الجمعة 22 نوفمبر 2024

خرجت ساره

انت في الصفحة 7 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

كلها ما حسبتش حسابها تهجمها ذكرياتها وتتسحب منها قوتها بالمنظر دا اللي افقدها قدرتها على التصرف وعلى الكلام حتى
فارس اول ما شاف وشها نط قلبه من مكانه قام عن كرسي مكتبه وجه عليها يسلم عليها بكل احترام
كان مش مصدق انها هي اللي جاتله بنفسها وكان عايز يبين ليها احترامه وتقديره الكبير على عكس الايام اللي فاتت علشان تحس بالتغيير وعلشان تتشجع تقوله اللي هي جاية عشانه واللي هو ميعرفهوش
شاف ردة فعلها ونظراتها القديمة عليه وقف بمكانه بجمود وزفر بحړقة وهو شاعر بالضيق الشديد ناحيتها وتكلم بنبرة هادية محاولة يطمنها
سارة ما تخافيش انا بس هاجي ناحيتك واقفل الباب علشان محدش يسمع كلامنا او اللي انتي عايزة تقوليه وكمل كلامه باستفخهام بعد ما شاف تاثيره عليها
تحبي انتي تقفليه ولا انا اجي اقفله وكرر سؤاله ليها اجي انا اقفله
هزت براسها اكتر من مرة مشيرة ليه بالموافقة
مشي من جنبها بسرعة وقفل الباب ولاحظ انه شنطتها وقعت منها وهي مش واخدة بالها
قرب منها ونزل على الارض وشالها وقدمها ليها وقال بتهذيب صدمها جدا
تفضلي
مسكتها من ايده وهي بتبصله بذهول وهو بيرجع لمكانه وبقولها تتقدم وتيجي تقعد عالكرسي قدامه
دفعت نفسها وهي بتمشي ناحية الكرسي ومشيت بخطوات متثاقلة وقعدت وهي بتبص عالمكان بتوتر وما بتبصش عليه
استأذن منها بدقيقة من وقتها وبعت للسكرتيرة رسالة انه ما تاخدش اي اتصال او تدخل اي حد ولو شافته تأخر تلغي اي موعد ممكن ما يلحقوش وتأجله
رجع ظهره بارتياح على كرسيه وتكلم بنبرة دافية وهو معلق عيونه عليها
ها يا ستي ازيك ان شاؤ الله تكون امورك تمام وازاي اهلك وشغلك
ردت عليه بصوت متذبذب وهي بتبصله وبترجع تشيل عيونها عنه بعد ما تشوف نظراته الثاقبة عليها وقربه منها ليبصلها بنظرات اقرب
الحمدلله يا س اااا.. وعدلت سهوتها بالكلام معاه
الحمدلله يا باشا كلنا كويسين متشكرة على سؤالك
انقبضت ملامح وشه بعد ما شافها لسا مش ناسية اي حاجة وكانت هتقوله يا سيدي
انكمش قلبه جواه باضطراب منزعج لما تاكد انها استعادت ذاكرتها المفقودة ورجعت افتكرته وافتكرت كل حاجة عملها معاها
لما بدا يراقبها قد يعرف حاجات كتير الا الحتة دي كان مش قادر يعرفها لانها ماكنتش بتراجع اي دكتور مختص بالموضوع دا والموضوع دا جواها بس صعب يعرفه الا منها او من الدكتتور لو كانت راجعت حد يعني وكان متمني مترجعش ذاكرتها قبل ما يجرب ياخده فرصته معاها ويقولها هو بحبها قد ايه وعمل ايه علشان يقدر يرجعلها
كان بيحاول يمشي على خطة مدروسة ليقرب منها باي طريقة لو مهما كان التمن ومهما كانت الحاجة دي
بس هو دلوقتي خلاص عارف انه مش هتهتم بامره اصلا ولا  هيفرق معاها تسمع حاجة عنه لانه ملحقش يعمل حاجة او يقرب منها اصلا وهي اكيد بتكرهه وما بتطيقه
رجع من تفكيره وهو بسال نفسه عن سبب حضورها خاصة ان الصمت كان سيد الموقف بينهم بعد جواب سارة الاخير
تنحنح ليجلي صوته وتكلم بنبرة فيها بحة
الحمدلله طيب اؤمريني محتاجة اساعدك باي حاجة او اااا
قاطعته مستوقفة
محتاجة اعرف من حضرتك الحقيقة محتاجة سيادتك تريحني!
رد باستغراب
حقيقة! حقيقة ايه
تنفست بعمق وقالتله
ليه ظهرت بحياتي من تاني ليه بكل مكان بشوفك فيه تطلع حضرتك صاحب الشركة اللي انا بشتغل فيها وانا ليا 8 شهور زي المغفلة ومعرفش انه حضرتك مديري
