خالتي بقلم ايمان فاروق
فهى ملكة عنده وسيغليها الى ابعد الحدود فهو لن ينكر انها يتمني ان يكون زوجها إبن اخيه ولكن بطريقة صحيحة ذات تقدير لها فهو لن يقبل بسهولة هذا الأمر حتى يتأكد من غلاوتها عنده بل بل عند الجميع مما جعله يهتف قائلا ربنا يعمل اللي فيه الخير يا أمل ..وبنتي غالية ولازم احافظ على كرامتها قدام الكل ..حتى لو مش هوافق على ابن أخويا اللي كنت بتمناه زوج ليها من زمان لكن هستني لما ترجع الغالية وبعدين اللي ربنا عايزه هيكون.
مازلت على تواصل دائم مع ابنتها وهى تشاهد انفعالات اشقائها وتنقلها لها لتتلوع هى من الحزن عليهم فهى كانت تظن أنهم سينعمون بالراحة بعدما ترحل هى من حياتهم ولكنها تفاجأت بأنهم يتقلبون على جمر من الڼار حتي زوجاتهم اللاتي كانو السبب فيما هى الأن ..تشفق عليهن فكل واحدة فيهن اخذت نصيبها من الألم فأحلام ذاقت مرارة الإحتياج وكانت هى السبب في إرسال ابنها الي المشفي ومساعدة لأسرة حماه من خلال حثة عن طريق أخته التي لقنتها بما روته والأخرى ذاقت من مرارة الفقدان فقد ټوفيت امها وهى ارسلت ابنتيها بنفس الطريقة فهى جعلت من رهف لسانها المتحدث بأسمها وبالفعل ذهبن ليقفن معها بعد أن وجدها زوجها فاقدة للوعي بجانب امها التي لاقت حتفها فهو كطبيب معالج لها لم يتملص منها بعد موقفه من ابنتها ولكن ضميره المهني اجبره على الذهاب في اليوم الثاني لمتابعة الحالة ..ليضطر الى كسر الباب بعدما يتأكد من عدم مغادرتهم للبيت ليجد تلك الراقدة والأخرى فاقدة للوعي وملقاة على الأرض بسبب اڼهيارها العصبي لتتذكر ما روته رهف لها من تلك الحاډثة المؤلمة ..
نغزه ضميرة المهني الي التوجه لتلك السيدة التي يتابع هو حالتها المړضية فهى أيضا جدة اولاده ولن يتنحى عن مسئوليته امام تلك السيدة المړيضة ولن يأخذها بخطئ ابنتها التي لم تعر اي اهتمام الى مشاعره ولم تعترف بخطئها الى الأن فهو كان يظن انها ستحاول التواصل معه حتى تصحح خطئها وتكفر عنه ولكن اتاه هاجز أنها من الممكن أن تكون ذهبت الى مكان أخر ولم تذهب الى بيت أمها افيعقل ان تكون جاحدة الى هذا الحد مما جعله يهرول نحو منزل السيدة العجوز ويطرق الباب عدة طرقات سريعة مما جعله يرتاب ويقرر فتح الباب بأي وسيلة ليعاونه بعض الجيران في كسره بعد ان اكدوا وجود زوجته بالداخل برفقة أمها المړيضة وانهم لم يروها منذ يوم مما ذاده قلق ليتوجه نحو الداخل بعد انكسار الباب ليجدها ملقاة على الأرض في حالة من الإعياء مما جعل قلبه يهوى تحت قدميه خيفة من أن يكون اصابها مكروه ليحملها رافعا اياها نحو اريكة موضوعة في أخر الحجرة ليطمئن على سرعة نباضتها التي تنم على مدى حيويتها ليجدها ضعيفة للغاية ليقوم بعمل الاسعافات الأولية ويناشد احد الجيران بشراء مجموعة من الادوية ويناوله مبلغ من المال برفقة الورقة التي تتضمن أسماء الأدوية ويتوجها الشاب الى الخارج ويتوجه هو نحو الراقدة الآخرى على الفراش دون حراك ليتأكد من ظنه فهى بالفعل وافتها المنية كما تمنت أن تقابل ابنتها قبل ان تلاقي وجه ربها ..نعم رحمها الله من ألمها فهذا المړض اللعېن ينهش ف جسدها وهذا العلاج الكيميائ يسلخ اوردتها من الألم ولم تعد تقاوم الامه لذلك رحمة الله اتتها حتى ترحمها من هذا العڈاب الأليم..ليقوم بعد ذلك برفقة بعض الجيران في عمل الاستعدادات لمراسم الډفن ويخبر اشقائه بهذا الأمر ليتوجهون جميعا اليه ويتفاجئ بقدوم شقيقتيه ليقفن مع زوجته التي لم تقوي على الوقوف على غسل أمها ولكن كانت تشعر بالخزي من موقه النبيل هو واشقائه جميعا فهم ابناء
لتعود لواقعها من جديد مستغفرة الله داعية له ان يصلح حال الجميع ويرد لأولادها حياتهم الزوجية على خير وبعد ان يتعلم كل واحد خطئه .
