الأحد 24 نوفمبر 2024

كنت ماشيه ع البحر بقلم نور محمد

انت في الصفحة 4 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

اكل بقى انتم مش حلني ليه 
لقيته بيقول بغرور ممنوع الاكل في المكتب يعني يوم ما تاكلي حاجه تبقي محشي يعني الريحه تنتشر لما يجي عميل يقول ايه فتحنها مصمط
فقلت بغتاتة و أنا سامعاه بيشتم فى الأكل فى دماغه اللهم طولك ياروح 
يا اخي انت مالك الوحيد اللي ممكن يزعق لي هو مدير المخروبة غير كده خليك في حالك 
فقال طب لمى الأكل ده و اخزى الشړ يا
فقلت بلا مبالاة سدن و قعدت كملت أكل عادى جدا
فقال بابتسامة غريبة أحب أعرفك أنا البشمهندس فارس مدير المخروبة
فقلت بارتباك يا أهلا يا أهلا ده الدنيا نورت .. اتفضل واحدة ده بيتى و زى الفل بصلى بسكوت لثوانى و بعدين قال هعديها المرادى ..كملى أكل بس المرة الجاية فى كلام تانى
فقلت بإصرار و انا بحط صباع المحشى فى بقه والله أبدا ..لازم تاكل دوق بس دوق بعد مرور لحظات كان قاعد قدامى على المكتب ماسك اللانش بوكس و بياكل المحشى و بيقول حلو اوى و طعم الكزبرة تحفة خلطة الرز حلوة جدا ناقصة شوية ملح بس مش مشكلة فقلت و أنا باصة للعلبة اللى قربت تخلص فى ايديه أه ناقصة فعلا ..بالهنا و الشفا 
فقال بعد ما حط العلبة على الطرابيزة مين اللى عامل العظمة ده فقلت بغرور و تناكة أنا 
قال طلعتى شاطرة اسمك سدن صح .. أنت موظفة جديدة فرديت اه ..تحت التدريب فقال لا أنتى اتعينتى من النهاردة هبعت لحسام فى ال HR يكتب عقد عمل ليكى سلام ياقمر مشى أخيرا أوف خلص الأكل بتاعى الواحد كان ناقص مدير طفس .. أخيرا خلص أول يوم شغل..كان طويل بشكل غريب روحت اتغديت و قعدت أصمم شغل مكانش خالص و بعدين روحت البحر و معايا فشار بالكراميل و قعدت على الصخرة و ناديت على على ..معداش ثوانى و ظهر و كان شكله حزين مش عارفة السبب و حاولت أفهم منه حاجة بس قال مفيش و لكن طبعا سمعت هو بيفكر فى ايه ..اتغاضيت عن الموضوع ..حكيت له اللى حصل النهاردة و فطس ضحك و فجأة قلت _ مش نفسك تشوف اسكندرية و الناس و المحلات و أكلنا و كل ده
سكت شوية و بعدين قال أكيد نفسى بس أزاى! 
طنشت اللى قاله و قلت له _ و أنا نفسى أشوف العالم بتاعك و الكائنات اللى شبهك و أكلكوا و بيتكوا و كل حاجة ..على أنا بتمنى نتبادل الأدوار.. لمدة يوم واحد .
محصلش أى حاجة ..ايه ده انا شايفة نفسى على الصخرة ازاى!. حاسة نفسى مبلولة بصيت حواليا لقيتنى فى وسط البحر و عندى ديل سمكة ..الديل ده مألوف ..بصيت لانعكاسى فى الماية ..احيه ..احيه انا بقيت على يبقى على يلاهوى أحنا أرواحنا تبادلت بين الجسمين .. قربت بحذر شديد من الصخره اللي موجود عليها الجسم بتاعي وقربت ايدي اللى تشبه جدا ايد الإنسان وحطتها على رجلي خبطت مرتين لقيت راسي او نقول راس جسمي بتلف و تبصلي باستغراب و ذهول شديد زى اللى كان ظاهر عليا من ثواني بس و أول كلمة نطقها على و هو بيبصلى ازاى انا شايف نفسى .حرك رجليه على وضع الدولفين لقى رجليه افترقوا عن بعض. هو حاسس بملمس الصخرة تحت صوابع رجليه ..فبص لرجليه و هو بيقول فى دماغه عندي صوابع و رجلين ازاى و حاول يقوم يقف ..فى الأول مكنش عارف أكنه بيبى لسة بيتعلم المشى و أخيرا وقف و فرد ضهره لكن اختل توازنه و وقع على الصخرة ..قام تانى و وقف و المرة ده توازن و مشى خطوة فى التانية و بعدين قرب من طرف الصخرة من ناحيتى و وطى و قال لى يوم ما ابقى إنسان أبقى بنت 