ومن فضلك ما تقوليش انه المواضيع دي كلها صدفة. شغلي معاكم وانا فاكرة كويس اني مقدمتش لشركتك دي لاني مكنتش استجري اقدم بالوقت الحالي وبنوعية الخبرة اللي معايا وجودك بالمستشفى الليلة دي وتطلع انت اكبر شريك فيه زياراتك لمكان شغلي في المطعم وانت تعرف المكان دا واكيد كنت مراقبني وعرفت اني رجعتله بعد ما حضرتك تركتني وتطلبني بالاسم دونا عن كل زمايلي وحاجات كتير غريبة بتحصل وحضرتك دايما بتكون ورا الصورة دي
وكملت كلامها بنبرة متحشرجة وهي على وشك البكاء
انت عايز مني ايه عايز ترجع تعذبني من تاني طيب ليه سبتني من الاول وكملت كلامها بۏجع وحشتك خدامتك اللي اشتريتها بدون تمن وحشتك الحيوانة اللي عملتها كلبةو كملت بۏجع بعد ما عليت نبرة صوتها بعد ما خليتها تعمل وتعيش حاجات عمرها ما تخيلتها
وقالتله بلوم واستفهام بتشغلني عندك بشغل ولا عمري كنت احلم فيه ولا بربع المرتب اللي بتديهوني علشان اتعود عليه ارتب حياتي عليه ومقدرش اسيبه وتعرفني بعدين انك انت اللي وراه علشان ترجع تهيني وتذلني انك انت اللي شغلتني وانت اللي مفضل عليا وبدات دموعها تتساقط على البنت الشحاتة الفقيرة الحرامية ام هدوم متقطعة
واستمرت دقايق بالبكاء من غير ما تتكلم
مسحت دموعها بمنديل وقالتله بضعف لو رجعت غيرت رايك ورجعت عايزني انا مش هقدر امنعك وانت بالهيلامان والقوة دي كلها خاصة انه الكل بقي يعرفك وبقيت تظهر نفسك عادي مش زي الاول  بس يا ريت تقولي علشان اجهز نفسي بس ومش هترجاك او اطلب منك ترحمني ولا اي حاجة لاني عارفة انه مبقاش عندي كرامة قدامك ما فضلش حاجة معملتهاش معاك وليك بس قولي عايز تعمل معايا ايه بس عايزة ارتاح وانام علشان ما ابقاش بټعذب طول الوقت  واجهز نفسي
فضل يسمع لكلامها وهو مش باص عليها بعد ما شال عيونه عنها ونزل راسه بخزي وحزن شديد عليها
يعني ايه انقلبت الاية دلوقتي وجه دوره علشان يتعذب عقاپا ليه مش كفاية عليه طفولته المعذبة وكل اللي شافه لف الزمن من تاني علشان يتعذب عذاب جديد من نوع تاني عڈابه هو وعذاب البنت الوحيدة اللي حبها واللي قلبت كل كيانه وحياته واللي اتاكد انه عمرها ما هتبقى ليه لو مهما حصل او حتى تكون قريبة منه باي صفة بحياته لو حتى موظفة عنده لو حتى يكون شخص عادي بحياتها بس تسامحه ومتكرهوش مش اكتر من كدا
مع انه عارف انه اللي زيها مش بتعرف تكره اصلا
مسح بايده على وشه بقوة ليستعيد ثباته وقام من مكانه وهو بسمع لصوت دموعها وقعد عالكرسي اللي قبالها وبصلها وهو ساكت واعطاها فرصة لتفرغ عن نفسها وترتاح
ناولها منديل بعد ما شاف حاجتها ليه وقالها  بنبرة ذات معنى وهو ببص للفراغ قدامه
انا هقولك على كل حاجة واريحك يا سارة
جففت انفها ورفعت عيونه المترقبة عليه مستنية اجابته وقلبها بتتسارع دقاته
صحيح مزبوط كلامك مفيش اي حاجة حصلت صدفة انا اللي مشيت بموضوع شغلك بعد ما عرفت انك بتدوري على شغل بس مش زي ما انتي فاكرة مش علشان اذلك او اهينك علشان انتي شاطرة وتعبتي على نفسك وتستاهلي فرصة كويسة لو كانت  عن طريقي لو كانت عن طريق حد ما بطيقهوش وعلشان كدا حاولت على قد ما اقدر اني ما ابينلكيش اني انا صاحب الشركة علشان ما تفكريش زي ما انتي بتفكري دلوقتي
انتي كان ليكي اكبر الفضل عليا وعلى اللي انا فيه دلوقتي بس حبيت اقدم فرصة كنوع من الامتنان والشكر مش اكتر وبالنسبة للمستشفى لا هو فعلا صدفة انا مكنتش مخطط لاي حاجة ليلتها ولا اني

انت في الصفحة 7 من 50 صفحات