وهكذا اقتص الله لها ومع ذلك لم يقسو قلبها وها هم يجلسون حتي يتخذوا اخر اجراء فهى علمت من رهف من خلال رسالة لها انهم عازمون على تبليغ الشرطة وتنزيل صورة لها عبر مواقع التواصل فهيام كادت ان تنفذ هذه الفكرة ولكن استوقفتها رهف لتخبرها بعدها ان أمها على تواصل معها ولكنها لا تريد العودة حتى تستعيدهم مرة أخري ولكن عند علمها بأنهم سيقومون بابلاغ الشرطة لن تكمل لعبتها حتى لا تضع اولادها في امر مخجل فلذلك قررت العودة الأن وقبل ان يتخذوا أمر يندمون عليه .
يقف متحفزا بعدما استنفذ جميع الحيل التي قابلته وقوبلت بالفشل فهو الى الأن لم يعثر على اي خيط ليهتف بضجر بقى خلاص كده ..مفيش اي وسيلة نعرف بيها هى فين ..انا تعبت والله تعبت .. انا ھموت من القلق والۏجع عليها .
ليخرج رؤوف عن صمته متحدثا انا كمان خلاص تعبت وعقلي هيطير مني ..انا كنت مكلف ناس يعملو بحث في جميع سجلات المستشفيات العامة والحمدلله مطلعتش موجودة في اي مكان منهم ..بس بردوا ھموت من القلق عليها ..يتري صحتها عاملة ايه ..دي مريضة سكر وخاېف ان انها تدخل في غيبوبه والا الضغط يزيد عليها.
ليصمت الجميع مع اعتلاء رنين الجرس المنزلى لتتقدم هيام بفتحه بما انها كانت في طريقها إلى الخارج لصنع بعض اكواب الشاي لهم فهي بعد أن اطمئنت على حبيبتها اصبحت في حالة من الأشراق قليلا لتتفاجأ قائلة أستاذ نديم ..اتفضل.. حمدالله على السلامه..اتفضل ادخل .
يتقدم الى الداخل بخطوات بسيطة محرجة وهو يهتف السلام عليكم ..اذيكم ياجماعة كلكم عاملين ايه ليتبادل الجميع معه السلام والترحيب وهو يقابلهم بود مماثل حتى يصل الى مبتغاه فهى تائه بين الحاضرين .
كان يتحدث وعيناه تجوب المكان لتمشطه في البحث والعثور على غايته ليجدها متسمرة في مكانها فهى لم تتوقع أن يكون أمامها الأن فحماتها لم تبلغها بحضوره حتى تستعد فمن الواضح أنها ارادت المفاجأة لها مما جعلها لا ترتب انفاسها المتلاحقة التي تجعلها عاجزة امامه الأن ..تقابلت الوجوه بحزنها المتبادل