه روحي ربنا ينتقم منك.. إستفدتي أيه لما قولتيلها أخدتي أيه دلوقتي.. إزاي بتقولي عليها بنتك وبتقدري تشوفيها وهي متدمره كده!
إنتي إنسانه مريضه ياكريمه والمفرض من أول غلطه ليكي في حق ود كنتي بعدتي عنها.
خلصت كلامي ولقيتها قفلت السكه فوشي وإتمنيت لو إنها كانت قصادي في اللحظه دي.. كنت خلصت عليها خالص وإرتحت من شرورها.
إتصلت بمحامي الشركه وخرجني من القسم بإجرءات معرفتش وقتها حتي هي أيه..
لكن كل اللي فاكره إني إتأسفت لأمناء الشرطه وشرحتلهم الموقف وهما تفهموا وإتنازلوا عن محضر الإعتداء علي موظف شرطه أثناء تأدية وظيفته.
وخرجت علي بالليل.. وكلمت أمي عرفت منها ود فأنهي مستشفي لأنها راحتلها لما عرفت العنوان من كريمه..
وقالتلي إن ود طردتها أول مادخلت عليها فراحت لسمر عشان تطمن عليها وعلي قاسم.
وانا بمجرد ماخرجت من القسم جريت علي المستشفي بروحي قبل جسمي وأول ماوصلت المستشفي فضلت أدور علي ود زي المچنون لغاية مالقيتها.. ولما دخلتلها لقيتهم مدينها منوم عشان أعصابها ترتاح.. من شدة الضغط العصبي اللي كانت فيه..
مكدبش عليكم وقتها لما شفت كريمه قدامي.. كل ذرة عقل فيا طارت..
وإفتكرت كل عمايلها معايا ومع أمي ومع ود طول السنين اللي فاتت دي
ولقيتني بھجم عليها وأطبق بأديا علي رقبتها.. وخلاص عقلي وقلبي وكل كياني أيدوني فإن مۏت كريمه لازم يتم دلوقتي علي أيدي.
لكن صړاخها خلي الناس اللي في الطرقه إتلموا عليا وخلصوها مني وطاقم التمريض إتصلي بالأمن رموني بره المستشفي.
فضلت قاعد بره المستشفي وممنوع من الدخول وحاسس إن روحي جوا المستشفي..
وجسمي بس اللي بره وعارف إن دي أهم لحظات لازم أكون فيها جنب ود وإلا الشرخ اللي حصل دا مفيش أي محاوله لترميمه هتنجح وهيفضل علي كده لباقي العمر.
كنت ھموت واطمن عليها ولما ملقتش فايده.. اديت لواحد من العاملين في المستشفي فلوس وخليته دخل وعرف حالتها بالظبط من الدكتور وجه طمني.. وقالي إنها مفهاش أي إصابات خطيره أو كسور.. هي شوية رضوض بسوخدوش صغيره وهتخرج علي بكره الصبح بإذن الله.
إطمنت شويه وقلبي إرتاح من ناحية إنها ممكن تكون فيها إصابات جسديه..
مفيش بس غير الکدمة القلبيه اللي حصلتلها بسببي..ودي اللي علاجها هيكون بمعجزه من ربناومحاولات مستميته مني.
أنهي حسام حديثه وأخرج من حقيبته ورقة أخري وأعطاها لعبدالله.. الذي قرأها أولا وأعطاها بدوره لحمزه وقد كانت تقريرا من المشفي باليوم والساعه والتاريخ لدخول ود اليها وسبب الدخول وحالتها بعد التشخيص.
وهاهو دليل آخر ملموس على قول حسام يضحض ماسبق وقالته كريمه بخصوص تلك الحاډثه وذلك اليوم!
وأكمل حسام حديثه قائلا
وإستنيت قدام المستشفي لتاني يوم الصبح وقضيت الليل كله وانا قاعد في عربيتي وماصدقت قرآن الفجر أذن ورحت صليته ودعيت ربنا إنه يحل المعضله اللي وقعت فيها دي من عنده وبقدرته.
ورجعت للمستشفي وعدت ساعات النهار وبقينا الساعة ١١ وأثناء إنتظاري شفتها في الطرقه من بعيد جايه متسنده علي كريمه.. خرجت من العربيه وجريت عليها ولما قربت منها وبصيتلها.. مكانتش أبدا ود اللي اعرفها!
الۏجع والصدمه غيروا شكلها
١٨٠ درجه.. كأنها كبرت فوق عمرها عمر تاني.. واللي ۏجع قلبي أكتر.. بصتها ليا بمنتهي
الهدوء وإنها مأبدتش أي رد فعل لما شافتني قدامها.. وعدت من جنبي كانها مش شيفاني أصلا.
وحتي لما حاولت إني أمسك أيدها وأدخلها العربيه.. جات معايا بمنتهي الإستسلام وركبت ورا وكريمه ركبت جنبها
وسندت دماغها علي كتف كريمه وغمضت عنيها ونامت مصحيتش غير وأنا واقف قدام الفيلا وبفتح الباب عشان تنزل..
ومسكت دراعها لتاني مره وساعدتها تنزل ودخلتها للفيلا.. وبرضوا كل دا من غير أدني مقاومه منها.
وفي اليوم دا.. ود اللي دخلت الفيلا كانت وحده تانيه غير ود القديمه خالص.
إنعزلت في أوضتها وبقت طول الوقت ساكته مبتتكلمش.. إنطفت بعد ماكانت قنديل قايد طول الوقت.. إتكسر جناحها بعد ماكانت فراشه مش بتبطل رفرفه ولا تتنقل من مكان لمكان بمنتهي النشاط.
شفتها بتدبل قدام عيني يوم بعد يوم.. وانا بحاول بكل جهدي إني أخرجها من حالتها دي.. لكني مكنتش. قادر ولا عارف نوبات خۏفها زادت.. واللي بيظهرلها دا تقريبا إستغل ضعفها ومبقاش يسيبها فحالها.. إضطريت إني أجيبلها دكتور نفسي للبيت عشان يشوف حالتها ويحاول يعالجها.. لكن كلام الدكتور خوفني عليها بذيادة
لما قالي إنها وصلت من الاكتئاب لمرحله خطيره.
وكلامه طلع صحيح لما بعد يومين بالظبط صحيت من نومي الصبح علي صړاخ جاي من أوضة كريمه خلي الرجيف دب فقلبي.. جريت علي الأوضه وفتحت الباب پخوف والمنظر اللي شفته خلي روحي إتسحبت مني.. شفت بركة دم جنب السرير وايد ود الدم لسه بينزل منها.. خطڤتها وجريت بيها علي المستشفي والحمد لله لحقتها وقدروا ينقذوا حياتها في الوقت المناسب.. إحتاجوا دم وفصيلتي كانت نفس فصيلتها وإديتلها الدم اللي محتاجاه ودمي جري فعروقها زي ماهي بتجري فدمي..
وخرجتها ومبقتش اسيبها لوحدها فضلت معاها طول الوقت ليل ونهار قاعد جنبها وخاېف عليها أحسن ترجع تفكر ټموت نفسها مره تانيه.. ونتج عن دا إهمالي للشركه وإهمالي لبيتي التاني ولإبني اللي مبقتش أفكر فيه ولا حتي أسأل عنه وكأن دنيتي انحصرت في ود وبس.
وبمرور الأيام أمي إبتدت تثور وتحتج علي الوضع وتقولي حرام عليك إنت بټموت نفسك كده وبتدمر كل اللي حواليك وبتخسر كل حاجه.. وفي محاوله منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عملت حاجه متهورة جدا كانت من وجهة نظرها الحاجه الوحيده الصح في الوقت دا والحل الوحيد اللي هيرجع كل الأمور لنصابها.. والحاجه دي إنها جابت سمر وقاسم يعيشوا معانا في الفيلا.
أنثي بمذاق القهوة ٢٤
أمي مقالتليش أي حاجه بخصوص قاسم وسمر..وفجأة لقيتهم قدامي في الفيلا..وأنا شفتهم وإتجننت وفضلت ازعق بعلوا صوتي وكنت عايز أخدهم وارجعهم شقتهم لكن أمي رفضت ووقفت قصادي وقالتلي
حسام متغلطش الغلطه دي وتتخلي عن الدايم عشان الزايل..مراتك وإبنك دول هما اللي هيدومولك..وهما دلوقتي وصلوا مكانهم الطبيعي وجه وقت رد الحقوق لأصحابها.. ودول ليهم حق فيك وحق عندك.. وصدقني لو خاېف علي ود من وجودهم هنا وخاېف إن حالتها تتدهور اكتر.. فأحب اقولك إن دا مش هيحصل وإن وجود سمر هنا قدام عيون ود هو اللي هيفوقها ويخليها ترجع لعقلها.. وهترجع وهي متقبله الموضوع.. إسمع كلامي بس إنت وأصبر وشوف النتايج.
ولتاني مره إنصعت لكلام امي وسكتت وسبتها تدمر باقي حياتي..اللي ډمرت معظمها بجوازي من سمر وخلت ود إتنقلت بعقلها لمكان نائي عن الدنيا ومش حاسه بأي حاجه تحصل فيها أو خلينا نقول مش مهتمه.
وبصيت لسمر اللي من ساعة مادخلت الفيلا وهي ساكته ولقاسم اللي نايم علي كتفها..بصيتلها بعيون ماليها الڠضب ومشفتهاش في اللحظه دي..غير إنها جايه تاخد مكان ود ومتشمته في اللي حصلها زي أي ضره مابتحس ناحية ضرتها.. وخصوصا لما أمي قالت قدامي..إن سمر هتاخد الأوضه الماستر اللي فوق بتاعة ود بعد ماود إستقرت فأوضة كريمه ومبقتش تطلع منها نهائي وإنها هتنزلها كل حاجتها في الأوضه اللي تحت عشان تبقي قريبه عليها.
فضلت أحضر جوايا كلام كتير عشان اقوله لسمر واللي كنت هحرص إنه مش هيخلي من أشد عبارات التوبيخ..لكن منع دا من إنه يحصل قاسم لما صحي ورفع دماغه من علي كتف أمه وبصلي وضحك بفرحه لما لقاني ومدلي أديه بلهفه وهو بينادي بصوته الصغننبابي
أخدته منها وضميته لحضني وإكتشفت إنه كان واحشني قوي.. بوسته وشميت ريحته..وڠصب عني إبتسمت وانا باصص لعيونه المتعلقه بيها وأديه الصغنونه اللي إتلفت حوالين رقابتي..
وبعد ماسلمت عليه رجعته لأمه عشان أرجع لود وأقعد جنبها من تاني..وبمجرد مالفيت عشان أروحلها إتفاجئت بيها واقفه على باب الأوضه وبصالي وفعنيها كسرة وخذلان يكفوا العالم.. ودا أكيد بسبب إنها شافت سلامي على قاسم وفرحتي بشوفته..
إتقدمت عليها وأنا مش عارف هقولها أيه ولا ابررلها دا بأيه وهي لوحدها فيها اللي مكفيها ومش ناقصه حاجه زي دي تزود حالتها.
وبمجرد مابقيت قدامها.. لقيت عنيها زاغت مره وحده وأغمي عليها ولولا لحقتها علي إيديا كانت وقعت علي الأرض..شلتها ودخلتها جوا الأوضه..لكني قبل مااعمل كده..بصيت لأمي وسمر بصة لوم ووعيد بإن لو ود جرالها حاجه بسبب عملتهم دي.. مش هسيب حد منهم مرتاح.. نيمتها علي سريرها وفضلت أفوق فيها وبمجرد مافاقت وشافتني قدامها..دورت وشها منى الناحيه التانيه.. وبرضوا من غير ولا كلمة عتاب وحده حتى.. وكل دا وكريمه واقفه بعيد في زاويه وبتتفرج!وبرغم إنها ساكته وملامحها جامده.. الا إن فيه فرحه وشماته وإرتياح كانوا واضحين جدا في عيونها..
وبرضوا مكنتش فاهم سبب دا أيه وخصوصا وهي شايفه ود في الحاله دي قدامها.. يعني وحده غيرها المفروض تكون فلحظة إنهيار دلوقتي!
قعدت شويه جنب ود بعد مافاقت وبعدها خرجت وطلعت الجنينه..وإبتديت أدخن سېجار بعد سېجاروعايز عقلي يركز فأي حاجه غير منظر ود وقهرتها بسببي.. اللي وصلتها للمۏت وبتمنى إنى اقدر أعرف ارتب أفكارى وأموري وأشوف حياتي اللي وقفت من تاني..لكني مقدرتش اعمل كده أبدا.. دماغي كانت واقفه تماما.
وفضلت قاعد على حالي دا ورفعت عيوني لفوق عشان أطلب العون من ربي وبمجرد مارفعتهم وقعوا عليها..كانت واقفه في البلكونه وباصالى.. وأول ماشافتني بصيتلها نزلت عنيها اللي كانوا متعلقين عليا ونكست وشها للأرض ودخلت من البلكونه وقفلتها.
زفرت بديق لأنى حسيت في اللحظه دى إن ضميري عايز يأنبني بخصوصها..لكنى قولت لنفسى إنه حتما هيتراجع عن ده وهيكتفي بتأنيبه ليا علي ود والعڈاب اللي معيشني فيه بسببها..وأكيد هو عارف إني مش ناقص.
خلصت شرب آخر سېجار فأيدي وقمت إبتديت أسقي الزرع اللي في الجنينه واللي لقيته كله دبل بسبب إهمالي ليه في الفتره اللي فاتت.
سقيته وبعدها دخلت أخدت شاور ونمت فمكاني المعتاد من يوم ماتعبت ود..واللي كان علي الكنبه اللي في الصاله قصاد أوضتها.
مصحيتش غير الصبح علي لمسات حنونه علي وشي..فتحت عيوني ولقيته قاسم واقف قدام وشي ومبتسم.. بصراحه كان أحلي صباح من يوم اللي حصل..إبتسمت ورفعته فوق بطني وإبتديت أبوس فيه وهو يبعد عني ويضحك و مش راضي بسبب شعر دقني اللي كان طويل وبيشوكه..
نسيت وقتها ود ونسيت كل حاجه وإندمجت مع العفريت الصغير دا اللي خلاني
أبتسم بسببه لأول مره من مده طويله..وبعد ماشبعت لعب معاه..إنتبهت لنفسي وإتلفتت حواليا لقيت أمى واقفه في
المطبخ بتحضر الفطار وباصالي ومبتسمه..فنقلت عيني فى باقى الفيلا لقيت سمر هي كمان واقفه علي اول السلم من فوق وباصالنا ومبتسمه..
وحتي كريمه كانت واقفه على باب أوضتها ومربعه إديها وبصالنا بملامح جامده..نزلت قاسم وقمت صبحت علي أمي..ورحت على أوضة ود
وبمجرد ماوصلت عندها كريمه تنحت على جنب عشان أقدر أدخل..
