الإثنين 25 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 27 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


مختار المرتفع وهو يتحدث إلى أحدهم عبر هاتفه ومن خلال تلك المحادثة علم أن مختار سيغادر العمل الأن فقد وقف شاهر بعيدا بعض الشئ يتلصص عليه واستمع لما قاله كله وفور رؤيته له يخرج من الغرفة ويذهب ليأخذ اذن بالأنصراف مبكرا من رب الشركة لكي يذهب لزيارة قريبه المړيض اسرع لمكتبه يخرج ذلك الملف الذي أحتفظ به طويلا من جاروره الأوسط وشرع ينظر بأورقه ويرتبها حسب أولويتها فقد وجدها الفرصة المناسبة ليجعله يوقيع على ما يريد دون أن يعلم ما في الأوراق ويأخذ حذره كعادته المتأصلة به خاصة أن ابنته مكة لم تأتي بعد للشركة وسيجعله يوقعها مرغما بعد ألحاحه عليه لحاجة العمل الضرورية لها ونظرا لتعجله بالرحيل سيفعلها دون أن ينظر بها ويكون بذلك قد حقق مبتغاه في تحقيق ربح سريع ووفير من المال الحړام الذي أعماه الشيطان عن حرمته وجعله يتلذذ بتذوقه ويسعد قلبه بالنهل منه ابتسم بظفر عندما أنتهى من ترتيب الأوراق وأسرع يطويه ويمسكه بيده وهو يرسم على وجهه الجدية والحزم منتظرا عودة مختار من عند مديره لكي يعاجله به ويجعله يفقد تركيزه ولا ينتبه لما فيه من مبالغ مالية تزيد الضعف عن قيمة الورق.

وعندما رأه يأتي من بعيد اقترب منه شاهر بعجالة ووجهه يتلحف بجدية زائف
أنت روحت فين يا أستاذ مختار انا كنت بدور عليك عشان تمضيلي على اذونات الصرف دي بسرعة والحق أصرفها قبل معادها ما يخلص.
زفر مختار بضيق وهو يجمع اشيائه.
أرجوك سبني دلوقتي يا شاهر مش وقت أمضة انا مش فاضي حاليا خليها لبكرة أو ليوم تاني.
هز شاهر رأسه معترضا مما جعل مختار ينظر له متعجبا
بكرة يا استاذ مختار بكرة الجمعة عطلة وبعدها السبت كمان عطلة والأوراق دي متنفعش تستنى أكتر من كدا دول لازم يتمضوا دلوقتي حالا وكمان لازم توقيع المدير المالي عليهم كمان انا هخدهم بنفسي ليه بعد ما حضرتك تراجعهم وتمضيهم وبعد كدا أروح أصرف فلوسهم وأروح أوردهم في البنك لأنهم لازم يروحوا قبل الساعة ٢ والإ هيطبق على الشركة شرط جزائي بخمسة مليون جنيه.
رفع مختار حاجببه مندهشا وأخذ منه الملف ينظر به وهو يفرك لحيته بتفكير غاضب
أنت بتقول أيه وأزاي دا يحصل. 
وايه اللي اخر ورق مهم زي ده للوقت الحرج ده يا أستاذ أنت هو مش المفروض ان اي اذن صرف يتراجع ويتوافق عليه قبلها باسبوع على الاقل كنت فين حضرتك قبل كده ودا من صميم أختصاصك.
حك شاهر عنقة مفكرا في حيلة تنطلي عليه كي يقنعه بها دون أن يرتاب في أمره
لأ يا أستاذ مختار متظلمنيش انا مش مسؤل عن المصېبة دي لأن التأخير مش من عندي التأخير من عند الاستاذ محروس مراجع الحسابات هو اللي المفروض بيخلص الورق ده وبعدين يجيبه ليا أعمله مراجعة نهائية وبعد كدا أعرضه على حضرتك تراجعه وتمضيه لكن هو كان عيان وقعد كام يوم ولسه يدوب راجع أمبارح والورق ده جايلي من عنده من ساعة بس فانا راجعت عليه كويس وأتأكدت أنه كله مظبوط وتمام وجبته لحضرتك بعد ما خلصته على طول عشان يتختم من حضرتك كمان هطوع وهروح أمضيه من المدير المالي واصرف الفلوس وأروح البنك أوردها مع أن دا مش من أختصاصي بس قولت ألحق أنقذ الشركة من الکاړثة دي واللي ممكن تسبب في طرد قسم الحسابات كله.
اشار له مختار بقلة حيلة
طيب بقولك أيه خليه نص ساعة بس زمان مكة جاية تراجعه وهى معها صلاحية التوقيع زيي بالظبط.
رفع شاهر يده يشير على ساعته
مبقاش في وقت يا أستاذ مختار الساعة دلوقتي ١٢ والبنك بيقفل أتنين لازم الأذونات دي تتمضي وتتصرف دلوقتي وحد ياخد الفلوس ويروح البنك يحولها لحساب الشركة الموردة والإ هنعتبر بنخالف بنود العقد وساعتها من حقهم يطالبونا بالشرط الجزائي وحضرتك متقلقش انا راجعت عليهم بدل المرة عشرة وأنت عارفني في شغلي ازاي وعارف ذمتي والورق أهه قدام حضرتك تقدر تراجع عليه بنفسك وتتأكد أنه سليم لو شاكك أني ممكن أتلاعب فيه لا سمح الله وعلى العموم انا كدا عملت اللي عليا وخليت مسؤليتي قدام ربنا وووليد بيه وقدام حضرتك كمان يا استاذ مختار.
هز مختار رأسه بقلة حيلة وفرك لحيته بتفكير فهو يعلم أن كل ما قاله شاهر صحيحا لكنه لن يستطيع أن يوقع على شيء دون مراجعته فسلم أمره لله ورجع يجلس على مكتبه وفتح الملف وشرع في قرائته مما جعل قلب شاهر يهوى بقدمه فسوف يكشف أمره أهتزت أعصابه وأصابه التوتر والخۏف لكن لم يدم هذا طويلا حيث وجد مختار يتوقف عن قرأة الأوراق ويمسك بصدره وقد بدأت أنفاسه تتسارع أقترب منه يضع يده على كتفه برفق.
مالك يا أستاذ مختار أنت تعبان.
نفى مختار بهزة بسيطة من رأسه وهو يجاهد للسيطرة على ألمه الناغز لقلبه بقوة
مفيش حاجة
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 81 صفحات