السبت 23 نوفمبر 2024

اخرسي

انت في الصفحة 8 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

بتصرفهم فين ولا على مين ما في الأخر كله عليكم أنما هى لا قدر الله لا خاېنة ولا أخلاقها مش ولا بد دي ساعتها اللي تبقى مصېبة بجد.
تعجبت مكة من حالة أبيها كثيرا ثم هزت رأسها بابتسامة عذبة.
بس مهما اقابل ومهما شوفت مش هشوف حد زي حضرتك كدا طيب ومسامح والدنيا ولا على بالك ممكن أسألك سؤال يا بابا.
أمأ مختار لها كي يشجعها على سأل ما تريد ومازال يستمتع بتناول طعامه.
طبعا جنتي تسأل اللي هى عايزاه بس بعد السؤال نخلص أكل بسرعة عشان ورانا شغل كتير.
امدت مكة يدها نحو فم والدها بشطيرة اخرى بعد أن فرغ من الأولى فأخذها منها وهو ينظر لها منتظرا أن تتحدث وتسأله عما تريد.
تمام حاضر هو سؤال واحد أنت بس يا ترى حبك لماما هو اللي بيشفع ليها عندك قصدي يعني لدرحادي بتحبها وبتقدر تسامحها مهما عملت فيك.
نظر لها مختار مطولا محاولا إيجاد التعبير المناسب لكي يظهر لها مدى حبه لوالدتها.
عارفة يا مكة أول لما جينا انا وأهلي من البلد للقاهرة عشان نستقر فيها لأني كنت هدخل الكلية وهما محبوش يسبوني لوحدي في الغربة وجت جدتك أم مامتك واللي هى عمتي تزرنا وجه معاها فهمي ومنيرة انا شوفت أمك من هنا تنحت وكإنها سړقت عقلي قبل ما تسرق قلبي كانت حورية أو ملاك جمالها رباني سبحان من خلق وسوى حاجة كدا تخليك تعشقيها من أول نظرة وأنت الوحيدة من أخواتك اللي ورثتي جمالها ده وفضلت أحبها من غير ما حد يعرف اربع سنين بحالهم أمك وقتها كانت صغيرة يمكن كانت لسه مخلصة ابتدائي وحلفت أن محدش ياخدها مني وهعمل المستحيل عشان أحقق ده انا الحمدلله كنت طول عمري أبن مطيع لأبويا وأمي والحمدلله أكتر كنت بار بيهم جدا وبسمع كلامهم في كل حاجة ولما عرضت عليهم موضوع منيرة رفضوا وقالولي بلاش تطلب بنت عمتك للجواز أصلها دلوعة ومش هتبقى قد مسؤلية الجواز انا زعلت جدا وقتها بس رضيتهم وصرفت نظر عشان مزعلهمش وفي نفس الوقت رفضت الجواز نهائي وبقيت أقول في نفسي يا منيرة يا بلاش بس لما ماتوا وسابوني لوحدي لقيت نفسي مش قدر أصبر أكتر من كدا لأن وقتها حب أمك تملكني بطريقة كبيرة لدرجة أني مبقتش شايف غيرها وتقدمت مرة والتانية وكل ما أمك ترفضني أصمم أكتر وبقيت أحوش كل قرش عشان لما توافق أعمل ليها اللي نفسها فيه لغاية ما بقت وعملت ليها الحلو كله وانا حاسس أني طاير من الفرحة تفتكري يا مكة حب زي ده ممكن ينتهي ولا يتأثر بحاجة.
توقفت مكة عن مضغ طعامها ونظرت له بتمعن وطرحت

