الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 42 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


أصلا من حد عشان أمضيله ويا ترى هو مين وعمل كدا أمتى دا السؤال اللي مش لاقي له أجابة لما خلاص قربت أتجنن.
شخصت مكة بصرها بتفكير ثم رجعت تنظر له.
هيكون مين يا بابا أكيد حد من الموظفين اللي شغالين معانا في قسم الحسابات هو اللي عمل كدا ومضاك من غير ما تاخد بالك متقدرش تحدد هو مين يا بابا.
هز مختار رأسه بنفي.

مقدرش اظلم واحدد ويكون مش هو عشان مظلموش معايا وربنا يحاسبني على ظلمه ثم أني مبمضيش على أي ورقة من غير ما أفحصها كويس لكن دي مقضيتها أزاي مش عارف.
نظرت مكة له بتدقيق ثم قالت بتخمين.
طيب مش يمكن مش أمضتك وحد هو اللي زورها على الورقة وخد الفلوس دي.
هز مختار رأسه بحيرة
مش عارف بس دي أمضتي وعلى العموم المحامي طلب من وكيل النيابة مطابقة الأمضة اللي على الورقة بأمضتي الحقيقة عشان يشوف لو هى مزورة ولا لأ.
جاء حسام من خلف مكة بعد أن طلب من المحامي الانتظار حتى تطمئن مكة على والدها واقترب من مختار يضمه برفق.
ازيك حضرتك يا عمي عامل ايه
أومأ له مختار برفق ووهن.
الحمدلله يا حسام وشكرا ليك يا أبني على وقفتك مع مكة وجميلك ده في رقبتي ليوم الدين.
هز حسام رأسه بنفي وربت على ذراع مختار بحنو.
لا يا عمي متزعلنيش وتقول كدا دا أنت ابويا اللي مربيني مع بابا وكمان عمي وأبو خطيبتي اللي أن شاء الله قريب هتكون مراتي لو موقفتش جاركم هقف جار مين بس وبعدين حضرتك ياما وقفت جنبنا دا ميجيش من خيرك وكفاية وقفتك جنبي في مۏت بابا.
زفر مختار بحزن عندما تذكر فهمي.
الله يرحمه أبوك عرف يربي يا أبني ربنا يباركلك ويحفظلك أن شاءالله.
ثم نظر مختار حوله حتى يرى من الذي جاء يسانده غير أبنته الحبيبة وأبن أخيه المخلص وسأل مكة ما خشيت أن يسأله لها عند رؤيته.
هى مامتك واخواتك مجوش يشفوني ويقفوا معاكم يا مكة
تجرعت مكة ريقها بصعوبة وأجابته بتوتر.
أن شاءالله هتلاقيهم جايين دلوقتي عادل لسه مكلمني وقالي أنه هيجيب ماما ويجي.
هز مختار رأسه بحزن وسخرية وسار خلف العسكري الذي سحبه مجددا لسجنه مرة اخرى ونظر لمكة يوصيها بنفسها.
خدي بالك من نفسك يا مكة لأنك هتبقي وحيدة من بعدي لا هتلاقي أم حنينة ولا أخ سند.
اڼهارت مكة في البكاء وهى تشير له ملوحة بيدها تودعه بحزن لكن حسام لم يدعها للبكاء وامسك يدها يسحبها خلفه.
ارجوك كفاية عياط يا حبيبتي مش وقته أمسحي دموعك وتعالي خلينا نشوف استاذ خلف هيقول رأيه ايه في القضية.
مسحت مكة دموعها وهى تسير خلفه ووقفت بجانبه أمام المحامي الذي سأله حسام عما فعل بالداخل.
خير أستاذ خلف قول لنا عملت أيه في التحقيقات.
هز خلف رأسه بضيق.
القضية متعقدة قوي يا دكتور حسام الاستاذ مختار معترف أن الأمضة على وصل الاستلام امضته يعني بيعترف انه استلم ومضى طيب المليون جنيه راح فين
عقد حسام جبينه بحيرة.