وفتحت الباب اللي كان مفتوح أصلا وفوجئت بود صاحيه وقاعده على السرير وحاطه أديها علي ودانها ودموعها نازله..
جريت عليها وفضلت أتأسفلها كتير وأنا بحاول إني أشيل أديها من فوق ودانها عشان تسمعني..
لكنها مكانتش عايزه تسمع أي حاجه..
وآخر ماتعبت إستسلمت وقعدت جنبها وإحنا الأتنين ساكتين.. لغاية ماقررت إني أقوم آخد شاور وأغير هدومي..
وبمجرد ماعملت كده وأديتها ضهري سمعت صوتها اللي بقالي كتير مسمعتهوش وهي بتقولي
ليه سميته قاسم ليه هي تاخد كل حاجه منى حتي إسم بابا!
رجعت قعدت جنبها ومسكت أديها اللي أخيرا نزلتهم من فوق ودانها وهمستلها
أنا اللي سميته الإسم دا محبه لعمي ياود.
وهي مأخدتش أي حاجه منك أي حاجه قلبي وروحي وحبي وكياني كله ملكك إنتي..
وهي أبدا متتساواش بيكي..هي أنا إتجوزتها لمهمه محدده.. يعني إن كان حد بيدي حاجه للتاني فهي مش أنا..عشان أنا معنديش حاجه أديها لوحده غيرك.
بصتلي وقتها ومتكلمتش ورجعت بصت لبعيد وسكتت مره تانيه كأنها مصدقتش ولا حرف من اللي قولته.
وأنا قمت أخدت الشاور وغيرت وقعدت معاهم علي السفره أعمل نفسي باكل كالعاده عشان أمي متزعلش..
ودا كان أول يوم سمر تنضملنا فيه علي وجبة الفطار وإبتدت تفطر بهدوئها المعتاد وأمي أخدت قاسم علي رجلها وفطرته من أكله المخصوص اللي عملتهوله بأيدها النهارده وهي طايره من السعادة.
وإبتدت الأيام تمر علي الوضع الجديد اللي إحنا فيه..وكريمه طبعا إستغلت الفرصه وبقت ټحرق في روح ود فكل ثانيه وتشاورلها بعنيها على قاسم فكل فرصه تشوفه قدام عنيها..كأنها بتقولها شوفي حسام اللي بعدتي عني قبل كده عشانه عمل فيكي أيه.
وكأن قاسم دليل جريمتي الملموس اللي لازم تفتكر بيه خيانتي ليها دايما.
ويوم عن يوم حالة ود إتدهورت أكتر والدكتور النفسي نصحني بإنى اسفرها أي مكان بعيد تريح فيه أعصابها وأبعدها عن أي ضغط عصبي ونفسي..وفعلا قررت إني أعمل كده..وقولتلها على موضوع السفر..لكنها قالت لكريمه تبلغني برفضها للسفروإنها مش عايزه تروح أي مكان معايا..وسكت بعد كده..
لكني مسيبتهاش كنت كل يوم أخرجها للجنينه شويه واقعدها واقعد معاها وسط الزرع وأفضل اتكلم معاها حتي وهى مبتردش على أى كلام اقوله بحرف واحد..
وفيوم كنا قاعدين سوا فى الجنينه وسمعنا صوت قطه جاي من فوق الشجره اللي في الجنينه..صوتها كان بيثتغيث.. قمت ورحت للشجره وبصيت وسط فروعها لقيت قطه متعلقه وسط الفروع وملفوفه عليها الأغصان بطريقه مش مخلياها عارفه تتحرك.. فضلت أحاول لغاية ماخلصتها من الأغصان ونزلتها وكانت قطه لونها أبيض جميل.. رحت بيها علي ود ومديتهالها..لقيتها مدت أيدها عشان تاخدها مني ولأول مره من وقت طويل أشوفها تبتسموضمت القطه لحضنها وإبتدت تمسد عليها بحنان وتلعب فيها..حسيت القطه رجعتها من عالم التوهان اللي كانت فيه فخرجت فورا جبت للقطه أكل مخصوص وجبتلها بيت صغير وطوق حلو وحجات تانيه خاصه بالقطط من محل الحيوانات والطيور اللي كان في المنطقه اللي ساكنين فيها.. وإبتدت ود تعتني بالقطه وحسيتها شغلت وقتها وإتعلقت بيها جدا..
لكني لاحظت عليهاحاجه غريبه..كانت دايما لو شافت سمر شايله قاسم كانت تشيل القطه زي ماسمر شايلاه وتفضل تلاعب فيها زي ماسمر بتلاعب قاسم بالظبط
وعشان الحته دي منعت سمر تلاعب قاسم قدام ود نهائي لأنه كان واضح جدا إن تصرفها دا غيره.
وفي الفتره دي الشركه إبتدت تقع وكل يوم الموظفين يشتكوا ومي تفضل تتصل عايزه تكلم ود بخصوص الشغل يجي ١٠مرات في اليوم..وتقولها إن فرص كتير كل يوم بتفوتها وزباينها من الممثلات إبتدوا يلجئوا لمصممين غيرها وإنها بتخسر كل حاجه.. ومع ذلك ود مكانتش مهتمه بأي حاجه من كل اللي بيحصل دا ولا مدركه حجم الخساره اللي بتتعرضلها الشركه..
إبتديت أنا اراجع نفسي وأقول إن اللي بيحصل دا مش هينفع وكده إحنا مش هنلاقي ناكل كمان شويه..
ورجعت اروح الشركه مره تانيه عشان أحاول أنقذ مايمكن إنقاذه..
وفعلا لقيت الشركه على وشك الإفلاس وبناء عليه بقيت أغيب طول اليوم بره..لكني كنت كل ساعه أو إتنين أتصل علي أمي عشان أطمن على أحوال ود وأسألها لو فيه حاجه حصلت معاها فغيابي أو لو جاتلها نوبات الخۏف اللي بتجيلها دي وجاتلها كام مره..وأفضل أوصي أمي تاخد بالها منها.. مع إن أمي مكانتش محتاجه مني وصيه.
وفى يوم فضلت في الشركه لوقت متأخر كنت بخلص شوية شغل متعطلين وفجأه لقيت باب مكتبي إتفتح ودخلت عليا مي.. بصيتلها بإستغراب لأني كنت فاكرها روحت مع باقي الموظفين..إبتدت تقرب منى! وأنا رجعت لورا علي الكرسي وسندت بكوعي علي المكتب وحطيت إيدي علي خدي وإستنيت أشوف أخرت اللي بتعمله دا أيه!
فضلت تقرب أكتر بخطى بطيئه..لغاية ما بقت قدامي بالظبط وقعدت على المكتب قصادى وإبتدت تفك فشعرها.. كل دا وأنا مراقبها بمنتهي البرود وبعد مافكت شعرها مالت بجسمها عليا وهمستلي
حسام أنا عارفه إن ود تعبانه ومفيش بينكم أي حاجه اليومين دول وكمان مراتك التانيه مش حلوه وعشان كده مبتقربلهاش ومتأكده إنك في الوقت دا محتاجلي زي ماأنا محتاجالك..حسام حقيقي مفيش حد نهائي هيعرف اللي بينا لو كنت خاېف من الحته دي.
وببص لقيتها قربت وشها مني..لدرجة ھتلمسني..فقمت منتور مره وحده من مكتبي وطردتها بره المكتب شړ طرده..وشټمتها الشتيمه اللي تستحقها..وقولتلها إني هقول لود علي اللي عملته دا لأن خلاص أنا فاض بيا منها.
كنت فاكر إنها هتخاف من الټهديد..لكن اللي حصل إنها وقفت وبصتلي بصة غيظ قبل ماتقولي بكل وقاحه
لأ مفيش داعي إنت تتعب نفسك و تقولها لأني أنا اللي هقولها بنفسي.
وخرجت وخبطت الباب وراها پعنف.
مقدرتش بعد الموقف دا أشتغل تاني فرجعت علي الفيلا وبمجرد مادخلت من البوابه عيوني بصت لفوق تلقائيا وشفت اللي كل يوم أرجع الاقيها فى نفس المكان واقفه ومستنياني..وتدخل بمجرد ماأدخل من بوابة الفيلا بعد ماتشوفني وتطمن إني رجعت.
دخلت هي من البلكونه وأنا دخلت الفيلا ولقيت هدوء..والظاهر إن مفيش حد صاحي.
رحت على أوضة كريمه وفتحت الباب بشويش من غير ماأخبط عشان أبص على ود..ودا لأن كريمه عارفه إني بدخل علي ود فأي وقت فكانت بتعمل حسابها على كده.
بصيت ولقيت ود نايمه وكريمه كمان فسابع نومه.. قفلت الباب مره تانيه ومش عارف ليه عيوني طاروا لفوق..وإتفاجئت بيها واقفه علي السلم من فوق وبصالي.. زي ماتكون بتقولي كله نايم بس أنا موجوده..وقاعده في إستقبالك ومستنياك..وإن غيابك وسهرك مبيفرقوش مع حد وكله نام قبل ماترجع بس أنا مقدرتش لأنك تفرق معايا وتهمني..
لقيتي لا اراديا بروح عليها..
وعقلي وروحي وقلبي وكل حاجه فيا تعبت من جفا ود وبعدها عني صړخت مره وحده بإحتياجها لسمر في الوقت دا.. وطلعتلهاومع كل
سلمه كنت بطلعها وتقربني منها كانت إبتسامتها بتزيد وتوسع وعيونها تلمع أكتر.
ووصلت عندها ووقفت قدامها ومره وحده لقيتها
بتدخل فحضني وتضمني ضمة غريق إترماله طوق نجاه..غمضت عنيا من قربها وحتي مرفعتش إديا أردلها الحضن.. لقيتها بعدت عني بعد شويه وهمست بندم
آسفه بس كنت وأحشني أوي ومقدرتش أقاوم رغبتي إني اعمل كده.. عارفه إنه ممنوع بس بتمني إنك تسامحني وتغفرلي ضعفي.
همستلها بدوري وأنا باصص لعنيها اللي بتشع رغبه
معلش خليه يوم الضعف العالمي النهارده..وان كان الضعف خطيئه فاللي هتمر عليه الليله دي بدون ضعف فليرمي الآخر بحجر.
وأخدتها للأوضه وإتغلب ضعفنا وإحتياج كل واحد فينا للتاني..وقضيت ليله معاها نستني فيها الدنيا باللي فيها.
ولأن الخطيئه مش بتمر مرور الكرام..
كل الأحاسيس الجميله اللي حسيت بيها معاها إتبخرت فثانيه وأنا بفتح عنيا وأشوف ود واقفه فوق دماغنا وبصالنا ودموعها مغرقه وشها وأنفاسها بتعلي وتهبط كأنها بټصارع المۏت في اللحظه دي.
قمت مڤزوع وبكل قوتي دفعت دماغ سمر من على صدري پعنف وجريت وراها علي تحت بعد ماسبقتني وجريت بكل سرعتها كأنها بتهرب من اللي شافته..
دخلت أوضة كريمه وقفلت الباب علي نفسها وفضلت أنا أخبط عليها وانادي بعلوا حسي..لدرجة إن أمي خرجت مفزوعه علي صوتي..
وفضلت تسألنى بړعب فيه أيه وأيه اللي حصل وأنا مردتش عليها وفضلت أنادي أنادى عاللى ملقتش منها أي رد وأنا مڼهار وخاېف زي طفل صغير عمل حاجه غلط وأمه قفلت عليه باب وسابته عشان تعاقبه..
سكت لما صوتي تعب ورفعت عيني لفوق لقيت سمر واقفه علي السلم وبصالي بكسره وماسكه رقابتها اللي الظاهر إتأثرت من دفعتي ليها وأنا بصيتلها بصة لايم على اللى حصل دا كأنه ذنبها لوحدها..وفنفس الوقت نادم على لحظة ضعف هتخليني أفضل أنا وود فنقطة الصفر مسافه طويله جدا مش هنتخطاها بسبب حاجه جديده تحصل كل شويه تعقد الأمور مابينا أكتر..وأخدت عهد علي نفسي ساعتها إني هخرج سمر من حياتي نهائي وأصلح كل حاجه وأرجعها زي الأول.
أنثي بمذاق القهوة ٢٥
خلل حسام أصابعه بين خصلات شعره بعد أن فرك وجهه بديق قبل أن يواصل حديثه وهنا علم الطبيب حمزه أن ماهو آت سيكون موجعا فحسام لا يفعل هذه الحركه إلا وهو على شفى ذكر حاډث أليم قد مر به أو ذكريات لا يحب الولوج اليها.
وها هو حسام يكمل ليؤكد إستنتاج
حمزه
ومن يومها والأمور إتحولت من أسواء لأسواء بغباء.
ود مبقتش تخرج من أوضة كريمه مهما حاولت أخرجها. بقت كأنها چثه بالظبط. لا أكل ولا شرب غير بعد حرب أخوضها أنا أو كريمه سمر بعدت عنها نهائيا ومبقتش احب حتي مكان واحد يجمعني بيها وحملتها هي سبب كل حاجه بتحصل وكتير حاولت ارجعها شقتها هي وقاسم لكن أمي كانت ترفض بشده وتقف قدامي وتقولي
اللي عايز تعمله دا ياحسام لايمكن هسمحلك بيه. مش هخليك ترمي إبنك وتبعده عنك. وتخسر سندك عشان اللي ډمرت حياتك ولو دا حصل أنا كمان هروح معاهم وأسيبك لوحدك وسط ود وكريمه يعملوا فيك اللي يحلالهموكريمه تلعب بيك وبيها زي الكوره.
ود ضاعت ياحسام على أيد كريمه.
ودلوقتي هي بټغرق وماسكه أيدك وبتشدك معاها. سيب أيدها وإمسك الايدين اللي ممدوده ليك وعايزه توصلك لبر الأمان.
سيبها وتعالا عيش معانا. فشقتنا أنا ومراتك وإبنك. إنسي حاجه إسمها ود وإعتبرها مرحله فى حياتك وعدت. سيبلهم الشركه والفيلا والفلوس.
سيبلهم كل حاجه وإبتدي من جديد إبتدي بدايه نضيفه مع ناس نضيفه بتحبك بجد.
هتتعب أه بس هتوصل.. هتوصل زي ماوصلت الأول.
كنت بسمعها وانا مش مستوعب كلامها! ورديت عليها بإستغراب
إنتي اللي بتقولي كده ياأمي! نسيتي وصية عمي! نسيتي إنه ماټ وود آخر إسم كان علي لسانه!
ردت عليا بعصبيه
منسيتش ياحسام. بس وصية عمك أصبحت باطله خلاص. دي إتحولت لوصية أذى وعمك بنفسه لو كان عايش مكنش إتحمل نص اللي إنت إتحملته من ود.
