الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خالتي بقلم ايمان فاروق

انت في الصفحة 52 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

بجانبه بعدما استشعر السكون الذي يحيط بالمكان فتوجز خيفة من أن تكون ذهبت بلا عودة ولم يفكر في أن ينظر خلف بابها الموصد أمامه الآن حتي يخرج أبيه من صمت الصلاة فانتظر حتي قام أبيه بالتسليم ليرتمي بحضنه دون حوار ليربت أبيه عليه يحنو واشفاق بعدما شاهد حالته المنهكة هذه ليردفحمدالله علي سلامتك يا بني.. يعني لازم حد ېموت علشان تحن علينا وتنزل.. دا كان آخر أمل لينا أنا وامك علشان ترجع.
نديم من بين بكائه فهو في حضرة أبيه فعليه التسليم والبكاء دون خجل الأن من أن ينعته أحد بالباكي فهو دائما صلب يتحمل الأهوال ولكن هنا في داخل اعماق هذا الرجل يفقد خشنوته بل يلقيها خارجا ليعود طفلا صغيرا ليستلذ هذا الشعور الذي هرب منه في الماضي ويتمني أن تعود تلك السيدة لتربت علية تواسيه في فقدانه و ضياع أسرته من بين يديه.
_اه يابابا..وحشتوني قوي..ياريتها ترجع واحس بيدها علي كتفي علشان تطيب خاطري ليخرج من بين أنفاسه المتهدجة علي ربتة حنونه من الخلف ليدير رأسه للخلف حيث إحساسها الدافئ ويعاود النظر الي ابيه ويستمر في التنقل بينهم ببصره دون تصديق ليؤكد له أبيه أنها هي بالفعل ليرتمي بين أحضانها پبكاء أشد وهو يقول
_ الحمدلله..الحمدلله..ربنا استجاب لدعائي.. سامحيني يا امي سامحوني انتو الاتنين..ورفع رأسه ليشبع نظراته منها محدقا في استغراب بس ليه تقولي علي نفسك كده ياست الكل..فداكم أنا والدنيا بحالها.
لتستنشق الهواء ويسمح هو عبراتها المتدفقة في حنان لتتفون قائبة بعتابعلشان حضرتك نسيانا فقلنا نعمل حاجه تفوقك وترجعك لبيتك وعيالك الي رمتهم في بلاد الغربه علشان المسكينه حست بأمها الي كانت هتضيع بسبب انانية اولادها ذيك.. لوكنت صحيح مت كنت هتبقي سعيد ولو حماتك جرالها حاجه كنت هتقدر تسامح نفسك.
ليكمل أبيه وهو ينضم إليهم بأحتضانهم قلنا نديك اخر درس..يمكن يجيب نتيجة وتعقل..وتشوف الخير والنعمه الي فأيدك..ياابني النعمة في زوجة صالحة في عيشة كريمة لكن المال بيروح ويجي.
تحدث نديم بصدق واحترامابنك اتعلم الدرس كويس يا غالي..صدقني كان ممكن ادفع كل ما املك علشان اشوفكم بخير ذي دلوقتي.. انتوا نعمتي الي ربنا هداني بيها..ربنا ميحرمني منكم أبدا.
الأم يتوعد مصطنع ولا يا نديم وحياة ابوك الغالي ده لو مرحتش رضيت مراتك دلوقتي حالا لكون ضړباك وابوك مش هيحوشك مني..واكملت بصدقمراتك متستهلش الي انت عملته فيها يابني.
ليصدق الأب علي كلمات زوجته ليعترف هو بخطئه لأول مرة أمامهم والتوعد لهم بتصليح الموقف مع زوجته فكم اشتاق إليها هي وأولاده لتحسه أمه علي الذهاب إلي بيت حماته كنوع من الموازنة لزوجته دون أن تخبره بحقيقة الأمر ووجود السيدة فريدة في بيته..ليتوجه بعد أن أنعش وجهه ببعض الماء وتناول بعض اللقيمات حتي يقمن صلبه ويستطيع المواصلة فهو لم يأخذ سوي غفلات صغيرة في الطائر ولكن شوقه هو الذي يحركه الأن في التوجه إلي حبيبته وشريكة أيامه..سيكون معها ولو بالڠضب ..سيوازرها في محنتها وسيكون سندها بحق..لن يخذلها مرة أخري.
وهو يدعوا الله في سره أن يستطيع احتوائها والحصول على الغفران منها.
التاسع والعشرين
تتواصل معها بين الحين والآخر حتى تطمئن عليها من خلال الهاتف المنزلي الذي اعطته رقمها لها في احدى الزيارات
لها فلبني مازلت تستشعر معها الحنان التي تفتقده منذ رحيل ابويها وهذه السيدة تذكرها بحنان امها الراحلة لتهتف لها بحب قائلة السلام عليكم يامي ..عاملة ايه ..يارب تكوني بخير .