طب وبعدين العمل ايه دلوقتي
رفع خلف كتفيه ثم أنزلهما يقلة حيلة.
انا طلبت بمطابقة الأمضة على وصل الأستلام مع أمضة أستاذ مختار الحقيقة عشان لو فيه تزوير نكشفه ونقدر نثبت براءة أستاذ مختار.
نظرت له مكة مستفسرة.
طيب أفرض مكنش فيه تزوير وبابا اتعرض للخداع ومضى على الوصل من غير ما ياخد باله.
هز خلف رأسه بيأس.
ما هو ده اللي والدك قاله جوه ولما وكيل النيابة سأله بتشك في مين عمل كدا رد عليه وقاله مش عارف وخاېف اظلم حد واحنا في ايام مفترجة يعني باباك مش متأكد مين عمل معاه كدا ودا بيصعب موقفه أكتر.
زفرت مكة پغضب وهى تصيح.
انا هتجنن دا بابا مبيمضيش ورقة غير لما يقراها الأول أزاي عمل كدا المفروض يحاول يفتكر مين عمل معاه كدا عشان نقدر نثبت انه برئ.
أقترب حسام منها كي يهدأها.
اهدي يا مكة العصبية مش هتحل الوضع بالعكس هتعقد الدنيا اكتر.
فرك خلف جبينه بضيق ثم نظر لحسام يستأذنه.
بعد أذنك يا دكتور حسام لأن لازم اروح اخلص كام حاجة قبل ما اروح عشان أراجع
على ملف القضية وأقراه كويس يمكن أكتشف حاجة تكشف التلاعب اللي حصل.
أومأ له حسام مشيرا له بالوداع.
تمام أتفضل حضرتك يا أستاذ خلف ولو توصلت لحاجة عرفني.
هز خلف رأسه يومأ له بإيجاب.
أن شاءالله من غير ما تقول هعرفك كل جديد أول بأول وأن شاءالله ألاقي اللي اطلعه براءة رقم تليفوني معاك أنت كمان لو جدت حاجة بلغني في ساعتها متستناش.
أبتسم حسام وأومأ له.
تمام حاضر .
أشار له خلف ثم توجه لأحد الغرف الخاصة بالعاملين بمغفر الشرطة.
عن أذنكم وأشوفك بعدين أن شاء الله يا دكتور حسام.

وقف بجوارها يطغى صوت تلاطم أمواج البحر على صوت أنفاسهما من يراهما يظنهما تمثالين من فرط ثابتهما بدون حركة أرد ماجد التحدث إليها وطلب ما تمناه منها لكنه يخشى ردة فعلها فأخذ نفسا عميق ونظر لها من جانب وجهها واغمض عينيه حتى يعطي نفسه المزيد من القوة.
نرمين تتجوزيني.
ألتفتت له مسرعة بعدما أتسعت عينيها پصدمة.
أنت قولت أيه يا ماجد.
أعاد سؤاله عليها مرة أخرى لكن بثقة أكبر.
بقولك تتجوزيني لأن خلاص انا اتعلقت بيك قوي ومبقتش أقدر استغنى عنك.
ابتسمت نرمين بسعادة وكأنها قد حازت على كل سعادة الدنيا ونعيمها وامأت له عدة مرات.
موافقة طبعا يا حبيبي.
أقترب منها ماجد وحملها بين ذراعيه محتضنا إياها ثم دار بها عدة مرات قبل أن ينزلها 
متعرفيش فرحتيني ازاي واسعدتي قلبي قد أيه بحبك وبموت فيك.
وكأن عرضه لها بالزواج أعطاها الحق فقد أقتربت منه أكثر ووضعت رأسها على صدره وأغمضت عينيها ثم لف ذراعها حول خصره وسكنت في أحضانه غير عابئة لما يحدث مع والدها وسجنه فكل ما يهمها هو كيف تحيا سعيدة تأخذ من الدنيا كل ما تريد فهذا كل ما يهمها كما تعلمت من والدتها وتلبية لرغبتها ضمھا ماجد أيضا وكل منهما في نفسه غرض يريد تحقيقه من قربه من الأخر سيتضح لكليهما كلما مر بهما الوقت.