سؤال أخر أظهر التوتر والخجل على وجه والدها.
تفتكر أنت يا بابا أن الحب ده هيفضل قوي كدا وصامد حتى لو من طرف واحد. 
تفتكر أن الطرف ده هيفضل يدي كدا كتير بدون مقابل ومن غير ما يزهق ويملل ويبتدي يفقد شغفه بالحب ده.
ظل مختار ينظر أمامه بشرود لدقيقة ثم أعاد عيناه على أبنتها يجيبها بعدما وجد الأجابة المناسبة.
اللي أعرفه يا مكة أن اللي بيحب بجد ما بيشوفش عيوب حبيبه بالعكس بيشوفها أحسن الناس كلها ومبينتظرش منه فعل يأكد حبه ليه اللي بيحب بيدي حبيبه كل حاجة ومبستناش مقابل حبه ده اللي بيحب بيساعد حبيبه وبياخد إيده لبر الأمان ولو وقع بيكون أول واحد يسنده ويفضل جنبه يساعده لغاية ما ينهض تاني من عثرته بيكون ليه الأهل والقرايب والأصحاب والدنيا كلها بيحس أن حبيبه ده أبنه حتة منه بيفضل معاه وجنبه بدون أي مقابل بالعكس دا ممكن عشانه يضحي بنفسه ودا احساسي ناحية والدتك يا مكة.
لمعت عبراتها تأثر من مشاعر والدها النفيسة وكم تمنت لو أن والدتها استمعت لما قاله في وصف حبه لها لكانت عدلت عما تفعله به من مضايقات تثير حزنه به ولكم تمنت أن يرزقها الله بحب مثل حب أبيها لأمها.
أنت بجد يا بابا مفيش منك الرجالة الرومانسية اللي بتحب بضمير زيك أنتهوا من زمان.
ربت مختار على يدها بحنو.
مين قالك كدا بكرة تشوفي . هيعمل معاك أيه دا بيحبك بجد وأن شاءالله هيتقي الله فيك.
ابتسمت مكة وهى تومئ له.
أن شاءالله يا حبيبي تحب اعملك شاي.
اشار لها مختار متمنيا ذلك
ياريت عشان نحبس بعد أكلك التحفة ده.
ابتسمت مكة بسعادة
على فكرة أنت ليك الفضل في أن أكلي يطلع حلو كدا نسيت لما كنت بقف اساعدك وحضرتك بتعمل الأكل يوم اجازتك أو لما تبقى ماما تعبانة وأنت بتعمله بدالها انا بقى لقت خبرتي كلها منك.
اشار لها بعلامة التأكيد.
لأ بس أنت تفوقتي على استاذك لأنك أكلك أحلى من أكلي بكتير.
هزت رأسها بمزاح.
شكرا شكرا مدح حضرتك لأكلي شهادة أعتز بيها.
ثم وضعت أمامه كوب الشاي وهى تطالبه بالعودة مرة أخرى للعمل حتى ينجزا أنهاء كم الأوراق المتكدسة أمامهما بعد فترة من مراجعتهم على حسابات الشركة جاء مالكها لمكتب مختار ووقف على بابه ينظر ل مكة وهى مندمجة في الاوراق امامها تمسك القلم بيدها اليسرى تشير به في مواضع مختلفة لوالدها وتظهر له الخطأ فيها فيهز رأسه يرافقها الرأي فتبدأ في أصلاحه وأعادة كتابته بورقة جديدة احست مكة أنها مراقبة فرفعت نظرها ناحية الباب فأحمر وجهها بخجل عندما وجدته يطالعها بصمت تنحنحت بتوتر لتلفت نظر والدها له زفر وليد بقوة بعدما أخرجته من شروده فيها على صوت مختار يدعوه للدخول.
وقف مختار مرحبا به بحفاوة.
اهلا وسهلا يا وليد بيه اتفضل.
دخل وليد ونظره مسلطا عليها.
السلام عليكم.
خرج مختار من مكانه وأشار على مقعده
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل حضرتك على الكرسي بتاعي هنا.
نظرت مكة لوالدها وقد تملكها الحزن في هى لا تريد له أن يقلل من قدره لأي إنسان مهما كان مركزه فوضعت رأسها بين الأوراق بصمت
نظر وليد بابتسامة ناحيتها ليجدها تتجاهل وجوده
خليك زي ما أنت قاعد يا استاذ مختار دا مكتبك ومحدش من حقه ياخد مكانك مهما كان مركزه انا كنت ماشي من هنا فجيت اشوف مك...... قصدي اشوف حضرتك خلصت مراجعة الملف اللي ادتهولك من كام يوم ولا لسه.
بحث مختار عن الملف النطلوب في أحد الدراجه حتى وجده فأخذه وأمد يده به له.
اه طبعا خلصته وكنت مستني السكرتيرة بتاعت حضرتك تيجي تاخده زي ما أمرت يا وليد بيه.
جلس وليد على المقعد المقابل مكة يطالعها بتفحص ويزيد من خجلها وتوترها.
خليه معاك شوية لغاية ما أخلص مرور وبعدين تبقى تجبهولي مكتبي وتوضحلي الخطأ فين والعجز حصل أزاي.
تحدث مختار بحرج وهو يبرر له السبب.
بصراحة يا وليد بيه لو في حد هيوضح الخطأ فين والعجز واسبابه يبقى اكيد مش مكة هى اللى هتعرف حضرتك عشان هى اللي راجعت عليه لأني يومها كنت تعبان شوية.
نظر وليدك ل مكة وعيناه تنطقان بأعجابه الشديد بها. 
على فكرة يا أستاذ مختار انسة مكة أثبتت أنها كفئ للعمل هنا زي حضرتك وعشان كدا انا قررت أنها تشتغل رسمي معانا

انت في الصفحة 8 من 58 صفحات