وفي هذه الأثناء تقدم الغني الى السفرة وشكر صاحب الدعوة وبدأ يأكل قائلا صدقني انني لم اذق طعم البيض من سنوات كم هو لذيذ !! وبدأ يأكل بشراهة
فتعجب الثاني من كلام الغني وانزعج وقال سأذهب الى اقرب مطعم حتى افطر فطعامك هذا لا يفي بالغرض.
فخرج وبقيا وحدهما ياكلان وبعد ان انتهيا من الطعام سأل صاحب البيت صديقه الغني عن سبب بقاءه ولماذا لم يفعل كما فعل صديقهما
فقال الغني يا اخي المال والطعام لا يحددان قيمة الشخص .. فهذه الأمور وقتية وسيأتي يوم ربما ستكون انت اغنى مني. بالمناسبة انا تعمدت ان يكون افطارنا كل يوم في بيت واحد منا وانا اعلم بحالتكما المادية ولكنني اردت ان اختبر وجهيكما
واود ان اشكرك جدا على عزومتك للذي كان صديقنا ففي هذا اليوم عرفت وجهه الحقيقي وعرفت انه لا يستحق الصداقة
فكما شاهدته بأم عينك احرجك امامي واخلى عنك وباع الصداقة بطعام لا يعجبه رغم ان وضعك ووضعه متساويان لكنه لبس ثوب التكبر ليوهمني انه غني ولا يعلم ان والده واخوته يعملون في مصنع يعود لوالدي اما انت فأنك شخص واقعي يعيش حياته بدون اي تصنع امام الجميع لم تخجل كونك اقل مني وهذا ما اعجبني فيك جدا لذلك قررت ان تكون شريكي في مشروعي الجديد كوني كنت حائرا من اختار منكم!! ولكن موقف اليوم قد خدمني كثيرا.
قارئي العزيز لا تخجل من وضعك وحياتك مهما كانت ولا تتصنع وكن على طبيعتك وقل دائما الحمدالله لان الله يريدك ويحبك كما انت عليه اليوم.
الفقير السالك بكماله خير من ملتوي الشفتين وهو جاهل