خالتي بقلم ايمان فاروق
پألم وحسرة بعدما غرق بين سطورها..لقد رحلت وهى تدعو لهم بالسعادة ولكن أين هى تلك السعادة وهى بعيدة ..قرر كل منهما البحث عنها في مكان ما وقام كمال بالأتصال بأحد اقاربهم ليسأله على وجودها بالبيت ليجيبه الطرف الآخر ان البيت مغلق ولا يوجد به احد ..ويتواصل رؤوف بأخته ابتهال ليفاجأ بها وهى تقول ايوا يارؤوف ياخويا ..انا واقفة عند باب ماما بس مش بتفتح ولا بترد على الفون مفيهوش شبكة وسامر كمان.
تحدثت من بين بكائها فهى الأن علمت تفاقم مااقترفوه بحق بتلك السيدة التي ضحت كثيرا من أجلهم يبقى سابتنا زي مكنا هنسيبها يارؤوف .. احنا السبب ..هاتولى ماما بالله عليكم.
يحاول ان يتمالك نفسه حتى لا يهوى على الطريق فانفاسه تخفق كلما تيقن فقدانها وزاد عندما استمع لبكاء اخته التي تبكي مر الفقدان فهى انثى ضعيفة ليته يستطيع النواح مثلها حتى يخرج من حالته هذه ويستطيع بعدها ان يبحث عن ضالته اهدي يا ابتهال ..سامر هيجي يفتح ليك يأما روحي واحنا لما يجلنا اخبار هنتصل بيك.
ليصدم الأخر بعدما سحب منه الهاتف واستمع لحديثها فمن الواضح أن امانته الأخرى كانت تعاني وهو يتوارى عن تفقد حياتهم متعللا انها لا تشتكى من زوجها وانها لابد ان تتأقلم كغيرها من النساء فيجيبها في تيتة وألم مااشي ياابتهال ..هنيجي نفتحلك ونشوف هنعمل ايه.
الدهشةتحتلت ملامحه فهل عرفت رهف أمر أمهم ام عادت هى الأخرى غاضبة من زوجها فهو يعلم انه غيور ومتملك ولكنه كان يلتمس له العزر فهو رجل ويحق له ان يتحكم في امورة الشخصية طالما أن زوجته ترضى بهذا الأمر ولكنه للمرة الثانية يخلف عهده فهو لم يتطرق معها ابدا في السؤال عن احوالها ورضائها الكامل لأفعال زوجها ولكنه اليوم سيحاول ان يصلح ما افسده ولكن عليه اولا استعادة غاليته وبعدها يهون اي شئ..فعليهم الأن تقسيم انفسهم فسامر عليه العودة من أجل شقيقتهم التي تسكن الأن الدرج امام منزل الأم وهو سيذهب إلى المطار ليكون في استقبال أخته رهف فمن المؤكد انها على وصول الأن .
هتفت متلهفة لأستقبال اي معلومة تفيدها عن امر امها ربما تكون في مشوار قريب وستعود انت شفتيها النهاردة يا ام محمود.
امم شفتها الصبح وكانت شايلة شنطة صغيره ولما سألتها قالتلي راحة مشوار صغير وراجعة ..بس كده يبقى اتأخرت قوي .
هيام وهى تجثو أمامها انت قصدك ايه يا ابلة لما سامر جه وسألني عليها فكرتها عندك وهو قالي انه هيتصل بيكي ويروح لأبيه كمال لكن كده انا مش فاهمة حاجة هو في إيه ..ليقطع حديثهم ام محمود وهى تردف طب هى زعلت منكم في حاجة يأختي..دي كانت امبارح فرحانة بمجيتكم قوي .
إجابتها بحزن ممزوج بالحسړة امم محڼا كمان فرحنها بالاقوي لدرجة انها سبتنا و مشيت .
سامر صاعدا الدرج بسرعة لربما تكون قد عادت وينتهي هذا الأمر المؤلم برمته فهو ايقن انه مخطئ وسيعتز لها ولن يفعل اي شئ يحزنها بعد ذلك ولكنه تفاجأ بمن يقطنون امام بابها لينهضوا هاتفين هاا عرفت هى فين .
