تعالي اققعدي مع الزبون بقلم اسراء مظلوم
قرار.
جلس حسان وعينيه البنيه تحاول سبر أغوار هالة الأسرار التي أمامه حتى قطع عليه عدنان سيل أفكاره قائلا وهو يعود ويضع
ساق على ساق متأمل السېجار الذي بين يديه
طبعا عايز تعرف ليه عدنان الكيدي يطلبك إنت يا حسان
ابتسم حسان وقال بلهفة وهو يضع أنامله على طرف المكتب
الصراحة أه يا عدنان باشا أنا شغلتي إني بعمل دعاية و إعلان ومحترف في الشغلة دي.
همهم عدنان وهو ينزع الورقة المغلفة بالسېجار ويلقيها جانبا
هممم...سليم بس أنا عايزك في شغلانتك التانية يا حسان .
عقد حسان حاجبيه ولمس أزرار قميصه بطريقة عفوية
اسمحلي يا باشا مش فاهم.
ضاقت حدقة عدنان العسلية وتفوح منها الغموض أكثر وأكثر
شغلانتك يا حسان التانية.
زفر حسان بضيق
بس أنا يا باشا بطلت الشغلانة دي وكنت هروح فيها في المرة الأخيرة.
انقلب وجه عدنان لوجه مخيف وهو يشير إليه
لأ مش هتكون آخر مرة يا كلفتي .
إبتلع حسان ريقه بصعوبه وقد قلق من نبرة ونظرة عدنان التي لا تبشر بالخير عندما لاحظ عدنان الخۏف الذي لاح بعيني حسان علم أن ما سيطلبه سينفذ وإن طلب منه مراقبة القمر والإتيان به مذبوحا...سيفعلها.
طرق باب مكتب صالح وظهر على عتبته امرأة طويلة القامة ذات جسد ممشوق وشعر مصبوغ باللون الأشقر تتجه صوبه بعد أن أغلقت الباب خلفها.
تنهد صالح وهو يتفحصها بعينيه فهي فتاة بعمر مروان ولده وترتدي بنطال أسود ملتصق بساقيها وكأنهما شيئا واحد وكنزة صفراء تميل للون الذهبي وصوت فرقعة كعب حذائها يصدح في أرجاء الغرفة جلست وعلامات العبس على وجهها الممتلئ بمساحيق التجميل
أنا زعلانة منك خالص مالص يا لولو .
ابتلع صالح ريقه بصعوبة وهو يحاول أن يقاوم الفتنة المتجسدة أمامه وبصوت مبحوح خرج من فمه
أنا آسف يا كاتي متزعليش يا روحي هعوضك متقلقيش.
نظرت كاتي إليه بعينيها ذات العدسات الزرقاء اللاصقة متصنعة البكاء
ايوة بتضحك عليه بكلامك ده يا صالح .
قام صالح من مجلسه ودار حول مكتبه وهو يدنو بجزعه خلف كاتي ويضع يده على كتفيها بحنو
حبيبتي بټعيطي ليه دلوقتي مش قلتلك هعوضك.
قامت كاتي من مجلسها وهي تزيد في نبرة عتابها وتحرك كتفها الايمن للأمام
لأ متلمسنيش زعلانة بردو منك.
زفر صالح بحيرة
طب أصالحك ازاي يا كاتي
التمعت عيني كاتي بظفر والتفتت إليه تكمل تصنعها للحزن
فاكر الخاتم اللي شفته في مجلة و بعتلك صورته.
ابتسم صالح وعلم أن قطته تتدلل عليه ولكن لا بأس فمن حقها فهي زوجته.
اقترب منها صالح وحاوطها بكفيه
يا قلب صالح بس كده هجيبهولك يا قلبي.
تهللت أسارير كاتي وقبلته في وجنته
حبيبي يا لولو .
عاتبها صالح وهو يشير إلى وجنته
ينفع كده في خدي بس.
ضحكت كاتي بميوعة وغمزت بعينيها وهي تلمس شفتيه
في البيت يا لولو أنا هنا المساعدة بتاعتك و بس.
ضحك صالح وقال بمرح
ايوة عندك حق والمساعدة بتاعتي بتطلب مني خاتم بردو.
اقتربت منه كاتي بغتة وداعبت أزرار قميصه السكري
فيه أوقات بردو ممكن أكون فيه حبيبتك يا لولو .
شعر صالح بذوبانه كقطعه جليد على صفيح ساخن وكم تمنى أن يلتقط شفتيها وعينيها تحدثه بأن يأتي وعندما أحنى رأسه إليها عادت للخلف وبعدت عنه مشيرة إليه بسبابتها متصنعة الجدية
بعدين يا صالح .
شعر صالح بإحباط وذم شفتيه وهو يدور حول مكتبه
ماشي يا كاتي بعدين.
ثم غمز بعينيه مداعبا
هجيبك بردو.
ضحكت كاتي ثم رأت ملف على سطح المكتب تعلمه جيدا فسألته وهي تلتقط الملف بين يديها
شفت المشروع ده يا لولو .
جلس صالح على كرسيه وأشار بإصبعه
اه شفته المشروع حلو وهيفيد قريتنا و هيزود ډخلها وفوق كده وكده هيزيد من مساحة القرية بتاعتنا جولدي إير ...بس.
