بعد انتهاء الفرح
لها بعد ان قاما استنى اوقف تاكسى .
_ ايه رأيك لو نتمشى .
_ اوك ياريت .. بس عشان انتى متتعبيش .!
_ نتمشى احسن متهيألى .
_ اوك اتفضلى .
سارت بجواره وهو صامت لا يتحدث بينما نظرت له كثيرا وشعرت بذلك الشعور الخفى الذى يمد الإنسان بالأمان والراحة فى حضرة شخص ما .. امتد يده لتحتضن يدها .. فاستجابت فى شوق
رنت إليه مبتسمة وقد فاجأها شعور داخلها بأنه أمير من الأساطير .
اختفى هذا الشعور فجأة وكأنه ومض ثم انطفأ .
يبدو أن القدر يدفعها دفعا إليه كما قالت سلمى .. وياله من قدر ..................
مدخل العمارة مظلم على غير العادة .. اقتربت منه حتى تماسا .
أحاطها بذراعه قائلا اكيد اللمبة بتاعت المدخل اتحرقت .
كانت كهرباء المدخل والسلم شبه منطفأة اخرج هاتفه فاضاء قليلا وجهه لأماكن المصابيح قائلا ده مافيش لمبات أساسا .. مټخافيش خير يمكن حصلت مشاكل .
امسكت بيده فقال مټخافيش انا معاكى .
أدخلت الجملة الأخيرة على نفسها الطمأنينة حقا فتلاشى الخۏف داخلها ..
صعدا السلم فى حذر وهى بجواره ..
وعند باب شقتهم وقفا وأخذ يبحث فى جيبه على المفتاح ..
فجأة سمعا صوت قطة مفزع ..
فوجدت نفسها تحتضنه بينما احتواها هو بحب وظل يربت على كتفها قائلا مټخافيش ..
ثم دخلت معه الشقة وضغط على مفاتيح الكهرباء فاضاءت الشقة فقال خلاص النور جه أهو .
ابتسمت ودخلت وجلست على الأريكة ..
قال لها _ ايه مش هتنامى ولا ايه
_ لا مش جايلى نوم .
تردد مابين الدخول الى الحجرة والبقاء معها .. فقالت له هى اتفضل انت نام وانا شوية كدا وهدخل انام .
ظل مترددا ولكنها قالت انت عندك شغل الصبح روح انت نام وانا مش هاتأخر .
حسمت تلك الجملة أمره بأن قال طيب أوك تصبحى على خير.
تركت ابتسامتها تقفز لشفتيها قائلة وانت من اهله .
تابعته و هو يدخل إلى الحجرة ثم جلست و قد ومضت فى رأسها ذكريات ليلة زفافهما عندما تركها أيضا ودخل إلى الحجرة ينام ..
هذة المرة تشعر بذلك الشعور الغريب ذاته الذى لم تشعر به من قبل ..
الشعور الذى يجعل شخص ما يحتل جزء كبير من تفكيرك ويستوطن قلبك ..
يبدو أن هذا هو مامتعارف عليه بين الناس باسم الحب
لم تكن تحب هذا الشخص ولكن افضل الحب هذا الذى يأتى بعد رفض .
لقد نضجت فى تلك الفترة البسيطة وعرفت أن الأحلام تلك التى تأتينا على الأرض
لاتلك التى نذهب لها فى السماء ..
عرفت ان فارس الأحلام هو شخص عادى جدا ..
لن يأتى من بعيد او مسافرا عبر الأزمان او قادما من الأساطير ..
إنه فعلا يبدو كأمير وفارس نبيل .. لو أمعنت فيه قليلا لرأته فعلا كذلك
إنه هو فارس أحلامها بكل ماتحمله الكلمة من معان
و أضاءت تلك الحقيقة عقلها وقلبها ..
إنه تحبه .. نعم إنها كذلك ..
لابد ان تحسم أمرها معه غدا عندما يستيقظ ستقول له إنها تحبه ..!
ولن تخجل ..
نعم ستفعل ذلك ..
ستتخلى عن خجلها هذا قليلا ..
لمن تحب ..
نعم .. لمن تحب ..
ثم ظلت تفكر فيما سيحدث غدا حتى نامت كعادتها
استيقظت فى الصباح مبكرا قبله ثم أضفت لمسات التجميل على ملامحها وارتدت أزهى اثوابها .. ونثرت فوقه العطر ..