الوصيه دي لو كملت حياتك بالشكل دا عشان تنفذها ربنا هيحاسبك لأن ربنا قال في كتابه العزيز ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكه.
وود دي هلاكك يابني. ولازم تبعد عنها عشان تكسب دنيتك وآخرتك كمان.
كفايه إنك بسببها بقيت ظالم. كفايه إنك بسببها إبتديت تكون عاق وتعارض أمك وتزعلها. كفايه كده بجد ياحسام.
مردتش عليها وقتها..وسيبتها وخرجت أخدت العربيه عشان أتمشى بيها شويه وأفك عن نفسي وأعرف أتنفس. بدال ماكلام أمي حاسه حجر واتحط فوق صدري..قال أسيب ود وأبعد عنها قال! طب وهو أنا لو عملت كده أمى فكرها هعيش يوم واحد ولا اقدر أكمل!
دي ود معجونه فروحي وملفوفه وسط نسيج قلبي ودايبه في ذرات الاوكسجين اللي بتنفسه.
بعدت بالعربيه كتير عن الفيلا وكان الوقت دا بالليل حوالي الساعه ١٢وفجاه وأنا ماشي بالعربيه لقيت عربيتين محاوطيني واحده قدامي والتانيه ورايا وإبتدوا يجبروني إني أغير طريقي وأعدي من طريق تانيه عشان أهرب منهم لما حسيتهم قاصديني.
وبمجرد مابقيت في الطريق اللي زنقوا عليا لغاية مابقيت فيها لقيت وابل من الړصاص إتفتح على عربيتي وعليا.. ثواني معدوده وكانت العربيه شبه الغربال من كتر الړصاص.
ولولا ستر ربنا وثارينة عربية شرطه كانت قريبه من المكان..كانوا إستنوا لغاية ماخلصوا عليا خالص.
لكنهم مشيوا وأكيد إفتكروا إنهم مۏتوني بسبب الدم اللي شافوه على هدومي. وإللي كان مصدره الړصاصه اللي جت فدراعي.
صوت ثارينة الشرطه قرب علينا أكتر. وهما فى لحظه إختفوا من المكان.
لكني قدرت ألمح نمرة عربيه منهم.
وجات الشرطه وأتصلوا بالإسعاف وجات عربية الأسعاف أخدتني للمستشفي وطلعوا الړصاصه من دراعي.
وحمدت ربنا إنه نجاني من مۏت محتوم.
وإتعمل محضر وأدليت بأقوالي. وماأتهمتش حد.
وإتقيدت ضد مجهول. وإتصنف الإعتداء ان كان هدفه السرقه.
أنهي جملته وبدأ على الفور في فك أزرار قميصه. وقام بخلعه عن أكتافه كي تظهر ندبة في عضلة ذراعه ومن الجلي أن الندبه لشيئ إخترق ذراعه بقوه.
أي لطلقة ڼارية بالفعل.
وكان هذا الذراع هو الذي من ناحية عبدالله الذي فور أن رأي الندبه مسد عليها بشفقه. وإنحني ليطبع قبلة فوقها. ثم قام بتغطيتها بقميص حسام وهو يردف بصوت حزين
وهو أنت ناقص الحراميه كمان! ربنا ينتقم منهم. مش كانوا سألوك قبل مايعملوا فيك كده إن كنت ناقص ولا مش ناقص!
فتبسم حسام على كلام عبد الله. ونظر إلى حمزه..الذي كان من الواضح أنه يحضر لسؤال ما.
وها هو السؤال يخرج من بين شفتيه محملا بالشك
وليه مقولتش للبوليص علي نمرة العربيه وكانوا جابوا اصحابهاوعرفوا هما عملوا فيك كده ليه!
فزادت إبتسامة حسام وأجابه بهدوء
مكانوش هيعرفوا اللي أنا عرفته بطريقتي. وإحتمال حتي لو عرفوا مكانوش قالوا.
فعقب عبدالله على كلامه سريعا عرفت ايه عرفت أيه إنطق قوام
فاردف حسام وهو يغلق ازرار قميصه مرة أخري
عرفت إن اللي عمل العمله دي هما رجالة هادي.
فشهق عبدالله. وضړب رأسه بكلتا يديه. أما حمزه..فرفع حاجبه لحسام وقد فهم حسام إنه لن يكتفي بهذه الجمله ويريد تفاصيل أكثر فأكمل حسام موضحا أكثر..
يومها روحت البيت وش الفجر وأنا لافف دراعي وحاسس پألم فظيع. وبمجرد مادخلت من بوابة الفيلا سمر اللي كانت واقفه في البلكونه بمجرد ماشافتني دخلت دخلت فورا.
ويادوب دخلت الفيلا
على أمي اللي كانت قاعده في الصاله سهرانه علي غير عادتها. ببص لقيت سمر نازله علي السلم بتجري. وأمي أول
ماشافت دراعي شهقت پخوف.
وثواني والإتنين جم جرى عليا ولقيتهم حاوطوني وحده علي يميني ووحده علي شمالي.
وفي اللحظه دي أقسم بالله الخۏف اللي شفته عليا في عيون الأتنين يكاد يتطابق تماما.
دا إن مكانش متطابق فعلا.
تخيل لما تلاقي خوف أمك عليك وما أدراك پخوف الأم..فيه حد خوفه عليك يضاهييه!
وإبتدا من الإتنين سيل من الأسئله عن أيه اللي حصلى ومين اللي عمل فيا كده مردتش عليه غير بجمله وحده
حاډثه وربنا ستر.
وسبت الإتنين واقفين. ورميت نفسي علي الكنبه. وغمضت عيوني وأنا بتمني إني لما أنام شويه.. ألاقي راحه من الۏجع اللي كنت حاسس بيه وقتها.
وفعلا من تعبي نمت وصحيت معرفش بعد وقت قد أيه
وبمجرد مافتحت عيوني وقعوا عليها هي أول وحده.
كانت قاعده على الارض جنبي وقدامها قاسم بيلعب بالمكعبات.
وكانت عيونها مترصداني ومتجاهله أي حاجه تانيه.
لفيت بدماغي وشفت أمي هي كمان قاعده علي كرسي جنبي. وحاطه ايدها علي خدها وبصالي پخوف.
إتعدلت وبمجرد ما عملت كده وقاسم شافني.. ساب اللعب اللي فأيده وجه يجري عليا. وقبل ما يوصلني سمر مسكته ومنعته وهي بتقوله
بابي تعبان ياقاسم.
لكنه فضل يتلوي بين إيديها ويحاول يتخلص من مسكتها ليه وينادي عليا بإستنجاد..فأنا همستلها بصوت مجهد سيبيه.
فسابته وجه جري دخل فحضني.
وانا ضميته بأيدي السليمه.
وفي الاثناء دي باب أوضة كريمه إتفتح وطلعت منه كريمه..وسابت الباب مفتوح عشان تتلاقي عيوني باللي قاعده علي السرير. وشايفاني بوضوح.
واللي كنت متوقع..إني برغم كل حاجه هشوف الخۏف فعنيها. وهتجيني جري عشان تطمن عليا زي أمي وسمر بمجرد ماتشوف چرحي.
لكن اللي حصل إني مشفتش فعيونها وهي بصالى غير صقيع. ورد فعلها كان أبرد من القطب الشمالي.
وفضلت باصالي كتير قبل ماتدور وشها للناحيه التانيه بعدم مبالاه.
وأنا لما ملقتش منها اللي كنت منتظره.. لملمت خذلاني منها وخيبة أملي فيها وبعدت عنها بعيوني.
وإبتديت أطمن أمي اللي شايف إنها محمله نفسها ذنب اللي حصلي بسبب كلامها معايا إمبارح.
وأفهمها إن دا نصيب. وإن كلامها ملوش علاقه باللي حصلي.
وإبتدت هي وسمر يطمنوا عليا من كلامي معاهم وضحكي مع قاسم.
وبعد شويه قمت دخلت الحمامعشان أحاول آخد شاور. وسمر عرضت عليا إنها تيجي تساعدني وأنا رفضت.
لكنى ندمت بعد كده على رفضى لأني بصعوبه قدرت استحمي من ألم دراعي. وخرجت بعدها لقيت أمي بتحضر في الفطار. وسمر وقاسم لسه على نفس قعدتهم.
سبتهم ودخلت لود وقعدت جنبها وهمستلها بۏجع
كنت ھموت إمبارح ياود.
وتوقعت أي حاجه تانيه من بين كل كلام الكون ممكن تقولها وترد عليا بيها..
أو حتي توقعت سكوتها. لكن ابدا متوقعتش الجمله اللي قالتها ساعتها
ومموتش ليه
الكلمه من حدتها وقعها علي وداني كان زي وقع خبر مۏت أعز الناس لقلبى وأقربهم ليا.
ۏجع إحساس بالغربه ضياع..كل دا حسيته فلحظة وحده بعد جملتها دي .
بصيتلها ومتكلمتش. وكنت مستني منها تغيير أو تبديل لكلامها. أو حتي أشوف فعيونها ندم.
أو حتي حاجه تكدب اللي قالته.
لكني ملقيتش اي حاجه من دول. وعنيها كانت خاويه زي بلد مهجوره. رحلوا عنها سكانها ومفيش إلا الريح بتصفر فيها.
فقمت من جنبها وانا مكسور كسر جديد. وقارنت بين رفضي القاطع للتخلي عنها من كام ساعه..وبين إستعدادها لخسارتي بمنتهي البساطه!
خرجت من الأوضه ورحت قعدت علي السفره.
وكالعاده قلبي فضل يتمسلها ألف عذر وعقلي إخترعلها ألف مبرر.
وقعدت أفطر وعقلي يحلل اللي حصل إمبارح دا كان ليه! ومين اللي عملوا كده وأيه مصلحتهم وخصوصا إن الإعتداء واضح جدا إنه مقصود. ومش لسبب السرقه بالمره!.
خلصت فطار وقمت خرجت للجنينه ومعايا تليفوني
وإتصلت باللي كنت متأكد إنه هيجيبلي قرار الناس اللي عملوا كده وأسبابهم وداوفعهم.
إديته رقم العربيه ومواصفاتها ونصحني بإني ماأخرجش من الفيلا النهارده غير بعد مايردلي خبر ويعرف أيه قصة ضړب الڼار ومحاولة الإغتيال دي بالظبط.
وإمتثلت لكلامه.
وفضلت قاعد في الفيلا في اليوم دا مخرجتش. وبالليل كان عندي منه الخبر اليقين.
إن اللي عملوا كده رجاله بيشتغلوا فى شركة هادي بيه.
أنا الصدمه لجمتني وقتها. وبقيت أسأل نفسي..طيب ليه يعمل كده وأيه مصلحته ماإحنا بعدنا عن بعض ومبقتش فيه أي مشاحنات مابينا.
دي حتي ود اللي كانت ناويه تستمر في إبتزازه وأخد فلوس أكتر منه منعتها إنها تعمل كده. طيب أيه اللي جد وجدد العداوة!.
ملقتش أي إجابه. وتأكدت إن إجابة أسئلتي عند إتنين ملهمش تالت.
هادي أولا. ودا إستحاله هيحصل. والشخص التاني هو كريمه.
لأن ود لا حول لها ولا قوة.
وبالفعل فضلت مراقب كريمه لغاية ماغفلت عن تليفونها وإقتنصت الفرصه. ومسكت التليفون فتحته. ودورت في الأرقام.. ولقيتها متصله ألنهارده الصبح برقم من غير إسم ومدة المكالمه دقيقتين.
رنيت على الرقم ورفعت التليفون على ودني. وثواني بس وسمعت صوت علي الجهه التانيه بيرعد وېصرخ زي أسد غاضب
كريمه انا مش قولتلك متتصليش بيا تاني. مش قولتلك إني حاولت أعمل اللي قولتي عليه والحكايه فشلت بسبب سوء الحظ.
أعملك أيه دلوقتي كريمه إسمعي هقولهالك لآخر مره.. متتصليليش بيا تاني عشان متضطرينيش اعمل معاكي اللي هيريحني من زنك نهائي.
وإن كان علي تهديدك ليا إنتي وود والقذره التالته بتاعتكم.. دا تبلوه وتشربوا مېته.
وأقولك على حاجه كمان..دي آخر دوره ليا فمجلس الشعب يعني خلاص مافيش خوف من أي حد ولا علي أي حاجه.
يلا غوري بقي وأتمني إني ماأسمعش صوتك المزعج تاني ابدا..دا لو كنتي عايزه حسك يفضل في الدنيا.
وإن كان علي حسام فهخلي الرجاله يحاولوا محاوله أخيره بعد كام يوم وياكش المرادي تظبط وأخلص منه ومن زنك.
قفل السكه وأنا حسيت دماغي بتلف زي مايكون واحد خبطني عليها بطن حديد. رحت علي كريمه اللي كانت فى المطبخومسكتها من هدومها. وجريتها لأوضة ود. تحت انظار الجميع.
وقفلت عليها الباب. ورميتها علي السرير جنب ود وقلعت الحزام بتاعي
وإبتديت أضرب فيها قدام ود اللي إبتدت تصرخ بأعلي صوتها وتحاول تحميها مني.
أيوه ضړبتها..ضړبت ست كبيره في السن ومأخدتنيش بيها أي شفقه ولا رحمه. وإتعلمت يومها إن محدش يلوم علي تصرفات حد مهما كانت غريبه غير لما يعرف دوافعا. ويفهم أسبابها.
لأن الناس اللي قدامك احيانا بتجبرك علي انك تعمل حاجات مكنتش ابدا تتخيل إنك تعملها في يوم من الأيام. تتعصب وإنت مش طبعك العصبيه. تصرخ وإنت إنسان هادي بطبعك. او ټضرب وإنت أبعد مايكون عن العڼف ومش بتحبه أصلا. فيه ناس بمعاشرتك ليها بتغير طبعك من النقيض للنقيض.
وكريمه كانت خير مثال على ده.
المهم كريمه أخدت نصيبها من الضړب. وحتي ود هي كمان أخدت نصيبها معاها لما وصفتني بالھمجي. ونطقت بأكتر كلمه بكرهها في العالم.
وفضلت أضرب فيهم هما الإتنين وأنا پصرخ بكل صوتي
همجي ها..أنا همجي عشان بضربكم. وإنتوا ملايكه حتي وإنتوا بتحاولوا تقتلوني وتنهوا حياتي.
جرايم القتل والتخطيط والمؤامرات رقي. لكن الضړب همجيه مش كده!
خلصت كلامي وتعبت من ضربهم. ومسكت كريمه اللي كانت إنتهت من الضړب وسألتها بكل حزم وڠضب
مين التالته اللي مستعينين بيها في إبتزاز هادي
مردتش عليا فورا وبصت لود في الأول وأنا بمجرد مابصت لود ضړبتها بقلم
خليت عيونها رجعوا يبصولي.
وجاوبت بسرعه لما رفعت إيدي تانى وعرفت إن ضربه تانيه في الطريق لوشها
مي مي..مي.
