وقفت منيره
ومستهلش اكون اخ ليك انت انقى واطهر مننا كلنا انت ملاك مكنش مفروض ينزل على الأرض عشان جمالك الداخلي ميتشوهش بافعال البشر الأنانية.
تجرعت ريقها بمرارة بعد أن عجزت حبس دموعها هى الأخرى.
لا يا حسام متقولش كدا أنت مخذلتنيش بالعكس أنت وقفت جنبي الوقفة اللي أخويا موقفهاش وبعدين انا زيي زي أي حد فيكم مش ملاك ولا حاجة انت بس اللي مديني اكبر من حجمي وبعدين متاخدنيش في دوقة وقولي فرحك أمتى
يوم الجمعة الجاية.
أومأت له مكة بابتسامة وهى تزيل عبراتها من عينيها بكفي يدها ثم نظرت له.
ألف مبروك يا خويا ربنا يتمملك بخير أن شاء الله وربنا يجعله زواج مبارك ويرزقك منه بالخلف الصالح بأذن الله
رواية هذا جناه أبي بقلم سماح سماحه
رجعت مكة لمحبسها تغشى عينيها الدموع فصعبت عليها الرؤية في طريق العودة حتى كادت تقع اكثر من مرة لولا مساندة عطيات لها دخلت مڼهارة في البكاء مستندة على اعمدة الاسرة حتى وصلت لفراشها ارتمت عليه تنتحب بشدة فالتف حولها كثيرات ممن يحبونها ليروا ما اصابها جعلها تبكي بهذا الشكل المحزن لكن فلفة عرفت أن ما بها اكبر من ان يحكى حاليا لذا سارعت تفرق لمتهم حتى تعطيها المساحة الخاصة بها لكي تخرج ما بداخلها من عذاب دون الضغط من أحداهن عليها لتبوح لهن بمكنون ألما الذي ذبحها وتركها تعاني ويلات خذلان جديد جلست فلفة بجوارها بعد أن دثرتها جيدا ثم بدأت في قراءة بعض آيات القرآن الكريم التي حفظتها لها مكة سابقا وكأن الله ارسلها لها في هذا الوقت كي تربت على چروحها فتضمدها بعفويتها البسيطة وكان في ترديدها كلمات الله مفعول السحر فبدأت تغفو وتذهب بخيالها لحياة أخرى لا يوجد بها كره أوحقد أو أنانية حياة يحب الجميع بعضهم بعضا فيها فطالعها وجهه الحبيب الذي أضنى غيابه روحها لتذهب أوجاعها فور رؤيته
أخذها مختار يضمها لصدره بقوة.
وانت كمان وحشتيني قوي يا روح بابا وقلبه.
طالعته مكة بحزن تعتب عليه فراقه لها.
سبتني ومشيت ليه يا بابا انا وحيدة من بعدك حتى حسام سابني هو كمان.
أومأ لها مختار بحزن.
منا عارف يا حبيبتي وحاسس بيك وعشان كدا انا جيت عشان اخدك معايا لأن هنا مش مكانك.
بجد هتاخدني اعيش معاك يا بابا
أومأ لها مختار برفق.
أيوه مش هسيبك لوحدك تاني يا حبيبتي يلا بينا.
تمسكت مكة بيده بفرحة وسعادة كبيرة.
طيب يلا بينا يا حبيبي بسرعة.
فأشار لسيارة تواجدت أمامها فجأة.
تعالي نركب العربية دي ونمشي بيها.
فمشيت خلفه وهى سعيدة بذهابها معه وجاءت لتصعد بالسيارة لكنها توقفت وألتفتت تنظر لصاحب الصوت الذي يناديها من خلفها بصوت عذب لتجد شاب ملامحه غير واضحة يمد يده لها مبتسما بعذوب
دققت مكة النظر فيه بحيرة لكن ملامحه مازالت غير واضحة لها.
أنت بتناديني انا وبعدين أنت معرفكش
أومأ لها الشاب بابتسامة رقيقة.
طبعا يا حبيبتي بناديلك أنت دا انا بدور عليكي من زمان وما صدقت لقيتك تعالي معايا يلا.
هزت مكة رأسها برفض.
لأ انا مش جاية معاك انا راحة مع بابا انا ما صدقت لقيته اصلا.
بس انا محتاجك وبدور عليك من زمان ولما الاقيك أخيرا عايزه تسبيني وتمشي.
نظرت له مكة بعدما أتضحت ملامحه لها.
بس انا معرفكش انت مين وعايز مني ايه
أومأ لها الشاب مبتسما.
انا الماضي يا مكة انا الذكرى اللي هتفضل عايشه جواك انا القدر اللي ربنا كتبه ليك.
هزت مكة رأسها بضيق ولم تستجيب لمحولته منعها الذهاب مع أبيها الحبيب واستدارت تنظر له حتى تصعد معه السيارة لكنها لم تجده بجوارها فحزنت ثم راحت تلقي باللوم عليه.
زفر الشاب بابتسامة بريئة.
هتروحي معاه بس لسه معادك مجاش يا حبيبتي عشان لسه قصتنا مع بعض مبدأتش استنيني يا مكة.
أشاحت مكة يديها پغضب.
انت مين وعايز مني ايه وليه أنت اللي عايزني ما كلهم سابوني
أومأ لها الشاب برفق.
لأن انا بحبك بجد ومحتاجك جنبي استنيني واستني الذكرى اللي طواها النسيان.
ابتعدا الشاب عنها وآصبح صوته متلاشيا وعندما حاولت الجري خلفه للمسه بيديها وجدته كسراب تلاشى كذرات تراب في يوم عاصف. فظلت تردد دون جدوى.
انت مين حرام عليك وعايز مني أيه
انتفضت مكة من نومها تنظر حولها بتيه لتجد نفسها كانت نائمة وتحلم هزت رأسها بحزن ثم رفعت يديها