تعالي اققعدي مع الزبون بقلم اسراء مظلوم
التي يقطنوا بها وأردف
أه صحيح عندك حق طب عمرك شفت شغل يأمنلك بيت زي اللي قاعدين فيه ده
هز كامل رأسه بالنفي
لأ الصراحة.
وضع رامز يده على كتف كامل
علشان دي موسكو يا كامل يا حبيبي.
توجها إلى الفندق الذي كان ينير باسمه كراسيفي أنجيل .
سأل كامل وهو يشير إلى لافتة الفندق
هو إسم الفندق إيه
ابتسم رامز بخفة
اسمه كراسيفي أنجيل وعرفت معناه يعني الملاك الجميل .
وتنهد وهو يرفع رأسه ويقترب من المبنى
وهو جميل فعلا.
بعد فترة من الوقت كان رامز و كامل بالمكتب الفخم الملحق بالفندق ليستلما العمل بدأ الحديث كامل وهو يجوب في أرجاء الغرفة بتوتر
وبعدين يا رامز أنا متوتر أوي يا أخويه.
ضحك رامز وهو يجلس ويضع ساق على ساق
هتخس يا بني من كتر الفرك اللي إنت فيه إهدى شوية.
لوح كامل بعصبية وهو يجلس قبالة رامز
أهدى...إنت يابني هادي أوي كده ليه إحنا بقالنا نص ساعة قاعدين في المكتب ده ومحدش جه يتكلم معانا.
شبك رامز كفيه خلف رأسه
يا بني قلتلك إهدى و بطل تفكر كتير ريح مخك شوية...متقلقش أكيد هيجي المدير دلوقتي.
لوى كامل فمه بعدم تصديق ثم أعقبها صوت فتح باب المكتب السميك ذو اللون الذهبي ولم يكن الباب وحده بل أطراف المكتب بنفس اللون وظهر على أعتابه فتاة تبلغ من العمر الخامسة والعشرون من عمرها باهرة الجمال من زرقاويها الثاقبة وأنفها الصغير وفمها المرسوم ببراعة وكأنها ثمرة فراولة وضعت ومع هذه اللوحة الفنية تكتمل بشعرها الذهبي الطويل الذي يغطي خصرها المثالي.
همس رامز بانبهار وهو يقف عندما وقعت عيناه عليها
هار قشطة دا أنت كنت بحب صندل.
ومعه وقف وهتف كامل
حلاوة بالمكسرات.
ابتسمت الفتاة التي تقدمت منهم ومدت ذراعها إلى رامز وقالت بالروسية
مساء الخير أنا فيراشكا مرحبا بكم في موسكو .
صافحها رامز وهو لم يفهم شيء مما قالته وقال بالإنجليزية
هاي.
ابتسمت الفتاة ووضعت أناملها على جبهتها وقالت بالعربية أووه أعتذر سيد رامز لقد نسيت أنكما عرب منمصر.
ثم صافحته مرة أخرى مع بسمة ساحرة
مرحبا أنا فيراشكا ومديره هذا الفندق ومرحبا بكم في موسكو.
ثم التفتت إلى كامل الذي وقف مشدوها بجمالها الفتاك
مرحبا بك سيد كامل .
لم تنتظر رده لمظهره الأبله وهو يفتح فمه ثم أشارت إلى مقعدهما قائلة وهي تدور حول مكتبها
تفضلا بالجلوس.
جلست وقالت بلكنة اعتذار
أعتذر عن تأخري عنكما فلقد كنت أقوم ببعض الأشياء الهامة بفندقنا العريقكراسيفي أنجيل أي الملاك الجميل.
ابتسم إليها كلا من كامل و رامز وبدأ الأول في سؤالها بلغة عربية
الفندق عظيم جدا هل ممكن يعني تعرفينا متى سنستلم هذا الشغل
ركله رامز في قصبة ساقه تأوه منها كامل بصوت مكتوم وضحك
رامز بارتباك وقال بلغة عربية سليمة
أعذري صديقي كامل لضعفه بلغتنا العربية إنه يقصد...
قاطعته فيراشكا وهي تترقبه بعيني صقر
أجل أفهم ما يقصد إنه يسألني متى سيتسلم العمل.
ثم أدارت رأسها تجاه كامل تسأله
أليس كذلك سيد كامل
تعجب كامل وقال
أيوة...أهه قصدي نعم.
سألها رامز بدهشة
كيف علمتي بلهجتنا سيدة فيراشكا
ابتسمت فيراشكا بثقة
نحن نتعلم كل شيء سيد رامز .
ردد رامز بتعجب
نحن...ومن أنتم
فتحت فيراشكا درج المكتب لينساب وأخرجت بطاقتين معدنيتين وملفين بكل منهما عده وريقات وقدمتها إليهما قائلة بحزم مع بسمتها
تفضلا هاتان البطاقتان بها إسميكما ستضعانها على زيكما ثم أشارت إلى الملفين موضحة
و أما بخصوص الملفان فبهما جمل ستحفظانها عن ظهر قلب.
