الأحد 24 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 26 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


ومش هتسكت ولا هيرتاح ليها بال غير ما تخطب واحدة مننا انا أو نرمين لواحد منهم ونرمين لسه صغيرة وكل اللي بيتقدموا ليها ناس في نفس مستوانا فأكيد بقى ما هتصدق وتخليني اسيب حسام.
ذم مختار شفتيه وهو يهز رأسه بأسى ثم تحدث لها بصوت منخفض
عارف يا حبيبتي دي مراتي ومحدش عرفها ولا حافظها أكتر مني وعشان كدا انا جايبك هنا في أوضتي وقافل علينا الباب لأنها بعيده عن المطبخ وأستحالة تسمعنا وكمان لو هى جت من هناك هنسمعها بكل سهولة بسبب الهوليلة اللي بتعملها لما تطلع عشان تحسسنا قد أيه هى بتتعب هو انا ناقص دا انا خاېف أكتر منك أنها تعرف وتقلب حياتنا لمرار طافح.

زفرت مكة بضيق ونفاذ صبر وهى تربت على ذراعه لكي تطيب خاطره وتعينه على التحمل
متزعلش يا حبيبي وأن شاء الله تحملك ده عشانا في ميزان حسناتك وأعتبر الموضوع كأنه محصلش وتكتم على الخبر في بير ملوش قرار وانا كذلك هعتبر نفسي مسمعتش حاجة وكويس انك عرفته اني مخطوبة عشان يبطل يفتح الموضوع ده تاني وكمان يبطل نظراته ليا اللي بتخجلني وتربكني.
ضيق مختار عينيه مستفهما ثم سرعان ما احتدت نظراته پغضب ونظر لها يستوضح ما تعنيه
قصدك ايه بالكلام دا.
أوعي يكون أتجرأ عليك ولا عمل حاجة ضايقتك قسما عظما ما يكفيني فيه مۏته الإ أنت يا حبيبتي الدنيا كلها كوم وأنت لوحدك كوم تاني فاهمة احكيلي وعرفيني لو كان حصل منه حاجة كدا ولا كدا.
هزت مكة رأسها بنفي سريعا وهى تشير له بيدها
لأ خالص يا بابا أطمن مفيش حاجة من دي حصلت وبصراحة هو عمره ما عمل حاجة تضايقني شهادة لله هو بس نظراته ليا حستها فيها اعجاب شديد وكنت بتحرج منه وبحاول على قد ما أقدر اتجاهل نظراته دي وعشان كدا كنت طول الوقت ببعد عن اي حاجة تجمعني بيه والموضوع يطور أكتر من كدا.
وقف مختار من جلسته وسحب يدها يوقفها أمامه
اسمعي يا مكة انا يا حبيبتي مش عايزك تعملي حاجة ضد أرادتك أو ڠصب عنك وبقولها ليك صريحة لو عايزه تسيبي الشغل انا معنديش مانع لو ده كان هيريحك وحكاية أنك تساعديني دي سيبك منها ربك قادر يقويني ويديني الصحة عشان أكمل رسالتي إنما أنت مضحيش بنفسك عشان حد مهما كانت الظروف فاهمة.
تشكلت ابتسامة حانية على وجه مكة وشدت على يده تطمئنه ثم أنحنت تقبلها بحب وتبجيل
من طول عمري وانا عارفة وحاسة أنك أحن أنسان ربنا خلقه وكل يوم بتأكد ده بحبك ليا وخۏفك عليا حقيقي يا بابا انا محظوظة أنك أبويا وبدعي ربنا كل يوم يخليك ليا ديما وميحرمنيش منك انا عايزاك تطمن عليا انا بردو تربيتك وأنت علمتني ازاي اقدر أوقف أي شخص عند حده وبعدين صدقني أن الحكاية مش مستاهلة لده كلها ومن ناحية أسيب الشغل فا انا كدا كدا هسيبه بس مش دلوقتي كلها كام شهر واتجوز وهقعد من الشغل لأن حسام رافض فكرة شغلي دي خالص وقالي عايزك تركزي لسنة رابعة عشان هيخليني أحضر ماجستير أن شاءالله.
