خالتي بقلم ايمان فاروق
رحلته على أمل أن يجد دار مناسبة لتأوي والدته ويكون مأمن لها ليتفاجأ بمهاتفة سامر أخيه الاصغر الذي يطالبه هو الأخر بلقاء عاجل من خلال هاتف زوجته مما جعله يظن انها هى ايوا ياأحلام خير .
انا سامر ياكمال ..كنت عايزك ضرورى . قالها سامر بلهفة ودون تركيز وهو يحمل على وجهه مظاهر الشقاء والقلق مما جعل أحلام تعقد بين
انا هقابل رؤوف في ميدان ... تعالى على هناك نقعد على كافيه نتكلم في اللي انت عايزة ياعم النشيط واضح ان الموضوع عويص قوي . قالها كمال بفكاهة وهو يضحك على لهفة الأخر الغير مبررة الا بأمر واحد انه يريد التسريع في امر زواجه .
العفو على ايه بس مفيش حاجه..بس طمني في ايه ..انت عامل كده ليه بس فهمني !. قالتها وهى تستوقفه في استفهام وهى عليها مظاهر القلق مما تشاهده عليه .
سرد لها بشكل مختصر الموضوع وتركها على عجالة كي يلحق بأخويه ..ليتركها في اندهاش من موقف حماتها فهى بالأمس اخبرتهم بشئ واليوم تقوم بفعل شئ آخر فقامت مسرعة بالاتصال بسلفتها الأخرى وتواصلت معها لتروري لها الأحداث لتتعجب الاخرى وتتهم حماتها بالمكر ويتواصلان بنشوى التي اخبرتهم بعد ذلك بتوضيح كما اخبرها سامر بالضبط.
استنشقت الأخرى الهواء وزفرته راحة وبدأت تسرد لها قائلة شفتي الولية القرشانه اللي امبارح قالت بعضمة لسنها انها هتسيب البيت وتروح اي دار مسنين تكون كويسه .
دا الكلام اللي كان المفروض يحصل لكن الست الكمل سابت اابيت لوحدها وطفشت من غير مترجع لحد من ولادها قالتها احلام بغيظ من هذا الموضوع الغير مفهوم ..لتستوقفها أمال قائلة بعدما اتاخا على شاشة جوالها رنين يدل على وجود محاولة احدهم بالتواصل معها لتتفاجأ بأنها نشوى لتستقف احلام قائلة نشوي بتتصل ..استني كده اعمل مكالمه جماعية ونتكلم ونشوف في ايه
مازال الجميع يجوبون الشوارع حتى يتقابلون في نقطة واحدة وكل واحد بداخله صراع خاص بداخله من الحيرة والقلق وشعور بالذنب فكيف سيواجهون كل هذا وما هو الطريق السليم الذي من المفروض عليهم السير به حتى يصلا الى مبتغاهم في امر الأطمئنان على غاليتهم التي تحرمهم الأن لذة التواصل معها ويجهلون ما هى فيه الأن .
..وها هو رؤوف يستقل سيارته هو الآخر بعدما يأس من الوصول الي أمه عبر الهاتف المحمول ليسيرا في طريقه لمقابلة اخيه وملاقته في المكان المتفق عليه ليشاهد كل منهما الاخر ولكن في طريق عكسي ليشير كل منهما للأخر بمعنى انه رأه ليتوجه بعد ذلك كل منهما ببصره الى الأمام لتستوقفهم نقطة ما وتقتطع طريقهما اشارة المرور الحمراء لتستوقفهم رغما عنهما فيتواصل كمال مهاتفا اخيه الأوسط قائلا ايوا يا رؤوف..سامر هيقابلنا ..لف وتعالى الكافية الي على اليمين .
ليجيبه الآخر على الفور وهو يحاول ان يتفادى الزحام تمام ياكبير .. الإشارة تفتح وثواني واكون عندكم ..بس هوا سامر عايزنا ليه مقلكش اصله امبارح مقلش انه هيجي معانا.
كمال بشرود ويضم فمه بعدم فهم ليتمتم للأخر قائلا امم مش عارف والله.. اهو هنعرف دلوقتي ..هو مقلش حاجة مفيدة بصراحة بس صوته في حاجة مش مطمنة. ليستغرب الأخر من موقف اخيهم الأصغر الذي بسببه ستطر امهم بترك منزلها ليتنهد كل منهما وينهون الحوار فهم سيقابلونه بعد قليل وستظهر الأمور على حقيقتها بينهم .
اغلق الخط بينهما ليقفا متأهبين في انتظار فتح تلك الاشارة التي استوقفتهم لينظرا كل منهم بشرود أمامهم لتلك الدائرة الحمراء لتفتح شاشة
الذكريات امام مرئتيهما بعدما شاهدا أحد الامهات تعبر الطريق بحرص وهى تحمل أحد صغارها وبيدها طفل آخر وعلى جانبها الآخر حقيبة ممتلئة بمقتنيات عدة وطفل ثالث يمسك بمقبض الحقيبة وهى تمشي بعينيها تلاحق صغارها يمينا ويسارا حتى تعبر بهم بأمان ليشدوانتباههم هذا المشهد المثير للحنين لتلك السيدة التي تجوب الطرقات الأن وحدها وهم يجهلون ما هى فيه الأن..
خرج متدليا ليقابلهم دون أن يشبع فضول زوجة اخيه التي اجتهدت في السؤال من اجل معرفة ما يكنه ولكنه اهداها جزء بسيط ليلحق بأخويه بعد ذلك ويسير نحو الطريق ليستقر في هذا الميدان الذي اتفقا على لقائهم هناك..لتستوقفه هذه الإشارة الحمراء كما استوقفت اخويه الذين يحدقون مثله في هذه الأم التي تعبر بأولادها الطريق ..ليترقرق الدمع بمقلتيه عاجزا عن النزول وامه تحتل مرئتية الأن فهو يبدو كطفل تائه دونها في تية كالغريق يريد أن يتعلق بقشة لربما أمه تستقل سيارة أحد اخويه فهو لم يصرح لأخيه بأمر خطابها لربما تكون غاضبه منه هو وتمنى ان تكون تواصلت مع أخيه رؤوف لأنه الاقرب إليها كما كانت تفعل معهم دوما عندما يقلقونها في امر يكون وجهتها الاولى هو رءوف أو رهف ولكن اين هى رهف الأن فهى بعيدة كل البعد عن مخيلته فهى مع زوجها في بلد بعيد ولا تستطيع امه الوصول لها ولكن مؤكد ان تكون مع رءوف فهو القريب إليها كما يلقبوه دوما ..حدث نفسه هكذا حتى يطمئن قليلا وهويجهل ان ڠضبها شملهم جميعا بعدما عانته معهم في السابق في امسيتهم التي عقدوها من أجلها ومن أجل اقناعها بما كانوا يكمنون ولكنها فاجأتهم بما هو اكبر من تخيلاتهم.
. .