وقفت منيره
قبل ما مختار ولا بنته يكتشفوا حاجة ويبوظوا لينا الدنيا.
حاضر يا نجيب كله هيخلص وأن شاء الله كله هيبقى تمام.
ثم غادر شاهر تاركا خلفه نجيب وهو يمني نفسه بسعادة على ذلك المال الحړام الذي لن يديم مهما كبرت أرقامه وستأتي الساعة التي يقتص فيها منه عما فعله واكتسبه.
وصل مختار للمشفى وصعد للطابق الخامس كما أخبره حسام فوجده يجلس هو ووالدته التي لم تكف عن البكاء منذ أن مرض زوجها في استقبال العناية المركزة التي يرقد بها فهمي اقترب منهما والقى عليهما السلام وصافح حسام وعانقه بود ثم أشار لوالدته من بعيد.
أجاب كليهما عليه في وقت واحد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أزيك يا حسام يا بني طمني على ابوك اخباره ايه دلوقتي
زفر حسام بقوة وأشار لغرفة والده
الدكتور لسه داخل له بيفحصه تاني بعد نتيجة التحليل والأشعة المقطعية ما ظهرت بس انا خاېف قوي عليه لأنه مطمنيش عليه أول مرة وبيقول أن حالته حرجة قوي يا عمي.
متقلقش يا بني أن شاءالله ابوك هيقوم منها كالعادة دا ابوك ده جبل يما أتحمل وربك كريم قادر يشفيه ويعافيه ويرد عليه صحته من تاني بس أنت متيأسش وقول يارب.
رفع حسام وجهه عليا وهو يكاد ېصرخ برجاء
يارب ملناش غيرك قادر تشفي أبويا وتعافيه بفضل شهرك الكريم وأيامه المباركة.
ازيك يا أم حسام عاملة ايه متعمليش في نفسك كدا أن شاءالله شدة وهتزول
امأت له سعدية بهدوء
الحمدلله بخير يا ابو عادل يارب يسمع منك ويجعلها شدة وتزول ويقوم لينا فهمي بالسلامة أن شاءالله.
جلس مختار بجوار حسام وهو يربت على فخذه برفق
مسحت سعدية سيل دموعها محاولة التوقف عن البكاء
ربنا يسمع منك بس أنت تعبت نفسك ليه في الحر دا وأنت صايم كنت خليك وتعالى بعد الفطار دا أنت تعبان انت كمان ومش حمل روحه وجيه وفرهدة.
هز مختار رأسه بنفي وعاتبها بلين
ودا يبقى أسمه كلام بردو يا أم حسام دا فهمي اخويا اللي مجبتوش أمي وانا مهما عملت مش هوفي حقه و جمايله عليا دا يما وقف جنبي في أصعب مواقف حياتي وأن شاء الله مش همشي من هنا غير ورجلي على رجله كمان.
متقولش كدا يا أبو عادل دا مهما فهمي عملك فأنتم هتفضلوا أخوات ومفيش جمايل بين الأخوات وبعضهم وبعدين أنت بردو بترد له الواجب بزيادة وبتقف جنبه في ازماته وفي الأخر زي ما قولت قبل كدا أنتم أخوات وربنا يخليكم على حس بعض.
ثم نظرت لأبنها تخبره بما تريد
أشار لها مختار معترضا
لا لا ملوش لزوم يا أم حسام انا كلمت مكة هتعمل لينا فطار وهتجيبه وتيجي على هنا اول ما تخلصه ونفطر كلنا سوا.
تنغص جبين حسام بحرج
لا يا عمي ملوش لازمة تتعب مكة خليها مرتاحة وانا هطلب ديلفري جاهز أي حاجة اصلا مش هيبقى في نفس ناكل قبل ما نطمن على بابا.
أشار له مختار عاتبا
لو قولت الكلام ده تاني هزعل منك المرة دي بجد ديلفري ايه اللي عايز تطلبه وبيتي موجود دا حتى تبقى عيبة في حقي.
نظرت سعدية لأبنها وطالبته برفق
خلاص يا حسام متزعلش عمك وأن شاء الله يترد له في الفرح والهنا وديما عامر بحسك يا ابو عادل.
ربت بيده مختار على صدره تقديرا لما قالته
تسلمي يا أم حسام دا ميجيش من خيركم علينا دا أنت يما عملت أكل لينا في أي ظروف تحصل عندنا.
خرج الطبيب من الغرفة الراقد بها فهمي يصارع المۏت فالتفوا حوله يطمئنوا منه عن حالته كي ترتاح قلوبهم ولو قليلا.
فكان مختار أول وقف وتجه له يسأله بلهفة
أرجوك يا دكتور تطمنا على صحة أخويا عامل أية دلوقتي.
أنزل الطبيب رأسه ينظر أرضا بأسف
والله يا أستاذ مخبيش عليك حالة أخوك حرجة جدا زي ما قولت للأستاذ حسام قبل كدا لأن دي تاني مرة تجيله الجلطة في سنة واحدة وقلبه ضعف ومستحملهاش عشان كدا دخل في غيبوبة على العموم كل اللي أقدر أطمنكم بيه دلوقتي أنه لو عدى عليه اربعة وعشرين ساعة من غير مضاعفات أن شاءالله هيعدي منها وهيبقى في أمل انه يقوم بالسلامة.
ثم تركهم الطبيب وغادر فرجعوا لجلستهم مرة اخرى وألالاف الظنون ټضرب برأسهم الظنون الطيبة مرة والظنون السيئة الف مرة وهناك هاجس يسيطر على قلوبهم ينذرهم بقرب النهاية وفقدانه للأبد.
وقفت مكة بنفسها امام الموقد