خالتي بقلم ايمان فاروق
امي ستكون حزينة هناك ابعدها عن الأمر ده ..ظل يدعوا مرارا وتكرارا الي ان اتته قائلة يالا ياكمال ..انت بتصلي الترويح ..الفطار هيبرد .
استقام وتوجه معها نحو طاولة الطعام وهو يعبس بجواله وكأنه يبحث عن شئ ما ..بعدما تمتم لها قائلا انا خلاص انتهيت من الصلاة ..وجاي على طول .
لتجيبه هى بود تقبل الله ياقلبي ..عقبال متصلي في الحرم بس انا لقيتك اتأخرت فقلقت واستغربت .
اصابها الفضول لتحاول التقرب منه قائلة ايه هى الحاجه دي ياروحي .. والا تقصد موضوع مامتك
أومى لها بنعم وهو يردف قائلا قلبي مش مستريح للموضوع ده..عارفة لو كانت قالت هتروح البلد كنت استريحت .
زفر راحة من حوارها الذي كان بفعل المسكن له لتهداء موبه الضمير في الاستيقاظ لتغفو مرة أخرى بعد ان أكملت عارف ياكمال الاستخارة ان تسير في الموضوع عادي يعني متكرهش نفسك في الأمر وهتلاقي الدنيا تمشي يأما تحصل حاجة تعطل الامر اللي انت بتفكر فيه .
ليبدأ معها في تناول الطعام وهو يتفحص جوالة حتى يعثر على تلك الرسائل التي يبدأ بها يومه التي تصحبها دعوة يرجوها منها ويبادلها هو الاخر بدعاء مماثل لكي يبرها به ولكن ليس البر ان تتواصل مع ابويك برسالة نصية او صورة تحمل كلمات رقيقة ..البر ان تتواصل كليا معهم تستشعر وجودهم تجلس تحت اقدامهم تكون سند ومعين لهم في امور الحياة فليس من البر ان تعادي اخوك او اختك فقلبيهما لن يتحمل صراعكما هذا فمن البر ان نجتمع على اسعاد من هم سبب لنا في الوجود.. سحب شهيقا وزفره في ضيق فهذا اول يوم لا ترسل له الدعوة الصباحية منذ ان احضر لها الهاتف الحديث ليترك تناول طعامة وهو يتمتم معقول تكون لسة نايمة
امم لا ..بس مستغرب .. ماما مش فاتحة ولا بعتت رسالة كالعادة .
احلام بضحكة ساخرة حاولت أن تخفيها مامتك دى فاضية ..قصدي رايقة ..تلاقيها بس بتجهز لموضوع الدار واضح انها مرتبة كل حاجة بس كويس مشيلتش هم ابنها ليكم.. اصل امو الجواز دي هم ما يتلم .
بعض الضيق من حوارها الذي يحمل بعض السخرية طب وايه يعني لو ساعدناه ..لومكناش نشيل هم بعض مين الي هيشيل هم التاني
احلام بمكر وهى تحاول ثبر اغوارها من تفكير زوجها انا مقلتش حاجة ياكيمو ..بس ميكونش كله على واحد بس وهى معاها معاشها تقدر تساعد ابنها منه والشقة كمان اللي هتسيبهاله دي ..كفاية انك واخواتك هتسبوها ليه من غير متطلبو حقكم ودي اكبر مساعدة ليها وليه ..والا إيه
لم يكمل حواره معها الا واتاه إتصال هاتفي من اخية رءوف الذي كان يعبث بجواله باحثا عنها بين صفحتها الخاصة من خلال المنشورات التي تبثها ليه بشكل يومي ولكن اليوم لم ترسلها على غير عادة مما جعله يحاول الإتصال بها ليجد تلك الرسالة الصوتية تخبره بان الهاتف غير متاح او ربما يكون مغلقا ليهاتف أخيه كمال الذي اجابه مسرعا ايوا يارءوف .. صباح الخير.
رءوف بتريث حتى يخرج الحوار دون ازعاج فربما اخاه تواصل معها ولديه من الأخبار ما يريحه هو الاخر صباح الورد يا كبير.. ايه الأخبار اتواصلت مع الحاجة النهاردة .
كمال بتية وتخبط في الحديث والله يارءوف مش عارف اوصلها من الصبح لا على الفون والا الخاص ولا الوتساب ..حتى مبعتتش الادعية زي كل يوم .
ارتياب وقلق وتية اجتاحتهما ليحاول كل منهما موارة مشاعره نحو الآخر.
رءوف بقلق يحاول موارته طب دا معناه ايه انا كمان بحاول أكلمها من الصبح تليفونها مغلق وغير متاح ومبعتتش اي رسالة ولا نزلت بوست زي ما متعودة ..يمكن تكون زعلت منا في حاجة ياكمال.
كمال بتفكير وهو يحاول أن ينفي هذا إلأمر الذي يؤرقه هو الأخر فحاله لا يقل عن أخيه فتحدث بمزاح عله يهداء قليلا هتزعل مننا ليه بس يادوك ..تلاقي الفون فصل منها وهى نايمة من تعب العزومة بتاعت امبارح انت عارف مقعدتش على حيلها من امبارح فأكيد مرهقة ونايمة ولازم نسيبها ترتاح واكمل مستطردا بعملية انا كنت لسه هكلمك علشان نروح نشوف موضوع الدار ..محمود بعتلي اللوكيشن بتاعها وانا دخلت عملت سرش عليها علشان نطمن ولقيتها واخدة جوايز قيمة من وزارة التضامن الاجتماعي يعني امنا هتكون مرتاحة لأنها خمس نجوم .
رءوف بشرود سائلا انت مقتنع بموضوع الدار ده ياكمال
كمال بيأس فهو يريد أن يطمئن على أخيه الأصغر وأيضا لا يريد أن يخسر امواله كما تقول زوجته فأبنائهم اولى بكل جنيه لديهم وأخيه ليس بصغير عليه الإعتماد على نفسه كما فعل هو في السابق وكما فعل اخيه الآخر طب وانت قدامك حل غير كده يا دكتور ..دا احسن حل مع اني كنت افضل انها تروح بيت البلد.. بس بردو البلد بعيدة وهنحمل همها هناك ..لكن الدار قريبة واحنا مش هنسيبها وهنزورها كتير والا ايه رأيك انت كمان.
اجابه بيأس فهو يعلم شح زوجته فهى الأخرى باتت تقنعه بهذا الأمر الذي ظن انها ستقف بجانبه مثلما يقف هو معها ويحثها على زيارة امها فزوجته لم تكن بالابنة البارة فكم يحثها على زيارة امها ويحضر لها الهدايا لكي تقوم بزيارتها ولكنها تأبى دوما الذهاب إلى هناك حتى لاتتذكر حالتهم الفقيرة بل تقبض على تلك الهدايا وتقتنيها لنفسها استخسارا في أهلها لدرجة أنه أصبح يوارى عنها اي شئ يقوم بأحضاره لأمها الفقيرة او امه نظرا لشحها المادي والمعنوي معهن ليجيب بيأس وألم لا معنديش حلول غير دا..ويمكن هناك تلاقي الي مش موجود ما بينا هنا ..لينهى الحوار هم يتفقان على اصتحاب بعضهم البعض في التوجه الى هذه الدار التي ستكون مأوى لأمهم في ايامها الاتية وهم يجهلون ما تخبئه لهم