وقفت منيره
فمهما أعطاها لم ترضى ومهما أهداها لا تقنع وتراه قليلا وبرغم حبه لها وصبره عليها الإ أنها دائمة الشكوى والنفور منه ولم تعطه يوما حقوقه الشرعية سوى بمقابل حتى أرهقته واسټنزفت قواه وبدلا من تأديبها وتقويم أعواججها رضخ لتحكمها لأنه يحبها ومسلوب الأرادة أمامها فهو لا يرى غيرها أمرأة تجذبه لها مثلها فهى كانت جميلة حد الفتنة وكأنه وصم بلعڼة حبها عندما رأها تكبر أمام عينيه وتزداد جمالا كل يوم عن سابقه وبقت على وضعها تشكوه كثيرا هنا وهناك كي تكسب تعاطف عائلتها وتستعطفهم حتى يوافقوا على طلقها منه لكن مختار في كل مرة كانت تطلب منه الطلاق كان يسارع لوهبها شيء جديد مما يملك يجعلها تتراجع مؤقتا عن الفكرة وأصبحت مثال حي للطمع والأنانية وحب النفس نصحتها والدتها كثيرا كي تحذر من أن يعلم فهمي ما تفعله حتى لا تثير غضبه وسخطه عليها لكنها كانت لا تبالي لأمره خاصة بعد أن جعلت من زوجها خاضع لكل أوامرها وزادت في تحجير قلبها فهى لم تعد تخاف من شقيقها بعد أن نجحت في السيطرة على مختار واستغلت حبه الشديد لها وجعلته كالحلقة في أصباعها لا يرى غيرها ولا يسمع الأ رأيها وارغمته على كتابة منزله الذي ورثه عن والده بأسمها في احدى المرات التي كانت تهدده بطلب الطلاق واخذ أطفاله والرحيل لوجهة مجهولة وبعد زواج دام لما يقارب من الثلاثون عام مازالت على طباعها بل زاد عندها حبها للمال الذي في سبيله ستضحي حتى بفلذات اكبادها أن اضطرت لذلك وبرغم من نعمة الولد التي رزقها الله لها من زوجها فقد وهبهما ثلاث فتيات وولد كانوا قرة عين أبيهم يحبهم ويلبي لهم جميع متطلباتهم أكبر أبنائه هى غادة أنهت تعليمها في كلية الطب وتزوجت من طبيب مثلها وهاجرت معه إلى السعودية بعد عام من زواجهما وقد رزقها الله بطفلة جميلة منه وثاني أبنائه هو عادل في الفرقة الخامسة من كلية الطب أيضا ومتفوق في دراسته ويحلم بأمتلاك مشفاه الخاص وبحفر أسمه في مجاله كي يكون علم من أعلام الطب في مصر بل وفي العالم كله أما ثالث أبنائه هى مكة في الفرقة الثانية من كلية التجارة فتاة بسيطة تحب والدها كثيرا وتشفق عليه مما تفعله به والدتها واما أخر أبنائه هى نرمين في الثانوية العامة فتاة مدللة من والدتها كثيرا لا يهمها سوى شراء الملابس والخروج والتنزه مع اصدقائها هنا وهناك وتنفيذ وصايا والدتها في أصطياد أحد الأثرياء للزواج منها وأخراج والدتها من بؤرة الفقر التي وضعت بها رغما عنها وبرغم النعم الكثيرة التي انعم بها الله على منيرة من زوج محب مخلص ووفي لها واولاد اصحاء متفوقين دراسيا الإ أنها لا تزال ناقمة وكارهه لولدتها المتوفاة وشقيقها اللذان اجبراها على تلك الزيجة التي لم تشبع وتسمن رغابتها الدنيئة ومتطلباتها الغير محدودة