الإثنين 25 نوفمبر 2024

خالتي بقلم ايمان فاروق

انت في الصفحة 30 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

وسعادة وحنان كلمات اخرجتها من جعبتها وهى تخط عبر صفحتها بالفيسبوك..لتشارك بها على أمل أن تكون رسالة تستقبلها أمها التي تختفي علامتها الخضراء وتنم عن غيابها عن مواقع التواصل الاجتماعي كلها.
وقفت أبتهال في تيتها تحاول الخروج من مأذقها هذا لم تتخيل يوما انها ستعود إلى بيت أمها هكذا وبهذه الطريقة المشينة لها فزوجها ېعنفها ويضعها في ماذق دون شفقة او احترام لعمرها الذي ضاع في خدمته هو واولاده بل وامه أيضا دون كلل اوملل منها .. لتهتف بداخلها في حيرة انتي فين يا أمي ..بحاول اكلمك وانت قفلة تليفونك ياااارب عني وخليك معايا علشان اتجاوز الموقف الصعب ده.
فهى منذ صباح اليوم وهى تحاول أن تتواصل بها ولكنها لم تستطيع فعادت تلملم اشيائها لكي تذهب اليها فهى كانت تريد أن تخبرها بما ألت اليه الأمور معها ولكن اين ستذهب بعدما تترك امها منزلها لأخيها وخاصتا انها اقرت بذهابها لأحد دور الرعاية الخاصة بالمسنين فياليتها وقفت امامها لتعترض على هذا القرار ..ليتها اشترتها ولم تبيعها بالأمس القريب في المزاد الذي انعقد في بيت العائلة ليلة أمس فهم تركوها جميعا تقرر الرحيل ولم يقفوا امامها ليردوها بقولهم لا يا أمي لن نتركك ترحلين بعيدا عنا ..هذا التفكير جعلها تستكين بعض الوقت وبعد حديث ام زوجها اليها مما جعلها تتريث قليلا فربما يأتيها نادما وان تكون ذلة من لسان لا يقصدها لتتفاجاء بقدومه نحوها لتتصنع انها تعد اشيائها حتى تحافظ على ماء وجهها أمامه حتى يتثنى له الحديث.
يستنشق انفاسه قليلأ بعدما أخبرته أمه بما دار بينهن وبأنها جعلتها تهدأ قليلا وعليه إدارة الأمور بحكمة بينهم واحتواء زوجته قليلا حتى تهداء العاصفة فهى تراها محقة وهو عليه الاستحمال والمعاونة لها ولكنه يستشيط غيظا من تحكمها امامه ومعاندته بهذا الشكل وجعله بهذا المنظر أمام امه وامام ابنتيه اللاتى وقفن لمشاهدتها وهى تتجراء امامه بصوتها العالى ولن ينكر ان موقف امه اسعده قليلا وخصوصا انها استطاعت أن تنول من ثورتها وتهدئا قليلا مما جعله يظن عزوفها عن فكرة المغادرة لتوجه نحوها في خيلاء منه ليتلفظ أمامها بغرور وثقة اغاظتها منه..فهى اخبرته أن أمها ستترك منزلها لأخيها الصغير حتى يتزوج بها أذا هى لن ترحل وستظل قابعة تحت جناحه ..فكيف لها ان تذهب إليها هناك .. ابى ان يجبر خاطرها وقتها ظن منه انه سينول منها معاقبا إياها لما زرفت إليه ليقول بسخرية يا ترى الست هانم هتروح لأمها الي كانت عيزاها تيجي تقعد معاها هنا في البيت بعد ما اتنزلت لأبنها عن بيتها علشان تفرح بيه وتجوزه ..والا هتخديها معاكي وتلفو على البيوت سوا يمكن تلاقو الي يتاويكم ويستحملكم .
استنشقت الهواء لتحرره بكبرياء وهى تقول بعدما اصاب قلبها بالحزن والألم جراء محاكاته التي اسقطته من نظرها تصدق بالله ..انا خلاص نزلتك من نظري واكملت بقوة وصدق اجفله بعدما ركلته بكلماتها الأولى والله حضڼ أمي في الشارع اكبر ستر ليا وليها يااا سندي او يالى كنت فكراك كده ..لكن على العموم هريحك برضوا علشان خاطر عيالي اللي انت مع الأسف ابوهم ..انا هاخد امي واروح البلد ومش هحوجها لحد غيري بامر الله وبالنسبة للمصاريف فأنا مش عايزة منك حاجة وفرهم لنفسك و لولادك وللست الوالده هيا هتحتاجهم علشان مسئوليتها هتكتر فالأيام الجاية وانت مرتبك يا حرام على قده ..وانا بقى هقدم على معاش بابا الله يرحمه وان شاء الله هيكفيني وزيادة واستطردت بحزم وهى عازمة على الرحيل بس ياريت يا استاذ محمد تنهي الي بينا بما يرضي الله وبهدوء من غير شوشرة وانا مش عايزة منك حاجة كفاية اني هخرج من جبروتك وتسلطك واننيتك واخيرا انى هبعد عن سم لسانك اللي سمعته من شوية
