دخلتك امبارح
مكانه....أخرج هاتفه وهو يرى المتصل ...ابتلع ريقه وهو يجده سالم ...تردد في الرد على اتصاله ولكنه قرر ان يواجهه بشجاعة حتى لو أهانه سالم لن يرد ....
ألو ....
لحظات وكان وجهه شاحب كالأموات وهو يستمع الى سالم...
ايه !بتقول ايه !!...طيب أنا جاي فورا !!
قالها وهو يركض خارج المنزل دون أن يلتفت لنداءات والدته الحائرة ولا أسألتها الفضولية ...كان قلبه يكاد يخرج من صدره بفعل الړعب وكلمات سالم تتردد في عقله .....
وصل الى منزل سالم بسرعة
قياسية وخرج ولم يغلق باب السيارة حتى .. اندفع الى المنزل وهو ېصرخ
منار ...
توقف فجأة وهو يرى زوجته فاقدة للوعي على الأريكة ....انعصر قلبه پألم وهو يراها بتلك الحالة ...كان يعرف داخل قرارة نفسه انه هو السبب ...هو من أوصل منار لتلك الحالة ...اقترب منها وهو يمسك كفها ويقول بنبرة مخټنقة بينما شعر بالدموع تلسع عينيه
انها زوجته...والدة طفلتيه كيف يفعل هذا بها !كيف يوصلها الى تلك الحالة ....الشعور بالذنب كان ېخنقه...
حقك عليا أنا يا منار ...
قالها بإختناق ثم حملها بعد أن لف حجابها ونظر الى سالم پغضب وقال
كان لازم توديها المستشفى علطول بس أنا نسيت أنك مش راجل..عمرك ما كنت سند ليها ولا هتكون !!
ماسة ملك تعالوا يالا معايا ....
وجه كلامه لسالم مرة آخرى وقال
هاجي اخد شنطة مراتي بعدين ..
ثم خرج يتبعه الطفلتين...
بعد نصف ساعة ...
كان امام المستشفي...
حمل زوجته واتجه بها للداخل وهو يهتف بإسم طفلتيه ..
ملك ...ماسة خليكم جمبي....
ولج للمشفى متجها بها الى الطوارئ وقد استقبلها الممرضين بالنقالة
في رواق المشفى ...
كان مراد يجلس على المقعد وهو يضم طفلتيه إليه ...منتظرا بقلق خروج الطبيب ليطمئنه عليها ...
خرج الطبيب بالفعل لينهض مراد ويقول
مراتي ..
اطمن يا أستاذ مراتك بخير هي بس جالها هبوط ...واضح انها مكانتش بتاكل كويس ...دلوقتي معلقين ليها محلول والحمدلله فاقت بس يخلص المحلول اللي في ايديها تقدر تأخدها وألف سلامة عليها.
قالها مراد براحة ....
ثم ولج هو وطفلتيه لمنار التى كانت جالسة على الفراش شاخصة عينيها للأمام بشرود ...
ماما ...
اخرجها من شرودها صوت طفلتيها لتبتسم بشحوب وهي تشير لهما لكي يقتربا منها ...
اندفعت الفتاتين إليها لتعانق كل منهما على حدة وتقول
متخافوش يا حبايبي ...متخافوش .....
ثم اشار الى المقعد الجلدي الكبير نسبيا وبالفعل أطاعتا أمر والدهما دون نقاش ...
ابتسم مراد وهو يربت على رأسهما ويقول
شطار يا حبايبي ...
ثم تنهد وهو ينظر الى منار التي تشيح بوجهها بعيدا عنه وكأنها لا تطيق ان تراه ...
اقترب هو منها وجلس على السرير الصغير التى تجلس عليه ...
منار ..
قالها بندم ولكنها لم تنظر إليه ...
مد كفه وأمسك وجهها ليجعلها تنظر إليه ...تخيل أن يرى بعينيها الألم ...او الإنهيار ....ولكنه رأى أسوأ من هذا ...رأى البرود ...رأى ان الحب في عينيها نضب تماما وهذا جعله يختنق دون سبب ...
منار!!
همس بها پصدمة
طبعا حضرتك فرحان دلوقتي ...فرحان ان حتى اخويا اتخلى عني ودلوقتي تقدر تذلني زي ما أنت عايز ..صح.!
قالتها منار ببرود ...هز مراد رأسه بقوة ...أوجعه اتهاماتها الظالمة له لتكمل هي بسخرية
مريرة
انبسط يا مراد ..اخويا اتخلى عني رسمي وسلمني ليك ...تقدر تعمل فيا اللي انت عايزة بما اني دلوقتي لا معايا بيت ولا فلوس عشان اقدر اطلق منك ...ده اللي كان نفسك فيه من زمان عشان كده رفضت دايما تشغلني ...كنت عايزني ابقى تحت طوعك صح وتعمل فيا اللي انت عايزة ... تتجوز عليا بقا او تضربني عشان مراتك التانية ..وطبعا عشان أنا مليش حد مش هتكلم ...مبروك يا مراد وصلت للي أنت عايزه...
