وقفت منيره
وجلسا يدعوان الله أن يرقق قلب القاضي عليها ويمنحها حكما مع إيقاف التنفيذ لكن ليست كل الامنيات تدرك فقد اصدر القاضي حكمه بالسجن على مكة اربع سنوات ثم رفع الجلسة صړخ مختار بقلب مكلوم معترضا على هذا الظلم الذي حل بأبنته واتجه نحو القفص يقبض على يدها يقبلها في مشهد تقشعر له الأبدان فاضت دموعهما پقهر وألم مالت مكة على يده تقبلها مكة بحب وامدت يدها تزيل عبراته وهى ترسم ابتسامة باهته على محياها.
انتحب مختار بشدة وهو يمسك جانب صدره ناحية قلبه پألم.
مختار الحسيني أيه وزفت ليه تضحي بنفسك دا أمنية أي أب أنهم يشوفوا عيالهم أحسن منهم فاكرة أن انا كدا هكون سعيد ولا مرتاح بالعكس انا كنت أتسجنت أهون عليه يا مكة من إن أشوفك مسجونة ظلم لأ لا يمكن هسمح بده ده ظلم ذنبك ايه تشيلي نتيجة سهوي وخطأي حرام والله حرام.
عشان خاطري متزعلش نفسك ومتقولش كدا يا بابا انا كلي فداك عارف انا مش زعلانة وحاسة برضا كبير قوي وعارفة أن ربنا هيرضيني ويعوضني خير
أشد ڠضب مختار كثيرا وأمسك بالقضبان الحديدية يهزها بقوة يريد تكسيرها لأخراج مكة من خلفها وهو ېصرخ حاول حسام تثنيته عما يفعل لكنه رفض الأنصياع له.
احس مختار پألم صدره ينغزه مجددا وبشكل أقوى حاول التحدث لكنه لم يستطيع وسقط مغشيا عليه بين يدي حسام الذي سنده برفق حتى جلس به أرضا صړخت مكة پألم وكأن روحها سحبت منها اسرع حسام يخرج هاتفه ويطلب سيارة أسعاف وهو يهز رأسه بحزن بعدما نظر لجسد مختار المسجى أرضا وتقدم منه عدة أشخاص يعاونوه على رفعه لأحد الأرائك حاول افاقته دون جدوى فاسرع يفتح أزرار سترته العلوية ويدلك صدره ويضغط برفق عليه لينشط عضلة قلبه لكن كل ذلك لم يجدي نفعا وظل مختار فاقدا وعيه لا يستجيب لأي من محاولاته وقفت مكة معترضه على سحب الشرطي لها لمغادرة المكان حتى تطمئن على والدها لكنها رفض الوقف ومشى وهى تصرخ باكية لحال أبيها فنظر حسام لها يطمئنها.
توسلته مكة برجاء.
عشان خاطري يا حسام اوعى تسيبه بابا ملوش غيرك دلوقتي بعد ربنا.
أومأ حسام لها بحزن.
متقلقيش يا مكة انا عمري ما هسيبه ولا هتخلى عنه ولا عنك أنتم في عنيه صدقيني.
اخذها الشرطي لمقر السچن التي ستقضي فيه مدة عقوبتها وبقى بالها مشغول على والدها تريد الاطمئنان عليه بأي طريقة لكنها لم تستطيع التواصل معهما في وضعها الجديد كل ما فعلته هو التضرع لله في صلاتها أن يشفي والدها ويخرج من تلك الازمة على خير وبعد اسبوع مرا عليها دهرا توترت به أعصابها وبكت فيه كما لم تبكي في حياتها جاء حسام لمقابلتها أخيرا وهو يبدو عليه الحزن الشديد علمت من رؤيتها له أن والدها قد غادر الحياة بدون أن يودعها وتركها وحيدة وكأنه يخبرها أن الفراق قادم لا محال مهما تحايلنا على الزمن هزت رأسها پألم ترفض تصديق ما سيخبرها به وتطايرت عبراتها مع حركتها أومأ لها حسام برأسه يصدق على ظنها وعيناه تلمعان بحسرة وحزن.
وضعت مكة يدها على فمها بعدما تلاحقت شهقاتها.
لأ متقولش كدا يا حسام بابا عايش وهيجي يزورني أنت أكيد بتهزر صح.
حاول مسح حسام دموعه المتلاحقة وهو يخبرها بحقيقة ما حدث معهما.
عمي من ساعة ما وقع في المحكمة وهو في غيبوبة مفاقش منها واتوفى أول أمبارح الله يرحمه.
مازلت مكة تهز رأسها رافضة تصديق مۏت والدها.
متقولش عليه