يحاول استجماع نفسة المشتته ليتمتم بغموض ندخل الأول وبعدين نتكلم ..مينفعش نقف كده على السلم ..لتعتزر منهم ام محمود بعد أن استشعرت الحرج طب بعد أذنكم امشي انا بقى وربنا يعتركم فيها بس امانه عليكم أول متيجي تخلوها ترن عليا وانا كون تحت رجليها دي حنيتها عوضتني عن المرحومة أمي.
ليحرك سامر رأسه بإيمائة متحسرة على تلك السيدة التي اضاعها بأنانيته هو وسلبية اخوته .
ها ياسامر ..عرفتو حاجة عنها قالتها ابتهال حين اغلق أخيها الباب بعد أن استأذنتهم الجارة التي بدى عليها البكاء بعدما علمت بأمر اختفاء امهم ولاحقتها الأخرى بأنفاس متهدجة من الخۏفها مردتش يعني على سؤال ابلة ابتهال .. طب مرحتش لأبية كمال زي ما قلت.
اسبل اهدابه بخزي فهو لا يستطيع البوح بما يشعر فكيف لأمه ان تفعل به هكذا كان عليها تعنيفهم او حتى تقذفهم باقزر الشتائم وياليتها كانت حملت العصا لتعلم على أجسادهم وتعيد تربيتهم من جديد ليتمتم پبكاء واضح على تهدج كلماته مقدرناش نوصلها ..كنت مفكر اني هلاقيها مع رؤوف أو مع كمال لكن لاقيتهم ميعرفوش حاجة وسبتهم كمال راح يجيب رهف من المطار ورؤوف طلع على البلد يمكن تكون راحت ولسه محدش عرف لأنه كلم عم مجدي وقاله ان البيت مقفول بس يمكن تكون لسه موصلتش وأكمل مغمغما بتمني ان يجدها اخيه هناك لازم تكون هناك ..امال هتكون فين.
ترفع رأسها داعية ان يستطيع أخيها اللحاق بها واقناعها على العودة او ستذهب هى اليها هناك ولكن تتذكر كلمات أخيها الأولى لتردف متعجبتة هى رهف جاية صحيح ..انا مكلماها امبارح ومقلتش حاجة زي كده.
هيام متنهدة فهى تواصلت معها صباحا قبل أن يأتيها سامر ولكن لم تخبره وقتها لأنشغالها بأمر غاليتهم امم فعلا هى جاية ..نفسيتها تعبانه وطلبت من الأستاذ ناديم انه يسمحلها بالنزول واصرت عليه رغم انه مش كان موافق .. واكملت مستطردة له بعدما نظرها بعدم استيعاب فهى لديها معلومة كهذه ولم تخبره مسبقا بس موضوع خروج ماما فريدة لخبطني وخلاني نسيت اقولك الصبح وفكرت اصلا ان عندكم علم بمجيها او هى حابة تعملها مفاجأة.
. . . . . . . . .. . .
اخذا يأكل الطريق اكلا.. حتى كادت ان تفرط عجلة المقود من يده وتنفلت إطارات السيارة من فوق الأرض التي استجارت من تلك السرعة التي يسير بها ليصل إلى هناك وينصدم عندما يجد الباب مؤصد متغلغلا بأقفال حديدية كقلوبهم واخواته الذين قسو على تلك
الرحمة المهداة من رب العالمين لهم وهملو هم في رعايتها .. لينكس بعدها رأسه بخزي ويسدل اهدابه لتسقط قطرة من الدمع أمام امله الوحيد .. ويعود كما ذهب ليرجع من حيث بدأ وهو يجرجر ازيال خيبته فأمه ليست هناك ولا احد يعرف عنها شئ ..
مما جعله يزور أحد اقاربهم هناك من المحتمل أن تكون قد توجهت اليه لينفي