وقفت منيره
برفق.
معلشي يا بابا متزعلش نفسك هى ماما عادتها كدا ولا هتشتريها روق بالك وتعالى افطر معايا يلا.
مختار بابتسامة حانية.
أنت الوحيدة اللي بتهوني عليا قسۏة الحياة اللي بتسببها أمك وأخواتك يا جنة ابوكي.
مكة بابتسامة حانية يشربها الحزن.
حبيبي ربنا يخليك ليا وتفضل ديما تاج على راسي وتفضل تقولي جنة أبوكي بحبها قوي منك يا بابا.
ربت مختار على وجهها بحنو ثم أخذها في أحضانه.
هفضل أقولها طول منا عايش عارفه ليه عشان أنت فعلا جنتي في الأرض يا مكة انت الحاجة الحلوة اللي في حياتي كلها.
ثم ابتعد قليلا عنها وأشار لها بالجلوس ومشاركه الطعام وما أن شرعا في تناوله حتى وجدا عادل يخرج عليهما عابث الوجه يشير لوالده بنزق بعد أن جلس يأكل معهما.
هزت مكة رأسها بحزن من طريقة شقيقها في معاملته السيئة لوالدهم.
طيب براحة وعلى مهلك يا عادل وصبح على بابا الأول وبعد كدا اطلب اللي أنت عايزه.
نظر لها عادل بضيق.
وأنت مالك يا باردة أنت مش كفاية أنت صبحتي عليه وبعد كدا خليكي في حالك يا فالحة.
أحتد مختار عليه لتحدثه بتلك الطريقة المشينة لشقيقته.
ولد كلم أختك باسلوب كويس ومتنساش أني قاعد وسطيكم وهى مغلطتش فيك عشان تغلط فيها وحتى لو غلطت متردش عليها قدامي لأن انا موجود وأقدر أوقف الغلطان عند حده وبعدين هى عندها حق قول صباح الخير الأول وبعد كدا اطلب اللي أنت عايزه.
أهو شوفت عملت اللي هى عايزاه وقلبتك عليا الغلاوية الحقودة دي عشان متدنيش فلوس.
هز مختار رأسه بيأس.
تصدق بالله أنت بني أدم معندك ډم ازاي تقول على اختك كدا هى كانت عملت ليك أيه..
نظر لها عادل بأشمئزاز وتعالي.
عشان هى بتحقد عليا لأن انا أحسن منها لأني هبقى دكتور وهى لأ.
أتسعت عين مكة بزهول وحزن من أتهام أخيها الباطل لها ثم هزت رأسها وهى تنفي أتهامه لها انا عمري ما حقدت عليك بالعكس انا بتمنالك النجاح والتوفيق لأنك لما تبقى دكتور ناجح هتشرفني يا عادل ولو انا عايزه ابقى دكتورة كنت دخلت طب والحمدلله مجموعي في الثانوية كان يأهلني أني أدخلها بس انا مش عايزة والحمدلله انا عمري في حياتي ما کرهت الخير لحد من إخواتي بالعكس انا بتمنى اشوفكم احسن ناس في الدنيا حقيقي ربنا يسامحك على اتهامك ليا.
قڈف مختار المال في وجهه حتى يخرصه من التمادي في تجريح شقيقته اخرس يا قليل الادب وكفاية بقى وخد الفلوس وغور من هنا يلا وأياك توجه كلمة تانية لأختك لأن جزمتها برقبتك.
أخذ عادل المال ثم غادر وهو ينظر لشقيقته بأذدراء جعلها تشفق على حالها وټندم لعدم دخولها لكلية الطب حتى تثبت له هو ووالدتها أنها ندا للدراسة بها فأنزلت رأسها أرضا في محاولة منها لكبح عبراتها فحزن مختار لأجلها.
أمأت مكة له بحزن انا مش زعلانه يا بابا ومتشلش همي كفاية عليك اللي أنت فيه انا بخير صدقني.
أمأ لها مختار بحنو وهو يربت على وجهها يا حبيبتي يا بنتي يا أطيب خلق الله ربنا يخليك ليا ويجبر بخاطرك يا قلبي منين ما تروحي.
