الجمعة 29 نوفمبر 2024

دقة قلب باسم مروة حمدى ومنى عبدالعزيز

انت في الصفحة 69 من 193 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى شقته أخذ ينظر بحزن حوله فلقد أضحت مظلمه بارده لا حياة فيها ليفك عقده رابطه عنقه بإهمال يتوجه لغرفته ينظر أمامه لتلك الغرفه يشتاق كثيرا لصاحبتها التى كانت تضيئها بابتسامتها يجلس على فراشه وهو يمرر يده مكان جلوسها كيف كانت تعقد قدميها تستمع له وهو يخبرها بادق تفاصيل يومه دون ملل منها على النقيض كان يرى لمعه اعيونها وحماسها الشديد وتفاعلها معه وهو يتحدث ليتهند بحزن لم يعد قادر علي هذا الفراق لتاتيه على باله فكرة يقف سريعا من مكانه يذهب للخزانه ويقوم بتغيير ملابسه ويهبط بسرعه لاسفل مرة أخرى ولكن بحاله غير حالته التى صعد عليها لتقابله عمته ايه
رايح فين يايوسف يابنى فى الوقت ده 
ليجيبها يوسف بصوت يملاءه الشجن رايح لمراتى 
ليدخل الغرفه يستند على الباب بظهره بعد غلقه يتأملها وهى نائمه متكوره على نفسها لطالما اتخذت هذة الوضعية عندما تشعر بالحزن ليستلقى بجانبها يمد يده يسحبها إليه لتعتدل باتجاهه تضع رأسها فى عنقه ټشتم رائحته 
رحاب بنعاس يوسف تعرف انى كنت لسه بحلم بيك 
يوسف بشجن وياترى حلمتى ايه 
رحاب مغمضه العينين حلمت انى فى حضنك نايمه على صوت دقات قلبك 
ليشتد فى ضمھا يوسف مش عارف انام ولا لاقى راحه طول مانتى بعيده عن حضنى ياريرى ليذهبا سريعا فى نوم عميق ينعم فيه كلا منهما بالطمأنينة والراحة التى افتقدها الفترة الاخيرة بعيد عن الآخر 
فى مكان ما يجلس على مقدمه سيارته المركونه بإهمال على أحد جانبى طريق صحراوى ينظرللسماء أعلاه كأنها قريبه منه لايوجد مسافه بينهما يكاد يمسك نجومها بيده ليله لاقمر فيها ولكن النجوم تضئ سمائها تجذبه لمعتها تذكره بلمعه لعيون شغلته منذ الليلة الماضية ليتردد صدى أخر كلماتها فى أذنيه ومع كل مرة يشعر بنغزات فى قلبه هو بالأساس لايعرف كيف وصل لهنا هو فقط هرب بسيارته بعد رحيلها يسير فى الطرقات بلاهواده حتى استقر به الحال هنا يضع يده على قلبه يتنهد بعمق عده تنهيدات متتاليه تجرحه كسكاكين بقلبه ليحدث نفسه ياترى تقصد ايه بكلامها أول مرة اشوف نظرة احتقار غريبة في عيونها وايه الكلام ال قالته قدام البقف ال كان واقف ده ليتسطح على ظهره ولازال نظره معلق لأعلى يحدث النجوم عينيها كنت لما بشوفها الاقى فيها نور بيخلينى دائما عايز اشوفه واشوف صورتى جواها ليضحك ضحكه صغيره ياما وقفتها فى الشمس علشان اشوف اللمعه اوضح وياما اخدنا ضربه شمس بسبب الموضوع ده لعبها كله كان معايا انا وملاك لتمر زكرياتهم سويا منذ الطفولة وكأنها شريط سينمائى ظل على
جلسته فتره طويله ذهب خلالها فى نوم عميق كانت تلك العيون وصاحبتها بطله أحلامه وكأنها أقسمت الا ترحمه حتى فى نومه لم يشعر بمرور الوقت لم يفق الا على الالم يشتد في صدره ويتناثر العرق على وجه بشده يشعر بالبروده تجتاح جسده يرى بزوغ الفجر حوله ليعتدل فى جلسته يشعر بدوار شديدليتحامل على نفسه صاعدا سيارته يفتح زجاجه الماء يبلل شفتاه وينطلق بالسيارة سريعا قاصدا منزله
يستيقظ ذلك العاشق لزوجته من نومه بعدما رن تنبيه الهاتف بجانبه بصوت منخفض ليزيح خصلات شعرها يقبل جبهتها ليتفتح عينيها تبتسم له 
يوسف انا لازم ارجع اوضتى دلوقتى قبل ما ماما تيجى 
لتزم شفتيها بتزمر كالاطفال ليلتقطهم بين أصابعه يحدثها كأنها طفله صغيرة 
يوسف احنا قولنا ايه هاجى لما هى تطلع واطلع قبل ماهى تيجى مش عايزين قمص 
رحاب مش هفطر من غيرك
وانا مش هتاخر عليكى ليقبلها برقه ويرحل مسرعا يتلفت حوله حتى وصل لشقته لم يعلم برؤيه جده له 