زفر مختار براحة وغمرته السعادة ثم ضمھا لصدره يربت على ظهرها بحب
عارفة يا مكة من طول عمري وانا بدعيلك أنت وأخواتك البنات بأزواج صالحين يتقوا الله فيكم وياخدوا بأديكم للجنة والحمدلله حاسس أن ربنا استجاب لدعايا لما رزق غادة بجوزها طيب وأبن حلال وكمان رزقك بحسام هو كمان طيب وأبن حلال وعقبال نرمين عشان أموت وانا مطمن عليكم لأنكم أنتم البنات اللي شاغلين بالي بجد من كتر خۏفي عليكم وعلى العموم يا حبيبتي ربنا يوفقك ويصلح ليك الحال ويحقق لك كل اللي بتتمنيه مع اللي قلبك أختاره.
اقتربت منه مكة تمرمغ وجهها في صدره ونطقت بنبرات صادقة خرجت من قلب محب وعاشق لأبيها
هتصدقني يا بابا لو قولتلك اني لو بتمنى حاجة من ربنا في العشر الاواخر هتبقى الحاجة دي أن ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك ربنا أبدا.
خرجت نبرتها الصادقة لقلبه مباشرة مما جعله يتراقص بداخله فرحا بحب تلك الابنة الصادق والذي ينضح في كل أفعالها معه ولكم تمنى وود لو كانت سعادة العالم كلها بيده فيمنحها لها هى وأشقائها بعدما اشعرته بحبها الكبير والعظيم له بأبسط كلماتها حتى جعلته وكأنه حاز على كل السعادة من فرط أحساسها به فغزت ابتسامة عذبة محياه وضمھا لصدره يبثها حبه الخالص ثم شعر فجأة بنغزة إلم بجانب صدره الشمال والذي اعتاد على مجيئها له مؤخرا لكنه تحامل على نفسه ولم يبدي اي ردة فعل أمامها حتى لا يثير خۏفها عليه فهو يعلم أنها ستقيم الدنيا ولم تقعدها أن شعرت أن هناك خطړ يمسه أو يحيط به فاغمض عينيه بشدة كي يبث نفسه القوة حتى تمر تلك الحظات العصبية والحرجة على خير.
ثم فتحهما وابتسم لها وأسرع يخرجها من الغرفة حتى
لا تلاحظ ما يمر به وظل يدعوا الله بسره أن لا تشعر هى بما يشعر به
بقولك ايه يا حبيبتي يلا بقى روحي شوفي وراك أيه وسبيني مع نفسي شوية عشان أخد شور وأصلي العصر وأقعد اقرا ورد القرأن بتاعي قبل وقت المغرب ما يدخل عليا وأكسل عن قرايته واشيل ذنب بسببك.
ضيقت مكة عينيها ودققت النظر بملامحه بعدما استشعرت بألمه الذي يحاول تخبئته عنها لكن شحوب بشرته أوشى لها بمدى ما يمر به فتحدثت بقلق
مالك يا بابا فيك حاجة أنت وشك أصفر مرة واحدة وحساك مش بتنهج ومش قادر تاخد نفسك.
نجح مختار في رسم ابتسامة على وجهه استطاع بها اقناعها حاليا أنه بخير حتى تهدأ وترتاح ويطمئن قلبها عليه ثم قهقه وهو يتحدث كي يثبت لها أنها مخطئة
ههههههههه انا مش عارف انت ليه ديما قلقانة عليا كدا وديما يا بت أنت بتحسسيني أنك أمي مش بنتي اهدي يا حبيبتي انا بخير ولو فيه حاجة أنت أول واحدة هعرفك وبعدين دا إرهاق من الحر والشغل والدنيا صيام مټخافيش مجرد ما اهدى واقعد شوية هتلاقيني بقيت كويس ووشي رجع أحمر تاني.
