وقفت منيره
ولا لأ.
أقترب حسام منها يطمأنها أن لا تقلق.
مټخافيش انا هقوله أني مش عايز حاجة غيرك بس واللي هنقدر عليه نجيبه وبعد الجواز نكمل نبقى الباقي.
أتت سعدية من خلفهما تؤيد قول أبنها بعدما أستمعت له.
الله ينور عليك يا حبيبي كلامك عين العقل والله ومتحملوش هم انا هديكوا كل الفلوس اللي معايا ودهبي كمان وأن شاء الله هتكونوا مبسوطين هو انا ليا غيركم.
لأ يا طنط كدا بابا هيزعل قوي دا حالف انه يجبلي جهاز احسن من اللي جابه لغادة اختي كمان.
ربتت سعدية على ذراعها برفق.
يا حبيبتي انا هقنعه ملكيش دعوة وبعدين يا بنتي مش مهم العزال والفرش المهم السعادة وراحة البال انا كنت حاضرة مع اختك ومنيرة وهما بشتروا الحاجة قطموا ضهر ابوكي في مجايبها واختك ولا اتهنت بيها ولا استعملتها وسافرت وسابتها وعلى ما ترجع هتغيرها كلها عشان يا هتكون باظت يا هتغيرها عشان موضتها قدمت.
فعلا كلامك صح يا ماما وبعدين انا اهم حاجة عندي انت يا حبيبتي تكوني في بيتي مش شوية عزال.
تعالت دقات قلب مكة بسعادة وأحمر وجهها خجلا.
بجد مش عارفة أقوللكم أيه غير ربنا يخليكم ليا يارب.
ربتت سعدية على ذراعه.
خلاص سيبها بقى يا حسام ليغمى عليها اصلها احمرت من كتر الكسوف.
ماشي يا سوسو هسيبها مؤقتا عشان خاطرك بس انا داخل اغير وبسرعة جهزوا الفطار مبقاش على المغرب كتير.
بعد فترة قصيرة جلسوا على طاول الطعام يستمعون لصوت الشيخ محمد رفعت يتلو آيات الذكر الحكيم من سورة البقرة في الدقائق المتبقية على رفع اذان المغرب في جو مليئ بالدفئ العاطفي الذي حرمت منه مكة في منزلهم ولكم تمنت أن تحصل عليه وسط عائلتها.
في بيت مختار جلسوا أيضا يتناولون طعامهم دون انتظاره الذي اعتادا الافطار على تمرة ثم يصلي المغرب في المسجد اولا اقتداء بسنة رسولنا الكريم صلوات ربي عليه ثم يعود لتناول طعامه بعد أداه الصلاة فترة رجع مختار من المسجد وجدهم قد انتهوا من طعامهم وجلسوا امام التلفاز يشاهدون برامجه هز رأسه بحزن فوحدها مكة من تنتظره حتى يأكلا سويا لم تعيره زوجته منيرة اهتماما وظلت جالسه امام التلفاز تأكل المسليات فاسرعت الصغيرة رضا تعد له الطعام وتضعه على الطاولة ثم جاءت له.
انا جهزت الأكل على ترابيزة السفرة يا عم مختار اتفضل عشان تفطر.
نظرت لها منيرة بحدة وڠضب وصړخت بها.
ايه عم مختار دي ياختي اسمه مختار بيه فاهمة يا بت انت.
أحتد صوت مختار عليها بنزق.
لأ يا منيرة انا مش بيه انا راجل على قد حالي وانا اللي قولت ليها تقولي يا عم مختار وفي الأخر كلنا سواسية وبعدين سبيها في حالها الغلبانة دي وملكيش دعوة بيها .
ما أنت طول عمرك بتعز الفقر زي عينيك على العموم براحتك يا خويا انا كنت عايزة أعملك قيمة وسيما دا حتى المثل بيقول الصيت ولا الغنى بس هقول ايه غاوي فقر.
تجهم مختار بسخط وأحتد عليها.
لمي لسانك انا بقولك أهوه وزي ما بتقولي انا مش عايز اكون غني ولا بالكلام ولا الفعل يكفيني أني مستور بس وياريت تسكوتي دلوقتي لأني تعبان.
نظرت له منيرة بسخرية وأمأت بأشمئزاز.
من غير ما تقولي ما هو كل حاجة على يدي يا خويا هو انا شوفت معاك شويه من طول حياتك كلها وانت ټموت في الفقر.
ضړب مختار يد بيد پغضب.
بقولك أيه اتمسي أحسنلك يا منيرة انا طافح الډم طول النهار عشان اجي ارتاح في بيتي مش اجي الاقي نكد وسم بدن.
أشارت له منيرة بنزق.
بقولك أيه أنت قوم كل وحل عن راسي اصل انا مش ناقصه صداعك على المسا.
أشار لها مختار بحدة وڠضب.
مش واكل خالص سديتي نفسي عن كل حاجة.
ضحكت منيرة بسخرية.
شايفني هتحايل عليك يا خويا احسن عنك ما كلت وفرته.
انتفض مختار بضيق وتركهم ودخل لغرفة نومه وتمدد في فراشه بتعب وظل هكذا حتى ذهب في سبات عميق من فرط أرهاقه.
بصقت منيرة أرضا خلفه بضيق وحدثت نفسها سرا.
داهية تاخدك وانت راجل غم غمتني على المسى مش كفاية البت اللي ميلت بختها وطلعتها زيك ورحت قريت فتحتها على ابن فهمي اللي مبكرهش حد في حياتي زيه عشان غصبني على جوازتك المهببة واحدة زيي وفي جمالي كان زماني متجوزة واحد غني يستاهل جمالي دا حتى كل اللي يشوفني ميدنيش اكتر من تلاتين سنة هقول ايه بس ربنا يسامحه نجيب هو اللي خلي بيا ورماني ليك ولعيشتك السودة منه لله كان هيحصله أيه لو أتقدم ليا زي ما وعدني.
رواية هذا جناه أبي بقلم سماح سماحه
عادت مكة مساء من زيارتها لبيت خالها