تعالي اققعدي مع الزبون بقلم اسراء مظلوم
وهو يرى الفرحة الخفية بين عيني نسمة وهي تأخذ الحقيبة جعل قلبه يقفز فرحا
لمس يونس لحيته القصيرة ذات اللون البني بأطراف مشقرة وابتسامة لم تفارق شفتيه منذ أن رآها
أيوة ليكي يا نسمة .
ثم نظر إلى ساعته وأكمل
أنا عندي معاد شغل مضطر أسيبك يا حب... نسمة .
وأشار إلى الحقيبة التي بيدها
يا رب تعجبك.
شكرته نسمة وهي متعجبة من مشاعرها المتخبطة
مع...مع السلامة و...وشكرا.
هز يونس رأسه ببسمة خفيفة والټفت لتتغير معالم وجهه للضيق والحيرة فهناك أمر يريد إخبارها به. ثم زفر وغاب عن عينيها التي راقبته حتى اختفى من أمام ناظريها.
احتوت الحقيبة بكلتا يديها وصعدت للمنزل تفتح حقيبتها لتخرج المفتاح ولكنها تفاجأت بفتح الباب ووالدتها تبتسم
كنت شايفاكي من تحت مع يونس .
ثم نظرت إلى الحقيبة قائلة بمزاح
حلوة الشنطة.
هتفت نسمة بضيق
ماما يا ريت تفهمي إن الموضوع ده هياخد فترة و كل واحد هيروح لحاله.
صكت عفاف وجهها وقالتوهي تواجها
ليه يا بنتي هو يونس وحش عملك حاجة الراجل جدع و عمل حركة شهامة محدش عملها ولا حد من شباب المنطقة فكر يعملها
هدرت نسمة وهي تشير إليها متحركة صوب غرفتها
أهو شفتي إنتي قلتيها حركة يعني مبيحبنيش عمل كده علشان هو شهم.
قاطعتها عفاف وهي تمسك ذراعيها مهدئة إياها
لأ يا نسمة ركزي هتلاقي يونس بيحبك عنيه متشالتش من عليكي يوم الخطوبة غيرته من عمر إبن خالتك فاتن ملاحظتيهاش ده كان هيكسر إيده علشان سلم عليكي. تفتكري دي شهامة
تلعثمت نسمة وهي تلوح بيدها في الهواء بلا أي معنى
عادي أه شهامة وبعدين متنسيش إنه متدين أوي دقن يعني فممنوع عنده واحد يسلم على واحدة.
صححت لها عفاف كلمتها
مش ممنوع عنده ده حرام في الإسلام يا نسمة إن الست أو البنت تسلم على راجل وإيه متدين أوي دي مفيش حاجة إسمها متدين أوي ومتدين نص نص ده إنسان معتدل ومحترم وجالك البيت طلب إيدك.
وضعت نسمة يدها أمام وجهها مكتفية
ماما أرجوكي كفاية.
هاجمتها عفاف وهي تشير إليها
كان عاجبك رامز اللي فرحانه بأخلاقه دي ده مكانش بيركعها يا بنتي ده عارفك من كام سنة مجابلكيش لفة جرجير من ساعة ما عرفك و يونس من تاني يوم جابلك هدية.
صمتت عفاف ولاحظت عيني نسمة التي انسابت منها أنهار دموعها والأخيرة تنصت لكلماتها في ألم ابتسمت نسمة بسخرية من وسط دموعها
مش قلتلك كفاية يا ماما أديكي بټجرحي فيه وبتندميني إني ضيعت سنتين من حياتي في الهوا عن إذنك.
وانسحبت من أمام عفاف التي عضت على شفتها السفلى وجلست تعاتب ذاتها على ما قالته ولكن على نسمة أن تصحو من غفلتها قبل فوات الأوان.
بعد أن أغلقت نسمة باب غرفتها ألقت حقيبتها جانبا على الفراش ومعها هدية يونس التي تقبع بداخل حقيبة كرتونية غالية الثمن.
وضعت كفيها ورمت وجهها فيه وبدأت تجهش في البكاء تدرك أن والدتها على حق فما قالته صحيح رامز لم يفكر لحظة أن يهاديها بأي شيء ولا مشاعره الدافئة التي رأتها بعيني يونس ... يونس !
مهلا يا نسمة هل حدثت مقارنة للتو أتقارني بين رامز و يونس ما بال عقلك هل جننتي وماذا عن حديثك مع والدتك أنها فترة و ستنفصلي عن يونس ...تغايري كلماتك أم تغايري نفسك
هزت نسمة رأسها وكأنها تبعد كل شيء يخص التفكير.
ثم حانت منها التفاتة إلى هدية يونس جانبا ثم نظرت للأمام أتعاندي نفسك ها أ...هيا افعليها استمعت إلى ذاتها ومدت يدها ملتقطة بأناملها علبة من داخل الحقيبة الكرتونية فتحت العلبة الخشبية الأنيقة لتجد سلسلة فضية بها قلب موضوع بكفين يحتوياه وورقة بيضاء مكتوب بها بضعة كلمات.