فريد بود وحبور قائلة وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..انتي عاملة ايه ياغالية ..وحشتيني يالبنى يابنتي ..صوتك وحشني .
يارب يخليكي لينا يا ست الكل ..يارب تكوني بخير . قالتها لبني بتمني حقيقي لها بالخير لتجيبها الأخري برضا الحمدلله انا في نعمة من الله من ساعة ما رهف بنتي رجعت وهيا مرعياني ومش مخلياني محتاجة لحاجة ..نفسي تيجي اعرفك عليها ..متتخبرش عنك في حنيتك كده يالولو .
لبني بود الله ..حلوة لولو من بقك ياماما ..فكرتيني بامي الله يرحمها ويدكي طولة العمر .
فريدة بشفقة عليها ربنا يرحمها يابنتي ويصبرك ويقويكي على حياتك ومسئولياتك ..بس بردوا لازم تيجي علشان انا محتجاكي في توصيلة كده .
لبني في استفسار نحو تلك الوجهة التي تريد الذهاب نحوها طب ومالة ياست الكل ..انا تحت امرك بس على فين العزم علشان اجهز نفسي .
انا ناوية ارجع النهاردة للبيت ..ولادي خلاص جابو اخرهم ومش عيزاهم يقللقوا من نفسهم علشان خاطري ..وسرددت لها نيتها في العودة حتى لا يلجأون الى التواصل مع الشرطة فهى تغيبت عنهم كثيرا وصمتوا على أمل ان يجدوها هنا اوهناك ولكنهم فشلوا في هذا الأمر حتى باتت هى حزينة عليهم اكثر من حزنها منهم ولذلك قررت العودة اليهم وليكن ما يكون حتى وان غضبوا منها من أجل فعلتها معهم فهى ستعود حتى لا يطرون لأبلاغ الشرطة وعمل بلبلة حولهم ولتوافقها لبني الرأي قائلة عين العقل يا ست الكل ..وانا فوريرة هتلاقيني تحت باب البيت منتظراكي كمان نصاية ..واغلقت الخط وهى تهتف بداخلها بالدعاء لهذه الفتاة الطيبة التي حدفتها الاقدار نحوها لتكون سندا لها كما لو ولدتها من رحمها ..لتحمد الله على ما اتاها من خيرات وتتوجه للداخل نحو الخزانة لتلملم اشيائها وهى عازمة للعودة من جديد لتواجه اولادها وتعيد معهم المسار الى اتجاهه السليم . 
. . . . . . . . . . . . . . 
مازلت الوجوه المحبة للجارة تتلوع فقدانها فأم محمود تحاول دائما التواصل بأبنائها في الذهاب والأياب والسؤال عليها للأطمئنان لتأتيهاةالجارة الاخرى ام سعد لترافقها في جلستها ويتبادلن الحديث الا مفيش اخبار عن الست فريدة يا ام سعد .
تجيبها الأخرى بأسى وهى تقول ابدا والله يا أم محمود ..معرفش حاجة ..كل الأخبار بينا على وشوش ولادها المليانه حزن ..دول يا حبة عيني شكلهم مبينمش واللي جري لأهالى نسوانهم يحرام ..كل واحده عندها مصېبة اكبر من التانية ..أحلام متبهدلة ورا اخوها ياحبة عيني وامها وابوها باعو اللي وراهم وقدامهم علشان يكملوا مصاريف العمليات مهو اصله هيعمل كذا عمليه وكل واحدة اخطر من التانية ياقلب امه ..ربنا ينجيه علشان امه الغلبانه.
ام محمود وهى تمصمص شفتيها في تشديق يا حول الله يارب ..كان مستخبي للحارة دا كله فين .. الأخبار كلها وحشة اذا كان على ابن ام احلام والا الحاجة فريدة وغيبتها اللي طولت ..والا الست الغلبانة ام أمال اللي لقوها هى وبنتها مرمين في شقتهم ولولا الدكتور رءوف الله يباركله كان رايح يطمن على الست المړيضة لكانت مراته راخرة راحت فيها ..ربنا يرحمها ويصبر قلب بنتها ويرجعها لعقلها ..اصلهم بيقولو اټجننت .
تدخلت من كانت تخرج من الداخل وهى تخبط على صدرها بكفها قائلة وما كانت غير زوجه ابنها التي قالت يالهوي يامه ..انت بتقولى ايه اسمها عيانة نفسية ..وياريت متقوليش حاجة احسن حد من عند الجماعة يسمع ويزعلوا .
وهو انا قلت ايه يعني ..مش احنا لما روحنا نعزي كانت زي المجانين ومش دريانه بينا ..هو
51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 58 صفحات