وقفت منيره
وسلم قال خيركم خيركم لأهله وأنت عملتي بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لما بقيتي بارة ورحيمة بأمك وأخواتك يعني دلوقتي بقيتي في مكانة أفضل عند ربنا خليك زي ما أنت كدا يا حبيبتي ازرعي الخير وأن شاءالله حصادك هيكون الخير اللي زرعتيه وأوعي في يوم ټندمي على خير زرعتيه وملقتيش مقابل ليه غير النكران والخسة لأن هتلاقيه مستنيك في الأخرة أن شاءالله يرفع من درجاتك في الجنة.
بجد يا أبلة مكة يعني كدا ربنا بيحبني هو والنبي عليه افضل الصلاة والسلام.
أمأت لها مكة بحنو.
طبعا يا حبيبتي بيحبوك وأن شاءالله مساعدتك في تربية أخواتك الأيتام هتخليك تجاوري النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
ضمتها رضا بلهفة وسعادة ثم أبتعدت عنها.
أن شاءالله عمري ما هقدم غير الخير وهفضل اساعد أمي حتى لو مش هتجوز طالما المكافأة بتاعتي أني أبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بعد أذنك انا هقوم اجهزلك الغدا ليك أنت وعم مختار عما يكون جه عشان متدوخيش تاني.
طيب يا حبيبتي ماشي بس خدي ده الأول وأبقى شوفيه هيجي مقاسك كدا ولا لأ.
أمسكت رضا الحقيبة تتفحصها بعناية شديدة.
هو أيه ده يا ابلة مكة
أبتسمت مكة لها بعذوبة.
ده فستان على ذوقي مختاراه ليك وأن شاءالله المرة الجاية هجيب لحد من اخواتك رمضان بعد شهر واكيد مامتك مش هتقدر تجيب لبس العيد لكل أخواتك من غلو الاسعار السنادي فانا قررت أجيب اللي أقدر عليه وتبقى هى تكمل الباقي بس خليها في سرك ومتعرفيش حد هنا ماشي.
بس ده كتير عليك قوي يا ابلة مكة.
أبتسمت مكة لها بحنو.
ولا كتير ولا حاجة يا حبيبتي ياريت اطول اكتر من كده وانا كنت عملت الحمدلله على كل حال وبعدين أنت مش عايزانى أجاورك في الجنة ولا أيه.
انحنت رضا فجأة تريد تقبيل يد مكة لأحساسها بالأمتنان لها على مساعدتها الكثيرة لهم لكن مكة أسرعت تسحب يدها منها وهى تنهها عن فعل ذلك لأي أحد مهما كان فعله لها وأمرتها بعدم خفض رأسها بذل بل لو أرادت تخفصها خجلا وحياء لا ذل ومهانة وخنوع وجعلت رضا تعاهدها على ذلك. خرجت رصان من غرفة مكة بعدما أحتصنتها بحب ثم دعت الله لها كثيرا أن يمن عليها من واسع فضله وأن يجبرها جبرا يتعجب منه أهل الأرض وأهل السماء كما جبرت خاطرها بكلامها الطيب وهديتها الغالية على قلبها.
والله يا رضا كفاية عليا الدعوتين الحلوين دول منك ومحدش ضامن نفسه ولا عارف بكرة مخبيله أيه مش يمكن في المستقبل أحنا نكون مكانك وأنت تكوني مكانا وبعدين احنا بنو أدم كلنا في الأخر سواسية كأسنان المشط هنقف قدام رب كريم مفيش فرق بين عربي واعجمي غير بالتقوى وربنا يجعلنا من المتقين الذين وعدهم ربهم بجنة ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وربنا يجعلنا ممن لا ېخافون في الله لومة لائم.