ثم استعدت له حتى قام من نومه وعندما رآها هكذا حتى قال اللهم ماصلى على النبى ..
ابتسمت فى دلال فقال هو انتى رايحة فين النهاردة
_ مش رايحة .
_ امال لابسة ليه كدا و حاطة المكياج ده ليه
قالت فى جرأة غير معهودة مفيش ليك .
هم بالانصراف ثم عاد ثانية قائلا والدهشة تمتلكه ليا أنا
_ آه فيها حاجة دى
ابتسم فى بساطة ثم قال _ لا عادى .. بس ليه فجأة كدة ..
_ مفيش امال الهدوم دى كلها هالبسها امتى يعنى والمكياج ده كله ايه لازمته
_ هههههه طيب تمام .. بس انتى متأكدة انك كويسة يعنى مفيش حاجة
_ انا كويسة جدا انا عمرى ماكنت كويسة زى النهاردة .
_ طيب ربنا يهدى
قالت بهدوء مستفز _ يارب .
ثم قالت استنى احضرلك الفطار .
_ اتفضلى .
تناولا إفطارهما وهو خارج عدلت له من وضع رابطة عنقه .. ثم قالت كدة أحلى على فكرة .
ابتسم قائلا سبحان مغير الأحوال .
ضحكت ضحكة عالية ولم تعلق ..
اتجه ناحية الباب وهو يفتحه تذكرت القبلة و الاعتراف بحبها .. فنادت عليه احمد .
توقف قائلا والدهشة لازالت تترك فيه أثرها ونظر متسائلا .. اتجهت نحوه وأحاطت رقبته بذراعيها وكادت تلثم شفتيه ولكن تراجعت فى خجل بذلت مجهود خرافى حتى تفعل ذلك ولكن لم تستطع .
ثم بذلت مجهود آخر حتى تخرج من بين شفتيها بحبك ولكن تأبى الكلمة أن تخرج ..
فوجدت نفسها تقول خلى بالك من نفسك .
فقال هو فى حب لا إله إلا الله .
فردت فى خشوع محمد رسول الله .
ثم أغلق الباب خلفه .. وهى صړخت لتسمع الجدران بحبك .
هبط على السلم منتشيا وسعيدا بالتبدل الذى حل بها فجأة ..
ثم أوقف سيارة أجرة وركب فيها وأشار للسائق بالانطلاق
سار السائق وقد كان كبيرا فى السن ..ثم رن هاتفه فرد فى عصبية واضحة وقد كان ظاهرا أنه يتحدث مع زوجته ثم مع ابنته .
ثم انهى المكالمة ورمى الهاتف بجواره فى توتر ..
لم يسأله احمد من باب عدم التدخل فيما لايعنيه ..
وبينما يسير السائق بسيارته فاجأته ثلاث فتيات يبدو أنهن من طلبة الجامعة او الثانوية أو ماشابه يعبرن الطريق فى لامبالاة واضحة ..
فصړخ السائق فيهن ماتوعوا من وشنا الهى تغوروا كلكم .
_ ايه بس ياسطى يغوروا كلهم فين
_ يقصر بأجلهم ربنا كلهم كل النسوان اللى على الأرض يموتوا عشان نرتاح .
_ حرام عليك يا اسطى ايه اللى بتقوله ده بس واحنا نقدر نعيش من غيرهم اصلا
_ احسن عيشة هو فى حد جايبلى الهم غيرهم .
لم يعلق احمد منتظره يكمل
فأكمل قائلا وبالذات الجيل ده .
_ وماله الجيل دا بس دا احسن جيل .
_ ولا احسن جيل ولا زفت .. دى البنت بنتى جايلها عريس محترم ومتربى وأخلاق و متوظف فى وظيفة عالية فى الحكومة وحالته مرتاحة وبرضو مش راضية بيه حاجة تجيب الشلل بدرى .
_ طب وهى ايه اللى مش مخليها موافقة يعنى
_ انا عارف دلع بنات بعيد عنك امها مدلعاها زيادة .
ابتسم أحمد وكان قد أخرج بضعة أوراق من حقيبته يطالعها
فأضاف السائق بس مش موضوع دلع وبس البت دى باين عليها بتحب واحد تانى .!
رفع أحمد عينيه من على الأوراق ونظر للسائق فى دهشة واضحة
وقال مأخوذا ايه
فقال السائق فى بساطة _ ايوة باين عليها البت بتحب واحد تانى وخاېفة تقول عليه .!
قال احمد دون وعى _ طب