تحدث كامل مستفسرا
جمل بتقول ايه...إحم قصدي بتتكلم عن ماذا
أجابته فيراشكا بسرعة
هذه الجمل عبارة عن جمل ترحيبية بنزلاء الفندق
وكل جملة معربة لتتقنوا التحدث بالروسية وهناك الإنجليزية أيضا معها حتى تسهل عليكما العمل...
أردفت بعدها مشيرة لباب المكتب
الآن أعلمتكم بعملكم كموظفي استقبال ومن الغد سيبدأ عملكما أشكركما على حسن إنصاتكما يمكنكما المغادرة. أراكما غدا أيها السيدان في تمام الساعة السابعة صباحا دوسفيدانيا يعني وداعا بالروسية.
قام كل من رامز و كامل ورحلا شاكرين فيراشكا ببسمة وذهبا إلى بيتهما...
بعد فترة جلس رامز بعد أن أبدل ملابسه بمنامته ذات القميص البيتي قطني الملمس بلون سكري وبنطال قطني أزرق فاتح اللون نظر إلى كامل الذي ارتدى منامه بيضاء متماثلة الشكل بخطوط سوداء عريضة وهو يتمدد على الفراش عقد رامز حاجبيه وسأل كامل إنت هتنام يا كامل
أغلق كامل عينيه وهو يتثاءب
أه هنام...هعمل إيه يعني الشغل بكره.
التقط رامز الملف على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش
والجمل دي هتحفظها إمتا
تثاءب كامل مرة أخرى وأدار جسده للجهة الأخرى
هحفظهم متقلقش لو هتصحى يا ريت تطفي النور وتقفل الباب وراك.
كاد رامز أن يلقيه بأي شيء أمامه ولكنه تغاضى عن ذلك واكتفى بغلق الباب
إنت حر يا عم و إبقى قابلني لو نفعت في الشغلانة دي.
وتركه وجلس بالمقعد الخشبي وتذكر حارة الكوفتي و قاسم و...و نسمة ثم هتف
ما تشد حيلك يا رامز وفكك من الحارة المعفنة دي.
وأخذ يقرأ ما بالورق بجدية تامة لأن طموحه أن يصل لمراتب عالية فيما بعد فهذا دأبه أن يصل لأي شيء ولو على حساب ومشاعر آخرين مثل نسمة ثم عقد حاجبيه بشدة عندما تذكر يونس فلقد علم بخطبة يونس إلى نسمة وهو يكلم والدته وقال بمقت
هو ده كان هدفك يا يونس تاخد نسمة مني. هندمك يا يونس على حركتك دي وديني لأندمك.
عادت فريدة من جامعتها متأخرة قرب أذان المغرب وخطت بداخل حارة الكوفتي وهي تحمل أدوات الهندسة الخاصة بجامعتها ثم دلفت إلى المكتبة لتسأل مدبولي
عم مدبولي هو البشمهندس عمر جه المكتبة إمبارح
هز مدبولي رأسه وهو يرتشف كوب الشاي خاصته والأبخرة تتصاعد منه
لأ يا فريدة يا بنتي مجاش.
ثم همس وكأنه لا يريد لأحد أن يسمعهم
بس باينه تعبان.
هتفت فريدة بلوعة
تعبان تعبان إزاي
ثم لاحظت بسمة مدبولي وهو يراقب خوف عينيها فعدلت نبرتها إحم قصدي...يعني هيجي إمتا فلوسه معايا
ضحك مدبولي وقال
خلاص يا فريدة هاتي الفلوس وأنا هديهاله.
كادت أن تفعلها فريدة ولكنها أعادت يدها للخلف
لأ دي أمانة يا عم مدبولي لما يجي هديهاله بنفسي.
ظهر الخبث بكلمات مدبولي
اللي تشوفيه يا بنتي وعموما المهندس عمر بيجي المكتبة كل يوم الساعة ستة كده زي معادك دلوقتي.
احمرت وجنتا فريدة وسعلت
طب خلاص شكرا يا عم مدبولي .
وتركت فريدة المكتبة بسرعة هربا من نظرات مدبولي الذي قال وهو يضرب كف بكف ضاحكا
العيال كبرت و بقت بتحب. على عمك مدبولي بردو.
ذهب يونس إلى بيت نسمة وهو مرتدي قميص أبيض بأكمام مطواه لمنتصف ذراعيه وبنطال من الجينز الأزرق بحذاء أنيق للغاية يليق مع ملابسه وكان يفكر في رسالة نسمة التي أرسلتها إليه بالأمس ورغبتها في رؤيته في الغد وهو قد فعل ما طلبته منه أتى ليرى حبة قلبه زفر لينفث زفرة حارة ليتخلص من توتره ثم ضغط على زر جرس باب بيت نسمة .
وجد عفاف قد فتحت الباب وهي ترحب به
أهلا...أهلا إزيك يا يونس إتفضل يا حبيبي.
دلف يونس شاكرا إياها على ترحابها وجلس على الأريكة سألته عفاف وهي تقوم من أمامه متأهبة للذهاب إلى المطبخ
تشرب إيه يا يونس ولا إتغديت...أما عاملة شوية كشك بالفراخ تاكل صوابعك وراها.
وضع يونس يده علامة الاكتفاء
تسلم إيدك يا طنط...بس أنا والله متغدي.
عبست عفاف
كده يا يونس من أولها