خالتي بقلم ايمان فاروق
بجانبه بعدما استشعر السكون الذي يحيط بالمكان فتوجز خيفة من أن تكون ذهبت بلا عودة ولم يفكر في أن ينظر خلف بابها الموصد أمامه الآن حتي يخرج أبيه من صمت الصلاة فانتظر حتي قام أبيه بالتسليم ليرتمي بحضنه دون حوار ليربت أبيه عليه يحنو واشفاق بعدما شاهد حالته المنهكة هذه ليردفحمدالله علي سلامتك يا بني.. يعني لازم حد ېموت علشان تحن علينا وتنزل.. دا كان آخر أمل لينا أنا وامك علشان ترجع.
_ الحمدلله..الحمدلله..ربنا استجاب لدعائي.. سامحيني يا امي سامحوني انتو الاتنين..ورفع رأسه ليشبع نظراته منها محدقا في استغراب بس ليه تقولي علي نفسك كده ياست الكل..فداكم أنا والدنيا بحالها.
ليكمل أبيه وهو ينضم إليهم بأحتضانهم قلنا نديك اخر درس..يمكن يجيب نتيجة وتعقل..وتشوف الخير والنعمه الي فأيدك..ياابني النعمة في زوجة صالحة في عيشة كريمة لكن المال بيروح ويجي.
الأم يتوعد مصطنع ولا يا نديم وحياة ابوك الغالي ده لو مرحتش رضيت مراتك دلوقتي حالا لكون ضړباك وابوك مش هيحوشك مني..واكملت بصدقمراتك متستهلش الي انت عملته فيها يابني.
التاسع والعشرين
تتواصل معها بين الحين والآخر حتى تطمئن عليها من خلال الهاتف المنزلي الذي اعطته رقمها لها في احدى الزيارات
لها فلبني مازلت تستشعر معها الحنان التي تفتقده منذ رحيل ابويها وهذه السيدة تذكرها بحنان امها الراحلة لتهتف لها بحب قائلة السلام عليكم يامي ..عاملة ايه ..يارب تكوني بخير .
فريد بود وحبور قائلة وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..انتي عاملة ايه ياغالية ..وحشتيني يالبنى يابنتي ..صوتك وحشني .
يارب يخليكي لينا يا ست الكل ..يارب تكوني بخير . قالتها لبني بتمني حقيقي لها بالخير لتجيبها الأخري برضا الحمدلله انا في نعمة من الله من ساعة ما رهف بنتي رجعت وهيا مرعياني ومش مخلياني محتاجة لحاجة ..نفسي تيجي اعرفك عليها ..متتخبرش عنك في حنيتك كده يالولو .
لبني بود الله ..حلوة لولو من بقك ياماما ..فكرتيني بامي الله يرحمها ويدكي طولة العمر .
فريدة بشفقة عليها ربنا يرحمها يابنتي ويصبرك ويقويكي على حياتك ومسئولياتك ..بس بردوا لازم تيجي علشان انا محتجاكي في توصيلة كده .
لبني في استفسار نحو تلك الوجهة التي تريد الذهاب نحوها طب ومالة ياست الكل ..انا تحت امرك بس على فين العزم علشان اجهز نفسي .
انا ناوية ارجع النهاردة للبيت ..ولادي خلاص جابو اخرهم ومش عيزاهم يقللقوا من نفسهم علشان خاطري ..وسرددت لها نيتها في العودة حتى لا يلجأون الى التواصل مع الشرطة فهى تغيبت عنهم كثيرا وصمتوا على أمل ان يجدوها هنا اوهناك ولكنهم فشلوا في هذا الأمر حتى باتت هى حزينة عليهم اكثر من حزنها منهم ولذلك قررت العودة اليهم وليكن ما يكون حتى وان غضبوا منها من أجل فعلتها معهم فهى ستعود حتى لا يطرون لأبلاغ الشرطة وعمل بلبلة حولهم ولتوافقها لبني الرأي قائلة عين العقل يا ست الكل ..وانا فوريرة هتلاقيني تحت باب البيت منتظراكي كمان نصاية ..واغلقت الخط وهى تهتف بداخلها بالدعاء لهذه الفتاة الطيبة التي حدفتها الاقدار نحوها لتكون سندا لها كما لو ولدتها من رحمها ..لتحمد الله على ما اتاها من خيرات وتتوجه للداخل نحو الخزانة لتلملم اشيائها وهى عازمة للعودة من جديد لتواجه اولادها وتعيد معهم المسار الى اتجاهه السليم .
. . . . . . . . . . . . . .
مازلت الوجوه المحبة للجارة تتلوع فقدانها فأم محمود تحاول دائما التواصل بأبنائها في الذهاب والأياب والسؤال عليها للأطمئنان لتأتيهاةالجارة الاخرى ام سعد لترافقها في جلستها ويتبادلن الحديث الا مفيش اخبار عن الست فريدة يا ام سعد .
تجيبها الأخرى بأسى وهى تقول ابدا والله يا أم محمود ..معرفش حاجة ..كل الأخبار بينا على وشوش ولادها المليانه حزن ..دول يا حبة عيني شكلهم مبينمش واللي جري لأهالى نسوانهم يحرام ..كل واحده عندها مصېبة اكبر من التانية ..أحلام متبهدلة ورا اخوها ياحبة عيني وامها وابوها باعو اللي وراهم وقدامهم علشان يكملوا مصاريف العمليات مهو اصله هيعمل كذا عمليه وكل واحدة اخطر من التانية ياقلب امه ..ربنا ينجيه علشان امه الغلبانه.
ام محمود وهى تمصمص شفتيها في تشديق يا حول الله يارب ..كان مستخبي للحارة دا كله فين .. الأخبار كلها وحشة اذا كان على ابن ام احلام والا الحاجة فريدة وغيبتها اللي طولت ..والا الست الغلبانة ام أمال اللي لقوها هى وبنتها مرمين في شقتهم ولولا الدكتور رءوف الله يباركله كان رايح يطمن على الست المړيضة لكانت مراته راخرة راحت فيها ..ربنا يرحمها ويصبر قلب بنتها ويرجعها لعقلها ..اصلهم بيقولو اټجننت .
تدخلت من كانت تخرج من الداخل وهى تخبط على صدرها بكفها قائلة وما كانت غير زوجه ابنها التي قالت يالهوي يامه ..انت بتقولى ايه اسمها عيانة نفسية ..وياريت متقوليش حاجة احسن حد من عند الجماعة يسمع ويزعلوا .
وهو انا قلت ايه يعني ..مش احنا لما روحنا نعزي كانت زي المجانين ومش دريانه بينا ..هو