سبتها من إيدي وأنا مستغرب
أيه اللي جاب القلعه جنب البحر!
لكن مع كريمه كل الغرابه بتختفي لأنها ببساطهشيطان والشيطان مفيش سقف لقدراته.
بصيت لود هي كمان وسألتها بۏجع
إنت اللي بتحاولي تموتيني ياود إنت اللي بتسعي لأنك تنهي حياتي وانا الف مره أديتك حياة!
لقيتها بتهز دماغها برفض وهي بتبص لكريمه وبتقولها بعتب
ليه ياأمي مش قولتلك إياكي ټأذي حسام مش قولتلك حسام لأ عملتي ليه كده
لقيت كريمه بترد عليها بمنتهي الوقاحة
عملت كده عشانك. عملت كده عشان طول ماحسام عايش إنتي موتك محتوم. كنت عايزه أموته قبل مايموتك.
عملت كده عشان أحافظ عليكي وعلي حياتك وعلي تعبك وشقاكي.
ود غمضت عنيها ودفنت دماغها بين إيديها. وأنا خرجت من الأوضه وحكيت لأمي كل حاجه. وقررت من يومها إن كريمه هتتحبس في الفيلا ومتخرجش منها لغاية ماتموت لأن خروجها من الفيلا فيه مۏتي.
وإتصلت بشركة حراسه وخليتهم جابولي ٤ بادي جارد من أكفأ موظفيهم عشان أقدر أتحرك..ماهو أنا دلوقتي بقيت مستهدف. وفأي لحظة قرار مۏتي يتكتب بړصاصه من رجالة هادي فى غفله مني. وكله بسبب كريمه وكرهها ليا.
رحت الشركه تاني يوم وانا تحت الحراسه. ومن أول مادخلت المكتب طلبت مي تيجى لمكتبى.
وبمساعدة الرجاله خليتها تحكي كل حاجه. وتعترف باللي ساعدت ود فيه عشان يبتزوا هادي.
وقالتلي إنها إتعرفت عليه وأقامت معاه علاقه وصورته فيديوا.
وهي دي الحاجه اللي كانوا بيبتزوه بيها. وأخدوا منه كتير جدا.
لكنها قالت إن كريمه هي اللي كان لها نصيب الأسد من الفلوس اللي كان بيدفعها هادي.
وإن هي وود كريمه كانت بتديهم ملاليم مقارنة باللي كانت بتاخده لنفسها.
صدمه جديده. لكنى خلاص إتعودت.
أخدت من مى السيديهات المصوره لهاديونقلتها علي لاب توبي.
وبعتها لهادي علي الايميل الي أخدته من مي. وقولتله إني عرفت كل حاجه.
وإن لعبه من النهارده هيكون معايا أنا مش معاهم.
وإني لو جرتلي أي حاجه الحاجات دي هتترفع على كل مواقع التواصل. عربيه وأجنبيه بعد مۏتي بدقايق. ودي كانت محاولة مني للمقايضه على حياتي.
وطردت مي من الشركه. ومن بعدها عدي أسبوع وإكتشفنا إن مي لقوها مرميه علي طريق صحراوي مقتوله.
وطبعا شيئ بديهي إن أول حد يكون أعلي لستتة الإتهام.. هو هادي
بعد مامي سربت الحاجات اللي تدينه ليا. وهو أكيد عارف إن صباعه لما بقي تحت ضرسي مش زي ماكان تحت ضرس ستات كلمه منه تخوفهم وتخرسهم وقرشين يلجموهم وعشان كده عاقبها العقاپ ده.
ولما ود عرفت اللي حصل لمي..كنت أنا المتهم الوحيد في نظرها بقټلها.
وقالتهالي صريحه.. مي إنت اللي قټلتها ياحسام.
ورجعت بعدها لسكوتها مره تانيه. وأنا في الفتره دي بعدت عنها بسبب إنشغالي ومبقتش بهتم بيها زي الأول. وكل إهتمامي ووقتي إنصب علي الشركه. والتفكير فإني ازاي أقدر ارجع الشركه والفيلا من علي إسم ود لإسمي مره تانيه عشان لو جرتلي حاجه أبقي سبت لأبني اللي يقدر يعيش بيه.
وخصوصا إني متأكد إن مۏتي محتوم. وحتى ود هي كمان حياتها فيوم هتنتهي على أيد كريمه.
كريمه الدبه اللي هتقتل صاحبتها. بس مش من شدة الحب..لكن من شدة الطمع.
حاولت كذا مره مع ود بالكلام إني أخليها تتنازلي عن الشركه وأطلب دا منها بمنتهي التحضر والرقي..لكنها كانت بترفض.
وكريمه كانت بتشد أذرها وتحذرها بعنيها فى كل مره إنها توافق على حاجه من اللى بطلبها منها دى.
ولما ملقتش فايده لجأت للدكتور النفسي بتاعها إنه يكتبلي تقرير بحالتها وإنها معندهاش الأهليه لإدارة شركه.
وكتبلي الدكتور التقرير لكن المحامي قالي إن المحكمه ممكن متاخدش بيه لأن التقارير اللي من النوع دا في قضايه الڼزاع على الأملاك..يفضل إنها تكون من مستشفي.
وبكده مصداقيتها هتكون أكبر.
ولما رجعت من عنده ورحت قعدت جنب ود وبصيتلها وهي بتلعب فى قطتها والبرائه مرسومه علي ملامحها حسيت إنى لو عملت فيها كده ودخلتها مستشفي عشان آخد منها الشركه هكون ظالم.
ومش هسامح نفسي أبدا.
أصل مفيش أب يعمل في بنته كده.
وأنا ود بنتي اللي ربيتها بأيدي. ومهما هتغلط هفضل الأب اللي بيغفر ويسامح.
ونسيت الموضوع وفضل الحال كما هو عليه.. لغاية مافيوم ود عملت اللي محدش فينا قدر يغفرهولها..حتي أنا.
يومها كنت راجع من الشركه ودخلت الفيلا ولقيت ود قاعده في الجنينه لوحدها علي غير عادتها!
كانت قاعده علي ركبها ومدياني ضهرها. وباين إنها بتعمل حاجه من هزة جسمها المتتابعه.
رحت عليها وأنا مبتسم لإني إفتكرتها بتلعب مع قطتها..لكن صدمتي لما قربت منها وشفت قاسم إبني وهي منيماه في الأرض وبتخنق فيه وهو بيصارع المۏت بأديه ورجليه الصغيره.
صړخت عليها. وبسرعه خلصته من بين إيديها. وفضلت أصرخ علي أمي وسمر اللي جوني من جوه يجروا ولما شافوا حالة قاسم وإزاي مش قادر ياخد نفسه الإتنين صرخوا فنفس واحد.
وأنا أخدت الولد وجريت بيه على العربيه عشان أوديه لدكتور وسمر ركبت معايا.
والحمد لله الولد برجوعي في الوقت دا إتكتبله عمر جديد.
رجعنا للفيلا بعدها أنا وسمر بقاسم بعد ماإطمنا عليه وكانت في إنتظارنا مفاجأة جديدة.
ود بعد مامشينا بقاسم وبعد ماخلصته منها مسكت القطه بتاعتها وقټلتها بمنتهي الۏحشيه.
غرزت فرع شجره فبطنها قدام عيون أمي وكريمه.
لدرجة إني شفت أمي مړعوبه وهي بتحكيلي وتوصفلي منظر ود في اللحظه دي كان عامل إزاي!
وأنا كل اللي حصل دا بالإضافه علي كل اللي كان بيحصل قبل كده كان مخلي دماغي بقي عاجز عن أي تفسير.
وهنا القرار أخدته أمي بالنيابه عني. وقررت إن ود تروح مستشفي للأمراض النفسيه. لأن حالتها طالما وصلت للمرحله دي بقت خطړ وميتسكتش عليها.
وعشان المستشفي الخاص لو إتاخد منها تقرير بحالتها ممكن يعامل نفس معاملة شهادة الدكتور..إقترحت عليا إني أدخلها مستشفي عام لمدة أسبوع ولا إتنين. تتشخص حالتها وآخد بيها تقرير وبعدين تتنقل لأحسن مستشفي خاص وتتلقي هناك العلاج المناسب.
طبعا أنا كنت بسمع من أمي وأنا ساكت لكن كل جوارحي كانت تحتج علي كلامها. وفي الأخر قررت إني هبعد ود عن قاسم وعن أمي وعن الفيلا.
وهوديها الشقه تقعد فيها. وهجيبلها وحده مرافقه ليها. وأعالجها لغاية ماتخف. وأبدأ معاها من أول وجديد.
وأنا متأكد إني لما هبعدها عن هتتحسن. وهفضل أحاول معاها لغاية ماأتعب من كتر المحاوله. مع إني تعبت بالفعل لكن لسه كان فيا نفس للمعافره. وقررت إني هحاول معاها لآخر أنفاسى.
لكن تاني يوم صحيت عاللي غير كل تفكيري. وخلي كل مخططاتي فشلت من قبل ماأنفذ حاجه منها.
صحيت علي صرخات كريمه المعلنه عن محاولة إنتحار تانيه لود.
والمرادي لما دخلتلها كانت لسه مغابتش عن الوعي زي المره اللي فاتت.
شلتها وأخدتها علي المستشفي وهناك تم إنقاذها لتاني مره.
ودخلت عليها الأوضه بعد ماخرجت من أوضة العمليات وقعدت جنبها وبصيتلها وأنا حاسس بالعجز قدامها وإن السيطره عليها وحمايتها من نفسها ومن كريمه كل دي حاجات خلاص خرجت من إيدي.
وإني في الوقت دا فعلا محتاج مساعده خارجيه من حد يكون يقدر يرجعلي ود من تاني.
فرجعتها الفيلا وبلغت أمي إني موافق بقرارها. وفجرت القنبله فوش كريمه.
اللي إعترضت بكل عبارات الرفض
على قراري. لكن الموضوع كان إتحسم وإنتهي الأمر.
وفي الليله دي أمرت كريمه إنها تسيبلنا الأوضه وتباتلها في مكان تانيويومها قضيت طول الليل
وانا واخد ود فحضني وأشم ريحتها عشان أشبع منها.
وهي ساكته وجسمها ساكن كأنها في عالم تاني.
ولغاية ساعات الصبح الأولي وأنا باصصلها بعيون مودع.
ووديتها المستشفى تاني يوم والباقي كله بقي حصل قدامك.
وأدي يادكتور حكايتي اللي تقدر تتاكد من كل حرف فيها زي ماإنت عايز.
وهنا نطق عبدالله مسرعا حكاية المرار الطافح يابني والله. وبعدين يتأكد من ايه هو.. كفايه إنى أنا مصدقك.
وبعدين هو ليه عين يتأكد ولا يفتح بوقه بعد كل اللي قولته! وكمان بعد عملته المنيله اللي عملها. دا حرر الأفاعي من الأسر دا يستاهل يتعلق من شعر مناخيره. والله قليل عليه العلقھ اللي إديتهاله دي.
تبسم حسام وهو ينظر لعبدالله ثم نقل عينه على حمزه..الذي كان ينظر إليه بملامح متجهمة وعيون زائغه وسأله بجدية
أي سؤال تاني يادكتور قبل ماأمشي
فأجابه حمزه بشرود
أه فيه سؤال أخير ياحسام.
ليه أول ماشفتني ضربتني ومقعدتش معايا زي ماإنت قاعد كدهوفهمتني كل حاجه من غير عڼفليه تصرفك معايا مكانش متحضر!
فأجابه حسام متنهدا
أولا ضړبك دا كان دفاع عن النفس يادكتور.
فنظر له حمزه متعجبا! فاردف حسام مبتسما وهو يؤكدها
أيوه دفاع عن النفس متسغربسش.
ماهو لما الإنسان يحس إن فيه حد بيسعي لأنه يموته هيدافع عن نفسه بكل وسيله ممكنه. والعڼف في الحاله دي رد فعل مش فعل.
وإنت بأخدك ود مني أخدت مني روحي.
وكنت خانق قلبي ومانع عنه النفس اللي بيحيه. وغير كده حررت معاها كريمه اللي هتسعي بكل الطرق إنها ټموتني وټنتقم مني على حبستي ليها.
ودا مۏتي يادكتور. والمفروض إنه بيحصل على إيدك.. فمتلومش علي رد فعلي وأنا بحارب سكراته
أما مسألة ليه مجيتلكش وحكيتلك بهدوء وتحضر فدا لأني ببساطه مكنتش شايف إن ليك أي حق فإنك تعرف أي حاجه عن حياتي.
ولا ليك حق فإنك تبعد مراتي عني. وتروح تهربها وإنت مش عارف أي حاجه عنها غير إنها مريضه.
بصراحه العلقھ اللي إديتهالك يادكتور كانت تأديب ليك علي الغلطه اللي إرتكبتها فحقي وحقكوحق مهنتك قبل مني.
ولما تعرف الحقيقه. وتتأكد إنك كنت غلطان. أبقي إعتبر العلقھ دي درس ليك يخليك متسمعش من طرف واحد بعد كده.
أنهي جملته ونهض من مكانه وأخذ حقيبته وتحرك خطوتان ولكنه توقف حين شعر بشيئ قوى يرتطم به!. ويدان تلتفان حول خصره..
وحينما تأكد إنه عبدالله..ضحك ثم ربت علي يده التي حول خصره. وصمت وهو يستمع الي همسات عبدالله له
هتوحشني قوي ياحسام. حقيقي إنت أثبتلي فعلا إن اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه سماح مراته وعيالها.
ربنا معاك يابني ويردلك الغايب ويرجعلك حقك. وينتقم من كريمه شړ إنتقام.
قالها ثم إبتعد عن حسام مفسحا له المجال كي يستطيع المغادره ولكن حسام ظل واقفا لبرهة فقد تذكر أنه نسي إبلاغ رجال الحراسه بالحضور إليه!
فأخرج هاتفه ثم قام بمهاتفتهم وخرج كي ينتظرهم خارج الشقه.
وصاحبه عبدالله الي الخارج وظل واقفا معه يتلفت يمينا ويسارا ويهرول لينظر أعلي السلم وأسفله في كل دقيقه كي يتأكد أن لا أحد يتربص لحسام من أعدائه.
الي أن وصل الرجال وحاوطوا حسام. وأخذوه للأسفل محبوسا وسط قفص من بشړ.
وغادر حسام أخيرا بعد أن افشي للطبيب حمزه جميع الأسرار الدفينه. وسرد له أدق التفاصيل.
وعاد لمنزله أخيرا بقلب مفعم بالشوق لطفله وأمه أيضا كانه تركهم منذ أعوام طويله.
وحتي السمراء الهادئه لن ينكر أنه إشتاق اليها قليلا أيضا.