ابتسمت مكة وهى تهز رأسها له تحاول أقناع نفسها أنه بخير كما أدعى أمامها
ماشي يا سي بابا هحاول اقتنع أنك بخير مؤقتا وهسيبك عشان تاخد شورك وتصلي بس هرجع كمان شوية وأطمن عليك تمام اسيبك دلوقتي محتاج مني حاجة قبل ما اروح لماما أشوفها لو محتاجة مني حاجة قبل ما ادخل أذاكر شوية.
هز مختار رأسه بنفي ثم أشار لها
لأ يا حبيبتي انا مش محتاج حاجة وسيبك من أمك عندها نرمين وكمان رضا يساعدوها وروحي أنت ذاكري وشوفي مصلحتك كفاية عليك تعب الكلية والشغل وكدا كدا معها رضا مبتخليهاش محتاجة حاجة كلها بركة البت دي.
امأت له بصمت وتوجهت لخارج الغرفة تاركة إياه كما يرغب وبمجرد إغلاقها للباب خلفها القى بنفسه على الفراش بتعب يتنفس بعمق وظل هكذا لبعض الوقت حتى بدأ الألم في الاختفاء ببطئ كما ظهر واستطاع النهوض بعد أن حصل على قدر كافي من الراحة و توجه لمرحاض غرفته يستحم ويبدل ملابسه بأخرى منزلية مريحة و خرج بعد أنتهائه و جلس على مقعده المفضل يستقبل القبلة مؤديا فرضه بخشوع حتى فرغ من أدائه ثم فتح المصحف الشريف وشرع يتلو آيات الذكر الحكيم بصوت يملئه الخشية.
رواية هذا جناه بقلم سماح سماحه

رن هاتف مختار أثناء جلوسه منهكا في متابعة عمله بالشركة يراجع على الكثير من الأوراق أمامه فزفر بضيق عندما فقد تركيزه فيما بين يديه بسبب صوت هاتفه الرنان وبنفاذ صبر أخذه من على مكتبه ورفع نظارة قرائته لأعلى وقربه من وجهه ونظر في شاشته ليجد أن المكالمة من حسام بعدما وجده اسمه يظهر عليه.
ضغط مختار على زره الاخضر واجاب عليه بهدوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد عليه حسام بتوتر وبنبرة تكاد تكون منخفضة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أزي حضرتك يا عمي
أحس مختار من صوته أن هناك ما يعكر صفوه باله فسأله مستفسرا عله ېكذب أحساسه
الحمدلله بخير يا حبيبي اخبارك أيه انت وباباك والست والدتك أن شاءالله أنتم بخير كلكم صح
تلون صوت حسام بضيق و حزن عميق مما جعل مختار يصدق حدسه
الحمدلله على كل حال وراضيين بكل اللي ربنا يجيبه يا عمي اللهم لا أعتراض.
وفور تلفظه بتلك العبارات المبهمة انتاب مختار قلق عظيم فسارع يسأله عما حدث معهم
خير يا حسام في ايه مالك يا أبني.
فيه حاجة حصلت عندكم.
قولي أن باباك ومامتك بخير.
ياريت تطمني يا ابني قلقتني عليكم جدا.
زفر حسام بقوة يخرج أنفاسه الثقيلة التي تجثم على صدره وتضيق عليه رئتيه وتغلقهما
مش عارف أقولك أيه يا عمي كل حاجة حصلت بسرعة كبيرة لدرجة مخلياني مش قادر استوعب لغاية دلوقتي أن ده حصل فعلا.
فاض كيل مختار عند هذا الحد فأنتفض من جلسته وأحتدت نبرته يأمر حسام بسرعة أخباره ما حدث معهم
ما تتكلم على طول يا حسام يا بني سيبت مفاصلي وخلتني مش قادر أقف اتكلم على طول وقول ليا في أيه حصل عندكم متخليش القلق يركبني أكتر من كدا.
