الأربعاء 18 ديسمبر 2024

من المقصود بالمنادى فى قوله تعالى ."فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا"

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

معلقته 
فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاورا قلامها
وقول 
لبيد 
أيضا يصف نخلا نابتا على ماء النهر 
سحق يمتعها الصفا وسريه عم نواعم بينهن كروم
وقول الآخر .
سهل الخليقة ماجد ذو نائل مثل السري تمده الأنهار
فقوله سريا وقولهما السري بمعنى الجدول وكذلك قول الراجز 
سلم ترى الدالي منه أزورا إذا يعب في السري هرهرا
وقال بعض أهل العلم السري هو 
عيسى 
والسري هو الرجل الذي له شرف ومروءة يقال في فعله سرو بالضم وسرا بالفتح يسرو سروا فيهما وسري بالكسر يسري سرى وسراء وسروا إذا شرف ويجمع السري هذا على أسرياء على القياس وسرواء وسراة بالفتح وعن 
سيبويه 
أن السراة بالفتح اسم جمع لا جمع ومنه قول 
الأفوه الأودي 
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
ويجمع السراة على سروات ومنه قول 
قيس بن الحطيم 
وعمرة من سروات النساء تنفح بالمسک أردانها
ومن إطلاق السري بمعنى الشريف قول الشاعر 
تلقى السري من الرجال بنفسه وابن السري إذا سرا أسراهما
وقوله أسراهما أي أشرفهما قاله في اللسان .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له أظهر القولين عندي أن السري في الآية النهر 
ص 396 
الصغير والدليل على ذلك أمران 
أحدهما القرينة من القرآن فقوله تعالى 
فكلي واشربي 
قرينة على أن
ذلك المأكول والمشروب هو ما تقدم الامتنان به في قوله 
قد جعل ربك تحتك سريا 
19 24 وقوله 
تساقط عليك رطبا جنيا 
19 25 وكذلك قوله تعالى 
وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين 
23 25 لأن المعين الماء الجاري والظاهر أنه الجدول المعبر عنه بالسري في هذه الآية والله تعالى أعلم .
الأمر الثاني حديث جاء بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 
ابن كثير 
رحمه الله في تفسير هذه الآية وقد جاء بذلك حديث مرفوع قال 
الطبراني 
حدثنا 
أبو شعيب الحراني 
حدثنا 
يحيى بن عبد الله البابلي 
حدثنا 
أيوب بن نهيك 
سمعت 
عكرمة مولى ابن عباس 
سمعت 
ابن عمر 
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 
إن السري الذي قال الله لمريم 
قد جعل ربك تحتك سريا 
نهر أخرجه الله لها لتشرب منه 
وهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه 
وأيوب بن نهيك هذا هو الحبلي 
قال فيه 
أبو حاتم الرازي 
ضعيف وقال 
أبو زرعة 
منكر الحديث وقال 
أبو الفتح الأزدي 
متروك الحديث . انتهى كلام 
ابن كثير 
وقال 
ابن حجر 
رحمه الله في الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف في الحديث المذكور أخرجه 
الطبراني 
في الصغير 
وابن عدي 
من رواية 
أبي سنان سعيد بن سنان 
عن 
أبي إسحاق 
عن 
البراء 
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى 
قد جعل ربك تحتك سريا 
قال 
السري النهر 
قال 
الطبراني 
لم يرفعه عن 
أبي إسحاق 
إلا 
أبو سنان 
رواه عنه 
يحيى بن معاوية 
وهو ضعيف وأخرجه 
عبد الرزاق 
عن 
الثوري 
عن 
أبي إسحاق 
عن 
البراء 
موقوفا وكذا ذكره 
البخاري 
تعليقا عن 
وكيع 
عن 
إسرائيل 
عن 
أبي إسحاق 
ورواه 
ابن مردويه 
من طريق 
آدم 
عن 
إسرائيل 
كذلك وأخرجه 
الحاكم 
من وجه آخر عن 
أبي إسحاق 
موقوفا وفي الباب عن 
ابن عمر 
رضي الله عنهما قال إن السري الذي قاله 
لمريم 
نهر أخرجه الله لتشرب منه أخرجه 
الطبراني 
وأبو نعيم 
في الحلية في ترجمة 
عكرمة 
عن 
ابن عمر 
وراويه عن 
عكرمة أيوب بن نهيك 
ضعفه 
أبو حاتم 
وأبو زرعة 
انتهى .
فهذا الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت طرقه لا يخلو شيء منها من ضعف أقرب إلى الصواب من دعوى أن السري 
عيسى 
بغير دليل يجب الرجوع إليه وممن اختار أن السري المذكور في الآية النهر 
ابن جرير 
في تفسيره وبه قال 
البراء بن عازب 
وعلي بن أبي طلحة 
عن 
ابن عباس 
وعمرو
بن ميمون 
ومجاهد 
وسعيد بن جبير 
ص 397 
والضحاك 
وإبراهيم النخعي 
وقتادة 
والسدي 
ووهب بن منبه 
وغيرهم وممن قال إنه 
عيسى 
الحسن 
والربيع بن أنس 
ومحمد بن عباد بن جعفر 
وهو إحدى الروايتين عن 
قتادة 
وقول 
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم 
قاله 
ابن كثير 
وغيره .

انت في الصفحة 2 من صفحتين