خالتي بقلم ايمان فاروق
. . . . . . . .
ليتهم يعلمون فضلها عليهم فكم عانت وقاست منذ ان حملتهم نطفة في رحمها الى ان صارا علقة ومضغة لتتحملهم وهنا على وهن تسعة أشهر دون ملل ..معاناتها كانت حلم جميل لها فكم استمتعت بتلك النطفة التي ارتبطت بها لتنموا بداخل احشائها وهى تدعو الله ان تكتمل نبتتها دون النظر لعنائها وهى الأن تسير في الطرقات بائسة في حزن وريبة مما ينتظرها من مجهول قادم بينهم نعم هى ضلت الطريق معهم وتعثرت أقدامها امام خطواتهم التي تهرول في الفرار من أحضانها ..تخر قواها لتجلس فوق احد الارصفة من جديد لتستمد منها القوة حتى تستطيع المقاومة لتقف مجددا بعد ان استلقطت انفاسها مجددا وهى تحاول ان تجد حل لوضعها هذا لتحمل ألامها واعبائها فوق اكتافها في حزن ارهقها فهى الى الأن لا تعلم الى اين ستتهادى خطواتها لتسير بعدها في تيته وحزن لتقرر الذهاب الى احد الدور التي ترعى المسنين امثالها لتستوقف عربة أجرى وتستقلها في تية والبكاء يغلبها فلم تنتبه لهوية السائق الذي لم يكن رجلا بل سيدة وقورة اربعينة العمر لتهاتفها قائلة على فين ياستةالكل
تنهيدة حارة من السائقة التي يقابلها الكثير من امثال تلك المسنة والذين ترهقهم الحياة فمن المؤكد أن خلفها حكاية مريرة لتقرر ان تخرجها من هذه الحالة قائلة روقي يا أمي ..الدنيا مش مستهلة بكا عليها ..خلى بالك من صحتك ..محدش يستاهل ان تبكي عليه.
تقابلها الاخرى التي يقابلها من الحكايات اطنانا كل يوم فهناك من ترك ابية واخر رمى امه وهناك من ترك الاثنين ونظر إلى نفسه فقط ..كما هناك اباء وامهات غير بارين بأبنائهم كزوجه أخيها التي رمت أولادها وهم صغار بعد ان ټوفي أخيها وتزوجت بغيره وهى لا تعبئ لهم شئ وهى الأن التي تعول هؤلاء الأبناء الذين يصرون على منادتها بماما وهى العمة التي ضحت من اجلهم مما تجعلها تردف اليها قائلة بعدما سردت قصتها لتلك السيدة الحنونه ها ياست الكل ..ايه رأيك في الام دي بقى ..رمت عيالها وبصت لنفسها وسبتهم ليا وانا والحمد لله..ربتهم وكبرتهم .
لتومي لها السيدة بالموافقة ومالة يابنتي ..براحتك ..لتتوجه الأخري وتقوم بشراء بعض الشطائر تكفي لشخصين وتقوم بشراء زجاجتين من احد انواع المشروبات الغازية الباردة وتتوجه الى العربة مرة اخري وتصتحب السيدة فريدة في طريقها وتصل إلى كورنيش النيل لتقف بجواره لتصف سيارتها بحزر وتطلب من السيدة فريدة مرافتها للجلوس قليلا امام النيل الأزرق الذي رؤيته تسر النفوس العليله وتعطيها الأمل والتفائل لتقابلها السيدة فريدة بالموافقه بعد إصرار الاخرى عليها واستحلفها قائلة بالله عليكي يا أمي تنزلي معايا ناكل لقمة سوا واهو نتونس شويه ببعض ..بالله عليكي .
جلسن يتناولن الشطائر بهدء كما لو كانو يضغطون على انفسهن فليس هناك شئ يفتح الشهية ليتبادلن الحديث بينهن بألفة فلبنى تتطوق لمشاعر البنوة التي استشعرتها من خلال هذه المرأة العطوفة برغم ما تحملة من كيلام وفريدة تتمنى ان تنول بر اولادها الذين يريدون التنصل منها والبعد عنها لتغني كل واحدة للأخرى بما تقاسيه من غدر لتهون بذلك جراح الاخرى فالهمزم تتفرق على الجميع فليس بين البشر من يتمتع بهدوء وراحة البال ..لتقابلها لبني في سؤال هو انتي ملكيش حد عزيز تروحيله غير موضوع دار المسنين دا يا أمي ..حساه مش مريح.
فريدة بيأس وهى تفكر في من تلجأ اليه سوى ابنتها الغائبة رهف ولكن اين هى الأن والله يا لبني يابنتي الوحيدة اللي كان ممكن أروح ليها بنتي رهف ..ولكنها مع الأسف الشديد عايشة مع جوزها برة مصر .
ليومض بداخلها أمل تستمد منه الحنان فأبنتها رهف دوما تكون هى طاقة نورها فهى الأخرى لن تستريح لأمر هذه الدار كما اخبرتها لبني فهى دائمة القلق من مثل هذه الاماكن