اخرسي
هنا لأني شايف مدى تعبها في تظبيط حسابات الشركة بدون مقابل ودي حاجة مقبلهاش على نفسي.
تحرجت مكة مما يقول واعترضت على قراره.
انا مبشتغلش عشان عايزه فلوس أو مستنيه مقابل بالعكس الحمدلله بابا مش مخليني محتاجة لحاجة انا لما باجي بعد محاضراتي باجي عشان اساعد بابا بس لأنه بيشتغل هنا بجانب شغله الحكومي وبيتعب كتير فبحاول أخفف عنه شوية مش اكتر وانا مش موافقة على قرار حضرتك يا فندم.
ازدادت قيمتها في عين وليد
بعد ترفعها عن قبول عائد مادي ورفضت بشدة معتزة بكرامته وكرامة أبيه فابتسم لها بعذوبة زادت من خجلها.
انا عارف ده كويس قوي بس أنا كمان عايز استغل مهاراتك الممتازة في الحسابات قبل اي شركة تانية ما تاخدك مننا يعني الحكاية مصلحة ليا قبل ما تكون مصلحة ليك ولا ايه رأيك يا استاذ مختار
انا طبعا يسعدني أن مكة تشتغل في شركة كبيرة زي شركة حضرتك يا وليد بيه ولو هى وافقت انا معنديش أي مانع.
نهض وليد من أمامها كي يعطيها الفرصة للتفكير بعيدا عن التوتر الذي يسببه لها.
كدا اخدنا موافقة بابا لسه موافقتك يا أنسة مكة ولا مش حابه تشتغلي عندنا بصفة رسمية وعلى العموم لو عايزة وقت تفكري أوكيه انا معنديش مانع خدي وقتك وفكري برحتك أهم حاجة أن توافقي.
أنزلت مكة رأسها تنظر أرضا بخجل.
خلاص يا وليد بيه الموضوع مش محتاج تفكير بالعكس دي فرصة حلوة بالنسبالي واللي بابا يشوفه صح انا موافقة عليه طبعا بس أنا مش هقدر التزم في المجي هنا من الصبح أو كل يوم عشان الكلية بتاعتي هيفضل وضعي زي ما هو لغاية ما أخلص دراستي.
تمام مفيش أي مشكلة هتفضلي زي ما أنت كدا لغاية ما تخلصي كلية وكلها السنة دي والسنة الجاية مش كده
أمأت مكة راسها بخجل توافقه الرأي
أه أن شاءالله وانا موافقة لو هفضل زي ما أنا كدا.
تمام يبقى كدا اتفاقنا هكلم مدير شئون العاملين يخلصلك ورقك بمرتب ٣٠٠٠ جنيه مؤقتا لغاية ما تتخرجي قولت أيه يا استاذ مختار
ابتسم مختار بسعادة وهو يومئ له.
كويس قوي يا وليد بيه انا موافق طبعا وشكرا لكرم أخلاقك.
وقف وليد عند الباب يطالعها بسعادة متفحصا إحمرار الخجل الذي يغزو وجهها كلما رأته.
بالعكس ده اقل تقدير للأنسة مكة اللي من يوم ما ساعدتك وانا ملاحظ أن الحسابات بقت مظبوطة جدا وباين كدا من شغلها انها شاطرة وذكية جدا.
انزلت مكة رأسها بحرج وصمتت فهى غير معتادة على محادثة الغرباء كثيرا ووليد مصرا على اخجالها.
فعلا مكة ذكية جدا دي كانت جايبة ٩٩٪ وهى في الثانوية العامة بس مرضيتش تدخل طب وفضلت التجارة.
اتسعت ابتسامة وليد المحبة.
والله تبقى عملت خير عشان يكون لينا نصيب تشتغل معانا ونستفيد من ذكائها ده.
اصتبغ وجه مكة بحمرة الخجل واستدارت تقف تعطيه جانب وجهها.
شكرا لحضرتك يا فندم.
غادر وليد الغرفة بعد أن طلب منها برفق.
ياريت تجيبي الملف وتيجي توضحيلي العجز بعد ساعة يا انسة مكة بعد أذنكم.
نظرت مكة لوالدها بتعجب.
ايه ده يا بابا ايه اللي خلى حضرتك توافق على شغلي هنا انا كان بيكفيني مساعدتك وخلاص.
اشار مختار بيده محاولا تبسيط الأمر لها.
