خالتي بقلم ايمان فاروق
بعد أن أجلست طفليها في مقاعدهم وربطت لهم احزمة الأمان الذي تفتقده الأن وجلست بجوارهم تستمد قوتها من تلامس اناملهم الصغيرة فهم يداعبونها في فرحة برغم ما يشعرون من حزن امهم ليردف الصغير ماما هو إحنا هنروح عند تيتا.
ايوا يا حبيبي هنروح عند تيتا فريدة وخالو سامر ..قالتها رهف وهى تحاول اخفاء شعورها بالألم بعدما تذكرت موقف زوجها المتعسف أمامها فهو لا يرى سوى نفسه وجمع المال فقط دون النظر الى من حوله .
تجيبها في شرود مطعم بالحزن علشان عنده شغل اهم مننا .فهو لم يحاول استرضائها واكتفي اليها بالوعيد والقصاص بأنه سيتركها كالبيت الوقف اذا صممت ولم تعد اليه شاعرة بالندم .
الصغيرة بدهشة هو الشغل بتاع بابا اهم مننا يا ماما
وعت رهف لما أردفت للصغيرة فعدلت كلماتها قائلة قصدي بابا عنده شغل مهم يا حبيبتي وطبعا مش اهم مننا دا بابا بيحبنا قوي .. وهو هيخلص شغل ويجي ورانا على طول ..نعم فلن تقل عليه شئ مشين فهو ابوهم ولن تلوث ذاكرتهم البريئة بعبق كلماته اللازعة.
كان هناك من يجاهد في الوصول اليها مجددا ..ولكنه فشل في التواصل بها مما جعله يحاول التواصل بأخوته
حاول التواصل بأخويه مرارا وتكرارا حتى يأس من التواصل معهم ليهتف بعدها بضجر وضيق قائلا اووف يادي النيلة هو داو قتك ليقذف هاتفه پغضب ليقع منه اشلاء متناثرة على الأرض هنا وهناك لينحني الي الارض ويلملة بعشوائية ويتركه فوق المنضدة المخصصة لحجرة المعيشة بعدما
جلست تدعو ربها في وجل وخيفة من ان تكون تعرضت الى اذى ما ..فتلك السيدة بمثابة الأم لها فكم كانت عطوفة عليها لقد ملئت بداخلها مشاعر فقد الامومة التي افتقدتها وهى صغيرة وجعلتها بعيدة كل البعد عن مشاعر اليتم فالسيدة فريدة ام حقيقية بالنسبة لها لذلك توجهت الى الله تدعوه بتضرع باكي يارب يحفظك ياماما فريدة ..يارب نجيها من اي اذي وابعد عنها كل شړ ...
مسحت وجهها بكفيها واستنشقت الهواء وقررت أن تجيب زوجه أبيها التي تتأكل من القلق لتقابلها بعد ان استقامت من جلستها هقولك ياماما ..سامر ساعة ما جانا الصبح كان جاي يسأل على ماما فريدة ولما قلتله انها ممكن تكون نزلت تشتري طلب معين ..قالي لا هى سيبة ورقة بتقول انها هتمشي وتسيب البيت وهو كان زي التايه ومش فاهم هى ليه عملت كده .
امل بتية ودهشة فيما سمعت فمن المؤكد أن السيدة فريدة واجهت امر صعب جدا يحتاج لمثل هذا الفعل الذي يصدمهم الأن ولكن عليها الأن مواساة تلك البائسة التي تزرف الدمع وهى تقص هذا إلامر اليها الأن لتهدهدها طب اهدي انتي بس الاول ياحبيبتي واكيد ربنا هيعمل الخير .. الست فريدة طيبة واكيد معملتش كده من فراغ .. وأن شاء تكون خرجت شوية تفك عن نفسها وترجع تاني لان اللي حصل معاها شئ موجع فربنا يكون في عونها .
طب هو ايه اللي حصل معاها قالتها هيام بجهل لماتزرفه زوجة ابيها لها لتكمل مبنتباه وترصد لما تخفيه في جعلتها نحو حال امها البديلة قولي ياماما امل الله يخليكي تعرفي ايه انا معرفوش ..لتسترسل الاخرى بعد ذلك قائلة والله يابنتي ما عارفة اقولك ايه ..كل اللي عرفته من ام سعد جارتنا واحنا بنشتري الطلبات والعيش علشان الفطار ..ان ولاد عمك عيزين يطفشوا امهم من البيت علشان سامر يتجوز في الشقه .
صعقة اصابتها جراء محاكاة الأخرى لها لتصدم هى من مجرد التخيل الى هذا الحد يتحلون بالانانية ..ام لأنها دائما ثؤثرهم على نفسها أرادوا لها هذا ..مما جعلها تهتف بإسقاط هو ايه اللي يجبرها تسيب بيتها علشان البيه يتجوز فيه ميتجوز معاها ويشلها على راسه من فوق كمان ..دي هى الجنة اللي ربنا رزقهم بيها ليه يعملوا معاها كده ليه القسۏة دي كلها وأبيه كمال وابيه رءوف أذاي يوفقوا على كلام فارغ زي دا .
تجيبها الاخرى بجهل والله يابنتي معرف غير انهم اتفقوا مع نسوانهم واخوهم على كده .. فأكيد زعلت واخدت على خاطرها منهم وخصوصا أن ام سعد حكتلها على الكلام ده لما سمعته من ام أحلام..
هذا هو الحال في تلك الأحياء الشعبية التي تسكن فيها النفوس البسيطة التي لا يكمن بداخلها سوي كل خير لبعضهم البعض ولكن بصورة كبيرة يدخلون في امور بعضهم الشخصية بأستباحة لها دون حزر فهذا القرب بينهم يجعلهم ينكشفون على اسرار بيوت بعضهم دون حزر فالجميع هناك يعتبرون أن هذا الأمر عادي فهم جميعا واحد .
بقلم إيمان فاروق
التاسع عشر
بعد محاولات عدة بالاتصال بمن انجبته وتخدير ضميرة من خلال زوجته التي اعطته جرعة زائدة من المخدر العاطفي بكلماتها المعسولة مما جعله يمضي في طريقه دون أدنى تفكير في العودة ..
خرج كمال من منزله مستقل سيارته ليتوجه إلى اخوه رءوف كما اتفقا في السابق ليرافقه