انا عمري ما افكر أعمل فيكي كده يا منار ...اطلبي مني دلوقتي اللي عايزاه وانا هنفذه بس متطلبيش الطلاق أنا مش هقدر أطلقك ..
أغمضت عينيها بتعب وقالت
للاسف أنا مش عايزة غير الطلاق دلوقتي ...مش عايزه غيره
أمسك كفها وقال
طيب اديني فرصة تانية وانا مش هجرحك تاني يا منار و ...
سحبت كفها وقالت
للأسف رصيدك عندي خلص يا مراد ...أنا هعيش معاك لاني مضطرة بس واثقة انه هيجي اليوم اللي هقدر فيه أمشي بعيد عنك وساعتها مش هتردد لحظة !!
يتبع
رفقا_بي_يا_قاتلي
سولييه_نصار
الفصل الثاني عشرغيرة
ما هذا الشعور الذي يعتمل قلبي لماذا أختنق وأنا أراك معها
كان مراد يسند منار وهو يدخلها لمنزل عائلة المنصوري كانت تريد أن تبتعد عنه لا تطيق لمسته لها ولكنها لم تعارضأرادت فقط ان تتسطح على فراشها وترتاح
كان هنا واقفة بجوارها حماها وحماتها وهي تحمل طفلها وتنظر الى منار والذنب يمزقها من الداخل تشعر انها سبب الدمار الذي طال تلك الأسرة
لم يكلم مراد أحد وهو يسير بزوجته للداخل ويتجه الى الأدراج ليصعد للأعلى توقف فجأة امام الدرج ثم حمل منار ليصعد بها أحمر وجهها بخجل وهي تحاول دفعه وتقول بإرتباك
خلاص نزلني يا مراد أنا هعرف اطلع لوحدي
ولكنه لم يجيبها وهو يصعد بها بينما طفلتيهما يصعدان خلفهما
تخضب كامل وجهها بحمرة الخجل وشعرت بالإختناق كانت لا تريد منه ان يقترب منه بتلك الطريقة لا تريد أن يحدث بينهما أي تلامسأشاحت بوجهها مصرة ألا تتواصل معه بصريا بينما بنيتيه كانتا تحاصرانها بإصرار
أخيرا وصلا لمنزلها وأدخلها غرفتها وهو يجلسها بكل راحة
وضع الحقيبة البلاستيكية التي كان يحملها معه والتي كانت بها ادويتها على الكومود وقال
هعملك حاجة تاكليها عشان تأخدي الادوية
لم ترد عليه وهي تنظر للناحية الآخرى فتنهد وهو يجلس بجوارها شد كفها إليهحاولت سحب كفها من قبضته القوية الا انها فشلت فأغمضت عينيها وهي تقول بإختناق
سيبني لو سمحت !!!
ولكن رفض ان يتركها بل رفع كفها لفمه وقبله بلطف قائلا
انا عارف ان زعلتك كتير يا منار عارف اني جرحتك وانا آسف وطالب تديني فرصة اصلح اللي انا عملته و
فات الاوان!فات الاوان يا مراد
قالتها منار وهي تشعر ان شئ انكسر داخلها شئ لن تشفيه كلمات الآسف من مراد
تنهدت وأكملت
خلينا كده يا مرادخلي الوضع زي ما هو متحاولش تصلح حاجة لان مفيش حاجة هتتصلح أنا مش هنسى انك مديت ايدك عليا عشانها ولا هنسى كمان انك بتحبها هي مش بتحبني أنافيه حاجات كتير مش هنساها
منار اس
ولكنها قاطعته وهي تبكي
خلاص يا مراد روح لو سمحت كفايةسيبني في حالي انا رجعت وتقبلت الوضع متحاولش تصلح حاجة عشان مش هيتصلحقلبي مش هيتصلح مهما عملت !!!
تنهد مراد بيأس وهو ينظر إليهاهي حتى ترفض أن تنظر إليها يشعر أنها تذبل رويدا رويدا
هز رأسه وقال
أنا هقوم أعملك حاجة تأكليها عشان هتأخدي العلاج متقلقيش على البنات امي هتراعيلهم اقعدي أنت ارتاحي
لم ترد عليه وهي ما زالت تنظر للجهة الآخرى
دار هو حول الفراش حتى واجهها وانحنى وهو يحاول أن ينتزع منها أي رد فعل ولكن للمرة الأولى يفشل الأمر لم يحصل إلا على دموعه
ابتعد ليجد
دموعها تنساب من عينيها الجريحة أغمض عينيه بيأس وهو يفكر أنه ربما خسرها