فقلت _ و أنا متمنتش أبقى سمكة ولد
فقال قلت مليون مرة أنا مش سمكة أنا جنى بحر 
فقلت _ تؤ تؤ قصدك أنتى مش سمكة أنتى حورية بحر
و سيبت طرف الصخرة اللى كنت مسكاه و سيبت نفسى للماية علشان أعوم لكن لقيت نفسى بنزل لتحت بسبب تقل الديل .. أنا بتخنق مش عارفة اتنفس. بحاول احرك الديل علشان أطلع بس مش عارفة أتحكم فيه..نفسى خلص مش قادرة..سيبت نفسى و أخدت شهيق فى قلب الماية و أنا مستسلمة ..
بس ايه ده أنا بتنفس تحت الماية ! أزاى نسيت إن بقيت حورية بحر يعنى سمكة فكرة أن مش ھموت من قلة الأوكسجين هدتنى نوعا ما . أرخيت عضلاتى و بدأت اتخيل إن عندى رجلين و ضمتهم على بعض و بدأت أحركهم زى الدولفين و فعلا لقيت نفسى بطلع و وصلت فوق سطح الماية ..بدور بعينى عليا أو نقول على لقيته قاعد على طرف الصخرة و حاطط رجليه فى الماية و بيبص للماية بملل و أول ما حس بحركتى بص لى و قال ايه المتعة فى انكوا تقعدوا باصين للبحر و المتعة الحقيقية فى البحر نفسه 
فقلت _ حد حكيم قال لى قبل كده العشق هو الڠرق فى البحر و الحب السباحة فيه .أخويا حب العوم فيه و عشقه فغرق ! و غدر البحر بيه..
فقال أنا آسف الله يرحمه بس ..هو..أنتى مش خاېفة من غدر البحر 
فرديت _ لسة معشقتوش و يوم ما يحصل هبعد عنه
مكانش حابب يزود حزنى فغير الموضوع و قال كان لازم تبقى حذرة و أنتى بتتمنى الأمنية عاجبك اللخبطة اللى أحنا فيها ..صوتك مسرسع أوى ..أنا صوتى أحلى 
فقلت _ اللى حصل بقى و بعدين كلها ٢٤ ساعة و كله يرجع زى ما كان
فقال أووف صح هو انا بقى هقضى اليوم أزاى 
فقلت _ أولا هتروح الشغل ده تانى يوم عمل و أكيد مش حابة اترفد و هتجيب فطار من أحلى أكل ممكن تدوقوا فى حياتك ..و بعد الشغل تمشى على كورنيش أسكندرية و كوبرى ستانلى و تركب مشروع للمنتزة و بعدين تطلع على مطعم روبوتو الإيطالى و تتغدى أكلة معتبرة و بعدين روح شارع خالد بن الوليد و اتفرج على الناس و حظك ان رمضان كمان يومين فهتشوف أحلى حاجة ممكن تشوفها فى حياتك و بعدين أمشى ورا قلبك و هتلاقى نفسك فى المكان اللى عمرك ما هتنساه و تعالى هنا قبل ما ٢٤ ساعة يخلصوا و بس كده
فقال أنا هعمل كل ده النهاردة و أنا مش عارف أمشى أصلا 
فقلت _ أتعلم و هتتعود بسرعة زى ما أنا هتعلم
فقال هحاول مع إن الموضوع شكله كبير و متعب بس أكيد يستاهل ولا ايه 
فقلت _ على ضمانتى متقلقش أنا بقى هعمل ايه 
قال ولا أى حاجة هتعومى شوية حلوين طبعا تحت الماية بمسافة كبيرة شوية و هتلاقى كهف لونه أخضر مجرب هتدخليه و من هنا اعرفى انك وصلتى العالم بتاعى اللى هو مش

انت في الصفحة 4 من 34 صفحات