ثم اشار لها كي تكمل تناول طعامها.
طيب عشان خاطري انا اقعدي كملي أكلك لأنك لو مكلتيش مش هاكل انا كمان.
جلست مكة حتى لا تزيد أستيائه أكثر من ذلك وأكملت طعامها ثم تناولت حقيبة الدواء من جوارها وأخرجت جرعته وامدت يدها له بها مع كوب ماء.
أتفضل يا بابا الدوا بتاعك اللي بعد الأكل.
أخذه مختار منها ووضعه في فمه يبتلعه وبعده تجرع من كوب الماء ثم نهض من جلسته.
طيب انا نازل لشغلي دلوقتي يا حبيبتي عايزه حاجة قبل ما انزل
هزت مكة رأسها بنفي.
لا يا حبيبي سلامتك انا هلم السفرة وانزل وراك على طول اروح كليتي.
اتجه مختار ناحية الباب مغادرا.
ماشي يا جنتي همشي انا عشان متأخر لا اله إلا الله.
أتسعت ابتسامة مكة بحب لتوديعه لها بأحب الكلمات لقلبها ثم ردت عليه بسعادة.
محمد رسول الله مع السلامة يا أطيب أب وإحن قلب.
رواية هذا جناه أبي بقلم سماح سماحه
بعدما أنتهت مكة من تلقي محاضرتها اسرعت بالتوجه إلى مقر عمل ابيها كعادتها اليومية معه منذ أن بدأت في دراستها الجامعية نزلت من الحافلة العامة على ناصية الشارع المتواجد به الشركة وقطعته ماشيا حتى وصلت أمامها دخلت من البوابة الرئيسية لها وألقت السلام على حارسها المسن قليلا وهى تبتسم له بحب فهو رجل بسيط يشبه والدها في طيبته ذو بسمة راضية ولسان يقطر بالحمد والشكر لله في كل وقت اقتربت منه والقت عليه التحية بابتسامتها العذبة.
السلام عليكم أزيك يا عم حسن عامل ايه النهاردة.
بادلها العم حسن الابتسامة وهو يومئ لها ويقبل جهتي كفه اليمني برضا.
وعليكم السلام يا مكة الحمدلله بخير وفي نعمة كبيرة أنت اللي عاملة عامله ايه يا بنتي.
اقتربت من وتحدثت بخفوت في محاوله منها لمداعبته ومحاولة التخفيف من عبئه اليومي الذي جبل عليه منذ فترة طويلة.
عامله ساندويتشات جبنة بالخيار وبيض بالبسطرمة إنما حاجة كدا لوز وتحفة تاخدلك سندويتش منهم
أرتفع صوت قهقته عليا على حسها الدعابي وخفة ظلها.
يا بنتي هو كل يوم أسألك اخبارك ايه تقوليلي عمل سندوتشات معرفش ايه وبعدين هو كل يوم هتجبيلي معاكي كدا كلفة كتير عليك.
عبثت مكة ملامح وجهها بطفولية بريئة كي لا تجعله يشعر بالحرج كلما أعطته طعام من الذي صنعته لوالدها رفعت أصبعها تشير لها بمزاح.
والله يا عم حسن أنت طيب وغلبان قوي وعلى نياتك أنت مفكر أني بجبلك سندوتشات كدا لله تعالى لااااااا أصل كلام في سرك انا فشلة في الطبخ وأنت عارف أني أتخطبت فقولت لازم وحتما أتعلم الطبيخ وبقيت بجرب كل يوم صنف جديد وفي البيت بيخافوا ياكلوا من إيدي ليجيلهم تلبك معوي بقوم جيباه ليا انا وأنت وبابا أصل أنتم الأتنين بس اللي بتجبروا بخاطري وتاكلوه تقوم بعد الخدمة اللي بتقدمهالي تقولي تكلفة ههههههههه تكلفة أيه بس دا كويس أنك ما بدفعنيش فلوس مقابل أكله يا راجل يا طيب.