تفاجأت نسمة أنها من يونس ثم وضعتها رفضت قراءتها...هل اقنعتيني أنك ترفضي قراءتها هيا افتحيها...استمعت نسمة مرة أخرى لذاتها وأخذت الورقة وفتحتها لتقرأ التالي
السلام عليكم...
شوفتي السلسة أكيد شفتيها يعني ده حتى إزاي قريتي الورقة
نسمة عايز أقولك حاجة مهمة أوي...
عارفة إنك كنتي حلم بالنسبة ليه وكنت بحلم إني أكون لابس زي دلوقتي دبلة خطوبة فيها إنتي يا نسمة نفسي تقدري قيمة نفسك.
أصلك جوهرة ومعدن نفيس محدش عرف قيمته إلا أنا بس.
القلب ده هو قلبك والكفين دول هما بتوعي.
بمعنى إني هحميكي وأحافظ على قلبك ده
كانت نسمة تقرأ كلماته غير مصدقة أكل هذا الحب تحفظه لي يا يونس هل عندما سألتك من قبل من تحبها كانت هي أنا
ترى كم مرة جرحته وهي لا تدري
ثم قامت ومسحت دموعها ووقفت أمام المرآة ترتدي سلسلته الفضية وأخذت هاتفها وبعثت برسالة.
ثم ظهرت بسمة على وجهها شعرت منها أنها تحيا من جديد.
عاد طارق إلى بيته وفتح الباب ليجد أن البيت خالي من زوجته سلسبيل .
جلس ينتظرها بضيق وهاتفها ولكنها لم تجيب كالعادة رمى الهاتف جانبا متأففا ثم سمع بعد عدة ساعات وقد قارب الوقت على الساعة الثانية ظهرا باب الشقة وهو يفتح وتظهر سلسبيل ورأت طارق يجلس على الأريكة ويبدو من مظهره أنه جلس فترة طويلة فها هو حذائه ملقى على بعد من الأريكة وربطة عنقه موضوعة على ظهر المقعد وحقيبة سفره ترتكن عند مقدمة باب الشقة.
هتفت وهي تتقدم تجاهه
حمد الله على سلامتك يا حبيبي.
قام طارق يحدجها بنظر عتاب
وهو حبيبك طارق ينفع يرجع من السفر وميلاقيش مراته مستنياه.
قبلته سلسبيل في وجنته بهدوء
معلش يا طارق الشغل كان كتير في المستشفى وعملية كمان عملتها فمكنتش عارفة أرجع البيت بدري.
احتضنها طارق وهمس بأذنها وهو يحتويها بذراعيه ويشد على جسدها
وحشتيني يا بيلا وحشتيني أوي.
شعرت سلسبيل ببرودة تصل لقلبها قبل أطرافها غريب أن يصل شيء من الداخل قبل خارجه وخرج صوتها من بين شفتيها رغما عنها بارد
و إنت كمان يا طارق وحشتني.
شعر طارق بتغير في سلسبيل رفع رأسه عنها يسألها بعينين قلقة
مالك يا بيلا إنتي تعبانة حبيبتي
ابتسمت سلسبيل وتصنعت الإرهاق وهي تعلم نواياه
أه جدا.
ثم تراجعت لتتخلص من ذراعيه اللذان كانا بمثابة ڼار ټحرق جسدها
طب أنا هطلع أخد شاور.
ابتسم طارق وقد ظن مغذى جملتها أن له معنى معين ولكنها أكملت حتى خبت حماسته
و أنام لأني تعبانة أوي وحمد الله على سلامتك يا طارق .
وتركته مشدوها من طريقتها المتغيرة برودة نبرة صوتها ماذا هناك هل شكت به لقد سافر وتركها سعيدة وهاتفته هناك بنفس نبرتها الحنون إذن ماذا حدث
جلس طارق ونظر لحقيبة سفره هاتفا بهمس حانق
و قميص النوم ده مين هيلبسهولي ألبسه أنا يعني
ذهبت فريدة إلى المكتبة لتحضر بعض الأدوات المكتبية الخاصة بكليتها بقرب منزلها ثم وجدت صوت تعتقد أذناها أنها سمعتها من قبل
عايز قلم سنون.
ثم هتف ذاك الصوت بفرحة بالغة
فريدة إزيك ايه الفرصة السعيدة دي
ابتسمت فريدة بخفة وقالت بصوت خاڤت ممزوج باستحياء
إحم إزيك.
لاحظ عمر حيائها ووجهها الذي أصبح يشبه ثمرة الفراولة مما زادها جمالا ثم خف من نظرته إليها وهو ينظر إلى القلم الذي أعطاه إياه البائع عم مدبولي قائلا
إتفضل يا بشمهندس عمر وحضرتك يا آنسة فريدة عايزة قلم سنون بردو
أومأت فريدة وهي تنظر للأمام من شدة الخجل من نظرات عمر
وبصوت سمعه مدبولي بالكاد
أيوة يا عم مدبولي وأستيكة وبعد إذنك إسكتش