الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

وقفت منيره

انت في الصفحة 43 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


عنك حاجة وكل اللي يحتكم عليه كاتبة بأسمك الباقي صرفه علينا هتتخلي عنه وهو في الظروف دي
رفعت منيرة كتفيها بلامبلاة.
ومين قالك أني أتخليت عنه انا متخلتش ولا حاجة وجيت عشان اشوفه أهو وده أخر ما عندي فاهمة يا عين أمك.
صاحت مكة فيها بحدة.
يبقى نبيع بيت بابا اللي كاتبه باسمك ندي للمحامي فلوسه والباقي نشتري بيه شقة نقعد فيها.

أشارت لها منيرة پغضب.
هو انت حد مسلطك عليا يا بت انت
ثم نظرت لحسام بشك.
لحقت تلعب في دماغها من دلوقتي عشان الورث يا ابن فهمي.
ڠضب اجتاحه وود لو أقتلع رأسها من فوق كتفيها وأشار لها بضيق.
عارفه أنت متستهليش أقولك عمتي لأن دا لقب غالي متستحقيهوش وانا هقولك حاجة واحدة بس هى أن الطماع اللي زيك بيفتكر كل الناس طماعة زيه.
هزت منيرة رأسها بسخرية.
وانا هقولك أنك ساڤل ومش متربي يا أبن فهمي وسعدية.
ثم نظرت لمكة بحدة.
اسمعيني كويس يا عين امك انا اخري مع ابوك هو مجيي ليه هنا ازوره ولو جبتي ليا سيرة بيت ولا دهب ولا شقق تاني هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك انت وابوك يا روح أبوك فاهمة.
اطرقت مكة رأسها بحزن فقد توقعت ردها هذا لكنها أرادت أثبات ذلك حقيقة.
فاهمة يا ماما اخيرا فهمت انك عمرك ما حبيتي حد غير نفسك ولو خيروك ما بين فلوسك وحد من عيالك مش جوزك بس هتختاري الفلوس طبعا.
رفعت منيرة احد حاجبيها 
كويس انك فهمتي ياختي انزاحي من قدامي خليني اروح اشوف اللي طول عمره فاضحني وقارفني في عيشتي وحرمني من العز والعيشة المرتاح وهو معاه على قلبه قد كده.
نظرت مكة لحسام لتجده يهز لها رأسه بسخرية ويشير ناحية منيرة.
هى دي تبقى اخت بابا حقيقي انا بدأت اشك في ده لأ مش بشك انا بقيت متأكد هى عامله كدا ليه وبقت كدا ازاي
أومأت مكة بحزن.
بقت كدا عشان هى مبتحبش غير نفسها ولقيت بابا بيحبها أكبر من نفسه وطيب مبيقولش ليها غير نعم وحاضر فزود عندها الأنانية وحب الأنا اللي تيتة غرست بذرته فيها وبابا كبرها لغاية ما بقت كدا.
ضيق حسام عينيه مستفسرا.
ازاي مش فاهم قاصدك
زفرت مكة بقوة وهى ترجع للجلوس مرة أخرى بعدما أنهكت قواها.
حب تيتة ليها في الأول وتفضيلها ليها في كل حاجة وبعدين جه حب بابا ليها كمان ودلعه فيها وخوفه وعلى زعلها خلاها انانية مبتفكرش غير في نفسها وبس وأهم حد عندها هو نفسها وسعادتها.
أومأ لها برأسه يوافقها رأيها.
معاك حق هى ضحېة زيهم كان لازم حد يقول ليها لأ ولو لمرة واحدة عشان يعرفها أن في بشړ مهمين زيها عشان تاخديهم في عين الأعتبار.
رجع لمنزله وتفكيره مشغول بها هل ما فعله معها صواب أم أنه اخطئ وكان عليه الموافقة على طلبها بجرد الخزينة والحسابات مرة أخرى لكنها أغضبته وزادت من عصبيته ونزعت فتيل غضبه باتهامها له بتلفيق التهم لوالدها هز رأسه بنفي وحدث نفسه أنه على صواب وما فعله عين الحق اقنع نفسه بذلك وخاصة أنه قام بالجرد اكثر من مرة وفي حضور مختار نفسه ولم يجد متهم غيره وحتى لو منحها ما ارادت فلم تكن ستتوصل لشئ غير ذلك ألمه قلبه عندما تذكر بكائها ورجائها له قبض يده وضړب بها على موضع قلبه عدة مرات وهو يحدثه.
انساها بقى هى مش ليك هى وباباها مثلوا عليك الشرف والأمانة لغاية ما نفذوا خطتهم وسرقوا فلوسك دول ما يستهلوش انك تزعل عشانهم او تفكر فيهم انت يوم ما تحب لازم تحب واحدة بنت ناس تليق بيك مش واحدة والدها حرامي ومختلس واكيد هى هتبقى زيه طمعانة في فلوسك.
هكذا ظل يقنع نفسه عله ينجح بنسيانها وسؤال واحد يفرض نفسه على عقله هل سينجح في ذلك حقا ام انه قرار اتخذه في لحظة ڠضب سيندم عليه لاحقا 
وسيظل سؤاله بدون اجابة حتى تجيبه عليه الأيام.
وقف ينظر من خلف قضبان النافذة المرتفعة للسماء التي تلونت لتوها بخيوط الصباح معلنة بدء يوم جديد وسعيد وصوت تكبيرات العيد تصدح في كل مكان وعبقه يغلف ذرات الهواء تدخل البهجة
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 81 صفحات