ولكن الشوق الأكبر والحنين الأعظم كان لتلك الهاربه البعيده لكنها قريبه. المتمرده عليه..لكنها تسكنه.
العاصيه. لكنه يعشق ذلك العصيان. إبنته وأخته ورفيقته وربيبته وحبيبته وكل العلاقات التي تجمع بين البشر يشعر بها حسام نحوها دفعة واحدة.
فهى الأذي وهو الوحيد في العالم الذي خلق يعشق الأذي إن كان بيديها.
أنثى بمذاق القهوة ٢٦
عاد حسام أخيرا الي الفيلا. وبمجرد دخوله تهللت أسارير الجميع. فعلى الرغم من أن الوقت كان متأخرا والساعة شارفت على الثانية عشر ليلا..إلا أن الجميع كان مستيقظ.
حتي قاسم الصغير كأنه شعر بإشتياق أبيه له وقرر أن يطفئ له شوقه بغمرة بين يديه الصغيرتين.
حمل حسام صغيره الذي أتي إليه مهرولا. ثم أكمل إلي الداخل وألقي التحيه علي أمه وسمر اللتان ردتا عليه تحيته بأحسن منها.
جلس حسام على الاريكه. وقد بدا واضحا جليا عليه أنه منهك الجسد خائر القوي. كأنه قد أتي للتو من سباقا أو نزالا عڼيفا.
فتقدمت نحوه والدته. وجلست بجواره. وهمست له بحنو بالغ
يابني إرحم نفسك من الشغل شويه. حرام عليك صحتك.
فأجابها حمزه
ياريت التعب كله تعب شغل ياأم حسام كان زماني مرتاح البال.
فتنهدت سعاد وهي تنظر لتلك التى فهمت مقصده. وما الذي يرمي إليه بكلامه وتحركت علي الفور تاركة المكان حتي لا تسمع ما هو المزيد من حديث حسام والذي حتما سيدور كله عن ود.
فأردفت سعاد وهي تراقبها تبتعد وحتي عيون حسام كانت تراقبها هي الآخرى
والله أنا البنت دي صعبانه عليا جدا. حاسه إني ظلمتها ظلم بين لما أقتنعتها تتجوزك.
مع إن إقناعها مكنش صعب بالمره لانها كانت بتكنلك المحبه من الأول. لكن الشهادة لله.. حالها دا ميرضيش حد.
تنهد حسام وأشاح بوجهه بعيدا عن أمه فآخر ما يحتاجه في هذه اللحظه هو التوبيخ.
فشعرت سعاد به. وغيرت مجري الحديث.. قولي معرفتش حاجه عنها وعن كريمه برضوا
فهز حسام رأسه نافيا.
فأكملت هي بنبرة لائمه
قولتلك ياحسام نبه علي كل اللي في المستشفي يمنعوا عنها الزياره. وإن محدش يدخلها لغاية ماتاخد التقرير وتنقلها لمستشفي خاصه. قولتلك إحرص إن كريمه متوصلهاش لأنها لو وصلتلها مش هتسيبها هناك. وأهو حصل.
قولتلك يومها إن دكتورها إتصل بيا وأنا قطعت عليه أي فرصه للتواصل. وقولتله إني أمها ومش مطلوب منه أي حاجه غير إنه يحافظ على حياتها وبس. أيه اللي حصل وخلى كريمه تعرف توصلها
حسام
اللي حصل إن كريمه عرفت توصل لنفس الدكتور اللي كلمك. وقدرت بالخداع تفهمه إن ود ضحيتي أنا وإنتي ومش بس كده.. دي خلته هو بنفسه اللي هرب ود من المستشفي كمان.
تبسمت سعاد بسخريه ثم أردفت
طول عمرها كريمه عامله زي الساحر. كل مايمد أيده جوا البرنيطه بتاعته يطلع بحاجه جديده غير متوقعه بالمره.
فأضاف حسام على جملتها متهكما
ومش أي ساحر..دي كبيرة السحره دي عندها القدره إنها تقلب الحقايق فثانيه وبترتيب وحبكه ميخرش الميه.
سعاد
مش جديد عليها طول عمرها أستاذه في الحته دي.
فأومأ لها حسام مؤيدا ثم نهض بإبنه ونظر الي الأعلي. قبل أن يبدأ بالصعود تحت أنظار أمه المشفقة علي حاله.
فدلف الى الغرفه. وبحث بعينيه عنها فوجدها واقفة فى الشرفهعاقدة ذراعيها فوق صدرها وشعرها الحريري يتطاير بفعل نسايم الهواء.
فتقدم عليها بخطوات بطيئه. وماأن أصبح خلفها مباشرة حتي قرب قاسم منها فإرتمي عليها قاسم بجسده. مما جعلها تبتسم إبتسامتها المعتاده. وتأخذه بين أحضانها. ثم غادرت الشرفه وذهبت لتجلسه وتجلس معه فوق السرير.
وأخذت تحادثه وتداعبه.
ثم إنضم إليهم حسام فجلس بجوارهم وقد إتكأ علي السرير وأخذ يراقبهم وهم يضحكون سويا أمام عينيه.
وتمني في قرارة نفسه.. لو أنه عشق سمر بدلا
عن ود وتزوجها وكانت قسمته الأولي..لكان أصبح الآن حتما أسعد رجل علي وجه الأرض بهذه السمراء الهادئه الحنونه ذات الوجه البشوش.
فتنهد بثقل وماإن
فعل ذلك حتي نظرت إليه وهي لازالت محافظة على إبتسامتها الكاذبه. وأردفت له بنبرة هادئه تبعث الطمأنينه وتبث الأمل
متشيلش نفسك هم أكتر من طاقتك ياحسام. هتلاقيها دلوقتي وترجعها وكل الأمور هتتحسن وحده وحده بإذن الله.
فتبسم حسام وهو يجول بعينيه في ملامحها وأردف هامسا
سمر هو إنتي ازاي كده! إنتي ازاي قادره تكوني هاديه ومسالمه وقنوعه للدرجه دي إزاي متحمله كل حاجه مني بالرضى دا
فأجابته سمر بنفس الإبتسامه
عشان بحبك
فرد عليها بعد أن هرب بعينيه نحو الشرفه وبدأ يراقب النجوم المتلألئه التي تزين ثوب الليل القاتم
عمري ماإقتنعت بإن ممكن حد يحب حد بالطريقه اللي إنتي بتقولي إنك بتحبيني بيها دي.
طول عمري بقول إن عمر الحب مايوصل الإنسان للمرحله دي من الجلد والتحمل. اكيد فيه أسباب تانيه.
فضحكت سمر بخفه. وكأنه القي علي مسامعها دعابة طريفه. وضحكتها جبرته علي النظر إليها. ثم أردفت وهي تنظر في عينيه مباشرة
مش غريبه إن إنت بالذات اللي تقول الكلام دا ياحسام!
فديق حاجبيه بتساؤل وهو ينتظر منها توضيع أكثر فأوضحت له على الفور.. يعني فعلا إنت مش شايف إنك واصل للمرحله دي وأكتر مع ود!
طيب ياتري إنت فيه أسباب تانيه لتحملك ليها وجلدك عليها غير حبك ليها
ياتري فيه حاجه تانيه غير عشقك ليها مخلياك تغفرلها كل ذلاتها وتفضل معاها مهما أذتك أو ۏجعتك.
وخصوصا إن ود حطمت معاك الرقم القياسي في الأذي والۏجع
أكيد لأ ياحسام. أكيد مفيش أي سبب تاني غير الحب..لأن الحب هو الشعور الوحيد اللي بيذل صاحبه الذل دا.
تعرف إني طول الوقت بكون مشفقه عليك بسبب عذابك من ود.
واللي بكون حاسه زيه بالظبط ناحيتك. ودايما بحس إن نفس الۏجع بالظبط إتقسم مابينا إحنا الإتنين.
تلاشت إبتسامة حسام وقد إقتنع تماما بكلام سمر. فهي للأسف أصابت الهدف تماما. ونعم هو بالفعل كذلك. فلماذا يلوم عليها إذا!.
أما حمزه فقد قضى ليلته يتقلب فى فراشه والقلق قد قض مضجعه
فلم يزور النوم عينيه في هذه الليله ولم يغمض له جفنوهو يفكر من أين سيبدأ غدا وماذا سيفعل إن تأكد بأنه بالفعل إرتكب تلك الحماقه وأطلق العنان لشړ مستطر يتمثل في شخص كريمه.
وماذا إن إكتشف العكس وتأكد أن حسام بالفعل هو المذنب
وما كل هذه الأوراق الا زورا.
والندبات الا آثارا لحوادث أخري..غير تلك التي ذكرها. وكلها كانت من تأليفه.
كيف سيتصرف حينها
وكيف سينجوا من قبضته وإن كان هذا صحيحا فبالتأكيد هو الآن محاطا بأعين رجاله الخفيه من كل إتجاه.
تدارك نفسه. ونفض رأسه من التساؤلات أخيرا عند بزوغ الفجر.
فنهض من فراشه يستعد ليوم جديد.
اصبح حمزه على يقين..بأنه سيكون حافل بالكثير من المتاعب والصدمات. وربما خيبات الأمل أيضا.
فغادر غرفته. وتوضأ وصلي الفجر وجلس داعيا متضرعا الي الله.. أن يكشف له بصره. وينير بصيرته. ويسوق اليه الحقيقة دون عناء.
وقضي بعدها الساعات الفارقه بين رحيل الليل وقدوم ضوء النهار وهو يشعر إن المده ليست أبدا مجرد ساعات..بل إنها عادلت أيام طوال ثقال.
وها هو يرتدي ملابسه إستعدادا للخروج. وبمجرد إنتهائه غادر الغرفه. وغادر الشقه علي الفور. غير آبه بصوت عبدالله المنادي عليه يسأله عن وجهته
ولا هرولته خلفه كي يلحق به.
فحمزه يعلم جيدا..أن عبدالله إن علم إنه ذاهب لتقصي الحقائق وتحري الصدق في قصة حمزه وود..لن يتواني عن ملاحقته أينما ذهب.
فهو يعلم جيدا الي أي مرحلة يصل فضول زوج أخته.
صعد حمزه في سيارته وبعد دقائق من التفكير قام بتشغيل المحرك وكان هذا الوقت كافيا كي يقرر نقطة إنطلاقه من أين ستكون.
وقاد السياره الي شوارع جديده عليه لم يلج اليها قبلا.
وصولا الي المنطقه المنشودة. وحين تأكد أنه وصل الي المكان المطلوب..أوقف السيارة وترجل منها.
وأخذ يتلفت يمينا ويسارا باحثا عن شخص معين يرى في ملامحه الطيبه وإستعداده لمساعدة الغير. وإستمر البحث..
حتي وجد رجلا يعبر الشارعوتنطبق عليه هذه الصفات.
فتحرك نحوه علي الفور وهو يهتف
ياعم..إنت ياخال ممكن سؤال الله يكرمك.
فتوقف الرجل عن السير ونظر إليه وأجابه مبتسما
أومر ياغالي.
فرد عليه حمزه على الفور
مايؤمر عليك ظالم.. معلش كنت عايز أسال عن وحده هنا في المنطقه بتشتغل خياطه.
أو يمكن بطلت دلوقتي عشان دي كانت شغلتها من وقت طويل.
الست دي كانت معاها بنت صغيره إسمها سمر وكنت جاي أسأل عن عنوانهم بالظبط عشان أطلب بنتها الصغيره للجواز.
فضحك الرجل قبل أن يردف لحمزه
ياااه إنت تقصد الست فاطمه! طب وهو فيه حد فالمنطقه كلها مايعرفهاش يابني! دي بركة المنطقه وأميرة الحته كلها.
بس للأسف حظك وحش ياأستاذ عشان بنتها سمر إتجوزت من سنين. ومش بس كده دي مخلفه كمان. بس الظاهر إنك كنت بعيد عن البلد وعشان كده مسمعتش.
أجابه حمزه وهو يتصنع الحزن والتفاجؤ
أيه دا بجد ياخساره مليش في الطيب نصيب.
هو فعلا أنا كنت مسافر بره البلد عشان كده ماعرفتش. يلا عموما الجواز قسمه ونصيب. ربنا يهنيها مع جوزها.
فرد عليه الرجل مؤكدا
فعلا الجواز قسمه ونصيب. بس الشهاده لله مش البنيه فبيت جوزها وغايبه عننا.. لكن ملايكتها حاضره وبقولهالك بكل أمانه..إن بنات الست فاطمه لو لفيت الدنيا شرقها وغربها مش هتلاقي ضافر وحده فيهم. ولا هتلاقي زيهم. دول كفايه إنهم تربية ست الستات.
أنا مش بحسرك يابني والله بس بقول كلمة حق في حق ولايا.
أومأ له حسام بتأييد وهو يردف
عارف وعشان كده جاى من آخر الدنيا وكنت متعشم إني آخد من بنات الأصول. إلا قولي هو بيت الست فاطمه فين أصلي من سنين ماجيتش هنا والمنطقه إتغيرت كتير
فأشار له الرجل بإصبعه على بيت في نهاية الشارع واردف
أهو يابني اللي هناك وبابه أسود دا.
فتبسم حسام للرجل وشكره ثم توجه الي سيارته وأمضي عدة دقائق يدعبس في تابلوه السياره..حتي وجد دفترا صغيرا وقلما.
اخذهم وتوجه بهم الي بيت فاطمه.
دق الباب عدة دقات متتاليه ثو صمت قليلا. وتبعها بدقات متفرقات ولم يتوقف الا حين سمع صوتا رخيما يجيبه من الداخل
أيوه ياللي عالبال أصبر شويه أنا جايه أهو.
ثم فتحت الباب. ونظرت الي حسام. وهي تسدل أطراف خمارها جيدا ليغطي أكبر قدر من جسدها ثم سألت حمزه وهي تطالعه من أعلى الي أسفل
أيوه يابني إنت مين
فأجابها حمزه وهو يتفحص ملامحها الهادئه. ووجهها المنير الذي أخبره علي الفور بإن هذه السيده طيبة بالفعل وأن سيماهم علي وجوههم
قارئ عداد الكهربا ياحجه.
فأفسحت له المجال علي الفور. وهي تدعوه للدخول
إتفضل يابني العداد ورا الباب أهو.
فدلف حمزه الي الداخل. وما إن فعل ذلك.. حتي تسللت الي أنفه رائحة جميله. مريحة كأنها رائحة الجنه.
فتبسم حمزه على الفور فقد صدق حسام في وصفه بأن رائحة منزلها تبعث الراحه في النفس. وتجعل الإسترخاء يتسلل الي الجسد. فيشعر المرء بشعور جميل.
فنظر الي العداد وقام بكتابة أرقام وهميه ثم نظر إليها نظرة أخيره قبل أن يغادر.
وقد تيقن أن حسام كان صادق تماما في وصفه لبيت فاطمه وأجوائه التي تعلق في الروح ولا تنسي. وحتي في
وصف فاطمه نفسها.