يا حبيبتي أنت هتفضلي زي ما أنت بتعملي معايا يعني مفيش حاجة جدت ولا حاجة هتزيد عليك وبعدين بصراحة كدا أنا شايف انك تاخدي مرتبك وتحوشيه في البنك أهو ينفعك في جهازك لما تتجوزي انت وحسام واوعي تقولي لممتك على حكاية شغلك هى ولا حد من اخواتك لأني عارف انهم هيستغلوكي وياخدوا منك فلوسك فاهمة.
عقصت مكة بضيق.
يا بابا فلوس ايه اللي بتتكلم عليها دا انا كلي ليكم دا انا لو أطول أجيب لحضرتك وماما وأخواتي حتة من السما مش هتأخر والله.
ربت مختار على يدها بحنو.
انا عارف يا حبيبتي أنك متحوشيش عننا غير الۏحش ربنا يباركلي فيك وفي حنية قلبك يا روح قلبي بس بردو اسمعي كلامي أخواتك وأمك كل همهم فرتكت الفلوس ودا تعبك لازك تحافظي عليه هينفعك في وقت ضيقة فاهمة.
رفعت مكة يد أبيها تقبلها بحب.
فاهمة يا حبيبي حاضر هسمع كلامك وصدقني متخافش عليا طول ما ربنا معايا.
ربت مختار على يدها بحنو.
ونعم بالله العلي العظيم هو قادر يحفظك من كل مكروه.
في المنزل ظلت منيرة في سباتها العميق حتى أن من يراها يظنها ظلت دهرا لا تغفو عينيها أبدا انتصف النهار وأذن الظهر وهى مازالت نائمة وهناك بخارج غرفتها ظلت فتاة صغيرة لا يتعدى عمرها الخامسة عشر تعمل على قدم وساق من أجل أنهاء أعمال المنزل قبل أن تصحو مخدومتها منيرة وتكيل لها السباب لعدم أنجازها ما طلبته منها نهضت منيرة من فراشها بكسل بعد أن قاربت الساعة على الثانية ظهرا وخرجت
من غرفتها وهى تتثأب وتحرك ذراعيها بحركات عشوائية كي تلين عضلاتها ثم نظرت حولها بتفخص فوجدت الفتاة قد انتهت لتوها من تنظيف المنزل بأكمله.
جاءت منيرة لتحدث الفتاة فخرج صوتها غليطا.
أنت يا زفتة أنت خلصتي كل حاجة ونضفتي البيت كله
أمأت لها الفتاة وتدعى رضا پخوف.
أيوه يا هانم انا خلصته كله مش فاضل غير اوضة حضرتك بس.
حدجتها منيرة بنظرات صارمة.
طيب ياختي شاطرة ها قوليلي علقتي على اللحمة ولا لسه
هزت رضا رأسها بهزات متتالية.
أيوة يا هانم انا علقت عليها من زمان وقربت تستوي وعملت التسبيكة كمان وكنت داخلة عشان أضيف كيس البسلة بالجزر ليها دلوقتي وأبدأ في طبخ الرز وتقطيع السلطة.
تركتها منيرة وأتجهت لغرفة إعداد الطعام.
لأ روحي أنت روقي الاوضة بتاعتي ونضفيها كويس وانا هدخل أكمل الباقي.
أمأت رضا لها بخنوع.
حاضر يا ست هانم زي ما تحبي.
توقفت منيرة قبل دخولها الغرفة وأمرتها بنزق.
خلصي بسرعة عشان تيجي تروقي ورايا المطبخ.
أسرعت رضا ناحية غرفة النوم وهى تحمل بيدها أدوات التنضيف.
حاضر انا دقايق قليلة وهكون عند حضرتك يا ستي .
نفخت منيرة بضيق وهى تقف أمام الموقد تنهي ما بدأته خادمتها وهى تحدث نفسها.
مش عارفة انا هفضل في الغلب ده لحد امتى واحدة في جمالي كانت تستاهل وزير يستتها ويهننها ويجيب لبها بدل الخدامة مية لكن هقول أيه غير ربنا لا يسامحهم اللي كانوا السبب مش مسمحاهم دنيا وأخرة على القرف اللي رموني فيه واللي شرباه كاسات من يوم ما اتجوزت سي زفت لأ وأيه ومحسسني أنه بيعمل حاجة محدش بيعملها لما اشتغل شغلانه تانية دا لولا الشقتين اللي ورثتهم من ابويا وباخد ايجارهم ٢٠٠٠ جنيه على الكام ملطوش اللي بيطلعوا من الإيجارات هنا مكنتش