وقفت منيره

پغضب ظهر أثره في عينيها فابنتها جلبت لهما العاړ ونكست رأسهما أرضا ولا تستطيع البوح بما فعلت حتى لا تلوك الألسن سيرتها وتوصم بالعاړ وسوء الخلق وتبقى طوال حياتها سيئة السمعة وبلا زواج.
سيطر فهمي على غضبه
أصلها خرجت من غير أذني وراحت السينما مع صحابها وانا كنت منبه عليها متمشيش معهم لأن سمعتهم مش ولابد وكمان مكتفتش بكدا لقيتها واقفة في البلكونة قصاد الواد أبن جيرنا بشعرها.
احتدت ملامح مختار بريبة 
معلش يعني وهو ده بردو سبب يخليكوا تعملوا اللي عملتوه دا كله فيها لأ فعلا حرام عليكم بجد هى ما أجرمتش يعني بنت ونفسها تروح السينما مع صحابها عادي هى غلطها أنها راحت من غير ما تستأذن وبعدين مين قالك أنها كانت واقفة قدام أبن الحيران مش يمكن العكس.

نظر له فهمي ثم هز رأسه بقلة حيلة
اسكت يا مختار أنت مش عارف حاجة اصل انا منبه عليها بدل المرة مية أنها متقفش في البلكونة دي بس هى مفيهاش فايدة وكمان انا قولت ليها متروحيش مع صحابك وانا هوديك السينما بنفسي بس أزاي تسمع الكلمة فكان لازم تنضرب عشان تتأدب و تسمع الكلام وتبطل تعند معايا عشان المرة الجاية ميبقاش غلطها أكبر وتفضحنا في الحتة.
أشار مختار بنفاذ صبر
لأ انا مش معاك فده يا فهمي خلي الكلام ده على حد تاني أنما منيرة دي متربية كويس وزينة البنات كلها وتشرف اي حد.
هز فهمي رأسه بسخرية وصمت فهذا كان معتقده بشقيقته أيضا إلى أن ارتاب في شأنها لكثرة صعودها لأعلى منزلهم بحجة اطعام الدجاج وهى قبلا كانت تكره ذلك بشدة ولا تطيع والدتها حين تطلب منها ذلك وعند مراقبته لها اكتشف فاجعته فيها التي جعلته يمقتها ويمقت فعلتها الخسيسة.
استعادت شفيقة هدوئها مؤقتا حتى لا يفتضح أمر ابنتها أمام مختار وهى تعلم جيدا مدى حبه لها فهو يعشقها وطلب الارتباط بها اكثر من مرة لكن منيرة رفضت طلبه بحجة أنها لا تراه الإ كشقيق مثله مثل فهمي لكن بعد ما حدث عليها أن تسرع من إنهاء هذا الزواج قبل أن تشيع الفضائح في منطقتهم وخوفا من أن علم بها مختار ربما يتراجع عن طلبه للزواج منها وحينها سيقتلها أبنها بدون تردد فهو رجلا حر لن يقبل أن يخوض أحد في عرضه.
نجحت شفيقة برسم ابتسامة بسيطة على محياها ثم أشارت ل مختار بالأقتراب ومجاورتها على الأريكة
تعالى أقعد جاري هنا يا مختار ومتأخذناش يا حبيبي على اللي حصل ربنا يسامحها منيرة بقى لو تسمع كلمتنا من غير مناهدة مكنش جرالها ده كله.
جلس مختار بجوارها حيث أشارت له 
ولا يهمك يا عمتي بس عشان خاطري محدش فيكم عاد يزعل منيرة تاني دي لسه صغيرة وجميلة ومن حقها تدلع عليكم.
أمأت عمته وهى تربت على قدمه بحنو
حاضر يا حبيبي عشان خاطرك انت بس كلامك يمشي علينا.
أقترب فهمي پغضب وهو يجلس امامها على المقعد
ايه اللي بتقوليه ده يا أمي دا انا لازم اكسر ليها رأسها وضلوعها كمان لو فكرت تكرر اللي عملته تاني وعلى فكرة بقى البت دي لازم تتجوز وانا هوافق على العريس المتقدم ليها وهجوزه ليها ڠصب عنها.
ضجت الفرحة بداخل شفيقة بعدما أتتها الفرصة على طبق من ذهب لكي تجعل مختار يعيد طلبه مرة أخرى فبدأت في مسايرة ابنها حتى تثير خفيظته
عريس مين يا فهمي ومقولتليش ليه قبل كدا
احتقن وجه مختار بحزن فحبه ل منيرة تخطى الحدود ولن يترك أحد غيره يفوز بمحبوبته مهما كلفه الأمر فصمت وانصت لهم حتى يعلم كل شئ عن ذلك الخاطب الذي لو طالته يداه الأن لاقتلعت عنقه من جذوره.
واصل فهمي حديثه
شوقي أبن عمي محروس البقال لسه مكلمني ليلة أمبارح وانا كنت بفكر في الموضوع الأول بس خلاص انا قررت أوافق وهجوزهاله.
دبت شفيقة على صدرها بحزن
يا نادمتي ودا اسمه كلام بردو يا فهمي بقى منيرة زينة بنات الحارة تتجوز شوقي أبن محروس البقال حرام عليك يا ابني دا مهما كان جاهل ومكملش علامه أنما منيرة أسم النبي حارسها وصاينها في البكالوريا.
نظر فهمي لأمه پغضب ونهى الأمر بحدة 
أمى انا قولت كلمتي هتتجوزه يعني هتتجوزه وخلاص أنتهى وخلص اي كلام في الموضوع ده.
أعترضت شفيقة پغضب على ما قرره ثم أدارت وجهها للناحية الأخرى تغمز له بأحدى عينيها كي لا يراها مختار 
وانا قولت لأ وان كان ولابد من جوازها يبقى ابن خالها أولى بيها وهو بيحبها ورايدها من زمان قولت ايه يا مختار.
وكأن الله قد استجاب لدعائه في ليلة القدر وجعلها من نصيبه فدبت الفرحة بداخله جعلته يهلهل بسعادة غامرة 
هه بتتكلمي بجد ايوه يا عمتي أنت عارفة أن دا يوم المنى بالنسبالي.
ثم وجه حديثه ل فهمي
وانا يا فهمي مستعد اتمم جوازي منها في خلال شهر واحد وأقل كمان انا شقتي في بيت أبويا مفروشة وجاهزه