ولم يكتفي حمزه بهذا القدر. بل سأل عنها مرة واثنتين وثلاثه. سأل أكثر من شخص. وفي كل مره يتبين له صدق كل ماذكره حسام عنها.
فغادر حسام
المنطقه وقد أنير جزء من بلورة قصة حسام ولابد أن يواصل إكتشافه لباقي الحقائق لكي تنير باقي الجوانب المظلمه.
وتوجه بعد ذلك مباشرة الي مشفاه. فتفقد مرضاه. وإطمأن علي أحوالهم من زملائه. وإستأذن من مديره في مد أجازته الى ثلاث أيام أخرى فهو بحاجة ماسه الى ذلك.
وتحجج له بأنه لم يطيب بعد.
ولأن حمزه عند المدير شخص إستثنائي.. وافق علي مد أجازته.
برغم إن المشفي بحاجة ماسه له ومرضاه في إنتظاره. إلا أنه لا يقوي علي أن يرفض له طلبا مثل هذا فهو يعرف الي أي مدي قد يصل جنون حمزه إن أغضبه.
فمد له الاجازه كما أراد. وإستأذن منه حمزه وغادر المشفي. وقد قرر أنه لن يعود الي المنزل مرة أخري..الأ وهو ممسك بجميع خيوط الحقيقة في يده.
فغادر القاهره متوجها الي الأسكندريه بعد أن سلك عدة طرق ملتويه كي يتأكد أنه غير مراقب. وليس هناك من يتبعه.
وحين تأكد من ذلك.. ترك سيارته في جراج إحدي المؤسساس بعد أن دفع للسايس مبلغا من المال نظير إعتنائه بها لحين عودته.
ومن بعدها توجه لمحطة القطار فإستقله الي الإسكندريه حيث تقطن حيرته العظمي.
مرت ساعات السفر وفي هذه الأثناء قد هاتفه عبدالله عشرات المرات.
وسماح مثله أيضا وكل هذا بهدف ألإطمئنان عليه. وفي كل مره يخبرهم بأنه بخير وألا يقلقا.
وسرعان مايعاودون الكره ويعيدون السؤال. حتي شعر حمزه بالملل منهم وقفل هاتفه نهائيا.
لم يتبقي علي وصول القطار غير القليل من الوقت. وكلما إقتربت المسافه إزداد توتر حمزه وهو يفكر في الحيله التي سيكشف بها كريمه والتي يجب أن تكون في منتهي الذكاء والأ سيكشف نفسه هو أمامها بدلا عن ذلك. ويشعرها إنه قد كشفها.
وعندها تنزلق من قبضته وتهرب بود ككرة من سائل الزئبق ولن يستطيع إعادتها الى قبضته مرة أخرى.
وصل إمام المبني الذي يسكنونه. وصعد إليهم ووقف أمام باب الشقه يضرب جرس الباب.
ومع سماعه لصوت كريمه مجيبا تعالت دقات قلبه كمن على وشك أن يخوض إختبارا فارقا لتحديد مستقبله بعد قليل.
فتح الباب وظهرت من خلفه كريمه وبمجرد رؤيتها لحمزه..تبسمت بسعاده وهي ترحب به بحرارة
دكتور حمزه..اهلا يابني حمداله عالسلامه. معقوله لحقت تيجي في الوقت القصير دا! دانا قولت قدامك أسبوع على الاقل على ماتفكر تعملها.
فأجابها حمزه وهو يبحث بعيناه بفضول داخل الشقه
معلش أصلي مقدرتش أسيبكم لوحدكم أكتر من كده من غير ماأجي بنفس وأطمن عليكم.
قالها ثم تثبتت أنظاره على من لاحت من بعيد بطلتها الأخاذه وماأن رأته حتى تبسمت. وهو أيضا بادلها الإبتسام. وقد بدت أحسن حالا من ذي قبل.
دعته كريمه للدخول. وقد تحدثت بعدة عبارات قبل ذلك ولكنه لم ينتبه فقد خطفته تلك الجنيه بطلتها الساحره وفقد التركيز.
فتقدم منها وألقي عليها التحية وهو يردف في قرارة نفسه.. بأن حسام معذور في تعلقه بها إلي هذا الحد. إن كان هو بمجرد إبتسامة من ثغرها يتخبط عقله. فمابال من أدخلته جنتها ونهل من نهر أنوثتها حتى إرتوي!
تقدم حمزه بعد أن جاهد حتي إستعاد توازن عقله أمامها. وجلس علي الأريكه محافظا على هدوئه.
وعقبته ود بالجلوس. ومن ثم كريمه. وبدأت الأسئله منهم والإجابه منه عليها. وكل الأسئله كانت حول مافعله معه حسام. وما قاله له.
وإلي أي مدي هو أكيد من أن حسام لم يتبعه اليهم بطريقة أو بأخري.
وحمزه ألقي علي مسامعهم مايودون سماعه بالضبط.
وجعلهم يشعرون بالطمأنينه حتي زال الخۏف تماما من أعينهم.
وبدأ حمزه في التدقيق في كل حرف ينطق من فم الإثنتين. ويحلل كل كلمة كي يكتشف جميع أبعادها.
أخبرته ود بعدها بأنها تريد مساعدته في تحويل الشركه والفيلا والسياره من ذمتها لذمة كريمه.
وماأن أنهت جملتها هذه حتي نظر حمزه إلي كريمه التي غزت شفتيها شبه إبتسامة نصر. أخفتها سريعا. ولكنه إقتنصها قبل أن تختفي. وقد أوحت إليه شبه إبتسامتها هذه بالكثير.
فأجاب ود بالقبول. وأنه حتما سيساعدها. وأنه سيبذل قصارى جهده إن لزم الأمر.
صمت مطبق من بعدها خيم عليهم إستغله حمزه بمطالعة ود التي كانت تبدو كملاك هادئ.
شكلها لا يوحي أبدا بانها تقوى على فعل شيئا واحدا مما سرده حسام!.. ولكنه عاد تذكر أن المظاهر دائما خداعه.
إستأذن منهم للدخول إلي المرحاض ودخل وهو يخبئ في جيب بنطاله شيئا حرص ألا تراه واحدة منهم.
وحين أصبح بالداخل وفور إغلاقه للباب أخرجه من جيبه.
وقد كان البخاخ الخاص بكريمه وفعل ذلك لأنه وجدها هذه المره تتنفس وتتكلم بصورة أكثر من طبيعيه! ولا يبدوا عليها أنها قد عانت من نوبة ربوا لمرة واحده حتي طوال حياتها.
فتحه وقربه من أنفه ليشم مابه من سائل.
وتعجب كثيرا حين وجد السائل لا لون له ولا رائحة! ويشبه في تكوينه الماء كثيرا! وحتي ملمسه كان يوحي بذلك!
فسكب مابه داخل الحوض وقام بإعادة تعبئته من صنبور المياه وأعاده داخل جيبه مرة أخري. وغسل وجهه ويداه وخرج بعد ذلك.
جلس على الأريكة مرة أخرى وأعاد البخاخ لمكانه وبدأ يتصرف طبيعيا. ويتجاذب أطراف الحديث مع ود..حول طبيعة عملها كي يجبرها على الإنسجام معه في الحديث.
أما كريمه فذهبت الي المطبخ لإعداد الغداء حيث سيشاركهم الطبيب حمزه الطعام اليوم.
ساعة ونصف الساعه مروا لم يصمت فيها حمزه عن الحديث مع ود وبرغم أن إجاباتها كانت مختصره إلا أنها كانت كافية جدا بالنسبة إليه.
أما كريمه فإنتهت من إعداد الطعام. وبدأت في غرفه.
وأخبرتهم بأن الطعام قد جهز.
فقام حمزه وود بإنصياع. وجلسا علي البار كي يتناولا الطعام.
أما كريمه فجلست في الجهة المقابلة لهم من داخل المطبخ.
وشرع الجميع في تناول الطعام.
وبمجرد تذوق حمزه للطعام ضم حاجبيه بغرابه! فقد كان مذاق الطعام سيئا. ولا يتناسب مع سن كريمه أو خبرتها الطويله بالتأكيد في أعداد الطعام!
أما كريمه فلاحظت رد فعله وأردفت موضحه
الأكل معجبكش يادكتور مش كده معلش هو فعلا طعمه ممكن يكون مش مقبول بالنسبه ليك. بس دا عشان أكل صحي.
وفور نطقها لهذه العباره تبسم حمزه وهز رأسه لها بتفهم. وقد كانت هذه الحقيقه الثانيه لليوم التي تاكدت لحمزه من حديث حسام.
أكمل حمزه الطعام وظل ينقل عيناه بين كريمه وود وأردف بهدوء
ود هو إنتي شلتي الرحم فعلا زي ماقال حسام
وهنا رفعت الإثنتان رأسهما من الأطباق وتلاقت أعينهم في نظرة قد تجلت فيها الصدمه. وإرتعشت شفاه كريمه وهي تحاول أن تجد لها مخرجا من هذا المأذق بكذبة جديده.
ولكن حسام أعفاها من ذلك.. حين أردف مكملا وهو ينظر في طبقه مرة أخري ويواصل تقطيع طعامه
أصل حسام وراني تقرير بيقول إن دا حصل.
وأنا قولتله إن التقارير سهل جدا إنها تتزيف. لكن الإحساس عمره مايتزيف.
وأنا إحساسي بيقولي إن حسام كداب.
أنهي جملته ونظر إلي كريمه بطرف عينه وقد بدت أنها بدأت تتنفس الصعداء بعد كلامه هذا.
وأجابته في ثوان
صدقني ياحمزه حسام دا أبعد مايكون عن الصدق. وكلامه أبعد مايكون عن الحقيقه.
إياك يابني تسمعله في يوم
أو تصدق
أي حرف يقولهولك.
فهز الطبيب حمزه رأسه لها مؤيدا كي يطمئنها أن هذا لن يحدث.
وعم الصمت مرة أخري لفترة وجيزه. قاطعته كريمه حين أردفت بعد تفكير
حمزه ياريت بكره تخلصلنا موضوع
نقل الشركه والفيلا من إسم ود لإسمي.
أو حتي تشوفلنا مشتري ليهم. لكن يشتري بدون معاينه وهننزله من سعرهم مبلغ مغري.
وبجانب دا لو هنتعبك ياريت تطلعلنا تأشيرة سفر لأي دوله أجنبيه فأسرع وقت أنا وود.
تفاجأ حمزه من طلبها هذا وفهم من تعجلها أنها بالتأكيد شعرت بالخطړ من سؤاله وخاڤت أن يكون نابع من شك في صدره.
فأجابها علي الفور
موضوع بيع الشركه والفيلا دا ولا أسهل. وإن كان علي حسام وطعنه في صحة البيع وإستناده علي التقرير اللي أخده من مدير المستشفي.. فدا أنا هبطله بتقرير تاني ممضي مني ومختوم من المستشفي. وبتاريخ بعد تاريخ تقرير حسام.. بإن حالة ود الصحيه زي الفل. ونظر الي ود وأكمل..
وإنك عندك الأهليه لممارسة حياتك الطبيعيه وإتمام جميع معاملاتك بنفسك.
تهللت أسارير كريمه بعد سماعها لكلام حمزه. وأردفت له بسعادة غامرة
ربنا يحفظك يابني ويسترك وينور طريقك ويسخرلك ولاد الحلال اللي زيك كده ياأصيل يابن الأصول.
تبسم حمزه ونهض بعد أن حمد الله وشكر كريمه علي الطعام الذي لم يتذوق أسواء منه قبلا.
وعرف اليوم لما أعدت له البانيه والمعكرونه فقط في المرة السابقه وذلك لأنها وجبة لا تظهر فيها مهارة الطهو لسهولة تحضيرها.
ذهب حمزه الى الأريكة وجلس عليها. وقد وقعت عيناه علي هاتف كريمه بجانبه.
فتسللت أصابعه خلسة حتي وصلت إليه وقام بجذبه مستغلا إنشغال ود وكريمه بإنهاء طعامهم.
واعدل جلسته كي لا يسمح لهم برؤية مايفعله.
وقام بفتح الهاتف على سجل المكالمات. ووجد رقمان إضافيان بجانب رقمه. فأصبح في الهاتف ثلاث أرقام.
واحدهم تمت مهاتفته منذ ساعات قليلة!
قام حمزه بنقل الرقمين سريعا الي هاتفه وأغلق الهاتف. ثم أعاده مكانه. ولا يعلم لم شعر بالإرتياب الشديد هذه المره نحو كريمه!
تلفت حوله قبل أن ينهض متوجها الي المطبخ. وبعد ألإستئذان من كريمه قام بالبدء بصنع قدح مضاعف من القهوة فقد حان موعدها الأن.
عاد وبدأ في طقوس إحتسائه للقهوة تحت أنظار ود. التي كانت تنظر له مبتسمة علي جنونه بقهوته. وإنضمت إليها كريمه في مطالعة حمزه وهو يؤدي طقوس عشقه لقهوته. وقد جعلها مايفعله تشتهي فنجانا من القهوة في التوا. فدلفت إلي المطبخ واعدت لها واحدا علي الفور.
وجلست بجانب حمزه وكادت أن تحتسي منها ولكن قاطعها حمزه وهو يمد لها يده بالبخاخ ويردف
خدي الدوا بتاعك قبل القهوة عشان مفعوله يشتغل كويس.
فأخذت منه البخاخ بعد أن تبسمت ووضعت من يدها فنجان القهوة علي المنضدة التي أمامها. وكم كانت صدمة حمزه حين رفعت البخاخ علي فمها وقامت بضخ الماء داخله ولم تلحظ أي إختلاف بين ماكان به من دواء وبين الماء الذي فيه الآن. وهذا يعني شيئا واحدا.. أن ماكانت تأخذه طوال الوقت أمامه.. لم يكن إلا ماء!. ولم تكن نوباتها إلا تمثيلا.
أنهي حمزه قهوته وتجرع معها صډمته. وطلب منهم الأوراق اللازمه للحصول لهم علي تأشيرة السفر.
فقامت ود بإحضار كل الأوراق المطلوبه. وجوازات السفر. وأعطتهم لحمزه الذي غادر على الفور كأنه حقا سيفعلها ويطلب لهم التأشيره.
وما أن غادر المبني حتي جلس علي اقرب مقهي ثم أخرج هاتفه. وقام بالإتصال بالرقم الأول الذي أخذه من هاتف كريمه.
وسرعان ما أتاه الجواب سريعا. بصوت أجش. لرجل من الواضح أنه ليس من سكان الحضر فقد كانت لكنته مختلفة كثيرا.. إيوه مين.. الووو مين معايا مين إنت ياللي بتتصل ليه مش ترد ردت الميه فزورك
أغلق الطبيب حمزه الخط وقد تأكد الأن ان هذا الرجل الذي ذكره حسام في حديثه سابقا أيضا والذي كان يأتي لكريمه بين الحين والآخر.