جاءت تتهادى في خطواتها ترتدي من الثياب افخمها تلون وجهها بألوان الزينة كأنها ذاهبة لحضور عرس أو ذاهبة لمقابلة مهمة ستغير مجرى حياتها وعند أقترابها من محيط مغفر الشرطة وجدت مكة وحسام يجلسان على أحد الأرصفة بجانب بعضهما صامتان فنظرت لهما بحنق واقتربت منهما علي مضض فهى تشعر بضيق من تلك الزيارة التي ما كانت ستفعلها لولا طمعها فهى لم تأتي حبا بزوجها ووالد أبنائها لمؤازرته والوقوف بجواره حتى تثبت برائته لقد جاءت من أجل تعلم من زوجها مكان المال الذي أختلسه حتى تستميله بكلماتها المعسولة ويدخلها على مكانه كي تأخذه غنيمة حلالا عليها ومكافأة لها لصبرها علي فقره طوال فترة زواجهما هذا ما أنتوته باطنا وفي الظاهر فقد أتت حتى تظهر للجميع أنها وفيه ومخلصة جاءت لتراه حتى لا يعيب عليها او يلومها أحد.
وقفت أمامها بضيق تتجاهل مكة كليا ونظرت لحسام تحييه على مضض.
ازيك يا حسام
نهض حسام ونظر لمكة التي نهضت وأبتعدت خطوة عنهما ونظرت لأسفل حتى تريح نفسها من مواجهة ستؤلمها ثم رجع ينظر لها.
الحمدالله بخير يا عمتي.
أشارت له منيرة بعجالة وكأن حسام هو من بيده الأمر.
ايه الاخبار افرجوا عن مختار ولا لسه
هز حسام رأسه بضيق.
لسه ما افرجوش عنه بس المحامي طمنا خير أن شاء الله.
هزت منيرة رأسها بسخرية.
خير ازاي وهما ما افرجوش عنه اكيد معاهم دليل قوي عليه والتهمة لابساه لابساه.
اتسعت عين حسام بدهشة من ردة فعلها والتي توحي بأنها تتمنى أدانته والخلاص منه.
متقوليش كدا يا عمتي دا بدل ما تدعيله ربنا يفك كربه ويخرجه منها على خير.
أومأت منيرة له بنزق.
اللهم آمين يا خويا المهم انا عايزه اقابله دلوقتي اعمل ايه.
لم تعد تحتمل مكة الصمت أكثر من ذلك فأقتربت من والدتها وأخبرتها بما تريده.
ماما المحامي عايز مقدم القضية خمسين الف جنيه شوفي معاكي ايه عشان ندفعه له دلوقتي.
صاحت بها منيرة بحدة.
نعم جاكي خمسين ألف عفريت يركبوكي أجبلك منين ياختي قالولك عليا مليونيرة ولا قاعدة على بنك دا اللي معايا كله مش يكمل 500جنية يا عنيه.
أومأت لها وهى تطلبها بيه مصوغاتها التي أشتراها لها والدها.
يبقى مفيش حل غير أن حضرتك تبيعي الدهب بتاعك اللي بابا جايبه ليك أو شقة من بتوعك اللي ورثتيهم من جدي.
نظرت لها منيرة بشړ نضح في عيونها.
شوفي بقى اما أقولك يا بت أنت مش معنى أني جيت النهاردة اشوف أبوك يبقى تقوليلي بيعي ومتبعيش انا مش هبيع حاجة افرضي اتسجن هبقى ادور على الجوامع اشحت يا ختي دول دهبي وورثي من ابويا ومن حقي انا وانا مش مجبرة ابيع له حاجة ولو حتى كانت رقبته متعلقة في حبل المشنقة عليهم.
ادمعت عين مكة بحزن.
بس بابا عمره ما عز
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 81 صفحات