كانت عيني كاتي تشع سعادة وحماسة ولكن عندما سمعت كلمة بس فقد الحماس بريقه والسعادة خبت من وجهها وجلست وهي تشير إليه مستفسرة
بس إيه يا صالح
أمسك صالح الملف من يدها وأشار إلى اسم صاحب المشروع
بس عماد الكافوري ده محبش التعامل معاه.
ظهرت لمحة ضيق على وجه كاتي
ليه يا صالح ده شغل بيزنس ايز بيزنس ملناش دعوة بالمشاكل الخاصة.
زفر صالح وأشار إليها بنفاذ صبر
كاتي أنا قلت مش حابب أتعامل معاه يعني مش حابب أتعامل معاه ده واحد سمعته وحشة ومعروف إنه حرامي وأقول بيزنس المشروع ده مرفوض بسبب اسم صاحبه يا كاتي خلاص
قامت كاتي وهي تحاول تهدئته
طب خلاص يا صالح اهدى حبيبي.
ثم لمست بأظفارها ذات اللون الأزرق وجنته وقالت بطريقة ذات مغزى
بيبي أنا بخاف عليك مۏت أنا هروح دلوقتي مكتبي إوعى تنسى بكرة يا لولو .
واتجهت قبالة باب المكتب وأمسكت المقبض هامسة وهي تنظر إليه بإغراء
هتوحشني لغاية بكرة يا لولو .
أغلقت الباب خلفها وحال صالح منقلب وهو يتحسس صدره بزفرة
أاااه منك يا كاتي هو أنا هقدر على كده.
ثم تذكر سعاد زوجته كم كانت رقيقة وجميلة ولكن ماذا حدث الآن
ثم رفع هاتفه من على سطح مكتبه وضغط عدة أزرار ليسمع صوتها.
أغمض عينيه ثم سمع صوتها بجفاء
أيوة يا صالح .
تنهد ثم قال بهمس
إزيك يا سعاد وحشتيني على فكرة.
تعجبت سعاد ولكنها تعمدت التجاهل
أه وبعدين.
فتح صالح عينيه پصدمة وكأنها صڤعته على وجهه
بعدين!
زفر وسألها
بسملة عاملة إيه
تنهدت سعاد وهي تراقبها بعينيها من غرفة المعيشة والأخرى قابعة في فراشها ثم قالت بصوت حاولت جعله جامدا
كويسة الحمد لله.
ثم انقلبت نبرتها لسخرية
يا ريت تيجي تشوفها لو عندك وقت
شعر صالح بالاختناق
إن شاء الله سلام دلوقتي عندي شغل.
وأغلق الهاتف معها بدون أن يسمع ردها.
نظرت سعاد إلى هاتفها ودموعها بمحجريها على وشك الانسياب.
ولكنها تراجعت وعلمت أن علاقتها ب صالح بدأت تتهاوى.
جلست سالي بمحاضرتها وقد أوشكت على الانتهاء.
همست بجانبها منة
هو الدكتور خالد ده مش هيخلص
كتمت سالي ضحكتها وهي تضع أناملها على شفتيها لفت نظر خالد صوت ضحكتها الټفت إليها بعينيه الزرقاء الثاقبة وأشار إليها پغضب
انتي يا...
نظرت سالي وحدقت إليه بقوة وكأنها لا تصدق أنها المقصودة.
وقفت سالي وأشارت إلى ذاتها بصوت مهزوز
أ...أنا...حضرتك تقصدني يا دكتور خالد
اقترب خالد خطوة وقال بسخرية
أيوة إنتي يا...
تنحنحت سالي وقد تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها من شدة الحرج وبسبب منة وفعلتها وهي من وقعت بالمصيدة.
قاطعها صوت خالد بنبرة لاذعة
يا آنسة هو حضرتك طرشة مبتسمعيش
ضحك على إثرها الجمع تقدمت سالي من مكانها وهتفت ودموعها تنساب على وجنتيها من الحرج
من غير إهانة يا دكتور خالد أنا آسفة.
ثم هرعت وخرجت من القاعة نظر خالد إلى ما حدث ثم الټفت إليهم ليقول باستهتار
بنات...دراما.
ضحك الجمع مرة أخرى وكانت منة تنظر إليه بمقت بسبب ما فعله لصديقتها وبعد أن انتهت المحاضرة خرجت منة من المحاضرة وهي تبحث عن سالي بين رؤوس تراها عدة إلى أن وجدت زين زميلها الذي هتف بمرح
هاااي يا منة عاملة ايه يا هوبا المحاضرة...
قاطعته منة بضيق وهي تلوح بيدها في وجهه
مش ناقصاك يا عم اللتات إنت
عقد زين حاجبيه
عم اللتات...يا بت أنا أكبر منك
زفرت منة وعينيها تفحص الأماكن حوله تبحث عن سالي
يا زين أنا بدور على سالي .
سألها زين بدهشة سالي ليه يا بنتي هي مش كانت معاكي في محاضرة دكتور خالد وبعدين أنا عايز محاضر...
قاطعته منة بنفاذ صبر
مهو إنت مش فاهم