وقفت منيره

الأواني التي سوف تأخذها معها وملئتها به وضعتها بحقيبة مخصصه له وذهبت لغرفتها ترتدي ملابس الخروج ثم حملته وذهبت به للمشفى قبل تفيق والدتها من النوم وتسمعها ما يكسر خاطرها مرة أخرى.
منذ مجيئها بالطعام لهم وهو يعلم أن أبنته على غير طبيعتها يوجد أمر يكدر صفوها نعم قد تبدو طبيعية في أعين الجميع لكن عين الأب به شعرت بحزن عينيها اللتان بهما دموع متحجرة حاربت كثيرا كي تحتفظ بهما في محجريهما وكم جاهدت مكة وحاربت ضعفها حتى تبدو قوية ولا يعلم أبيها ما حدث معها كي لا تتسبب في حدوث خلاف بينه وبين والدتها يخرج منه مهزوم مهان كعادته معها لذا فضلت التظاهر أنها بخير ونجحت بابتسامتها الرقيقة في أخفاء ألمها عن حسام ووالدته لكنها فشلت في اخفائها عليه فهو يشعر بها وبحزنها وفرحها اكثر من نفسها انتهوا من تناول الطعام ونهضت مكة تلملم الباقي منه بداخل الحقيبة الخاصة به وتضعه في براد الغرفة التي خصصتها المشفى لخالها بناء على طلب حسام.

أنتهت مكة من تنظيم المكان ثم قامت تصنع القهوة لوالدها وأبن خالها في وعاء كهربائي صغير مخصصة لصنعها ويسهل حملها لأي مكان قد ابتاعتها قبل مجيئها لهم لأنها تعلم مدى أهمية شرب القهوة عند والدها وخطيبها فور تناولهما الطعام أفرغت محتويات الوعاء في ثلاثة أكواب أعطت لوالدها وحسام ثم حملت الثالث واعطته لزوجة خالها وهى تجلس بجوارها.
أتفضلي يا طنط سعدية قهوتك مظبوطة زي ما بتحبيها.
أخذت سعدية الكوب منها ثم أبتسمت لها وهى تربت على فخذها بحنو
تسلم إيدك يا حبيبتي جت في وقتها معلشي يا مكة تعبناكي معانا قوي النهاردة.
عبثت تقاسيم وجه مكة بحزن وعاتبت زوجة خالها.
كدا هتزعليني منك يا سوسو وبعدين يا حبيبتي تعبك على قلبي زي العسل ودا ميجيش من واجبك دا أنت ياما تعبتي عشانا.
هزت سعدية رأسها معترضة.
متقوليش كدا يا حبيبتي يعلم ربنا أنك أنت وأخواتك معزتكم من معزة حسام وفرض عليا اعمل ليكم اكتر من كدا ربنا يقوم خالك بالسلامة عشان نحدد فرحكم وتيجي تنورينا في بيتنا يا قلبي وشوفي ساعتها هعملك ايه بجد.
زفر مختار براحة بعدما استشعر حب سعدية وحنانها على أبنته فهز رأسها ممتنا لها على تقوله.
والله أم حسام انا بعتبرك أم تانية لمكة من كتر ما بحسك حنينة عليها وبتحبيها وانا بتمنى أن ربنا يخليني لغاية ما أجوز مكة وحسام عشان هكون مطمن عليها عندكم أكتر ما هكون مطمن عليها مع أمها وأخوها أهم دلوقتي أننا نطمن على فهمي الأول وربنا يقومه لينا بالسلامة وبعد ما يروح على طول نحدد الفرح في أقرب وقت.
أغمض حسام عينيه بحزن وقلبه يعتصر ألما على ما حدث لوالده.
يا حبيبى ربنا يشفيه ويقومه بألف سلامة كان فرحان قوي لما حددنا كتب الكتاب النهاردة وحلف ليا ليرقص أول المأذون ما يخلص.
اقترب منه مختار يربت على كتفه برفق
قدر الله وما شاء فعل معلش يا حسام أن شاء الله خير وربنا هيقومه لينا بالسلامة بس أنت ادعيله أن ربنا يشفيه وميطولش عليه رقدة ويوم خروجه من المستشفى هيكون هو اللي يوم عيد وفرح عندنا كلنا.
في ذلك الوقت وجدوا منيرة تطرق باب الغرفة عليهم وبصحبتها عادل الذي أتى معها مرغما فقد ورث عن والدته النفور وكره التجمع في أي مناسبة أجتماعية قد تجمعه مع قريب له سواء من عائلة والدته او والده دخلت منيرة بنزق وكأنها تمن عليهم بمجيئها لرؤية أخيها المړيض صافحتهم ببرود وجلست متأففه تنظر لهم بضيق ثم وجهت حديثها لحسام.
ها يا حسام أبوك عامل أيه دلوقتي
سحب حسام نفسا طويلا ثم زفره على مهل كي يتغاضى عن أسلوبها الفج.
الحمدالله يا عمتي ربنا يسهل والدكاترة يطمنونا عليه لأنهم حطينه تحت الملاحظة اربعة وعشرين ساعة لو عدوا على خير يبقى الخطړ زال وأن شاء هيعدوا على خير من غير أي مضاعفات.
هزت منيرة رأسها بلامبلاة.
متقلقوش هيقوم منها بخير فهمي صحته حديد وزي ما قام منها قبل كدا هيقوم المرة دي بردو كويس.
هز عادل رأسه بنفي ونظر لهم بتعالي وكأنهم أطفال يهذون بكلام غير مجدي.
هو أي كلام وخلاص دي تاني مرة الجلطة ترد عليه يعني ١٪ بس هو نسبة خروجه منها وكمان اللي بيقوم منها بتكون عملت عنده أعاقة فما اعتقدش أن اللي في سن خالي ممكن يتحملها أصلا الدكتور اللي حابب يطمنكم ويديكم أمل أنما الواقع غير كدا.
نظر له حسام بضيق وود لو لكمه في فمه حتى يخرسه فصاح به موبخا إياه پغضب.
أيه يا عادل في أيه يا أخي يا تقول كلمة تطمنا وتدينا أمل أن أبويا هيقوم بالسلامة يا تسكت بشروا ولا تنفروا يا اخي أيه البرود دا انت جاي تفول على بابا في وشنا.
أحتدت منيرة على حسام پغضب وأشارت