وقفت منيره

من مجميعه ٤ مطارح وصاله وصالون ومطبخ وعفشتين ميه شقة كبيرة ويرمح فيها الخيل وهجيب ليها الشبكة اللي هى تخترها وتشاور عليها بس منيرة محدش ياخدها غيري.
هز فهمي رأسه بتفكير 
تمام يا مختار انا موافق بس متشيلش نفسك اكتر من طاقتها اللي على قدك هاته ومتزنقش روحك واللي تحتاجوه بعد كدا ابقوا هاتوا بعدين.
أشار مختار له غير مصدق أنه أخيرا سيظفر بحب حياته
دا انا هجيب ليها الحلو كله دا انا بحوش لليوم دا من زمان والحمدلله مهيتي كبيرة دا غير ما بيدخلي 30 جنيه اجارات من البيت اللي ورثه عن المرحوم ابويا متقلقش الجيب عمران وخير ربنا كتير والحمدلله.

بداخل حجرتها ظلت منيرة تبكي وتلطم وجهها پقهر على ما أصابها بين ليلة وضحاها فقد استمعت لكل كلمة نطقوا بها فهي لا تحب مختار ولا تريده زوجا لها فمهما فعل ومهما امتلك سيظل فقير بالنسبة لها ولن يستطيع تلبية أحلامها معه هى تريد زوج ثري يحقق لها جميع متطلباتها من رغد العيش وذلك الحقېر نجيب بجانب وسامته التي سلبتها عقلها قد اوهمها أنه ثري ويمتلك عقار يقدر بثلاثة مليون جنيه وظنت أنه الوحيد القادر على إخراجها من ذلك المستنقع الذي تحيا فيه من وجهة نظرها فقد ظل يروى لها اكذوبة من أكاذيبه التي أعتاد أن يوقع بها السذج من الفتيات مثلها وهى أن له ارث من جده لوالده وهو عبارة منزل قديم له وحده يقع في بقعة سكنية مميزة يقدر ثمنه حاليا بثلاثة ملايين جنيه لكن وزارة الأوقاف تستحوذ عليه بعقد ايجار قديم قيمته الشهرية قليلة جدا ثلاثة جنيهات فقط وأخبرها أنه تقدم بطلب للمحكمة منذ فترة يطالبها بأخراج وزارة الأوقاف منه وانهاء عقدهم لكي ينتفع هو منه وأقنعها انه لم يتبقى سوا القليل فقط حتى يصدر حكم من المحكمة لصالحه.
انتزعت نرمين والدتها من التعمق والغوص في أمواج من رحلة ذكرياتها التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عاما فا نرمين تكون الأبنة الصغرى ل منيرة من زوجها مختار بدخولها غرفتها بعد أن طرقت الباب عدة مرات.
طالعت نرمين والدتها بمكر وخبث 
ماما النهاردة فرح اخت صحبتي روان زي ما أنت عارفة وقولت لعادل يوصلني مرديش فا ممكن تخليه يوصلني ويبقى يرجع ياخدني بليز لانه مبيسمعش غير كلامك أنت بس.
ابتسمت لها منيرة وهى تهز رأسها 
طبعا يا قلب أمك هخليه يروح معاك يوصلك ويبقى يجيبك كمان إمال الفستان أبو الف جنيه اللي جبناه من اسبوع لزمته أيه لو مروحتيش بيه النهاردة بس انا عوزاكي تبقي فلة على سنجة عشرة وتدلعي وتتمايلي بخفة كدا وكدا فاهمة يا بت انا عايز كل الشباب في الفرح يتهبلوا عليكي عايزة طابور عرسان بس مش أي حد عرسان التعبان في حياته لأ ركزيلي على الأغنية بس عايزه عريس غني ومريش كدا ينغنغنا معاه بدل الدكتور المنيل جوز أختك غادة اللي كنت فاكره أنه يما هنا يما هناك طلع بخيل چلدة وبدل ما يدينا جه حمل الجمل بما حمل وشال ومشي جته نيلة تنيلة البعيد.
جلست نرمين بجانبها تتمايل بغنج 
حاضر يا مامتي انا هسمع كلامك وهعملك كل اللي تقولي عليه وهولع الفرح وهجننهم واخليهم يجروا ورايا وأن شاء الله أوقعلك المرادي عريس مريش على الأخر مش زي العريس اللي جه أخر مرة.
ثم نهضت من جوارها وقبلتها بوجنتها وهى تمد يدها لها 
بس إيدك بقى على ميتين جنيه عشان أنزل للميكاب أرتيست اللي جنب بيتنا تحت تظبطني على معاد الفرح ومتأخرنيش هنا واروح بدري وألحق اعمل كل حاجة تلفت النظر ليا زي ما قولت ليا ودلوقتي نادي لعادل يعمل حسابه ويجهز هو كمان.
أشارت بيدها لها بقلة حيلة ثم امدتها داخل صدرها وأخرجت النقود منه وسحبت منهم ورقة نقدية فئة ال مائتى جنيه وأعطتها لها
خدي يا حبيبتي بس خفي عليا شوية أصلك بقيتي سوسة فلوس ومشطباني أول بأول.
أخذتها منها وجرت لخارج الغرفة مسرعة
متقوليش كدا يا مامتي دا بردو جيب السبع ميخلاش ربنا يخليك ليا يا حبيبتي.
ثم خرجت وأغلقت عليها الباب لتعود منيرة مرة أخرى لشرودها في أيام ولت أعتبرتها هى اتعس أيام حياتها لأنها جمعتها بذلك الفقير الذي مقتته أكثر من ذي قبل لأنه عجز عن تحقيق ابسط 
وهو أمتلاك سيارة.
رواية هذا جناه أبي بقلم سماح سماحه 
انحنت منيرة على قدم والدتها تقبلها وهى تتوسل لها وتتذللها مع اصطناعها البكاء بحسرة وندم على ما فعلت وأنصياعها وراء شيطانها وتتلفظت بكل كلمات الأسف والندم وأبدت خجلها مما فعلت وتوبتها عنه على والدتها ترأف بحالها وتنهي تلك الزيجة المشؤمة والتي تكرهها بشدة لكرهها لفقر مختار لكن شفيقة ظلت صلبة كحجر صوان لا يلين لها وحجرت قلبها وأغلقت بابه في وجهها وتركت عقلها هو المتحكم كي لا تخضع أمام مظهرها البائس والذي يحزنها