الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

خالتي بقلم ايمان فاروق

انت في الصفحة 35 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

تلك الدور التي لا تليق لها ولا تناسبها لأنها ليست بالوحيدة فهى لديها من الرجال وهو لن يتخلى عنها ابدا.
. . . . . . . . . . . . . .
رءوف شاردا بهذا المنظر الذي استحسنه في تلك الإشاراة الحمراء التي فرضت عليه الإنتظار فتلك السيدة التي شدت انتباهه وهى تحمل طفلها وتتمسك بالاخر جعلته يبتسم فهى الأم دوما تحمل أعباء أطفالها بسعادة تحميهم صغارا وتحافظ عليهم تحت ظلها من عناء الطريق ..ليتذكر امه فكم عانت معه صغيرا في مثل هذه الظروف
ماما شيليني ..انا مش هامشي دا كله .
يارؤوف ياحبيبي امشي جامبي علشان شايلة اختك .
هو بتزمر وپبكاء مصطنع اشمعنى رهف تشيليها وانا امشي كده هو انتي مش بتحبيني زيها .
تجيبه هى بحنو ووهن دا انت روحي بس علشان هى صغننه ..وانت راجل مش هقدر اشيلك واسيبها علشان هى مش هتعرف تمشي .
يهتف پبكاء وضعف قائلا ليستدر عطفها طب انا رجلى بتوجعني قوي ودايخ وقام بوضع يده فوق رأسه بمكر تمثيلي ليرهق به نابضها وقلقها عليه ليكمل قائلا انا تعبان ومش هقدر اعدي الطريق .
تذكر لهفتها عليه وقتها فكم افزعها معاناته وألمه الذي اصتنعه وقتها ولكن رحمتها به جعلتها تحمله في عناء على كتفها من اعلى بعد ان تركت الصغيرة على الأرض ثم رفعتها مرة اخرى لتسكن احضانها لتهداء من حالة البكاء التي انتابتها بعدما تركتها من اجله ..كم كان في نشوة وهو يرى الناس من فوق اكتافها فكم رفعته فوق الجميع وهو اليوم ينزلها من على اعناقه حتى يريح نفسه من حملها الذي لا تحمله هى اياه من الأساس ..فشح زوجته يجعلها تتلاشى التعامل معها وهو يريد الراحة ولكن اي راحة وهو يهوى بها الى حيث لا رجعة فهل يتنصل من غاليته من أجل شح زوجته يا ويله لقد كاد أن يقع في بحر الظلمات ..فكيف له ان ينزل قامته من فوق اكتافه بعدما رفعته هى الى السماء بفضل اعتنائها به صغيرا وتربيتها ودعائها كبيرا ..وعى لنفسه والعبرات تكسو وجنتيه فقد رفعت ستائر الغباء من فوق مرأتيه ..لن يتنصل من مسئوليته تجاهها حتى وان وافق أخويه..ان لزم الأمر سيترك تلك الشحيحة من أجل الاعتناء بغاليته فهو لن يضيع جنته مجددا سيمكث تحت اقدامها لعله يهنئ بقربها من جديد .
وقف يستمتع بهذا المشهد الذي لفت انظار الآخرين ففي وجود الأم راحة وامان تذكر هاربته التي تركته كالتائه الأن فكم اشقاها صغيرا وهو يسير معها في الطرقات ..كم كان يجبرها على اقتناء الاشياء دون النظر لحالتهم المادية وقتها ماما ..انا عايز اللعبة دي .
هى بعطف وحنو حاضر يا حبيبي ..ربنا يسهل واشتريهالك .
هو بعناد يقف ويتزمر ويبكي بصوت عالي ليضغط عليها بمكر طفولته ما ليش داااعواااا ..عاااايز دي وهو يشير الى تلك اللعبة التي لا تمتلك سوى ثمنها وتقتنيها من اجل اسكاته وسعادته وتعود مترجلة وهى تحمل مقتنياتها فهى انفقت كل ما معها من أجل مشتروات بيتها و لم يتبقى معها نقود بفضل انها انفقت المتبقي في جلب لعبته ليبكي وقتها مستغيثا بها ااااه ياماما ..رجلى ..احنا مش هنركب انا رجلي وجعتني قوي .