تنغص جبين حسام بضيق وهو يسرد عليه ما حدث لهم على غفلة
مفيش يا عمي كل الحكاية أن أحنا كنا قاعدين بنتسحر عادي وخلصنا وبابا قام يتوضأ عشان ننزل نصلي انا وهو الفجر كالعادة في المسجد فجأة مسك صدره وتعب ومبقاش قادر ياخد نفسه ووقع من طوله مننا انا طلبت الإسعاف ونقلناه على المستشفى وانا كنت بتصل دلوقتي أتأسف لحضرتك وأعتذر منك عن معادنا معاك النهاردة لتحديد الفرح وأن شاءالله أول ما بابا يشد حيله نبقى نحدد معاد تاني.
صاح به مختار موبخا إياه بحدة
ده اسمه كلام بردو يا حسام بدل ما تتصل بيا تقولي اللي حصل لأبوك عشان أجي واقف معاك في شدته بتتصل بيا تعتذر عن معاد بينا معاد أيه يا بني اللي بتعتذر عنه لدرجادي شايفني غريب عنكم يا أبني ولا أنت مش عارف أو واخد بالك أني أبقى عمك قبل ما أكون جوز عمتك.
هز حسام بضيق وفرك جبينه بحرج وحاول تصحيح ما يقصد
انا أسف يا عمي والله مقصد المعنى اللي وصلك ده انا عارف أن حضرتك عمي طبعا انا اسف مرة تانية لو كنت زعلتك انا مكنتش عايز أعرفك دلوقتي لأنك تعبان ومش ناقص حاجة تزود تعبك وانا عارف حضرتك قد أيه بتحب بابا زي أخوك بس أول ما أفتكرت معاد تحديد الفرح خفت لما منجيش تفتكروا اننا بنلغي المعاد ولا حاجة وعمتي ما تصدق وتفركش الخطوبة .
زفر مختار بقوة وحاول تمالك نفسه
اسكت يا حسام يا بني متتكلمش خالص دلوقتي لأنك بتنيلها زيادة ميعاد ايه بس اللي هنفكر أنكم بتلغوه وعمتك ملهاش كلمة في جوازكم فاهم بكيفها أو ڠصب عنها جوازكم هيتم أن شاءالله انا مش هعتب عليك دلوقتي وهسامحك عشان خاطر ظروف والدك بس يلا يا حبيبي أديني عنوان المستشفى عشان هاستأذن من شغلي واجيلكم بسرعة.
جعد حسام ملامحه التعبيرية بخجل
ربنا يخليك لينا يا عمي وميحرمناش منك ابدا ممكن متزعلش مني انا مقصدتش ازعلك والله وبقول خليك لبعد الفطار أحسن لأنك حضرتك تعبان ومش حمل روحه ولا جيه في الصيام وبعدين أحنا قاعدين انا وماما في الأستقبال مبنعملش حاجة لأن الدكاتره دخلوا بابا العناية المركزة ومنعين عنه الزيارة.
هز مختار رأسه معترضا على رأيه منهيا معه الحوار بحسم
حسام لو سمحت من غير كلام كتير اديني عنوان المستشفى لأني مش هستنى لبعد فطار انا جاي ليكم في الطريق ولو عايز تزعلني بجد ابقى متدنيش عنوان المستشفى.
أمأ حسام ولم يبدي أي اعتراض وسرد عليه عنوان المشفى كي لا يزيد من غضبه عليه والذي أشعله هو دون قصد منه لكنه يعلم مدى طيبة ومسامحة قلبه وفور مجيئه سيعتذر منه مجددا ويمحو أي ڠضب ترسب بداخله من ناحيته وسيكتسب وده ثانيا فهو يعد ذلك الرجل أكثر من مجرد عم بل يضعه في مكانة والده لأنه ولأول مرة يقف أمام زوجته في تنفيذ أمر كان من أجله عندما رفضت خطبته ل مكة وأصر هو على الموافقة وأتممها على خير رغم أنفها وأصبحت حبيبته وحلم الصبا له بفضل الله ثم مختار الذي ظلمه الحظ وجعل تلك الشمطاء من نصيبه.
جذب سمعه صوت
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 81 صفحات