وقفت منيره
على النفوس ابتسم برغم مما هو فيه يتذكر ما كان يفعله مع اولاده في الاعياد السابقة صلاتهم سويا وبالأخص مع مكة فهى اكثرهم مشاركة له في أي ذكرى سعيدة مر بها لقربها الدائم له ثم تذكر لحظة توزيعه العيدية عليهم وسعادتهم بها ود لو حطم ذلك القضبان وخرج يشاركهم فرحة العيد كما تعود انزل رأسه ورجع يجلس على المقعد مرة اخرى بحزن وهو يهز رأسه بيأس فلم يكن يتخيل يوما أن تمضية العيد بين عائلته ستصبح أمنية لن يستطيع تحقيقها ولكي يزيد تفكيره الاحزان عليه أرجع له احداث لقائه بزوجته منذ يومين وهى تترجاه أن يخبرها بمكان النقود الذي أختلسها حتى تحتفظ له بها لحين خروجه من السچن لم يستوعب عقله وقتها ما تلفظت به تلك الجاحدة ناكرة الجميل كيف تصدق به تلك التهمة المشينة وهى عاشرته معظم سنوات عمره وتعرف اخلاقه ومبادئه جيدا كل ما استطاع فعله وقتها هو صفعها بالقلم على وجهها ورمي يمين الطلاق عليها فهو قد اكتفى منها بعد تحمله الكثير من أجل أولاده لكنه لم يعد يستطيع تحمل المزيد بل واخبر حسام بأن يحضر له مأذونا شرعيا لكي ينهي اجراءات الطلاق حتى يتخلص منها كليا بعدما اصبحت كالحمل الذي يجثم فوق انفاسه ويريد لفظه في اقرب وقت كي يشعر بالراحة التي حرمته منها طيلة فترة زواجهما وبعد فترة من شروده لم يعلم مداها فاق على صوت أمر السچن يطالبه بالذهاب معه فهناك من يريد مقابلته نهض ببطئ يجر قدميه جرا وكأن بهما حمل السنين ذهب خلفه لغرفة المقابلة فطالعه وجهها الجميل الذي يرى فيه الراحة فلم تكن جنته لتفوت عليهما يوم مثل العيد بدون أن يتشاركا فيه مثل الأيام الخوالي تلك الندية ذات الطالعة البهية جنة ابيها على الأرض يعلم أنه فعل شئ طيب بدنياه ليرزقه الله بتلك الفتاة البارة فتح لها يديه فهى حققت حلمه بمشاركته العيد مع فلذة كبده والتي من اليوم سيعتبر نفسه لم ينجب سواها فلم يعينه أحد على بلائه من ابنائه سواها حتى غادة الكبرى التي انفق كل ما معه على زواجها لاسعادها لم تكلف نفسها ثمن مكالمة تسأل فيها عنه ارتمت مكة بحضنه ټدفن وجهها في صدره ټشتم عبقه وكأنها غير مصدقه أنه يقف أمامها.
ضمھا مختار بابتسامة حزينة.
وانت طيبة ومتهنية وسعيدة يا جنة أبوك وأن شاء الله السنة الجاية تكوني اسعد واحدة متهنية في بيت جوزك يا نور عيوني.
أقترب منه حسام يربت على ذراعه برفق.
يارب يا عمي ادعلنا ربنا يسهل الامور على خير وكل عام وأنت طيب وبخير.
مسدت مكة برفق على ظهره وهى تطلبه بالجلوس معهما.
بابا تعالى نقعد عشان ناكل مع بعض دا سهرت طول الليل عشان أعمل لك كل الاكل اللي حضرتك بتحبه.
مرت الايام لتصبح شهور وخلف المحامي يطالب بالتأجيل مرات كثيرة متحججا كل مرة بشئ مختلف حتى نفذت جميع حججه وثبتت تهمة السړقة والاختلاس على مختار حتى أعطى القاضي قراره الأخير وهو النطق بالحكم عليه في الجلسة القادمة لتكون أخر جلسه يشهدها مختار قبل سجنه جنت مكة وهى تفكر كيف سيكون وضع والدها المړيض الذي زادته ايام السچن عمرا اضافيا على عمره بكت وخلف يخبرها انه فعل كل ما بوسعه دون جدوى فمن ورط والدها في تلك السړقة لم يترك ورائه دليل يدينه ومختار لا يريد توجيه الأتهام لأحد لأنه لا يريد أن يظلم برئ خاصة أنه غير متيقن ممن فعلها لذا قررت مكة بينها وبين نفسها امرا ستقدم على فعله يوم محاكمة