وقفت منيره
خدت حقنة الانسولين بتاعتك النهاردة يا بابا
ألتقم مختار احدى حبات ورق العنب يتذوقها بتلذذ.
ممممم....... اه يا حبيبتي خدته قبل الادان بدقايق ونزلت الجامع فطرت على ثلاث تمرات وبعدين صليت المغرب ورجعت على هنا.
شرعت مكة تفصص له لحم البط ثم تطعمه له قطعة بقطعة في فمه.
دوق الحتة دي من الصدر بتاع البطة طنط سعدية عملاها بالخلطة تحفة بس أيه مخلية طعمها يجنن.
مممممم....... بجد تسلم إيديها طول عمرها نفسها في الاكل حلو جدا وشاطرة في كل حاجة.
ثم شرد مختار وهو يلوك الطعام في فمه وظلت مكة تتحدث له وهو غير منتبه لها.
فربتت برفق على ذراعه.
مالك يا بابا سرحت في ايه
نظر مختار لها بحسرة وحزن.
مش عارف لما تتجوزي هعمل ايه من غيرك هنا دا انا ممكن ملاقيش حد يناولني كوباية المية حتى.
ومين قال لحضرتك اني هسيبك انا منبه على حسام اني هاجي ليك كل يوم عشان اطمن عليك ومش هسيبك أبدا مهما حصل.
زفر مختار بعمق.
عارفه يا مكة انا ليه ديما بقولك يا جنتي
هزت مكة رأسها بجهل.
لأ معرفش وبجد نفسي اعرف ليه ديما تقولي كدا.
لما منيرة كانت حامل فيكي حلمت اني واقف عند الكعبة بملي عيني برؤياها وبعد كدا طوفت بيها حسيت ان ده نداء من ربنا ليا روحت عملت جواز وقدمت على عمرة واتحيلت على مامتك تيجي معايا بس هى قالت لأ لما اولد ابقى اروح وهاتلي بدال فلوس العمرة غويشة دهب.
رفعت مكة حاجبيها باندهاش.
حد يبدل زيارة بيت الله بدهب دا لو كنوز الدنيا كلها متساويش لحظة تقفها هناك.
فعلا يا حبيبتي انا لولا الظروف كنت روحت كل سنة يلا الحمدلله انا زرتها مرتين مرة عمرة ومرة حج ربنا يكتبها ليك يا حبيبتي.
رفعت مكة يديها تأمن على دعائه.
اللهم آمين ربنا يكتبها لينا جماعة مع بعض ان شاءالله.
ابتسم مختاربحنو لها.
يارب يا حبيبتي اللهم آمين .
تسألت مكة بفضول.
ها كمل بقى وعرفني ليه بتقولي جنتي
لما روحت عند الكعبة وبعد ما خلصت العمرة دعيت ربنا ان منيرة تجيب بنت وتكون ليا رحمة وسبب في دخولي الجنة وندرت وانا في مكة لو جيتي بنت اسميكي مكة وسميتك فعلا رغم معارضة أمك ليا.
شهقت بسعادة ثم وضعت رأسها على كتف والدها ومسحت على ظهره بحنو.
ربنا يخليك ليا ويقدرني على اني اكون سبب دخولك الجنة يا حبيبي.
وظل الوضع هكذا ما بين شد وجذب حتى مرت الأيام الأولى للشهر الكريم سريعا وجاءت ايام العتق من الڼار وفي أحد المرات التي عادت فيها مكة من عملها دخلت لغرفتها سريعا بعد أن اخبرت رضا بملاحقتها سرا لهناك.
انتهزت رضا لحظة أنشغال منيرة في طهي الطعام وجاءت لها سريعا.
خير يا ابلة مكة عيزاني في حاجة
أمأت لها مكة واشارت لها بالأقتراب.
أه تعالي بسرعة قبل ماما ما تلاحظ غيابك عنها بصي بقى يا ستي بابا لما عرف اني بجيب هدوم العيد ليكي ولخواتك اداني فلوس زيادة عشان اقدر اجبهم كلهم قبل العيد خدي يا حبيبتي انا جبت ليكي ولاخوكي الكبير ودول بتوع اخواتك الصغيرين وجبت كمان ليهم كوتشيات عشان يبقى الطقم كامل.
جحظت عين رضا غير مصدقة أن حلم اشقائها الصغار في أرتداء ملابس جديدة بالعيد قد تحقق بعد أن عجزت والدتها عن أبتياع ملابس جديدة لهم وطلبت منهم أرتداء ما يصلح مما لديهم لعدم قدرتها على دفع ثمنهم لذا لم تشعر بنفسها وهى تقترب من مكة وټحتضنها بقوة وقد تحشرج صوتها بالبكاء من فعل مفاجأتها السعيدة عليها.
ياه يا أبلة مكة وكأنك حسيتي بأخواتي ربنا يخليك ويجبر بخاطرك قادر يا كريم امي هتفرح قوي هى وأخواتي لأنها مكنتش قادرة تجيب ليهم حاجة جديدة العيد ده.
ضمتها مكة وشددت في أحتضانها.
انت واخواتك اخواتي الصغيرين يا حبيبتي ومتعمليش فرق بينا اي حاجة تحتجيها عرفيني على طول اتفاقنا.
أمأت رضا بإبتسامة راضية.
ماشي يا قلبي ربنا يخليكي ويكفيكي شړ ولاد الحړام.
ابتسمت مكة لها ثم أمرتها بالاسراع لمنزلهم وإعطاء الملابس لوالدتها قبل أن تقبض عليهما منيرة بالجرم المشهود.
اللهم آمين خدي الشنط دي روحي روحيها وتيجي بسرعة عشان ماما متعرفش حاجة ماشي.
حملت رضا الحقائب الورقية وأسرعت تفر من أمامها.
ماشي انا هروح ولو ست منيرة سالتك عني قولي ليها راحت تجيب