الأربعاء 27 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 54 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


تجفف حبات العرق الباردة التي تجمعت على جبينها وهى تحدث نفسها بحزن.
ربنا يسامحك كنت سبتني اروح مع بابا ليه وقفتني بس ويا ترى أنت مين انا عمري ما شوفتك قبل كدا.
ثم نظرت حولها مجددا مندهشة من سكون المكان لتجد الجميع نيام يغطون في سبات عميق والضوء في الغرفة يكاد يضيئ امسكت ساعتها ودققت النظر بها لتعلم كم الوقت فوجدت أن الليل انتصف منذ نصف ساعة نهضت من فراشها ببطئ ثم ذهبت وتوضأت ووقفت على مصلها بجوار فراشها تصلي القيام وتدعو الله في كل صلاة أن يريح قلبها ويرحم اباها ثم جلست بعد أن انتهت تقرأ في مصحفها حتى يحين وقت صلاة الفجر.

جلست على اريكتها قرب النافذة تنظر منها للسماء تناجي ربها وتشكو إليه ضعفها وقلة حيلتها نزلت دموعها پقهر وهى تتذكر تغير زوجها وحدة طباعه عليها ورجوعه للمنزل متأخر على غير عادته ثم تذكرت تلك الرائحة المميزة للعطر النسائي التي باتت ملازمة له وفي كل مرة تسأله عن سبب وجود تلك الرائحة على ملابسه يتحجج لها باعذار واهية لا تقنع حتى طفل صغير تشجعت وذهبت لابنها ياسين ببيته فهو متزوج منذ شهور قليلة وقصت له ظنونها حول افعال والده مؤخرا وخۏفها من أن يكون قد تزوج عليها بأخرى أو يكون قد تورط في مصېبة ما لكن ياسين نفى لها ظنونها وحاول اقناعها أن والده لا يمكنه الزواج بأخرى لأنه يحبها ولن يضحي بحبها مهما كانت المغريات ولن يضر بسمعته في أواخر عمره لكن احساس المرأة بداخلها ينبأها أن هناك من تستحوذ على عقله وتفكيره فهو بات يعيش معها جسدا بلا روح.
احسان يا احسان انت يا احسان روحتي فين
دخل الغرفة وهو يصيح مناديا عليها فوجدها شاردة تنظر لأعلى والغرفة تكاد تكون مظلمة الأ من ضوء القمر الذي دخل يكشف عن تلك الفاتنة التي جلست بقميصها الحريري تنظر للقمر وكأنه عاشق لا تمل النظر له وبرغم تقدمها بالعمر الا انها مازالت قادرة على اغرائه بأقل الافعال ورغما عنه وجد نفسه يقارن بينها وبين منيرة فهز رأسه بسخرية فليس هناك مجال للمقارنة حتى فهى اشبه بالمقارنة بين ملاك وشيطان 
أيه يا قلبي بټعيطي ليه
لم تجبه وظل صوت نحيبها يعلو دون توقف ولم تهدأ محاولات ها في أبتعاده عنها فاحس نجيب انها كشفت امره خاصة بعد حديث ياسين له واخباره بخۏفها من أن يكون قد تزوج عليها فحاول التودد لها اكثر حتى يجعلها تظن أن اوهامها لا اساس لها من الصحة فهو لن يجازف بخسارتها مهما كانت الاسباب فهى حب حياته ولن يستطيع أن يحيا بدونها مهما اختلف معها في افعاله وتفكيره اقترب اكثر منها متحسسا عنقها بشفتيه هامسا في أذنها بأعذب كلمات الغزل حتى جعلها كا قطعة العجين اللينة بين يديه وعلى صوت ضحكته الساخرة بداخله وهو يهنئ نفسه على ذكائه في جعلها تخضع له كعادتها معه فور لمسه لنقاط ضعفها الذي يحفظها عن ظهر قلب وظن أنه محى ظنونها ناحيته وجعلها تذهب بلا عودة لكنها كانت اذكى منه وتركت نفسها له لكي يعتقد أنه تغلب عليها كعادته معها فهى فطنت الدرس وتعلمته جيدا فلن تظل الساذجة الذي يضحك عليها بمعسول كلامه بل ستجعله يظن أنه انتصر عليها كما يفعل دائما ثم ستفاجئه بانقلاب الوضع وتضعه هو في موضع المغلوب على أمره لكن ينقصها الدليل وعندما تتحصل عليه لن تتهاون معه وستنفيه خارج حياتها بلا رجعة.
انحنى حسام يقبل يد والدته فاليوم يوم زفافه ويريد مباركتها عليه ورضاها عنه حتى ييسر الله أموره وتذهب معه ففرحته لن تكتمل بغير وجودها معه.
لسه مصرة ما تجيش فرحي يا ماما معقولة هتحرميني من وجودك معايا في أهم يوم في حياتي
بكت سعدية وهى تهز رأسها بنفي فقلبها لم يطاوعها فيما إنتوت عليه.
كنت ناوية مجيش بس قلبي مش مطاوعني محضرش فرحك يا قلب أمك وبرغم حزني وزعلي على مكة واللي حصلها بس مكنتش عايزه غيرها تكون مراتك كان نفسي تستناها عشان هى دي اللي كانت هتصونك بجد يا حسام.
اطرق حسام رأسه ارضا بقلة حيلة وحزن.
يا ماما انا قولتلك قبل كدا مينفعش بعد اللي حصل انا أكتر واحد هينضر مش هى واحد في وضعي ومركزي ومراتي كانت مسجونة في قضية اختلاس صدقيني وضعي كان هيبقى صعب ومحرج قوي لأن الناس هتصدق وتفضل تنهش فينا أحنا الأتنين.
نظرت له سعدية بحدة.
أوعى تكون مصدق أن مكة ولا حتى مختار الله يرحمه يكونوا عملوها انا قولتها قبل كدا وهفضل أقولها أن
 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 81 صفحات