انهت حوارها وهى مازلت تحتفظ بكبريائها وهى تلملم اشيائها لكي لا يشمت بها ..تعجبت لقوتها امامه بعدما تعجب هو لتفكيرها هذا وكأنها مستعدة لهذا الموقف ..ولكن شئ ما الهمها واهداها هذا التفكير حتى لا ينول منها زوجها وتجلس معه مکسورة بعد كلماته اللازعة هذه ..لتخرج بعدها متوجهة لمنزل امها تحت نظراته الغاضبة والمندهشة لتغيرها امامه هكذا ويقف عاجزا أمامها بعدما اهانها دون وعي منه وأدراك فهو ظن انه يثأر لرجولته امام الجميع ولكنه وبكل غباء فقد احترامها وتقديرها له كما قالت فهى كانت تعتبره سندا لها ودرع صلب تتكئ عليه في شدتها ولكن هو خزلها الأن ليخر جالسا ليضع يده فوق رأسه التي اصدعها تصاعد الډماء فيها فمن الواضح انه اخطئ خطأ فادح بفعلة وتعنته معها وليته يستطيع العودة إلى الخلف معها
ولكنها لن تقبل بعد اهانتها تلك والتي اصابتها في مقټل.
. . . . . . . . . 
دلفت اليه امه في خزي من فعلته وحسرة من وضعه امامها الأن ..فهو كسر بخاطر زوجته واخطأ في حقها واهانها اهانة لن تغتفر ووضع أمه في صورة قبيحة الأن فهى من جعلتها تنتظر بعد حديثها معها واقنعتها على البقاء ولكن هو خيب ظنها فيه فوضعها الأن لا تحسد عليه فهى في نظر زوجة ابنها متواطئة معه لكي ينول منها ومما زاد حزنها ابنائه المنهارين من شدة البكاء وهى تخشى عليهم فحالتهم ليست بالمبشرة بالخير .
ففتاتيه يبكين في الخارج بعدما حاولن إيقافها عن السير الى الخارج ليقولن بترجي باكي ماما بالله عليكي متسيبناش .. علشان خاطرنا احنا ..اقعدي وملكيش دعوة بيه وكلنا مش هنكلمه ..هو ميستهلكيش. قالتها روفيدة باكية وهى تترجى بدمعاتها وتتشبس بملابسها التي سحبتها منها برفق قائلة معلش يا روحي لازم امشي لأن البيت ده مبقاش بيتي فترة كده بس وهرتب اموري وابعتلك انتي واخواتك تيجو تعيشوا معايا
انهت كلماتها بوداع صامت وخرجت لوجهتها حيث بيت أمها التي خرجت دون أن يعرف أحدهم عنها شئ وهى عازمة على احتواء امها حتى وان اخذتها بالفعل لبلدتهم الريفية حيث الحياة البسيطة البعيدة عن الضجيج الذي ېقتل برائة المدينة . 
. . . . . . . . . . . . . . 
كانت هناك في تلك الدولة غريبة بعدما وقفت هى الأخرى أمامه بتحدي بلغ اقصاه فهو الحبيب الذي هان عليه ألمها وسخر من مشاعرها بل وقسى عليها في تعنيفه ..مما جعلها تتوجه الى بعض الأصدقاء الذين تعرفت عليهم خلال مكوثها هناك لتتوجه مهم للسفارة الخاصة ببلدها الأم تناشدهم الوقوف معها حتى تعود لوطنها من جديد بعدما رفض هو مساعدتها في هذا الأمر بل زاد معها عڼفا وحجزها فالمنزل وهو يعتقد انها ستعزف عن قرارها هذا ولكنها ابت العزوف وخاصتا بعد اهانته لها ولأمها ونعتها بالمدللة التي لا تتحمل المسئولية ولا تحترم بيتها وزوجها تلك اهانة لن تغفرها فهى في سنوات زواجها لم تتجاوز معه وكنت له كل الاحترام والتقدير بل كانت خاضعة له بالكامل لذلك اوجعها اهانته وجعلها تصمم على العودة حيث النقاء والصفاء النفسي بين أحضان امها..
استقلت الطيارة
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 58 صفحات