وقفت منيره

مختار حيث كان يتودد لها بحب بين ويسمعها أجمل كلمات الغزل وهى من كانت تعامله بتأفف وتتمنع عليه فعلمت أن الكأس التي لطالما سقت منها مختار قد جاء الدور عليها حتى تتجرعها بكل ما بها من مرارة.
ليه بتقول كدا يا سي نجيب وهو انا قصرت معاك في حاجة دا انا عيشت عمري كله مش راضية بحالي بسبب حبي ليك وياما حلمت باللحظة دي من زمان تقوم تيجي تسد نفسي كدا.

استنبط نجيب مدى حزنها وخشى أن تضيع من يده قبل تحقيق مراده فرجع يحايلها ويدللها بمشاكسة.
انا كمان كان نفسي في اللحظة من زمان زيك وأكتر كمان يا حبيبتي وانا مقصدتش أن أجرحك بالعكس انا بقول فين منيرة الشابة بتاعت زمان اللي كانت عاملة زي الفرسة الجامحة ومحتاجة خيال يرودها كنت فاكر أنك لسه زي زمان بس الظاهر أن جوزك كان مشيلك الهم قوي عشان كدا كبرتي واللي يشوفك يديك أكبر من سنك دا اللي أقصده يا حبيبتي مش اللي جه في دماغك.
اومأت له منيرة بحزن فمهما يقول لن يستطيع تطيب جرحها الذي أغاره في قلبها توا.
بس المثل بيقول القرد في عين أمه غزال واللي بيحب حد مبيشوفش فيه عيب يا سي نجيب مهما جه عليه الزمن.
ضحك نجيب بخبث.
ايه يا منيرة أنت هتقلبيها غم ليه دا انا بهزر معاك وبعدين هو أنت اللي كبرتي لوحدك منا كمان كبرت وعجزت عنك كمان فوكيها بقى انا مبحبش النكد وكمان لون شعرك دا!.
أبتسمت منيرة لظنها أن لونه يعجبه مثلما كان يعجب مختار فكان يظل بالساعات يمدحها وهو يداعبه بأصابعه برفق.
عجبك مش كدا أصل حبيت أعملك نيولوك عشان يعجبك يا حبيبي.
نهض نجيب من الفراش بنفاذ صبر.
ياريتك ما عملتيه كنت سبتيه أبيض زي ما هو ولا الخضة اللي اتخضتها من شكلك.
جحظت عين منيرة پصدمة فما باله ولما يفعل معها هكذا فنظرت له بضيق بعدما لمعت عينيها.
ولما انا مفياش حاجة عجباك كنت بتتجوزني ما كنت تخليك ما ست أحسان مراتك.
علت ضحكته بشدة وهو يشير لها وقد بدأ في تنفيذ مخططه سريعا بعدما وجد نفسه أن لا طاقة لديه على تحمل سماجتها وبرودة ډمها.
أنت بتقولي فيها انا فعلا سايب ليك البيت وماشي لأن شكلك قماصة كل ما أقولك حاجة هتتقمصي وانا مليش بال على كدا يلا سلام.
أقتربت منه منيرة بلهفة وتمسكت بيديه ترجوه.
لا يا سي نجيب خلاص مش هزعل منك مهما تقول وبعدين مش معقولة هتسيبني لوحدي ليلة ډخلتنا وكمان أنت وعدتني أنك هتفضل معايا دا خليت نرمين بنتي تروح تبات عند صحبتها عشان أفضى لينا البيت لوحدنا.
مسد نجيب على ظهرها بحنو حتى يكسب ودها فجعلها تخر بين يديه كغانية وجدت من يدفع مقابل هواها.
بس يا حبيبتي انا كان لازم أمشي أصل انا كنت هروح دلوقتي لواحد صاحبي أجيب منه عشرين ألف جنيه سلف لغاية ما أصرف ريع الوديعة بتاعتي من البنك لأن أخر فلوس معايا جبت ليك الأسورة شبكتك منها ودفعت أجرة المأذون ومبقاش معايا جنيه وبكرة لازم أخد بنتي الصغيرة على الدكتور ضروري.
نظرت له منيرة باضطراب من قربه وودت لو أخذها للفراش مرة أخرى.
ليه مالها ألف سلامة عليها.
رفع نجيب يديه بجهل.
معرفش كل شوية تشتكي من بطنها والدكتور شاكك أنها عندها حاجة في المعدة فهيعمل منظار وبعدين يقرر بس هو شاكك أنها ممكن تكون حصوة في المرارة هى اللى بتعمل عندها المغص والتعب ده.
هزت منيرة رأسها بإيجاب متفهمة.
أن شاء الله ربنا يشفيها ليك يعني افهم من كدا أنك هتزل دلوقتي عشان تجيب الفلوس من صاحبك.

معلش بقى أعذريني الليلة وهحاول اجيلك على قد ما اقدر يلا سلام.
أسرعت منيرة تمسك كفه وتسحبه وتغلق باب الغرفة الذي كاد يخرج منه للتو.
استنى يا سي نجيب لو أدتلك العشرين ألف هتفضل معايا الليلة صح.
هز رأسه ينفي وداخله يموج بالسعادة.
ومين قالك أن انا هقبل أخد منك مليم واحد لأ طبعا استحالة همد إيدي لقرش واحد من فلوسك وبعدين انا مش محتاج ولا فقير انا عندي وديعة أتنين مليون في البنك وصاحبي دا ياما سلفته وكل الحكاية اسبوع وهردهم ليه تاني عما معاد صرف ريع الوديعة يجي.
اسرعت منيرة لخزانة ملابسها واخرجت رزمة كبيرة من النقود.
وانا كنت قولتلك أنك فقير عارفة إنك معاك الخير كله وبقولك ايه أنت هتاخد مني الفلوس لغاية ما تصرف ريع وديعتك وبعدين هو احنا مش بقينا واحد دلوقتي وانا أقرب ليك من صاحبك عشان خاطري خدهم وأبقى ردهم ليا لما تصرف الفوايد يا حبيبي خد أهم دول عشرين ألف جنيه بس متسبنيش الليلة عشان خاطري.
ضمھا نجيب