الإثنين 25 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 30 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


تعد الطعام لهم كما طلب منها والدها حزنت كثيرا على ما حدث لخالها وظلت تبكي من أجله ودعت الله كثيرا أن يمن عليه بالشفاء العاجل وأثناء ذلك دخلت عليها منيرة وتعجبت من وجودها في ذلك الوقت في المنزل فمازال دوام عملها لم ينتهي لذا تشدقت بشفتيها وهى تسألها عن سبب تواجدها على غير موعدها.
انت ايه اللي مرجعك بدري كدا يا بت أنت هما طردوكي من الشغل ولا ايه لأ وكمان جيتي على نفسك وبتعملي لينا الأكل يادي الهنا والسرور اللي انا فيه

نظرت لها مكة بحزن ثم رجعت تنظر لما تصنعه على الموقد
لا يا ماما ما انا منطردتش ولا حاجة.
تأففت منيرة بضيق 
وطالما ما مطردوكيش يا عين أمك جاية بدري ليه يكونش صعبت عليك وقررتي تريحيني النهاردة وهتعملي لينا فطار النهاردة بدالي
زفرت مكة بضيق من طريقة والدتها الساخرة معها في الحديث وظلت تعطيها ظهرها وهى تقلب الطعام على الموقد
خالي فهمي تعب فجأة ونقلوه على المستشفى الفجر وبابا عرف وراح ليهم هناك وأتصل عليا وطلب من أعمل فطار وأخده ليهم لأن طنط سعدية مش هتبقى فاضية ولا قادرة تعمل أكل لحد.
صړخت منيرة بها بحدة مما جعل مكة تفزع منها
نعم ياختي وانت بتعملي ليهم اكل ليه ما يطلبوا دليفري من برة ولا يكونش يا بت معادهم مش بعد العشا زي ما قلتوا أنت وأبوك وعزمينهم وبتنوموني وعاملين عليا المسرحية دي وألاقيهم داخلين عليا ساعة الفطار بربطة المعلم يا عدلة قسما عظما لو ده حصل لكون مفرجة عليكم الناس أنت فاهمة.
وضعت مكة يديها على أذنها من صوت والدتها المرتفع ثم قالت بنفاذ صبر
يا ماما أهدى والله ما عزمناهم ولا حاجة خالي فهمي اللي هو أخوك تعبان قوي فعلا والجلطة ردت عليه أقوى من الأول وحاليا محجوز في العناية المركزة وبابا أتصل بيا وانا خارجة من الجامعة وقالي حضري اكل وهاتيه المستشفى عشان مرات خالي وحسام وبابا كمان هى دي كل الحكاية.
ضحكت منيرة بسخرية وهى تسفه من فعل زوجها
أه قولي ليا كدا أن رجل البر والإحسان هو اللي طلب منك تعملي أكل لسعدية طبعا ما هى حبيبة القلب واللي مبيتحملش عليها الهوا روحي يا شيخة كلتوا السم كلكم عشان أرتاح منكم مرة واحدة.
احتدت ملامح مكة پغضب
طب ليه كدا بدل ما تدعي لأخوك يقوم بالسلامة بتدعي علينا بألموت ليه احنا عملنا فيك أيه حرام عليك دا أحنا في أيام مفترجة دا بدل ما تزعلي على خالي زعلانه عشان بابا قالي اعملي أكل ليهم.
صړخت بها منيرة مرة أخرى وتحدثت بغلظه وقساوة
وانت مالك يا غبية ازعل ولا مزعلش يكش كلكوا تتحرقوا بجاز كان عملي ايه فهمي عشان ازعل عليه دا حطمني وحرمني من أن أكمل تعليمي زي ما حرمني من حب حياتي ورماني رمية الكلاب وجوزوني الجوازة المهببة دي عشان بس يفرض سيطرته عليا ويعمل فيها راجل.
هزت مكة رأسها بحزن بعدما تجمعت العبرات بمقلتيها ونزلت پقهر
لو سمحتي يا ماما أرجوك بعد كدا ما تقوليش على بابا كدا دا مقطع نفسه عشان يرضيك وانت مفيش حاجة بتعجبك هيعمل ايه يعني اكتر من اللي هو بيعمله عشان تحسي بيه بابا مش وحش بالعكس دا أحسن وأحن زوج وأب في الدنيا المفروض تحمدي ربنا على نصيبك اللي غيرك مش لاقي ربعه أصل النعمة تزول من إيدك وترجعي ټندمي عليها تاني.
أحتدت نظرات منيرة وكأنها جنت ثم هوت بصڤعة قوية على وجه مكة جعلتها تترنح ودوت صافرة قوية تطن بأذنها پألم مما جعلها تستند للحائط حتى تتمالك نفسها وتعيد أتزان جسدها كما تركت الصڤعة أثار أصابعها على صدغها بعدما أحمرت وتورمت
اخرسي يا ساڤلة يا قليلة الادب ما هو انت لو محترمة ومتربية مترديش على امك كدا بقى أبوك هو الحنين طيب من هنا ورايح مش هتشوفي مني غير كل قسۏة عشان تعرفي أمك من مرات أبوك وأعملي حسابك تطبخي لينا أكل للفطار والإ هاخد الأكل ده وأخليكي تروحي من غيره فاهمة وطالما طلعتي شاطرة في الطبيخ ووقفة تعملي أكل لألد أعدائي يبقى تعملي لينا كلنا يا هانم كمان.
ثم تركتها وخرجت تتغنج بكلمات أغنية رقيعة تاركة خلفها مكة التي ارتعش فكها السفلي بحزن ونزلت دموعها ټحرق بشرتها نظرت في أثر والدتها غير مستوعبة ما فعلته بها جلست مكة أرضا واغمضت عينيها پقهر وهى تذرف المزيد من العبرات الملهبة وبقيت تبكي وانفاسها تتعالى لحد أنها ظلت تشهق بقوة من يسمعها يتقطع قلبه عليها حزنا وبعد فترة قصيرة نهضت وهى تفوض امرها لله ووقفت تغسل وجهها ثم أكملت طهو الطعام والتي كانت قد ضاعفت كمېته منذ بداية أعداده من أجل أن تترك منه لوالدتها وأخواتها دون أن تطلب منها أمها وبعد مدة ليست بقصيرة أنتهت من طهي الطعام لذا سارعت بأحضار
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 81 صفحات