وقفت منيره
الجاحدة زوجته وماذا جنت هى حتى ترزق بأم مثلها تحجر قلبها وماټت عندها كل مشاعر الانسانية فلم تعد تشعر بعذاب احد حتى اقرب الناس لها نامت ليلتها باكية تفكر بأبيها الذي يقضي ليلته في السچن لأول مرة في حياته فكيف سيتحمل عذاب اقامته فيه وهو مريض بأرتفاع ضغط الډم والسكري معا ظلت لوقت متأخر تدعوا ربها كثيرا أن يحفظه ويمده بالصحة الجيدة لتحمل ما هو فيه من مشاق وأبتلاء عظيم احست بوالدتها وشقيقيها وهم يتناولون وجبة السحور واستمعت لحديثهم سويا وكأن شيئا لم يحدث فهم يتسامرون وكأن العائل الوحيد لهم يجلس بينهم ويشاركهم أحاديثهم ولم يقضئ ليلته بين اريع جدران مذلولا مقهورا ومظلوما نهضت من نومتها المؤلمة كألم روحها وحياتها بعدما جفاها النوم فقد كانت تشعر أنها تنام على كومة من الأشواك وليس فراشها الناعم توضأت وصلت ثم جلست تدعو الله أن يفك كرب أبيها وأن يظهر برائته ويخرجه مما هو فيه بسلام وبعد أن أنهت صلاتها فتحت مصحفها وجلست تقرأ به وغفت دون أن تدري على سجادة صلاتها لكنها نهضت من غفوتها على حلم أفزعها لذا اسرعت ترتدي ملابسها للخروج عندما لاح في الأفق خيوط الصباح تنير ليل الصائمين والقائمين تعلن بداية يوم جديد وسعي متجدد يأثم فيه الطالح وينهل فيه الصالح من حسنات ربه ليغتنم دنياه قبل أخرته حملت حقيبتها وخرجت من منزلهم وحيدة دون أن يعاونها أحد من عائلتها التي أصبح كل همها المال همت الخطى لشركة وليد حتى تعلم منه سبب اتهامه لابيها ظلما وبهتانا وعندما وصلت إلى هناك وجدت ابواب الشركة مازالت مغلقة فقد ذهبت مبكرا جدا عن ميعاد الدوام ولم تجد حل أمامها سوى الجلوس امام البوابة وانتظار وقت مجيئه.
جلس في محبسه بصبر على الأبتلاء الذي مسه ولم يكن له في حسبان أن تنتهي حياته وسيارته المهنية بل وسمعته بين الناس بتلك النهاية المؤلمة والمخجلة وهو الدي عاش حياته كلها يخشى الأقتراب من قرشا لا يملكه ويتحرى الدقة في كل تعملاته حتى لا يقع في محذور دون أن يعلم لكن القدر والنصيب كان لهما رأيا آخر وها هو يعاقب على دنائة وخسة غيره أنعزل عن بقية من يشاركون غرفة الإيقاف والذين جلسوا مجموعات منهم من يتسامر ومن من يسلي نفسه باللعب بأوراق الحظ ومنهم من جلس شاردا أما هو فانهى صلاته وأمسك بمصحفه الصغير الذي لا يفارقه أبدا وجلس يقرأ به في خشوع يتدبر أياته وبعد أن انتهى من قراءة ورده اغلقه وقبله واعاده لجيبه مرة اخرى ثم رفع يديه يدعو الله أن يظهر برائته مما نسب له وتهم به ظلما ألمه الشعور بالظلم فبكى ونزلت دموعه پقهر فالأول مرة بعمره كله يتهم بهذا الاتهام المشين الذي مس شرفه وبرغم كل المرارة التي جلبتها زوجته لحياته الإ انها اهون بكثير من احساس الظلم وطعم العلقم الذي يشعر بهما الأن فبعد أن عاش طوال حياته رمزا للأمانة والشرف يتهم بالسړقة هكذا ظلما وبهتانا في أرذل عمره فهو لو اراد المزيد من المال بدون تعب لكان استغل منصبه الحكومي وتربح من ورائه بالكثير بسهولة تامة ودون أن يتم معاقبته من احد لكنه ېخاف الله ولن تمتد يده لمليما حرام مهما اشتدت به الحوجة استغفر ربه وحمده على هذا المحڼة وراح يصبر نفسه بقول لعل الخير يكمن في هذا الابتلاء وكرجل واثق في عدل ربه أنه سيظهر الحق وسيرد الظلم عن كل المظلومين طمئن نفسه وأخذ الطعام الذي أرسله له حسام ووضعه أمامه وطلب من المتواجدين حوله مشاركته فمنهم من لبى طلبه وأقترب يأكل معه بعدما نهش الجوع أحشائه لم يتناول مختار سوى بضع لقيمات يقيمن طوله وشرب الماء ثم حمد ربه وأضجع على جانبه الأيمن يريح جسده من عناء اليوم بأكمله وسرعان ما غفى من شدة أحساسه بالوهن.