وقفت منيره

أحد على قولها فلم يجد أمامه حلا سوى العمل بما قضت به القوانين وهو الأمر بسجنها وتأجيل القضية للجلسة القادمة للنطق بالحكم كما امر باخلاء سبيل مختار وتبرئته مما نسب إليه إنتهت الجلسة وفرغت القاعة من جالسيها وقف حسام بتيه في رواق البناية ينتظر خلف المحامي للاستفسار منه عن وضع مكة وما سيحل بها نتيجة تهورها الطائش والذج بنفسها لغياهب السجون حتى تنقذ والدها من ذلك العڈاب جاء له خلف بعد فترة ووقف مع حسام يتحدث معه فاقتربا منهما منيرة وعادل لسماع ما سيقوله المحامي عن وضع مكة.

زفر حسام بضيق.
خير يا استاذ خلف عملت أيه جوه وضع مكة هيكون ايه
هز خلف رأسه بأسف وقلة حيلة.
للأسف يا دكتور حسام انا مش في إيدي حاجة أعملها لها لأنه معترفة وأقسمت اليمين على أعترافها كمان والقاضي لو استرأف بحالتها وخد في اعتباره عدم تبييتها لنية السړقة وأن نية السړقة كانت عندها وليدة اللحظة اللي شافت فيها الفلوس ممكن يحكم عليها من تلات لخمس سنين.
وضع حسام يده على فمه پصدمة.
مش معقول حرام والله دي بريئة وعملت كدا عشان تنقذ والدها يعني مش كفاية مستقبلها اللي ضاع.
صاحت منيرة بنزق.
بريئة ههههههه شالله يا بريئة دي من طول عمرها وهى قليلة الادب وفاشلة وخايبة في كل حاجة واهي ختمتها وهتبقى رد سجون فضحتني اودي وشي من الناس فين انا متبرية منها ليوم الدين.
أرتع صوت عادل پغضب يشيح بيديه.
عرتنا عرا سودة على دماغها دي انسانة متخلفة وكمان بقت حرامية مش أنت بس اللي متبرية منها انا كمان متبري منها دي لا اختي ولا اعرفها ومن النهاردة هى مېتة بالنسبالي.
أومأت منيرة له بإيجاب توافقة الرأي.
عندك حق يا عادل وانا كمان ماټت بالنسبالي.
نظرا حسام وخلف لهما بذهول فهما لا يستحقان أن يكونا بشړ من الأساس فحتى الحيوانات تتبرئ من قسوتهما فبدلا من أن يقفان بجوارها ويدعمانها هما من يدفعان بها نحو الهاوية هز حسام رأسه بيأس منهما وسحب خلف معه بعيدا عنهما فالكلام لن يجدي مع امثالهما نفعا بل سيجعله يتهور ويقتلهما في لحظة غضبه وبدلا من أن يجد حل يساعد به حبيبته سيجاورها سجنها پتهمة قتل شيطانين من بني أدم.
لكنه لم يستطع كبت غضبه ونظر لهما باحتقار وأنفجر بهما صائحا.
انتم لا يمكن تكونوا بشړ طبيعين وبتحسوا زينا انا دلوقتي بس عرفت مكة عملت كدا ليه لأن قعدتها في السچن هتكون أرحم من قعدتها ما بينكم عشان ترتاح منكم انتم مش اكتر من شوية بشړ طماعين منزوع من قلبكم الرحمة والادمية.
بعد خروج مختار من السچن وقف حسام معه وحاولا الأثنان مرارا وتكرارا أن يقابلا مكة لكنها رفضت حتى يثنياها عن رأيها لكنها رفضت مقابلتهما لأنها تعلم أن أبيها وحسام سيحاولان أجبارها على تغيير أعترافاتها لكنها أبت رؤيتها وبقيت على عنادها واصرارها والاعتراف بالسړقة مما احزنهما بشدة واصرا على أن يكمل المحامي ما بدأه ويحاول بقدر الامكان تخفيف الحكم الصادر عليها.
في نفس الوقت اتم مختار اجراءات طلاقه من منيرة رسميا بعد أن طلقها شرعيا تلك الخطوة التي تأخر في اخذها عمرا طويلا فهى السبب فيما وصل له حاله وكانت ابنته هى الضحېة وسيبقى يحمل نفسه وزر مكة التي ضحت بنفسها لأنقاذ سمعته طوال عمره وحتى بعد مماته ولكن ما لم تعرفه مكة أن سجنه كان اهون على روحه مما القت نفسها فيه فهو اب لا يريد شئ من الحياة سوى رؤية ابنائه سعداء يتنعمون برغد العيش وخاصة مكة قطعة قلبه وروحه اضطر مختار بعد ذلك لترك المنزل بأكمله والأقامة في غرفة منفرده عند صديق له يعمل بقال ويدعى أمين يقطن في نفس منطقته عمره خمس وخمسون عاما لكن من يراه يعطيه عمرا اكبر من عمره الحقيقي رجل تقي مسامح هو من عرض عليه الاقامة لديه في منزله المتهالك المكون من طابق واحد به ثلاث غرف يقيم في واحدة منهم ويضع بقالته في اخرى مطلة على الشارع واعطى لمختار الثالثة لا عائلة لديه فهو لم ينجب وزوجته ټوفيت منذ سنوات.
جاء يوم المحاكمة حضر حسام مع مختار