الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 38 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


الجاحدة زوجته وماذا جنت هى حتى ترزق بأم مثلها تحجر قلبها وماټت عندها كل مشاعر الانسانية فلم تعد تشعر بعذاب احد حتى اقرب الناس لها نامت ليلتها باكية تفكر بأبيها الذي يقضي ليلته في السچن لأول مرة في حياته فكيف سيتحمل عذاب اقامته فيه وهو مريض بأرتفاع ضغط الډم والسكري معا ظلت لوقت متأخر تدعوا ربها كثيرا أن يحفظه ويمده بالصحة الجيدة لتحمل ما هو فيه من مشاق وأبتلاء عظيم احست بوالدتها وشقيقيها وهم يتناولون وجبة السحور واستمعت لحديثهم سويا وكأن شيئا لم يحدث فهم يتسامرون وكأن العائل الوحيد لهم يجلس بينهم ويشاركهم أحاديثهم ولم يقضئ ليلته بين اريع جدران مذلولا مقهورا ومظلوما نهضت من نومتها المؤلمة كألم روحها وحياتها بعدما جفاها النوم فقد كانت تشعر أنها تنام على كومة من الأشواك وليس فراشها الناعم توضأت وصلت ثم جلست تدعو الله أن يفك كرب أبيها وأن يظهر برائته ويخرجه مما هو فيه بسلام وبعد أن أنهت صلاتها فتحت مصحفها وجلست تقرأ به وغفت دون أن تدري على سجادة صلاتها لكنها نهضت من غفوتها على حلم أفزعها لذا اسرعت ترتدي ملابسها للخروج عندما لاح في الأفق خيوط الصباح تنير ليل الصائمين والقائمين تعلن بداية يوم جديد وسعي متجدد يأثم فيه الطالح وينهل فيه الصالح من حسنات ربه ليغتنم دنياه قبل أخرته حملت حقيبتها وخرجت من منزلهم وحيدة دون أن يعاونها أحد من عائلتها التي أصبح كل همها المال همت الخطى لشركة وليد حتى تعلم منه سبب اتهامه لابيها ظلما وبهتانا وعندما وصلت إلى هناك وجدت ابواب الشركة مازالت مغلقة فقد ذهبت مبكرا جدا عن ميعاد الدوام ولم تجد حل أمامها سوى الجلوس امام البوابة وانتظار وقت مجيئه.

رواية هذا جناه أبي بقلم سماح سماحه
جلس في محبسه بصبر على الأبتلاء الذي مسه ولم يكن له في حسبان أن تنتهي حياته وسيارته المهنية بل وسمعته بين الناس بتلك النهاية المؤلمة والمخجلة وهو الدي عاش حياته كلها يخشى الأقتراب من قرشا لا يملكه ويتحرى الدقة في كل تعملاته حتى لا يقع في محذور دون أن يعلم لكن القدر والنصيب كان لهما رأيا آخر وها هو يعاقب على دنائة وخسة غيره أنعزل عن بقية من يشاركون غرفة الإيقاف والذين جلسوا مجموعات منهم من يتسامر ومن من يسلي نفسه باللعب بأوراق الحظ ومنهم من جلس شاردا أما هو فانهى صلاته وأمسك بمصحفه الصغير الذي لا يفارقه أبدا وجلس يقرأ به في خشوع يتدبر أياته وبعد أن انتهى من قراءة ورده اغلقه وقبله واعاده لجيبه مرة اخرى ثم رفع يديه يدعو الله أن يظهر برائته مما نسب له وتهم به ظلما ألمه الشعور بالظلم فبكى ونزلت دموعه پقهر فالأول مرة بعمره كله يتهم بهذا الاتهام المشين الذي مس شرفه وبرغم كل المرارة التي جلبتها زوجته لحياته الإ انها اهون بكثير من احساس الظلم وطعم العلقم الذي يشعر بهما الأن فبعد أن عاش طوال حياته رمزا للأمانة والشرف يتهم بالسړقة هكذا ظلما وبهتانا في أرذل عمره فهو لو اراد المزيد من المال بدون تعب لكان استغل منصبه الحكومي وتربح من ورائه بالكثير بسهولة تامة ودون أن يتم معاقبته من احد لكنه ېخاف الله ولن تمتد يده لمليما حرام مهما اشتدت به الحوجة استغفر ربه وحمده على هذا المحڼة وراح يصبر نفسه بقول لعل الخير يكمن في هذا الابتلاء وكرجل واثق في عدل ربه أنه سيظهر الحق وسيرد الظلم عن كل المظلومين طمئن نفسه وأخذ الطعام الذي أرسله له حسام ووضعه أمامه وطلب من المتواجدين حوله مشاركته فمنهم من لبى طلبه وأقترب يأكل معه بعدما نهش الجوع أحشائه لم يتناول مختار سوى بضع لقيمات يقيمن طوله وشرب الماء ثم حمد ربه وأضجع على جانبه الأيمن يريح جسده من عناء اليوم بأكمله وسرعان ما غفى من شدة أحساسه بالوهن.
لم تنتظر مكة حسام كما طلب منها وذهبت لمقر شركة وليد وبقيت تنتظره لأكثر من ثلاث ساعات امام البوابة ورفضت الدخول برغم من طلب حسن حارس الأمن لها عدة مرات دون فائدة فهى
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 81 صفحات