خالتي بقلم ايمان فاروق
على مكتب زي كمال والا اعمال حرة زي سامر ..يعني وقتك مش ملكك.
خدرت بكلماتها هذه وتبيراتها المنمقة ضميره الغير مقتنع لما هو قادم عليه ..فهو لم يوافق على هذا الامر الا مرغما ولكنه لا يستطيع التحدث نظرا لموافقه الاغلبية بل موافقه الجميع مما جعله يفضل الصمت ولكنه تذكر امر السيدة المريضه التي زارها بالامس ولم يخبرها بتلك الزيارة ليمتم لها بترجي امال ..لو سمحتي تبقي تروحي تزوري ولدتك .. علشان حالتها الصحية ..دي ست كبيرة وبردوا علشان ميبقاش حرام عليكي .
امال بضيق ظهر عليها وكما بدي الاحتقان والڠضب فور تذكرها لموقف امها المتعنت في عدم تركها لتلك الخړابة التي تسكنها لتعود بذكراها للخلف وهى تطالبها بالقدوم معها الي بيتها وترك هذا المنزل القديم المتهالك وحتى تستطيع رعيتها فهى لن تتنازل عن وضعها الجديد وتمكث معها في مثل هذا البيت القديم الذي يخسرها مظهرها الاجتماعى كزوجة طبيب ..مما جعل امها ترفض طلبها لتلك العجرفة التي كانت تحدثها بها فيما سبق ومعايرتها بماضيهم الفقير وتنصلها له وتذكرت كلمة امها وهى تقول لها يابنتي اللي ملوش ماضي ملهوش حاضر .وعمر ما الفقر ما كان عيب والعيب اننا ميكنش عندنا شرف وكرامة وانا ربيتك بشرف وكرامه وعملت اللي اقدر عليه ..خرجت من شرودها على كلماته هو يعتدل من هيئته امام المرأة ليحثها على تجهيز الطعام حتى ينهى هذا المشوار الثقيل عليه .وعلى نابضه.
خرجت من حجرة الطعام بعد أن اعدت وجبة الإفطار لحماتها وزوجها الذي يكرس مجهودة واهتمامه بأمه لتتوجه اليها بمودة قائلة اتفضلي ياتنط الفطار جاهز ومحمد هروح اندهله على ما حضرتك تخرجي ..انهت استعاء ام زوجها وتوجهت اليه لتجده ينتهى من ملبسه ويستعد للقدوم نحوها ليقابلها قائلا حتى يقطع عليها الحديث الذي يقرأه في وجهها روحي أنت صحي البنات وانا هروح اصحي الولاد واجبهم علشان نفطر سوا مع ماما ..احسن بتزعل لما بتاكل لوحدها ..استوقفته قائلة لا سيب الولاد نايمين مورهمش حاجة وتنط كفايه انك هتفطر معاها هى مبترتحش غير معاك والبنات لما يصحوا هبقى اجهزلهم حاجة تانيه
يقابلها بتهجم افضلي دلعيهم ..وماله الاكل بتاعنا ده ..دي عيشة بقت تقرف ..دلعيهم وارجعي أشتكي .
زفرت ضيقا وأردفت يعني مانتش عارف ولادك .. وخصوصا انك الى معودهم على كده وعارف انهم مبيحبوش ياكلوا النوعية دي من الاكل علشان معدتهم بتتعب من الفول والطعمية وبيكتفو بالشاي والبسكويت ..وياما حاولنا نعودهم على الاكل ده ومقدرناش ..فايه لزمته الكلام ده دلوقتي.
صعد الدرج وهو يلهث ليدق الباب بدقات متتالية كأنه يتشوق للأرتواء بخبر عنها لتفتح له في فزع قائلة ايه في ايه ياسامر ..مالك!.
ماما ياهيام مش موجودة..تعرفي عنها حاجة .. ارجوكي اتكلمي .قالها سامر وهو يرجوها ان تريح نابضة النازف على فقدان غاليته.
مالها ماما فريدة هتكون راحت فين يعني ..مش يمكن تكون عند ابيه كمال والا رءوف ..والا تكون في السوق ..فهمني ايه الي مخليك خاېف قوي كده ان يكون جرالها حاجة.