بينماالأخرى استيقظت مبكرا جدا تجهز نفسها لتنزل سريعا للمطبخ تقوم بإعداد مااشتهته كنتها بمهاره عاليه فهى ماهرة للغليةفيما يخص الطهى لتضعه على أطباق وبجانبه العسل الابيض والجبن لتدخل الغرفه وهى تتحدث 
رحاب ريرى حبيبتى يالا قوومى بقا شوفى انا عملتلك الفطير ال طلبتيه سخن اهو وبناره لتضع ماتحمله على الطاولة جانبها وتذهب لفتح الستائر وهى تتحدث واضح أن انهارده هيبقى يوم جميل الهوا حلو اوى ومنعش لتستدير لها تجده قد اعتدلت فى جلستها 
رحاب صباح الخير يااانطى
آمال صباحك رضا ياحبيبتى يالا بقا جهزتلك الفطار إللى طلبتيه يالا علشان ميعاد ادويتك
رحاب وهى تبتلع ريقها بصعوبه تسلم ايدك اكيد هيكون جنان كالعاده بس ممكن استنى يوسف هنفطر سوا 
آمالازاى ولو اتاخر فى ميعاد للدواء ماينفعش يتأخر 
لتبتسم رحاب كالبلهاء وهى تنظر خلف تلك الواقفه تحدثهالتنظر آمال إلى ماتنظر عليه لتجد يوسف يقف ببسمه وقد تجهز بالكامل 
يوسف صباح الخير يااامى ليقبل رأسها ويذهب لزوجته صباح الخير ياحبيبتى ليجلس بجانبها وهى يحاوطها بزراعه وينظر لوالدته 
يوسف ماتقلقيش مافيش تأخير ولاحاجه بس الله ينور عليكى ياامى ريحه الفطير ماليه البيت ليتناول الاطباق ويبدأ بإطعام زوجته تحت استغراب علياء الشديد 
بينما بالاعلى جالسه على فراشها تعيد قراءة تلك الكلمات التى أرسلها زوجها مرة تلو الأخرى هى كذبت على جدها بخصوص تواجده مع صديق مريض ولكن ايمكن أن تتحول الكذبة الى حقيقه يخبرها بانشغاله مع أحد أصدقائه ليومين كاملين فى مدينه اخرى والاتقلق عليه وأنه هو من سيهاتفها لكى يطمئن عليهم لم تذق طعما للنوم تشعر بتقلص امعاءها بشده وثقل غريب على قلبها تشعر بالضيق وكان هناك من يمسك بعنقها لتستغفر ربها سريعا تدعو أن تكون الأمور بخير لتذهب لإيقاظ أبناءها والهبوط لتناول الإفطار
فى الشقه الخاصه بعامر ومريم تقف أمامه تعدل من وضع رابطه عنقه وجنتيها متورده من الخجل فزوجها يمطرها بكلمات لم تسمعها منه قبلا تشعر وكأنها عروس جديد تغزله بها جددت عشقها له من جديد لتزيد لمعه عينيها وتتسع ابتسامتها وهى تتذكر مااخبرها به عن خالد وملاك قلبها يحدثها أن ابنها سيعود من جديدلاحضانها قريبا 
عامر وقد لاحظ شرودها 
ممكن اعرف قلبى انا سرحان فيه 
مريم فرحانه فرحانه اوى ياعامر 
ليقربها منه يضمها له ووممكن اعرف السبب 
مريم خالد أبنى لسه زى ماهو بأخلاقه التى تربى عليها وملاك بنتى اطمئنت عليها هى كمان أنها بقت فى ايد امينه
عامر عارفه أنا فخوربيه اد ايه لوشفتيه وهو مولع لما خرجت علينا وقتها 
مريم بضحكه كان نفسى اكون موجوده بس فؤاد ده كارثه 
عامر فعلا عندك حق بس تعالى هنا وانا ماليش نصيب فى فرحتك دى ولا ايه
مريم بهمس جانب أذنه
انت الفرحه كلها ياعامر 
ليرقص قلبا طربا على تلك الكلمات ليكلمها بهمس هو الآخر انا بقول لسه بدرى على الفطار ليحملها بين يديه وسط ضحكاتها يعوض كلامنهم ليالى جفاء طوال مرت عليهم يشتاق أحدهم للآخر وهو بجواره
وذلك العنيد يستيقظ على أحد يدفع به برقه وصوت يحادثه 
كفايه كده نوم هتتاخر يالا قوم 
ليفتح عينيه يجدها تقف بجانب الفراش ليبدأ بالتحدث 
لتباغته هى بسرعه صباح النور الحمام جاهز وهدومك كمان 
ليهز رأسه بياس حيث يبدو أنها لن تستسلم بسهولة زوجته ويعرفها جيدا ولكنه أشتاق لها بشده نعم هى أمامه ولكنه أشتاق لتلك الأفعال الشقية التى تدفعه للجنون دلالها عليه توديعها له مكالمتهم سويا بعد وصوله الرسائل التى تمطره بها أثناء عمله وقوفها فى انتظاره واستقباله كمن غاب
68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 193 صفحات