وقفت منيره
بعد أن تتأكد من تناول والدها طعامه ودوائه خرجت من غرفتها وجدت أبيها يخرج أيضا من غرفته مرتديا ملابس الخروج وخلفه والدتها تعطية قائمة مشترياتها التي لا تنتهي كعادتها كل صباح.
ألقت مكة تحية الصباح عليهما.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الخير يا بابا صباح الخير يا ماما.
ابتسم لها مختار بحب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته صباحك خير ونادي يا قلب أبوك.
ادعت منيرة الضيق من تدليله لها.
ايوه يا خويا أفضل أنفخ فيها لغاية لما محدش هيعرف يكلمها بعد كدا.
أنزلت مكة رأسها بحزن.
ليه بس يا حبيبتي انا كنت عملت حاجة زعلت حضرتك مني دا انا بحبك والله.
بت أنت غوري من وشي مش عايزة اشوفك قدامي اصل لما بشوفك بتعصب وانا مش طايقه نفسي السعادي.
اشار له مختار بحدة.
في أيه منيرة هى عملتلك أيه لده كله.
ثم أشار لها محذرا من تماديها في الأساءة إلى فلذة كبده التي يعشقها لطيبتها وحنوها عليه.
شوفي انا بحذرك كله الإ مكة أنت فاهمة كلكم في كفة وهى لوحدها في كفة تانية وبعدين هى عملتلك ايه زعلك كدا عشان كل ما تشوفيها تسمي في بدنها وتقطمي فيها كدا
منيرة بصړاخ سمعه القاصي والداني.
مختااااار متعصبنيش بكلامك المتخلف زيك وبعدين عايز تعرف عملت ايه انا بقى بقيت بكرهها من يوم لما راحت حبت أبن فهمي واتخطبت له وزاد كرهي ليها لما مرضيتش تدخل طب زي اخواتها انا مقهورة منها بقى العيال ولاد ولاد اعمامي كلهم اللي في طب واللي في صيدلة واللي في هندسة مفيهمش واحد داخل كلية عرة غير مقصوفة الرقبة دي اللي هتخلي سعدية مرات فهمي تشمت فيا وتمسك عليا ذلة انا هتجنن طب ليه مدخلتش وهى كانت جايبه مجموع كبير واكتر من اخواتها كمان ليه تدي واحدة زي سعدية فرصة تعيرني بيها.
لا حول ولا قوة إلا بالله هى سعدية كلمتك ولا قالتلك حاجة حطاها في دماغك ليه وبعدين لو هى وحشة قوي كدا زي ما بتقولي كدا كانت وافقة على خطوبة حسام ابنها من مكة اتقي الله يا منيرة ومتظلمهاش سعدية طيبة وبتحب عيالك ولا يمكن تشمت فيهم أبدا.
أحتدت منيرة پغضب أحرق مختار خوفا منها لدرجة جعلته يندم على تلفظه بكلمة.
يعني انا كدابة وبفتري على زفتة مرات الزفت اللي مبكرهش حد في حياتي قدهم بقولك أيه فوق كدا وقولي مالك في أيه بقالك فترة من يوم ما قروا فتحت بنتك وأنت مش مظبوط في ايه بينك وبينها يخليك تدافع عنها كدا
أه تلاقيك مستغفلني وماشي معاها في الحړام طيب اشبع بيها طالما هى نجحت في أنها تفسدك عليا والله منا قعدالك فيها وابقى ربيهم انت بمعرفتك بقى يا بتاع سعدية.
ذهل مختار من أتهامها الباطل في حقه وحق تلك السيدة الخلوقة ولكنه بدل من ضربها وتأديبها على رميه بالباطل بتلك التهمة الشنعاء صمت وسلم أمره لله لأنه يعلم أن لو جادلها أكثر ستزداد في صړاخها وتسمع بهم جيرانهم وستصبح سيرتهم في فم القريب والبعيد لذا ذهب ناحيتها وقبل رأسها وهو يرجوها بأخفاض نبرة صوتها وبالبقاء في المنزل.
صاحت منيرة بحدة.
قولتلك قبل كدا متراجعنيش في حاجة أقولها انا ما بفتريش على حد انا فاهمة كل واحد على حقيقته فاهم.
هز مختار رأسه بيأس من تعنتها.
عندك حق يا منيرة انا محقوق ليكي وغلطان كمان خلاص كدا رضيتي يا ستي
منيرة وهى تتوجه لغرفتها.
جتوا القرف لما يقرفكم زي ما قرفتوني وتعبتولي أعصابي واعمل حسابك الطلبات اللي قولت عليها تيجبها كلها وانت جاي من شغلك وألا مش هيحصلك طيب فاهم.
مختار حاضر يا حبيبتي فاهم وخدت الورقة معايا عشان منساش حاجة كمان انت راحه فين مش هتفطري معايا
منيرة بنزق
لأ أنا راحه اكمل نومي سديتوا نفسي عن كل حاجة داهية تسد نفسكم عن الحياة عيلة فقر بصحيح.
ثم أغلقت الباب بقوة خلفها ولم تعيرهم اهتماما هزت مكة رأسها بحزن من سلبية أبيها وخنوعه لذل والدتها فيه ولكنها بقيت صامتة حتى لا تتلفظ بكلمة ټجرح مشاعره وتزيد من استيائه ولكنها ودت لو وقف في وجهها ولو لمرة واحدة في حياته حتى لا تتمدا أكثر في أهانته وأذلاله وبالرغم مما يعتمل بنفسها من ضيق وحزن لأجله الإ أنها ظلت صامتة ومدت يدها تمسد على ذراعه