وهاهو جانب آخر يضيئ من بلورة حسام ويكشف أنه صادق مجددا.
فنظر الطبيب حمزه بعيدا. وشرد قليلا. ثم عاود النظر الي شاشة هاتفه مرة أخري. وقام بالنقر علي الرقم الآخر.
ولكن هذا الرقم إستغرق وقت أطول. ومحاولتين للإتصال قبل أن يجيب.
وسمع حمزه بعدها صوتا وقورا يجيبه
أيوه مين
وهنا لم يستطيع حمزه تمييز صاحب الصوت فأجابه كي يتمكن من معرفته
أيوه يافندم. معاك مندوب شركة التأمين. حضرتك هادي بيه صاحب سلسلة شركات الهادي مظبوط كده سعادتك
فأجابه الصوت مجددا
أيوه أنا. نعم عايز إيه
تلقي حمزه الإجابه وإكتفى بها دليلا آخر على أن كريمه علي تواصل بهادي بالفعل. وأردف محاولا التملص من الإتصال
حضرتك إحنا بنكلمك عشان نفكرك إن مدة التأمين علي وشك الإنتهاء. ولو حابب تجدد معانا تاني إحنا تحت أمرك. نبعت لحضرتك مندوب يخلص الإجرآت.
أجابه هادي وهو يشعر بالغرابه
مدة تأمين أيه اللي إنتهت! أنا أصلا مأمن لمدة خمس سنين. معداش منهم غير سنتين بس!
فأجابه حمزة سريعا وهو يمثل الإرتباك
أاا أسف يافندم. أكيد حصل لبس في الموضوع وإتلخبطت بينك وبين شركه تانيه. أنا آسف جدا لحضرتك علي الغلطه دي.
فأجابه هادي قبل أن يغلق الخط مباشرة
عادي محصلش حاجه.
أبعد حمزه الهاتف عن أذنه. وتبسم إبتسامة جانبيه. وهو يهز رأسه بوعيد فها هي الغيوم تنقشع عن شمس الحقيقه رويدا رويدا.
عاد حمزه الي الشقه مرة أخري. وقام بإخبارهم بأنه لم يدرك المصلحه قبل أن تغلق أبوبها نظرا لإنتهاء مواعيد العمل الرسميه. وأنه سيذهب مرة اخري غدا.
وجلس الثلاثه بعد ذلك يتحدثون في أمور شتي كي يحاول حمزه رصد أكبر قدر من السقطات والتناقضات بين كلام كريمه السابق وكلامها الآن.
وماأكثر السقطات التي تقع في حجر المترصد. فقد إمتلئت جعبة حمزه حتي فوهتها.
جن الليل وتفرق ثلاثتهم للنوم. بعد أن رفض الجميع تناول طعام العشاء بسبب مافعله طعام الغداء في أمعائهم من حړقة وألم.
همت كلا من كريمه وود الدخول الي غرفتهم. وأخبرت كريمه حمزه بأنه يستطيع أن يستخدم الغرفة الأخري للنوم.
فأجابها بأنه سيأوى اليها حين يغلبه النعاس. وحتي ذلك الحين سيبقي جالسا في الصاله.
فتركته كريمه علي راحته. وأخذت ود ودخلت بها الي الغرفه. وأغلقتا الباب.
أما حمزه فنهض متوجها الي المطبخ وقام بصنع قدح من القهوة وأخذه وتوجه الى الشرفه.
وأخذ يراقب الماره في الشارع وهو يشرب قهوته. ودون حتي أن يمارس طقوسه. فهو الآن ليس في مزاج مناسب لذلك.
أنهي قهوته وعاد الي المطبخ. فأعاد الفنجان الفارغ مكانه..بعد أن قام بغسله كما تعود. وذهب الي الغرفة المنشوده كي يكمل ليلته. ويواصل التقلب علي جمر حيرته.
وأخذت ساعات الليل تنقضي حتي أوشك علي الإنتهاء.
وقد كانت هذه الليلة الثانيه على التوالي التي يقضيها حمزه وهو مستيقظ يناجي الراحة ولا يجد منها ردا أو إقترابا.
وها هو يسمع صوت باب غرفة ود وكريمه يفتح علي مهل..كأن التي تفتحه تحرص على الأ يصدر صوتا!
ولكنها لا تعلم أن هناك من هو مستيقظ وسط هدوء الليل الذي تسمع فيه رنة الإبره إن سقطت علي الأرض. فمابال باب يفتح!.
نهض الطبيب حمزه وقام بالإقتراب من الباب. وأخذ يسترق السمع.
وللأسف لم يستطع سماع شيئ. فإنحني الي مستوي فتحة القفل في الباب ونظر من خلالها. فوجد كريمه هي من بالخارج.
ووجدها تتسحب وهي تحمل هاتفها بيدها. وتنظر بإتجاه
غرفته.
فظل يتابعها بعينيه..الي أن غابت عن مرمي بصره.
وما هي الا دقائق وسمع همهماتها. ولكن صوتها لم يكن مفهوم.
فجازف حمزه..وقام بفتح الباب بهدوء تام محاولا عدم إصدار أي صوت. وبالفعل قد
نجح في ذلك فقد فتح الباب دون أن يصدر منه يلحظ.
فأخرج رأسه مستطلعا. فلم يجد لكريمه وجود في كل الصاله.
فخرج بكامل جسده وكم شعر بالراحة حين إكتشف أن صوت همهمات كريمه آتية من الشرفه.
فتقدم منها على أطراف أصابعه..الي أن أصبح يستطيع السمع بوضوح.
وها هي كريمه تردف
إسمعني بس ياهادي بيه.. أنا قولتلك دي آخر مساعده هتقدمهالنا ومن بعدها مش هتشوف وشنا مره تانيه ولا تسمع حاجه عننا لباقي عمرك.
إحنا هنسافر ونسيب البلد أنا وود. بس عشان دا يحصل لازم ود متكونش على ذمة حسام.
وهو انا اللي هقولك برضوا تتصرف فيها ازاي دي ياهادي بيه!
هي أصلا ملهاش غير حل واحد. وكان المفروض يحصل من زمان.
أنهت جملتها وصمتت قليلا تستمع ومن بعدها اردفت بتصميم
صدقني دا أحسن لينا وليك أولا تضمن إن تهديده ليك ينتهي. وأنا أضمنلك إن الحاجات اللي معاه محدش غيره يعرف بيها.
وأنا وود خلاص أخدنا منك اللي يكفينا لباقي العمر. ومش عايزين حاجه تانيه. وملناش عيش في البلد دي.
وزي ماإنت فيه اللي ماسك عليك زله..أنا كمان فيه اللي ماسك عليا ذله زيك. وعشان كده مفيش حل قدامي غير البعد.
كنت كريم معايا من يوم ماعرفتك. وقدمتلي مساعدات كتير. فياريت تخليك كريم للنهايه وتختم جدعنتك بالخدمه الأخيره دي.
تراجع الطبيب حمزه الي الخلف بخطوات مهزوزه. وقد حصحص الحق الآن.
وسمع بأم أذنيه الحقيقة كامله.
والآن فقط إشتعلت بلورة صدق حسام في عقله وأضاءت عتمة غبائه وإنخداعه.
وصل الي الغرفه. وډخلها وأغلق الباب خلفه بنفس الهدوء الذي فتحه به.
وعلي الفور توجه الي هاتفه. وقام بمهاتفة حسام. الذي قام مڤزوعا علي إتصال الطبيب حمزه به في الثالثة صباحا. وبمجرد أن رد عليه أتاه صوت حمزه آسفا
حسام حقك عليا أنا آسف ظلمتك.. مراتك في إسكندريه في العنوان.....
تعالى بسرعه عشان تاخدها. وخلي بالك من نفسك عشان كريمه بتكلم في هادي دلوقتي وبتطلب منه إنه يقتلك عشان تقدر تسيب البلد وتسافر هي وود.
بلغ البوليص عنها ياحسام.
كل ماتفوه به حمزه لحسام لم يسمع حسام منه سوى شيئ واحد. وتجاهل البقيه.. الا وهو عنوان ود.
فإنتفض من الفراش. وفي خلال ثوان معدوده..قام بإرتداء ملابسه. وغادر الغرفه. غير آبه بمن إنتفض قلبها بمجرد أن إنتفض هو من فراشه. وجلست تراقبه. وتراقب توتره الواضح وهو يجوب الغرفة كالتائه حتي أنهي إرتداء ملابسه.
وتوجه بعدها إلي باب الغرفه. فتحه وهم أن يخرج منه. فأتاه صوتها المرتجف قلقلا عليه
حسام خلي بالك من نفسك عشان خاطرنا.
عشان خاطري أنا وأمك وقاسم إبنك. إحنا ملناش حد في الدنيا غيرك ياحسام.
أنهت جملتها وخرج هو دون أن يرد عليها حتي. فتنهدت وهي مدركة تماما .أنه إذا حضرت ود أو ذكر إسمها.. غاب عقل حسام غيابا كاملا.
وغادر حسام فيلته. وصعد سيارته. وقادها قاصدا الإسكندريه. دون حراسه. دون إحتياط. دون خوف. ودون عقل
أنهي حمزه مكالمته مع حسام واغلق هاتفه. وأخذ يزرع الغرفه ذهابا وأيابا وعقله يكاد ينفجر وهو يتسائل.. كيف له أن يكون بمثل هذا الغباء!
كيف له أن ينخدع بهذه السهوله كيف لم يبحث جيدا ويتحري الحقيقه قبل أن يقدم علي مثل هذا التصرف الأهوج
وفرضا أنه لم يكتشف الحقيقه في الوقت المناسب أكان من الممكن أن تغادر ود البلاد وأن تفلت كريمه بكل مافعلت وينتصر الشړ!
أكمل حمزه الساعات الباقيه من الليل وهو على شفا الجنون.
وها هو الليل يطوى جناحه. ويكشف غطائه عن الدنيا. ويرفع ستره وستاره.
فخرج حمزه من الغرفه. ومن الشقه كلها. وترك المكان الذي بدأ يضيق به حتي شعر أنه بدأ يطبق على أنفاسه.
ونزل الي الشارع. وأخذ يتمشي وسط الناس كي يستطيع التنفس بشكل طبيعي.
أخرج هاتفه. ونظر في ساعته. وقام بالإتصال بحسام..الذي أخبره أنه الآن قد إقترب من العنوان كثيرا. وأنها مسألة دقائق ويكون عنده.
وأخبره حمزه بدوره إسم الشارع الذي هو فيه الآن ليمر عليه ويأخذه في طريقه.
وأغلق هاتفه بعدها.
وبالفعل ماهي إلا دقائق وظهرت سيارة حسام من بعيد.
فتأهب حمزة لمواجهة اللوم و العتاب من حسام وحتي التوبيخ.
ولكن ماحدث..أن حسام إستقبله بإبتسامة هادئه. وقاد به الي العنوان المنشود دون التفوه بأي حرف.
ولم تخفي على حمزه السعادة التي كانت تشع من أعين حسام.
وتأكد من لهفته الواضحه.. أنه لا يهتم في هذه اللحظات..سوى بالوصول إليها فقط ولا شيئ دون ذلك.
توقف حسام أمام المبني الذي أشار له حمزه عليه. ونزل الإثنان.
وفي ثوان كان حسام قاطعا درجات السلم صعودا دون إنتظار.
وحين وصل توقف أمام باب الشقه لاهثا. وقام بوضع يده فوق قلبه. مهدئا لضرباته التي أصبحت تشبه طبول الحړب من شدتها.
أدركه حمزه أخيرا. ووقف بجواره. ونظر إليه بنظره معناها..أن يستعد ويتمالك نفسه وألا يتهور.
وأومأ له حسام بتفهم.
رن حمزه جرس الباب. ولم تمر سوى ثوان فقط وكانت كريمه تفتح الباب كأنها كانت خلفه.
وما أن فعلت حتي وقفت متحجرة. بعد أن أطلقت شهقة عاليه حين رأت حسام برفقة حمزه. وقد تحولت ملامحها من شدة الرهبه كمن رأى ملك المۏت أمامه.
تراجعت للخلف پخوف وهي تنظر في أعين حسام مباشرة.
وقد جحظت عيناها وإبيضت شفتاها وهرب الدم من وجهها وشحب لونه في الحال من الصدمه.
وتبدلت أحوالها كليا. وكل هذا حدث في هذه الثوانى القليله!
تقدم حسام منها. وهو تارة ينتظر إليها وتارة ينقل عينه في الأرجاء يبحث عن الأخرى. إلي أن رأها أخيرا تخرج من الغرفه.
وماإن رأته..حتي صړخت بفزع وبدأت ترجف پخوف مثل كريمه وأكثر.
إقترب حسام من كريمه وهو يطالعها بنظرة شامته.
وقټلتها إبتسامته الساخره كأنه يخبرها أنها لن تفلت من قبضته أبدامهما حاولت
ونظرته هذه وحتي إبتسامته.. جعلت عيون كريمه تشتعلان قهرا من شدة الهزيمه.
أما ود فقد إختلفت نظرته لها كليا.
وتبدلت إبتسامته لأخري مشتاقه. وهو يتقدم إليها كي يضمها إلي قلبه فلا ذنب لها في كل هذا.
ولكنه وقف مكانه حينما وجدها تبتعد كلما يقترب منها وبادلت شوقه ببرود شديد. ونظرات لهفته بنظرات بغض..
كأنها تخبره إنها لم تكن ترغب في رؤيته مرة أخري.
أغلق الطبيب حمزه الباب. وتقدم هو الآخر.. إلي أن وقف أمام كريمه. وسألها وهو ينظر في عينيها مباشرة
ليه
فردت على سؤاله بسؤال آخر
هو أيه اللي ليه
فأكمل حمزه سؤاله
ليه تكدبي وتعملي كل الحوارات اللي عملتيها وازاي قدرتي تسبكي الكدب بالطريقه الإحترافيه دي
فتبسمت كريمه رغم كل مابها وأردفت وهي تنحني بجسدها الي الأمام قليلا وخفضت نبرة صوتها كي تمثل انها ستخبره سر خطېر
عشان إنت ساذج يادكتور. وقانون الحياة لا يحمي السذج. معلش تعيش وتاخد غيرها..
مع إنك كنت هتساعد أكتر من كده لو معرفتش الحقيقه. لكن يلا مش مهم. مسيري هشوف طريقه تانيه. واللي يدور ويفكر ياما يلاقي.
بس هديك نصيحه لله مقابل اللي عملته معايا قبل كده وتعبك اللي تعبته.
مع إني عمري مابدي مقابل لأي حاجه باخدها..لكن إنت ليك استثناء.
إتعلم يادكتور تاخد من اللي حواليك علي قد ماتقدر.
