سيدنا يوسف الصديق
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
أولاد- وعندما سألته زليخا: ما اسمك؟ أجاب: يوسف، ولم يعجب هذا الاسم زليخا، على اعتبار إنه اسم عبراني وهم قوم رعاة للغنم والأبقار وليسوا متحضرين كالمصريين، وطلبت من زوجها أن تنادي يوسف باسم مصري،
فاقترح هونيفر -كبير خدام قصر بوتيفار- اسم «يوزرسيف» فإستحسنته زليخا، وهكذا بدأ سكان القصر وأهل مصر ينادونه بهذا الاسم.
وعندما كبر يوسف، أصبح شابًا وسيمًا، فعشقته زليخا وحاولت إغوائه أكثر من مرة، لكنه كان يتهرب منها، إلى أن قررت في أحد الأيام أن تستدعيه لحجرة الأبواب السبعة في قصرها، وأوصدت الأبواب عليه وطلبت منه أن يمكنها من نفسه لكنه إستعصم وهرب منها حيث بمعجزة إلهية، فُتحت الأبواب السبعة من تلقاء نفسها، وتبعته
زليخا وعندما وصلا للباب الأخير، قدت زليخا قميصه من الخلف، ثم عندما فتح يوسف الباب وجدا بوتيفار على الباب، فتظاهرت زليخا بالبكاء وادعت إن يوسف راودها عن نفسه وشهدت خادمتها زورًا بذلك ولم يستطع يوسف أن يثبت براءته لبوتيفار فأمر بوتيفار باستدعاء رودامون [رئيس حرس قصره] ليعاقب يوسف، لكن الله أوحى ليوسف أن يأمر باستدعاء طفل رضيع من أقارب زليخا ليشهد لصالحه، فشهد الطفل بمعجزة ربانية ببراءة يوسف، فاعتذر بوتيفار ليوسف وطلب أن يصفح عنه وعن زوجته. ثم انتشر خبر هذه الفضيحة في كافة أرجاء مصر، فقامت زليخا باستدعاء نسوة أشراف مصر لحفل ضيافة وناولت كل واحدة منهن فاكهة الأترج ومعها سكـ@،ـينة قاطعة، ثم أمرت يوسف أن يدخل عليهم حاملًا سلة فواكه وعندما نظرت إليه النسوة دهشن من شدة جمال يوسف لدرجة إنهن لم يحسسن بأنفسهم، وهن يقطعن أيديهم نتيجة تشتت ذهنهن، وأرادت زليخا من ضيافتها هذه إن تبرهن إن هذا الفتى الذي سلب اللب من عقولهن يستحق أن تتحمل فيه وزر خطيئها، فوافقنها النسوة على ذلك. وبدأن بأمر من زليخا بإغواء يوسف، لكنه كان يردهن خائبات، إلى أن عرضن على زليخا أن تقوم بسجنه، حينها سينفذ رغباتها. فطلبت زليخا من زوجها بوتيفار بأن تزج به في السجن، فوافق على ذلك.
ودخل يوسف إلى سجن زاويرا، ودخل معه في نفس الوقت رجلان حاولا قت ل ملك مصر. وفي أحد الأيام رأى
هذين الرجلين كلاهما حلمًا عجيبًا، إذ رأى أحدهما إنه وضع سلة طعام على رأسه وأتت الطيور وأكلت منه، وأما الثاني فرأى إنه يعصر بيديه ثلاث عناقيد من العنب ويصنع منها شرابًا للملك. وقصا رؤياهما على يوسف -الذي بدأت نبوته ودعوته إلى أهل مصر في السجن- ففسر يوسف رؤيا صاحب العناقيد بإنه سيخرج من السجن بعد ثلاثة أيام وسيعود لعمله السابق ساقيًا للملك. وفسر رؤيا الثاني بإنه سيصلب بعد ثلاثة أيام جزاءً له على محاولته قتل الملك، وسيبقى معلقًا حتى تأكل الطير من رأسه وتحقق الحلمان بعد ثلاثة أيام. الشاب الذي نجى من السجن عندما ودع يوسف أمره الأخير بأن يذكره عند الملك لكي يخرجه من السجن، لكن يوسف ندم على حاجته هذه وبكى، فأضاف الله سبع سنوات على المدة المقررة لسجنه، والتي كان من المفترض أن تكون سنة واحدة لكنها أصبحت ثمان سنوات ليعوض يوسف عن مقولته هذه، أما الشاب فقد نسي بمعجزة إلهية هذا الطلب ولم يتذكره إلا بعد مرور سبع سنوات. عندما رأى حاكم مصر الجديد أمنحوتب الرابع، منامين عجز عن تفسيرهما جميع معبري الرؤى في مصر، فذَكر الشاب يوسف للحاكم، فطلب الأخير منه أن يذهب إلى السجن ويأخذ تفسير الرؤيا من يوسف، ففسر يوسف الرؤيا بإن مصر مقبلة على سبع سنوات من الوفرة وسبع سنوات من القحط فأخرجه الحاكم يوسف من السجن. وأقام مناظرة بينه وبين كهنة معبدة آمون (إله مصر الكبير) على تفسير الرؤيا، فعجز الكهنة ومعبريهن عن تفسيرها، وهزمهم يوسف، ثم تولى يوسف منصب مستشار حاكم مصر صاحب المقام الذهبي ورئيس الخزينة في مصر، ثم بعد فترة قصيرة توفي بوتيفار وعين أمنحوتب يوسف عزيزًا لمصر.