اضاء بداخله وميض جديد جعله يتشبس بأمل مهاتفتها ومعرفة مكانها فكيف له أن يتوه عن هذا الأمر فرفع جواله ليسحب شاشته لأعلى وتظهر الأرقام ليبحث عن رقمها المدون ست الكلكما كان يلقبها دائما ليأتيه صوت مسجل يقول هذا الرقم غير متاح حاليا او ربما يكون مغلقا من فضلك اتصل في وقت لاحق..ليلعن هذه الرسالة التي جعلته يفقد الأمل في التواصل معها .
كانت أمامه تعبث بهاتفها هى الأخرى تحاول أن تتواصل معها عبر الإنترنت لعلها تجدها كما تفعل دوما عندما تكون شبكة الهاتف غير جيدة لتهتف بيأس مش فاتحة فيس ولا واتس ..وتوجهت اليه مستفسرة هو حصل حاجة زعلتها امبارح..دي كانت فرحانة وهى بتجهز العزومة للچماعة.
أردف بتية فهو لا يعلم لماذا لا يستطيع مواجهتها ومصارحتها بما اقترفوه في حق امهم .. كيف سيخبرها انهم سلبوها ذكراها واخرجوها من بيتها من أجل اتمام زواجه هو ..هل سيخبرها بأنانيتهم جميعا .
تركها ليترجل الدرج وهو عازم على الذهاب لمنزل اخيه الكبير ليشاركه في رحلة البحث عنها بعدما فشلت محاولة التواصل معه من خلال الهاتف .
. . . . . . . . . . . . . .
استيقظت في فزع فكم كان الحلم مزعج ..حاولت ان تبدو طبيعية أمام زوجها الذي بات يسترضيها حتى تعدل عن قرارها بشأن العودة للوطن وهى خضعت أمامه كعادتها ولكن غلبها البكاء بعدما فقدت السيطرة على حالها ليهرول اليها في فزع ليضمها اليه بحنو مالك يارهف ايه الي حصل يا حبيبتي ..كابوس والا إيه
ابتلعت ماء حلقها وحاولت استعادة انفاسها وهى تردف ماما يانديم ..فيها حاجة ..قلبي مش مطمن واكملت بإصرار انا لازم انزل مصر حالا والا ھموت انا بتخنق.
يقف امامها بتعنت ويهتف بحدة اجفلتها رهف انت مش صغيرة للكلام ده وبعدين ماما مش لوحدها هناك وانا كمان سايب اهلي علشان نكون نفسنا ونلملنا قرشين للزمن.. وبعدين انا مش فاضي لي لعب العيال بتاعك ده انتى مش صغيرة للكلام ده.
انا مش هستنى لما امي يجرالها حاجة ..هتنفعني بأيه الفلوس وقتها وانت كمان لو باباك والا مامتك حصلهم حاجة وانت عارف ان مرات اخوك مش كويسة ولا مراعياهم واخوك نفسه بعيد عنهم ومكبر دماغه من ناحيتهم ..هتعمل ايه وقتها فهمني!.قالت كلماتها بشكل متواصل وهى تلهث لتقفز في إصرار وهى تهدر به لومحجزتليش دلوقتي يانديم هروح السفارة واخليهم يحجزولي واسافر على طول.
أجابها بتحدي وانا بقولك يارهف ..سفرك قبال حياتنا مع بعض..ولو صممتي اعتبري نفس طالق ..قالها حتى يجعلها تردع عن تشبسها بالعودة الى احضان امها فهو ينعتها بالطفلة المدللة التي لا تتحمل المسئولية تجاهه .
ليتفاجأ بها تقف أمامه بتحدي على غير عادتها قائلة تمام يانديم ..اتفقنا ..احجزلى ولما اوصل ابعتلى ورقة الطلاق ..ولو عايز تطلقني دلوقتي معنديش مانع..طالما دا رائيك النهائي.
نديم بنزق وضيق من حوارها وعنادها امامه لا انت اكيد اټجننتي يارهف ..هو ايه الي حصل لجنانك ده
رهف بيأس من طريقة تفكيره المتعنته وارهاق والم من اسلوبه معها ابدا يا سيد نديم