لم تقسو عليه ولم تعنفه بل حملته برحمتها فوق احد كتفيها وهو يحمل لعبته بسعادة دون النظر الى عنائها المعنوي او المادي فكم كان انانيا وهو صغير وكم ذاد دنائة عندما وافق على تركها المنزل من أجله لقد ضحت سابقا له مرات ومرات وأثرته على نفسها ولم تخزله يوما في طلب له وهو اليوم يخزلها فقد كان دوما يخبرها انه لن يتركها فكيف تركها الأن هل فقد عقله ..لا لن يهنأ له بال الا بعد ان تعود جنته اليه ليستقر تحت اقدامها
مقبلا اياها علها تسامحه فيما كان سيفعل بها وعلى تلك المدعوة نشوى ان تقبل بها في حياتهم فهى من المؤكد انها ستوافق لأنها تحبه فهذا ما يظن ولكن يجدها الأن وبعد ذلك يكون ما يكون .
هذه هى الأمومة التي فقدوها الأن وها هم يقاسون مر فراقها وليتهم يعلمون أين هى فكل منهم يظن ان الأخر على دراية ولو بالقليل عنها ..لتكمل هى طريقها الي بيت رهف بصحبة تلك اللبنى التي ظهرت لها كالملاك الذي هداها الى هدى الطريق وخففت عنها عناء اليوم الى ان جلست الأن فوق احد الأرائك التي تأخذ مكان جانبي في ردهة المنزل لتبسط جسدها قليلا حتى يرتاح عمودها الفقري قليلا من جلستها طول اليوم لتتفاجأ بعد ذلك بطرق على الباب مما جعلها تتوتر قليلا خيفة من أن يكون أحد أبنائها ولكنها سخرت من تفكيرها فهى تظن انهم ينعمون الأن ..لتستمع لصوت جعلها تطمئن وتندهش في نفس الوقت أفتحي يا أمي انا لبني السواق .
هرولت مسرعة وهى تتوجه نحو الباب بعدما اطمئنت لهذا الصوت وتأكدت بعدما تأكدت من انها بالفعل لبني لتفتح لها الباب وهى تقول اهلا يابنتي ..ايه النور دا . .تعالى اتفضلي .
تقدمت لبني نحوها وهى تناولها بعض الاكياس المحملة بالبقالة التي ممكن ان تحتاجها في يومها هذا لتقول لها قائلة أتفضلي يا ست الكل ..دي شوية طلبات ممكن تحتاجيها ..انا قلت مش هتقدري تنزلى تاني تشتري اي حاجه فجبت شوية طلبات على ما قسم كده ورغفين وكام قرصة علشان لوجعني باليل والا حاجة .
ترقرقت الدموع في عينيها فتلك الفتاة جعلتها تتأكد أن الدنيا مازالت بخير فهناك قلوب رحيمة وعطوفه كحالها فلذلك هدأت نفسها قليلا لتستقبلها قائلة بوجل طب اتفضلي اقعدي وقوليلي حساب الطلبات دي كام .
_أنت بتشتميني يا أمي ..انا مش مالية عينك والا اية ..دانتي في غلاوة امي الله يرحمها وطولة العمر ليكي يارب .
قالتها لبني معاتبة اياها لتقابلها الاخرى بخزي فهى لا تريد ان تثقل عليها في ورأفة بحالها فهى تعمل بيومية فرزقها في الغيب ولكنها لن تكسفها فلذلك قررت قبول تلك الطلبات واهدتها دعائها واقرت في نفسها وهى عازمة على رد جميلها والقت القادم وبعد ان تستقر الأوضاع معها.
بقلم إيمان فاروق
الحادي والعشرين
تقابل الأشقاء الثلاثة امام المقهى دون أن يجلسو ليبدأ كمال متلهفا ايه ياسامر في ايه
يرد الاخر بسؤال دون أن يجيبه ماما كلمت حد فيكم النهاردة.
يتدخل رؤوف مستفسرا ليه هيا مش معاك ..انا بحاول من الصبح اكلمها ومش عارف أوصلها.
كمال بتية وقلق أنا كمان رنيت عليها وبعتلها رسالة ومردتش عليا .. المفروض تكون شفتها انت الصبح .
لا يعرف بماذا يجيب فقد ضاع أمل ان يكونا على دراية بمكانها ولكنه استجمع رباط اجاشاه وتفوه انا صحيت الصبح ملقتهاش ولقيتها سيبالى الورقة دي ..مد يده بها في شرود ليلتقطها رؤوف في لهفة لېنزف نابضه ألما لقد قررت التخلى عنهم قبل ان يفعلوها هم ..لقد فعلتها بيديها حتى لا ټقتل على يد أولادها..ليلتقط كمال الورقة من بين يد اخيه الذي تلحف برداء الصمت من هول الصدمة..ليطبق على تلك الورقة
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 58 صفحات