هز حسن رأسه معترضا.
بالعكس بقى دا انت اكلك حلو قوي ونفسك خطېر في كمان المفروض تبقي شيف كبيرة زي اللي بيطلعوا في التليفزيون.
رفعت مكة حاجببها بسعادة حقيقة.
بجد يا عم حسن ولا بتجاملني أكيد أنت بتجاملني صح.
اشار لها ينفي ظنها بمجمالته لها.
لا والله يا بنتي دا انا كل يوم أروح لمراتي أقولها أعمليلي كذا زي اللي مكة كانت عملاه وأقربها أمبارح لما روحت قولتلها لازم تعملي ليا شكشوكة بيض زي بتاعة مكة من حلاوة طعمها حقيقي.
وضعت مكة يدها على صدرها بأمتنان وسعادة.
بجد انا فرحانة قوي أن أكلي بيعجبك الحمدلله أخيرا حد شكر في اكلي ربنا يخليك يا عم حسن وخد بقى السندوتشات من إيدي وبعد كدا تاخدها على طول وبدون نقاش مفهوم وسلام بقى كفاية رغي عشان انهض اروح لبابا أصل متأخرة عليه.
ضحك حسن من طفولتها المحبوبة له لأنها الوحيدة القدرة على أحراج ضحكة حقيقة من قلبه بعفويتها وطيبتها النقية في ظل زحام الحياة وقسۏتها عليه.
هههههههههه...... ماشي يا رغاية هانم سلام.
ثم اكمل بصوت منخفض ربنا يحفظك يا بنتي ويكفيكي شړ ولاد الحړام ويجبر بخاطرك زي ما بتجبري بخاطري ديما وعمرك ما استنيتي مقابل لده.
توجهت مكة ناحية مدخل البناية تستقل المصعد للطابق الثالث حيث يتواجد مكتب والدها ثم خرجت منه واسرعت تلتهم الخطوات الفاصلة بينهما ووقفت على باب الغرفة تنظر لأبيها المنكفئ على الأوراق أمامه بتركيز شديد يفصله عن الواقع من حوله ظلت شاردة به لبعض الوقت وقلبها يمتلئ بالحزن والشفقة على حاله ثم هزت رأسها بأسى فا ها هو يخرج من عمل لآخر دون تناوله لشئ يساعده على الاستمرار في تحمل كل الأعباء التي تثقل كاهله.
أمتلئ هواء الغرفة برائحة طعامها الذكي فعلم مختار بقدومها منذ فترة ودون أن يرفع وجهه عن الأوراق سألها.
هتفضلي واقفة عندك كتير يا ست مكة تتأملي فيا .
هزت مكة رأسها بحيرة ثم توجهت ناحيته وابتسامة عريضة على شفتيها.
ھموت وأعرف أنت بتعرف ازاي اني هنا من غير ما ترفع راسك تشوفني حتى
رفعمختار عينيه عن الورق ينظر لها بحب.
انا بحس بيك من غير ما تتكلمي أصلا وبعدين ريحة البيض بالبسطرمة مفحفة قوي جوعتني اكتر منا جعان يلا تعالي وطلعي بسرعة.
ضحكتمكة على مزحته ثم اقتربت تعطيه لفافة طعام.
ممممم قول كدا بقى يا باشا انت عرفت أني هنا لما شميت ريحة السندوتشات مش تقولي بحس بيك والكلام ده.
هز مختار رأسه يحثها أن تتعجل وتعطيه الباقي.
يا بت اخلصي وهاتي المخلل خلينا ناكل بسرعة لسه ورانا مراجعة حسابات كتير.
أخرجت مكة علبة بلاستيكية صغيرة من حقيبة الطعام ووضعتها أمامه تشير له بحذر.
حاضر يا سيدي سمعا وطاعة اتفضل احلى مخلل لأحلى بابا بس خلي بالك حتة صغيرة عشان ضغطك ميعلاش ماشي.
فتح مختار العلبة وأخذ منها قطعة خيار والتهمها دفعة واحدة ثم تناول بعدها