ظلت نرمين اليوم بأكمله تعد نفسها جيدا من أجل الذهاب بشكل مميز وملفت للنظر كي تنجح في جذب أحد الأثرياء لها وتجعله يقع أسيرا لحسنها ثم تبدأ في لف شباكها حوله ومحاصرته كي تسحبه لطلبها للزواج وبذلك تكون قد حققت رغبتها في التخلص من حياة الفقر التي تحياها وتخرج من ذلك البيت الذي أشبعها بؤسا وحرمانا ولكي يكتمل جمالها من وجهة نظرها وجدت أن الحجاب سيقلل من ذلك لذا تخلت عنه وفضلت أن تظهر شعرها من أجل أن تبدو فاتنة وحذابة في نظر الجميع ولم تكترس لتعليم دينها الذي حرم عليها أظهار شعره واحدة من شعرها ولا لأخلاقها التي تربت عليها وبعد أن أنتهت من مراحل التجميل المتعددة ارتدت فستان يحدد شكل منحنيات جسدها مفصلا أدق تفاصيله فقد أختارته من الستان الأسود ذو أكمام وصدر من الشيفون ومن الخلف يصل لمنتصف ظهرها يظهر بشړة جلدها واضحة من تحته ثم اسدلت شعرها بنعومة بالغة بعدما قضت عند خبيرة التجميل فوق الخمس ساعات تعيد صبغه وتهيئته وكيه من إجل أن تبدو جميلة وكاملة الأوصاف حمدت ربها في سرها أن والدتها مرضت قبل يوم واحد من الزفاف بالحمى مما جعلها غير قادرة على النهوض من فراشها وظلت توصيها وتعطيها عصارة خبرتها في أصطياد الأثرياء فقط كي يكون المنقذ لهما وينقلهما لحياة الترف التي لطالما تمنينا عيشها انتهت نرمين من سماع وصايا والدتها ومن تجهيز نفسها أيضا ثم حملت حقيبتها وخرجت تستقل السيارة التي طلبت من صديقتها ارسالها لها كي تحضر بها إلى منزلهم حيث سيقام حفل الزفاف وبعد قطع السيارة لمسافة طويلة بها وصلت أمام بوابة القصر الخارجية شاهقة الأرتفاع والتي تفتح تلقائيا بالكهرباء عند أقتراب أي سيارة منها وبعد وصولها للباب الرئيسي نزلت منها ودخلت حيث وجهها أحد منظمي الحفل لمكان تواجد صديقاتها بعدما أخبرته بهويتها سارت لحيث أشار لها عند أحد غرف في الطابق الأرضي طرقت الباب ودخلت عندما أذن أحدهم لها من الداخل وعندما ولجت بداخلها وجدت صديقاتها تجلس تحت يد العديد من خبراء التجميل والموضة من أجل تجهيزها وتزينها على أكمل وجه أشارت لها روفان بالجلوس على مقعد بجوارها حتى تنتهي وبعد ما يقرب من الساعة وقفت نرمين تنظر لصديقتها بحسرة وحزن فقد أرتدت فستان أقل ما يقال عنه في عالم الأزياء والموضة روعة فنية فتصميمه يشبه لحد كبير التصاميم الفرعونية مع لمسة عصرية جعلته يبدو عليها غاية في الجاذبية والأثارة وبالمقارنة مع فستانها فهو يبدو بالنسبة له كقطعة من المخمل تقارن بقطعة من الجوخ الخشن أسرت نرمين غيرتها داخلها وبمهارة فائقة في النفاق أظهرت وجهها المحب والمنبهر بجمال صديقتها وظلت تتملقها بأسمى عبارات الثناء خرجتا الأثنتان عندما بدأ الحفل يسيران نحو تجمع العروسان تسارع الجميع على مصافحة روفان وهى تسير حيث يوجد أخاها وعروسه نظرا لمكانة والدها ولم يعيرا نرمين اي أهتمام مما جعلها تبدو كوصيفة لصديقتها التي عاملها الجميع كا ملكة مما زاد في نفسها الحقد والكره عليها وودت لو كانت مكانها وحظيت بكل ما كان لها من حب وأهتمام ومجاملات ظلت تتبعها وهى ساكنة واجمة عندما أيقنت أنها ليست سوى تابع بدون قيمة لن يراها ولن ينظر لها أحد مهما فعلت فهى لا تنتمي لهذا العالم ولا تعلم كيف يدار ولا ماهية معاييره التي عليها اتباعها كي تحظى بالقبول لدى أصحابه وقفت بالقرب من صديقتها وهى تتراقص مع أخيها وعروسه تصفق وهى ترسم ابتسامة باردة على وجهها لكنها فوجئت ب روفان تسحبها معها لتشاركهم التمايل على أنغام الموسيقى الصاخبة فوجدتها فرصة ذهبية لها لكي تظهر مدى ليونتها وأنوستها لعل أحد يفتن بها لم تتوانى عن التراقص بحرفية وكأنها راقصة شرقية جعلت من حولها يلتفون حولها دائرة يصفقون لها بتشجيع وكما تمنت وأرادت التقطت عيناها شابا يبدو عليه الثراء يطالعها بأعجاب فأطمئن قلبها وبدأت في أزدياد تمايل قوامها القد بغنج ودلال لدرجة جعلت الكثير من الرجال يزدرئنا لعابهم من شدة أثارتهم برقصها المغري وودا كل واحدا منهم لو كانت له ولو لليلة واحدة فقط انتهت الموسيقى وتوقفت معها تلتقط أنفاسها المتعالية من كثرة ما بذلته من مجهود ثم تركت ساحة الرقص وذهبت حيث يقدمون الشراب وطلبت كوب ماء لترطب به جفاف حلقها فوجدت من يتحدث من خلفها بعبارة أطراء جعلتها تسعل من دخول الماء لمجرى تنفسها بعدما صدمت من تتبعه لها اقترب منها الشاب يتفحصها بدقة وينظر لكل مغريات جسدها برغبة فزادت في تغنجها كي تستقطبه لفلكها وتجعله أسير هواها.
ابتسمت له بنعومة واسبلت عينيها برقة.
ميرسه بكوه.
أمد لها الشاب يده لكي يتعارف عليها.
ماجد الشرقاوي أبن عبدالعظيم الشرقاوي صاحب مصانع الأغذية.
رقص قلبها فرحا وأمدت يدها له وهمست برقة.
تشرفنا