إعلا حتي لو هتقف علي رقاب الناس. متفكرش غير فنفسك. وصدقني كل ماتفكر فنفسك وتكبر اللي حواليك هيزيدوا.
لأن الفلوس هي المنصب والجاه والسلطه. لاعلم ولا منصب بيدوموا الفلوس بس هي اللي بتدوم.
إنحني عليها الطبيب حمزه بطريقه مماثله وأردف رادا
على
ما قالت
دا قانونك إنت دا. وبيتصنف تبع قوانين الغابه. وبيمشيش غير مع الحيوانات بس.
أنهي جملته ثم إعتدل في وقفته وإبتعد عنها. وبدأ في إغلاق كل نوافذ الشقه. وإغلاق جميع الأجهزه إستعدادا للعوده بهم من حيث أحضرهم.
ولكن قبل أن يفصل الغاز عن الموقد..قام بتحضير قدح من القهوة في كوب كبير من ألاكواب الخاصه بالعصائر. وأخذه معه. وأغلق الشقه بعد أن خرج منها الجميع.
إستقل حمزه سيارته. وحسام وكريمه وود إستقلا سيارة حسام.
وإنطلق حسام عائدا
وقد أعاد ود لحضنه مرة أخري وكريمه لأسره مجددا.
والأن فقط أصبح يشعر بالأمان.
وبأن كل شيئ عاد الى نصابه الصحيح.
رافقه حمزه بسيارته طوال الطريق لم يتخلف عنه الي أن أوصله الي الفيلا
ثم إكتفي بهذا القدر وأشار له مودعا. ورد له حسام الإشاره مبتسما وهو يراقبه يبتعد.
طالع حسام ود بنظرة أخيره قبل أن يترجل من السياره
وبمجرد أن فعل ذلك.. حتى شعر بشيئا قاسېا يخترق جسده..جعله يختبر ألما لا يحتمل.
ولم يحدث هذا الشيئ لمرة واحده..بل تكرر الأمر مرات عديده لم يستطع حسام عدها. وفي كل مرة نفس الألم يتكرر. ولكنه عرف أنها طلقات من رصاص قاس لا يعرف الرحمه. ولم يخلق إلا للأذي.
كانت طلقات كثيره تأتي من كل إتجاه.. وكأن السماء تمطر رصاصا.
صړخت ود من هول الموقف. وأشار لها هو فور أن سمع صړختها بكل مايحمل من ألم.. بأن تنخفض للأسفل في دواسة السيارة
ومن شدة خۏفها فعلت. وظلت عيناها متعلقة بهوعقلها لا يستوعب بعد مالذي قد يحدث!
أما هو فنظر إليها نظرة مودع وهو يرى الډماء تفيض من جسده وټغرق ملابسه وفاض الدمع من عينيه وهو يطالع دنياه المتمثلة فيها لآخر مره وهو يعلم أنه لا تفصله عن مفارقتها سوى قليل من الوقت.
تلفت حوله وهو مستند بكلتا يديه علي باب السياره وهو الحائل الوحيد دون سقوطه علي الأرض في هذة اللحظه.
ولكن صموده لم يدم طويلا فها هو يهوى أرضا مودعا عيناها المصدومه مودعا وجهها الجميل مودعا كل مافيها وكل ماعشقه وهام به وأودي بحياته للچحيم ثم للمۏت.
كل هذا حدث في ثوان معدوده. حتي لم يدرك العقل فيها مالذي حدث.
هدأت الأجواء.. إلا من أنفاس ود اللاهثة پخوف ومن صرخات توالت بعد ذلك لم تعرف ود مصدرها.
رفعت نفسها رويدا رويد لتستطلع ماحولها وتتأكد من الذي حدث توا وهل كان حقيقيا أم محض خيال.
وحين نظرت للخلف صړخت بقوة وهي ترى كريمه مصاپة بطلق نارى في جبهتها تماما.
وبدا واضحا أنها فارقت الحياه.
وتوالت صرخاتها وهي تميل بجسدها لتري حسام الممدد أرضا وقد فارقته الروح وأصبح چثة هامده.
وعلى صرخاتها خرجت كلا من سعاد وسمر من الفيلا.. وماأن رأوا حسام بهذا المنظر
حتي وقعت الإثنتان مغشيا عليهم في آن واحد.
بعد مرور عامين.
وتحديدا في مشفي الأمراض العقليه..
تجلس علي سريرها. تعاني من نوبة جديده من الهلع. أصبحت لا تفرق بين الحقيقه والخيال. تحاول الإنتحار باليوم عشرات المرات.
يأس الجميع من شفائها أو حتي تحسن حالتها.
وسلم الجميع بأن لا علاج لحالتها. وخاصة بعد أن اعلن الطبيب حمزه ذلك وكتب تقريرا بأن حالة ود حالة ميئوس منها. وذلك بعد أن حاول معها بكل الطرق أن يعالجها. وتكون آخر حالاته. ولكنه للأسف فشل.
خفتت صرخاتها قليلا وهي تراه يختفي من أمامها بعد أن أدي مهمته اليوميه في جعلها ټصارع المۏت خوفا وړعبا
ليحل محله ذلك الصوت الذي يتردد علي مسامعها منذ ان سمعته لأول مره..حينما أتي لها زيارة. الي المشفي..
صوت من أصر على رؤيتها.. وحين رأها أخبرها بصوته الأجش وهو يطالعها بتركيز بأنها تشبه أمها كثيرا.. والعجيبه أنها لم تكن تشبه أمها بالمره بشهادة الجميع ومن واقع الصور أيضا!
فمن أين له ذلك الكلام!
وزادت الغرابه أكثر في كل مره يناديها بإسم مصرية وقد كررها عدة مرات
وأيضا حين أردف پقهر وهو يستعد للرحيل..جننتك كريمه وضيعت عقلك.. كنت خابر إن آخرتك هتكون سو علي أديها.
يلا ربنا يجحمها موطرح ماراحت.
نعم هو ذلك الرجل الذي كان يأتي لكريمه بين الحين والآخر وكانت هذه المرة الآخيره التي رأته ود فيها فقد ذهب ولم يعد بعدها.. ولكنه زرع بداخلها الآف الأسئله.
ولكن في ذلك اليوم حمزه تبعه قبل أن يغادر المشفى.
وغاب طويلا ثم عاد بعدها ووجهه
لا تتفسر
ملامحه من التجهم.
ونظر لها يومها نظرة تحمل الشفقه من ذي قبل ولم تعلم أيضا لماذا.
ولكنها لم تهتم وقتها بشيئ ولم تسأل ولم تتفوه بكلمة واحدة من وقتها وحتي اليوم.
أما في مكان آخر..
أمسك الطبيب حمزه هاتفه ورد على صاحبة الإتصال سريعا وهو يتبسم
أيوه ياأمي.. حاضر ساعه بس وجاي..لأ مش هتأخر.. إديني الولد العفريت اللي بيتكلم جنبك دا.
أيوه حبيبي إذيك.. أوعي تكون زعلت مامي ولا دايقتها ومسمعتش كلامها ازعل منك.
صمت قليلا يستمع ثم اردف.. شطور حبيب بابي. يلا قول لمامي أول ماتخرج من الحمام.. إن بابي قرب ييجي ووصلها بوسه علي خدها قولها دي من بابي.
أنهي مكالمته. وأغلق هاتفه. وعاد للزبونه التي لازالت تقف حائرة لا تعرف أي الأنواع تأخذ.
فقام بمساعدتها في الإختيار..بين أنواع عصافير الزينه المختلفه ورشح لها النوع الانسب لها..من حيث السعر والمواصفات والألوان التي تهوى النظر إليها.
فأخذت الزبونه قفص العصافير بعد أن دفعت ثمنه. وغادرت المحل وهي سعيده.
وحتي حمزه أيضا سعد بإتمام هذه الصفقه الناجحه.
نعم أصبحت هذه هي مهنته فقد فتح محلا لبيع وشراء طيور الزينه والحيوانات الأليفه. بعد أن ترك مهنة الطب تماما. ورفض أن يعمل الا في هذه المهنه..التي بدت له أكثر المهن أمنا وأمانا علي عقله.
فهو الآن أصبح يتعامل فقط مع الحيوانات والطيور الخرساء..التي لا تتحدث ولا تكذب ولا تخدع أو تخون.
يتعامل مع من لايتطلب أمر فهمهم أي عناء. والأهم من ذلك..أنه لن يتسائل طوال الوقت.. حول إن كانوا كاذبين أم صادقين مثلما يفعل مع كل من حوله. فثقته بالبشر قد تلاشت تماما بعد كل ماحدث.
أغلق المحل أخيرا وعاد الي بيته الدافئ فهو أصبح لا يجد راحته الا فيه.
وسط من شعر إنهم عائلته. وأصبح هو لهم كل الدنيا. وعوضهم عمن غاب عنهم بسببه.
وقرر أن يقوم هو بدوره وذلك تعويضا لهم عن خسارة هو السبب فيها.
ومحاولة منه لتخفيف إحساسه بالذنب الذي ظل ينخر في روحه طويلا حتي شعر إنه سيقضي عليه.
وصل حمزه الفيلا. وترجل من السياره. وبمجرد أن دلف من البوابه..أتي إليه قاسم مسرعا. فارتمي في حضنه. وإحتضنه الآخر بشوق حقيقي. وتقدم وهو يحمله برغم كبر جسمه.. الى تلك القابعه علي كرسيها المتحرك..فقبل رأسها بعد أن ألقي عليها تحية ردتها له بكل سعادة وهي تردف بعدها
حمداله ع السلامه ياحبيبي نورت بيتك.
إبتعد عنها وقد تطايرت عيونه حائرةتبحث عنها في كل مكان.
فأشارت له سعاد للأعلي فعرف أخيرا موقعها.
فأنزل قاسم وذهب مسرعا إليها.
وبمجرد أن فتح باب الغرفه.. إستكان قلبه النابض بشوق وهو يرى سمرائه تجلس أمام المرآه وتمشط شلال الحرير الأسود المتدفق علي متنيها وصولا لخصرها ليكمل لوحة حسنها بهاء.
ووقفت هي فور أن رأته وظلت تنظر له في المرآه وإبتسامتها الساحره تزداد وتزين وجهها كلما إقترب منها أكثر.
واستمر هو في التقدم رويدا رويدا..الي أن أصبح خلفها تماما وقام بإحتضانها وضمھا اليه وحاوط خصرها بكلتا يديه ومسد بحنان علي بطنها المرتفع قليلا. والذي تسكنه قطعة منهوأردف هامسا بجانب أذنها
وحشتتتتيني جدااااا ومبقتش عارف أعمل إيه في إشتياقي ليكي الي بيزيد يوم عن يوم
أنهي جملته وهو يديرها نحوه بهدوء كي يري ذلك البريق المتلألئ في عينيها والذي يحبس أنفاسه حين يتناغم مع إبتسامتها الجميله. فيظل يتأملها بحب يفيض من عينيه.
نعم فهو قد وقع أسيرا لسمرائه الهادئه. وأصبحت تتغلغل في ثنايا روحه. ولا يستطيع الإستغناء أو الإبتعاد عنها قيد أنمله.
عوضها بمحبة نابعة من أعماق قلبه عن كل مارأت. وكل مامرت بع وعمن فقدت بسببه.
علمها أن القلب يستطيع العشق مرة أخري حين يجد من يشاطره الحياة بأدق تفاصيلها.
وهي علمته أن جمالها النساء يكمن في جمال الروح قبل الوجه وبياض القلب قبل بياض البشره.
فأصبحت شمس سعادته لا تشرق إلا من سمار بشرتها. وفرحته لا تنبع الا من بريق عينيها. وراحته العظمي تتحقق وهو يراقب إبتسامتها الدائمه.
كان يظن في البدايه أنه هو العوض لها عما إقترفت يداه في حقها.
ولكنه إكتشف مع مرور الوقت.. أنها هي من كانت عوضا له وتعويضا عن وحدته السابقه وعن أي شيئ سيئ حدث معه طيلة حياته.
أعمت عيونه عن جميع إناث الكون. وإكتفت منه منه غزلا بكلمة واحدة..حين يقولها لها
تنفرج أسارير قلبها..
أنت أنثى
بمذاق القهوة.
فهي تعلم عشقه للقهوة. وتتيقن في كل مره يناديها فيها ب ياقهوة قلبي
بأن لها مكانة في قلبه لم ولن يصلها أحد. تماما مثل مكانة قهوته لديه.
أما هو فكان يراها بالفعل قهوته ولم يكذبها القول فهي حقا هادئة دافئة مريحة منعشه. بقربها تختفي جميع الضوضاء التي برأسه. ويحل محلها فقط الهدوء والسلام. تماما كقدح من القهوة.
أخذها وهبطا إلي الأسفل لتناول الغداء سويا.. وبعد الإنتهاء من وجبة غداء شهيه طبخت بيدها له بكل محبه.. شكرها عليها عشرات المرات وتغزل في طيب مذاقها عشرات أخرى..
خرج الي الحديقة.. التي تخلص من كل الورود التي كانت فيها
وقام بزرعها من أول وجديد.
بورود جديده..زرعها بيديه من أجلها هي فقط.
فأخذ يتفقدهم بسعادة وهو يراها في كل زهرة فيهم
ويري قاسم صغير قلبه في كل برعم يزهر.
ثم جلس بعد أن إطمئن أن جميع وروده وشتلاته بخير.
وهم في قراءة جريدة اليوم الموضوعه علي المنضدة..لحين وصول سمرائه بمجرد أن تعد له قهوة عقله اللعېن.
فتح الصحيفة وإعتدل في جلسته سريعا حين وقعت عيناه علي خبر يتصدر العناوين الرئيسيه.
مقټل إبن رجل الأعمال الوحيد صاحب شركات الهادي فى ظروف غامضه . وقيدت الحاډثه ضد مجهول.
فرفع عيناه عن الصحيفه وهو يتأمل عدالة السماء!
فها هو هادي يختبر ما حكم به علي غيره ويتلقي القصاص العادل علي كل مافعل..
مع أنه من وسط جرمه قد أسدي للبشرية خدمة جليله بقټله لكريمه..والتي لم يكن يليق بها سوي القتل.
وخاصة بعد الذي عرفه حمزه مؤخرا.. والذي حرص علي الإحتفاظ به لنفسه. فلا ود تحتمل اكثر. ولا سعاد تقوي علي فاجعة جديدة.
وقرر أن يترك كل شيئ علي حاله مبهما. ويترك المياه راكدة كما هي فالبوح بمصائب جديده لن يزيد النفوس إلا عكارا ويقلب أوجاع قد بدأت تستكين.
وتبسم وهو يلقي الجريدة من يده ويستقبل سمراءه التي أتت له بقهوته وهي تتهادي بخفة وتتمايل..
فتتمايل معها خصلات شعرها الفرحه بفعل نسمات الهواء فيتمايل معها قلبه طربا.
تمت...